كلير , ما بك ؟ يجب ان تفرحى , لقد تمكنت من اقناعها ببيعى المنزل وسيتم الطلاق وبعده سترحل ولن تحاول رؤية الولدين الا فى المناسبات , أى أنها لن تعكر صفو حياتنا أبدا
اسمع بيتر , حتى ذلك الوقت سأرحل عن هذا المنزل وأنت تعرف أين تجدنى , لن أبقى هنا دفيفة واحدة , لقد جمعت حقيبتى ليلة أمس ولن أعود عن قرارى , أعتقد أنها لن تترك طفليها ولن تهملهما فى هذه الفترة . حاول أن تحل مشاكلك بهدوء , ولا تحاول أن تزورنى قبل ذلك .

وغادرت غرفة المكتب واسرعت الى غرفتها لتأخذ حقيبتها .

كانت قد تركت الحقيبتين على السرير وتذكر أنها وضعت الصغيرة فوق الكبيرة , لكنها ولشدة توترها لم تتساءل عمن أبعد الحقيبتين عن بعضهما , فحملتهما ونزلت بسرعة , لكن بيتر ألح على أن يوصلها الى شقتها بنفسه
ظلا صامتين طوال الطريق , لكنه عندما أوقف السيارة امام المبنى , أخرج من جيبه بعض النقود .

أرجوك أن تأخذى هذا المبلغ , سيساعدك فى تدبر أمورك ريثما يجتمع شملنا من جديد , ألا تزالين مصرة على ألا أزورك ؟

هذا افضل كى لا تتعقد أمورك أكثر قالت وهى تحبس دموعها .

واضطرت لقبول المبلغ منه .

نزل بيتر وحمل حقيبتها حتى المصعد الكهربائى وعاد الى سيارته .

عندما دخلت شقتها , أحست ان رائحة بيتر لا تزال فيها فلم تفتح النوافذ ولم يكن لديها ما تقوم به من عمل , فرمت نفسها على السرير, ولم تفكر بفتح حقائبها وإعادة الملابس الى خزانتها .

غلبها النوم ولم تستيقظ الا عندما سمعت طرقات قوية على بابها , فهبت من السرير مذعورة وفتحت الباب .
اعتقدت الفتاة انها لا تزال تحلم عندما رأت سوزى امام الباب مع شرطيين

انها هى قالت سوزى بحدة وهى تدفعها لتدخل مقتحمة الشقة :
ادخلا وفتشا منزلها , المجوهرات لا تزال معها بالتأكيد ...

هاى , هاى , توقفوا , ماذا تريدون وعن أية مجوهرات تتكلمين صرخت الفتاة بصوت مخنوق وأحست بأن صوتها لا يخرج من حنجرتها .

لكن الرجلين دخلا وأمسك أحدهما ذراعها بينما بدأ الثانى يقلب وسائد الصالون وسوزى تراقبه .

لا يحق لكم أن تقتحموا منزلى بهذا الشكل ...


اسكتى أيتها السارقة قاطعتها سوزى باحتقار :
لم يدخل أحد منزلنا غيرك وليلة الأمس كانت المجوهرات لا تزال فى خزانتى , لكنك سرقتها قبل رحيلك عندما أدركت أن بيتر لا يهتم بك ولن يطلق زوجته من أجلك .

أنا لم أسرق شيئا , صدقونى صرخت الفتاة وانهمرت دموعها وهى تحاول أن تتخلص من قبضة الشرطى .

هيا ابحث فى غرفة نومها , لعل المجوهرات بين ملابسها قالت سوزى عندما انتهى الشرطى الآخر من البحث فى الصالون دون جدوى .

تبعته سوزى الى داخل غرفة النوم وكذلك تبعه رفيقه وهو لا يزال ممسكا بذراع الفتاة فتح الشرطى الأول حقيبتها الكبيرة وبعثر محتوياتها على السرير لكنه لم يجد فيها أى اثر للمجوهرات .

صدقنى , انا لم أسرق شيئا صرخت كلير بيأس وقد بدأ الخوف يتملكها , وتذكرت عندئذ فقط أن أحدا عبث بحقيبتها قبل مغادرتها منزل بيتر .

وأخذت تنظر الى الشرطى يفتح الحقيبة الثانية وهى تصلى الى الله كى لا يجد فيها شيئا . لكن الشرطى ما أن مد يده الى الحقيبة حتى أخرج منها مجموعة من الأساور والسلاسل والأقراط الذهبية ملفوفة فى منديل ابيض شفاف .

كررى ما كنت تقولينه منذ لحظات قال الشرطى بسخرية موجها كلامه لكلير .

أفسم اننى لم ار هذه المجوهرات الا الآن ... انها هى , سوزى التى دستها فى حقيبتى لتنتقم منى ...

صرخت الفتاة بيأس وأجهشت بالبكاء .

كفى , يا آنسة , ستقولين كل شئ فى التحقيق

ثم التفت الرجل نحو سوزى وطلب منها أن ترافقهما الى قسم الشرطة كى تتسلم مسروقاتها من هناك .

تمنت كلير لو أن الأرض تنشق وتبتلعها عندما رأتها جارتها العجوز الثرثارة تنزل مع الشرطيين مكبلة الأيدى
بالأصفاد والدموع تغسل وجهها