كاتب الموضوع :
شتات الكون
المنتدى :
المنتدى العام للقصص والروايات
رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون
.
.
5:45
مساءً
ملّت من النظر للسقف، وخافت في الواقع من ان يكون هُناك خطبٌ ما لم يتحدثون به أمامها، اطالت التحاليل والفحوصات، خشيوا من ان يكون لديها نزيف فوضعوها في الملاحظة ومنعوها من الحركة!
وفي تمام
الساعة 6:30
مساءً
نقلوها في غرفة اخرى ووضعوا لها "المحلول"، واخبروها لتطمأن ليس بها نزيف
والأشعة تُطمئن لا يوجد كسر ولكن هُناك تضرر بسيط ناتج عن الإلتواء وتارك أثرًا على هيأت ألم مزعج ورضّة كبيرة في ساقها، اخبرت الممرضة تريد أن تمشي الآن ولكن ابقتها على السرير إلى حين انتهاء المحلول،
.
.
بينما هو بقيّ في الخارج ، الخطّة تسير كما وضّحوها له إلى الآن
ظهر في حياتها واحدث لها ضررًا بسيطًا ستُرسله لزوجها فيما بعد
الخطة هذه احتياطيّة ودرءًا لِم قد يحصل بعد عدّة أيّام
في الواقع اللورد لا يثق بردّت فعل ليث، فهو يعلم انه حاقد بسبب ما فعلوه بزوجته التي خسرت حياتها في السجون!
سيبقى لهم عدو وإن لم يأذيهم ، لذا لا بد من اخذ احتياطاتهم لناحيته
قُرب بتّال من رحيل مهم في حال نقض ليث العهد الذي انشأهُ بيده بالأمس
سيقضون على حياتها ولكن بطريقة غير مباشرة!
سيجعلون ليث يتجرّد من اسمه على هيأة أسد للإنقضاض عليها
خطأ بسيط منه، سيجعلهم يرسلون وَشوشة عظيمة على مسامعه
تجعل حياة رحيل جحيمًا، وسيجعلونه مجرمًا في وقت غضبه!
الخطّة تقليدية ربما ولكن نتائجها تُعجبهم
ارسل لأبا سلمان
(سُدد الهدف)
ثم ابتسم
نظر للوقت
وكانت عقارب الساعة تُشير إلى
6:45
مساءً
طرق الباب ثم دخل عليها
.
.
.
صلّى المغرب وودّعها ليذهب لتلك التي احدثت شرخًا عظيمًا في ذاكرته، تكره، وتُحب غيره وتهدده بالخيانة الجسدية بكل برود
تُخيفة شخصيتها القوية والمتمردّة لأنه يخشى عليها من نفسه، لا يريد أن يقتحم عقله الجنون، وينقض عليها يومًا وهي لا تجد شخصًا تستند عليه لينقذها منه!
الجميع تخلّى عنها حتى فهد الذي انصدم اليوم من الحقائق ومن واقعيّة غربته كان بعيد لدرجة ظن انه نساها!
وريّان رغم اتصالاته مقصّر بحقها، يسأل.....يخاف عليها ولكن لم يفكر يومًا المجيء لهُنا لزيارتها، هو لم يخبره بالحقائق لانه لا يريد ان يثير البلبلة ويخيفه كان يريده ان يأتي دون ان يُعطيه حافزًا في المجيء!
بينما عمّه مصدوم مما حدث ويقسو على نفسه قبل ان يقسو عليها
فهي في الواقع دون سند، هو سندها وهو الظهر الذي من المفترض ان تستند عليه ولكن إن بقيت تستفز جنونه ستهدم حصون هذا الظهر ليجن ويعدمها بلا ضمير!
دخل الشقة، كانت باردة، التلفاز يشتغل وصوته منخفض، دارت عيناه على الأرجاء لم يرى سوى بعثرتهما التي أحدثاها قبل ساعات من يومه!
بلل شفتيه ، ثم مشى بخُطى هادئة ليمر عبر الممر المؤدي لغرفته المقابلة لغرفتها، ألتفت على غرفتها وكان الباب مفتوحًا عقد حاجبيه
دلف من الباب
: رحيل!
وكان الظلام يغطي ويحتضن الغرفة ببرود
اضاء الأنوار
ولم يجدها شيء بداخله يُقال له الشك بدأ ينبض خلف اسوار جنونه
ارتفع صوته: رحيييييييييييل....
خرج سريعًا متجهًا للخلاء يطرقه وهو يكرر اسمها بنغمة غضب: رحييييييييييييييييل.......
ثم فتحه ليبرهن له عدم وجودها في الشقة اصلا!
صرخ: مجنوووووووووووووووووونة..لا..ياربي..ما ابي افكّر كذا!
دار حول نفسه وهو يستعيد بذاكرته حديثها ، نبرتها وحدّة تحديقها به
هي مشتاقة للوطن، تريد العودة بشكل سريع حتى أنها خضعت لشرط جدّه دون تفكير كما انها اخبرته ستحمل من غيره وستحدّث جده من أجل العودة؟!
هل يعقل ما يفكر به الآن؟
هل ذهبته لحبيها الذي احتفظت بمشاعرها داخل قلبها ليدفّأ عليها برودة السجن؟ هل ذهبت إليه؟
صرخ منفعلا: والله لا اذبحككككككككك واشرب من دمّك رحيييييييييييييييييييييييييييييييييييل
.
.
6:47
مساءً
.
.
حينما دخل قامت بترتيب حجابها، لماذا لم يذهب من هُنا؟
كان ينظر للاشيء وكأنه يبرهن لها صفاء روحه وقوّة إيمانه وحياؤه من النظر لفتاة ليست من محارمه!
: الف الحمد لله على السلامة....
لم تنطق حرفًا، لا تريد تواجده هُنا، لا تريد أن يحشر نفسه وإن كان السبب في مجيئها هُنا
: ابي رقم ابوك او اخوك او ..
وبنبرة لم تلحظها ولكن تسلل الخبث بداخله: زوجك!
لم تتحدث
نظر لها وهي تحدّق به: انقطع لسانك من الحادث؟
رحيل اخيرا نطقت بلا نفس حينما ألتمست سخريته: سخيف!
تحدث ونطق باسمها: هذا جزاتي يا رحيل...
ثم اردف مبررا سريعًا: ترا عرفت اسمك من الممرضة....
لم تهتم
: انتهت مهمتّك يا...
قال وهو مبتسمًا: بتّال....
اشارت: اللي هو....خلاص روح ....انا بخير...بس يخلص المحلول برجع بيتنا.....
هز رأسه: آسف.....لازم أأمنك عند اهلك......انتي بنت بلدي وغير كذا تسببت لك بالأذى......وبصراحة احس بالمسؤولية بسبب اللي سويته!
رحيل ارتفعت نبرة صوتها متنرفزة: ما قصرت جبتني المستشفى وسويت اللي عليك......مشكور....تقدر تروح......
ثم انحنت على الأنبوب سحبت الأنبوب المتصل بالأبرة دون نزع الإبرة نفسها، احتضنت الجاكيت التي يتلف حول جسدها وازاحت اللّحاف وهو يسترق النظر لِم تفعله وحينما وقفت
قال: وين؟
رحيل يزعجها تطفله وتدخله لا تريد ان تبقى معه في الغرفة ولا تريد رؤيته، ماذا يريد؟ تمقت الرجّال المتطفلّين والذين يحاولون لفت انظار النساء رغم انه لم يبادر بلفت انتباها بطريقة مباشرة ولكن شعرت بذلك
: الحمام!
ثم توجهت للخلاء وهي تعكز على رجلها السليمة، بينما هو بقي واقفًا ينظر لها بخبث...
تعديل/حذف الرسالة الرد باقتباس اقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
{[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ - إلهي لكـ الحمد والشكر نستغفركـ ياعفو ياغفور ]} 429 إضافة تقييم لـ شتات الكون التبليغ عن المشاركة
قديم(ـة) اليوم, 11:52 AM
صورة شتات الكون الرمزية
شتات الكون شتات الكون متصل الآن
©؛°¨غرامي مجتهد¨°؛©
اللهم اجرني من النار
تاريخ التسجيل: Sep 2012
رقم العضوية : 791186
المشاركات : 2,492
تقييم العضوية : 93803
شتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond reputeشتات الكون has a reputation beyond repute
الافتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\بقلمي
ثم توجهت للخلاء وهي تعكز على رجلها السليمة، بينما هو بقي واقفًا ينظر لها بخبث...
مرت دقيقة واحدة بعد ان دخلت وفجأة انطفأت الكهرباء
زفر هنا وشّك بالأمر، توجّه للنافذة وحدّق للخارج لينظر إلى ركض الممرضات والأطباء، عقد حاجبيه ماذا يحدث؟
اتته الإجابة سريعًا حينما سمع دوي إطلاق النّار!
.
.
رحيل حينما انطفأ الكهرباء ورأت الظلام ظنّت انها ستفقد وعيها، لأنها في الواقع تشعر بالدوخة والغثيان لم تصرخ خائفة من الظلام كما تفعل وهي في السجن بل بقيت تضغط على عينيها لتستعيد وعيها كما تظن!
ولكن لم تستعيد شيء، ارتعب قلبها شعرت بوخز الإبره في يدها، فسحبتها ببطء وبحذر كما اعتادت عليه في السابق! رمتها في الأرض
خرجت وهي تتنفّس بعمق، وكانت الغرفة مُظلمة ايضًا،
تحدثت بذعر: ببببتّال!
ألتفت على مصدر الصوت ورأى ظلها المنعكس على الأرض بسبب الأنوار المنعكسة من الشارع،
هل ابا سلمان حَبك خطة اخرى؟
تحدث: أنا هنا....شكل الكهرباء فيها خلل...
ولكن ارتفعت اصوات اطلاق النّار، هي تعرف صوت المسدسات واطلاق الرصاص منها جيّدًا وضعت يديها على اذنيها وصرخت: طلق رصاص....
اقترب منها بحذر، وهو يقول: ارجعي ادخلي الحمام....
هزّت رأسها وعكزت على رجلها لتعود للخلاء....ثم اقترب من باب الغرفة فتحهُ بشكل جزئي واخذ ينظر للفوضى التي رآها في الممر اغلق الباب و سحب هاتفه
واتصل على ابا سلمان
وردّ عليه الآخر سريعًا
: الو بو سلمان وش صاير؟....انتوا مسوين هجوم على المستشفى؟
ابا سلمان بعدم فهم: اي مستشفى؟
بتّال كان سيتحدث ولكن سمع اطلاق النار يقترب من الغرفة سكت ثم قال: المستشفى اللي جبت فيه رحيل....فجأة انقطت الكهرباء....وصوت اطلاق نار.....
ابا سلمان وقع قلبه، هو الآن جالس أمام اللورد
نظر إليه : شنو تقول انت؟
بتّال مشى بخطى سريعة للنافذة ينظر: اذا مو انتوا؟...من اجل...بو سلمان الوضع دمار...امنوا لي مخرج....
ابا سلمان بعجل: سكر وبتصل عليك سريع....
بتّال بخوف: ما عندي سلاح ترا.....لا تتأخر...
ثم اغلق الخط.....ونظر للظِل وقرب احدهم من فتح باب الغرفة، شخصت عيناه في الظلام....واقترب بخطى مستعجلة أمام باب الخلاء...فتحه بخفة...وكانت رحيل واقفة....
كانت ستتحدث ولكن وضع يده على فمها ليمنعها من الحديث ثم قال: صيري ورا الباب...لا تتكلمين.....
رحيل هزّت رأسها بذعر، ماذا يحدث؟ هل هي مجبرة على ان تتروّع ما بين الحين والأخرى لماذا تعيش هذه الأفلام المرعبة؟
من هؤلاء المتجرئون في التهجّم على مستشفى كبير مثل هذا؟
اصبح بتّال قريب منها هو الآخر يخشى من ان يهجموا عليه وهو وحيد؟ بينما هي قلبها أخذ يضرب ألحان الخوف من كل الأمور البشعة التي طرقت رأسها
ازدردت ريقها واخذت تقرأ المعوذات سرًّا وتشد على كفّي يديها، بتّال رفع هاتفه وضعه على الصامت لكي يضمن حياته، بينما رحيل تسمع طرق نعلهما وترى ضوء ابيض ويسطع من تحت الباب، سمعت احدهم يقترب
من باب الخلاء، اغمضت عينيها
وبتّال يزفر انفاسه ببطء شديد وهو يُراقب الضوء ويسمع وطء الأقدام، فجأة سمعوا احدهم يتحدث
ويخبر صاحبه عليه بالتوجّة إلى الدور الثالث للبحث، فهذا الدور الأرضي البقيّة سيقمون بالبحث عن رحيل فيه ذكر اسمها وكادت تشهق ولكن وضع بتّال يده خلف رقبتها وجذب رأسها إليه وكمم فمها سريعًا
خافت، فهمت هُناك وحوش يريدون الإنقضاض عليها شخصيًا مَن هم وما هي مشكلتهم معها لا تدري؟ سمعا ركضهم بعيدًا عن باب الخلاء، خرجوا،
ارخى من الشّد على فمها نظر لها في عُتمة الظلام
مردفا وهامسًا: خليك هنا لا تطلعين .....
هزّت رأسها، وبدأت عينيها تترقرقان بالدمع ندمت من خروجها من الشقة، هل يعقل هي مستهدفة؟ ماذا يحدث؟
من هم الذين يريدون بها شرًّا؟
لو بقيت تناكف ليث طوال النهار اسلم لها من كل هذه الفوضى، شدت على رجلها المصابة وضج الألم في فؤادها، وبكت بلا دموع، بينما بتال خرج من الخلاء ببطء
نظر لهاتفه وكانت الساعة
7:3
مساءً
يريد أن يتصل على ابا سلمان، هؤلاء مستهدفين رحيل؟! يعني ؟
هل يعقل؟
تنهد بضيق، بلل شفتيه اتصل على ابا سلمان
الذي اجابه سريعًا: ستيفن هو اللي مسوي الهجوم!
شتمه بتّال وهو يشد على اسنانه ثم قال: جا ببالي هو....كيف وانت تقول ابوه تركه ينقلع كندا....
ابا سلمان يمسح على رأسه، للتو أكل تهزيئًا من اللورد على سببًا هو ليس لديه قوّة فيه!
ستيفن سيحرقهم يومًا، وسيحرق خطتهم لا محالة إن تمت تأذيّة رحيل اليوم ، سيلغون الخطة! بل حقًّا سيلغونها
فهم يعتبرون هاجموا ليث بعد أن طالبهم بالسلام!
وهذا امر سيجعل من ليث وحشًا إن علم به
عليهم ان يحسموا الأمر ويبعدون الظنون عنهم بسرعة
: خدعنا الحقير...ابوه اشوي وجيه جلطة.......اسمعني احمي رحيل....انتبه تطيح في يده....حاول تطلع.....
بتّال يراقب الباب ويتكلم ببطء وبهمس لكي لا تسمع رحيل: كيف اطلع والمستشفى محاوط....ومحاصر.......الكلب اذا شافني والله يذبحني...ارسلوا لي دعم...
ابا سلمان بغضب: مانقدر....ما نقدر ندخّل.....جذيه راح ننفضح....
بتّال مسح على رأسه عدّت مرات وركل السرير بقوة: يعني؟
ابا سلمان: حاول تطلع من المكان سليم انت ويّاها...وعجّل بالنتيجة....
بتّال بعدم فهم: وش قصدك؟
ابا سلمان بخبث: سو شي يقلب السالفة على رحيل...وما يثير الشكوك في نفس ليث......ستيفن فضح خطتنا....وإن مشت على جذيه....ليث بيعرف احنا لنا يد في الموضوع......فخلاص ما فيه وقت ننقذ نفسنا فيه من شكوك ليث....وردت فعله......قدامك ساعات قليلة ....تنقذ روحك....وتطلّعنا براءة من هالهجوم....وبعدها نشوف شنو يصير
...
بتّال فهم حديثهُ المبطّن ، اغلق سريعًا الهاتف في وجهه ابا سلمان وتوجّه للخلاء، مد يده
: رحيل...اطلعي لازم نطلع......ولا بموتونا ذول....
رحيل عكزت على رجليها وهي تتقدم للامام : وش يبون مني؟
بتّال: مادري...
اتى من جانبها الأيسر واحتضن خاصرتها ليجعل ثقل جسدها عليه ويسحبها معه بدلًا من ان تعكز
حاولت ان تتملّص منه فقال وهو ينظر لها: رحيل...مضطر...امسكك...ويمكن اضطر من اني احملك......خطواتك بطيئة...تكفين....اسمحي لي.....بس نطلع من هنا....
عضّت على شفتيها واخذت تنشد ألامًا كُثر، هزت رأسها وبتّال اخذ يمشي ويسحبها ببطء شديد ، يريد أن يخرج من الغرفة وينظر لأي مخرج طواريء يجعلهما يخرجان من المستشفى بسلام!
فتح باب الغرفة، خرجا، وهو يتلفّت يمينًا ويسارًا ، لم يرى احد،
تحدث: ما في احد....
هي الاخرى تحاول ان تركّز بسمعها ونظرها على الظلال، وتنفسها بات مسموع، تخشى من ان يظهر ستيفن فجأة ويلهبها لا تدري كيف أتى في بالها ولكن الظلام، والخوف والاختناق جميعهم يرتبطون به ارتباطًا وثيقًا، قام بتشغيل (الفلاش) من هاتفه ويمرره على الابواب يريد أن يرى مخرج الطوارىء
التفت يمينًا ورآه، تقدما: امشي معي.....
ترك لها مجالًا للمشي والقفز، جعلها في جانبه الايمن وفتح الباب ببطء شديد، هدوء الممر خالي من اي شخص يهدد حياتهما بخطر،
فمسك كف يدها: انتبهي....
حرّكت رأسها وهي تدعو الله ان ينجيها من الأيدي العابثة والظالمين لها، خرجوا منه، وكان امامهم باب ما إن فتحه حتى شهقت من البرودة التي صفعت وجهها ولفحته، خرج اولًا بتّال هو مجبور على حمايتها مجبور، التفت يمينًا ويسارًا
التفت عليها ومد يده ، كانت ترتجف بردًا وترددًا من مسكه، لا تريد أن تتلقّى آثام كُثر ولكن تؤكد لنفسها هي مضطرة لذلك مسكت يده، وتمنّت لو تحفظ رقم ليث لتتصل عليه ويأتي هنا لينتشلها من هذا الذّعر!
خرجت ونزلا من على عتبات الدرج الصغيرة مشيا بجانب الورود الجانبية، تعداها إلى أن اصبحا في ساحة المستشفى الخارجية والتي تطل على المواقف، وعلى الابواب الرئيسية والفرعية من الخلف!
فجاة اشتعلت الانوار التابعة للمواقف، وسمعوا اطلاق النار، وشدّت على يد بتّال الذي في الواقع احتضنها ليصبح لها درعًا ، سمع طرق احذيتهم
كان اطلاق النار فقط لتخويفهما
رأى ستيفن يتقدم ، ونظر لثلاثة رجال من خلفه
جعل بتّال رحيل خلفه، التصقت بظهر بتّال حينما وقعت نظراتها في عين ستيفن مباشرة
دق قلبها وتلك اللّحظات تتجدد عليها لا تريد عذابًا آخر تريد من بتّال ان يحميها منه
وستيفن لم يتوقف على هذا
يعلم وجوده يرهبها غمز لها لتدفن وجهها في ظهر بتّال واخذت ترتجف كالعصفور!
رحيل القوية ضعفت الآن....تلاشت امام الرجال المسلّحين، أمام خوفها من ستيفن ومن ظنها من بتّال ان يكون منهم....اخذت ترتجف سواعدها...وقلبها بدأ يضج بالأنين ، اخذت اسنانها تصطك في بعضها البعض، عضت على لسانها بشكل لا إرادي حتى ادمته اغمضت عينيها وهمست بشكل جنوني: ليث!
تريد ليث الآن
وبتّال مجبر على ان يحميها من ستيفن
تحدث بالعربية: وش تبي؟
ستيفن تقدم لناحيته بكل ثقة إلى ان وصل أمام بتّال
تحدث بلغة عربية مكسرة: رهييييييل......
هزّت رأسها بـ(لا) واخذت تبكي بلا صوت ، وعينين محمرتين لا تريد ان ترى وجهه شدّت على جاكيت بتّال وكأنها تقول له لا تترك له مجالًا من اخذي!
بتّال بلل شفتيه: بعّد......
ستيفن هز رأسه وبحركة سريعة لكم بتّال لينحني وتصبح رحيل أمامه مباشرة، فسحبها ستيفن وصرخ بتّال ليوقفه بعد أن مسح الدّم الذي خرج من طرف شفته، ثم ركض حينما ابتعد مسافة عنه ليسحب رحيل بقوة وسقطت على الارض بسبب عكزها واختلال اتزانها شهقت حينما سقطت على حافة شيء لم تستطع رؤيته في الواقع ولكن شعرت به ينغرز في جسدها ، انحنى واوقفها وهي تأن من الالم غير مصدقة لِم يحدث!
وكأنها لعبة ما بين يديه يسحبها ستيفن والآخر يسحبها وهي تتلوّى خوفا وألمًا من رجلها ومن لا تدري أين ولكن تشعر بحرارة تسلخ روحها حينما رفعت بشكل مفاجأ من على الأرض.
اطلق النار ستيفن في السماء وصرخت رحيل
ليصرخ الآخر بلغة فرنسية(مترجم): بتّال......ابتعد وإلّا قتلتك...
بتّال تحدث بالفرنسية ولكن بشكل ركيك وهو يشد على رحيل(مترجم): اذهب اولّا لوالدك ليعطيك الأذن ثم خذها...
ثم اخذ يمشي للخلف ويسحب رحيل معه، ويتوجّه للمواقف، حذّر ستيفن بالفرنسية
(مترجم): إن قتلتني او قتلتها والدك سيقطع رقبتك!
ستيفن جنّ جنونه واخذ يطلق النار على بتّال ورحيل بعشوائية ولكن بتّال يبعد رحيل ويبعد نفسه بخطوات عشوائية غير مدروسة .....وكان رجاله سيفعلون ذلك ولكن ستيفن صرخ ليوقفهم عن فعل ذلك ، لأنه هو من يريد القتل ، يريد القتل بيده، وبتال حمل رحيل سريعًا على صوت طلّق النار وركض متجهًا خلف السيارات ليحتمي بها....
رحيل اصيبت بالصدمة والذعر والاندهاش، نظر لها متسائلًا: جاك شي؟
رحيل تشعر بالألم ولكن اين لا تدري؟ ازدردت ريقها وطأطأت برأسها
خاف بتّال
إذا اصيبت برصاصة واحدة سيقتلونه لا محالة؟!
نظر إلام تنظر ولكن لم يسعفه الوقت ذلك المتخلّف اصبح قريب منهم يطلق النار بعشوائية، فوق تحت ويمينًا ويسارًا، حملها بخفة وتوجّه خلف السيارة التي عن يساره ومشى إلى ان وصل لسيارته، فتح الباب وادخل رحيل ليجلعها تنتقل سريعًا للمقعد الجانبي، كان سيدخل هو الآخر ولكن وصل ستيفن ، وضربه خلف رأسه ولكن قاوم الألم
والتفت عليه ليلكمه هو الآخر على وجهه ثم ركله على بطنه وابعده ، سمع طلق النار وعلم بمجيء رجاله، دخل سيارته واغلق الباب، وقادها بجنون ، واصطدم احدى رجال ستيفن دون ان يرف له جفنًا!
رحيل صامتة، واضعة يدها على بطنها، تتنفس بصوت مسموع
التفت عليها: جاك شي؟
لا تُجيبه
.
.
بينما هُناك مجنون آخر خرج للشارع يلتفت يمينًا ويسارًا ينطق باسمها ما بين شفتيه بوعيد وسكرة غضب تلتهم رأسه الذي يخرج دخان حقده عليها
كيف تخون؟
كيف تجرؤ على أن تتفوّه بكلمات ثقيلة ثم تخرج لتبرهن قوّتها بأفعالٍ رديئة؟
غير قادر على ان يُحسن الظن بها ، مشى للشارع الآخر سيدخل جميع المحلّات القريبة هُنا للبحث عنها سيحاول ألّا يتعمق في التفكير لكي لا يجن اكثر!
.
.
الساعة
7:30
مساءً
.
لا يستطيع ان يوقف السيارة يخشى من انهم يتعقبوه، ولن يستطيع ان يوصل رحيل لشقتها وهي في هذا الحال ومن الواضح انها مصابة برصاصة لعينة خرجت من ستيفن!
هو انتهى حقًّا انتهى...سمع رنين هاتفه
اجاب: ها طلعتوا؟.......انتوا بخير؟
بتّال نظر لها ولصمتها وعينيها التي تتحركان للاشيء، ينظر لصدرها الذي يرتفع ويهبط بعمق ، يراقب كف يدها الذي تضغط بها على بطنها بقوة
: اي اكلمك بعدين!
اغلق الخط، نظر لها : رحيل..
.
.
عواصف كثيرة تعصف بها في هذه اللحظة، ألم رجلها ، ألم بطنها لا تدري هل ثقبت الرصاصة بطنها أم لا
حقًّا لا تدري، ولكن تشعر برطوبة في يدها لا تريد أن ترى يدها لكي لا تنصدم!
بتّال بحذر: رحيل فتحي الجاكيت....
ثم عاد ينظر للشارع
.
.
إنني اموت
انزف
اشعر بحرارة في هذا المكان
هُنا في منتصف بطني
لا
ليس هُناك
بل في المكان الذي طُعنت فيه أجل في المكان الذي طُعنت فيه
.
.
شدّت عليه اكثر
لا تشعر بالرصاصة
هي تضغط بقوة وتعض على لسانها من شدّة الألم!
بتّال: رحيل....تسمعيني؟
.
.
اسمع صوت الموت يُناديني
يضجّ اهلًا رحيل
اهلًا بالمتمرّدة
التي أكلت نفسها بنفسها!
.
.
بتّال خاف حقًّا: رحييييييييل...
.
.
الخوف سلب انفاسها، سحب عينيها للأسفل لينزل جفنيها ببطء شديد لتغلقهما عن الأضواء المشوّشة وعن رؤية الدنيا باكملها، ارتخت يدها على بطنها، ارتخى كل شيء بداخلها، هل سيبكون عليها يومًا ؟
هل سيندمون لأنهم لم يتمتعّوا في رؤية وجهها الحسِن؟
صرخ بتّال لرؤيتها هكذا ختم موت على حياته
: رحييييييييييييييييييل ............لالا....ما اتفقنا على كذا......الله ياخذك يا ستيفن....
التفت عليها ليرى رأسها متدليّا على جانبها الايسر
اغمض عينيه بذعر: تكفين رحيل لا تموتين....والله يموتوني...والله!
.
.
.
انتهى
|