كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
4- لا العمة ولا اليخت!
وصلت ساشا ومارك الى منزل العمة ماري وكان المصعد معطلا وبينما كانا يصعدان السلم التفت اليها مارك قائلا:
" تذكّري ، انني أقيم في منزل السيدة كاسيل بمفردي ، هل تفهمين؟".
ولما ردّت ساشا بالإيجاب اضاف مارك:
" وتذكّري ايضا أنني اراقبك بدقة فلا تحاولي أن تفعلي أي شيء"
فردّت ساشا قائلة:
" أخبرتك من قبل أنها سيدة عجوز".
"نعم ، أعرف ذلك ، وعلى فكرة هل تتحدثين معها بالفرنسية ام بالانكليزية؟".
" اتحدث معها باللغتين فهي تود احيانا التحدث بالإنكليزية ، وعندما تشعر بالتعب من ذلك تعود الى التحدث بالفرنسية."
وهز مارك رأسه ولم يقل شيئا ، وبدأت ساشا تسائل نفسها اذا أخطأت عندما فكرت في زيارة العمة ماري ، لقد كانت الفكرة تبدو رائعة لها ، ولكن ربما كان عليها ان تكون أكثر حذرا.
وتحسست حقيبتها وكانت قد وضعت فيها ورقة وقلما ، اذ كانت ترجو ان تتمكن من كتابة مذكرة صغيرة لوصيفة العمة ماري وتدعى هورتونس وهي تغادر المنزل كل مساء بعد تأدية أعمالها ، وان لم تكن قد قررت بعد ماذا تكتب في هذه المذكرة.
وكان باب شقة العمة ماري مواربا واستقبلتهما وهي تجلس في الشرفة ودعتهما مرحبة الى الدخول ، وكانت العمة ماري قصيرة القامة سمينة الى حد ما ولم تكن تستطيع المشي الا بصعوبة ، لذلك كانت تقضي معظم وقتها في الشرفة الواسعة تحيط بها أصص الزرع التي تحبها والتي تقول عنها أنها صديقتها.
وكان شعرها معقوصا الى الخلف وظهر أثر الزمن واضحا في عينيها فتحوّل لونها الى الأزرق الباهت وكانت ترتدي دائما زيا أسود يحلّي ياقته بروش صغير.
وشعرت ساشا بغصة في حلقها وهي تتقدم لتحية السيدة العجوز وتنحني الى جانب المقعد ذي العجلات الذي تجلس عليه ، ثم قالت:
" أهلا ، يا عمتي ماري ، إنه شيء جميل حقا ان اراك مرة اخرى".
" أهلا بك يا صغيرتي ، ولكن من هذا الشخص الذي حضر معك ، هل هو صديق؟".
" نعم ، أود ان أقدم لك ...".
وترددت للحظة قبل ان تضيف:
" مارك انه يقيم في منزل السيدة كاسيل".
ثم قدمت العجوز الى مارك الذي اقترب منها وقد امسك في يده اليسرى بالقبعة والنظارة الشمسية ومد يده اليمنى لتحيتها ، وانحنى على يد السيدة العجوز بطريقة لطيفة جعلت ساشا تشعر انه لا يمكن أن يكون هو الشخص الذي عرفته من قبل.
ورفعت العمة ماري حاجبيها وهي تنظر اليه وادركت ساشا على الفور أن السيدة العجوز اعجبها مارك الذي بدا فعلا في مظهر جذاب ومهذب للغاية ونظرت العمة ماري اليه وهي تقول بالفرنسية:
"أهلا..." ثم اضافت بالانكليزية " ولكن من أي بلد انت ايها الشاب ، اجلس ، أجلسي انت ايضا يا ساشا فأن عنقي يؤلمني وانا انظر الى أعلى هكذا افضل!".
|