لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

المنتدى العام للقصص والروايات القصص والروايات


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-20, 11:07 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 




ضحك هنا وابتعد عنها ، يفهم ما تقصده جيّدًا، ويفهم معانيه التي لا يجرؤ على مواجتها!

: حقيقي يوم عن يوم تثبتين لي انك غبية بجدارة....
مزون والألم بدأ يأخذ مأخذًا من جسدها وابتلأت الدموع في عينيها: وانت اثبت لي انك....منفصم شخصيا بجدارة.......

فهد اقترب قليلًا منها: اليوم خالي راشد كسر يدك.....انتبهي بكرا .....لا يذبحك.....
مزون بحده: حلاله....
فهد بنبرة مخيفة: سالفة هروبك......وطلعتك الخربوطية ما تمشي علي مثل ما مشتيها على خالي........اعترفي طالعة مع منو؟

مزون بللت شفتيها ، حدّقت في عينيه......غاصت في نبرتها الحادة: مع خويي....عندك مشكلة؟


فهد اغمض عينيه وكأنه يريد التماسك قبل ان تمتد يده عليها ، بلل شفتيه هو الآخر ثم قال: لو عندك صدق خويي وحبيب ما كان قلتي لي....
مزون بتعب: قلت لك فيك انفصام......

فهد بحده: طالعة مع مين؟

مزون لتنهي النقاش: صديقتي وخويها....

فهد نظر إليها ونظرت إليه وهي تقول: برا.......دامك عرفت.......يلا برا....

فهد انحنى للأمام ثم قال: الوعد لم اقول لأبوك...
ثم غمز لها......وتوجّه للباب
أما هي وعت على نفسها ، واخذ جسدها يرتجف هذا المستفز جعلها تعترف لتقهره ولكن من الواضح سيحرقها الآن!

تحدثت بصوت متعب ومرتجف: فههد......فهد....
ولكن خرج واغلق الباب
.
.
وشتمها على العقل السقيم التي تمتلكه، اذًا هي تعمل كالوسيط الذي يجمع الحبيبان مع بعضهما البعض ، هي تمتلك الشجاعة وتملك قدرة كبيرة على الكذب في الإقناع وهذا ما يجذب إليها الناس في حلول مشاكلهم المراهقية
ولكن حقًّا هي مكشوفة امامه ، خرج لكي لا يجرم في حقها ولا حتى في حقّه، هي غبية وستبقى هكذا، مسح على رأسه وزفر عدّت مرات ليهدأ من نفسه
.
.
.
.
.
اوصلها إلى المستشفى، لم تتقبّل فكرة التحدث عن الأمر ولكن عمها شرح كل شيء لوالدها بعد اتصاله، وهي اصرّت على الذهاب لمزاولة عملها محاولةً في تشتيت ذهنها الصلب......خرجت من سيارة اخيها ونزلت إلى المستشفى......مشت بِخُطى تحفوها الإنكسار والانبهار،بداية يومها صعب....تريد ان تتجاوز الأمور بسهولة ....لا تريد لا تعقيد....ولا تريد مشاكل تعثو وتفسد بمزاج والدها.....تنفّست بعمق....وتوجّهت إلى المصاعد....انفتح الباب.....ودخلت وكاد ينغلق ولكن اتى الدكتور...نفسه الذي يراقبها عن بُعد ويحدّق بها وكأنها لم تشعر به! وضغط الزر ليوقفه ويدخل.... كانت ستخرج....ولكن انغلق الباب بسرعة.....وضغط على الزر....تنفست بصوت مسموع......لا تريد ان تجتمع معه في مكان واحد.....
وشعر بتوترها او ربما شعر بنفورها منه ......لم يتحدث بكلمه وهو الذي رتب كلمات وجمل كثيرة من اجل لحظة ربما يستفرد بها لوحده! يريد ان يشرح لها أمور عجز عن فهمها هو!
ولكن الوقت.....لم يجعله ينبس بكلمه واحدة انفتح باب المصعد خرجت.....ومشت لناحية المكتب...شعرت به....يراقبها ولكن لم تُعيره اي اهتمام....

فتحت المكتب ودخلت واغلقته....ازاحت سريعًا من على جسدها العباءة ......وارتدت (اللاب كوت) الواسع واحكمته على جسدها.....ورمت نفسها على الكرسي....وعلى هذه الاثناء انفتح الباب......نظرت إلى صديقتها....
وهي تقول: وجع وجع.....شالتأخير.......رئيس القسم ترا حطك غياب....

دانة تنهدت: بسلامته والله....
جلست الأخرى بالقرب منها وهي تقول: دانة شفيك؟...الأهل صاير لهم شي؟
ازاحت دانة هُنا من على وجهها النقاب وظهر وجهها المحمر لصديقتها التي شهقت: أمانه وش فيك؟
نظرت إليها: تكفين موضي لا كثرين علي كلام........ابي ارتاح....

موضي بتفهم نهضت: تمام تمام....بقوم اجيب لك قهوة تخليك تصحصحين......
هزت رأسها برضى ، واتجهت موضي بالقرب من الباب ولكن فجأة التفتت وهي تقول: الدكتور رعد اللي يصير لك واضح.....في راسه موّال اتجاهك.....
دانة بملل اشارت بيدها: وهذا بعد بسلامته!
ضحكت موضي وهي تخرج
أما هي بقيت تنظر لزاوية المكتب بتفكير تعبث به وتجعله يتأرجح كالبندول في رأسها لن تجعل أحدًا يعبث بها من ناحية الزواج كما فعلوا بها سابقًا لن تقبل أن تكون كرة هشة يتلاعبون بها كما حلا لهم في السابق تقبلت الامر وتعايشت معه حتى بها اقتنعت بفكرة الإرتباط بليث بشكل أبدي وموجع! أما الآن لن تقبل الإرتباط بأخيه مهما حدث لا تدري كيف تحل الأمر لا تدري
اتصلت على ابنت عمها وهي تتنهد
.
.

بينما عهود مع بقيّة البنات داخل المطبخ اثاروا في المطبخ فسادًا واشعلوا بداخله الأوساخ.....كسرت إحداهما البيضة على الاخرى واخذت الاخرى ترمي عليها بعض الصحون البلاستيكية
وتصرخ: غبية غبية.......كيف تسوين فيني كذا....
اصايل وهي تضحك: هيلة تكفين لا تكسرين علي والله ريحتها ...تجيب الصداع.....
هيلة رمت عليها البيضة لتصطدم في بطنها وهي تقول: خذي....موتي بخياسك.....
وصايف بشهقة: هأأأأ.....تلعبون بالنعمة مثل البزران وربي جدتي بتجي بتلّعب الخيزران على ظهورنا....بنات اشوية عقل وذرابه....تكفون......

عهود وهي تقلب البيض في المقلاة: اقول تعالي سوي حليب......
ثم نظرت لأصايل: اصايل تكفين نظفي حوستك مع اختك لا يجي جدي ويطردنا....
وصايف بجدية وهي تسحب إبريق من كومة الصحون: والله وجهه ما يبشر بالخير هذا انا اقول لكم....خلونا ننظف هالحوسة...
ضج صوت اغنية عراقية في المطبخ
وجميع الأعين تلاقت في النقطة نفسها
هيلة : ووووووووووووويع شالذوق الخايس......
ضحكت أصايل: هههههههههههههههه من يسمع اصلا لهالمغني التعبان غير بنت عمّك...
وصايف : ههههههههههههههه عاجبها النطق...واضح ....ولا صوته وربي ......ما فيه حلاة......
عهود رمقتهن بنظرات: اقول لا تطنزون على مطربي المفضّل بس....
ثم سحبت الهاتف من على الطاولة واجابت: هلا دانة...
دانة بتعب: لساتك في بيت جدي؟
عهود: اي....
دانة بجدية: عطيني اصايل......صار لي ساعة اتصل عليها ما ترد...
عهود: طيب
ثم مدّت هاتفها لأصايل باستغراب: دانة تبي تكلمك...
اصايل بتعجب: ليش...
عهود ناولتها الهاتف: مادري...
اصايل سحبت الهاتف وهي تجيب: هلا دانة
دانة بلا مقدمات: اصايل ابيك ترسلين لي رقم محمد......ضروري الحين....

اصايل صعقت وذهلت من الأمر : ليش فيه شي؟
دانة بتوتر: لا لا .....
وبكذب: عشان الشغل....
اصايل بدأت تقتنع فهو مسعف في الهلال الأحمر....ودانة دكتورة ...يُعني حقًا لا شكّ دانة بحاجة إليه من أمر طبي بحت....
فقالت: تمام ارسله الحين....
اغلقت الخط دانة وارسلت الاخرى الرقم تحت تساءل
عهود: شتبي؟
اصايل : رقم محمد...

هيلة بتعجب: ليش؟
اصايل بصرخة: لا تجلسون تطحنون فوق راسي...اكيد للشغل....والحين خلونا ننظف...ونجهز الفطور بهدوء......
وصايف: وانا اقول كذا....لانه لو دخلت جدتي هنا ولا جدي قسم بالله ....ما بنوقف بكى.....
هيلة : ههههههههههههههههههههه ما فيه إلا عنف في هالعايلة .....
اصايل بدأت بالتنظيف: يلا يلا الهمّه بنات...
.
.
.
بينما دانة هو وحده من يستطيع ان يوقف هذه المسخرة قبل أن تبدأ ، ازدردت ريقها واتصلت عليه ونهضت لتقفل الباب...واتجهت بعد ذلك أمام نافذة المكتب...وانتظرت ردّه
.
.
في الواقع هو غفى بعد صومعة الأحداث ، حاول تجاهل الأمرين امر جدّه واخيه وترك الحرب وراؤه وركض خلف راحته بالنوم
سمع الرنين وشعر بالتملل، ولكن اصرار الرنين جعله يستيقظ وينهض جالسًا على السرير سحب الهاتف ونظر للرقم الغريب
اجاب: الو...

توترت لصوته المشبّع بالنوم ماذا سيقول عليها ولكن حقًّا لا يهم
تحدثت: هلا محمد انا دانة بنت عمّك....

انخلع هُنا كيف وصلت لرقمه ؟ ولكن لم تترك له مجالًا قالت: خذت رقمك من اصايل.....محمد ......انت الوحيد اللي يقدّر يوقف هالمصخرة لو انا ما قدرت.....لا انت موافق ولا انا موافقة على اجبار جدي.....تكفى مهما قالوا لك...ومهما وعدوك بشي....ارفض.....تكفى يا محمد.......مابي احترق مع هالقرار.....


ازدرد ريقه ثم قال: ابشري يا بنت العم ....والله هالزواج ما راح يتم......تطمني.....من هالناحية....

دانة زفرت براحة: ان شاء الله......وآسفة على ازعاجك...مع السلامة.....
.
.
ثم اغلقت الخط ونظر للهاتف بصمت لفترة لم تعطيه مجال للتحدث ولكن لا يهم ...نظر للوقت ونهض كالمقروص تأخر على عمله كثيرُا اخذ يشتم فيصل وليث ....ونفسه ..والجميع لهذا التأخر اتصال دانة جاء في وقته توجّه للخلاء ليستحم سريعًا ثم سيخرج بعدها!
.
.
.
حدّثه وطلب رؤيته ووافق الآخر، الطريق نوعًا ما طويل فمقهى سيركل يقع على طريق الكورنيش في فؤاد مجمع سنتر، لا يدري لماذا اختار هذا المكان ولكن لبّى نداؤه وذهب وهو خائف من الأمر اليوم لم تنفك النزاعات ولا الصراخ من رأسه بسبب جدّه والآن لا يريد أن يصدمه ابن خالته
أركن سيارته ونزل ذاهبًا إلى موقع المقهى دخل، واستقبلته رائحة بجمال رائحة الزهور.....والموسيقى الهادئة ارخت جزءًا من اعصابه المشدودة...مشى وتلفت يمينًا ويسارًا ونظر لذياب الذي يُشير إليه

تقدم وسلّم عليه ثم قال: هلا بولد الخالة....يا رجال صار لي زمان ما شفتك....
ذياب ابتسم : تعرف شغلي في بقيق....والشهر الجاي بنقلوني هنا....

صارم زفر براحة: ما بقينا يجي هالنقل ونرتاح....خالتي بسوي لك عرس بدون نقاش.....
ذياب حك انفه: واضح......بدون نقاش...
ضحك صارم بخفة ثم قال ذياب: شنو تشرب....

صارم بهدوء: خلنا من الشرب والاكل قولي وش فيك....ترا قسم بالله خفت لم قلت تبي تكلمني ضروري......

ذياب اسند ظهره على الكرسي نظر لمن حوله ثم قال: خير خير يا صارم....
صارم شبّك اصابع يديه ببعضهما البعض: طيب تكلّم ....
ذياب : تدري ليش عهود ارفضتني مرتين؟

شبح وجهه وجفّ الحديث من لسانه ، هو في الواقع لا يعلم بخطبة ذياب لأخته عهود مرتّين ولكن تنحنح ثم قال: واذا قلت لك انا مادري عن هالخطبة.....

ذياب بتعجب: معقولة خالتي ما قالت لك؟
صارم لم يكن اقل صدمه منه لا يدري لماذا لم تحدّثه والدته او حتى والده لو كان يعلم بالأمر
: لا والله......
ذياب: غريبة!

صارم بهدوء: ما الغريب الا الشيطان.....والحين قولي.....متى خطبت وانرفضت....
ذياب بهدوء: ماخذت فترة.....وانا مستغرب من هالرفض......ترفضني مرتين بحجة الدراسة......
صارم بجدية: من حقها.....
ذياب يحاول ان يتمالك نفسه: ما قلت شي......بس صارم انا شاري اختك......وانا موافق انها تكمل دراسة وموافق تتخصص اللي تبيه.....بس تعطيني فرصة ثالثة........وبصبر عليها....على الاقل بس خطبة......ونحلل...لا نملك ولا نسوي شي رسمي.....كلمتك هالمرة.......عشان تدّخل.....وانصدمت انك اصلا ما تدري عن هالأمر....

صارم بعقل مشوش: لا تحاتي.....بسألها عن الرفض....وبقول لها الكلام اللي قلته لي....وان شاء الله خير....

ذياب بجدية: خل الامر بيني وبينك......امي اظن بكلمّ خالتي مرة ثالثة.....بس انا باعتمد عليك....
ضحك بخفة صارم: ههههههههههه تمام.....الحين اطلب لي قهوة وحلى اروّق عليه......بعد خرشتك لي.....
ضحك ذياب: تامر امر
.
.
.
.
ارتفعت الأصوات ، واختلفت الأمور والموازين واتجهت للطريق الذي لم يتوقّعه يومًا ان تتجّه عليه .....الآن يهاجمانه على قراره الذي يعلم أن كلاهما يريدان هذا القرب
ضرب بعصاته على الارض: اسمع يا سلطان عارف انّك تنتظر واحد من هالشيون يجون يخطبون من بناتك........ولا ما كان رفضت اللي يتقدمون لهم....
بو صارم وشعر بحديث والده يلسعه نهض: بس ما ارضى عليهم بالغصيبة يا يبه......والطريقة اللي سويتها اليوم في دانة ....كانت راح تجلط بنتي.......

بو ليث يحاول أن يتحدّث بهدوء: يا يبه.....ما نقدر نجبر احد على شي ما يبيه.....محمد رجال بطول عرض تبينا نجبره....ودانة كبرت ما عادت صغيرة نقرر عنها.....

ضرب من جديد بعصاته على الأرض وهو يقول بصرامة: إلا نقبل......يوم كل واحد يسوي سوايا شينة من ورانا...ويجيب لنا كلام يسم البدن على ألسن الناس....نجبر...ونقرر.......
ثم اشار لأبنه ابا صارم وهو يقول: ما تدخّلت يوم انك تخليها تدرس في الرياض طب وتجلس هناك لحالها.....
بو صارم نار : كل هذا وما تدخلت.....
الجد بحزم: لو اني متدخّل والله ما كان درست......
بو ليث همس لأخيه: اذكر ربك بو صارم.....
الجد : لا تجلسون تنابحون علي وكأني قاتلهم اثنينهم....وانت....
واشار لأبا ليث: ولدك يسربت من وراك......وماخذ الدين على كيفه...يزوّج مسيار وطلّق وكأن هالضعوف ما وراهم اهل......خايفين عليهم.......جاني اقولك...ابو البنت....يقول لي على سواد وجهه ولدك......مخلي البنت تجهض اللي في بطنها.....وحالتها صعبة .....وانت جالس تدافع عنه....

بو ليث نظر لأخيه ثم لأبيه: يبه انا ما دافعت عنه.......بس ما يصير نعالج الغلط بغلط كبير.......زواجه من دانة غلط....اثنينهم ما يبون بعض.....

الجد : وانا قلت بيزوجون يعني بيزوجون....
بو صارم بحده نهض: وانا قلت لا يبه........دانة تعبت واجد من داومتك أنت وامي.......حاطين حيلكم عليها.....بنتي تعبانة .....ياخي فهموا.......تعبانة...وما فيها حيل لهالحمول....وانا والله ما راح اجبرها.....

الجد بسخرية: وانا ما اشوفها تعبانة ولا قاله الله....بس انت مكبّر راسها علينا....
بو صارم تمتم بالاستغفار ثم قال: يبه.....دانة فيها اكتئاب......صار لها تتعالج منه فترة مو هينة....وتوها بدت تتشافى.....مابي شي يأثر عليها.....

الجد : والله من قل الايمان!

كاد يتكلم ولكن قال اخيه: يا بو صارم اذكر الله ...
ثم التفت على ابيه: يبه اللي جالس يصير.......ما يصلح......انا اقول.....

الجد قاطعه :انا اقول اذلفوا عن وجهي.....
بو صارم : يبه.......دانة ما راح تزوّج محمد دام راسي يشم الهوا وانتهى...
ثم خرج
الجد: روح كبّر راسها روح....
بو ليث: يبه الموضوع مو يكبّر وصغّر....الموضوع مصيري.....هذي حياتهم.....شلون تبينا نجبرهم.....يعيشون بلايّا سعادة هااا؟......يبه لو جبرناهم....وش بصير مصيرهم بكرا...والله ليطلقون.....وما اظنك تبي هالشي.....انا مابي اضغط على محمد عشان لا اخسره...ودانة تراها صدق مريضة يا يبه......خف عليها......البنت كافه خيرها وشرها.....وبس تبي تحقق حلمها.......وما سوت شي غلط....الا والله سوت الشي اللي يخلي عيلة السامي يفتخرون فيها.....عيد النظر يبه.....عيد النظر تكفى...

ثم خرج تاركه يتمتم بالاستغفار والنظر للأمر من جديد ولكن بقي مصّر على وجهة نظره لأسباب عديدة لا يتمكن من شرحها لهم أبدًا!
.
.
.
اوصلوها إلى المطار، ودّعت ركان بقلب متوجّع ، ونظر ركان لليث بعتاب كبير...ثم غاب عن انظاره...شعر بالقهر على صاحبه ولكن ليس بيده شيء يفعله من أجل إبقاء علاقتهما على بر الأمان من الافضل ان ينفصلا لكي لا يخسرا بعض للأبد، وهو الآن اخذ يواجّه نفسه، واخذ يشجّعها على مواجهة الأعاصير الجديدة، مر في الممر وهو يشتم رائحة المعقّمات ورائحة ، المنظفات ارتعش من الداخل لا يجرؤ على هذا اللقاء، لايدري كم مضى على عدم رؤيتها ربما سنتين او ثلاث! يذكر آخر موقف كان موقفه حينما زفّ إليها بُشرى مأساوية عن وفاة اختها الآن لن يزف إليها اي شيء....حتى الأمان والحُب لن يزّفه إليها لأنها لن تتقبّله

ولكن .....كيف اصبح شكلها؟ لا يدري لماذا هو مهتم ولكن يشعر بغرابة مشاعرٍ استوطنت كيانه في غضون ايام سريعة، مشى واقترب من الباب نظر للشرطيّان يقفان أمامه، تنهدّ للوضع الذي آلت إليه يعاملونها على انها وحش كاسر يعثو في الارض فسادًا وهذا الأمر كسر بداخله شيء لا يستطع ان يصفه لنا....اقترب .....وتعرفّا الشرطيان عليه...وفتحوا الباب.....
دخل وبه رعشة خوف من لقاء مجهول المشاعر ،تنفّس بعمق...اغمض عينيه وتقدم للداخل....وفتحهما ببطء....لم يراها على السرير.....ونظر لعاملتين تنظفان السرير الذي احتفظ ببقايا بقع دم لم تكن كثيفة ولكن مرئيّة للعين....تاه في دماؤها، وتاهت مسامعه في صوت انينها الخارج من الحمام......كان صوت الممرضة وهي تطمئنها تصل إليه تخبرها انها عدّت مرحلة الخطر.....فهم انها تساعدها على الارتداء ......
وسمع رحيل تشتم فتاة باسمها وهي تحلف ناسية انها في الخلاء ولا يجوز لها ذكر الله فيه: الكلبة شفتها بعيني تضحك.....هي عطتني علك يا جعلها تموت.....والله بس اطلع من هنا والله لا اندّمها......والله لأخليها عبرة لمن يعتبر.....!

ابتسم على حديثها، وابتسم على حديث الممرضة التي تهدّئها بأرق الكلمات المتضاده مع حديثها العربي......سمع هدير صوت الماء......ثم انغلق بشكل مفاجأة
توتر ، وشعر بالتعرّق في هذا الجو البارد.....انفتح الباب.....ونظر إلى جسد الممرضة الطويلة ممسكة بخصر لجسد نحيل......ومتوسط القامة....بالنسبة إليها......بانت رحيل......بضعف حالتها...وانحناؤها القليل للأمام وسحب رجليها بدل رفعهما بقدر معيّن عن الارض للمشي....نظر لشعرها الطويل والكثيف الذي يغطّي ظهرها وفتحات اللبس الذي ترتديه......لم يرى وجهها بعد أن حالت الممرضة بين نظره وبين وجهها...ساعدتها على الاستلقاء ولم يخفى عليه توجّع رحيل وشتمها لتلك السجينة التي تسببت لها بهذا الحال الأليم......
قامت الممرضة بتعديل الأنبوب الموصول في يدها.....ثم خرجت ودخل بشكل سريع الشرطي...وقيّد يدها اليُسرى في طرف السرير بالأغلال....وهي مغمضة لعينيها.....ضجّ بداخله شعور الغيرة والحميّة كيف يدخل عليها وهي حاسرة الرأس كيف لمس يدها أمام عينيه وهو لم يوبّخه.......بينما هي لماذا مستسلمة ام انها اعتادت على هذه اللمسات؟

شدّ على قبضة يده ثم نظر إلى وجهها المصفر......ونظر لجفنيها المرتجفين وشفتيها التي تهمس بهما بالإستغفار........سمع صوت السين يخرج من فمها ببطء شديد إلى ان خرج الشرطي!
تعجّب من أداؤها في الاستغفار
اقترب واخرج صوت بحركته والتفتت عليه بشكل سريع مما اصابت هذه الحركه شيء بداخله
فتحت عيناها
وهو قال: الحمد لله على السلامة.

شعر بارتفاع صدرها للأعلى دون انخفاضه سحبت شهيق دون ان تزفره ثم نظرت للأمام وعادت تطبّق جفنيها معلنة عن عدم رغبتها في رؤيته
اقترب منها اكثر.....وبه رغبة كبيرة في لمس شعرها.....وجنتيها......وحتى يديها......
انحنى وشعرت بقربه فتحت عينيها على وسعهما وكأنها تستنكر منه هذا القرب
ولكن لم يترك لها مجالًا في الإبتعاد انحنى ليقبّل جبينها بهدوء ثم ابتعد عنها وهو يقول: اخبارك الحين؟
رحيل وكأنها الرد الآلي تجيب عليه بثبات ازدرت ريقها : دامني شفتك زفت....
ضحك بخفة وابتعد قليلًا ليجلس على الكرسي الجانبي فتحدثت وهي تنظر للسراب: هالمرة منو مات؟

فهم قصدها هو يأتي ليهديها اخبارًا عن موت الأهالي حزّ بخاطره وبرجفة صادقة قال: قلبي!

ضحكت بسخرية: من زمان ميّت مو شي جديد.....
ثم سكتت وهو سكت يتأمّل ما آلت عليه وآل عليه الزمان....تحدث وهو يقترب من السرير: تحسنتي؟
نظرت إليه وهي تقول: مالك شغل.....والحين اطلع....ابي ارتاح....مالي خلق زيارات.....
ليث نهض وهو يقول: انا هنا .....وراح اتم هنا من يوم ورايح.....محكوميتّك تنقضي بعد ستة ايام.....
رحيل شهقت بخفة تمثّل الدهشة وسط معمة الآلام: اوووه تصدّق نسيت؟!
لم يهتم ولكن نطقت ببطء: بنتهي من كابوسك يا ليث......ست ايام...وبطلع ونرجع للسعودية ونطلّق باذن الله.....

مسكينة تفكّر الأمور بهذه السهولة تفكّر انها قادرة على تخطيه
هز رأسه: نتكلم في هالامور بعدين......
رحيل نظرت إليه بحده ثم قالت: شرايك نطلّق الحين لأنه والله ما عادت تفرق....
ليث نظر لعينيها مباشرة باحثًا عن هويّتها الاولى ولكن لم يراها قال: ما نقدر نطلّق.....
رحيل سكتت، ثم ضحكت، ثم نظرت إليه بعينين متوحشتين عضّت على شفتيها: انا اقول صدق نكلّم في هالامور بعدين احسن.....

ليث ابتسم إلى ان بانت صفّة اسنانها العلوية ثم قال: وانا اقول كذا بعد.....
رحيل اشارت له بيدها المحررة: اطلع برا.....

لن يخرج، ولن يسمح لها بأن تجبره على الخروج، إن لم يكن يحبها فهو يشتاقها وكيف للشخص الذي لا يحب يشتاق؟ لا يدري ولكن يشعر بالتناقض....جلس على طرف السرير انحنى لينظر إلى عينيها.....كان يريد أن يشعر بخفقان قلبها من قربه ومن نظراته ولم يجد بها سوى البرود
: ما راح اطلع....
انهضت جزء بسيط من جسدها العلوي بألم واصبح وجهها قريب جدًا من وجهه ونفسها الغاضب اخذ يختلط بنفسه الغير منتظم
تحدثت: لا تطلع.......شوف ضميرك....يمكن ضميرك يطلّعك برا.....
ثم التفتت لتقدّم له خدها الأيمن بندبته التي مّر عليها ثمان سنوات تلك النُدبة التي جعلتها تتجرّع اوّل آلامها ممهدّه لآلام كثيرة لم تتخيّل يومًا على رؤيتها وتذوق جزء بسيط منها ، هي مقهورة منه للحد الذي تريد قتله فيه للخلاص منه ...ولكن شعرت بتطبيق يديه على وجهها
وشعرت ......ماذا يحدث؟
فتحت عينيها على الآخر حينما شعرت بشفتيه تلتصقان بنُدبتها اللعينة ....لقد قدّمت نفسها كضميره الذي سيخشى من مواجهته ولكن التهم هذا الضمير بقُبلة لعينة اشعلت في فؤادها الغضب......
.
.

انتهى
.
.
قراءة ممتعة.


 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
قديم 01-12-20, 09:36 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 





Part5
.
.
.

.
.
.

قبل لا ندخل في البارت حبيت أنوّه على كذا نقطة عشان نصير في الصورة السليمة مُنذ البداية، شخصيات الرواية ليسوا منزّهين كل التنزّيه فهم بشر يصيبون ويخطئون، والأحداث فيها من الواقع والخيال النّاطق، لم اقتبس الأحداث من حياة أحد أبدًا أبدًا، وليس هدفي تزيّين الحرام، بعض تفاصيل الأحداث لم أحبّذ التطرّق لها لأسباب عدّة حفظًا للحدود التي وضعتها لنفسي، كتبت اشياء كثيرة من وجهة نظر مختلفة خاصة لشخصيات الرواية، بعض الأحداث ربما كُتبت لتكون خارج دائرة المألوف بطريقة ما، فيه تعدد باللهجات لمناطق السعودية ودول أخرى إن اخطأت فيها اعتذر للجميع حاولت بجهد أن اظهرها بشكل صحيح ولكن اعلم اني بشر أُصيب واخطأ فألتمس لكم العذر من الآن، و يُسعدني ان اشارككم ايّاها بصدر رحب..فأنا اتقبل النقد ووجهات النظر بأدب ورُقي، روايتي ايضًا تحتاج لتأني في القراءة كما أنّها معقدة بعض الشيء، كتبت أجزاء كثيرة منها ولكن اعتذر منكم لن استطيع أن اشاركم اياهم في دفعة واحدة لعدّة اسباب منها ما زالوا على قيد التعديل غير إنّي مقيّدة بظروف خارجة عن إرادتي..لذلك سيكون هناك بارت واحد في الأسبوع "اليوم" لن يكون محدد..في الواقع لا استطيع تحديده استنادًا لظروف حياتي الشخصية.






.
.

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
(لا تلهيكم الرواية عن الصلاة، اللهم بلغت اللهم فاشهد)
.
.
.


.

أنا الضمير، أنا الخوف كلّه أنا التي تستطيع أن تنتشل الأحلام من يديك ماذا حدث؟
هل تبادلنا الأدوار هل تعلّقت الأماني في أرواح الإنتقام التي تطفو على أحبال الأوهام هل أصبحتُ الآن مجرمة وأنت ضميري الذي يحرُق ويعبث بكل شيء؟ ابتعد ....فالقُرب دومًا مشئوم....وتلاقي الأعين يُدمي القلب ويحوم بالذكريّات للوراء...أكرهُك كما تكره الأم قاتل ابنها.....أكرهُك للحد الذي يجعلني أغّص في نُطقها ولفظها ...وفي تخيّل طيف ظلالها العابس في وجهك....ابتعد قبل أن أصبح حقًّا مجرمة!
.
.
ودّت لو يدها المقيّدة محرره من بعثرة السجون ....ولكن حرّكتها بقوة لتحّز معصم يدها بغضب تمكّن من أركان جسدها المشدود...حاولت التّحرك للإبتعاد..وأدركت تقيّد روحها على السرير أمام رغباته التي رُبما لن تقف إلى هذا الحد من الجنون.....والإنهيار الغضبي العصبي..
.
.
دفعته بيدها المحررّه بقوة ولكن الإبرة الصغيرة وخزتها من الداخل وشعرت بوجعها ولم تهتم..تسللت نيران الغضب إلى حلقها لتُطبّق على عُنقه بشدّة لم يتوقع يومًا ستجن عليه كما جُنّت الآن.....كان يظن إنها لن تمرر الأمر بسلام.....ستصفعه على وجهه أو حتى ترفسه ولكن لم يتوقّع إنها تملك الجُرأة في محاولة خنقه وبعثه للعالم الذي لا يُريد الذهاب إليه بشكل سرمدي فهو على غير استعداد تام للُقياه!..شعر برجفة كفّيها بحُمرة عينيها الواسعتين اللّتان تحدّقان به بكره عظيم وعتب طويل الأمد......وكأنها تُخبره إنّها تنوي بهِ شرًّا وستُفسد عليه رغبات كثيرة تدفّقت بهرمون إدرناليني شرس في مقدمّة رأسه......لم يُبدي لها بأي ردّت فعل قاسية ليس لأنه ضعيف ومصدوم...."لا" لأنه يُدرك فعلته طائشة وهي"غير متاحة لهذه العواصف" لن تكون قادرة على تحمّله..حاول الصمود أمام وحشية تخميش أظافر يديها لِعُنقه.....أغمض عينيه ليمتّص غضبه.....ولكن أرجفت جسده حينما
شدّت على أسنانها لتنطق: أيقنت الحين ضميرك ميّت..وأيقنت يقين تام ما عندك ذرّة إحساس يا ليث!

لم يتحمّل إنغراز تلك الأظافر في جلده، فهي تشّد عليه بجنون وبدأ يفقد قدرته على كبح الألم، مسك يدها وأبعدها بقوّة عن عُنقه وكانت ستعود بالتّطبيق عليه ولكن شد يدها بقوة وألصقها فوق صدرها واجبرها على الإستلقاء بعد أن دفعها على الوسادة وانحنى قليلًا لينظر لعواصف غضبها من خلال عُقدة حاجبيها وإحمرار وجهها وشدّها على جسدها وهي تحاول التفلّت منه ليتحدث بصوت غاضب ويثبّتها على هذا الوضع بعد أن ركلته: جنيّتي؟
حاولت تحريك يدها لتدفعه بعيدًا عنها ولكن عجزّت!: انت اللي جنّيت ونسيت نفسك ونسيت .......أنا من أكون؟.....أنا ما نيب رحيل......أنا رمادها يا ليث....رمادها.....

ليث حدّق في عينيها بتركيز وتحدي غريبين: إذا انتي رمادها فأنا الهوا اللي ببعثر هالرماد..فهجدي!

لم تتحمّل قُربه وحديثهُ الذي ينّم عن رغبته في السيطرة عليها صرخت في وجهه غاضبة: اطلع برااااااااااا.....مابي أشوفك.....اطلع الله ياخذك!

ابتعد عنها قليلًا لا يريد أن يكبّر الأمور من أوّل لقاء لهما قال لها: بنلتقي كثير.....والأيام قدامنا يا رماد ليث!

ثم خرج تاركها تشتمه ، وتدعي الله أن يسلبه روحه وراحته، تذكرت في لحظة عواصفها ما قبل ثمان سنوات ، تذكرت حديثه الذي يُصيب ويُدمي قلبها تذكّرت أفعاله التي تستنفذ طاقتها وتجرّد من عينيها النوم عانت معه وكرهت حياتها بسبب الإرتباط به، قرار الإرتباط به كان قرار خاطىء ولئيم هضمت حقّها من أجل سعادة العائلة والعائلة لم تهتم بها في أوّل كسرٍ لها، ارتجف جسدها وزاد الألم لم تنخرط وراء رغبات البُكاء أغمضت عينيها وحاولت الصمود ثم النوم ونجحت في ذلك!
.
.
.
بينما هو ابتعد عن المكان وذهب لسيارته ، شعر بالتعجّب من ردّت فعلها الوحشية ومن حديثها ونظراتها أين رحيل التي لا تجرؤ على النظر في عينيه حينما يقترب منها؟ أين رحيل التي تُهدّأ من الأوضاع لا تُزيدها؟ أين رحيل التي تحاول إبعاد نفسها عن الوسط المبعثر بهدوء دون أن تعثو بأعصابه؟ أين كل هذا؟
تلاشى وتبخّر في مبخرة السنين القاسية التي حرقته بالوطأ عليها بأقدام عارية لا تهتم بقساوة ما يطأ عليه حرقتهُ ولهبت جروحه بعد مرور شهور عدّة ، تلاشت حقًّا واصبحت رماد مخيف.....رماد يستطيع اقتلاعه وبعثرته ولكن يعلم سيتحوّل إلى ريح عاتية ....وعواصف لا خلاص منها....ضرب بجبهته على المقوّد.....كان غاضب والآن ازداد غضبه بشيء مضخّم..في الفؤاد....هو من صنعها على هذا البؤس وهذا العُنف هو من أحرق الجميع وجعل من رمادهم أذى يُبعثر حياته يُمنةً ويسرى
مشى سريعًا متجهًا إلى شقتها لن يجلس لوحده فالجلوس لوحده سيجعله يجن سيذهب هُناك ....وسيلغي حساباته القديمة....وسيلقّن تلك الأخرى درسًا على فعلتها الأخيرة......هو اليوم لقّن ركان درسًا جعله يكره بشكل كبير...ولقّن الأخرى أنه قادر على السيطرة على كيانها الضعيف دون يعي لتصرفاته....هو متهور ومصدوم مما آلت عليه رحيله!....مشى ..من أمام المستشفى وفي صدره ثقل....لا يعلمه إلّا الله ....لو كان ركان في ظروف أفضل مما هي الآن لذهب إليه ولكن يعلم ذلك الآخر لا يُريد أن يرى وجهه أو حتّى يسمع صوته!، تنّهد....وتذكر تداخل الأمور في بعضها البعض لهذا اليوم
اتصال محمد، ورغبة فيصل في الإنتقام منه، ركان وسوزان وحبهما المزعوم......رحيل ووجعها وتغيّرها الذي أخافه........تنهد لتلك العواصف جميعها...وسحب الهاتف....اتصل عليه يريد أن يخبره بأمر واحد وصريح

انتظر ردّه ثم قال دون مقدمات: فيصل .......لمَ تحاول تفتّش من وراي دوّر على أخبار جديدة.....تهدمني هدم.....ياخوي.....أهدمني....ما راح أقولك شي....لأني من الآخر أنا مهدوم.....إذا تقدر ترممني من جديد....وتقدر تبني هالكيان من جديد بكون شاكر لك......جدّي لو تقوله الحين ليث مزوّج ما راح يعصّب لأنه من حقي هالشي!......ولأني ما طلقت رحيل....ولأني ملتزم بقوانينه اللي تمر على رقبتي وتنحرني في اليوم مليون مرة.......خلني أقولك على شي...

انعطف يمينًا، بينما فيصل حقيقةً أمام حاسوبه على برنامج خاص للمهندسين في رسم مخططاتهم الأوليّة سمع رنين هاتفه وحينما نظر للإسم ابتسم وظن أخيه خاف من أمر تفتيشه في حساباته القديمة فأجاب يريد أن يتشفّى على نبرة خوفه ولكن صُعق من بنرته الحاسمة والغير مبالية ......كما شعر بضعفه على صورته القاسية .......وترجم عقله حال اخيه بأنه في حالة يُرثى لها الآن وإلّا لم يقول كلماته هكذا دون أن يحسب حسابها!

سكت ليسمعه يكمل: لو تظن إني خذت المخطط عشاني اهدمك...فأنت غلطان يا خوي....لو أشوفك مهدوم ومبعثر يوم أهدم نفسي وأرممك من جديد!....بس أخويّاك ما هوب سهلين ....مجهزين لك رد لو تسوي لهم شي........راح يسجنونك ولا راح يطقون لك خبر.....عرفت بهالشي.....وثار قلبي عليهم يا خوي......وقّفتهم عند حدهم........ومسكت عليهم مخططات لمهندسين سارقينها منهم مثل ما سرقوا مخططاتك.......انطردوا وتم إحالتهم للتحقيق ويمكن ياخذون تأديبي سجن......اسمعني زين...يوم يومين بالكثير ومدير الشركة اللي ياما وياما نفخت قلوبنا عليها بيتصل عليك يتعذر وبيطلب منك ترجع للشغل........لا تفكرني عدوّك يا فيصل......أنا ظهرك ياخوي.....يوم ينحني ظهرك أنا وراك.....بشدّه وما بسمح له ينحني.......ولا بسمح لحد يضرّك لو على حسابي!

تبعثرت الحروف من فاهه، وغّص في الكلمات والأحرف ، مساعدة ليث له احرجتهُ على تفكيره السابق واشعلت في فؤاده جزء بسيط من الغضب لا يريد من أحد التدّخل في موضوعه ولكن ليث قطع الأمر من جذوره دون أن يخبره .....ويثق محمد لم يحدّثه ولكن يعلم أنّ ليث على علمٍ بطرده من العمل ومن الممكن هذا الأمر اشعل في داخله الفضول ليصل إلى أمور هو عجز على أن يصل إليها ويُلامسها.......خفق قلبه بالأخوّة وشعر بضيق نفَس أخيه......وبهدلت وضعه.......احرجه.....نهض ودار حول نفسه لا يدري ماذا يقول....طال الصمت.....

ثم قال: ليث....مستحيل أنا اضرّك!

ليث توقف أمام العمارة: ما كنت بتضرني بس كنت بتوجع ابوي وامي في لحظة غضب منك .....فيصل .....حكّم أعصابك وفكرك ولا تكون مستعجل في الحكم على الأمور.....تكفى......لا تخلّي العصبية تاخذ منك الكثير......مع السلامة ياخوي!

أغلق الخط، وترك فيصل يخوض حرب خجله بينه وبين نفسه، شعر بخساسة تفكيره وانحطاط مخططاته على أخ يؤثرهُ على نفسه من أجل أن يحميه رمى الهاتف على السرير وخرج من الغرفة يُداري إنحراجه من الأمر وأشياء أخرى يعجز عن البوح بها أو الإعتراف بها أصلًا!
.
.
.
أغلق باب سيارته وهو يتنهّد بثقل الأحداث المُرّه التي مرّت عليه واحدة تلو الأخرى ما إن وضع رجله على هذه الأرض حتى شعر بالتعب والإرهاق يُريد أن يحظى بلحظات الإسترخاء والنوم ولكن لا يظن انّ موعده قد حان!
سيدخل الآن الشقة ليدخل إلى نيران أخرى عنوانها الألم والأمل بترحيل الماضي القريب عن عينيه وتقريب الماضي البعيد في لحظاته المُشتعلة!

مشى ووصل إلى الباب فتحه ودخل لتستبقله رائحة المنظفات، والروائح الطيّبه

علم إنها بالداخل، مشى بِخُطى ثقيلة ودفع باب غرفة النوم
وسمعها تقول :لا تطمّن انا بخير....لا بس كنت تعبانة اشوي........انت صوتك ما يطمّن........متأكد؟.....احلف طيّب؟....ههههههه طيب طيب خلاص.......مع السلامة
.
.
اغلقت الخط والقت برأسها على السرير، تشعر بالتعب...والإعياء من جديد بعد أن قامت بترتيب الشقّة، كان عليها أن تلتزم بقوانين الراحة التي عددّتها لها الطبيبة ولكن لم تلتزم بأي واحده منها!
لم تلحظ
وجود ليث...بسبب انشغال ذهنها والإنارة الخفيفة التي اشعلتها قبل أن تستلقي كليًّا على السرير تريد أن تنام !، تريد الإسترخاء والابتعاد عن مخاوفها، ولكن شعرت بإرتداد جسدها قليلًا على السرير ....نهضت بشكل مخيف واشعلت الأباجورة القريبة منها، ووقعت عينيها على ليث الذي مشى بخفّة واقترب من السرير وجلس على طرفه
وضعت يدها على قلبها وهي تقول: ليث!؟

اشعل الأباجورة التي بجواره ....واتضحت الصورة له.....فتاة مُرهقة بوجه شاحب وعينين محاطتين بالهالات البنيّة تفترس بياض بشرتها بعّنف شديد ....وشعر قصير مبعثر على راحة كتفيها العاريتيَن بإهمال.....ورائحة المعقّم تضّج من حولها....اقترب منها ولمس أطراف خصلات شعرها وهو يقول: قصّيتي شعرك؟

ابتعدت عنه ثم أزاحت من على جسدها الممشوق الغطاء وحاولت النهوض ولكن شدّ على عضدها وأعادها لتسقط على الفراش وتأوّهت وهي تقول: بشويش علي.....
أتاها صوته كحفيف مخيف : سويتي اللي براسك؟
أمل استعدلت بجلستها تنهدّت بضيق من الأمر لم يكن سهلًا تقسم انّه لم يكن سهلًا: سويت الصح يا ليث.....
شد على قبضته وجذب جسدها إليه بعد ان (تلّهُ) لناحيته: من متى يا أمل صرتي تقررين هذا صح وهذا غلط؟

عضّت على شفتها السفلية لتكتم صرخة كادت تخرج من فاهها هي مُتعبة اليوم خرجت من المستشفى بعد مراحل الإجهاض التي مرّت بها بصعوبة شديدة وبالغة في الأسى!

قالت وهي تنظر لعينيه بتمرّد: من لم ما عدت اتحمّل اسمع كلامك اللي يهيني ....وافعالك اللي تحسسني إني ولا شي.....ليث أنت عادّني مثل الجماد لا يحس ولا له ردت فعل.......وصار هالشي يخوّفني.....وصرت اخاف منك.....همّي اطلع من هالزواج بأقل الخساير يا ليث....بأقل الخساير......
ضحك بسخرية على حالهما وأرخى من قبضة يدّه وأخذ يتلاعب بالحديث: تطلعين بأقل الخساير ؟كيف بالله فهميني؟

أمل اغمضت عينيها وسحبت لرئتيها هواء ثقيل، القت بنفسها على الوسادة وهي تقول: تعبانة ما فيني حيل افّهمك ولا فيني حيل للكلام......ابي ارتاح.....

لم تسمع منه كلمة واحدة، شعرت بحركته من إهتزاز السرير....وفي الواقع هو الآخر انحنى ليزيح من رجليه الحذاء ........وابعده بعيدًا عنه.....وأزاح من على جسده الجاكيت والقى بنفسه خلف الغطاء......تحدث وهو ينظر للسقف: ما فيه راحة معاي يا أمل!

أمل استلقت على جابنها الأيسر وولّت بظهرها عنه اهتز شيء بداخلها من حديثه
بللت شفتيها وشدّت على الغطاء لناحية صدرها وكأنها تريد أن تحمي نفسها منه وتخرج عقلها من غصّات موجعة تتلاشى وتظهر على صور مخيفة أمامها: دامها ما هي معك اعتقني ...ألاقيها بعيد عنك!

توقّف بؤبؤ عينيه عن الحركة، وشدّ على اللحاف بقوة استفزتهُ بتلك الجُملة التي تصرّح بها له(أبي الطلاق) استلقى على جنبه ليرى ظهرها يستقبله بتمرّد كبير....اقترب منها وجلس ليسحب جسدها الضعيف بالوهن ويجبرها على الجلوس تحدّث بغضب: بتلقينها في قبرك ان شاء الله.....


ضعفت، يؤلمها حديثه نظرته لها وكأنها ساقطة اُجبر على مجارات قباحة افعالها بالإقتران بها رغمًا عنه! اهتّز جفنيها وابعدت انظارها عن نظراته الحادة التي تُخبرها يومًا عن يوم عن كُرهه الدفين لها....
انزلقت من يديه : ان شاء الله..

نظر لضعف حالها: عارف انّك سويتي كل الحرام.....بس ما توقعت بيوم أنّك راح تموتّين روح.......روح....تكبر وتنمو بداخلك....

يقذفها ويجدُد أحزانها التي لم تمت مُنذ سنوات مُنذ ان كانت بعمر التاسعة عشر من عمرها ....ضحكت بقهر وفي الآن نفسه انسابت دموعها على خدّيها بوجع : دام هالروح منّك مابيها ......مابيها....

ليث أصاب وضرب فؤادها وهو يدفعها بيده بتقليل من شأنها: اي ما يعجبك الحلال.....هوايتك الحرام!......تعوّدتي عليه....

خرجت من طورها وخرجت اللّبوة التي تختبأ خلف أسوار قضبان السرج بقصته التراجدية في صورة عنف غريب...تشبّثت في أكتافه جذبتهُ للأمام قليلًا وحدّقت في عينيه لثانية ودفعته للخلف لتصرخ تريد أن توقظه من جنون حديثه الذي يذكّرها بماضي هدرت فيه كرامتها وهي تُلاحقه من أجل أخيها!: اقسسسسسسسسسسسم بالله عارفة انّك تدري اني شريفة....واوّل رجال بحياتي انت.....بس انت ما زلت تبي تنتقم من نفسك فيني....تبي تحمّلني ذنبك.......وتخليني انا المذنبة...وانا في الأصل ضحيّة......ضحيّة لييييييييييييييث ضحيّة ......

شهقت بالبكاء واخذت تبكي بشكل هستيري، بينما ليث لم يُبدي لها بأي ردّت فعل أخذت تهزّه متناسية الألم الذي يخالجها أسفل بطنها، نست إنها للتو خرجت من المستشفى، للتو أخذت علاجاتها.....للتو بدأت بالتعقيم ......لتهدّأ من عولمة الآلام....ولكن شعورها بالإهانة والرّخص جعلها تنسى كل الأشياء من حولها......وجعلها تترنّح....وجعًا على ماضٍ هي مأثومة عليه ولكن لم تتوقع ستؤول نهايته إلى كل ما يحدث لها الآن.....

ضربته على صدره تحت صمته الغريب: هنت كياني يا لييييييييييث.....خليتني اركض وراك سنين عشان ألملم الفضيحة........
أشارت له بأصابع يدها وهي تهتز: أربع سنين....أربع سنين يا لللللللللللللللللللليث......شفت فيهم النار تحرقني.....شفت فيهم يدينك تقتلني.......خلاااااااص.......خذت حقّك وزود....ليش تحاول تدفني وأنا حيّة وأتنفّس....ليش مو جاي تستوعب انت سبب ضياعي .......وانت اللي جبرتني اركض وراك مثل المدمن اللي يبي نجاته بس نجاتي كانت بين يدينك للاسف....بين يدييييييييييننننك.......

ضربته على صدره من جديد ولكن مسك يديها وأخذ ينغمس وراء رغبته في الصراخ وضرب سوط العذاب على ظهرها بحديثه: انا مااااااااااااااا جريتك للأماكن المشبوووووووووووووووووهة.....انتي اللي قدمتي نفسك للللللللللي......في ذاك المكان.....ولا نسيتي؟!

رجعوا للنقطة نفسها، رجعوا لرمي الذنب على الآخر من جديد ، اليوم سيدوران حول الحلقة السوداء إلى أن يجّف الحبر الأسود من خّط تجديد الذكريات اللئيمة!

صرخت في وجهه بدموع ونفس متسارع: ماااااااااااااااااااااا اغووووووووووووويتك.......ما عرضت نفسي علللللللللللليك يا كذااااااااااااااب........

ليث بكره وحقد ضغط على يديها: اغوتيهم........شفت نظراتهم لك.........وانقذتك منهم!

تفلتت من يده وضربته بقوّة على قلبه: ليييييييييييييتك انقذتني منك ومن شرّك.......حبستني بين إيدينك ....حسبتك ملاك.......وقتها.....ما كنت جالسة أوزن الأمور من خوفي..لعبت بشرفييييييييييييييي..سميت علي هديتني طبطت علي..ولعبت على كيفك بعدها...والحين جالس تحاسبني وكأني انا اللي قدّمت لك نفسي برضا.......

لييث صرخ في وجهها يريد ان يتخلّص من غضب مكبوت في صدره : شاللي جابك هناااااااااااااااك؟

تحدثت بوهن وتعب وصوت مبحوح: الله يلعن الفضول!

تلعن، وكأن الأمر هيّن وكأن اللعن أمر طبيعي يمرر على لسانها دون أن تشعر بثقله اخرسها البكاء لقطع تكرار اللعن من على لسانها ....بكت واخرجت أنين وجعها، ثم غرقت في الكح بشكل متتالٍ زاد من الوجع أسفل بطنها....حاولت ان تهدّأ نفسها أمام عينيه التي زاغت بكره لناحيتها وبغضب شديد عليها ، تعلم صعب عليه أن يتقبلها كزوجة للأبد وهو مغتصبها الذي هرب لسنوات ولم تستطع اصطياده إلا بعد أن لوى الزمن يديه بسجن رحيل...شعرت وقتها بالإنتصار .....من أخذ القدر بحقّها ....شعرت وقتها انها حقًّا على حق وهو على باطل....بغض النظر عن سبب تواجدها هُناك في مكان مشبوه كان من الواجب عليها ألا تكون فيه وقتها.....ولكن الفضول....والمراهقة التي دفعتها في استكشاف الأماكن احالتها إلى هذا الحال المريع، بكت وابتعدت قليلًا عنه ارتجف جسدها من الصراخ والألم ونهضت وهي تنحني على بطنها تحاول الصمّود....ومازال الأنين يقترب منه وهو يبعدّه عن مسامع آذانيها
وكأنه ينّزه عنه آثامه!
نهض ، واقترب منها بعد تحديق طويل لها، أوجعها بالقدر الذي اوجعتهُ ومن الممكن اكثر...اسندت جبينها على الجدار....ورفعت رجلها اليسرى وانزلتها لتضرب الأرض لتترجم الألم.....ثم توقفت عن فعلها وأخذت تشّد بقوة على أسفل بطنها.....للتو أخذت المسكن .....والآن استشاط الألم......ابتعدت عن الجدار ....ثم اقتربت من الدرج...فتحته بيد مرتجفة.....سحبت علبة المسكن اخذت قرص جديد وابتلعته دون ان تُلحقه بالماء! وكل هذا أمامه ....كان قريب منها ....اصطدمت به في حركاتها العشوائية التي تريد بها تخفيف ألمها....
دارت حول نفسها تنظر للسقف هامسة بضعف: يااااارب.....
.
.
أخطاؤك كثيرة ، وادّعاؤك على تلك المسكينة بالشّرف الحق بها الضرر الكثير ، إلى متى يا ليث ستبقى أسد يهاجم فريسته بِلا رحمه إلى متى تنتقم بلا وجه حق لمن لا يستحق الإنتقام هي اخطأ واذنبت في المجيء لهُناك وانت اخطأت ولم تكن ذو مرؤءة وقتها! وقمت بخيانة صاحبك الذي أودع فيك الثقة المطلّقة ؟استجارت بك لتنجّيها وتخلّصها من الأيادي القذرة والتهمتها كفريسة سهله بالنسبة إليك وقتها، اضعفت هويّتها........التقطت صورًا لها للإبتزاز إن اضطرّ الأمر.....متناسيًّا أمور كُثر اوّلها صاحبك!....عذّبت فؤادها ....وهي في أوج تأنيب الضمير.....همّشتها، لتأتي فوق رأسك المصائب واحدة تلو الآخرى.....اُجبرت على الاختيار على أمور كُثر وفي أوقات غير مناسبة......وافقت على التظليل ووافقت على ممارسة كبرياؤك على نفوس ضعيفة هزّها الشوق للوطن.......وكانت أضعف النفوس وقتها رحيل...التي أعلنت عن رحيلك السقيم....رحيل ليث....المتعجرف....والضعيف أمام تهديدات ابا سلمان......والقوي أمام أمل ورحيل!
.
.

جرّ قدمه لناحيتها، حرّكت شيئًا بداخله على ضياعها في وهن الألم......وقف أمامها وهي منحنيّة تخرج شهقاتٍ متتالية .....تارة تناجي الله...وتارة تنادي والدتها المتوفّاه.......لم يُمهل مشاعر الغضب والكره لتتمكّن منه من جديد.....اقترب منها.....وامسك باكتافها وعاونها على النهوض ثم أخذها لأحضانه الملتهبة شدّ عليها وشعر برعشات الوجع التي تتخلّل خلايا جسدها الضعيفة تتسلل إلى جسده سريعًا بكت بصوت موحش على مسامعه وحاولت التملّص من يديه لتبتعد عن نيران كُرهه لها ولكن شدّ عليها
وهو يُهمس: اششششش.....

يُداويها ويُجرحها، يهّز جزء كبير من ذاكرتها ثم يُحاول عابثًا في لملمت طُرقها المتفرّقة....مشى بها لناحية السرير.......تحدث
بهمس مُرعب لكيانها تعلم هدوء افعاله تلك ليست محبةً فيها
: ارتاحي....

خضعت لأمره، واستلقت على سرير الأحلام المنسيّة في منفى الظلام الدّامس من تجويف باطنها المخيف، استلقت على جانبها الأيسر وهي تشهق وتلفظ انفاس الذّعر من ماضٍ طغى على حياتها الحاضريّة وسيطغى على مستقبلها اللامعلوم!
ضمّت شفتيها لتكتم بكاؤها ...شعرت به يضع الغطاء على جسدها بهدوء ثم يعود بالجلوس مطبطبًا على كتفها
اغمضت جفنيها واستمرت في البكاء الصامت تحت انظاره التي تخترق روحها الغير مطمئنة!
.
.
.
"عطيتك حُب ثمين، بس بسألك بتقدر تعطيني الأمان والعشق الثقّيل؟"
.
.
سؤال صعب يراودها بخوف همسه اللّيلي السّابق في ظلام عواصف أفكارها بالأمس!، حديث الفتيات بالأمس اشعل فتيل الخوف من الإستمرار في مراهقتها المتمرّده هي لو تعلم ماذا حدث لِأبنت خالها التي تُكبرها بثلاث سنوات ربما سترتدع كليّا عن هذه المشاعر ولكن تشعر انّ هُناك في منتصف صدرها جناحين يرفرفان ليجبرا هذا الشعور اللئيم في الإبتعاد عن مُلامسة خوفها وقلقها!
اغلقت الباب بإحكام، ثم فتحت صنبور الماء واتصلت عليه
.
.
بينما هو كان جالسًا في المطبخ يأكل طعامه و يرى تقلّب وجه والدته الحادق
يُراقبها يسمع تمتمات وهمسات الإستغفار وتارة يسمعها "تتحلطم"على وضع أخته..وتدخّل الجد في موضوع تزويجها
تحدث بعدما ابتلع لقمته: يعني جدي يبي يجبرها تزوّج محمد؟
التفتت عليه وكأنها تريد أن تتحدث وتفصّح عمّ بداخلها: اي والله يا نواف.....ما غير شاد جدّك حيله على هالمسكينه....مرة يبيها تجلس بالبيت ....والحين طالع لنا بطلعة هالزواج....والله يستر من الجاي!

نواف تحدّث وهو ينظر لها بثقة: مستحيل ابوي يوافق....كلنا نعرف دانة مكانتها عند أبوي غير.....ومستحيل يسمع لجدي.....
ثم قال: اصلًا جدّي بديت اشك في عقله والله....من الكبر خرّف.....ولا عاد يفهم شي....

اقتربت منه توبّخه : اسكت اسكت.......عيب عليك مهما كان هو جدّك وواجب عليك تحترمه قدامه ومن وراه.....
نواف اخذ لقمه أخرى: ما قلت شي.....
ثم ضجّ رنين هاتفه فاخرجه ينظر للإسم وابتهجت أساريره واتسعّت ابتسامته لتزيّن وجهه أمام والدته التي ولّت بظهرها عنه في تلك اللّحظة لكي تُغسل يديها
نهض وشعرت بحركته ثم
التلتفت عليه: بتطلع؟
نواف حكّ رأسه: لالا..ما بطلع برا البيت بروح غرفتي.

ثم خرج من المطبخ وعلى هذه الأثناء دخل صارم
: هي انت.......روح نزّل الأغراض من سيارتي....
نواف التفت عليه: انا لي اسم.....وبعدين تراني مانيب صبي ابوك....كل اشوي تتأمّر علي....
صارم بحسم الأمر: انقلع وبلا كثرت حكي لا اجي اسنعّك....
نواف بتطنيش حرّك يده وهو يتجّه لعتبات الدّرج
وارتفع صوت صارم: نوووووووووووافوه......نوووووووافوه ووجع....
خرجت والدته هنا وهي تحدّق له: بسم الله وش فيك يمه.....
صارم أشار للفراغ: ولدك هذا يبيله تأديب والله..ما هوب جاي يتعدّل.
ام صارم : علامه بعد؟
صارم وكأن تذكر أمر آخر أهم للتحدث به: خلينا منه الحين يا يمه.. وتعالي أبي اكلمك في موضوع.....
ام صارم بخوف: خير؟......دانة فيها شي؟

صارم امسك يدها قبّلها : لا هدي يمه علامك اخترعتي.....ابي اكلمك عن ذياب.......
ثم مشى بها إلى الصالة وهو يقول: كلمني وقال لي خطب عهود أختي مرتين والأخت حضرتها رافضته.....صدق هالحكي؟......واذا صدق ليش ما ادري انا بذا الموضوع؟

توترت وبدأت تفرّك كفّيها ببعضهما البعض نظرت للفراغ من حولها وهي تتنهد: صدق....

صارم وكأنه بدأ يغضب ، كان عليهم أن يخبروه...فهو اخيها الكبير ومن حقّه أن يؤخذ برأيه في أمر كهذا....ولماذا عهود ترفض ابن خالته...ذلك الرجل الشهم ذو الأخلاق العالية والرفيعة يراه شيئًا عظيمًا ....ويرى عليها أن تعيد الأمر للموافقة عليه.

صارم: طيب ليش ارفضته؟

ام صارم تحدثت بلا حواجز ونظرت بإهتمام : الصدق ابوك رافض....مو هي.....عهود اصلا ولا تدري عن شي....

صُعق هنا : طيب ليش رافضه؟.......وش فيه ذياب عشان ينرفض؟

ام صارم بصوت واطي: يعني ما تعرف ابوك؟......هو حاط بباله دانة وعهود ياخذونهم عيال عمهم....وهو مصّر على هالشي....حتى دانة يرفض العرسان اللي يجونها عشان هالموال....وانا تعبت والله من اني اقنع واكلمه......وش اسوي؟!


صُعق بل بهت لونه لم يتوقّع والده يكون في هذه العقلية أبدًا عقد حاجبيه: ودامه يبي عيال عمي ياخذون خواتي...وراه عصّب واشتط لم كلمه عمي وعلّمه بسوايا جدي اليوم الصبح؟

ام صارم بتنهد: ماعجبه تسرّع جدّك.....وطريقته في اقهار اختك.....ابوك الله خير.....يبي عيال عمّك لخواتك .....بس ما يبي يجبر خواتك على احد ما يبونه!

صارم غضب نهض: يمه شالتناقض!!!!.....هو اجبرهم وخلاص.....يبي لهم عيال عمهم ولا يبي يجبرهم؟...كيف كذا ما تجي......وبعد اللي صار اليوم....والله انا اقول يمشّيهم في رزقهم.....وخطبة ذياب هالمرة بدّخل فيها...وانا اللي بكلمه.....

ام صارم بخوف: يمه لا سوي لنا مشاكل.....ما فينا حيل لمناطح جدّك....
صارم تنرفز: ما بسوي مشاكل بس بكلّم ابوي....وبعدين غلط عليكم توصلون لذياب عهود هي اللي رافضته ليش ما قاله هو رافضه......ولا مستحي ؟ وتلصقونها براس اللي ولا تدري وين الله قاطها فيه.....

ام صارم خرجت عن طورها: وش تبيني اقول لأختي وش تبيني؟....زوجي ما يبي ولدك ..والله إنها ثقيلة علي!
صارم اشتدّت عروقه بغضب: والله لو قايلتها احسن......على العموم بكلّم ابوي...عن اذنك....
ثم صعد لغرفته وبقيت هي تنظر وراؤه بتحسر على أوضاعهم!
.
.
.
في غرفته ما بين ضحكه وأخرى وما بين ابتسامة ورغبات كثيرة وخوف من مداهمات أخيه عليه اقفل الباب
قال: يعني لساتكم ببيت جدي؟
وصايف وهي تتحدث كالهمس: اي......توقعتك تجي اصلا....
نواف : هههههههههه تبينهم يقرون علي الفاتحة؟......خاصة انتوا هناك مستحيل اي ولد الحين يروح ويطب في بيت جدي!.....ولو راح يجلس عند جدي برا.....وشلي بالطلايب يا قلبي.....لو جيت بياخذوني ....اسالة.....

وصايف بخجل : طيب.....لا تجي.......بس بقولك اشتقت لك......

نواف وبدأ العالم يفتر من حوله لهذه الكلمة وبدأ قلبه يُلاعب انغامه : اووووووووووووف....انا اكثر.....تدرين عاد.....ودي نزوّج وحنا بهالعمر......والله....
وصايف بفجعة: لالا وش نزوّج مجنون انا خمسطعش سنة وانتي ثمنطعش سنة.....خير !

ضحك هو الآخر وجلس على الكرسي المقابل للنافذة: ههههههههههههههه عاد انتي صدقي.....كلّش الحين اهلي بزوجوني.....

وصايف ابتسمت: اكيد لا.....توّك بزر .....
نواف عقد حاجبيه: منو البزر؟
وصايف نظرت للباب وهو يُطرق عليها وصوت عهود صارخة: يااااااااااااااااااااااااااااااا تبن ....طلعي بنفجر......

وصايف همست: نواف اكلمك بعدين في مداهمة.....
ضحك وأخذ يمثل نبرة العصبية: قبل قولي لي منو البزر؟

وصايف لتنهي النقاش: انا.....
نواف سمع صوت اخته عهود: لا والله عهود البزر....وش هالصوت اللي يردح......عسى جدّي يسمعها..
وصايف ضحكت: ههههههههههههه يلا يلا باي....احبك.....
نواف ابتسم: انا اكثر....
ثم اغلقت الخط ووضعت الهاتف في مخبأ ملابسها اغلقت صنبور الماء....
ثم فتحت الباب وسحبتها بقوة عهود وهي تقول: شذا شذا شسوين؟
وصايف حرّكت يدها : يعني اللي يدخل الحمام وش بسوي؟.....وما فيه الا هالحمام!
عهود وهي متضايقة حقًّا وتريد الدخول : كل الحمامات فُل.....
وصايف ضحكت: ههههههههههههههههه بالله الزفتة هيلوه وش حاطة في البيض؟!

عهود وهي تغلق الباب: واضح سم..الله ياخذها!

ضحكت وصايف ومشت متّجهة للجدّة ولكن لم تدخل لغرفتها عندما سمعت صوت جدها العالي يهز أركان الغرفة ليوقفها أمام الباب بقوله: أنا أنا يا حسنا صرت الحين ظالم؟

الجدّه بحلقت في عينيه: يومنّك تبيهم لبعض كلّمت عيالك بالأوّل ولا كان سويت سواتك من فجر الله.......اللي صار لا هو من سنعنا ولا سلومنا يابو عبد الرحمن......ما هو حنّا اللي نجبّر الأنفس!

الجدّ استشاط قيضًا ورفع عصاته وانزلها على الأرض لتصدر صرير وصل لمسامع وصايف التي بهت لونها وهي تتصنّت عليهما
: لا والله بصّير من سلومنا ...يوم اشوف واحد منهم يغلط.......وينحرف عن عاداتنا وتقاليدنا وخلينا علك يتحلّى به اللي يسوى واللي ما يسوى.....محيميد قلت لك وش مسوي...والثانية ما هيب مرتاحة لين تجيب العار....وانا
وضرب على صدره بقوة: ولد ابوي ما راح اخليها تجيبه....وإن جابته مثل بنت عمّها....ما ردّها إلا....
قاطعته زوجته ووصايف هنا شهقت حينما ذكر انّ هناك من جلبت لهم العار خافت وأخذت ترتعد سواعدها تخيّلت لو يعلم بخفاياها هي ونواف ماذا سيصنع؟!

سمعت صوت جدّتها تقول: بتذبحها ؟....وبعدين بنت عمها ما جابت العار.......إلّا دافعت عن نفسها وادحرّت وجه الشيطان......ما عادت تعقل الأمور يا بو عبد الرحمن....

الجد نظر إليها ولتجاعيد الزمان التي خطّت خطوطها التي تلحّن شريط حياتها بسلاسة!: ذا الحين تقولين الكلام هذا........

الجدّه : بتظل بنتي حتى يومنّها تغلط......وأدري وليدي ليث....ما تمسّك فيها إلا انه يدري انها صادقة.......

وصايف اخذت تفكّر ماذا يحدث؟ ماذا يقصدون؟
الجد: خلينا من رحيل وليث......وخلينا بمحمد ودانة.....

الجدّه لتنهي النقاش: انت اللي جالس تخلط الحابل بالنابل........ودام بو صارم ما يبي يزوجّها ولا محمد يبي يزوّج.....مالك حق تجبرهم.....وحنا تعبنا من المشاكل ....نبي نهجد اشوي......اترك المركب يسير بخفة بلا حمول وهموم!

الجّد ارتفع صوته: إن ماخذها والله....
الجدّه بخوف: عليك الله ما تكمّل حلف....حلفانك مثل السيف.......يقص.....ارقابنا كلنا.......عطهم وقت يستوعبون اللي صار.......لا تضغط عليهم .......عطهم وقت......

لم ينطق حرفًا وسمعت وصايف طرق عصاته على الأرض تقترب من الباب، فاندفعت للجهة الأخرى راكضة لتبتعد...دارت حول الدرج ثم ذهبت للغرفة التي يجتمعنّ فيها....فتحت الباب
نظرت لوجهه اصايل وهيلة
وهي اخذت تضرب على خديها: بنات بناااااااااااات .....مصيبة.....مصيبة .....



 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
قديم 01-12-20, 09:38 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 



اصايل وهي تنظر لها بتعجب: خير شفيك تنابحين؟
وصايف اقتربت منهما.....ودخلت عليهما عهود وهي تنطق بوجه باهت: وجه جدي ما يطمن بنات خلونا نشيل قشنا ونرجع بيوتنا....

وصايف فركّت يديها ببعضهما البعض: اي والله مولّع من العصبية....
هيلة انشدّت خلاياها فضوليًّا: طيب قولي وش المصيبة....
وصايف نظرت لعهود: سكري الباب...
عهود اغلقت الباب وأتت لتجلس معهن
وصايف: سمعت جدي يكلّم جدتي وهو معصب حيل.....اللي فهمته يبي يزوّج دانة ومحمد غصب عنهم....
شهقت هُنا عهود
ونظرت لوجهه اصايل المصفوق وهيلة التي تؤرجح نظرها بينهن

هيلة: لالا قوية ذي.....ِشلون يجبرهم؟
اصايل بجدية: من جدّك سمعتي كذا؟
وصايف باضطراب: والله سمعت اشياء تخوّف ولا فهمت شي......جاب طاري رحيل....ليث.....ما فهمت ما فهمت.....بس واضح في بعد سالفة حنا ما نعرفها.....

عهود ضربت على فخذيها: يمه يمه شلون بيجبر دانة....مو من حقّه والله.......

هيلة تهدّأ من روعها: انطمي لا يسمعك.......
ثم التفت على وصايف: جدي صرامته هذي بتودينا ورا الشمس....

وصايف بعينين لامعتين: والله يخوّف....اذا قدر يجبرهم ...يعني قادر يجبرنا حتى حنا...
اصايل اشارت لها: لالا......مستحيييييييييييل....وين حنا فيه....زمن الجاهلية؟

وصايف باندفاع : لالا....في زمن العادات والتقاليد...
عهود بجنون وغضب: وزمن البنت لولد عمها..
هيلة بقلق: ماتوا اللي يجبرون بنت العم لولد عمها..
تدخّلت عهود سريعًا: هذا هو جدي عايش!
هيلة ضربت على وجهها: الله ياخذني قبل لا يجي هاليوم....من زين عيال العم عاد....كل واحد مشهّب تقل تمساح......بالله لو حلوين يمكن قبلت!

عهود قرصت ساق رجلها: كلي تبن....صارم جماله يذبح قلوب العذارى....ويطيّح الطير من السماء.....

هيلة اخذت تفرك مكان الضربه: وجع وكسر....الله يحفظه لكم ما نبيه....
اصايل ضحكت: ههههههههههههههههه عاد الزين كلّه عند خواني والله........

وصايف نظرت لهن بنصف عين: بدينا بالمهايط.......بس أخواني احلى من اخوانكم كلهم.....ياخي خذوا من جمال أهل الشمال بشكل........تخسون تشوفون مثله.........

اصايل ضحكت من قلب كيف آل بهن الحديث لهذه الأمور سريعًا ضحكت اكثر حينما
سحبت عهود رقبة وصايف واخذت تشد عليها وهي تقول: كلي تبن فرحانه يعني بلون عيونهم ؟

وصايف ضحكت: ههههههههههههههههههه شدخل العيون....
هيلة لاعبت حاجبيها: ملوّنه....
اصايل : اي فهد عيونه عسلية فاتح حيل......وريّان مادري احسه مو اخوكم....واضح لاقينه على باب المسجد!
ثم انخرطت وراء ضحكها!
وصايف ابتعدت عن عهود وهي تضحك من قلب: ههههههههههههههههههه ليش؟ ايش فيه النقيب ريّان....

اصايل حرّكت يديها ونسوا أمر الجد في هذه اللحظة: بياضه يخوّف ......

هيلة بتدخل سريع: اكره الرجال البيض....حلات الرجّل بجلافته وسمارة.....

عهود كشّت على وجهها: خلاص ما لك إلا واحد يشبه اخوك فيصل...

اصايل بصوت مرتفع: خير خير تعيبين على اخوي؟

وصايف تتحمد ووتشكر: حنا وين وانتوا وين؟

عهود بضحكة: هههههههههههههههههههه لا بس فيصل اسمر...وجلف خشن الأفعال والأقوال......واضح من التعنّف أختك ....حبت نوعه....
هيلة ضربتها على ظهرها: ههههههههههههههههههههه حقيرة...و####

وصايف بحذر: والله لو تسمعك جدتي وانتي تشتمين والله تعلّق راسك .....فوق...

واشارت على السقف
اصايل نظرت لوصايف: خوفك زايد منهم.....

وصايف : لأني جالسة اكتشف اشيا تخوف والله...الأوضاع كلّش ما تطمن الواحد..

هيلة ضربتها على معصمها بحركتها العشوائية: ما يخاف الا الغلطان يا ام عيون !
وصايف نظرت لها: يدّك لا عاد تمدينها...وبعدين لا تتنمرين علي.....

هيلة تكمل: عيون هالكبر تقل عيون بقرة....
اصايل بضحكة: ههههههههههههههههههههه طنشيها طنشيها من الغيرة........عشان عيونك حلوة......
وصايف بتحسس: والله عقدتني التبن......كله تكرر علي هالموال....

عهود : هههههههههههههههههه تنمري على خشمها وتسكت....

هيلة تخصرت بيديها: وش فيه خشمي؟

عهود بضحكة: ابد والله تقل ساحرة ناقصها مكنسة عشان تطير...

وصايف اسندحت ضاحكة امامهن

والأخرى نهضت : اتركوا السوالف وخلونا ننقلع من هنا...على الأقل ننقلع بكرامتنا قبل لا نسمع كلام يضايقنا.
هيلة بقهر: انننننن......ما راح نروح مكان إلا لم نتغدا....واذا على عصبيّة جدي....هو من انخلقنا وهو كذا....عصبي ودمّه حار.....ويجيب ويصفع....ليش خايفين هالكثر....يعني بزوّجكم الحين مثلا.......

عهود بتفكير: لا والله بديت احاتي اختي انا.....

وصايف : اي والله مسكينه...
هيلة تنظر لهن: ما راح يصير لها شي...وعمي مستحيل يترك جدي يسوي اللي يبيه.....

اصايل بجدية: والله حتى ابوي....مستحيل يجاريه في هالموضوع...إلّا موضوع الزواج عاد

وصايف نهضت وهي تقول: اجل قوموا نطلع نشم هوا في الحوش....ما جينا هنا عشان نجلس في هالغرفة....

عهود نهضت بتأييد: اول مرة هالبنت تقول شي سنع.......صدق بروح اضبّط قهوة وشاي....
هيلة : وانا بسوي حلا سريع.....يحبه قلبكم.....
اصايل : يلا....
.
.
.
استقبله في مجلسه، يشعر اخيه ليس على ما يُرام من شدّت الغضب ويعلم الأوضاع لن تنتهي في هذه النقطة والدهم سيحاصرهم بعقوبات اخرى إن خالفوه والوضع حقًّا لا يستحق الانفعال لابد من التحدث بهدوء
.
.
ناوله كأس الماء: اشرب يا خوي اشرب.....سم بالله واشرب......وتعوّذ من ابليس....
بو صارم تنهد بضيق سحب الكاس وشرب منه القليل: والله ما شفتها يا علي....كيف تصيح.....زود على ما هو قاهرها بالكلام اللي يسم بدنها يبي يجبرها....انا ما فيني حيل على الأخذ والعطا معه.....عارف ما راح يرضى إلا لم يسوي لهم عرس.......

بو ليث بجدية: إن قدر عليك ما بيقدر على محمد .......محمد ولدي واعرفه.....عصي.....ما ينجبر على شي ما يبيه من هو صغير.......وابوي الله يهديه عقّد الأمر لم جبرهم على الشوفة الشرعية....لو أنه مكلمنا قبل يمكن كانت الامور أزين..

بو صارم بوجهه باهت: غلطان .......سواته غلط.....خاصة على بنتي.....استرخصها بهالطريقة ونزل من قدرها......

بو ليث طبطب على اخيه: قدرها على العين والراس......لا قول كذا......هو ابوي مستعجل......وياخذنا بالصيحة.....
بو صارم بتنهد: انا والله تعبت..من تحكّمه..خاصة في دانة.
فجأة انفتح باب المجلس ودخل : السلام عليكم.......
ثم دخل وجلس بالقرب منهم: خير وش صاير؟.....خبصتوني....طلعت من دوامي.....وجيتكم طيّارة!
بو ليث نظر لأخيه: ابوك.....يبي يزوّج محمد ودانة غصب عنهم....
وبو صارم اكمل بسخرية: حضرته مجمعهم بدون ما يحسون مسوي لهم نظرة شرعية وبنتي جنّت......
بو فهد بتعجب: ابوي سوا كذا؟
بو ليث بتنهد: دامك اكبرنا......ودامك.....
فهم ما يريد قوله رفع كف يده الأيمن معترضًا وقاطعًا حديث أخيه: ما بدّخل ......انتوا تدرون كيف علاقتي معه اصلا من بعد سالفة رحيل....

بو ليث يحاول يتحدث بهدوء: تبقى الأكبر والأقرب له ياخوي....كلمه فهمه هالشي غلط.....

بو صارم نظر لأبا فهد الذي قال: ابوي لحط شي بباله......يسويه....بشوفة عينك....قبل لا يمشي ليث....خذاه كلّمه....وولدك رجع مختبص....وانا عارف.....وش قال له......ابوي ما ودّه برجوع رحيل ابد.....وبسوّي هالشي غصبن عني...
بو ليث تذكر وجهه ابنه وتقلّب حاله: الموضوع اللي حنّا فيه غير......حاول أنت....
بوصارم : نخيتك ياخوي كلمه انا والله تعبت ما اقدر عليه...وانتوا ابخص بحالة بنتي....بنتي تعبانة.....واخاف ترجع لورا وتنتكس.....
بو فهد حز بخاطره حديث اخيه تنهد: اكلمه بس مو الحين اكيد الحين هو مولّع....الله يعين امي عليه ....

بو ليث بيأس من وضعهم: انا مادري كيف يفكّر ابوي....
بو صارم بسخرية على حالهم: يفكّر كذا بيقدر يخلّي ترابط العيلة قوي..
بو فهد يُدرك خوف أبيه ولكن لا يعجبه تصرّفه نظر لأخويه وهو يتحدث بمعنى عميق لم يفهماه: وسكّت اللي في بالي!

بو ليث بسرحان ونطق ثقيل: ما يدري انه شتتنا والله!
.
.
.

كانت قلقة ، تشعر بالمسؤولية تجاه ابنت اخيها، لا تدري كيف تؤدي مسؤوليتها ناحيتها بشكل سليم وبشكل صحيح فبُعد الأماكن آلت بها إلى النّقص! تأففت وهي تنظر لشاشة هاتفها تحاول ألّا تزعج ولدها ريّان من كثرت الإتصالات ولكن تعجز عن الجلوس دون قلق نهضت ونظرت لنفسها من خلال المرآة فجأة تحمّلت مسؤولية الجميع
موت اختها اثّر بها بشكل كبير وجعلها تتخلّى عن نفسها بالشكل الذي يُدمي القلب بهدوء، واخيها راشد لم يحمّلها مسؤوليته ولا حتى مسؤولية ابنته ولكن نبضت المسؤولية تجاههما بشكل لا إرادي
لمعت في عينيها دموع ودّت في هذه اللحظات لو كانت والدتها موجودة تخفف عنها من حمول تلك المصائب
وتذكرت على هذه الأثناء رحيل وهذا ما لا ينقصها همست
بثقل: الله يفك عوقك وسهل دربك يا رحيل...
ثم اتصلت عليه سريعًا
.
.
.
.
للتو وصلا إلى منزل خالهما الذي اصّر عليهما بالذهاب إلى منزله بدلًا من الذهاب الى أحدى الفنادق، وافقا بخجل وبعد وقت قصير من عودة ريّان وراشد إلى المستشفى ....غادرا....
كلًّا منهما يشعر بالثقل والتعب
وريّان لم تخفى عليه تهجمّات نظرات اخيه لبابها قبل المغادرة وفهم سريعًا انه دخل إليها في غيابهما ....وهذا الأمر اشعل في داخله الغضب

تحدث: انا قلت لك لا تدخل لها...؟
فهد حكّ جبينه واغلق باب الحمام خلفه: مابي اتكلم ...الكلام اللي سمعته منها استنفذ طاقتي من إني اتكلم!

ريّان عقد حاجبيه: وش قالت؟
فهد يمر من امامه: مالك دخل؟
ريّام امسك معصم يده وبنرة انفعالية : شلون مالي دخل؟
فهد نظر إليه، وإلى العرق البارز في جبينه
رفع حاجبه الأيسر: ليش اشتطيت؟
ريّان تعوذ من الشيطان ثم قال: ترا الموضوع جد يطلّع الواحد من طوره....ويوم إني اجاهد اكتم غيظي مو معناه......اني مو محترق من الداخل....وش مهببه هاللي خلّت خالي......يفترسها كذا؟
ابتسم بسخرية على كلمته الأخيرة ثم قال: ما انصحك تعرف؟
ريّان بحده: تلعب بالنّار يا فهد؟

فهد اقترب من اخيه وبلا مقدمات: مزون ما تصلح لك ريّان!

ريّان نظر لعينين أخيه ، تفجّرت ينابيع الغضب من داخله ، وشعر بثقل الجمله التي افلقت شيئًا عميقًا من باطن عقله، وكأن فهد أيقظه على واقع صلب مؤلم، هو لم يفكّر يومًا بهذا ابدًا
زأر غاضبًا: شالكلام؟.....بس عشاني سألتك...تراها بنت خالي...وانا ادري انك....تحمل ناحيتها مشاعر......
فهد ضحك غاصًا في حديثه: ههههههههههههههههههه لا تجلس تفلّم لي من راسك.......
ريّان بحدّه: وانت لا تجلّس تخبّص لي بكلامك......
فهد بلل شفتيه: تعبان وابي انام وصرت ارمي عليك خيط وخيط اعذرني...
ثم غاب عن انظاره تاركهُ يشتمه بصوت مسموع جعله يبتسم رغمًا عنه، وسمع هُنا ضجيج هاتفه وعلم انّ والدته هي من تتصل فأجاب وهو يتجّه إلى المجلس سينام هُناك بعيدًا عن اخيه لكي لا يدخل معه في مُشاحنات ومشدّات كلامية عنيفة
: هلا يمه.....
ام وصايف بلهفة: طمّني؟
ريّان يمسح على وجهه عدّت مرات : مزون بخير....وخالي بخير.....تو انا وفهد رحنا بيته ...عيّى علينا نروح فندق.....
ام مزون بمحاتاة: زين ما سوى زين.......طيب مزون ما فيها شي؟

ريّان فهم نوبة الهلع التي تجتاح صدرها وقلبها اللطيف : اقسم بالله ما فيها شي...وباذن الله بالليل بخليك تكلمين خالي وطمنك عليها....بنفسه...

ام مزون شعرت انها اثقلت عليه وهو مُتعب : طيب طيب.....روح نام وريّح لي بالك.....مع السلامة....

ريّان: مع السلامة
اغلقه، وانفتح باب اللاواعي من عقله، اخذ يفكّر بأمور كُثر اولّها رحيل وآخرها مزون!
عزم على الإتصال على ليث ولكن في نهاية الأمر تراجع والقى بنفسه على الكنبة ليغط في سباته العميق!
.
.
.
كانت تنظر إليه تحاول ان تقرأ تغلّبات وجهه ولكن لم تجُده غضبانًا ففهمت إلى الآن لم يُزّف إليه الخبر الذي تقسم لو وقع من لسان فهد على مسامعه لذبحها!، هي تعلّم جيّدًا تورطّت وظنّت انها قادرة على ان تُخرج نفسها من هذه الكارثة دون إحداث عواصف تهيمن عليها ولكن قدراتها لم تكن بتلك الكفاءة التي تخرجها من الأمر كما يخرجون الشعرة من العجين!

الأمر مسليّا وخارجًا عن القوانين وهي ترى الخروج عن سيطرة قوانين والدها مُتعة! ولكن تقسم انها تستمتع في الأمر ولكن لا تستمتع في اثارة غضبه كل ما في الأمر تريد ان تغُامر ، فالحياة في نظرها إما مغامرة جريئة أو لا شيء! ولكن هذه المرة لم تحتسبها بالشكل الصحيح
خروجها مع صديقتها من أجل لُقيا حبيبها كان خداعًا لها، هي اخبرتها إنها فقط تريد الهروب معها من أجل أن يتناولا وجبة الإفطار، وخروجهما كان في الحصة الثالثة يُعني في تمام الساعة التاسعة والربع!
الأمر لم يكن سهلًا، الخروج تسللًا من المدرسة والقفز على الجدار أمر في غاية الجرأة والقباحة ايضًا!
فهما فتيات ليست بفتية لتمرير الأمر وكأنه طبيعي ومحتمل حدوثه!، تعلم امر الهروب هكذا رغمًا عن الجميع يُجلب الشبهات ولكن لم يكن لديها خيار في التراجع حينما قفزت ونظرت للسيارة التي تنتظرهما، ودّت لو تضرب وتصفع صديقتها على وجهها فهي قامت بخداعها ولكن لم تستطع، لا المكان ولا الزمان مناسبين خضعت للأمر بشرط، أن تكون بعيدة عن محط الأنظار وتلك الأخرى وافقت، ولكن لم تكن على دراية تامة إنهما سيبقيان معًا طيلة الوقت وفي الواقع قلقت على صديقتها ولم تنسحب وبقيّت معها إلى ان تأخرت ولفتت انظار الجميع بالتأخر وافتقدها والدها حينها والمدرسة لم تكف عن الإتصالات عليه لزّف خبر هروبها المزعوم!
.
.
بللت شفتيها وهي تُراقب والدها الذي جلس على الكرسي بالقرب منها يقرأ القرآن
همست : يبه ابي ماي....

لم يتحدّث ولم يُبدي لها بأي ردّت فعل عنيفة هي كانت تنتظرها نهض ....وسحب قارورة الماء فتحها وناولها ليدها السليمة
سحبتها وشربت .....رشفتين ثم اعطتهُ اياه
قالت: يبه آسفة.....والله ما اعيدها...

عاد إلى الكرسي ليرتّل هذه المرة قراءة القرآن بصوت دافىء اجبرها على السكون وفهمت رغبته في عدم التحدّث معها ، تنهدّت وبحلقت بعينيها في السقف ، خائفة من كل الأشياء الآن ، تخشى من فهد يقوم باخباره، ويصبح والدها قاتلًا بسببها، سحبت هواء عميق لرئتيها واغمضت عينيها لتستسلم للنوم مرةً اخرى! فبعد أن تم اعطاؤها المسكّن تُجبر على النوم بلا ارادةً منها
.
.
.
*الامنية ديالي هيا تبقا معايا طول الحياة*
.
.
.
*عارفة تحبني موت لم اتكلم مغربي*
.
.
.
*خلني اعترف بسببك خليتني اعشق لهجة أمي ولا أنا اتكلّم مصري بحت....وبحبي لك دمّرت عيارات راسي وخليتني اتكلم فجأة سعودي.....باختصار صرت بسببك مجموعة إنسان!*
.
.
*قلبت علي كلمة نهديها ليك، ساعة ما لقيت حسن من كلمة، الله يخليك ليا*
.
.
*ما تصوّرش قد إيه واحشاني*
.
.
.
*هديتك قلبي تهلا فيه، ماشي حيث ديالي، حيت نت فيه*
.
.
*ركان لا صير أناني وتخليني احبك انا اكثر من كده ترا ما اتحمل اموت!*
.
.
.
*الحوايج الزوينة بالنسبة ليا، ولات مرتابطة بيك*
.
.
.
*رد علي يا مجنون....أحبك*
.
.
.
*اليوم الحالات ما هي صعيبة علي بالزاف*
.
.
*متى راح تجيني...ولهت عليك؟*
.
.
*لا تهزّر معايا ورد*
.
.
يغرق، يموت، يكرر قراءتها عشرون مرة وحتى وصل الثلاثون، افتقدها فجأة عن محيطة، يبكي أجل بكى ولكن بلا دموع، هُناك احاسيس تختلجه تُخبره أنه لن يلتقي بها مرةً اخرى، يحاول السيطرة على نفسه ، وعلى جماعة الشؤم التي تجتاحه بحرب صامتة من الدّاخل ولكن لا يقدر على مجاراتها، يشعر بدأ بالتآكل، الآن فهم ماذا يَعني الحُب وماذا يعني العُشق وما الفرق بينهما؟!
تاقت روحه إلى سماع صوتها يُريد أن يُطمئنها انه لن ينساها يُريد أن يجدد العهد والوعود في هذه اللحظة التي عصفت به رسائلها القديمة لتعبث بنبضات قلبه شوقًا لها!
ابعد الهاتف عنه، واخذ يتذكّر حديث صاحبه ، ليث قسى عليه بسبب قساوة الأيّام التي تجرّع مرارتها، لن ينكر انه على حق في حديثه ولكن يصعب عليه تقبّل الأمر فالأمور آلت به إلى هذا المنحدر رغمًا عنه هو لم يخطط يومًا أنه سيعشق سوزان ولم يخطط يومًا أنه سيتزوّجها ولكن قلبه هو من قام بالإختيار وهو من عبث بموازين افكاره

تنهّد ونظر للأوراق التي أمامه من بعد اليوم لن يتدخّل في أمور ليث، سيبتعد ...وربما سيعود للسعودية ليصفّي ذهنه، ولكن نظر لإشارة التنبيه الصادره من البريد الخاص...فتحه...ونظر إلى الخطاب الرسمي من قِبل مدير السجن ، تنهّد وقرأه سريعًا وفهم أنه استطاع ترصّد الفاعل، وستتم معاقبته قام بتصوير النص هذا وارسله دون تردد لليث، وكتب تحتها
(ما راح ارفع قضية مثل ما تبي)
ثم اغلق هاتفه خشِي من أن يتصل عليه من أجل الأطمئنان يعرف قلب صاحبه ، حنون وقاسي في الآن نفسه ولكن حقًّا لا يريد أن يدخل معاه في جدالًا لا يرسوعلى برٍ ولا حتى على بحر!
نهض ليتجّه لغرفته ، وتوجّه إليها واغلق على نفسه الباب بعدما وطئت رجله بداخلها، سقطت عينيه على صورة تجمعه وتجمع ليث وسلمان تنهد متمتمًا
: الله يرحمك.
ثم رمى نفسه على السرير، اندفع بجسمه لناحية اليمين ، وسقطت انظاره على صورة عائلته والتي تضم بين جنُبات الإطار وجه ابيه ووالدته رحمهما الله واخته "حبيبة قلبه"!

ابتسم ، وتذكّر لا مجال للهروب من ليث فهو (نسيبه) وزوج اخته ، كان وقتها جدار للرفض على قبول هذا الزواج، كان يرى في زواج أخته منه ظلمًا لحقوقها كيف تتزوّج رجل متزوّج اولًا وكيف تُضِيع عمرها مع رجل هو يعلّم بماضيه ؟
ولكن رأى رغبة اخته كبيرة في هذا الزواج، واستمالت رضاه سريعًا من جانب العاطفة ، إلى أن وافق، شعر حقًّا إنها تحب ليث وتكن في قلبها له مشاعر جمّا ولكن ليث لم يشعر يومًا أنه يحب لا رحيل ولا حتى أمل!، وافق عليه ايضًا لأنّه يعلم صاحبه تحوّل إلى شخص آخر ولكن ماضيه مُخيف ويُلاحقه بعنف وهذا ما جعلهُ يتردد في القبول!

زفر بضيق ، ثم سمع رنين هاتفه الآخر، الهاتف الذي لم يضعه على الصامت، تنهّد، وفهم ليث هو من اتصل عليه
نهض وسحب الهاتف ولكن وجد رقم اخته ، للتو حدّثها قبل نصف ساعة تقريبًا ماذا حدث؟
اجاب بخوف: أمل فيك شي؟

اتاه صوته المبحوح: أمل بخير!

سكت، وجلس على السرير ينظر لأصابع يديه في الواقع يريد ان يتحدّث ولكن لا يعرف كيف؟ أدار عينيه للسقف

ثم قال: صوتها اليوم ما طمّني....ما كانت بخير....بس تكابر على اخوها..

اذًا لم تخبره عن فعلتها التي اقسمت ظهرها إلى نصفين من الألم، حقًّا هي شجاعة ، قررت ثم ذهبت إلى لمستشفى بالأمس وعملت عمليتها دون أن تخبر أحد ابهرتهُ في الواقع وكسرّت جميع توقعّاته عنها ، ولو يعلم اخيها بأمرها لأنشغل بها بدلًا من رحيل، لا يدري كيف يُجازي ركان على إحسانه إليه ولا يدري كيف يتقبّل أمل ردًا على معاملة أخيها الطيّبة!

ابتسم بسخرية ثم قال بنبرة يُراعي فيها ركان!: فيها شويّة تعب ما اكذب عليك.....بس هي بخير....

ركان بعبث : حتى لو ما تحبها ......حطها بعيونك عشانها هي تحبك يا ليث!

سكت ، وطال الصّمت بينهما يعلم صاحبه مجروح منه ولكن هو ايضًا مجروح من اخت صاحبه ومن افعالها ومن حديث اخيها عنها
يحبها ، ويرى فيها والديه يؤلمه هذا الوضع ، التفت عليها
قبل دقائق من الألم النفسي اولًا ثم الجسدي بكت إلى ان خلدت للنوم،
تنهّد: لا توصي حريص!

ركان تنهد: بيجي يوم وبطلّقها عارف!

ليث ابتسم بسخرية من جديد هي تعلم بذلك وانت تعلم بذلك على أي مبدأ يا ترى اصبحتما تعرفان رغبة لم تطب في جوف عقله أبدًا!؟ ولِم هذا الإصرار على ثبات الأمر ربما هما محقّان وهذا المفترض..ولكن هو لا يجرؤ على تطليقها أصلًا!

قاطعه ركان: عارف انت لا تحبها ولا تحب حتى رحيل......انت ما تحب ولا تعرف تحب اصلًا!

يُقسي عليه وكأنه يأنبّه على ما فعله به اليوم ، كأنه يقول لا تدري حديثك اليوم افلق قلبي العاشق ولأنك لا تعلم كيف يحدّث ذلك لم تُبالي في إلقاء خُطبة غضبك عليّ دون حواجز؟ حكّ أرنبة انفه واغلق باب (البلكونه) ثم خرج من غرفة النوم إلى صالة الشقة وجلس على الكنبة
لا يدري كيف يخفف عن صاحبه ولكن سيُعطيه مجالًا في التخفيف عمّ بداخله بالتحدّث: اخبارك الحين؟

ركان زمّ شفتيه ثم قال: بنظرك كيف بكون حالي؟
ليث بهدوء: بكّون بخير....وهي بخير....

ركان بعتب: كيف وثقة فيه أنه ما بسوي شي حتى بعد هالبُعد....
ليث بثقة وثبات في الحديث: حصانتها من قِبل الدولة هناك أقوى من هنا......وانت أخبر بهالأمور!

لا ينكر هذا الأمر، ولكن يخشى من تسلل العدو بشكل قانوني هُناك وإطلاق فريسته على محبوبته!

اكمل ليث: لا تحاول تلتقي ولا تتصل فيها الحين ركان...اذا تحبها صدق ابعد عنها هالفترة......احفظ حقوق نفسك وحقوقها من عيال الحرام!

ركان ازدرد ريقه وزفر بضيق: لمتى وحنّا بنستمر في هالدوامة؟

ليث مسح على رأسه: انت عارف جالسين يضغطون علي انا بالذّات عشان أوافق على عرضهم....

ركان بعتب: ليتكم ما عطتوهم وجه....
ليث ارخى جسده على الكنبة : كنّا نظن انفسنا عُلماء زمانا....والأبواب انفتحت في وجهنا....عمري ما ظنيت اني في فخ كبير ماله قاع!

ركان لمعة عيناه: ولا ظنيت راح اخسر سلمان بسرعة..
تنهد بضيق: وفاة سلمان عقوبة لأبوه.....بس أوجعت قلوبنا..حنا الأثنين وبس!

ليث بضياع: موتته ذنب في رقبة ابوه....الله لا يوفقه.
ركان همس: الله يرحمه..مات بكرامته..وراس مرفوع!
ولينهي النقاش سكت ليربط جأشه ثم تحدث بهمس: يمكن ارجع السعودية فترة وارجع....

ليث ابتسم: وشغلك؟
ركان: بسلّم كل شيء لخويي....
ليث بتذكر: على كذا أمل بقول تبي ترجع معك....

ركان باندفاع: لالا....ابي ارجع بروحي....الأفضل هي تظل هنا.....

ليث: تمام...تروح وترجع بالسلامة.........اهم شي...ترتاح....وتريّح اعصابك....لفترة ......ما بطوّل عليك ...مع السلامة...

ركان بهمس: مع السلامة.

بينما ليث، نهض دار حول نفسه تذكّر أنه لم يحدّث والدته ليُطمئها انه وصل، اتصل عليها دون تتردد
.
.
.
بينما والدته كانت جالسة أمام التلفاز وعن يمينها فيصل يعبث بهاتفه بهدوء
سمعت رنين هاتفها سحبت الهاتف من على الطاولة الخشبية التي أمامها
ثم اجابت: الو...
ليث شعر بالاطمئنان لصوتها وبالأمان: اخبارك يا الغالية؟
حينما لامست نبرة صوته مسامعها فزّت بسعادة: هلا هلا يمه......اخبارك يمه؟.....وصلت؟....طمّني عليك..... قلبي يحاتيك يا عين امّك انت....

ليث نهض واخذ يتمشى بهدوء في الصالة: الحمد لله وصلت....وانا بخير...لا تحاتيني....

فيصل نظر إلى وجه والدته التي تهلل بالفرح والسرور
بلل شفتيه واخذ يتذكّر حديث اخيه الذي اشعره بضياعه وشتاته في حياته !

ام ليث : يا عين امّك متى بنخلّص من ضيم هالغربة؟

سكت، واخذ ينظر للنافذة بضياع ذهن: ان شاء الله قريب...

ام ليث بتردد نظرت لفيصل الذي يسترق النظر إليها بين الفينة والأخرى
ثم قالت: يّمه بتستمر في هالزواج حتى بعد ما تطلع؟
تقصد بعد خروج رحيل من السجن

فيصل شعر هُنا بنبرة الضيق والتردد في صوتها

ليث شعر برغبة امّه الواضحة في التخلّي عن هذا الزواج التي تنظر إليه بشؤوم وعبوس
وليقطع آمالها قال: اي يمه.....بستمر ويّاها ان شاء الله...
ام ليث بضيقه: والله ما ودّي وانا امّك بعد اللي صار...
فيصل شعر هُنا بالإحتراق لا يدري لماذا ولكن يشعر بالإحتراق لحديث والدته ربما لأنه الآن مقتنع سبب سجنها هو ليث!
ليث اضطر لقول: يمه احبها مستحيل اتخلّى عنها.

هل حقًّا تحبها ام نطقت جملتك على سياق الإقناع وانهاء الحديث؟
لا يدري.

فقالت والدته بنبرة لم تعجبه ابدًا: الله يهني سعيد بسعيده....

ليث سكت ثم قال: مابطوّل عليك سلمي على الكل.....مع السلامة...
ام ليث: حافظك ربي....
هنا تحدث فيصل: يمه ودّك ليث يطلّق بنت عمي؟

ام ليث بتصريح واضح: اي والله اني انتظر هاليوم .......

فيصل بصدمة: ليش عاد؟

ام ليث بنرفزة: وإن شاء الله تبيه يكمّل حياته مع خريجة سجون؟

فيصل بصوت اندفاعي وغاضب: الله هذا نظرتك لها؟

ام ليث نهضت لتتجّه إلى المطبخ: مو هذا الصدق خريجة سجون...وابعدت ولدي عنّي واجبرته على الغُربة......اف....منها بس ومن بلاويها المجرمة!

ثم ابتعدت عنه تاركته ينظر إلى سرابها بتعجّب!
.






 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
قديم 01-12-20, 09:41 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 



.
.
ما فعله هو الصوّاب، وما فعله هو الذي سيسهل عليه سماع الأخبار التي يريدها هو يثق بابن خالته ، صارم أخذ من اسمه الكثير، وصدمته اليوم بخطبته مرتين لأخته تُعني انه سيفتح لهُ ابواب كُثر!
اذا تدّخل صارم ....سيحلّ جزء كبير من همّه...ولكن الآن اصبح هو الآخر تائهًا في حُبه وما بين الوقائع التي سيُخبره بها صارم....يخشى تبقى متمسكة برأيها ولا يستطيع صارم في اقناعها به، يخشى انّ خطّته لا تفلح.......ولكن سيتبقى في الأمر خير.....عدم معرفة صارم بالأمر يُعني هُناك أمر خفي يحاولون اخفاؤه عن الجميع وبدأ الشك يتطرق وينصب في قلبه!
مسح على رأسه بدّل ملابسه ثم نزل
لينظر إلى والدته تضع الغداء لهم
ابتمست له: حي هالوجه....
اقترب منها قبّل رأسها ثم قال: الله يحيك يمه.....هاا.....اليوم سمك....
ام ذياب : ايوا سمك يحبّه قلبك.....
ذياب اشتم الرائحة ثم اطرق بقوله: واضح ياخذ العقل....جعل ايدينك ما تمسها النار.....
ام ذياب ابتسمت على مضض : ابوك ببدل وبينزل.......
ثم قالت: ترا كلّمت خالتك...ووعدتني......هالمرة ما تجيب إلّا الاخبار اللي تسرّك ....

ذياب لا يريد ان يخبرها انه تحدّث مع صارم ، يريد أن يبيّن لهم إصراره في جميع الإتجاهات لذا سكت وجعل والدته تستمر في إقناع خالته لعلّهم يدركون حقًّا رغبته بِها!

ابتسم: الله يسهل....
وسمع صوت والده من الخلف يقول: اوه اوه اليوم سمك....

ام ذياب ابتسمت: اي اقربوا يلا وسموا بالله....
ذياب ابتسم وجلس بالقرب من والدته وجلس والده في وسطهم
وبدأوا بتناول الغداء بهدوء!
.
.
.
.
.
نومها اصبح متقطّع من الألم ومن التفكير ومن كل الأشياء التي تدور حولها، مُنذ أن جلست في تمام الساعة الرابعة فجرًا لم تنم ، نظرت لأشعة الشمس التي تحاول التسلل لها من خلال الستارة الطبيّة اليوم ....يوم مشرق جديد بألم أخف وطئًا مما قبله! تنهدّت واشتاقت لأشياء كُثر اولّها رؤية ابيها ، في الواقع هي بحاجة إليه وإلى حضنه ولكن اعتادت على شعور الإحتياج إليه دون أن ترى يد عون منه كما انها تاقت روحها لخالتها التي سدّت فجوة الأمومة التي تحتاجها مُنذ الصّغر ، اغدقت عليها بالحنان الأموي الكثير والمعاملة الأخوّية الطيّبة، حقًّا اشتاقت لأجواء الصباح في السعودية وإلى طقوسات جدتها ، واشتاقت إلى كل شيء ينتمي إلى وطنها الأصلي ربما تهيّض مشاعر الإشتياق لكل هذه الأشياء بسبب قُرب نهاية محكوميّتها التي طال أمدها وتشعر الآن بالعجلة في التخلّص منها...

بحلقت في السقف وتذكرت موقف ليث بالأمس، تشعر بضياعه ونسيان نفسه أمامها، لا تدري هل تفسّر فعله اشتياق لها أم مجرّد عناد لكيانها التي اعتاد على ان يهتّز قهرًا منه، حياتها معه ليست حياة طبيعية
افعاله بالأمس و تقرّبه منها تُشبه افعاله بالسابق ولكن الآن بطريقة كلاسيكية تُثير الاشمئزاز بالنسبة لها!
ربما نسى حديثه السابق، نسى موقفه السابق ، نسى آخر اللحظات التي وسّعت الفجوات بينهما
نسى حديثه صارخًا ينهرها عن الخروج للمدرسة عقابًا لأنها لم تقم بكَي بدلته! نسى كيف وقتها نسى نفسه ورمى عليها الكأس الزجاجي ليصطدم في خدها الأيمن مُحدثًا نُدمة كرهتها سنين طويله، لمست خدها ولمست النُدمة التي ظنّت ليث سينظر لها وستؤنّب ضميره ولكن بالأمس ايقنت لا ضمير له خاصة بعد تقبيل هذه النُدبة بكل قباحة ووقاحة خارج منه بشكل صادم!
شعرت بتنمل يدها المقيّدة وقامت بتحريكها ببطأ نظرت إليها ونظرت إلى الحّز المُزرق بسبب شدها بالأمس بعد أن اخرج ليث جنونها عليه

سمعت صوته من خلف الباب، وزفرت بضيق لا تريده أن يدخل عليها ولا تريد حتّى رؤيته
.
.
بينما ليث، في الواقع لم ينم إلّا ثلاث ساعات متواصلة وجلس للمجيء إلى المستشفى، جلس مبكرًا استحم وخرج
ونظر إلى زوجته أمل التي تحاول النهوض ونجحت في ذلك
اردف لها: لا تروحين الدوام اليوم.....

أمل دون ان تلتفت عليه : بروح لأخوي ركان......
ليث وهو يجفف شعره بالمنشفة: لازمتك راحة ...لا تروحين له....بكلمه يجيك....
أمل نظرت إليه بصمت وكأنها تستنكر نبرة العطف والخوف عليها
: لا تخوفه علي....
ليث لينهي النقاش: اصلا هو حاس فيك شي...
ثم اقترب منها حدّق في عينها ....وبهدوء: ارجعي انسدحي ارتاحي....واليوم بجيب غدا معاي لا تدخلين المطبخ...

ثم اقترب منها وقبّلها على جبينها بكل هدوء وخرج تاركها تهاجم عواصف كثيرة بداخلها، تشعر به
يهاجم وحش مخيف بداخله ، يحاول أن يُعاملها بإنسانية وكإنسان محترم ولكن في زوبعة غضبه وفي أوج ذكرياته لا يستطع، نزلت دمعتها على خدّيها وتنهدّت بضيق ثم دخلت الخلاء، تريد أن تستحم وتطرد من عقلها كل الاشياء التي تتعلّق به!
.
.
بينما هو وعندما كان في طريقه إلى رحيل اتصل على صاحبه يريد أن يُخبره عن حالة أمل بطريقة مغايرة للواقع! ربما هذا الأمر سيجعله ينشغل بعيدًا عن سوزان...فكّر بالأمس حينما يُخبره .....سيُثنيه عن العودة للسعودية....وهو في الواقع يريده بجانبه! يريده أن يكون قريب منه وهو يخوض جولته الحربية مع الحياة الجديدة الملازمة لشرط جدّه!

اجاب عليه بعد الرّنه الثالثة وهو يركن سيارته في المواقف: هلا ركان.....صحصح معاي...ابي اقولك شي مهم....

ركان وبالكاد يفتح عينيه: اذا عن الشغل ...انا بطّلـ....
قاطعه بهدوء: لا .....عن أمل...

فتح ركان عينيه بهدوء وجلس: شفيها؟

ليث سحب كيس من على المقعد الجانبي ثم نزل من سيارته واغلق الباب: الصدق اختك.....تعبانة وبالأمس ما رضت لي اقولك بكل شي.....

ركان بشك: يعني أمس متصل علي عشان بقول لي شي يخصها؟

ليث بكذب واندفاع في الحديث: اي....
ركان نهض من على السرير: شفيها طيب .....قول لي بلا مقدمات....

ليث ضغط على زر المصعد: كانت حامل وربّي ما تمم لنا.....اجهضت!

ركان بصدمة وشعر الآن استيقظ من نومه: اففففف.........وليش ما قالت لي........
ليث بهدوء: ما كانت تبي تخوّفك عليها.....ووصّتني ما اقولك....

ركان مسح على شعره واغمض عينيه ، في الواقع في الآوان الأخيرة اهمل اخته بشكل كبير....لا يذهب لزيارتها ولا يتصل عليها بشكل يومي....تساءل: من متى طيب؟

ليث بصدق هذه المرة وخرج من المصعد بعد ان انفتح: اجهضت قبل يومين......يعني انا بالسعودية اصلا.....وأمس طلعت من المستشفى.....
ركان بانفعال وغضب: ولا قالت لي شفيها ذي؟ ما هيب صاحية؟

ليث يكرر: ما حبّت تخوفّك عليها....
ركان بغضب: قال تخوّفني قال...سكر سكر....بروح لها.....ما بطمّن إلا لم اشوفها.....باي...
ليث ابتسم : باي....
ثم اقترب من الباب والقى التحية على الشرطيين ثم فتحا له الباب، دخل ملقيًا السلام عليها واغلق الباب من خلفه ولم تجيبه!

ثم اقترب ووضع الكيس بجانبها وهو يقول: شريت لك حجاب!

لم تنبس بكلمة واحدة كانت تنظر له وإلى وجهه وإلى الابتسامة التي استفزتها

وإلى حركته ايضًا في سحب الكرسي الجانبي ليقرّبه من السرير
جلس وشبّك اصابع يديه بقوله: اخبارك اليوم؟
ثم حكّ انفه سريعًا ليقول: اوه....ليش اصلا....اكيد بقولين ...زفت لم شفتك!

كانت تثقبه بنظراتها، تحدّق في تفاصيل وجهه التي تغيّر بها الكثير، تشعر انه كبَر وامتلك تفاصيل أخرى لا تريد التطرّق لناحيتها، طوله وفراعته، واستقامة ظهره كل شيء تغيّر أطالت النظر فيه وهي تفترس ايامًا كرهتها في حضوره وملامح ذكّرتها بأُناس كُثر ، شعرت بوجع قلبها ، وحُبها الصّادق ودّت لو كان حبيبها الحقيقي هو من يسأل عن حالها هو من يطبطب على ألحان احزانها...ولكن لن يحدث هذا .....يُعتبر مستحيلًا!
تنهدّت
واطرق: تغيّرت عليك كثير؟
شعرت إنها أطالت النظر
لذا أزاحت نظرها سريعًا وهي تردف بانفعال: للأسوأ طبعًا...
ليث ضحك وبنبرة مستفزّة لها: هههههههههههههه......ما اظن....من نظرتك ولهفتك......

التفتت بحده: لهفتي؟

ثم قالت لكي لا تترك له مجالًا للتوضيح: ما تزوّجت دانة؟

لم تنسى تلك الأيام والحديث الذي يُدخل فيه اسم دانة لإستفزازها ، ذاكرتها فولاذية لا تنسى وكيف تنسى وجُدران السجن ارغمتها على الإحتفاظ بكل كلمة قالها وبكل ردت فعل صدرت منه!
حاول ألّا يناولها مرادها وألا يخرج غضبه اسند ظهره على مسند الكرسي: تزوّجت بس ماخذت دانة.....

رحيل ابتسمت بسخرية: أجل خذت اختها؟

ليث وضع باطن كفه الأيسر تحت ذقنه وبكل أريحية قال: لا خذت من برا العيلة ...

واطرق سريعًا: وعلى فكرة زواج بالسر يعني...

رحيل هزّت رأسها : امممم ......الله يوفقك...
ثم التهمته بحدّتها: ومتى ناوي نطلّق ان شاء الله؟

ليث لا يريد أن يخبرها بالقيود والشروط الآن ، فالوقت غير مناسب ومشاعره غير مناسبة وهي في وضع لا يُستهان فيه
قال: نكلّم في هالموضوع بعدين.....

سكتت وحاولت ان تُنهض نفسها لتسحب السلك من وراء الوسادة لتضغط على الزّر من أجل أن تستدعي الممرضة ولكن نهض سريعًا ومنعها
لتقول بغضب: خيرررررررررر!

ليث انحنى قليلًا: ماله داعي تستدعين الممرضة وانا موجود....قولي لي وش تبين؟

رحيل شدّت على أعصابها: لا انت حيل ماخذ مقلب بنفسك؟.....طس عن وجهي ياخي.....
ليث لم يُعيرها اي اهتمام ، فصل السلك وابعده عنها بحيث لا تستطيع الوصول إليه وعاد بالجلوس ليقول: انا موجود...ومانيب غريب...تبين شي قولي لي...بلا ممرضة بلا هم.....

رحيل فزّت بجزئها العلوي واتكأت على يدها اليُمنى لتقول: لا والله أنك غريب!....انقلع برا......واشبك السلك.......
اندفع للأمام وبعند: ما بشبكه!
رحيل بللت شفتيها وهي تزفر: اللهم طوّلك يا روح....
ليث ابتسم: الحمد لله ما تغيّرتي كثير...

فهمت انه يقصد حينما تغضب تردف هذه الجملة ختامًا لإنهازمها في نقاشاتهما السابقة ولكن مالم يتوقّعه حينما سحبت الفراش من على جسدها واظهرت جسدها واندفعت للجزء الذي يحكّم يدها المقيّدة لكي لا تنشد مع حركتها ، وقعت عينيه على ساقيها الضعيفتان....وإلى ملابس المستشفى.......وقف مندفعًا لناحيتها
رحيل: اذا ما نديت لي الممرضة.....تراني مجنونه.......راح اصرخ واقول للشرطة حاولت تذبحني......

ليث اخذ ينظر لها، وإلى صرامتها في الحديث هو يعلم انها تغيّرت بالشكل الذي لا يتلائم مع شخصيته ولكن صُعق حقًا من تركيبتها الجديدة تحاول قهر ألمها بحركاتها الإندفاعية ، تذكر أمل وكيف انهزت امام آلامها بالأمس وخضعت لتوجيهاته حتى نامت!
حاولت الوقوف ولكن اقترب وصرخت: انقلع وخّر.....
ليث بثبات: قولي لي وش تبين؟
رحيل ولأنها بحاجة قصوى للذهاب إلى الخلاء: ابي اروح الحمام....وابي ممرضتي تجي تساعدني....
ليث : انا اساعدك....
رحيل بقسوة قرّبت يدها الطليقة من كتفه وضربته على مبدأ التهميش وهي تقول: تخسي والله!

ليث فتح عينيه على وسعهما ، وعلى جراءتها في قول كلمتها تلك وفعلتها استنفذت طاقته تنفّس بعمق ونظر إليها بثبات واقترب منها بجنون مندفع لردات فعله التي تهابها سابقًا
وضع يديه على أعلى اكتافها واجبرها على عدم التحرّك والتملّص
: سويها على نفسك احسن....عن اذنك!
ثم خرج من الغرفة ، جاعلها تشتمه وتحاول النهوض لسحب السلك ولكن عجزت، عادت بالإستلقاء...ومدّت يدها للسلك الذي ابعده عن مكانه لو كانت يدها غير مقيّدة لسحبته ولكن ....ضربت اصفاد الحديد في حديد السرير وعضّت على شفتيها شاتمته: الله ياخذك!
.
.
.
.
هذه القهوة الخامسة التي تحتسيها دون مبالغة، مناوبتها اخذت جزء كبير من تفكيرها وسحبتها منه ببطءولكن أفادتها لم تستطع أن تسترق جزء من الوقت لتفكّر من جديد في فعلت جدّها لأنها انشغلت لساعات طويلة لمعاينة المرضى وتفقّد احوالهم، بينما هذه القهوة لا تستعيد وعيها كما تفعله القهوة العربية لذلك اسهبت في شرب أكواب كثيرة منها!
سحبت كوب سادس من كافيه اوليه، نظرت لساعة يدها.... متبقي من انتهاء عملها فقط ساعتين، تشعر بالإنهماك الجسدي والنفسي تريد العودة الى المنزل للإختلاء بنفسها قليلًا هي ظنّت بالأمس انّ العمل سيفيدها وافادها لا تستطيع ان تنكر ذلك ولكن الآن تشعر بالخدر في أطراف جسدها ورغبتها الصارمة في الخلود للنّوم، شدّت على كوب القهوة وقررت أن تخرج إلى وجهة المستشفى لأنه ما زال لديها وقت للإستراحة ومدتها لا تقل عن العشر دقائق، تريد أن تتنفّس هواء نقي بعيد كُل البعد عن هواء المعقّمات
المختلط بأنين المرضى وأصوات المسعفين!
، سمعت رنين هاتفها
سحبته ثم قالت: هلا عهود.....

عهود بلا مقدمات وهي تنظر للبنات التي حاوطوها من كل جانب إلى الآن لم يذهبن لمنزلهن: صدق اللي سمعته؟
دانة سكتت وفهمت ما تقصده اختها لذلك قالت: اي بس ما راح يتم شي...
عهود : لا زعلين نفسك دانة اكيد ابوي بيرفض مستحيل يوافق جدّي....
دانة داهمتها بالسؤال: كيف عرفتي؟...صاير شي جديد ؟!....اكيد جدّي مقوّم الدنيا...ووصلت لكم الاخبار...
عهود نظرت لوصايف: تبين الصدق......عرفنا بالغلط...
دانة عقدت حاجبيها من خلف النقاب: عرفتوا؟!
سحبت هنا سريعًا اصايل الهاتف من يد عهود: اسمعيني دندونة الحلوة.....لا تحاتين اخوي محمد ما بيسمح لهالشي يصير اعرفه اخوي....
دانة ابتسمت وشعرت بارتياح لحديث اصايل: ان شاء الله...
سحبت هيلة الهاتف على صرخت وصايف بعد ان وطأت على فخذها بالغلط: وجع يا همجية ....
هيلة دون مبالاة: الو دانتنا الحلوة........أعطيك صك الأمان احميد اخوي.....هالمرة بخرّبها عند جدّي....وبعلّم جدّي انه قد ايش هو عنيد وواطي!

دانة ضحكت: هههههههههههه مرا مكبرين راس اخوكم....
هيلة بحلقت في أعين البنات: اي والله تراه شر...ولقال قيله ما يثنّيه...
سحبت عهود الهاتف : هاتي هاتي...
ثم قالت: الو دانة....تكفين لا ضيقين عمرك...وخذي الوضع "إيزي"..
وصايف ارفعت صوتها: ابشرك الأهل هنا وضعيّة الدفاع عنك....الكل عند جدّي....

قرّصت فخذها هيلة: انكتمي لا تسمعك جدّتي...
دانة سمعتها ثم قالت: صدق الكل جاي يكلّم جّدي؟

عهود بهدوء: لا....مو الكل.....بس أظن محمد عنده.....

دانة لتشتت انفاسها المضطربة: ما رجعتوا البيت؟

عهود شعرت بتوترها: لا.....اليوم باذن الله بنرجع...
دانة وهي تمشي اهتزت يدها بضيق من الحال، وانسكبت القهوة على الأرض فقالت: عهود اكلمك بعدين باي...
ثم لم تمهلها في قول شي اغلقته ونظرت للكوب الذي بيدها...رفعت جزء بسيط من النقاب وشربت المتبقي من القهوة وسمعت صوته يقول: ما توقعتك مدمنة قهوة كذا؟

التفت للوراء سريعًا وسقطت انظارها عليه ، بللت شفتيها خلف النقاب، لم تجيب عليه كانت قريبه من القمامة رمت الكوب
ثم حاولت العودة بأدراجها للداخل ولكن وقف أمامها ونظر لعينيها المتعبتين : واضح انك تعبتي من مناوبة امس....متى ينتهي دوامك؟

لا تريد التجادل معه ولا تبادل الحديث قالت بالمختصر: اي تعبت حيل......ساعتين وماشية البيت.......
كانت ستمشي ولكن تحرّك معها في هذه الخطوة وهو يقول: عطيني فرصة اكلمك....
دانة لتحسم الأمر وضعت يديها في جيوب (اللاب كوت) الجانبية : اذا في موضوع الشغل اوك.......
هز رأسه ثم قال: تعرفيني جرّاح قلب......مرّت علي حالة غريبة.......ما عرفت كيف احلها....
دانة : بس انا عام.....ما نيب جراحة قلب.....
اكمل وهو يحاول ان يُدخلها في جو الحديث: سويت له فحوصات للتأكد من سلامة القلب.........وكل شيء سليم...بس ما زال يتألم ويشكي من قلبه.....

دانة حقًّا لا تريد الوقوف معه تنهدت : يمكن ألم نفسي.....مأثر عليه ....أو وساويس وتوهمّات.....
طأطأ برأسه ثم رفعه وهو ينظر لها : يمكن......ويمكن يعاني عاطفيًّا ومأثر عليه هالشي؟
دانة سكتت، ونظرت إليه فهمت ما يُرمقها إليه وشعرت بالتوتر، مُنذ أسابيع أو ربما شهور لا تدري.....هو يُراقبها يحاول خلق حديث معها ، يحاول تجاوز الزحمة التي حولها ليسرقها من معمعة المستشفى والمرضى، وربما الآن نجح في فعل ذلك..لا تريد الوقوف معه..لا تريد! ولكن اضطرت
وقفت أمامه ولتختصر عليه الأمر ترددت في قول: دكتور رعد لو عندك شي تبي تقوله لي شخصيًّا...قوله لي بدون لا لف ولا دوران!

هل فهمت؟، هل بدأت تستوعب الأمر برمّته، هل يتجلّى من خوفه ويبدأ بالإعتراف حتى لو كانت ردّت فعلها غير محببه، انحرج حينما شعر انه مكشوف أمامها ، وشعر بسذاجة ابتداء الحديث معها....شتت ناظريه عنها وهي بقيت واقفة امامه تنتظر حديث منه لتنتهي من صومعة النظرات والملاحقات التي تُضايقها ستجعله يُفشي لها بما يكنّه إليها ومن ثم ستُبدي بردات فعلها ، بينما هو بقي حائر متردد
أما هي كتّفت يديها وزفرت بضيق، لا تريد ان تُطيل وقوفها أمامه لا تريد أن تُجلب من حولها أباطيل الأحاديث والشكوك التي يرتعب منها جدّها، شعرت بتوتره ينتقل إليها وشعرت بنظراته المشتتة التي يحاول بها جمع شجاعته في نطق ما يريد
ولكن حينما نظرت انهما بقيا على هذا الحال بما يقارب الخمسة عشر ثانية همّت بالتحركّ والإبتعاد عنه وحينما تحرّكت
تحرّك لسانه في قوله: دانة انا احبك!
.
.
.


انتهى






قراءة ممتعة للجميع


 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
قديم 04-12-20, 06:34 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 




Part 6
.
.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
(لا تلهيكم الرواية عن الصلاة، اللهم بلغت اللهم فاشهد)
.
.


.
.
.
.
هل تعود للإلتفات عليه من جديد هل تُخبره إنها غير متاحة للحُب؟
هل تخبره إنها لا تصدّق لا ألف ليلة وليلة ولا قصّة قيص وليلى ولا حتى روميو وجوليت قصص وهميّة سردها المؤلفون لجذب انتباه المساكين الذي يتلفّتون يمنةً ويُسرى باحثين عن حُب عميق لا وجود له في الواقع...هي تنظر لهذا الجانب بتلك الطريقة التي جعلتها في هذا الموقف جامدة لا مشاعر لها ولا تَعرف كيف تُبدي بأي أحاسيس بداخلها حتى إن وجدت!
برود قاتل اجتاحها مع نُطقه لتلك الكلمة وارتسمت ابتسامة سُخرية على حالها لم يتمكّن من رؤية تلك الإبتسامة القابعة خلف أسوار هذا الحُطام الواقف أمامه!..أين جدّها لو يأتي الآن ويسمع ما يقوله "رعد" الرّجل الذي تلتقي معه في نُقطة النّسب..هم قريبان ولكن بعيدان في الوقت نفسه..لو يأتي جدّها الآن ويراهما لقتلها وقتله دون أن يرّف لهُ جفن..سحبت هواء لرئتَيها....التفتت على رعد ....نظرت لإحمرار وجهه، وشعرت بتوتره بينما هي لا تَدري كيف تصف شعورها ولكن
نطقت: عن اذنك!

ثم مشت من أمامه ذاهبة إلى اللاشيء، كيف تقبل حُب لا أصل له ولا تؤمن بوجوده؟ الحُب ابتدعوه النّاس من أجل مصالحهم فقط!

بللت شفتيها وشعرت برجفة يدَيْها خشيّت من أن تخرج هُنا وهُناك عيون تتربّص بها شرًّا وآذان تتربّص بها حُقدًا وتُوصل ما حدث لجدّها ويبرهن للجميع عن بشاعة افعالها في هذا المحيط العملي...اسرعت من خطواتها...إلى أن اختفت عن انظاره.
.
.
بقي يحدّق بها كالمجنون يعترف بمشاعره وترد عليه (عن اذنك) كيف توقّعت ردت فعلها يا رعد؟..مشى خطوتين تلك الخطوتين التي تتأرجح ما بين التّصديق واللّاتصديق في هذا الموقف..حيثُ إنّها أحدثت في قلبهُ شرخ ليتّسع حُلم حُبهِ بعدم الإقتران بخيوط مشاعرها اللّامعروفة!
.
.
اعلم إنني متفتّح درست بالخارج واعتدت على أمور كثيرة اكتسبتها من هُناك ليست أمور بشعة ولكن أمور اطلقت يداي المقيّدتان بعواصف لا يستطع المرء الإنسلاخ منها بسهولة! لأنّ تغييرها يُعني الفوضى بالنسبة لعائلتهما يُدرك هذا الشيء ويعيه ولكن لم يتوقع ردّها هذا ولم يتوقّع أصلا قبولها ولكن برود نُطقها للكلمات ثمّ الذهاب عن وجهه اشعره أنه عاد لأصل العادات والتقاليد ، والأهم استوعب حدود الله في حديثه معها في لحظة نسيانه لنفسه! ولكن حقًّا هو يحبّها وكان يريد منها إشارة بسيطة من أجل الإقبال على أمور كُثر على حسب الأصول والعادات التي اعتاد عليها .
لإتمام كماليات متوّجب عليه الإلتزام بها ولكن مُجبر على تقبلها وإن لم يتقبلها عقله!
وضع يديه في مخبأ بنطاله ، ثم مشى ليعود إلى مكتبه
.
.
.
بينما هي وصلت إلى مكتبها اغلقت الباب على نفسها وأجهشت سريعًا في البُكاء!
ماذا وجد بِها ليعترف بحُب لا تؤمن به أبدًا، كيف تجرّأ ونطقها هكذا، هل تسمح لنفسها الآن بالإنبثاق من شبكّتها المُعتمة بالتكذيب لهذه القصص
هل تُودع قلبها لهُ؟
لماذا الآن تبكي؟
.
.
أبكي خوفًا وحُزنًا على الحال الذي اوصلني إليه حديث النّاس عامةً ليس حديث جدّي وجدّتي فقط، هل يريد رعد انتهاك قلبًا لا يعرف الحُب أساسًا أم يُريد تبادلًا خفي تحت مسميات عُشقٍ وهمي لا يعرف النور أبدًا؟
كيف أتقبّل الأمر ولكن لماذا اشعر الآن تلك الكلمة بثّت في فؤادي التقبّل من إنني فتاة مقبولة لدى الجنس الآخر!
وأنا التي ظننت لا كيان لدي أمامهم، اشعرني لوهلة من الدّاخل من أعماق الشعور الذي اخبّأه ما بين صدري وعقلي
إنني لستُ كما يقولون، فتاة فاتها القطار على غيمات النجوم الموازيّة لقوس القوزح المُنير بعد سقوط قطرات المطر في يومٍ عصفت الشّمس بهِ بأشعتها لملامسة الأرض ببرودّة الصقيع لتخرج تلك الأطياف السبعة لتُقدم قصة تراجدية وهزلية وباكية وباسمة وقلقة ومتردة وأخرى خائفة مثلها تمامًا!
.
.

لا أؤمن بالحُب ولكن نظرة الإهتمام التي في عينيه أعطتني شيئًا من إنني أكذّب حديث النّاس
لذلك الآن ابكي!
.
.
كما أنها تبكي خوفًا من أن يتطوّر الأمر ولا تستطيع إيقافه وتُبرهن لجدّها الذي يُحاول تصيّد الأخطاء عليها إنها ليست كما يظن، مسحت على وجهها تُبعد الدموع قساوةً من على وجنتَيها ، لا تريد أن تبقى هنا أكثر...ولكن الوقت بات عالقًا لا يتحرّك..أخذت تدور في غرفتها ذهابًا وإيابًا مخففة عن الضغط الداخلي الذي تشعر به بحركاتها الحائرة والعشوائية ، سمعت طرق الباب..التفتت سريعًا
ثم سمعت صوت: دانة افتحي انا موضي...
اقتربت من الباب، فتحته على مصرعيه دون أن تُلغي اهتمامًا لمرور بعض الرجال أمام المكتب ، هي في الواقع لم تبالي لهذا لأنها لا تملك في هذه اللحظة عقلها...بينما في هذا الوقت لا تكثر الإزدحامات في هذا الممر، ولكن لم تنتبه لتلك العيون التي سرَقت ملامح وجهها بتفاصيله الدقيق.
أشبع فضوله وشوقه لرؤية وجهها في هذه اللحظة

علم إنها بكّت على إعترافه لإحمرار وجهها ، وإنتفاخ جفنَيها السفلي بشكل سريع أصاب قلبه بشيء من الندّم على هذا الإعتراف....رآها كيف احتضنت موضي وبكت دون أن تتحرّج من الأمر لا يدري لِم هذا البُكاء وما هو دواعيه؟ عقد حاجبيه مستفهمًا لكل هذا
ولكن موضي تداركت الوضع ودفعتها للوراء لتدخلها للمكتب وهي تشد عليها بطبطبة عالية في الحنان...

اغلقت الباب
وتنهّد مطرقًا قبل أن يمضي في طريقه: جميلة وحساسة!
ثم تحرّك من أمام المكتب!
.
.
موضي بخوف: دانة حبيبتي شفيك؟

لا تدري ماذا حلّ بها ولكن كل ما تُريده حُضن وبكاء بصمت دون السؤال عن السبب، اطبقت بيديها على موضي وبكت من جديد ، دفنت وجهها في كتف موضي إلى أن دعتها
ترتجف: الأهل فيهم شي؟

هُنا شعرت إنها بالغت بالأمر ابتعدت ومسحت دموعها لتهز رأسها بالنفي
فقالت الأخرى: أجل علامك تبكين؟

عضّت على شفتيها لِتُمنع بكاؤها المستمر: انا حلوة موضي؟

موضي أخرجت من فاهها(هااا) بشكل يدل على الصدمة ثم استوعبت جديّة السؤال و اقتربت منها وعقدت حاجبيها من الواضح دانة ليست في وضع يربط ويعي لِم يقول
: دانة لا تخوفيني عليك؟

دانة بنبرة خانقة: جاوبيني.....

موضي : والله ما علامك وش زينك...تقولين للقمر قِم واجلس مكانك!

دانة عادت تبكي من جديد وهي تُخبّأ وجهها بيديها، الآن اخذت تقول
لماذا ليث إذًا لم يختارها وأختار رحيل؟
وهذه المرّة الأولى التي تفكّر فيها بهذهِ الطريقة!
ربما فعلت الجد ، ووقفوها بذلك الشكلي الذي يُحرج الفؤاد أمام محمد أيقظوا شيء بداخلها هي لم تلتف إليه أبدًا ربما فكرة الزّواج الآن جعلتها تعود بالذاكرة للوراء لعقد المقارنات التي لا لزوم لها ولم تهتم لها في السّابق!

ولكن رفض محمد لها يُعني إنها غير مقبولة هذا ما تفكّر به رغم إنها لا تريد الزوّاج منه اصلًا!
ولكن تشعر الآن إنها داخل صندوق حديدي صغير ضيّق تتخبّط بداخله وتُحدث ضجّة بإصطدام جسدها في جدرانه الحديدية ....كل شيء بدأ بالإنبثاق وبالتدفّق بالأمس اجمعت نفسها في الإنهماك بالعمل ولكن إعتراف رعد اكمل عليها النّاقص وجعل كل الأشياء التي تحاول على كبحها تتسرّب من دواخل الخوف منها!

بالبداية شعرت بالبرود، بالسخرية، بالتكذيب....ثم بالخذلان والتحطيم والمقارنات المُفاجأة!

موضي : دانة وش صاير ؟
دانة ازدرت ريقها وتحدّثت بوجع: اللي بعمري تزوّجوا وجابوا عيال...وانا بس اسمع .....كلام النّاس اللي يعوّر موضي...
وكأنها فهمت الأمر اقتربت منها طبطبت على كتفها: اذا بنهتم للقيل والقال ما بنرتاح .....وانتي ما تزوّجتي للآن ...لأنه الزواج.....قسمة ونصيب مو عشانك مو حلوة ولا غيره........لا تحطين هالافكار براسك.....

دانة بنبرة مرتجفة على اللسان: اقسم لك بالله انا مو هامني الزوّاج...ولا أبي ازوّج أصلًا..بس كلام الكل يوجع..يوجعني هنا...
واشارت لقلبها: ما حد تاركني بحالي!

والأخرى أخذت تقول: والله فاهمة شعورك.......

دانة اردفت: يشوفوني ثقيلة والحين يبون يجبروني على الزواج يا موضي كأني سلعة بارت في المخازن ويبون يتخلّصون منها.....يبون يزوجوني لشخص كان في يوم من الأيام مربوط اسمي باسم اخوه متخيّلة!


موضي صُعقت من الأمر، يعني هذا الشيء الذي تمكّن من مزاجها ليجعله عكر ، شعرت بمعاناة دانة الآن وفهمت شعور الإجبار الذي تعيشه ليس من السهل أن تتقبّل الأمر وليس من السهل أن تتعامل معه وكأنه أمر طبيعي خاصة إنها اُجبرت من قِبل أشخاص مقرّبين منها!

: ماحد يقدر يجبرك يا دانة....انتي صاحبة الشأن والراي...ولك حق بالرفض أو القبول......وما اظن ابوك بيجبرك.....

دانة خرجت عن طورها: مو ابوي ....جدي يا موضي....جدّي مو تاركني بحالي....

موضي تنهدت: وابوك طيب وش رايه؟

دانة بللت شفتيها : مصدوم........وحسيته رافض.....بس خايفة يأثر جدي عليه....

موضي بجدية: ما اظن يا دانة .......ما اظن ابوك بوافق ابوه على شي مثل كذا......سمي بالرحمن وهدي.....واطلعي الحين روحي بيتكم وانا بكمّل شغلك وبغطي عليك......

دانة : والله اني تعبانة مو عارفة كيف اتصرّف....

موضي بهدوء: وكلي الله .....والحين طلعي روحي بيتكم...

هزت رأسها برضى، ثم اتجهت لناحية العباءة ، تريد الهروب من كل شيء الآن تريد أن تستوعب نفسها وحالها ثم الجميع ، ارتدت العباءة وسحبت الحقيبة والنقّاب، ستقوم بتأجير سيارة أجرة وستعود للمنزل رغم إنها تعلّم صارم سيوبخها على هذا الفعل!
.
.
.
أتى إليه بعدما فكّر كثيرًا بالأمر اتصالها بالأمس عليه يُعني عدم رغبتها الواقعية بهذا الزوّاج وفي الواقع هو أيضًا لا يريد أن يرتبط ويتحمّل مسؤولية ثقيلة على عاتقه ما زال هُناك وقت لهذا الأمر لا يدري لماذا جدّه مهتم و واضع جلّا تركيزه عليه وعلى اخويه ، رغم انّ فهد أكبر أبناء العائلة يبلغ من العمر اثنان وثلاثون سنة وصارم وريّان ثلاثون.

هو وفيصل لم يبلغا الثلاثون وحتى ليث في الواقع لم يبلغ الثلاثون ولكن ربما قصّة رحيل وإبتعاد عمّه ابا فهد جعلت تدّخلات جدّه في أمر زواج فهد وريّان خاملة بشكل القى باله عليهم وبالأخص عليه هو!

لابد أن يحدّثه ويبدي له بوجهة نظره بهدوء دخل عليه والقى السلام وبقيَّ معه في شدٍّ وجدال
إلى أن قال الجد: يعني تشوف فعلتك زينة يوم أنك تلعب باعراض الناس!

محمد يحاول أن يتمالك نفسه ويهدّئها لإنشاء حديث راقي بعيد عن ارتفاع الصوت: جدّي ما لعبت بعرض أحد....كل اللي سويته تزوّجت على سنة الله ورسوله!

الجد بانفعال بالحديث ، حرّك يده اليُمنى: ويُومنّك تزوّج بنيّة الطلاق......وتاخذ وتهد بذا الحريم ...ولا كأنّ وراهم أهل.....تحسبه يرضي الله اللي تسويه؟

محمد ما زال يحاول ألّا يخرج عن طوره: دام برضاهم اي....ماجبرت ولا وحده فيهم على الزواج مني يا يبه.....ما سويت الا برضى منهم.......وانا ما سويت إلا حكم وشرع الله....ما غلطت ....

الجد: اي هذا اللي عندكم ...ِشرع الله...وبرضاهم...حفظتوا هالكم كلمتين...وشوّهتوا صورة الدين ..اللي سويته راح تآثم عليه يا ولد علي.....يومنّك تزوّجهم وتقضي متعتك معهم وتتركهم ..
قاطعه: برضا....منهم يا جدّي!

صرخ في وجهه: يووووووووووم تجبر بنت الناس على الإجهاض .....بعد قول برضاها ومن الشرع؟.....اللي سويته يخالف الشرع ولا يرضي ربي.

محمد سكت لا يستطيع أن يتجادل مع جدّه في هذا الجانب مُطلقًا!
تحدث: قايل لها من الشروط ما تحمل وانقضت الشرط...ما كان المفروض تنقض الشّرط!

الجد ضرب بعصاته على الأرض: وتروح تطالبها تقتل روح....يا اللي ما تخاف الله.......وتخليها تخاطربنفسها....لدرجة يجي ابوها يصايح علي بانصاف الليول.......حطيتني بموقف يسوّد الوجه.........طيّبت خاطره بكم كلمتين وذلف يدعي عليك.......هذا هو الحين ساكت بس عشان بنته.....يومنها تطيب وتسترد عافيتها....والله أنه بشهّر فيك.....

محمد بدفاع كبير عن نفسه: ماله حق....ويوم إني شرطت عليها الشرط المفروض تكون حريصة عليه وما تخدعني .......واعتبر اللي صار غلطه...وأضمن لك ابوها ما راح يتكلم ابد!

الجد وبدأ الغضب يسيطر على خلايا جسده المخضرمة : بتروح تهدده بعد؟
محمد زفر : استغفرالله...
ثم قال: مو لهدرجة.......بس لا تجلس تحط أهميّة للناس....اهتم لرأيي الحين....واهتم لرأي بنت عمي وبس.....مشاكلي لا تخاف ......لو تجددت بحلها بروحي!

الجد : تهبّى اتركك تحل وتربط على كيفك وتأذي بنات المسلمين.......وزواجك من دانة بيتم.....


محمد أشار لنفسه بغضب ونبرة يجاهد ألا ترتفع: الحين أنت تبي تزوّجني لأنك خايف علي ولا عشان تعاقب دانة؟

الجد ضرب بعصاته على الأرض غاضبًا: لا يرتفع صوتك يا ولد ابوك..........بزوّجك عشان احفظ سمعت عيلة السّامي.......انت بجيب لنا مصايب بتوقّف رزق البنات وهالشي واضح وبنت عمّك بحاجة من يوقفها عند حدها وخليها تترك هالشغلة.....اللي خربت بيني وبين ابوها.....

محمد وكأن فهم الأمر ضحك بسخرية ثم قال: ههههههه اجيب مصايب؟......طيب انا رجّال أشيل عيبي ....ودانة لو تزوجتها حط بعلمك ما بخليها تترك شغلها دام عارفة حدودها واللي تسويه ما هوب عيب....

الجد فتح عيناه على الآخر: تراددني وتعاندني يا حميد.......

محمد بانفعال: جدي اللي تقوله لا يدخل العقل ولا يستوعبه اصلا......حاطني مثل الجدار اللي بيردع دانة من الشغل في المستشفى....وحاطني مثل العذر لهالزواج عشان اخطائي اللي بجيب العار.....وكأني بنت!

الجد نهض وبحزم: العار يجيبه الولد قبل البنت!....وهذاك...جبته ......ابو البنت قلت لك جاني.....وبكرا من بيجيني يشتكي منك وخرّب سمعة السّامي هاااااااااا؟......مو كفاية علي تحملت لملمت سالفة زوجة اخوك....مو كفاية بالع موس وحديد وأرقّع من وراها......وش بقى .....بتجي انت تكمّل علينا الناقص وتخلي اللي ما يشتري يتفرّج يا ولد علي؟

محمد تنفّس بعمق ،من الواضح الجدال مع جدّه لن ينفع بأي شي ولكن اقترب منه : جدّي....اللي سويته لا يجيب العار ولا يمس سمعتنا بكلمة.....اللي سويته بالحلال....ما سويت شي بالحرام.....ومو انا اللي يوطّي روسكم بالارض......واتركنا الحين من سالفة بنت العم ولا تدخّل المواضيع ببعضها......

الجد اشار لرأسه باصبعه المتجعّد بتجاعيد الغضب الشديد على حفيده: لا بدخّل يمكن هالراس يستوعب كلامي.......

محمد لينهي النقاش: جدّي انت مو مستوعب وش تقول اصلًا فكيف انا استوعب....عن اذنك...
ثم خرج، متنرفزًا من الحديث الذي سمعه، جدّه له نظرة غريبة في أمر هذا الزوّاج نظرة متصلة بقصّة ليث ورحيل هذا ما فهمه وهذا ما اشعل النيران في قلبه لذلك.....عزم على الاتصال على اخيه.....بينما تارك وراؤه نيران ملتهبة تريد الإنقضاض عليه ولكن اخرسها بالإستغفار
.
.
.
وفي الغرفة خلف النافذة شهقت بخوف: صارت صارت....طلع محمد....ووجهه معصّب......
عهود وهي تقضم اظافر يدها اليُمنى: الموضوع بيكبر والله...
وصايف بتنهد: جدي مو طبيعي لأصّر على شي يسويه....

كانت ستتحدّث اصايل ولكن سمعت صوت جدتها وهي تقول: وينكم يا بنات تعالوا افطروا معي....وينكم مختفين جعلكم بالصلاح......

اصايل نظرت لهن: قوموا...لا تحسسون جدتي انه نعرف بكل شي....خلونا نقضي هالكم ساعة بهدوء ونطس على بيوتنا....

هيلة نهضت: صدق قوموا...لا تجي الحين تسنّعنا!
.
.
سمع رنين هاتفه وهو يمر أمام بابها ، يمسح على شعره ويضغط بيده اليُسره على رقبته ، الوضع لا يُطمئن هي تُعاند وهو يسحب منها هذا العناد بشكل مخيف ومؤدي لطرق لا ترسي لهم على مبادىء الهدوء...لا يدري لماذا فعل هذا ولكن حقًّا هو يريد أن يكون بجانبها يريد أن يعوضّها يريد أن يحسسها بإهتمامه الذي ترفضه بعينين زائغتين ، تعامله وكأنه غريب، وهو القريب منها كحبل الوريد!
لا يريد أن يدخل عليها الآن ولا يريد أن يراها قبل أن يهدأ ، ذهب لمنادات الممرضة لتدخل لها وبقي في الخارج ينتظر فهو أدرك شيء ربما ردّت فعلها تلك بسبب انحراجها منه فهي لم تراه مُنذ زمن طويل
تأفف ولم يُجيب على المتصل في المرّة الأولى لأنه اطال التفكير
نظر للباب ....وسمع صوتها ولكنتها المتمكّنة من اللغة الانجليزية، فهم رحيل حقًّا ليست كما هي في السابق، عاد الرنين
اجاب حينما نظر لاسم اخيه خشي من أن يكون هُناك أمر مهم : هلا محمد

كان يقود سيارته بجنون وغضب يثيران الشغب في لفظ كلمات قاسية على مسامع اخيه: جدي يبي يجبرني على دانة.....متخيّل الوقاحة اللي وصل فيها؟!

ليث فتح عيناه على الآخر كيف له أن يقول على جدّه وقح بصريح العبارة مشى بخطى سريعة مبتعد فيها عن ضجيج الناس: استح على وجهك ولا عاد تقول على جدي كذا.....

محمد وكأنه يريد ان يُفرغ غضبه في اخيه: بزوّجني وحده كانت محيّره لك........ولا بعد عشان لا اجيب العار......مثل زوجتك!
ليث استشاط غيظًا: شقول انت شتخربط....شارب شي؟......الزم حدّك وكلّمني عدل!

محمد دون مراعاة لأخيه: كلمه يمكن يفهم منك.....اني مستحيل آخذها.......

ليث اغمض عينيه: سكّر ولم تهدأ وتعرف حدودك اتصل علي وفهّمني كل شي...باي....

محمد نظر للهاتف والقاه بجانبه بينما ليث تنهّد بضيق مما سمعه من اخيه اخيه محمد لا يغضب إلا لأمر جدي وصارم في حياته ،لم يفهم شيء منه ولكن فهم جدّه القى بنظره عليه وصبّ جلّا تركيزه في أمر استفزّ اخيه.....
اتصل على فيصل يريد أن يفهم كل شيء، والآخر كان في سيارته ايضًا كان سيذهب إلى زيارة إحدى اصدقاؤه في المستشفى: هلا ليث....

ليث بهدوء: شصاير عندكم ؟.....شسالفة محمد ودانة؟
فيصل عقد حاجبيه: منو قالك؟
ليث مسح على رأسه : مو مهم.....انت قول لي....وش السالفة....
فيصل ابتسم بسخرية: ابد والله جدي نام وجلس وطق بباله يزوّج محمد لدانة....ولا بعد خدعهم وجمعهم عنده واجبرهم على النظرة الشرعية...

ليث فهم الآن سبب عصبيّة اخيه تنهد بضيق : وابوي وش ردت فعله....

فيصل انعطف يسارًا: عمي بو صارم وابوي رافضين .....خاصة اللي سمعت دانة انهارت عند عمي.....بعد اللي سوّاه جدي....

ليث تمتم بالاستغفار ثم قال: محمد شاب ضو.....

فيصل اركن سيارته: من حقّه والله......واذا وافق محمد وتنازل...جدّي ما بوقّف ...بكمل سلسلة الإجبار....علي ...انا...ريان....فهد....والبنات....اصايل وهيلة وحتى عهود و وصايف..
.
انا من دعيت جدّي يتمرد بقبولي لشرطه حتى جعلته يتمرد على محمد في اجباره على دانة يظن محمد يشابهني لذلك اندفع بهذا القرار الخاطىء!

ليث: لا ان شاء الله مو صاير شي......
فيصل بشك: وش قالك محمد........أكيد غلط...عليك....

ليث ابتسم بسخرية: يمون ولد ابوي......يلا ما اطوّل عليك...
فيصل سكت لوهلة ثم قال: باي!
.
.
نظر لفراغ ماضيه، لازال جدّه يظّن رحيل جلبت لهم عارًا لا يُمكن الخلاص منه ، فقد سُجّل في سجلّها الحياتي إنها مجرمة وهذا عار على عائلتهم وإن كان السبب الحقيقي دفاعًا عن نفسها! لم يتقاضى عن الماضي واصبح الحاضر يُرعبه ويجعله يتخبّط في إجبار هذا وذاك في أمور لا يحبذونها ، محمد لا يشبهه ، لن يخضع لأمره كما هو خضع من أجل أن يُلملم أواصل جذور هذه العائلة، وافق دون ان يُنطق كلمة (موافق) مجبورًا لكي يذلل طريق الصّلح بين جدّه وعمّه ، يُريد أن تعود الحياة طبيعية كما كانت قبل ثمان سنوات...ولكن لا يعلّم كل هذه الأمور مبنية على حساب تلك التي بالدّاخل!

صعبة الإقناع والحديث والأخذ والعطاء، عاد لمكانه ووقف أمام الباب، سمع صوتها المرتفع بلكنتها الغريبة وهي تتحدّث وكأنها من السكان المحلي من ولاية ما ساتشوستس، تتحدث سريعًا ، يرتفع صوتها، ينظر للباب ببهوت.......تذكّرها في بداية زواجهما، صوتها لا يرتفع ابدًا مهما فعل....نظرتها لا تعلو على نظرته ولا تقف أمامه بثبات.....كانت تهابه يشعر بذلك كانت لديها افكار بشعة حوله لأنه اعطاها تصريحًا انه شخص بشع بردات فعله، واقواله!

تذكر مواقف عدّة منها حينما خرج من مكتبه بعد مذاكرته الطويلة وسهره لساعات مُتعبة، خرج يُريد لُقمةٍ يسد بِها جوعه
وكانت وقتها أمام التلفاز
تحدث: قومي حطي لي اكل...
اردفت بهدوء وتوتر لامسه من ضمّها ليدها اليمين: ما سويت اكل؟
تحدث بغضب: وليش ان شاء الله؟
نهضت لتبتعد عنه وتكمل على نفس النبرة: لأني مو جوعانة!
اخرسها بصرخة: غببببببببببببببببببببببببببي يوم اخترتك ليتني اخترت دانة كذا ولا كذا هذا انا تزوّجت!
.
.
اغمض عينيه ، لم يختر دانة وقتها لأنها في سن زواج وقبوله لفكرة الزواج لا تعني قبوله التّام في خطبة أي فتاة للإقتران بها بشكل أبدي، فلو وقتها وافق على دانة وهي فتاة في سن زواج ومنه اسمها مقرونًا باسمه لزوجوه في ليلتها ، في ليلة نُطقه بالموافقة!
لذلك اختار رحيل، فتاة الخامسة عشر ظنّ عمرها آنذاك سيكون سببًا في خلاصة من فكرت الزواج ولكن لا يدري أنّ والده كان مصّر على أن يزوّجه لكي لا يعود لغربته وحيدًا ولكي يكف عن جنون افعاله وطيشه! الجميع وافق حتى هي وافقت!
جنّ جنونه ولم يستطع أن يتراجع، وافق وتماشى مع الأمر وتزوّجها!
وماذا حدث؟
اوصلها إلى هذا الحال، وجعلها تخوض تجربة قاسية في السجون دون إرادةً منه!

سمع صرختها ورغبة الشرطيّان بالدخول خوفًا على الممرضة منها فهي بنظرهم مجرمة ، خشي عليها ولكن لم يسبقهما دخلا قبله ....ووقفا على رأسها ...وانقضّا ممسكين باكتافها وهي تتحّرك بعشوائية......والممرضة تطلب منها الهدوء وتعتذر على عدم استطاعتها في تنفيذ ما طلبته منها....

ليث صُعق من المنظر، قُرب الشرطيان منها وامساكها بهذه الطريقة الهمجية ......اشعل في فؤادة شُعلة من الغيرة ومن التخيّل والإسهاب في التوقع انها عاشت أقسى من كل هذا! أبعداها الشرطيان تحت عينيه عجز عن الدفاع عنها مصدوم...من وحشيتهما في سحبها على السرير ....حتى ارتفعت رجلاها من على الأرض وثبّتاها بقوّة ...وقيّدا هذه المرة يديها الاثنتين! اهتّز من الدّاخل..نظر للشرطيان

صرخ عليهما اخيرًا
مترجم: ابتعدوا.......هيّا ابتعدوا....ليس من حقّكما أن تعاملوا مريضة بهذه الطريقة الهمجية .....سارفع بكما قضية لسوء معاملتكما!

لم يعيرانه أي اهتمام فصرخ(مترجم): هل سمعتمااااااااااا.....
ثم نظر للممرضة وهو يخرج بطاقته التي تدّل على انه طبيب رسمي من قبل وزارة الصحّة(مترجم): اجلبي مهدأ الآن.....
ثم نظر للشرطيان وهو يمّد لهما بطاقته: اخرجا الآن.....

الممرضة خرجت والشرطيان خرجا بصمت، بينما رحيل، صرخت : قووووووووووول للحقيرة تنادي الدكتورة....قول لها...........الـ#......الـ###.........الـ####...

شتائم كبيرة ، محظورة على مسامعهم وعلى نُطقها ....تتلفّظ بها بكره ووجه مُشرّب بالغضب....نظر إلى جسدها الضعيف المُرتجف!...وإلى لبسها الذي ارتفع إلى للأعلى..أعلى ركبتيها بقدر كبير!..نظر للفراش....وإلى بقع الدم التي التصقت سريعًا عليه.....نظر لساقيها واستوعب انسياب الدم عليهما يُعني إنها كانت تنزف وهي واقفة وحينما جرّاها الشرطيان على السرير التصقت قطرات الدّم المُنسابة سريعًا على الفراش الأبيض، في الواقع خفق قلبه، اقترب من السرير
وهي كانت مستمرة في الشتم وفي اللّعن ايضًا، تتحرّك بعشوائية تريد التفلّت



 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رحيل، وجدان، ضمير، حب، غموض،
facebook




جديد مواضيع قسم المنتدى العام للقصص والروايات
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:43 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية