كان لا يزال لديها بعض الأمل عندما دخلت قسم الشرطة لكن الأمل ضاع بعد أن أرهقها المحقق بالأسئلة وارهق نفسه فنادى على محقق آخر لم يكن اكثر رحمة من الأول , وهددها بالسجن ففضلت الفتاة أن تسجن على أن تطلب مساعدة بيتر الذى لم يأت لرؤيتها مع أنها قضت اكثر من ثلاث ساعات هنا .

وأما اصرارها على الانكار , أمر المحقق بسجنها ثلاثة أيام على ذمة التحقيق . رافقها شرطى الى الزنزانة بعد أن التقطوا لها عدة صور , وعاشت الفتاة ساعات هى الأسوأ فى حياتها كلها .

كانت تتوقع ان يزورها بيتر فى اليوم التالى لكنه لم يفعل , وطلبوها للتحقيق من جديد ولكنها اصرت على أقوالها السابقة , وعادت الى نفس الزنزانة المظلمة تبكى حظها وتأسف على حبها .
لماذا لم يأت ؟ لقد علم بتوقيفها بدون شك .
يبدو أن سوزى أقنعته بأنها هى السارقة وأخبرته أن المجوهرات ضبطت فى حقيبتها , وبيتر رجل قانون وقد قابل الكثير من المذنبين خلال مهنته , وكانت تعرف عنه أنه لا يدافع عن مذنبين مهما كان الثمن .
خبأت رأسها بين يديها وتركت دموعها تنهمر .

مرت ثلاثة أيام وهى مهددة بالسجن لمدة طويلة , كانت قد بدأت تفقد آخر بصيص من الأمل عندما ناداها أحد الشرطيين الى مكتب المحقق .
فنهضت وتبعت الشرطى بهدوء .
لكن دهشتها كانت كبيرة عندما رأت بيتر فى مكتب المحقق .
نهض بيتر على الفور وأمسك يديها ودعاها للجلوس . لكنها بعد أن افاقت من دهشتها , أدارت وجهها عنه وأخذت تنظر الى المحقق .

أهناك أسئلة اخرى تطرحها على ؟

كلير , لقد علمت لتوى بهذه القصة و ...

سأترككما لمدة نصف ساعة قال المحقق وهو ينظر الى بيتر بمودة , ثم خرج وأغلق باب المكتب وراءه .

شرح لى المحقق ظروف اعتقالك , وأريد ان أسمع منك كل الحقيقة .

وكيف علمت بوجودى هنا ؟ سألته بسخرية :
ألم تخبرك زوجتك ؟

لا , لم تخبرنى بشئ , ذهبت فى الصباح لزيارتك مع أنك منعتنى من ذلك , لكنى لم استطع تحمل بعدك أكثر ... وعندما طرقت باب شقتك , أطلت الجارة وأخبرتنى انك غادرت شقتك مكبلة بالأصفاد مع شرطيين وامرأة ...

كانت تلك الامرأة زوجتك سوزى التى ادعت اننى سرقت ...

شرح لى المحقق كل شئ ...

وهل صدقتهم ...

لا , أعلم أنك لا تفعلين هذا , وسأبذل كل ما بوسعى لأخرجك من هنا ثبل حلول المساء .
سأضغط على سوزى لتعترف بالحقيقة , أنا متأكد أنها هى من دبر كل ذلك عندما علمت أننى سأتزوج منك ثم نهض وضمها الى صدره بحنان .

بيتر , أرجوك , لن أتحمل البقاء هنا ليلة أخرى , أنا بحاجة للاستحمام و ...

ثقى بى يا حبيبتى , أعدك انك ستنامى فى سريرك هذه الليلة .

أعادوها الى الزنزانة وأحسنوا معاملتها بينما ظل بيتر مع المحقق .

مرت الساعات التوالى على كلير وكانها أيام طويلة , وعندما عاد بيتر مع غروب الشمس ركضت ترمى نفسها بين ذراعيه .

اطمئنى يا حبيبتى , لقد اعترفت سوزى امام المحقق منذ قليل وقالت بأنها هى من وضع المجوهرات فى حقيبتك

وكيف تمكنت من اجبارها على الاعتراف ؟
هددتها بأننى سأسافر وأصطحب الولدين معى ولن تتمكن من معرفة طريقهما طيلة حياتها , واضطررت لأن ارفع يدى عليها لأول مرة فى حياتى .

بعد الاجراءات الشكلية , خرجت كلير من قسم الشرطة برفقة بيتر الذى رافقها حتى شقتها وأخبرها بأنه مضطر لتركها الآن وبأنه سيعود بعد ساعتين ليتناولا العشاء معا .

كانت الفتاة متعبة جدا فدخلت فورا الى الحمام حيث قضت وقتا طويلا تحت الدوش .
خرجت من الحمام وجففت شعرها وارتدت قميص نوم قطنى وتمددت على السرير . وعندما رن بيتر جرس الباب , كانت على وشك النوم , فنهضت تمسح عينيها وفتحت له الباب .

دخل بيتر ووضع علبة الطعام وزجاجة الويسكى على الطاولة ليضمها اليه بشوق كبير .

بيتر , شكرا لك , لست ادرى ماذا كنت سأفعل بدونك .


ألست أنا السبب فى كل ما عانيته فى هذه الايام ؟