كاتب الموضوع :
شتات الكون
المنتدى :
المنتدى العام للقصص والروايات
رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون
Part5
.
.
.
.
.
.
قبل لا ندخل في البارت حبيت أنوّه على كذا نقطة عشان نصير في الصورة السليمة مُنذ البداية، شخصيات الرواية ليسوا منزّهين كل التنزّيه فهم بشر يصيبون ويخطئون، والأحداث فيها من الواقع والخيال النّاطق، لم اقتبس الأحداث من حياة أحد أبدًا أبدًا، وليس هدفي تزيّين الحرام، بعض تفاصيل الأحداث لم أحبّذ التطرّق لها لأسباب عدّة حفظًا للحدود التي وضعتها لنفسي، كتبت اشياء كثيرة من وجهة نظر مختلفة خاصة لشخصيات الرواية، بعض الأحداث ربما كُتبت لتكون خارج دائرة المألوف بطريقة ما، فيه تعدد باللهجات لمناطق السعودية ودول أخرى إن اخطأت فيها اعتذر للجميع حاولت بجهد أن اظهرها بشكل صحيح ولكن اعلم اني بشر أُصيب واخطأ فألتمس لكم العذر من الآن، و يُسعدني ان اشارككم ايّاها بصدر رحب..فأنا اتقبل النقد ووجهات النظر بأدب ورُقي، روايتي ايضًا تحتاج لتأني في القراءة كما أنّها معقدة بعض الشيء، كتبت أجزاء كثيرة منها ولكن اعتذر منكم لن استطيع أن اشاركم اياهم في دفعة واحدة لعدّة اسباب منها ما زالوا على قيد التعديل غير إنّي مقيّدة بظروف خارجة عن إرادتي..لذلك سيكون هناك بارت واحد في الأسبوع "اليوم" لن يكون محدد..في الواقع لا استطيع تحديده استنادًا لظروف حياتي الشخصية.
.
.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
(لا تلهيكم الرواية عن الصلاة، اللهم بلغت اللهم فاشهد)
.
.
.
.
أنا الضمير، أنا الخوف كلّه أنا التي تستطيع أن تنتشل الأحلام من يديك ماذا حدث؟
هل تبادلنا الأدوار هل تعلّقت الأماني في أرواح الإنتقام التي تطفو على أحبال الأوهام هل أصبحتُ الآن مجرمة وأنت ضميري الذي يحرُق ويعبث بكل شيء؟ ابتعد ....فالقُرب دومًا مشئوم....وتلاقي الأعين يُدمي القلب ويحوم بالذكريّات للوراء...أكرهُك كما تكره الأم قاتل ابنها.....أكرهُك للحد الذي يجعلني أغّص في نُطقها ولفظها ...وفي تخيّل طيف ظلالها العابس في وجهك....ابتعد قبل أن أصبح حقًّا مجرمة!
.
.
ودّت لو يدها المقيّدة محرره من بعثرة السجون ....ولكن حرّكتها بقوة لتحّز معصم يدها بغضب تمكّن من أركان جسدها المشدود...حاولت التّحرك للإبتعاد..وأدركت تقيّد روحها على السرير أمام رغباته التي رُبما لن تقف إلى هذا الحد من الجنون.....والإنهيار الغضبي العصبي..
.
.
دفعته بيدها المحررّه بقوة ولكن الإبرة الصغيرة وخزتها من الداخل وشعرت بوجعها ولم تهتم..تسللت نيران الغضب إلى حلقها لتُطبّق على عُنقه بشدّة لم يتوقع يومًا ستجن عليه كما جُنّت الآن.....كان يظن إنها لن تمرر الأمر بسلام.....ستصفعه على وجهه أو حتى ترفسه ولكن لم يتوقّع إنها تملك الجُرأة في محاولة خنقه وبعثه للعالم الذي لا يُريد الذهاب إليه بشكل سرمدي فهو على غير استعداد تام للُقياه!..شعر برجفة كفّيها بحُمرة عينيها الواسعتين اللّتان تحدّقان به بكره عظيم وعتب طويل الأمد......وكأنها تُخبره إنّها تنوي بهِ شرًّا وستُفسد عليه رغبات كثيرة تدفّقت بهرمون إدرناليني شرس في مقدمّة رأسه......لم يُبدي لها بأي ردّت فعل قاسية ليس لأنه ضعيف ومصدوم...."لا" لأنه يُدرك فعلته طائشة وهي"غير متاحة لهذه العواصف" لن تكون قادرة على تحمّله..حاول الصمود أمام وحشية تخميش أظافر يديها لِعُنقه.....أغمض عينيه ليمتّص غضبه.....ولكن أرجفت جسده حينما
شدّت على أسنانها لتنطق: أيقنت الحين ضميرك ميّت..وأيقنت يقين تام ما عندك ذرّة إحساس يا ليث!
لم يتحمّل إنغراز تلك الأظافر في جلده، فهي تشّد عليه بجنون وبدأ يفقد قدرته على كبح الألم، مسك يدها وأبعدها بقوّة عن عُنقه وكانت ستعود بالتّطبيق عليه ولكن شد يدها بقوة وألصقها فوق صدرها واجبرها على الإستلقاء بعد أن دفعها على الوسادة وانحنى قليلًا لينظر لعواصف غضبها من خلال عُقدة حاجبيها وإحمرار وجهها وشدّها على جسدها وهي تحاول التفلّت منه ليتحدث بصوت غاضب ويثبّتها على هذا الوضع بعد أن ركلته: جنيّتي؟
حاولت تحريك يدها لتدفعه بعيدًا عنها ولكن عجزّت!: انت اللي جنّيت ونسيت نفسك ونسيت .......أنا من أكون؟.....أنا ما نيب رحيل......أنا رمادها يا ليث....رمادها.....
ليث حدّق في عينيها بتركيز وتحدي غريبين: إذا انتي رمادها فأنا الهوا اللي ببعثر هالرماد..فهجدي!
لم تتحمّل قُربه وحديثهُ الذي ينّم عن رغبته في السيطرة عليها صرخت في وجهه غاضبة: اطلع برااااااااااا.....مابي أشوفك.....اطلع الله ياخذك!
ابتعد عنها قليلًا لا يريد أن يكبّر الأمور من أوّل لقاء لهما قال لها: بنلتقي كثير.....والأيام قدامنا يا رماد ليث!
ثم خرج تاركها تشتمه ، وتدعي الله أن يسلبه روحه وراحته، تذكرت في لحظة عواصفها ما قبل ثمان سنوات ، تذكرت حديثه الذي يُصيب ويُدمي قلبها تذكّرت أفعاله التي تستنفذ طاقتها وتجرّد من عينيها النوم عانت معه وكرهت حياتها بسبب الإرتباط به، قرار الإرتباط به كان قرار خاطىء ولئيم هضمت حقّها من أجل سعادة العائلة والعائلة لم تهتم بها في أوّل كسرٍ لها، ارتجف جسدها وزاد الألم لم تنخرط وراء رغبات البُكاء أغمضت عينيها وحاولت الصمود ثم النوم ونجحت في ذلك!
.
.
.
بينما هو ابتعد عن المكان وذهب لسيارته ، شعر بالتعجّب من ردّت فعلها الوحشية ومن حديثها ونظراتها أين رحيل التي لا تجرؤ على النظر في عينيه حينما يقترب منها؟ أين رحيل التي تُهدّأ من الأوضاع لا تُزيدها؟ أين رحيل التي تحاول إبعاد نفسها عن الوسط المبعثر بهدوء دون أن تعثو بأعصابه؟ أين كل هذا؟
تلاشى وتبخّر في مبخرة السنين القاسية التي حرقته بالوطأ عليها بأقدام عارية لا تهتم بقساوة ما يطأ عليه حرقتهُ ولهبت جروحه بعد مرور شهور عدّة ، تلاشت حقًّا واصبحت رماد مخيف.....رماد يستطيع اقتلاعه وبعثرته ولكن يعلم سيتحوّل إلى ريح عاتية ....وعواصف لا خلاص منها....ضرب بجبهته على المقوّد.....كان غاضب والآن ازداد غضبه بشيء مضخّم..في الفؤاد....هو من صنعها على هذا البؤس وهذا العُنف هو من أحرق الجميع وجعل من رمادهم أذى يُبعثر حياته يُمنةً ويسرى
مشى سريعًا متجهًا إلى شقتها لن يجلس لوحده فالجلوس لوحده سيجعله يجن سيذهب هُناك ....وسيلغي حساباته القديمة....وسيلقّن تلك الأخرى درسًا على فعلتها الأخيرة......هو اليوم لقّن ركان درسًا جعله يكره بشكل كبير...ولقّن الأخرى أنه قادر على السيطرة على كيانها الضعيف دون يعي لتصرفاته....هو متهور ومصدوم مما آلت عليه رحيله!....مشى ..من أمام المستشفى وفي صدره ثقل....لا يعلمه إلّا الله ....لو كان ركان في ظروف أفضل مما هي الآن لذهب إليه ولكن يعلم ذلك الآخر لا يُريد أن يرى وجهه أو حتّى يسمع صوته!، تنّهد....وتذكر تداخل الأمور في بعضها البعض لهذا اليوم
اتصال محمد، ورغبة فيصل في الإنتقام منه، ركان وسوزان وحبهما المزعوم......رحيل ووجعها وتغيّرها الذي أخافه........تنهد لتلك العواصف جميعها...وسحب الهاتف....اتصل عليه يريد أن يخبره بأمر واحد وصريح
انتظر ردّه ثم قال دون مقدمات: فيصل .......لمَ تحاول تفتّش من وراي دوّر على أخبار جديدة.....تهدمني هدم.....ياخوي.....أهدمني....ما راح أقولك شي....لأني من الآخر أنا مهدوم.....إذا تقدر ترممني من جديد....وتقدر تبني هالكيان من جديد بكون شاكر لك......جدّي لو تقوله الحين ليث مزوّج ما راح يعصّب لأنه من حقي هالشي!......ولأني ما طلقت رحيل....ولأني ملتزم بقوانينه اللي تمر على رقبتي وتنحرني في اليوم مليون مرة.......خلني أقولك على شي...
انعطف يمينًا، بينما فيصل حقيقةً أمام حاسوبه على برنامج خاص للمهندسين في رسم مخططاتهم الأوليّة سمع رنين هاتفه وحينما نظر للإسم ابتسم وظن أخيه خاف من أمر تفتيشه في حساباته القديمة فأجاب يريد أن يتشفّى على نبرة خوفه ولكن صُعق من بنرته الحاسمة والغير مبالية ......كما شعر بضعفه على صورته القاسية .......وترجم عقله حال اخيه بأنه في حالة يُرثى لها الآن وإلّا لم يقول كلماته هكذا دون أن يحسب حسابها!
سكت ليسمعه يكمل: لو تظن إني خذت المخطط عشاني اهدمك...فأنت غلطان يا خوي....لو أشوفك مهدوم ومبعثر يوم أهدم نفسي وأرممك من جديد!....بس أخويّاك ما هوب سهلين ....مجهزين لك رد لو تسوي لهم شي........راح يسجنونك ولا راح يطقون لك خبر.....عرفت بهالشي.....وثار قلبي عليهم يا خوي......وقّفتهم عند حدهم........ومسكت عليهم مخططات لمهندسين سارقينها منهم مثل ما سرقوا مخططاتك.......انطردوا وتم إحالتهم للتحقيق ويمكن ياخذون تأديبي سجن......اسمعني زين...يوم يومين بالكثير ومدير الشركة اللي ياما وياما نفخت قلوبنا عليها بيتصل عليك يتعذر وبيطلب منك ترجع للشغل........لا تفكرني عدوّك يا فيصل......أنا ظهرك ياخوي.....يوم ينحني ظهرك أنا وراك.....بشدّه وما بسمح له ينحني.......ولا بسمح لحد يضرّك لو على حسابي!
تبعثرت الحروف من فاهه، وغّص في الكلمات والأحرف ، مساعدة ليث له احرجتهُ على تفكيره السابق واشعلت في فؤاده جزء بسيط من الغضب لا يريد من أحد التدّخل في موضوعه ولكن ليث قطع الأمر من جذوره دون أن يخبره .....ويثق محمد لم يحدّثه ولكن يعلم أنّ ليث على علمٍ بطرده من العمل ومن الممكن هذا الأمر اشعل في داخله الفضول ليصل إلى أمور هو عجز على أن يصل إليها ويُلامسها.......خفق قلبه بالأخوّة وشعر بضيق نفَس أخيه......وبهدلت وضعه.......احرجه.....نهض ودار حول نفسه لا يدري ماذا يقول....طال الصمت.....
ثم قال: ليث....مستحيل أنا اضرّك!
ليث توقف أمام العمارة: ما كنت بتضرني بس كنت بتوجع ابوي وامي في لحظة غضب منك .....فيصل .....حكّم أعصابك وفكرك ولا تكون مستعجل في الحكم على الأمور.....تكفى......لا تخلّي العصبية تاخذ منك الكثير......مع السلامة ياخوي!
أغلق الخط، وترك فيصل يخوض حرب خجله بينه وبين نفسه، شعر بخساسة تفكيره وانحطاط مخططاته على أخ يؤثرهُ على نفسه من أجل أن يحميه رمى الهاتف على السرير وخرج من الغرفة يُداري إنحراجه من الأمر وأشياء أخرى يعجز عن البوح بها أو الإعتراف بها أصلًا!
.
.
.
أغلق باب سيارته وهو يتنهّد بثقل الأحداث المُرّه التي مرّت عليه واحدة تلو الأخرى ما إن وضع رجله على هذه الأرض حتى شعر بالتعب والإرهاق يُريد أن يحظى بلحظات الإسترخاء والنوم ولكن لا يظن انّ موعده قد حان!
سيدخل الآن الشقة ليدخل إلى نيران أخرى عنوانها الألم والأمل بترحيل الماضي القريب عن عينيه وتقريب الماضي البعيد في لحظاته المُشتعلة!
مشى ووصل إلى الباب فتحه ودخل لتستبقله رائحة المنظفات، والروائح الطيّبه
علم إنها بالداخل، مشى بِخُطى ثقيلة ودفع باب غرفة النوم
وسمعها تقول :لا تطمّن انا بخير....لا بس كنت تعبانة اشوي........انت صوتك ما يطمّن........متأكد؟.....احلف طيّب؟....ههههههه طيب طيب خلاص.......مع السلامة
.
.
اغلقت الخط والقت برأسها على السرير، تشعر بالتعب...والإعياء من جديد بعد أن قامت بترتيب الشقّة، كان عليها أن تلتزم بقوانين الراحة التي عددّتها لها الطبيبة ولكن لم تلتزم بأي واحده منها!
لم تلحظ
وجود ليث...بسبب انشغال ذهنها والإنارة الخفيفة التي اشعلتها قبل أن تستلقي كليًّا على السرير تريد أن تنام !، تريد الإسترخاء والابتعاد عن مخاوفها، ولكن شعرت بإرتداد جسدها قليلًا على السرير ....نهضت بشكل مخيف واشعلت الأباجورة القريبة منها، ووقعت عينيها على ليث الذي مشى بخفّة واقترب من السرير وجلس على طرفه
وضعت يدها على قلبها وهي تقول: ليث!؟
اشعل الأباجورة التي بجواره ....واتضحت الصورة له.....فتاة مُرهقة بوجه شاحب وعينين محاطتين بالهالات البنيّة تفترس بياض بشرتها بعّنف شديد ....وشعر قصير مبعثر على راحة كتفيها العاريتيَن بإهمال.....ورائحة المعقّم تضّج من حولها....اقترب منها ولمس أطراف خصلات شعرها وهو يقول: قصّيتي شعرك؟
ابتعدت عنه ثم أزاحت من على جسدها الممشوق الغطاء وحاولت النهوض ولكن شدّ على عضدها وأعادها لتسقط على الفراش وتأوّهت وهي تقول: بشويش علي.....
أتاها صوته كحفيف مخيف : سويتي اللي براسك؟
أمل استعدلت بجلستها تنهدّت بضيق من الأمر لم يكن سهلًا تقسم انّه لم يكن سهلًا: سويت الصح يا ليث.....
شد على قبضته وجذب جسدها إليه بعد ان (تلّهُ) لناحيته: من متى يا أمل صرتي تقررين هذا صح وهذا غلط؟
عضّت على شفتها السفلية لتكتم صرخة كادت تخرج من فاهها هي مُتعبة اليوم خرجت من المستشفى بعد مراحل الإجهاض التي مرّت بها بصعوبة شديدة وبالغة في الأسى!
قالت وهي تنظر لعينيه بتمرّد: من لم ما عدت اتحمّل اسمع كلامك اللي يهيني ....وافعالك اللي تحسسني إني ولا شي.....ليث أنت عادّني مثل الجماد لا يحس ولا له ردت فعل.......وصار هالشي يخوّفني.....وصرت اخاف منك.....همّي اطلع من هالزواج بأقل الخساير يا ليث....بأقل الخساير......
ضحك بسخرية على حالهما وأرخى من قبضة يدّه وأخذ يتلاعب بالحديث: تطلعين بأقل الخساير ؟كيف بالله فهميني؟
أمل اغمضت عينيها وسحبت لرئتيها هواء ثقيل، القت بنفسها على الوسادة وهي تقول: تعبانة ما فيني حيل افّهمك ولا فيني حيل للكلام......ابي ارتاح.....
لم تسمع منه كلمة واحدة، شعرت بحركته من إهتزاز السرير....وفي الواقع هو الآخر انحنى ليزيح من رجليه الحذاء ........وابعده بعيدًا عنه.....وأزاح من على جسده الجاكيت والقى بنفسه خلف الغطاء......تحدث وهو ينظر للسقف: ما فيه راحة معاي يا أمل!
أمل استلقت على جابنها الأيسر وولّت بظهرها عنه اهتز شيء بداخلها من حديثه
بللت شفتيها وشدّت على الغطاء لناحية صدرها وكأنها تريد أن تحمي نفسها منه وتخرج عقلها من غصّات موجعة تتلاشى وتظهر على صور مخيفة أمامها: دامها ما هي معك اعتقني ...ألاقيها بعيد عنك!
توقّف بؤبؤ عينيه عن الحركة، وشدّ على اللحاف بقوة استفزتهُ بتلك الجُملة التي تصرّح بها له(أبي الطلاق) استلقى على جنبه ليرى ظهرها يستقبله بتمرّد كبير....اقترب منها وجلس ليسحب جسدها الضعيف بالوهن ويجبرها على الجلوس تحدّث بغضب: بتلقينها في قبرك ان شاء الله.....
ضعفت، يؤلمها حديثه نظرته لها وكأنها ساقطة اُجبر على مجارات قباحة افعالها بالإقتران بها رغمًا عنه! اهتّز جفنيها وابعدت انظارها عن نظراته الحادة التي تُخبرها يومًا عن يوم عن كُرهه الدفين لها....
انزلقت من يديه : ان شاء الله..
نظر لضعف حالها: عارف انّك سويتي كل الحرام.....بس ما توقعت بيوم أنّك راح تموتّين روح.......روح....تكبر وتنمو بداخلك....
يقذفها ويجدُد أحزانها التي لم تمت مُنذ سنوات مُنذ ان كانت بعمر التاسعة عشر من عمرها ....ضحكت بقهر وفي الآن نفسه انسابت دموعها على خدّيها بوجع : دام هالروح منّك مابيها ......مابيها....
ليث أصاب وضرب فؤادها وهو يدفعها بيده بتقليل من شأنها: اي ما يعجبك الحلال.....هوايتك الحرام!......تعوّدتي عليه....
خرجت من طورها وخرجت اللّبوة التي تختبأ خلف أسوار قضبان السرج بقصته التراجدية في صورة عنف غريب...تشبّثت في أكتافه جذبتهُ للأمام قليلًا وحدّقت في عينيه لثانية ودفعته للخلف لتصرخ تريد أن توقظه من جنون حديثه الذي يذكّرها بماضي هدرت فيه كرامتها وهي تُلاحقه من أجل أخيها!: اقسسسسسسسسسسسم بالله عارفة انّك تدري اني شريفة....واوّل رجال بحياتي انت.....بس انت ما زلت تبي تنتقم من نفسك فيني....تبي تحمّلني ذنبك.......وتخليني انا المذنبة...وانا في الأصل ضحيّة......ضحيّة لييييييييييييييث ضحيّة ......
شهقت بالبكاء واخذت تبكي بشكل هستيري، بينما ليث لم يُبدي لها بأي ردّت فعل أخذت تهزّه متناسية الألم الذي يخالجها أسفل بطنها، نست إنها للتو خرجت من المستشفى، للتو أخذت علاجاتها.....للتو بدأت بالتعقيم ......لتهدّأ من عولمة الآلام....ولكن شعورها بالإهانة والرّخص جعلها تنسى كل الأشياء من حولها......وجعلها تترنّح....وجعًا على ماضٍ هي مأثومة عليه ولكن لم تتوقع ستؤول نهايته إلى كل ما يحدث لها الآن.....
ضربته على صدره تحت صمته الغريب: هنت كياني يا لييييييييييث.....خليتني اركض وراك سنين عشان ألملم الفضيحة........
أشارت له بأصابع يدها وهي تهتز: أربع سنين....أربع سنين يا لللللللللللللللللللليث......شفت فيهم النار تحرقني.....شفت فيهم يدينك تقتلني.......خلاااااااص.......خذت حقّك وزود....ليش تحاول تدفني وأنا حيّة وأتنفّس....ليش مو جاي تستوعب انت سبب ضياعي .......وانت اللي جبرتني اركض وراك مثل المدمن اللي يبي نجاته بس نجاتي كانت بين يدينك للاسف....بين يدييييييييييننننك.......
ضربته على صدره من جديد ولكن مسك يديها وأخذ ينغمس وراء رغبته في الصراخ وضرب سوط العذاب على ظهرها بحديثه: انا مااااااااااااااا جريتك للأماكن المشبوووووووووووووووووهة.....انتي اللي قدمتي نفسك للللللللللي......في ذاك المكان.....ولا نسيتي؟!
رجعوا للنقطة نفسها، رجعوا لرمي الذنب على الآخر من جديد ، اليوم سيدوران حول الحلقة السوداء إلى أن يجّف الحبر الأسود من خّط تجديد الذكريات اللئيمة!
صرخت في وجهه بدموع ونفس متسارع: ماااااااااااااااااااااا اغووووووووووووويتك.......ما عرضت نفسي علللللللللللليك يا كذااااااااااااااب........
ليث بكره وحقد ضغط على يديها: اغوتيهم........شفت نظراتهم لك.........وانقذتك منهم!
تفلتت من يده وضربته بقوّة على قلبه: ليييييييييييييتك انقذتني منك ومن شرّك.......حبستني بين إيدينك ....حسبتك ملاك.......وقتها.....ما كنت جالسة أوزن الأمور من خوفي..لعبت بشرفييييييييييييييي..سميت علي هديتني طبطت علي..ولعبت على كيفك بعدها...والحين جالس تحاسبني وكأني انا اللي قدّمت لك نفسي برضا.......
لييث صرخ في وجهها يريد ان يتخلّص من غضب مكبوت في صدره : شاللي جابك هناااااااااااااااك؟
تحدثت بوهن وتعب وصوت مبحوح: الله يلعن الفضول!
تلعن، وكأن الأمر هيّن وكأن اللعن أمر طبيعي يمرر على لسانها دون أن تشعر بثقله اخرسها البكاء لقطع تكرار اللعن من على لسانها ....بكت واخرجت أنين وجعها، ثم غرقت في الكح بشكل متتالٍ زاد من الوجع أسفل بطنها....حاولت ان تهدّأ نفسها أمام عينيه التي زاغت بكره لناحيتها وبغضب شديد عليها ، تعلم صعب عليه أن يتقبلها كزوجة للأبد وهو مغتصبها الذي هرب لسنوات ولم تستطع اصطياده إلا بعد أن لوى الزمن يديه بسجن رحيل...شعرت وقتها بالإنتصار .....من أخذ القدر بحقّها ....شعرت وقتها انها حقًّا على حق وهو على باطل....بغض النظر عن سبب تواجدها هُناك في مكان مشبوه كان من الواجب عليها ألا تكون فيه وقتها.....ولكن الفضول....والمراهقة التي دفعتها في استكشاف الأماكن احالتها إلى هذا الحال المريع، بكت وابتعدت قليلًا عنه ارتجف جسدها من الصراخ والألم ونهضت وهي تنحني على بطنها تحاول الصمّود....ومازال الأنين يقترب منه وهو يبعدّه عن مسامع آذانيها
وكأنه ينّزه عنه آثامه!
نهض ، واقترب منها بعد تحديق طويل لها، أوجعها بالقدر الذي اوجعتهُ ومن الممكن اكثر...اسندت جبينها على الجدار....ورفعت رجلها اليسرى وانزلتها لتضرب الأرض لتترجم الألم.....ثم توقفت عن فعلها وأخذت تشّد بقوة على أسفل بطنها.....للتو أخذت المسكن .....والآن استشاط الألم......ابتعدت عن الجدار ....ثم اقتربت من الدرج...فتحته بيد مرتجفة.....سحبت علبة المسكن اخذت قرص جديد وابتلعته دون ان تُلحقه بالماء! وكل هذا أمامه ....كان قريب منها ....اصطدمت به في حركاتها العشوائية التي تريد بها تخفيف ألمها....
دارت حول نفسها تنظر للسقف هامسة بضعف: يااااارب.....
.
.
أخطاؤك كثيرة ، وادّعاؤك على تلك المسكينة بالشّرف الحق بها الضرر الكثير ، إلى متى يا ليث ستبقى أسد يهاجم فريسته بِلا رحمه إلى متى تنتقم بلا وجه حق لمن لا يستحق الإنتقام هي اخطأ واذنبت في المجيء لهُناك وانت اخطأت ولم تكن ذو مرؤءة وقتها! وقمت بخيانة صاحبك الذي أودع فيك الثقة المطلّقة ؟استجارت بك لتنجّيها وتخلّصها من الأيادي القذرة والتهمتها كفريسة سهله بالنسبة إليك وقتها، اضعفت هويّتها........التقطت صورًا لها للإبتزاز إن اضطرّ الأمر.....متناسيًّا أمور كُثر اوّلها صاحبك!....عذّبت فؤادها ....وهي في أوج تأنيب الضمير.....همّشتها، لتأتي فوق رأسك المصائب واحدة تلو الآخرى.....اُجبرت على الاختيار على أمور كُثر وفي أوقات غير مناسبة......وافقت على التظليل ووافقت على ممارسة كبرياؤك على نفوس ضعيفة هزّها الشوق للوطن.......وكانت أضعف النفوس وقتها رحيل...التي أعلنت عن رحيلك السقيم....رحيل ليث....المتعجرف....والضعيف أمام تهديدات ابا سلمان......والقوي أمام أمل ورحيل!
.
.
جرّ قدمه لناحيتها، حرّكت شيئًا بداخله على ضياعها في وهن الألم......وقف أمامها وهي منحنيّة تخرج شهقاتٍ متتالية .....تارة تناجي الله...وتارة تنادي والدتها المتوفّاه.......لم يُمهل مشاعر الغضب والكره لتتمكّن منه من جديد.....اقترب منها.....وامسك باكتافها وعاونها على النهوض ثم أخذها لأحضانه الملتهبة شدّ عليها وشعر برعشات الوجع التي تتخلّل خلايا جسدها الضعيفة تتسلل إلى جسده سريعًا بكت بصوت موحش على مسامعه وحاولت التملّص من يديه لتبتعد عن نيران كُرهه لها ولكن شدّ عليها
وهو يُهمس: اششششش.....
يُداويها ويُجرحها، يهّز جزء كبير من ذاكرتها ثم يُحاول عابثًا في لملمت طُرقها المتفرّقة....مشى بها لناحية السرير.......تحدث
بهمس مُرعب لكيانها تعلم هدوء افعاله تلك ليست محبةً فيها
: ارتاحي....
خضعت لأمره، واستلقت على سرير الأحلام المنسيّة في منفى الظلام الدّامس من تجويف باطنها المخيف، استلقت على جانبها الأيسر وهي تشهق وتلفظ انفاس الذّعر من ماضٍ طغى على حياتها الحاضريّة وسيطغى على مستقبلها اللامعلوم!
ضمّت شفتيها لتكتم بكاؤها ...شعرت به يضع الغطاء على جسدها بهدوء ثم يعود بالجلوس مطبطبًا على كتفها
اغمضت جفنيها واستمرت في البكاء الصامت تحت انظاره التي تخترق روحها الغير مطمئنة!
.
.
.
"عطيتك حُب ثمين، بس بسألك بتقدر تعطيني الأمان والعشق الثقّيل؟"
.
.
سؤال صعب يراودها بخوف همسه اللّيلي السّابق في ظلام عواصف أفكارها بالأمس!، حديث الفتيات بالأمس اشعل فتيل الخوف من الإستمرار في مراهقتها المتمرّده هي لو تعلم ماذا حدث لِأبنت خالها التي تُكبرها بثلاث سنوات ربما سترتدع كليّا عن هذه المشاعر ولكن تشعر انّ هُناك في منتصف صدرها جناحين يرفرفان ليجبرا هذا الشعور اللئيم في الإبتعاد عن مُلامسة خوفها وقلقها!
اغلقت الباب بإحكام، ثم فتحت صنبور الماء واتصلت عليه
.
.
بينما هو كان جالسًا في المطبخ يأكل طعامه و يرى تقلّب وجه والدته الحادق
يُراقبها يسمع تمتمات وهمسات الإستغفار وتارة يسمعها "تتحلطم"على وضع أخته..وتدخّل الجد في موضوع تزويجها
تحدث بعدما ابتلع لقمته: يعني جدي يبي يجبرها تزوّج محمد؟
التفتت عليه وكأنها تريد أن تتحدث وتفصّح عمّ بداخلها: اي والله يا نواف.....ما غير شاد جدّك حيله على هالمسكينه....مرة يبيها تجلس بالبيت ....والحين طالع لنا بطلعة هالزواج....والله يستر من الجاي!
نواف تحدّث وهو ينظر لها بثقة: مستحيل ابوي يوافق....كلنا نعرف دانة مكانتها عند أبوي غير.....ومستحيل يسمع لجدي.....
ثم قال: اصلًا جدّي بديت اشك في عقله والله....من الكبر خرّف.....ولا عاد يفهم شي....
اقتربت منه توبّخه : اسكت اسكت.......عيب عليك مهما كان هو جدّك وواجب عليك تحترمه قدامه ومن وراه.....
نواف اخذ لقمه أخرى: ما قلت شي.....
ثم ضجّ رنين هاتفه فاخرجه ينظر للإسم وابتهجت أساريره واتسعّت ابتسامته لتزيّن وجهه أمام والدته التي ولّت بظهرها عنه في تلك اللّحظة لكي تُغسل يديها
نهض وشعرت بحركته ثم
التلتفت عليه: بتطلع؟
نواف حكّ رأسه: لالا..ما بطلع برا البيت بروح غرفتي.
ثم خرج من المطبخ وعلى هذه الأثناء دخل صارم
: هي انت.......روح نزّل الأغراض من سيارتي....
نواف التفت عليه: انا لي اسم.....وبعدين تراني مانيب صبي ابوك....كل اشوي تتأمّر علي....
صارم بحسم الأمر: انقلع وبلا كثرت حكي لا اجي اسنعّك....
نواف بتطنيش حرّك يده وهو يتجّه لعتبات الدّرج
وارتفع صوت صارم: نوووووووووووافوه......نوووووووافوه ووجع....
خرجت والدته هنا وهي تحدّق له: بسم الله وش فيك يمه.....
صارم أشار للفراغ: ولدك هذا يبيله تأديب والله..ما هوب جاي يتعدّل.
ام صارم : علامه بعد؟
صارم وكأن تذكر أمر آخر أهم للتحدث به: خلينا منه الحين يا يمه.. وتعالي أبي اكلمك في موضوع.....
ام صارم بخوف: خير؟......دانة فيها شي؟
صارم امسك يدها قبّلها : لا هدي يمه علامك اخترعتي.....ابي اكلمك عن ذياب.......
ثم مشى بها إلى الصالة وهو يقول: كلمني وقال لي خطب عهود أختي مرتين والأخت حضرتها رافضته.....صدق هالحكي؟......واذا صدق ليش ما ادري انا بذا الموضوع؟
توترت وبدأت تفرّك كفّيها ببعضهما البعض نظرت للفراغ من حولها وهي تتنهد: صدق....
صارم وكأنه بدأ يغضب ، كان عليهم أن يخبروه...فهو اخيها الكبير ومن حقّه أن يؤخذ برأيه في أمر كهذا....ولماذا عهود ترفض ابن خالته...ذلك الرجل الشهم ذو الأخلاق العالية والرفيعة يراه شيئًا عظيمًا ....ويرى عليها أن تعيد الأمر للموافقة عليه.
صارم: طيب ليش ارفضته؟
ام صارم تحدثت بلا حواجز ونظرت بإهتمام : الصدق ابوك رافض....مو هي.....عهود اصلا ولا تدري عن شي....
صُعق هنا : طيب ليش رافضه؟.......وش فيه ذياب عشان ينرفض؟
ام صارم بصوت واطي: يعني ما تعرف ابوك؟......هو حاط بباله دانة وعهود ياخذونهم عيال عمهم....وهو مصّر على هالشي....حتى دانة يرفض العرسان اللي يجونها عشان هالموال....وانا تعبت والله من اني اقنع واكلمه......وش اسوي؟!
صُعق بل بهت لونه لم يتوقّع والده يكون في هذه العقلية أبدًا عقد حاجبيه: ودامه يبي عيال عمي ياخذون خواتي...وراه عصّب واشتط لم كلمه عمي وعلّمه بسوايا جدي اليوم الصبح؟
ام صارم بتنهد: ماعجبه تسرّع جدّك.....وطريقته في اقهار اختك.....ابوك الله خير.....يبي عيال عمّك لخواتك .....بس ما يبي يجبر خواتك على احد ما يبونه!
صارم غضب نهض: يمه شالتناقض!!!!.....هو اجبرهم وخلاص.....يبي لهم عيال عمهم ولا يبي يجبرهم؟...كيف كذا ما تجي......وبعد اللي صار اليوم....والله انا اقول يمشّيهم في رزقهم.....وخطبة ذياب هالمرة بدّخل فيها...وانا اللي بكلمه.....
ام صارم بخوف: يمه لا سوي لنا مشاكل.....ما فينا حيل لمناطح جدّك....
صارم تنرفز: ما بسوي مشاكل بس بكلّم ابوي....وبعدين غلط عليكم توصلون لذياب عهود هي اللي رافضته ليش ما قاله هو رافضه......ولا مستحي ؟ وتلصقونها براس اللي ولا تدري وين الله قاطها فيه.....
ام صارم خرجت عن طورها: وش تبيني اقول لأختي وش تبيني؟....زوجي ما يبي ولدك ..والله إنها ثقيلة علي!
صارم اشتدّت عروقه بغضب: والله لو قايلتها احسن......على العموم بكلّم ابوي...عن اذنك....
ثم صعد لغرفته وبقيت هي تنظر وراؤه بتحسر على أوضاعهم!
.
.
.
في غرفته ما بين ضحكه وأخرى وما بين ابتسامة ورغبات كثيرة وخوف من مداهمات أخيه عليه اقفل الباب
قال: يعني لساتكم ببيت جدي؟
وصايف وهي تتحدث كالهمس: اي......توقعتك تجي اصلا....
نواف : هههههههههه تبينهم يقرون علي الفاتحة؟......خاصة انتوا هناك مستحيل اي ولد الحين يروح ويطب في بيت جدي!.....ولو راح يجلس عند جدي برا.....وشلي بالطلايب يا قلبي.....لو جيت بياخذوني ....اسالة.....
وصايف بخجل : طيب.....لا تجي.......بس بقولك اشتقت لك......
نواف وبدأ العالم يفتر من حوله لهذه الكلمة وبدأ قلبه يُلاعب انغامه : اووووووووووووف....انا اكثر.....تدرين عاد.....ودي نزوّج وحنا بهالعمر......والله....
وصايف بفجعة: لالا وش نزوّج مجنون انا خمسطعش سنة وانتي ثمنطعش سنة.....خير !
ضحك هو الآخر وجلس على الكرسي المقابل للنافذة: ههههههههههههههه عاد انتي صدقي.....كلّش الحين اهلي بزوجوني.....
وصايف ابتسمت: اكيد لا.....توّك بزر .....
نواف عقد حاجبيه: منو البزر؟
وصايف نظرت للباب وهو يُطرق عليها وصوت عهود صارخة: يااااااااااااااااااااااااااااااا تبن ....طلعي بنفجر......
وصايف همست: نواف اكلمك بعدين في مداهمة.....
ضحك وأخذ يمثل نبرة العصبية: قبل قولي لي منو البزر؟
وصايف لتنهي النقاش: انا.....
نواف سمع صوت اخته عهود: لا والله عهود البزر....وش هالصوت اللي يردح......عسى جدّي يسمعها..
وصايف ضحكت: ههههههههههههه يلا يلا باي....احبك.....
نواف ابتسم: انا اكثر....
ثم اغلقت الخط ووضعت الهاتف في مخبأ ملابسها اغلقت صنبور الماء....
ثم فتحت الباب وسحبتها بقوة عهود وهي تقول: شذا شذا شسوين؟
وصايف حرّكت يدها : يعني اللي يدخل الحمام وش بسوي؟.....وما فيه الا هالحمام!
عهود وهي متضايقة حقًّا وتريد الدخول : كل الحمامات فُل.....
وصايف ضحكت: ههههههههههههههههه بالله الزفتة هيلوه وش حاطة في البيض؟!
عهود وهي تغلق الباب: واضح سم..الله ياخذها!
ضحكت وصايف ومشت متّجهة للجدّة ولكن لم تدخل لغرفتها عندما سمعت صوت جدها العالي يهز أركان الغرفة ليوقفها أمام الباب بقوله: أنا أنا يا حسنا صرت الحين ظالم؟
الجدّه بحلقت في عينيه: يومنّك تبيهم لبعض كلّمت عيالك بالأوّل ولا كان سويت سواتك من فجر الله.......اللي صار لا هو من سنعنا ولا سلومنا يابو عبد الرحمن......ما هو حنّا اللي نجبّر الأنفس!
الجدّ استشاط قيضًا ورفع عصاته وانزلها على الأرض لتصدر صرير وصل لمسامع وصايف التي بهت لونها وهي تتصنّت عليهما
: لا والله بصّير من سلومنا ...يوم اشوف واحد منهم يغلط.......وينحرف عن عاداتنا وتقاليدنا وخلينا علك يتحلّى به اللي يسوى واللي ما يسوى.....محيميد قلت لك وش مسوي...والثانية ما هيب مرتاحة لين تجيب العار....وانا
وضرب على صدره بقوة: ولد ابوي ما راح اخليها تجيبه....وإن جابته مثل بنت عمّها....ما ردّها إلا....
قاطعته زوجته ووصايف هنا شهقت حينما ذكر انّ هناك من جلبت لهم العار خافت وأخذت ترتعد سواعدها تخيّلت لو يعلم بخفاياها هي ونواف ماذا سيصنع؟!
سمعت صوت جدّتها تقول: بتذبحها ؟....وبعدين بنت عمها ما جابت العار.......إلّا دافعت عن نفسها وادحرّت وجه الشيطان......ما عادت تعقل الأمور يا بو عبد الرحمن....
الجد نظر إليها ولتجاعيد الزمان التي خطّت خطوطها التي تلحّن شريط حياتها بسلاسة!: ذا الحين تقولين الكلام هذا........
الجدّه : بتظل بنتي حتى يومنّها تغلط......وأدري وليدي ليث....ما تمسّك فيها إلا انه يدري انها صادقة.......
وصايف اخذت تفكّر ماذا يحدث؟ ماذا يقصدون؟
الجد: خلينا من رحيل وليث......وخلينا بمحمد ودانة.....
الجدّه لتنهي النقاش: انت اللي جالس تخلط الحابل بالنابل........ودام بو صارم ما يبي يزوجّها ولا محمد يبي يزوّج.....مالك حق تجبرهم.....وحنا تعبنا من المشاكل ....نبي نهجد اشوي......اترك المركب يسير بخفة بلا حمول وهموم!
الجّد ارتفع صوته: إن ماخذها والله....
الجدّه بخوف: عليك الله ما تكمّل حلف....حلفانك مثل السيف.......يقص.....ارقابنا كلنا.......عطهم وقت يستوعبون اللي صار.......لا تضغط عليهم .......عطهم وقت......
لم ينطق حرفًا وسمعت وصايف طرق عصاته على الأرض تقترب من الباب، فاندفعت للجهة الأخرى راكضة لتبتعد...دارت حول الدرج ثم ذهبت للغرفة التي يجتمعنّ فيها....فتحت الباب
نظرت لوجهه اصايل وهيلة
وهي اخذت تضرب على خديها: بنات بناااااااااااات .....مصيبة.....مصيبة .....
|