الفصل التاسع





أجابتها زوجته وكانت قلقة على زوجها أيضا .

روجيه خرج صباح الأمس ولم يعد أيضا وكنت على وشك الاتصال ببيتر , ولكن ... أوه ...

شانتال , أيمكنك المجئ ؟ سالتها كلير بتوسل .

لماذا لا تأتين انت لزيارتى ؟

لا يمكننى أن أترك الطفلين , ولا يمكننى اصطحابهما .

أرجوك , أريد أن أتكلم معك بشأن هام

كلير , ماذا هنالك ؟ تكلمى ...

ليس على الهاتف , أرجوك أن تأتى

قد يتصل روجيه أو يأتى أثناء غيابى

هيا , شانتال , اتركى له رسالة

بعد أقل من نصف ساعة كانت شانتال تنزل من سيارتها أمام المنزل .

استقبلتها كلير وفيليب الذى لم تسمح له مربيته بالذهاب الى المدرسة اليوم ودعتها كلير للصعود معها الى غرفتها .

شانتال , أنا قلقة جدا على بيتر , لقد تلقى اتصالا يبدو أنه من زوجك بعد ظهر أمس , وغادر المنزل على الفور , وكأنه أمام مسألة حياة أو موت ... ثم ترددت الفتاة قليلا قبل أن تخبر شانتال بأمر السيارتين اللتين كانتا أمام المنزل ليلا لكنها ندمت كثيرا عندمت أخبرتها لأن شانتال شحب لون وجهها فجأة وأصيبت بالإغماء .

يا الهى , ماذا أفعل الآن , صرخت كلير وأخذت تصفق شانتال على وجهها ثم نهضت بسرعة وكادت تتعثر بكاثى التى كانت تلعب مع فيليب بألعابهما .

فيليب , ناولنى زجاجة العطر التى على الطاولة

ما بها العمة شانتال ؟ سألها الصبى وهو يناولها الزجاجة .

انها بخير , أغمى عليها فقط أجابته بهدوء مصطنع وهى تمسح وجه شانتال بالعطر .

حركت شانتال رأسها ثم فتحت عينيها وتلفظت باسم زوجها .

أنت بخير , شانتال ؟ سألتها كلير

لست أدرى ماذا أصابنى , لكنها ليست المرة الأولى .

أجابتها شانتال بضعف .

هل أنت ... ؟

نعم , أنا حامل فى الشهر الثانى , يا الهى , روجيه بخطر , كم نصحته بالتخلى عن هذه المهنة المحفوفة بالمخاطر ! وأجهشت بالبكاء .

فيليب قالت كلير ملتفتة نحو الصبى :
انزل وأحضر كوب ماء .

لكنها أمسكت بذراعه عندما هم بمغادرة الغرفة :
انتظر مع شانتال , سأنزل أنا منعته من النزول خوفا عليه لأن لورا كانت قد ذهبت مع زوجها لشراء بعض الحاجيات .

عادت كلير مع كوب الماء وكانت شانتال قد هدأت قليلا .

شانتال , ماذا تعرفين عن هذه القضية ؟

كل ما أعلمه ان روجيه وبيتر يعملان معا للقبض على عصابة كبيرة لتهريب وتوزيع المخدرات . لقد قتلت العصابة زميل لهما كان يعمل شرطيا عندما تسبب بزج أحد أفراد العصابة فى السجن . وبيتر وروجيه أقسما على الانتقام له والقضاء على جميع افراد العصابة . كنت أعتقد أنهما نسيا هذا الموضوع الى أن ...

ماذا ؟ تابعى , أرجوك أصرت كلير عندما طال صمت صديقتها الجديدة .



الى أن أتت زوجة أحد أفراد العصابة التى أرادت أن تثأر من زوجها عندما اكتشفت خيانته لها وأخبرت بيتر بكثير من الأمور وأنارت له طريق بحثه , فسار روجيه وبيتر على الخط الذى رسمته لهما , لكنهما وجدا الطريق مسدود لأن تلك الامرأة التى كانت تأتيهما بالأخبار وجدت مقتولة ذات صباح فى سريرها . ومنذ ذلك اليوم وزوجى وبيتر يتلقيان التهديدات ولكن هذه التهديدات لم تثنيهما عن عزمهما .

فى هذه اللحظة رن جرس الهاتف فأسرعت كلير ترفع السماعة , لكن خيبتها كانت كبيرة عندما سمعت صوت سوزى التى أخبرتها أنها ستعود غدا .

ألا يمكنك العودة اليوم ؟ سألتها كلير وهى تأمل ان تعود لتشاركها مسؤولية الاهتمام بالطفلين .

هل أحد الطفلين مريض ؟ سألتها سوزى بقلق .

لا , ولكن ...

هيا , لديك رقم هاتف الطبيب , اتصلى به عند الضرورة , لقد انتهت الاستراحة الآن , لدينا موعد مع الصحفيين بعد دقائق , قبلى الطفلين ... وأقفلت السماعة دون أن تسأل عن زوجها .


يا لها من امرأة ! قالت كلير وهى تعيد السماعة الى مكانها .

سوزى لا تتغير أبدا , بيتر مصمم حاليا على الطلاق

تخيلى انها حتى لم تسأل عنه



سوزى لا تحبه ولا تحب رجلا آخر , كل ما يهمها هو التمثيل والكاميرا والأزياء .