أعتقد أنك ستواجه صعوبة معها ؟

لا , ابدا , فهى تطالب بالطلاق منذ مدة طويلة , لكن الخلاف سيكون حول مسألة الأولاد والاحتفاظ بالمنزل , لكننى أتمنى أن أتمكن من اقناعها بترك الأولاد والمنزل , وأنا مستعد لمنحها أى مبلغ تريده ثمنا لمنزل والدها .

ارتدى ملابسه وعاد ليجلس بجانبها على السرير .

حبيبتى , بعد طلاقى منها سأتزوجك فى أقرب وقت ممكن , بعد هذه الليلة , لن أتمكن من الابتعاد عنك ولن اتحمل أن أنام بمفردى ... كلير , الأفضل ان تتأخرى فى العودة الى المنزل غدا , لا أريد أن تكونى شاهدة على ما قد يحصل بينى وبين سوزى .

أخشى اذا عدت أن توجه كل حقدها على قالت وهى تعانقه .

لا تخشى شيئا , كونى فى المنزل بعد الغداء .

وخرج لتعود الفتاة الى وحدتها . لكن رائحة عطر بيتر جعلها تشعر أنه لا يزال بجانبها , ونامت ولم تستيقظ الا فى الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم التالى .

فاستحمت وارتدت ملابسها وهى تشعر بخفة وسعادة بعد ليلة أمس .

لكن سعادتها لم تطل لأنها عندما عادت الى منزل بيتر وجدت الجو عاصفا بداخله , يبدو أن بيتر لم يذهب الى عمله اليوم وقضى عدة ساعات بالنقاش مع زوجته , كما يبدو أن حلوله لم تعجبها .

وكى لا تتدخل بين الرجل وزوجته , حملت الطفلة كاثى التى كان صراخها يملأ المنزل وأمسكت بيد فيليب الذى كان منزويا على الكنبة وصعدت الى غرفتها لتساعد الصغير فى فروضه .

لكنه رفض ان يمسك القلم بيده لأن صوت والدته ارتفع من جديد وسمعت الفتاة الحوار الذى يدور بين الزوجين .

ما الذى يدفعك الآن , وبعد أن كنت تمانع كثيرا فى الماضى , للقبول بالطلاق ؟

أم أن هذه المربية الوقحة تمكنت من السيطرة عليك ومن اقناعك بالزواج منها ؟

أنت تعلمين جيدا أن زواجنا كان فاشلا منذ بدايته , وأرى أن الوقت قد حان ليعيش كل واحد منا كما يحلو له .

************

الفصل الثانى عشر




لن أترك منزلى أبدا , أفهمت ؟ صرخت سوزى بحدة واختفى صوتها لتسمع الفتاة وقع خطواتها على الدرج :
كلير , أين أنت ...؟ انزلى على الفور

دق قلب الفتاة بخوف ولم ترغب بالنقاش مع سوزى وهى بهذه الحالة .

لكن بيتر الذى يحبها كثيرا جنبها هذه المواجهة لأنه أمسك بيد زوجته بنفس اللحظة التى فتحت فبها باب غرفة كلير وهمت بدخولها .

تعالى , لا علاقة لكلير بمشاكلنا

وأجبرها على النزول ولم يتركها الا أما باب سيارته ففتحه ودفعها الى داخل السيارة وانطلق بها مسرعا .

ابتعدت كلير عن النافذة وأخذت تصلى الى الله كى يحمى حبيبها الذى يقود سيارته بسرعة جنونية . وفكرت طويلا بالموقف الذى يجب عليها اتخاذه , الأفضل لها أن ترحل وتتركه يحل مشاكله مع زوجته وحده , طالما أن سوزى بدأت تشك بوجود علاقة بينه وبينها فهى لن تتركها بسلام . والأولاد ؟ تساءلت بقلق , فهى تحبهما ولا تريد أن تتخلى عنهما , لكن كرامتها لا تسمح لها بالبقاء .

طال غياب الزوجين ولم يعودا الا بعد منتصف الليل , فلازمت الفتاة غرفتها وقررت أن تكلم بيتر فى الصباح وتخبره عن قرارها بالرحيل .

لكنها فى الصباح الباكر وبينما كانت تخرج من غرفتها رأت سوزى تخرج من غرفة بيتر مرتدية قميصه الذى كان يلبسه بالأمس .

نظرت سوزى اليها بابتسامة ساخرة وهى ترفع يديها متثائبة , ثم اتجهت نحو غرفتها بعد أن رمت الفتاة بنظرة احتقار .

نزلت الفتاة الى الأسفل ونيران الغيرة تلتهم فؤادها يا له من رجل ضعيف , لن يتمكن من تحرير نفسه من شباك هذه الزوجة المستهترة المتمردة .

بعد قليل نزل بيتر والتقى بها فى الصالون فدعاها للدخول الى غرفة مكتبه

كلير وحاول أن يضمها اليه لكنها ابتعدت بسرعة ونظرت اليه بحدة .