كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
وتوقف قليلا قبل أن يضيف:
" مع عائلتي ، وسنمكث فيه لعدة اسابيع ، ثم اضاف وهو يهز كتفيه بطريقة بدت لها جذابة ، ولذلك لم تدعه ساشا يكمل كلامه فقد بدأت تشعر بالضيق فردت عليه في لهجة حازمة:
" لا... لا... إنني آسفة ... ولكن معي رسالة هنا في حقيبتي".
وإنحنت ساشا تبحث في حقيبتها عن الرسالة لتريها للشاب، ولذلك فقد فاتها ان ترى أحد الرجال يأتي من ناحية المنزل ، وفوجئت وهي تعبث بمحتويات الحقيبة بصوت رجل ينادي على الشاب بإسم مارك ثم يقول شيئا بلغة لم تعرفها.
ونظرت ساشا الى اعلى لتفاجأ على بعد خطوات منها برجل رمادي الشعر أتى على ما يبدو من المنزل في حيرة ينظر اليها وكأنه فوجىء بوجودها مع الشاب.
وإلتفت الشاب الى الرجل وتحدث اليه بضع كلمات سريعة غاضبة بلغة لم تكن غريبة على مسمعها وإن لم تكن تعرف ما هي فإتجه الرجل ناحية المنزل من جديد وهو يلوح بيديه كانه يعتذر ويقول أنه لم يكن يعرف.
وإلتفت الشاب الى ساشا وفي هذه اللحظة إكتشفت ساشا سببين مهمين أولهما أن وجه الرجل الرمادي الشعر ليس غريبا عليها وربما تكون رأته من قبل مرة واحدة ، والثاني أن هذا الشاب الذي يقف معها إسمه مارك وبدا لها هذا الإسم جذابا.
وبدا لساشا أن شيئا ما حدث وإن لم تكن تعرف ما هو وبدا الشاب نافذ الصبر وأشار اليها بيده وهي ما زالت تبحث عن الرسالة في حقيبتها بما يعني أنه لا داعي للبحث فالمسألة لم تعد تهمه.... ثم مد يده ليمسك بذراع ساشا وهو يقول:
" إسمعي يا آنسة ، يبدو واضحا أن هناك سوء تفاهم ، تعالي معي الى المنزل لنبحث هذا الأمر بينما نتناول بعض الشراب ، فالجو حار هنا".
وشعرت ساشا بيد دافئة تكاد تحرق ذراعها فنظرت اليه وإلتقت نظراتهما وفي هذه اللحظة رأت في عيني الشاب شيئا افزعها قليلا وجعلها تدرك على الفور أنه يجب عليها ان تمضي من هذا المكان ، ولم تكن تعرف تماما ما هو هذا الشيء ولكن كل ما تعرفه ان شعورا قويا بداخلها كان يحذرها من هذا الشاب ويدفعها الى الهرب بعيدا عن المكان.
حسنا حاولت ان تتماسك وان تبدو طبيعيةب قدر الإمكان وهي تقول له:
" حسنا ، ربما كنت على حق .... وربما يكون حدث خطأ ما... في أي حال لي عمة تقيم في كان ويمكنني ان اذهب اليها وزيارتها و....".
ولم يدعها الشاب تكمل حديثها ، بل قاطعها سريعا وهو يقول في لهجة لطيفة.
" لا.... لا أعتقد أنه يمكنك ذلك ، فليس من العدل أن ادعك تعودين أدراجك بعد كل هذه الرحلة الطويلة ، تعالي الآن".
ثم اضاف وهو يهز كتفيه بالطريقة الجذابة نفسها قائلا:
" سنعود الى المنزل الآن ، حيث نقرر ما يمكن أن نفعله ، وانا اكرر لك أسفي".
وإإلتفتت ساشا الى سيارتها وودت لو أنها عادت أدراجها فورا برغم مشقة الرحلة فقد إزداد هذا الشعور الغامض الذي يدفعها الى الإسراع بالهرب.
وإتجهت ساشا الى السيارة ومدت يدها الى الباب لتفتحه وهي تنظر الى الشاب بدا لها الآن كما بدا لها لأول وهلة جذابا الى درجة كبيرة ، هناك شيء آخر يبدو عليه الآن ، لا تستطيع ان تصفه ولكنه يملأها بالخوف ، ونظرت اليه وهي تحاول أن ترسم على شفتيها إبتسامة وهي تقول:
" لا بد أن اذهب الآن...".
|