كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 26 - وعاد في المساء - ماري ويبرلي - روايات عبير قديمة
كانت تشعر أنها على وشك الإغماء وكانت تخشى أن يقترب منها أو يلمسها لأنها شعرت في هذه اللحظة أنها لا تستطيع أن تقاومه أكثر من ذلك وأنها تود لو ترتمي بين أحضانه... ولكن يجب عليها التماسك حتى لا يلاحظ ذلك. فقال مارك:
" إذا كنت تعتقدين أنني حضرت كل هذه المسافة لتطرديني من جديد فأنت مخطئة... لماذا لم تخبريني في منزل السيدة كاسيل بالسبب الذي من أجله طلبت مني عدم رؤيتك مرة أخرى؟"
فتنفست ساشا بعمق ثم قالت :
" من المؤكد أنك تعرف السبب... هل من الضروري أن أقول لك السبب بنفسي؟ حسناً، إنني لا أصادق الرجال المتزوجين".
" ولكنني لست متزوجاً يا ساشا".
فهزت ساشا رأسها ولوت شفتيها باحتقار وهي تقول:
" إنني أعرف أن الكذب شيء سهل بالنسبة إليك... إنه جزء من عملك أليس كذلك؟ ولكن أن تنكر أن لك زوجة وأطفال...".
فقاطعها مارك قائلاً:
" إنها ليست زوجتي ... إنها شقيقتي وأنا لست والد الأطفال ولكنني خالهم، أقسم لك على ذلك، لست متزوجاً ولم أتزوج في حياتي وليس لي أطفال".
وشعرت ساشا بدوار وأنها على وشك السقوط فقالت:
" إنني ... إنني لا ..".
ولكنها لم تستطع أن تكمل حديثها فمدت يدها فأسرع مارك إليها يقف بجانبها ووضع ذراعه حول خصرها، ولم تحاول أن تبتعد عنه أو تقاومه بل ارتمت بين أحضانه وغابت في عناق طويل.
وأخيراً التقط مارك أنفاسه ونظر إليها في حب وحنان وهو يقول:
" ساشا يا عزيزتي".
قال مارك ذلك باللغة الروسية ثم أضاف بالانجليزية:
" ألا تعرفين أنني أحبك أكثر من أي شيء في الحياة... لقد تحملت من العذاب ما لم يتحمله شخص آخر منذ ذلك اليوم الفظيع عندما قلت أنك لا تريدين رؤيتي مرة أخرى".
كانت ساشا تقف مستندة إلى خزانة المطبخ وكان مارك يقف ملاصقاً لها وقد أحاطها بذراعيه فمنعها من الحركة، لكنها لم تكن تريد أن تتحرك أو تتركه، كانت تتمنى لو تظل هكذا بين ذراعيه للأبد.
وهمست ساشا قائلة :
" أنا أحبك أيضاً... ولم تكن الشخص الوحيد الذي تألم فقد تألمت كثيراً، لفراقك... ولكن كيف... ولماذا قال واين كذلك".
" واين لم يكذب بل أخبرك بما سمعه واعتقد أنه الحقيقة ... لو أنني عرفت ذلك قبل أن يغادر المنزل... شعرت بأنك تغيرت بعد عودتك معه من الخارج ولم أعرف السبب في ذلك... وعندما أخبرتني في صباح اليوم التالي أنك لا تريدين رؤيتي مرة اخرى... منعني كبريائي من محاولة معرفة السبب لأنني لم أتعود التذلل لأي إنسان مهما كان".
ورفع مارك رأسه بكبرياء وهو يقول ذلك ثم ابتسم فرفعت ساشا يدها وأخذت تتحسس وجهه في حنان وحب فانحنى مارك يمسح جبهتها وهو يقول :
" لا تفعلي ذلك يا ساشا...أنت لا تعرفين تأثير ذلك عليّ".
فضحكت ساشا وفاض وجهها بالسعادة فأضاف مارك:
" عندما هربت مع أختي آنا منذ عدة سنوات كان علينا التظاهر بأننا زوجان... ربما كان ذلك هو السبب في أن واين قال لك أنني متزوج، لأنه لا بد أنه سمع بذلك من أي شخص ولك تتح له الفرصة لمعرفة الحقيقة... وبعد هروبنا تزوجت آنا من ضابط بحري فرنسي وافتتحنا معاً أحد المطاعم ... أما الآن فقد استقال زوجها من وظيفته وأفكر في أن أبيع له حصتي في المطعم... ولقد رزقت شقيقتي من زوجها بطفلين".
ثم ضحك مارك وهو يضيف:
" ونسيت أن أقول لك أيضاً أن عندها قطة تدعى مينو تصطاد الفئران، وأنا الآن رجل عجوز في الثالثة والثلاثين من عمري... وأكثر شيء أحبه هو الطهي ... ولكن ليس مثل حبي لك".
وأخيراً تركها مارك فقامت بإعداد قدحين من القهوة وجلسا معاً إلى المائدة يتناولانها وهو يمسك بيدها وكأنه يخشى أن تبتعد عنه مرة أخرى.
ثم سألته ساشا:
" ولكن لماذا ذهبت لزيارة العمة ماري".
" لأنني وعدتها بذلك... وكنت على وشك العودة إلى بلدتي".
ثم ربت بلطف على يدها وهو يضيف:
" لولا العمة ماري لما حضرت إلى هنا، فقد أبلغتني بأنك تحبيني".
|