الفصل السابع



سيدة ... عفوا , سوزى , هذا ليس من ضمن مهمتى

أجابتها كلير بحزم .

ومن حدد لك مهامك فى هذا المنزل ؟

السيد غارنيه

أين فيليب ؟ سألتها بحدة .

فى المدرسة

آه , اعتقدت ان اليوم هو السبت . وأين كاثى ؟

نائمة فى غرفتها

سآخذ حماما وعندما أنتهى أريد أن أراها , أيقظيها

وصعدت الدرج وهو تلوح بحقيبة يدها .

لم ترغب كلير بمناقشتها أكثر كى لا تضطر لحمل حقائبها وللرحيل , فقررت ان تتجنب اغضابها ريثما يعود سيد المنزل , خاصة وأنها قد أنفقت جزءا كبيرا من المال الذى قبضته منه كمقدم لأتعابها .

كانت السيدة لورا قد سمعت الحوار بينهما , فما كادت سوزى تدخل غرفتها حتى اقتربت لورا من كلير وجذبتها من ذراعها .

اسمعى يا ابنتى , اذا كنت بحاجة لهذا العمل , يجب عليك ان تتحملى كلام سوزى وتصرفاتها .

عندما أقوم بواجبى على أكمل وجه , لا يحق لها أن توجه لى أية ملاحظة تنقص من كرامتى أجابتها بحدة ومسحت دمعة عن وجهها .

يا ابنتى , لقد رافقت سوزى فى كل مراحل حياتها , وهى دائما مندفعة تتوتر وتغضب بسرعة , ولا تتراجع عن آرائها . ولا تنسى أنها سيدة المنزل .

اذا استمرت بمضايقتى , سأترك العمل على الفور .

لا , لا تفكرى بهذا ارجوك , لقد بدأ فيليب يخرج عن انطوائه ويهتم بواجباته المدرسية . كما وأن السيد بيتر سعيد بوجودك فى المنزل و ...

كفى لورا , أرجوك وصعدت الدرج بسرعة ودخلت الى غرفة كاثى ووقفت طويلا امام سرير الطفلة مترددة قبل أن توقظها , وأخيرا امتثلت لأوامر السيدة وأيقظت الطفلة بهدوء وبدلت لها ملابسها وأعطتها زجاجة الحليب . وبينما كانت تطعمها دخلت سوزى مرتدية روب الحمام وتلف شعرها بمنشفة زرقاء بلونه .

كاثى , حبيبتى .

التفتت الطفلة نحو والدتها وتركت زجاجة الحليب تقع على الأرض .

أتريدين شيئا آخر ؟

لا , عودى بعد ربع ساعة وخذيها .

نزلت كلير إلى الأسفل وهى تفكر بهذها لوالدة التى كانت غائبة عن المنزل والتى لا تمنح ابنتها الصغيرة أكثر من ربع ساعة بعد عودتها .

ولكن بعد عشرة دقائق فقط , نادتها سوزى وطلبت منها أن تأخذ الطفلة واسرعت الى الهاتف ولم تترك السماعة الا بعد نصف ساعة . وعلى الفور بدأ رنين الهاتف يتكرر فتجيب سوزى وتغرق فى الضحك مع أصدقائها .
فيما بعد سمعتها كلير تتكلم على الهاتف وتخبر أحدهم بأنها تقبل دعوته للتخييم فى احدى المناطق الجبلية للاحتفال بيوم البيئة الذى تنظمه جمعية الحفاظ على الطبيعة نهار الخميس القادم .

ما ان نزل فيليب من باص المدرسة حتى رمى حقيبة كتبه وركض على الدرج ينادى أمه .

ماما ... ماما ... ولكنه لشدة شوقه لأمه تعثر بشريط الهاتف فوقعت السماعة من يد والدته التى نهرته بشدة وأسرعت تلتقط السماعة لتعتذر من صديقتها وتخبرها بأنها ستتصل بها فى المساء .

لكن فيليب ركض هاربا يبحث عن كلير .

كلير ... كلير ... كلير ... صرخ الصبى مرعوبا فأسرعت مربيته نحوه فاتحة ذراعيها .

دعيه صرخت سوزى وهى تتبعه :
فيليب , كم مرة طلبت منك أن لا تقاطعنى عندما أكون أتحدث على الهاتف ؟

لم يجبها الصغير وأخفض رأسه , اضطرت كلير للانسحاب كى لا تضطر لمواجهة هذه الوالدة المستهترة .

وما ان دخلت الى غرفتها مع كاثى حتى سمعت هدير سيارة بيتر . لقد جاء الزوج المسكين , فالأفضل لها أن لا تشهد لقاءه مع زوجته . لكن ما هى الا دقائق حتى ارتفع صوت الزوجان وصراخ فيليب . احتارت ماذا تفعل , واجبها يطلب منها ان تبعد الطفل عن والديه الذين يتحاصمان , لكنها لا ترغب بالتدخل فى مثل هذا الموقف , الا أن صراخ الطفل علا أكثر بعد أن سمعت كلير صوت شئ يتحطم , فخرجت من غرفتها ودخلت الى غرفة سوزى فوجدتها واقفة أمام حطام المرآة , ورأت بيتر يقف خلفها . فأسرعت تمسك بيد الصغير وتخرج من الغرفة .

تعالى لنطعم الحمامة , فيليب وحملت كاثى وغادرت المنزل لتبعدهما عن هذا الجو العاصف بين والديهما .

ابتعدت كثيرا عن المنزل ولكنها لم تتوقف وفيليب لا يزال يبكى , بعد قليل سمعت هدير سيارة فالتفتت الى الوراء ورأت سيارة بيتر .

توقف بيتر الى جانب الطريق وطلب منها ان تصعد الى السيارة .

كلير , أشكرك على هذه المبادرة اللطيفة , لكننى أرجوك أن لا تبتعدى مع الأولاد عن المنزل , خاصة فى هذين الاسبوعين

لماذا ؟

لا تبتعدوا , فقط أجابها بحدة وعاد ليسلك طريق العودة .

أنا آسف , كلير , أعصابى مرهقة , لم يكن يجب على أن أكلمك بحدة , لكن ...