كاتب الموضوع :
شتات الكون
المنتدى :
المنتدى العام للقصص والروايات
رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون
بينما في الغرفة
لم يذهب لوالده خلال اليومين الماضيين لا يريد أن يراه ولا يسمع حديثه الذي يُفلق قلبه إلى نصفَيْن
ولكن قلبه القاسي الرحيم!
جعله يُبادر في محادثة ابن اخيه ، كما أنه يريد أن يؤكّد شكوكه من عدمها
قلبه غير مطمئن، يحس هُناك شيء خفي يسعى أبيه وراؤه
لم ينسى شكل ليث بعد أن انفرد أبيه بالحديث معه قبل أن يغادر الوطن بساعات قليلة...
اتصل ولم يأخذ سوى ثوانٍ حتى اجابه: هلا يا عم....
شدّ على يده اليُمنى ثم قال: أخبارك؟
ليث
لم يتوقع اتصال عمّه ابا رحيل ابدًا، ولكن رحيل ووالدها واخويها يكسرون توقعاته
حتى لم يتوقع يومًا فهد سيُبدي اهتمامه بالأمر خلف أسوار قساوته التي اكتسبها ربما من جدّه ووالده!
أحب أن يُطمئنه بأن يشركها في رده على قول: حنا بخير....
سكت الآخر ليتنفّس بعمق: متى بترجعون؟
لا رجوع الآن....ليس بمقدرته الرجوع في هذه الفترة
مسح على رأسه وهو ينظر لفراغ غرفته ببهوت
: بنطوّل اشوي يا عم...
ابتسم بسخرية: من الآخر ليث......ابوي وش قال لك يوم العزيمة؟
هل شّك أو حسّ بريبة الأمر : عمي ما قال شي....
ابا فهد ارتفع صوته : تعلّمني في ابوي؟
ليث اغمض عَيْنيه لا يريد أن يشعل النيران هُناك: وصّاني على رحيل...
ضحك مقهورًا: هههههههههه...........طيب طيب....راح اعرف منه يا ليث....مع السلامة....
ثم اغلق الخط ورمى هاتفه على السرير
.
.
ليث
ضغط بيديه على رأسه مُتعب لا يسعه هذا الكون
يشعر بثقل العالم المتكأ على صدره
يومان لم يذق فيهما النوم جيّدًا
يومان وهو يحارب ويناضل بصمت!
انكسر ظهره على صاحبه حينما رآه طريحًا على سرير المرض بسببه!
ولكن يُحمد الله كثيرًا أنّ تلك الرصاصة اللعينة استقرّت في كتفه ولم تُحدث أي ضررًا مبالغًا في أنسجته أو غيرها!
انتبه وقتها لخوف أمل وذعرها وبكاؤها الشقي الذي عبث بذاكرته للوراء
كانت تبكي خوفًا من أن تُفقده
خوفًا من أن تخسر ما تبقى لها من عائلتها
لم تنم جيّدًا هي الأخرى، مُتعبة وجهها مصفر
اضطر أن يأتي بِها إلى شقته هو ورحيل
ابقاها معه في الغرفة،
نظر إلى بهوت وجهها وهي نائمة..تحرّك قليلًا وانحنى
ليقبّل جبينها بلطف...
ثم نهض ليخرج من الغرفة
لينظر إلى باب غرفتها المقابل لغرفته
لم تخرج منها إلّا للضرورة ولم يتحدث معها بعد نقاشهما الأخير قبل اتصال أمل عليه لزف خبر إطلاق النّار على ركان....
تنهد ومشى للصالة ثم جلس على الكنبة وأخذ ينظر لهاتفه وللرسائل التي تصله
ثم فُجىء برسالة ركان
(شوف المصيبة!)
ابتسم بسخرية
حياته عبارة عن مصائب عدّة فأي مصيبة يرى يا تُرى؟
رأى الرابط الذي رسله ركان
ضغط عليه ليحوّله إلى الموقع الرسمي لأخبار الموهبين والمبتكرين
عقد حاجبيه
ثم قرأ
العنوان
مُلهم الموهوبين
بالخط العريض قرأ بهدوء
صرّح الدكتور الحائز على جائزة نوبل العالمية لتطويره وجهودة في الصناعة الكيميائية اوليفر أليجاه
انه ما زال ولا يزال يهتم في استقطاب الموهوبين ورَعيهم تحت يده وإعطائهم الدافع المطلوب لصقل مواهبهم ثم تحفيزهم للإلتحاق في الألمبياد الدولي للعلوم.
حتى أنّه صرّح في تغريدته في صباح هذا اليوم ليؤكّد دعمه لتلك المواهب النّادرة.
"مازلت أدعم الموهوبين وآخذ بيدهم لناحية الباب المشرق"
)Inspirational scienceكما أنه صرّح في مقابلته في برنامج ( أنه قام بمقابلة موهوبين على مدار مسيرته العملية، وذكر فيها أنه رأى الكثير من الطلاب والطالبات الموهوبين من كافة الدول المختلفة وشجّعهم بالإلتحاق في مسابقات الموهوبين المحلية والدولية والكثير منهم التحق بها في ذلك الوقت .
والجدير بالذكر أنه قال"ألتقيت بطالب عربي الجنسية موهوب جدًا ولكن متردد حاولت تشجيعه بكفى الطرق حتى إنني دعمته معنويا وماديا واخضعته للتدريب في معملي الخاص ونجح في عمل تجربته بشكل مذهل اخبرته يجب عليه الإلتحاق في المعهد الخاص لتطوير المهوبين ولكن رفض ولكن اقسم لكم هذا الشاب موهوب حتى انني لم انسى اسمه كان اسمه ليث""
سألته المذيعة رينا بقولها " هل تدعم الموهوبين من أجل الحصول على المال من وراءهم؟"
اجابها بمختصرِ موجز" انا فقط ادفعهم للعيش في مغامرة العلم أما المال الذي سيجنونه فيما بعد فهذا مكافأءة لدءب عملهم ليس لي شأن به، نحن لا نبيع ونشتري عقولهم لكي يُدفع لنا مال!
أكّد في حديثه أنه ليس عضوا في المسابقات العلمية بشتّى صورها إنما هو لا زال دكتور جامعي ومديرًا لقسم الموهبين في الجامعة ، وتطوعا منه يدعمهم ماديًّا و بروحه الطيّبة لرفع معنوياتهم.
وختم حديثه الأخير" أي شخص يملك موهبة ولو كانت بسيطة يجب عليه أن يقف شامخا امامها ويقوم بتطويرها ليغيّر بها وجهة العالم أجمع"
.
.
عضّ على شفته السفليّة
نهض وكأنه بدأ يعي حقارة هذه الممجموعة التي تدّعي انها تستقطب الموهوبين من أجل تطويرهم وفي الواقع هي تستقطبهم لتنتفع من وراء عقولهم في جني الكثير من المال وإن لم يوافقوها في شيء ابتزّتهم وهدمت حياتهم لتجعلها رأسًا على عقب!
فكّر مطولًا ذكر اسم ليث لا يعني ليث غيره!
هل هذا تهديد آخر ومبطّن على مرأى الإعلام ودواعيه؟
هل اليفر أليجاه نفسه "اللورد" همّ بالاتصال على ركان الذي ما زال في المستشفى، ولكن داهمته مكالمة أخيه فيصل وبعقل شارد
وبغير قصد سحب أيقونة الرد
ليتأفف
وهو يقول: هلا فيصل
فيصل وهو يمضغ الخبز وينظر لأخيه محمد : رد
ثم قال: وينك يا بطل.....صار لي يومين اتصل عليك ولا ترد...
ألتمس نبرة السخرية في لفظ "يا بطل" ولكن لم يهتم
واجابه بصوت منفعل قليلًا
: بالله ارد على مين واترك مين؟....يومين وجوالي ما وقّف اتصالات...
ضحك الآخر بقهقهة عالية: هههههههههههههههههههههههههههههههههه اكيد ريّان ما تركك لحالك....
ليث بجدية وتفكير : هو بس ريّان؟.....ما باقي إلّا الأموات......هو وفهد...بس باقي وصايف!
فيصل نظر بدهشة لمحمد: اوووووووووووف....فهد....ما صدّق.....
ليث لا يريد ان يلتهي معه اكثر: المهم....اخباركم؟
محمد نهض ليسكب له قهوة في كوبه الخاص
فيصل شرب القليل من الماء ثم قال: تبي الكذب ولا الصدق؟....ولا تبي المجاملة؟
ليث بنرفزة: أبي الصّدق...
فيصل نظر لمحمد: قبل لا اقول شي....ترا واضح ما تبي تكلّمني يا النفسيّة...
محمد ابتسم وهو يردف بصوت عالي: الله يعيييييييييينك عليه يا ليث...تراه رايق...وتعرف لروّق شصير؟!
ليث سمع صوت محمد ابتسم قليلًا : والله عاااااااااااااد انت متصل علي في وقت غلط.....
فيصل بخبث : ليكون قاطعة الأجواء الرومنسية....
محمد رمى على اخيه الملعقة التي امامه والملتصق بها بقايا الجبن السائل
وعلى نفس اللحظة صرخ به ليث: فييييييييييييصل اخللللللللص علي......ولا تتمصخر .....
ضحك هُنا فيصل: ههههههههههههههههههههههه لا انت ولا احميد قسم بالله فيكم انفصام......بس خذ العلم....الأوضاع هنا نار وشرار....بالمختصر حفلة...والفضل يرجع لك........
ليث بعصبية: وشدخلني أنا...
محمد فهم تلميحات فيصل فهمس: فويصل....العقل....
فيصل تحدث: عشان رحيل وانت....هذا اللي اقصده....الأجواء يعني طبيعي تكون كذا.......المهم طمني عليك وعلى بنت العم.....
ليث مسح على جبينه: بخير...طمني على امي كنت اكلمها امس وصوتها ما يبشر بخير....
فيصل لا يريد ان يُخبره بشي مما حدث بين والدته ووالده لذلك قال: هو في أحد صوته يبشّر بالخير.....كلنا.....وحتى احميد اللي ما عمري شفته متشائم صار مع القطيع فجأة!
محمد ضحك وعض على شفته بعد ان شتم اخيه فيصل ليبتسّم الآخر ببرود
ليث: لا صوتك انت الله لا يضرّك ....دوم يبشّر بالخير...
فيصل شعر انه يتمصخر عليه وضحك: ههههههههههه ما عليك زود...
ثم قال ليث: شفيه محمد؟.....على نفس الموّال....
فيصل نظر لمحمد الذي يرتشف قهوته بسرحان: هو المواويل كثرت وانا اخوك.....بس موّال محمد هو نفسه...
محمد نظر لأخيه هُنا ثم قال: اي لقيت لك شي تتمصخر عليه الحين....
ضحك فيصل: هههههههههههههههههههههههههههههههه
ثم قال ليث: لا يطوّل السالفة يروح يكلّم جدّي...بهدوء وخلصنا....
فيصل: ابشرك جدّي قافل باب بيته لا يبي احد يجيه ولا يدخل عليه....والعالم الله.... ماخذ فترة نقاهه مع جدّتي....
لم يتحمل هُنا محمد ضحك لتتبعثر القهوة من فاهه على الأكل وعلى جزء بسيط من فيصل
الذي نهض: الله يقرفك...
سمع ليث ضحك محمد وصوت فيصل العالي
فقال: اسمع يا الرايق ....اكلمك بوقت ثاني...الحين مشغول....
فيصل سحب منديلًا ليمسح رذاذ القهوة من على ملابسه: ولا يهمّك ....ارسل جدولك...عشان اتصل في اوقات فراغك....
ليث: انقلللللللللللع عاد...عطيتك وجه...وسلم لي على الكل....
فيصل : الله يسلمك يوصل إن شاء الله باي...
ثم اغلق الخط وهو ينظر لمحمد: الله يقلعك بتخليني ابدّل ثوبي من جديد.....
دخلت هُنا هيلة وهي تنظر لهما: وش هالحفلة اللي مسوينها بالمطبخ.....
فيصل غمز لأخيه محمد: حفلة توديع العزوبية....
محمد وهو يُكمل لقمته : قسسسسسسسم بالله صاير مستفز مع ذا الصبح......اعقلها لا اكفخك....
هيلة ضحكت هُنا....
ثم قال فيصل: اجهزت اختك....
هيلة : ما بتروح الجامعة....بس انا بروح.....وراي كويز....لو ما علي كان غبت مثلها....
فيصل : تقدرين تقولين باختصار هي ما بتروح بدون كثرت كلام....
محمد اشار لها: تعالي بس تعالي.......اشربي من قهوتي تركت لك في الدلة منها اشوي....
هيلة نظرت إليه بنصف عين: اشوي؟
فيصل نظر لهما: تتعاطون قهوة انتوا؟ ....قسم بالله عليكم معدة فولاذية ما تتأثر...
صرخت هنا: قووووووووووووول لا إله إلا الله...وجع وجع...حسد من صباح الله خير....
محمد نهض: اذا جانا شي والله منك.....
فيصل ضحك: ههههههههههه المهم...روح تجهز....وراك دوام....
محمد بضيق: والله ما ودي .....نقلوني من المستشفى....وانا اللي تعوّدت على مستشفانا..
فيصل بسخرية: صار مستشفانا مرة وحده؟
هيلة نظرت له وهي تسكب لها القهوة: نقلوك ليش؟...تأديبي؟
ثم ضحكت بخفة
ابتسم فيصل
ليردف محمد مقلدًا صوتها: تأديبي!
هيلة: أجل ليش؟
محمد: نقلوني عشان العجز اللي صاير بمستشفى الفاهد....
(اسم المستشفى لا يمس الواقع بصلة)
ما إن انهى الاسم حتى شهقت بقوّة مما لفتت انتباهما
فيصل رمى عليها علبة المناديل: وجعععععع ان شاء الله..
هيلة اتت قُبال محمد: أحلف؟
محمد نظر لها بتعجب: انهبلتي؟...اشفيك...؟
دخلت هُنا اصايل وهي تتجّه للثلاجة تسحب علبة البنادول تحت مرأى عين اخويها..
فقال فيصل: ما راح يسكّن صداعك إلّا الدخّان وأنا اخوك...زرّعتي بمعدتك بهالمسكنات على الفاضي!
نظرت إليه بصدمة وهيلة التفتت عليه
ليصرخ محمد: فويييييييييييييييصل .....اخرب اخلاقها بعد!
فيصل ضحك: هههههههههههههه امزح امزح...
اصايل : والله تخوّف لروّقت....
هيلة: حييييل يخوّف تحسينه دخل في شخصية ثانية....انفصام ...الحمد لله والشكر
فيصل رمقها بنظرات لتنخرس وهو يقول: كلي هوا.....وقولي علامك تشاهقين؟
والتفت على محمد: بلاك ما دريت نقلوك للمستشفى اللي تشتغل فيه دانة.....
اصايل اقتربت منهما وهي تسحب كاس الماء لتشربه بعدما ابتلعت الحبة
محمد بعدم اهتمام: هذاني دريت منك...وش فيك مستشطّه؟
فيصل بسخرية نظر لأخيه: اقولك ليش مستشطّة....فتحت في راسها السيناريست...والسيناريو للي ممكن يصير بعد خبرتها المُكتسبة من خلال متابعتها للمسلسلات التركية....والمصرية.....والهندية.......من الآخر بدّت تفلّم....
اصايل توافقه الرأي لتكمل بابتسامة ساخرة: عاد الحين راح تنتظر لقطة سقوط اغراض دانة على الارض وانت تلم لها اغراضها وفجأة ويا سبحان الله تحبون بعض....وتزوجون..
محمد ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههههههه
هيلة التفتت على اصايل وهي تردف بشراسة: قسم بالله انتي وفيصل من طينة وحدة....ليتك ساكته بس....
نهض فيصل ووضع يده على كتف اصايل التي نظرت له بابتسامة عريضة: والله هذا اللي يعجبني فيها ....بينا اشياء مشتركة....وهذا برهان أخوي قوّي لقوّة القرابة بينا...!
هيلة بسخرية: اي حنا مو اخوانك...على أساس لاقينكم في كرتون جنب المسجد ......الحمد لله والشكر....قال قوّة قرابة قال....
محمد : هههههههههههههههههههه اتركيهم عنك.....
ثم نظر لفيصل: ههههههههههههههههه تشتركون في نقطة الخُبث
ضحكت هنا اصايل رغمًا عنها:هههههههههههه....ما عليك زود....
محمد اشار: شوف حتى الردود..
ضحك فيصل ونظر لأصايل: ههههههههههه....والله حتى الشكل بينا تشابه....
هيلة كشّت عليهما بيديها: ونفس ثقالة الدم...
فيصل ليغيض هيلة: والله عاد ما شفت ثقالة دم مثل ثقالة دمّك اوختاه المسلمة...ديززززززل!
اصايل تعزز له: والله بتفقع الحين ......انتظر....
هيلة رمقتهما بنظرات لتجعلهما يضحكان بخفة وفي الآن نفسه لم تعطيهما اي مجال للحديث وبجدية قالت: محمد ....هو صدق الوضع دمار شامل لكم للاثنين بس يمكن تواجدكم في محيط عملي واحد.....يخليك تغيّر رايك....
اصايل تهز رأسها: اذا هو غيّر رايه دانة والله ما راح تغيّر....
محمد بنرفزة: انا اقول اتركي عنك الحكي وروحي جهزي نفسك....
فيصل التفت على اصايل: لهدرجة صعبة؟
اصايل بجدية نظرت له: بشكل ما تتصوّر......
هيلة بتأفف: انتي انكتمي...
ثم التفتت على محمد: اترك دانة للأيام....وانت شوف وضعك... اذا جدّي اصلًا ما زال على رايه....لازم تعيد النظر في الموضوع بجديّة!
فيصل غمز لأصايل وأصايل تحدثت: كلّش ما في أمل!
محمد نظر لأصايل ثم اطرق: وراك ما بتروحين الجامعة؟
هيلة وهي تتأفف من جديد : غيّر السالفة بسببك....اروح اتجهز احسن لي....
ثم خرجت من المطبخ لتردف اصايل بتنهيدة: مالي خلق اداوم....واشوف الخلق.....
فيصل: والله مالك داعي.....تضايقين نفسك....على شي راح وانتهى...وهي الحين الحمد لله....طلعت ...
اصايل بجدية: الحمد لله...بس ابي استوعب الوضع..وكل شي...واحاتي امي....صار لها يومين ما تنامين زين ولا تاكل.....وابوي نفس الشي....
محمد بتنهد: الله يسهلها...
فيصل سكت
في الواقع يُقلقه صمت والده وانعزال والدته
: بإذن الله بتعدّي....
اصايل بهدوء: بروح انام.....عن اذنكم...
ثم خرجت من المطبخ ليضّج هاتف فيصل بنغمته المزعجة
محمد نظر لأخيه: وش هالنغمة الصاخبة!
ضحك فيصل:ههههههههههههههههههههههههه خاصة لصاخب الأوضاع وحاد الطبّاع عبيد....
ضحك محمد هُنا وهو يهم بالخروج من المطبخ: سلم لي عليه هالتّعبان....من زمان عنه....
فيصل ابتسم وهو يرد على صاحبه: اررررررررررحب مليون.....هلا والله بأبو عبيد......اسهلت وامطرت ......لك وحشة يا حمار...
غرق في ضحكته ، حقًّا اشتاق لصاحبه الذي قاطعه بسبب سوء التفاهم الأخير الذي حصل...
: هههههههههههههههههههههههههه.....دامك مشتاق هالكثر يا الـ###......وراك ما تتصل علي وتسأل؟
فيصل نهض ليخرج من المطبخ متوجهًا لعتبات الدّرج للذهاب إلى غرفته: والله عاد يا عبد لله الصدق إني انشغلت .....
عبد لله بسخرية: مادري وش هالشغل اللي صدّك حتى عنّي.....ليكون تخطيطاتك الشيطانية هي اللي صدتّك وتعتبرها شغل!؟
ضحك فيصل وفتح باب غرفته ودخل: للأسف افكاري الشيطانية باتت بالفشل يا الخوي....
عبد لله
اجزم الآن ما حصل لأصحابه بسبب فيصل والجميع يثبت له ذلك بأدلة وبراهين قوليّة!
: بالله؟.......والحادث اللي صار.....وطلال وزيد المسجونين؟
فيصل عقد حاجبيه لم تُعجبه نبرة عبد لله أبدًا
جلس على طرف سريره : وش تخربط انت؟
عبد لله رفع نبرة صوته: ما توقعتك حقود هالكثر يا فويصل....تدبّر الحادث لماهر...وتسجن البقيّة؟....وش هالحقد....ادري اللي سواه ما ينسكت عليه بس مو لهالدرجة......خاصة ماهر عدمت حياته...فقد عينه اليمين ....ووضعه تبن في المستشفى....
فيصل غضب
وفهم هذه الاتهامات الواهية التي سددوها لهُ النّاس بالأقاويل الباطلة نهض متنرفزًا من الأمر هو كان مخططًا أن يوقعهم في فخ اعمالهم دون أن يلحق بِهم أذى يؤدي بهم للهلاك ولكن لم يخطط على موت احدهم وما حدث لماهر لا شأن له فيه
هو محطّم على هذه الصداقة التي بدأت يومًا عن يوم تكشّر عن انيابها
لتبعده مسافات طويلة بقلب موجع ومليء بالغضب
: احتررررررررررم نفسك عبيد.....وش هالكلام الفاضي...اللي صار لهم مالي دخل فيه...مانيب مجنون اخطط على ذبح مويهر.....ولا خططت على سجن لا طليّل ولا زويد......اللي جاهم جزاهم واقل من جزاهم...بس مالي دخل فيه....واذا ما تدري هم اللي جابوا لهم هالفتن بعد سرقتهم لمخططات لمهندسين غيري......خذ العلم من اصحاب المشاكل نفسها مو من الناس.....
عبد لله تمتم بالاستغفار لم يقتنع كليّا بالأمر
: اخذتها من صاحب الشأن.....ماهر....رحت زرته وقال لي هالكلام....
فيصل صُعق وشعر بالقشعريرة تسري في اطراف جسده لتتمكّن من جزئه المركزي الذي توقف عن التفكير فجأة؟
كيف تهون عليه العشرة هكذا ليبدأ بالتلفيقات عليه حتّى بعد ما حدث لهُ
توقّع ذهابه له في ذلك اليوم سيصهر تأنيب الضمير من على قلبه ليجعله يتألم ولكن من الواضح ماهر لن يتألم ابدًا على ضياع صداقة عميقة حدثت بينهما، مسح على رأسه واخذ يشتم ماهر بقهر
ثم اردف: خويّك هذا ودّع عقله.......ما يعرف شقول.....قسم بالله لم رحت زرته قلت يمكن بيتأسف ويظهر لي ندمه....طلع الـ###......حاقد علي بدون سبب......واضح بيستمر في عداوته لي حتى بعد ما خسر....كل شي.....
عبد لله سكت ثم قال: الكل مصدوم يا فيصل...والكل جالس يأكّد أنك انت المسؤول....
فيصل ضحك بقهر: ههههههههههههههه والمجنون اللي يصدّق....صدق اني طايش...بس ما توصل اني اذبح آدمي يا عبيد...اظنّك خابرني ولا حتى انت مثله؟
فهم انه يشبّه بماهر مسح على وجهه: انا مصدوم..وبوقت الغضب الواحد يطيش ولا يحسب حساب لفعايله.....
فيصل صرخ: يعننننننننننني مصدق؟
عبد لله اغمض عينيه: ابي اشوفك.....نجلس نتفاهم....
فيصل : ما في شي ينتفاهم عليه....الكلب المسعور حتى وهو مجروح يأذّي.....وانا عارف انّك مصدّق مويهر....صدقه ....لا اوصّيك اي شي يقوله تراه صح..فمان الله.
ثم اغلق الخط في وجه عبد لله وهو يشتم ماهر بكل قهر وغضب
ركل برجلة السرير ثم توجّه إلى الخلاء ليستحم
ليقلل من حرارة غضبه، وهو يفكّر أمر السجن هذا بسبب كشف ليث لحساباتهم على الظاهر يعلم بذلك لن ينسى
مكالمته معه حينما قال له
(ومسكت عليهم مخططات لمهندسين سارقينها منهم مثل ما سرقوا مخططاتك انطردوا وتم احالتهم للتحقيق ويمكن ياخذون تأديب سجن)
تأفف وفتح صنبور الماء لينهمل على رأسه بهدوء!
.
.
.
.
.
.
قدّمت اوراقها للعمل في المستشفى المتواضع والقريب من سكنهما وقبلوها ، بدأت تداوم فيه بعقل شارد وحياة باهتة لا معنى لها، لا شيء قادر على إستعادة هدوء ما بداخلها، كل ما تشعر بِه ضجيج مؤلم ومؤذي خبيث يطوّق بيديه على قلبها ليضعف نبضاته ويزيد بركله على ذاكرتها استرجاع موقفهما الأخير
قُبلته الحانية على جبينها مودّعًا إيّاها موجعة تشعر بحرارتها إلى الآن هذه القُبلة ألهبت وتينها الضعيف،
مشت في الممر تنظر للأطفال من حولها الجميع مُتعب خاصة قلبها
تُريد فقط أن يُجيبها على اتصالاتها المتكررة
تريد أن تسمع صوته ليبّث الطمأنينة في حياتها
ولكن لا يُجيب
وهذا الأمر بدأ يقلقها بدلًا من أن يجعلها تشك من انه يصدّها
خشيت من انّ تلك العصابة هجموا عليه وجعلوه يرحل في سفره الأبدي!
خرجت إلى الشارع وركبت سيارتها وهي ترتجف خوفًا من أن يكون مصابًا بمكروه، أو فعلوا به ما فعلوه وألقوا بجثّته بعيدًا عن أعين النّاس
هزّت رأسها بعنف وفيه هذه اللّحظات
سمعت رنين هاتفها قامت بتشغيل سيارتها ثم سحبته على أمل من أن ترى اسمه
على الشاشة ولكن تملّكتها الخيبة على صوت والدها الذي قال: سوزان بوصِّي حبيبتي....انا رايح عالإسكندرية.....عندي شُغل حخلّصوه في يومين وراقع ليكي .....ما تطلعيش من القاهرة ...تمام!
سكتت، تعلم في الواقع لم يذهب إلى الإسكندرية بل ذهب خارج البلد بالأمس رأت تجهيزاته الذي حاول إخفاؤها عنها سيذهب خارج البلد للإستمتاع واللّهو كما يشاء له بعيد عن انظارها وبعيد عن تجهمّاتها الغير مرغوبة
الأمر الذي جعل والدتها تطلب الطلّاق منه وتعود لبلدها الأم "المغرب" هذه السفرات التي تخلّف وراؤها خيانات عديدة لا تُغتفر
والدتها في الواقع عاشت في مصر لفترة طويلة قبل أن تلتقي بوالدها ، فكما اخبرتها جدّها كان يعمل في مصر وكانوا يترددون كثيرًا ليبقوا في القاهرة لفترة ثم اكملت دراستها المتوسطة والثانوية في المغرب واتمّت الجامعة في مصر وتعرّفت على والدها وتزوجا في فترة قصيرة ولكن بعد فترة لم تتحمّل والدتها طبع والدها الحاد والغير مبالي لهذه الحياة
انجبتها وبعد ثلاث سنوات من انجابها لسوزان طلبت الطلّاق
تطلقا دون أيّة مشاكل وبتفاهم، عاشت سوزان عند والدتها إلى سن الرشد وبدأت تتنازل في رؤية والدها لها
وبقيت سوزان مشتته تارة تذهب لدى والدتها وتارة تنزل لوالدها
اكتسبت ثقافة البلدين ولهجة البلدين
ولكن مؤخرًا وبسبب وفاة والدتها بقيت في مصر فترة طويلة لتكتسب منها أمور تجعلها منها مصريّة بنتًا لهذا البلد دون تهجين في اللهجة!
ولكن بعد ان تعرّفت على ركان بطريقة لم تتوقعها اختلّى اتزان اللهجات في لسانها لتتعدد....
.
.
لا تستطيع ان تُنطق اي شيء، تفهمه يخشى عليها بالعودة إلى امريكا
فهي عاشت هُناك لفترة طويلة مبتعدة عن بلدّيها
"المغرب ومصر"
كانت تقسو على نفسها حينما تذهب للمغرب بعد وفاة والدتها كل شيء هُناك يذكّرها بوجه والدتها ، عائلتها هُناك مازالوا محزونين على هذا الفقد الذي جاء مبكرًا
وكانت تتملل من فكرة الذهاب والعودة لمصر بسبب والدها وبعده عنها في اشّد حاجتها إليه
فكانت تفضّل البقاء بعيدًا عن تلك الدولتين
لتنعزل عن العالم وتبقى في وجهة مغايرة عن وجهتها تمامًا
لتلتقي بعدها بحُب كبير سرق منها الملل والكلل
.
.
اردفت: اوك...
ثم اغلقت الخط وقادت سيارتها بذهن شارد، خسرت والدتها وحنانها
خسرت من أن تحضى بأب مثالي لا يبتعد عنها في أشّد ضيقها مهما كانت ظروفه!
خسرت كل شيء حتى الحُب الذي تمنّتهُ خسرتهُ في غمضت عَيْن...اجتمعت الدموع في عَيْنيها وبدأت ترى الطريق على ضباب الأمل من اتصال ركان!
تُحبه لماذا لا يعي العالم هذا الحُب؟
هذا العُشق الذي نبت في جُنبات قلبها؟
لماذا يحاولون ابعادهما عن بعض ؟
.
.
لا تريد أن تتوجّه إلى المنزل لا تريد قادة سيّارتها إلى حديقة الأزهر هذه المرة تريد ضجيج البشر يخالطها ويقترن بضجيجها الداخلي لعلّى بذلك تُشفي جزءًا من هذا الألم العاطفي المخيف!
.
.
.
.
خبأت أوراق التحاليل عن ابنها الذي ألحّ على ان يراها قبل خروجهما من المستشفى ولكن أبت ذلك ، وطمئنتهُ أنها بخير ولكن لم يهدأ
هي مصدومة في الواقع كيف حامل؟ وبعد هذه السنوات؟ لا تريد ان تعود للتجربة نفسها تحمل....تشعر بحركات ابنها ثم يموت دون سبب؟
لا تريد أن تتجرّع هذا الألم وهي في هذا السن
لا تريد أن تضع أملًا كبيرًا في هذا الحمل!
اخبرت زوجها وابتسم وتهلل وجههً يومها وسُعد بذلك ولكن اردفت: مابي احط امل كبير في هالحمل يا بو ذياب...
طبطب على كتفها: الأمل بالله كبير ...لا تقنطين من رحمة الله......اللي حفظ ذياب وكبّره ...بيحفظ هاللي ببطنك.....لا تسيئين الظن بالله .....
هزّت رأسها بهدوء: والنعم بالله....
.
.
نزلت من الغرفة وهي تمسح على بطنها وتستودع حملها الله، تدعو الله خاشعة من قلب طاهر ومرتجف بأن يتّم هذا الحمل على خير، للتو دخل ابنها عليها وزوجها كان جالسًا في الصالة، كانت ستدخل إلى المطبخ لتنظر لأمر الغداء وتقرر ماذا تطبخ لهذا اليوم ولكن توقفت
سمعت زوجها يقول: تعال وانا بوك...عندي لك خبر....
ذياب ابتسم
توقّع خبررغبته بالزوّاج وصلت إليه ، وربما خالتهُ حدّثت والدته بأمر عهود مر يومين مُنذ ان حدّثهُ صارم ربما اقنع اخته وخالته اتصلت لتبشرّهم
جلس بالقرب من والده: خير يبه.....وش هالخبر اللي مخلّي وجهك منوّر...
شعرت في الواقع بالخجل دخلت المطبخ لا تريد أن ترى ردّت فعل ابنها وإن كانت ردّت فعله الفرح والإبتهاج، كيف يكون له اخًّا وهو في عمر السادسة والعشرين من عمره وبعد أن ظهر الشيّب على رأس والده، هي تعلم بواقعيّة حدوث الأمر هما مازالا قادرين على الإنجاب
ولكن هي تخجل وتخاف من الظروف التي قد تحصل لها وتقلب هذا الفرح حُزنًا!
.
.
بو ذياب: خير خير وانا ابوك...
ثم اطرق بهدوء: بجيك اخو ولا خت...
ذياب *تبّلعم* عقد حاجبيه ولم يفهم كيف سيكون له أخ أو اخت
شعر لوهلة انّ عقله وقف عن التفكير
: شلون يبه؟
بو ذياب بجدية: أمّك حامل...يا ذياب...
الآن فهم لماذا خبّأت ورقة التحاليل عنه، فهم سكوتها خلال اليومين الفائتين ، فهم لماذا تتحاشى النظر إليه ربما خجلة من الأمر
ابتسم وشيئًا فشيئًا ضحك بخفة ليشد على يد والده: صدق يبه؟
ابتسم والده: والله صدق....عاد أمّك مستحية تقولك...وغير انها خايفة اصلًا الحمل ما يتم...تدري انت...قبلك وبعدك سقطّت كثير .....وتعبت من الأمر.....ولكن ربك الكريم يرزق عبيده من حيث لا يحتسبون....
ذياب لا يدري يفرح من أجل أن يكون لهُ اخًّا وهو الذي تمنّ أن يكون له اخ أو حتى اخت....ام يحزن على والدتها وخوفها من عدم اتمام هذا الحمل
: الله يتمم لها على خير.....الأهم تتوكّل على رب العباد...وتهتم في صحتها......
بو ذياب بصوت واطي: عشان كذا قلت اقدّم على مكتب الخدم...واجيب وحده تساعدها....
ذياب : ارتاح انت....انا بروح....المكتب وبقدّم على طلب الاستقدام.....لا تشيل هم يبه...
ثم نهض وهو يقول: عن اذنك...
توجّه للمطبخ ونظر لوالدته وهي تقطّع الخيار ابتسم وهو يغمز لها: يعني الحين انتي عن انسانين؟
والدته رفعت نظرها إليه: شقول؟
اقترب منها ليُشير إلى بطنها: هنا اخوي؟
ابتسمت على مضض وخجلت قليلًا ثم قالت: لا تتأمل كثير من انه يجي....
ذياب مسك يدها ليوقفها عن تقطيع الخيار: لا تقولين كذا يمه....قولي الحمد لله وما هوب صاير إلّا اللي كاتبه ربي....
ام ذياب: الله كريم...
قبّل رأسها : باذن الله بيجي لي اخت ولا اخو....ويتم هالحمل....المهم الحين انتي تهتمين بنفسك....وتتوكلين على الرّب الرحيم...ولا تعطين فرصة للشيطان يضعف حسن ظنّك بالله.....
ام ذياب بصوت متهجد: والنّعم بالله....
ثم نظرت إليه: اليوم بكلّم خالتك اشوف وش صار...
ذياب تنهّد: دامها ماتصلت يعني ما صار شي...لا تتصلين يمه.....انا بنتظر....
ام ذياب بحنية: الله يجعلها من نصيبك يا وليدي...وفرّح قلبك...قول آمين...
قبّل يدها وهو يردف: آمين يا الغالية آمين.
.
.
شعر أنّ الوقت المُناسب هو اليوم اجمع والدته ووالده في المجلس دانة ما زالت في المستشفى وربما اليوم ليدها مناوبة وستتأخّر في المجيء بينما عهود ما زالت هي الأخرى في الجامعة ونواف في مدرسته
هو خرج من دوامه وأتى ليتحدّث: يمه.....يبه....تدرون ذياب....كلّمني....وتدرون انه مصّر على خطبته من عهود....وانا مصدوم اصلًا من انكم رافضينه مرتّين على لسان عهود....وادري انكم تدرون هالشي غلط.....بس الغلط من انكم تستمرون وتردّون الولد مرة ثالثة على لسانها وبدون ما تدري هي...
تحدث بصغة الجمع ليخفف من حدّة الحديث على والده لذلك اشرك والدته في حديثه لكي لا يُثير ريّاح والده العتيّة
ام صارم نظرت لأبنها ثم زوجها وهي تفرّك بيديها خائفةً من ان تستفّز غضب زوجها بأي كلمة تُخرج وتهوي على وتره الحساس لذلك حاولت أن تنتقي كلماتها بحذر: ذياب ما فيه ردى عشان ينرد وينعاف....لكن ابوك هو من يقرر....
صارم زمّ شفتيه: يبه اذا انت رافض عشان عيال عمي...ماشوفه هالشي سبب مقنع....هذا محمد متقدّم لدانة واشوفك رافض....
بو صارم خرج من قوقعة صمته: انا رافض طريقة ابوي في عرض الزواج على الاثنين!......بس مو رافض فكرة بنت العم لولد عمها....
صارم شعر انه سيدخل في الدوّامة نفسها فقال: واذا ما كان ولد هالعم من نصيب بنت عمّه...نوقّف رزق البنت؟....يبه.....انت بلسانك تشهد على رجولة ذياب واخلاقه......واعرفك ما تجبر احد على شي ما يبيه....اترك فرصة للعهود تقرر...يبه....لا ترفضه مرّة ثالثة وتكسر الولد....انا اشهد انه شاريها....
بو صارم بانفعال: ما قلت هو بايعها ....ومن كلمتني امّك مرة ثانية عن خطبته من جديد وانا عارف الرجّال شاري هالقرب .....
ام صارم لتليّن قلبه: فكّر يا بو صارم.....والله انا مابي اوقّف رزق بنتي على شي ما هوب جاي....ماحد من عيال عمها تكلّموا....وإن جيت للحق....عيال بو فهد إن فكروا بهالشي كبار عليها....وعيال بو ليث بعد....
نظر إليها ليردف: فيصل من قدها يا ام صارم!
لم تتوقع ان يختبص في يوم وليلة هكذا تذكر قبل يومين اظهر لها لين قلبه ماذا حدث؟
تحدث صارم: ويمكن فيصل ما يبي من العيلة يبه.....ما ندري من يبي.....
بو صارم تنهد ثم قال: اتركوا الاوضاع تخف وتطخ ....انا افكر في دانة ومحمد ولا في عهود وذياب.....لا تضغطون علي...
ام صارم بجدية: دانة مثل ما انت شايف هي رافضة...ودامك وراها مثل السند ماحد يقدر يجبرها...ادري خايف من عمي يجبرها...وهي ترجع لورا ولعلاجاتها...بإذن الله ما هوب صاير شي....
صارم بهدوء: ما على دانة خوف يا يبه.....وبعدين محمد بعد رافض.....جدي ما راح يقدر يجبرهم......
بو صارم مسح على لحيته: لم تهدأ الأوضاع نكلّم ذياب ونشوف ....
تهلهل قلب زوجته وابتسمت وهي تنظر لصارم الذي وقف وقبّل رأس والده
بو صارم: انا رايح لابوي....عن اذنكم...
ثم خرج
وام صارم نظرت لصارم: باذن الله بس ترجع بكلمها...وباخذ رايها وبكلّم اختي بعد...
صارم هز رأسه فهم موافقة والده على الأمر بشكل جزئي وفضّل والدته تُخبر عهود من الآن لينظروا في الأمر فيما بعد ويضع والده أمام الأمر الواقع لمعرفة اخته بهذه الخطبة، وإن وافقت ربما يصعب عليه الرّفض!
تنهد ثم
خرج من المنزل هو مبتسم على هذا الإنجاز الذي احدثه الآن سيفرح ذياب يثق اخته لن ترفضه
التفت على الشّارع الآخر ونظر لفهد يشير إليه : اخبارك يا ولد العم؟
صارم نظر إليه: هلا وغلا يا رجّال من يوم ما راح ليث ما عاد شفناك....
فهد تحدث وهو يتقدم للأمام لناحية صارم: تدري رحنا الريّاض لخالي بعد سفر ليث على طول ورجعنا على اوضاع انت اخبر ابها...
صارم عقد حاجبيه: عسى بس خالك بخير....
فهد هز رأسه: بخير بخير....
ثم ألتفت لينظر لنواف الذي يمشى على الرصيف ليقترب منهما
عقد حاجبيه ونظر للساعة: الساعة احدعش وربع..
فهد فهم مغزى حديثه: يمكن طلّعوهم بدري ....
نواف اقترب منهم القى التحية عليهما ثم همّ بالدخول ولكن استوقفه صارم حينما مسك كتفه: هربان؟
فهد نظر لجدية صارم ونبرته ، ونظر لتعب نواف واحمرار عينيه وتمزّق ياقة ثوبه وللجرح المرتسم على خدّه
انتبه لكل هذا صارم ليكمل: علامك طالع من حرب؟
نواف بتأفف: مالك دخل...افففففففف
صارم استفزّته هذه الكلمة ، مُنذ ثمان أيّام وحال نواف لا يطمئنه يخشى عليه من التورّط بأمور خفيّة لا يريد أن يعرفوها!
شدّه إليه: تكلّم معاي عدل...
فهد تدخل هُنا: صارم اذكر الله واترك الولد....
نواف بعصبية: فكني.....الله ياخذك...توني طالع من هوشة...واي هربان من المدرسة وش بسوي...؟
همّ صارم ان يصفعه على وجهه ولكن فهد المصدوم من ردّت فعل صارم مسك يده : صااااااااااااااارم جنّيت..
ثم ابعده عن نوّاف ليقول: نواف ادخللللللللل داخل...
نواف دخل ليصبح فهد أمام صارم الذي همّ بالدخول: صارم....هدي نفسك ماله داعي تحوس الولد.....
صارم : صار له اكثر من يوم مو عاجبني ولا على بعضه...واليوم هوشة وهربان...بكرا وش بسوي...
فهد بجدية: اتركه يهدأ وكلمه بعدين....ترا نوف كبر ما عاد بزر....صار عمره ثمنطعش سنة ولا يقبل منك تعامله هالمعاملة وكل ما شدّيت معه بيشد.....وبعاند....ولا بتاخذ منه لا حق ولا باطل...
صارم ابتعد عن فهد وتمتم بالاستغفار ثم قال: قسم بالله مطلّعني من طوري....
فهد بهدوء: تبيني اكلمه؟
صارم بجدية: ما راح تاخذ منه لا حق ولا باطل على قولتك.....بكلمه بعد ما يهجد.....الحين عن اذنك يا ولد العم..عندي شغل...
فهد بهدوء: طيب طيب...انتبه للطريق..واذكر ربّك...
.
.
كانت تمشي وتحدُّثها دومًا ما تضيع في الحرم الجامعي ولا تجد مخرجًا يدلّها على وجهتها الصحيحة تكلمها إلى ان تلتقي بها بعد ان تصف لها المكان
وصلت إليها لتُلقي على مسامعها شتيمة خرجت من غضبها وتعبها من المشي وضياع الوقت
: الله ياخذك .....كم شهر مر ولا حفظتي الأماكن....صدق انّك نكتة وصدق انّك بنت تحضيري بقره بمرتبة الشرف!
ضربتها على كتفها بعد أن سمعت حديثها : لا تطنزين علي....اليوم اصايل ما جات معي.....وضعت....متعودة على قسمنا ...قسمك انتي لدخلته اضيع....واصايل هي اللي تقودني...
عهود بقهر: اي دايم الصخول يقودونهم النّاس يا صخلة...
هيلة عادت لتضربها وتلفت انتباه الفتيات من حولهن: جب عاد لا تتمنين علي....قلت لك تعالي قسمنا وش قلتي....الكفتيريا حقتكم فيها اكل شين...استغفر الله...
عهود دفعتها لتمشيا إلى الأمام : شوفي ساعتك اشوي ويأذن الظهر...واشوي يخلّص بريكي....
هيلة نظرت للوقت وانصدمت : هأأأأأأأأأأأأأأأ......شلون ....
عهود: من بقارتك والله...احد يضيع....بس انتي...حتى بنات التحضيري الثّانيات....ما يضيعون...كل مكان يعرفونه....بس انتي مدري شفيك......
هيلة : قسسسسسسسم بالله سكت لك عاد ...لا جلسين تهينين عقلي....ياخي عقلي دايم يخوني....انا من الآخر خوّانة في نفسي....خوووووووووانة....
عهود ضربتها على ظهرها حينما رفعت صوتها : جب فشلتيني يا الهمجيّة الكل يطالع....
هيلة ضحكت بخفة : ههههههههههههههه احسن عشان توقفين سب وشتم ....
عهود بتأفف: طيب ....دام الاوضاع مخيسة بالبيت....وما باقي شي على بريكي وخلّص....انا اقول نسحب على آخر محاضرة انتي عندك بس محاضرة ؟
هيلة بكذب وهي تشتت ناظريها عنها: اي...
عهود قرصتها: والله ادري محاضرتين اعرف جدولك راسلته في قروبنا.....
هيلة ضحكت وهي تقرصها:هههههههههههههههههههههههه... دامك تدرين ليش تسألين...
عهود : كيفي...سمعي حضري المحاضرة اللي ما قبل الأخيرة وانا بطلب لنا غدا ما بحضر اخر محاضرة وبنتظرك لخلصتي رنّي في مكانك واتصلي علي واجيك....الحين تعالي نروح نتوضا...
هيلة نظرت لها: انا ما صلي...
بسبب عذرها الشرعي.
|