يبدو انك كسبت ثقة فيليب الصغير قالت لها لورا وهى تجلس بجانبها على السرير .
عشت طوال حياتى وحيدة أتمنى لو أن لى أخ أو أخت صغيرة , وما أن رأيت فيليب حتى أحببته وأحببت كاثى , أتمنى أن يعتادا على ويحبانى كما أحبهما .
فيليب طفل منطو على نفسه وهذه اول مرة يعتاد فيها على احدى المربيات , يحب والدته ودائما يسأل عنها , لكنها عندما تعود الى المنزل قلما تهتم به وبأخته واذا زاد من أسئلته تنهره وتعنفه .
وكيف هى علاقتها مع الأستاذ بيتر ؟
الأستاذ بيتر رجل عظيم , لا يزال وفيا لذكرى عمه الذى أوصاه بها , وكلما غضب منها يخرج من المنزل ولا يعود إلا فى المساء , قلما يجتمعان دون أن يختلفا . حاول مرارا أن يقنعها بترك التمثيل والتفرغ لعائلتها , لكنها مهووسة بالتمثيل وخاصة بالأفلام الخرافية . لقد مل الأستاذ بيتر من النقاش معها , فلم يعد يتدخل بها وبعملها . وعندما تدعو أصدقاءها إلى المنزل , لا يجالسهم ويمنع ابنه من البقاء معهم .

أعدت لورا العشاء ثم ذهبت الى منزلها مع زوجها الذى كان يشعر بصداع قوى جعله يبقى فى غرفته طوال فترة بعد الظهر .
دعاها بيتر الى المائدة فنهضت وتنوالت عشاءا خفيفا .
هل أعجبتك غرفتك ؟ سألها بيتر وهو يسكب لها كأسا من الويسكى بعد ان عادا الى الصالون .
نعم , شكرا لك ووجدت الفرصة مناسبة لتكلمه عن فكرتها بجمع الولدين فى غرفة واحدة .
كانت هذه فكرتى من الأساس لكن سوزى كانت تصر على أن يكون لكل منهما غرفة منفردة . لكن اذا وجدت ان وجودهما معا يسهل مهمتك بالعناية بهما , فافعلى ما ترينه مناسبا .
وأعطاها رقم هاتفه فى المكتب للاتصال به عند الحاجة .
بعد قليل رن جرس الهاتف فرفع بيتر السماعة وهو يقطب حاجبيه وكأنه لا يرغب بالحديث مع زوجته .
وبالفعل , كانت سوزى على الخط .
متى تعودين سوزى ؟
نهار الجمعة ؟ هذا افضل لتكونى مع ابنتك فى يوم عيد ميلادها الأول .
طال صمت بيتر , يبدو أن سوزى غضبت من كلامه لأن صوتها ارتفع فى السماعة .
كفى سوزى , لقد وجدت لهما مربية جديدة وفيليب أحبها , ستهتم هى بالإعداد للحفلة , المهم أن تكونى هنا لأننى دعوت بعض الأصدقاء و...

انتهى الفصل الرابع

الفصل الخامس




يبدو انها قاطعته وقالت ما لا يعجبه لأنه أقفل السماعة دون أن يحييها تحية المساء . ثم التفت نحو كلير وقال بلطف وقد تبدلت لهجته .
آنسة كلير , كما تلاحظين , سوزى ستصل فى يوم عيد ميلاد كاثى , ولهذا لن تتمكن من الإعداد للحفلة , قومى بما ترينه مناسبا السيدة لورا ستعد طعاما خفيفا , وسأحضر معى بعض الطعام الجاهز والحلوى
كم شخص سيكون مدعوا ؟
ليس أكثر من عشرة اشخاص , سيكون معهم خمسة اولاد تقريبا
كان بيتر يتكلم ويتأملها طويلا , وعندما طال الصمت أخيرا , أحست الفتاة بالارتباك فنهضت .
تصبح على خير , استاذ
نهض بيتر بدوره واقترب منها .
نادنى بيتر فقط , ارجوك ووضع يديه على يديها .
أحست الفتاة باحمرار وجهها لكنها لم تسحب يديها .
كلير , اشهر أنك الضوء الذى سينير ظلام حياتى .

كلير ... همس بصوت خافت دون أن يبتعد عنها.
أعادها صوته إلى الواقع , فابتعدت عنه واسرعت إلى غرفتها مذعورة وقد ارعبتها قوة انفعالاتها وهى بين ذراعيه .
يا الهى , انه رجل متزوج ! كيف سمحت له ؟ لكنها أحست بشئ من الحب يختلج فى صدرها . هل كان يشعر بنفس الاحساس ؟ تساءلت وهى تسمع وقع خطواته وهو يتجه الى غرفته , فجأة توقفت خطواته أمام باب غرفتها للحظات ثم تابع سيره إلى غرفته فسمعت اغلاق الباب وراءه .
لا , لا يمكن أن يكون شعوره مماثلا لشعورها . فهو رجل يائس من زواجه , ويبحث عن شئ من الترفيه مع أية فتاة يلتقى بها .
بدلت ملابسها واستلقت على السرير لكنها لم تتمكن من النوم بسهولة ولم تتغلب على الأرق الا بعد منتصف الليل .
فى الصباح الباكر , استيقظت على بكاء الطفلة كاثى , واحتاجت لبضعة لحظات حتى أدركت ان واجب المهنة يناديها وذلك عندما تلفتت حولها فرأت نفسها فى هذه الغرفة .