بعد نصف ساعة , وصل بيتر وروجيه مقيدين يرافقهما أحد افراد العصابة وطلب منها بيتر أن تسلم الملف الى المجرمين .
أسرعت الفتاة الى غرفتها وأحضرت الملف وسلمته للرجل الذى كان معها فتصفحه بسرعة ثم ضحك وامر صاحبه بالرحيل .
ما ان سمعت الفتاة هدير سيارتهما يبتعد حتى أسرعت تفك قيد الرجلين وصرخت للورا وجاك بالنزول مع الطفلين :
شكرا لك , كلير قال بيتر وهو يضمها الى صدره .
الصور ليست بالملف , أنها لا تزال معى ...
حقا ؟ ونظر اليها وقد أشرقت عيناه .
نعم , لست ادرى لماذا خبأتهما أجابته مبتسمة .
لقد أنقذت حياتنا وحياة الطفلين وبفضلك سنتمكن من انهاء هذه القضية , فهم لا يعلمون ان لدينا هذه الصور , لقد حصلوا على اعترافات زوجة غبريال وعلى بعض الأوراق التى اختلستها فى مكتب زوجها قال روجيه وهو ينظر اليها بامتنان .
يجب علينا أولا أن نذهب الى قسم الشرطة . لن نعمل منفردين بعد الآن قال بيتر وهو يقبل طفليه الذين نزلا مع السيدة لورا وجاك .

المسكين , ضربه أحد المجرمين قالت كلير وهى تشير الى وجه العجوز حيث تظهر آثار الضرب .
أنا آسف لأننى تسببت لكم بكل هذا ... ولكن ... وقطع كلامه فجأة :
ألم تعد سوزى
لا , اتصلت وقالت أنها ستعود غدا
بيتر , ابق أنت مع عائلتك , سأذهب أنا الى الشرطة , أعطنى الصور , كلير
بعد نقاش طويل , اقتنع بيتر بكلام روجيه وأعطاه الصور ورافقه حتى الباب .
كان روجيه قد اتصل بزوجته قبل ذهابه إلى قسم الشرطة وطمأنها على سلامته .
كانت الشمس قد اشرقت عندما عاد الطفلان للنوم , فنزلت كلير لتساعد بيتر ولورا وجاك فى تنظيف الأرض من حطام الزجاج الذى تركه المجرمون وراءهم , لكن بيتر نصحها بأن ترتاح بعد هذه الليلة المرعبة وعندما أبت , أمسك بيدها ورافقها الى الأعلى لكنه توقف امام باب غرفته وضمها اليه بحنان .

كلير , حبيبتى , لست أدرى ماذا كان سيحصل بدونك . أحبك واشتقت اليك .
نظرت اليه بحب وشكرت الله على عودته سليما .
ودون أن تشعر وجدت نفسها
بيتر , لا , ارجوك ...
كنت على وشك الموت قبل ساعات , وكل ما تمنيته أن أضمك هكذا بين ذراعى
ولكن ... بيتر ...
نهض بيتر رغما عنه ووعدها أن يصطحبها فى المساء إلى أحد المطاعم ليتناولا العشاء ويرقصا معا .

لا استطيع مرافقتك , ستعود زوجتك اليوم كما وأنه لا يمكننى أن أترك الأولاد , أم انك تعتقد أن الخطر قد زال نهائيا .
أعتقد ذلك , وبعد أن ارتاح قليلا سأذهب لأتأكد بنفسى .
تركته الفتاة ليستحم وينام قليلا ونزلت الى الأسفل .

بعد ساعة عادت سوزى وكانت تبدو مرهقة جدا فصعدت على الفور الى غرفتها بعد أن سألت عن الأولاد .
استيقظ بيتر من نومه عند الظهر والتقى بكلير فى المطبخ . تأملته الفتاة بحنان وكان قد ارتدى بنطلونا من الجينز الأزرق وقميصا اخضر .
لقد عادت سوزى وهى تنام فى غرفتها
حسنا , ستهتم هى بالأولاد هذه الليلة , قولى لها انك ستنامين الليلة فى شقتك , هكذا نتمكن من قضاء السهرة معا .
ولكن ...
سأمر لاصطحابك من شقتك فى الساعة السادسة .

تناول غداءه بسرعة وخرج .
لم تجد كلير صعوبة فى التحدث مع سوزى فسمحت لها بالذهاب الى شقتها لقضاء ليلة واحدة هناك .
ولكن لا تتأخرى بالعودة صباحا , قد أضطر للخروج ...
لأول مرة منذ غادرت شقتها , أحست كلير بالحرية بعد ثقل المسؤولية التى كانت ملقاة على عاتقها . استلقت على سريرها لبضعة دقائق تفكر بالسهرة الموعودة مع بيتر .

أوه , بيتر !
تمتمت وهى تنظر الى سقف الغرفة .
انها تحبه , تحبه كثيرا ولكن لا يمكنها الاستمرار بهذه العلاقة التى لا تعدها الا بأن تكون عشيقة له لا أكثر .
لقد قاومت عواطفها كثيرا خلال الأيام التالية ,
لكنها لا تدرى اذا كانت ستصمد أكثر ,
نظراته وكلماته ولمساته كلها تؤكد حبه لها ,
لكنه يبقى رجلا متزوجا وتحمل اسمه امرأة أخرى .

************