دعينا من الكلام عنها ولنفكر فيما نحن فيه , لقد جاء بعض أفراد العصابة وحاموا حول المنزل ليلا لكنهم لم يدخلوه , أخشى أن يقتحموه هذه الليلة اذا لم يأت بيتر , وأخشى ان يلحق مكروه بالطفلين .

أتعتقدين أن العصابة ... قبضت عليهما ؟ سألتها شانتال وهى ترتعش :
ولكن ... لماذا جاؤوا ليلة أمس ؟

فضلت كلير أن لا تخبرها شيئا بشأن الملف وتظاهرت أمامها بالدهشة ونصحتها بالبقاء معها هذه الليلة , لكن شانتال قررت ان تمضى ليلتها هذه فى منزل ذويها , وقالت لها بأنها ستمر أولا على منزلها , قد يكون روجيه قد عاد وترك لها رسالة ما .

اتخذت كلير نفس الاحتياطات التى اتخذتها بالأمس , وطلبت من لورا وجاك أن يناما فى المنزل الكبير لأنها تشعر بالخوف . وقد علما أن السيد بيتر لم يعد بالأمس الى المنزل ولم يتصل هاتفيا , وبدا القلق على وجهيهما أيضا .

لكن فى منتصف الليل , استيقظ الجميع على صوت حطام الزجاج . فتحت كلير عينيها , ولم تجرؤ على مغادرة غرفتها . لقد دخل المجرمون الى المنزل , يبدو ان لديهم وسائل خاصة فى فتح الأبواب , لكن صوت التحطيم استمر , وكأنهم يبحثون عن شئ ما . يا الهى , الملف , انه بمكان امين , ولكن ماذا لو استعمل المجرمون العنف ؟ تساءلت الفتاة وهى تضم الطفلين النائمين بيديها .

تكلم , هيا , تكلم صرخ صوت من الأسفل .

انه احد المجرمين يمسك بالعجوز جاك ويهدده

أين يخبئ المحامى أوراقه ؟

لست ادرى , ربما فى مكتبه أجابه العجوز وهو يسعل .

يبدو انك عنيد كسيدك ارتفع صوت المجرم وسمعت الفتاة وقع اقدام على الدرج المؤدى الى غرف النوم . وبعد لحظات , لمحت من تحت باب غرفتها خيالات تتحرك فى الممر , ثم رأت مقبض الباب يدور , عندئذ صرخ فيليب خائفا . ما هى الا لحظات حتى خلعوا الباب ودخل ثلاثة رجال ملثمين .

من أنتم وماذا تريدون ؟ سألتهم كلير بصوت مرتجف وهى تحاول اسكات فيليب .

لا بد انها زوجته وهذين الطفلين ولديه قال أحدهم وحاول ابعادها عن الطفلين .

ماذا تريد منهما ؟ صرخت الفتاة مرعوبة :
دعهما

سيدعهما اذا تعاونت معنا قال آخر وهو يلوح بمسدسه . عندئذ فقط تذكرت الفتاة وجهه , أنه أحد الرجلين الذين ظهر فى الصور التى كانت فى الملف

ماذا تريدون ؟ سألته وهى تحاول أن تجمع كل شجاعتها .

هناك ملف يحتوى على بعض الأوراق الهامة , بحثنا عنه فى غرفة المكتب ولم نجده , أتعرفين مكانه ؟

لا أجابته كلير بسرعة

اذا وجدناه سنترككم ونذهب , والا ستموتون جميعكم وسيموت المحامى الغبى والتحرى الوقح أيضا ...

أين هما ؟ قاطعته الفتاة وأحست بأن كل جسدها يرتجف .

تناول الرجل سماعة الهاتف وأدار القرص وهو يضحك بشكل مخيف .

ستكلمينهما على الفور قال الرجل ثم طلب من الرجل الذى أجابه على الخط أن يسمح لبيتر بالكلام معه .

يا الهى ! أتحتجزونهما ؟ صرخت كلير واسرعت نحو الهاتف .

هاى , هاى , انتظرى ثم وجه الكلام الى بيتر عبر السماعة .

**********

الفصل العاشر



اسمعنى جيدا , بيتر . أكلمك من منزلك ومسدسى موجه الى زوجتك وطفليك , اطلب منها أن تسلمنا الملف وإلا فإنك ستلتقى بهم فى السماء قريبا .
هيا , كلم زوجتك لتتأكد بنفسك وناول السماعة لكلير فصرخت على الفور .
بيتر , أين أنت ...
كلير , لا تخافى , أعطهم الملف ولكن بعد أن تطمئنى الى أنهم سيتركونكم بسلام
ولكن ما الذى يؤكد لى أنهم لن يقضوا عليكما
لا سبيل للحصول منهم على ضمانة . المهم أن لا تتعرضوا أنتم للأذى و ...
أخذ الرجل السماعة من يدها وأقفل الخط .
هيا , أعطنى الملف

ليس قبل أن أرى بيتر وروجيه بخير
اسمعى ايتها البلهاء . هذه لن تكون اول مرة اقتل فيها امرأة ...
لن تقتلنى لأننى أنا الوحيدة التى تعرف مكانه . لن تأخذه قبل أن يعود بيتر ورفيقه الى المنزل .
كلامها الجرئ هذا جعلها تتلقى صفعتين رمتاها أرضا لكنها عندما لاحظت أنه لن يجرؤ على قتلها , حافظت على موقفها ولم تعطيه الملف .
حسنا , سأطلق سراحهما وعندما يصلان الى المنزل سالمين تعطينى الملف
هذا أفضل حل أجابته بحزم وطلبت من لورا وزوجها أن يبقيا مع الطفلين فى غرفتهما .
اتصل الرجل بوكر العصابة فوعدوه أن بيتر سيصل مع رفيقه بعد نصف ساعة .
هذه النصف ساعة كانت كالدهر بالنسبة للفتاة .
لكنها اطمأنت قليلا عندما انصاع المجرم لأوامرها وصرف زميليه بينما ظل موجها المسدس الى رأسها .