الفصل الحادى عشر



انها الآن أمام خيارين , إما أن تصبح عشيقته وإما تترك منزله وتتخلى عن مهمتها الجديدة لتعود للبحث من جديد عن عمل .

الفكرتان لا تعجبانها وليس هناك خيار ثالث .
نهضت بتثاقل ووقفت امام الخزانة تفكر ماذا سترتدى لهذه السهرة , وقررت أن لا تضعف أمام بيتر وتحافظ معه على علاقة ودية محترمة الى ان يجد حلا لمشكلته مع زوجته أو الى أن يجد مربية اخرى .

بعد تردد طويل , ارتدت تنورة زرقاء واسعة وطويلة تشبه أزياء الاسبانيات التقليدية واختارت معها قميصها الأبيض المزين بالدنتيل ووقفت تتأمل نفسها فى المرآة وأخفضت الدنتيل المزموم الذى يشكل خطا شبه مستقيم عند كتفيها ورقبتها , ولم تضع اى شئ فى عنقها وذلك لأنها كانت قد باعت ميداليتها الوحيدة منذ عدة شهور .

كانت تسرح شعرها عندما رن جرس الباب , فانتفضت مرعوبة مع أنها منذ قليل كانت تراقب عقــارب الساعة .
لكن دهشتها كانت كبيرة عندما فتحت الباب ورأت بيتر يدخل حاملا كيسين كبيرين من الورق .

بيتر , ما هذا ؟ سألته ضاحكة .
انه عشاءنا , يا حبيبتى وفتح لها ذراعيه مبتسما , فنسيت كل ما كانت تفكر به قبل لحظات ورمت نفسها على صدره
اشتقت اليك ورفع وجهها نحوه , عانقته وأحست انها لن تتمكن أبدا من رفض حبه .
كلير , كلير ...
بيتر , أحبك .
أعلم ذلك , يا حبيبتى , لكننى وعدتك بتناول العشاء وبالرقص , وبعد ذلك , ستكون هذه الليلة ملكنا لنا نحن الاثنين فقط .

بيتر ... ولكنك وعدتنى ...
بسهرة فى أحد المطاعم , لم أنس , لكننى أرى ان شقتك الصغيرة المتواضعة , ستكون بالنسبة لنا أفضل من أفخم مطاعم المدينة ودفعها أمامه الى المطبخ .
أحضرت معى عشاءا جاهزا , كل ما عليك أن تفعليه هو أن تعدى لنا طبقا من السلطة . سأعد أنا المائدة .



المائدة هى عبارة عن تلك الطاولة والمقعدين فى زاوية الصالون ...
أحبك , ويسعدنى وجودك معى اينما كان وحاول تقبيلها من جديد , لكنها هربت منه ودخلت الى المطبخ لتفرغ محتويات الكيسين .
بعد قليل , سمعت صوت الراديو كاسيت يرتفع مع لحن جميل هادئ , وبعد لحظات فقط , أحست بيدى بيتر على خصرها . فاحمر وجهها وأحست بالنيران تتسلل من خصرها الى كل كيانها .
لم يحن وقت الرقص بعد قالت له متظاهرة بالمرح .

جئت اسألك أين تضعين الأطباق
انها فى الخزانة التى الى اليسار
فسرق قبلة من خدها وعاد الى الصالون يحمل الأطباق ويغنى مع المسجل
كم كانت تحلم بأن يملأ رجل فراغ حياتها من قبل !
وكم تتمنى لو تسمعه يغنى دائما بمثل هذه السعادة !
عندما أصبح العشاء جاهزا , دخلت الى الصالون فاستقبلها مبتسما وابعد لها الكرسى لتجلس قبالته .
تناولا العشاء بشكل حميم على أنغام الموسيقى ونور الشموع وأخبرها بأن الشرطة أصبحت تمسك بكل أطراف القضية , ولن يجرؤ أحد من العصابة على التعرض له أو لأحد أفراد عائلته .
ساعدها أخيرا فى تنظيف الطاولة وجلى الصحون وأعد القهوة معها وجلس بجانبها على الكنبة الكبيرة .

ظلت الفتاة تمسك فنجان قهوتها بيدها وكأنها تريد تأخير الوقت . لكن بيتر أخذه من يدها ليضعه على الطاولة الصغيرة , ثم أحاط كتفيها بذراعه فأسندت رأسها على كتفه وتركته يداعب شعرها وكتفها .
وعندما رفع وجهها نحوه كانت تنظر اليه نظرات أشبه بالتوسلات .
كلير ...
أخفضت نظرها فجأة وخافت أن تصل الى نقطة لا يمكنها التراجع بعدها , وكأنه لاحظ ترددها, لأن الفتاة أخذت تهمس باسمه , وقد باتت اسيرة عواطفها
استيقظت الفتاة فى منتصف الليل , فمدت يدها نحوه وأمسكت ذراعه .
بيتر
انحنى بيتر نحوها .
يجب أن أذهب , يا حبيبتى
وعدتنى بأن تبقى معى هذه الليلة
أعدك بليال أخرى , لكننى مضطر للعودة الى المنزل لأننى أريد أن أكلم سوزى بأمر الطلاق .