كاتب الموضوع :
شتات الكون
المنتدى :
المنتدى العام للقصص والروايات
رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون
Part4
.
.
.
لا تقوى على النوم، بها حديث وثرثرة حُب عميقة ، تُسكر لسانها وتُثقله ومشاعر أخرى تُخرس أحاديثها الباطلة! هل ستمضي هذه المشاعر ، تزول وتنمحي من القلب في عُمر معيّن؟ هل سيعود اتزانها يومًا؟
لا تستطيع ان تُراسله الآن، تحدّثه سرًّا دون ان تُراقب ذاتها دون ان تراقب الله!
تخون نفسها والجميع، أصبحت مقيّدة لهذه المشاعر والأمر بات حلوًا لديها ولا تستطيع ان تنفصل عنه.....
تحدثت تحت صمتهن وهي تحدّق في سقف الغرفة: بنات كيف اعرف اني احب؟
سمعت شهقة من احدهن علامةً للإستنكار لهذا السؤال، كانوا جميعهن مستلقين على الفراش على الأرض متراصيّن بجانب بعضهن البعض
وعلى هذا السؤال جلسن سريعًا
ضربتها احداهن: شالسؤال الغبي
تحدثت الأخرى بسخرية: هالسؤال سأليه لعهود...
حدقّت عهود في عينيها: اصايلوه........وتبن....
وصايف نظرت لهن: ترا جد اسأل ......بس كذا مجرد سؤال....
هيلة اشارت لها بكفيها: أي حيييييييييييييييل مجرّد سؤال واضح.....
اصايل : طالعي بعيني طالعي....اعترفي تحبين؟
عهود بضحكة: هههههههههههههههههه واضح هلوسات ليلية.....
هيلة : بس يقولون الكلام ما بعد اثنعش الليل ...كله صحيح ...مثل السكران لشرب خمر...وصار يفضفض.....
أصايل ضربتها على ظهرها: تشبيهاتك وقحة.....
ضحكت عهود: هههههههههههههه من يومها...
وصايف : افففففففففففف الشرهة علي اللي ابي احرك هالسكون والملل....
.
.
سحبت اللّحاف لتغطّي بها وجهها وهي تزفر: خلاص .......خمدوا....لا تجاوبون....
سحبت أصايل من على وجهها اللحاف: لالا....قومي...
هيلة تربعت أمامها وهي تقول: خليني ابدأ لك بفلسفتي....
ضربت عهود جبهتها: على كذا ما بيجي دورنا...
ثم قهقهت: هههههههههههههههههه بالله تكلمي عاد انا ابي انام كود انام على فلسفتك البايخة...
هيلة عبست بوجهها ثم نظرت لوصايف التي جلست "متربعة": ما عليك منهم سمعي...احم احم.....الحُب ....شيء عظيم......ولا هو عيب ولا حرام....
ضربت أصايل على صدرها: أي شجعيها شجعيها يا بقرتنا....
عهود : هههههههههههههه لا عاد اصايل الصدق الحب لا هو عيب ولا حرام بس مجتمعنا ما يتقبل مثل كذا علاقات....
اصايل بحدّه: اكيد ما بيتقبل ...ودينا الحنيف حرّم العلاقات المحرمة...
ضربتها سريعًا هيلة على ظهرها : خليني اكمل وأوضح لك فلسفتي يا مستعجلة...
ثم نظرت لوصايف التي تتبسم لهيلة: شوفي...الحُب الشريف العفيف....اللي طريقة مؤدي للزواج......ما فيه شي....بس حُب يؤدي إلى ضياع شرف البنت.....
اصايل بسخرية: لاحظوا كيف تنطق يؤدي....
عهود وضعت رأسها على فخذ اصايل: عايشة الدور...ههههههههههههه...
هيلة تستل نفسها عميقًا وهي مغمضة لعينيها: وربي بذبحكم خلوني اكمل....
عهود: كملي كملي.....
وصايف: جد عاد خلوها تقول اللي عندها....
هيلة : الحب اللي يوديك في داهية هذا مو حب صادق وهذا حُب شهوة لا يودي ولا يجيب.....ما منه فايدة ...غير الضياع والفضايح!
وصايف عقدت حاجبيها: طيب كيف اعرف انه حُب صادق...
أصايل تدخلت سريعًا هُنا: لم اللي يحبك يتقدم لك على طول...ما يلعب بذيله من خلف الكواليس...
ضحكت هنا عهود: ههههههههههههههههههههه اوه اوه انتقلت عدوة الفلسفة...
ضربتها أصايل على جبهتها وهي تضحك: هههههههههههه والله ما قلت شي فيه فلسفة..
هيلة تؤكد: كلام اصايلوه صح.......يعني اللي يسوون علاقات محرمة مثل اللي تكلمه بالخفا ...او تطلع معه......بدون حلف هذا ناوي عليها ....يعني راسي على شر يأخذ منها اللي يبي...ويتوكل...
عهود قاطعتها بصوت شبه مرتفع: بس اللي والله يقول احبها.....ويجي يخطبها هذا ما بشوفينه الا في الاحلام يا وصايف ههههههههههههههههههههه....
وصايف سكتت هنا بحيرة
بينما أصايل نظرة لها : وصايف....انتبهي توقعين في الفخ.......وربي جدي واخوانك يعلقونك على باب بيتهم جثّة......
هيلة وهي تستلقي: وانا قول كذا بعد..
وصايف وكأنها بدأت تخاف من الأمر نظرت لها: مجنونة انا....اسوي كذا....بس سألت وانتوا عاد لعبتكم الشك والظنون....
عهود بجدية: طيب الحين انطموا وناموا عشان صدق نجلس نسوي فطور ونفطر مع جدتي....
هيلة : صدق ناموا.....
أصايل نهضت لتخفف اضاء الغرفة: هدوء يا بنات...
وصايف استلقت: تصبحون على خير....
ردوا عليها ولكن لم تسمعهن، بقيت في قاع الظلام تفكّر بحديثهن...وشعرت هنا بالخوف القليل من كشف أمرها
!
.
.
.
استيقظت من نومها على وقتها الذي لم يتغيّر أبدًا ، جلست على صوت المنبّه لتنهض بتكاسل ناتج عن تعب جسدها وبكاؤها في الأمس! دخلت الخلاء، توضأت ثم افترشت سجادتها لتُشرع في الصلاة
وبعدما انهت صلاتها قرأت وردها ثم، عادت تستلقي على السرير ولكن تعلم أنها لن تعود للنوم....اخذت تحدّق في السقف تحرّك قدم رجليها يمينًا ويسارًا كالبندول، تشعر بالصداع يُلزمها ان تشرب قهوتها قبل بدأ يومها وإلا سيسوء مزاجها اكثر.....بقيت على هذا الحال إلى وقت الشروق....ثم نهضت ...وخرجت من غرفتها.....الهدوء في هذا الوقت يأخذ مكانًا في أركان المنزل .....مسحت على شعرها....ثم ذهبت بعد نزولها إلى المطبخ لتغلي الماء من أجل عمل قهوتها العربية
وهي على هذه الأثناء دخل والدها وهو يقول: صباح الخير ....
التفت عليه وهي تبتسم : صباحك ورد وياسمين يا الغالي....
ابتسم لها على مضض هنا ثم اقترب منها وقال: دانة ...يبه.......تعالي الصالة ....بعد ما تسوين القهوة....
ابتسمت له بهدوء وفي رأسها قلق كبير: ان شاء الله....
خرج، وهي بقيت واقفة....تنظر للدلة بشرود.....اغلقت غاز الفرن.....ثم سكبت قهوتها في الدلة....اخذت سريعًا كوب ......املأت جزء منه...ثم شربته في دفعة واحدهّ!
شعرت بإحتراق لسانها ولكن وضعت الكوب على طاولة الطعام ثم خرجت.....دون إكتراث!
بينما والدها كان جالسًا ينتظرها ما إن اقبلت حتّى رفع رأسه ونظر لها ، حقيقةً بدأت تخاف من أنّ هناك أمر سيء قد حدث وسيُناقشها فيه.
جلست بالقرب منه : آمرني...
رفع رأسه ونظر لوجهها: ما يامر عليك ظالم
ثم قال: دانة....
نظرت إليه ليُكمل: جدك أمس سأل عنك....
فهمت الآن سيحدّثها عن عدم مجيئها في منزل جدها تحدثت بهدوء: يبه كنت تعبانة عشان كذا ما رحت....
تحدث أبو صارم بلا مقدمات: يا بوك عارف أنك ما رحتي عشان جدك وجدتك....بس جدك ملزّم يلتقي فيك......ولا تنسين يا دانة صلة الرحم واجبة .....ومهما صار ذول اهلك....
دانة وبدأت تغلي من الداخل ماذا يريد منها جدها؟ تشعر انّ هناك امر وراء طلبه لرؤيتها
قالت: طيب ....لرجعت بروح له.....
حكّ انفه: متى دوامك...
تحدثت بهدوء: سبع ونص...
نظر لساعته وكانت تشير الى الخامسة والنصف فقال: روحي له....الحين هو اتصل علي....يبيك.....اطلعي لهم من الباب الخلفي.....
تنهدّت هنا وتشعر انّها في مصيدة جديدة لا تستطع التخلّص منها، نهضت قبلّت رأسه لا تستطيع ان ترفض له طلبًا: طيب عن اذنك....
.
.
ثم مشت وفي قلبها وجع من ذكريات المواقف التي حدثت بينها وبين جدها وجدتها...لن ترتدي العباءة ولا حتى الحجاب...ستذهب لهم ببجامتها الكئيبة ككآبة ما تشعر به.......خرجت إلى (حوش المنزل) واتجهت إلى الجهة اليسرى ....للجهة التي تؤدي بها إلى الباب والذي يؤدي بدوره بها إلى منزل جدها ...تنهدت كثيرًا ....لا تريد أن تكرهه من أجل أمر جديد.....لا تريد قلق جديد....وقفت أمام الباب...لوهلة شعرت بالتراجع....ولكن ....اغمضت عينيها...لتستمد طاقة ضئُلت بداخلها.....ثم فتحته......ودخلت برجلها اليسرى......واقفلت ورائها الباب.....نظرت إلى الأرجاء........وقعت عينيها على النخلتين الجانبتين للجدار الذي عن يمينها...ونظرت إلى حوض المشموم التي تهتم بهِ جدتها شخصيًا......تنهدت....لم يتغيّر شيء ..سوى قطعت الحشائش الصناعية التي افترشوها على بقعة الأرض الواسعة......مشت......تعلم جدّها وربما جدتها ايضًا ينتظراها في المجلس الرجالي....مشت...وهي تفرّك بكف يديها بقوة........تتنفس بعمق ...تريد أن تهدّا من اضطرابات قلبها......وصلت إلى باب المجلس...رفعت يدها لتطرقه بخفة قبل أن تدخل....ولكن شعرت برغبتها في البكاء .....كتمت هذه الرغبة خلف أسوار ربيع الأزهار التي تتحرّك يمينًا ويسارًا مع هبّات الهواء المائلة للدف .....ازدردت ريقها ....ثم طرقته وهي تشد على بجامتها.....
اتاها صوته الغليظ: ادخل......
فتحت ردهة المجلس ببطء...اخذ صدرها يغرق ويطفو....بقلق....وضعت قدم رجلها اليُمنى على العَتبة......ثم دخلت للداخل....وقعت عينيها على جدها.......ازدرد ريقها....على قوله: دخلي يا دانة....
دخلت وهي تشعر بثقل وتخدر جسدها تهابه، تخاف من صراخه ومن نظرته الحادة اذا غضب لا تريد الجلوس معه تعلم سيوجعها على مبادئ الخوف عليها وانه اعلم بمصلحتها كما فعل قبل سنوات حينما أرادت تخصصها المكروه لديه....
وصلت اليه انحنت لتقبل رأسه ويده وهي تقول: اخبارك يا جدي؟
خرجت هذه الجملة بثقل وصوت مهتز...
هز رأسه: اخباري تسرك اجلسي...
جلست عن يمينه ثم نظر إليها بهدوء: اخبارك؟
دانة هزّت رأسها وهي تفرّك بيديها: بخير......
جدها نظر إليها ثم قال: اسمعيني يا دانة......انا ما نيب راضي على قطاعتك لنا....
هل نسى انه طردها يومًا وأخبر الجميع انه لا يريد رؤيتها هي لم تقاطعه هو من أجبرها على هذا دون ان يحس!
اكمل: مهما كان انا جدّك ....مجبروه على صلتي يا دانة....وانتي لا تسألين لا باتصال ولا بزيارة........
هل يُناقض نفسه الآن ماذا يقول هذا العجوز؟
نظرت إليه لتقول: بس انت ما تبين...
الجد قاطعها: لو انك جايتني ما سكرت الباب بوجهك......لو انك طحتي على راسي تعتذرين.....ما كان رديتك .....يا دانة......
تعتذر؟ من اجل ماذا يا تُرى...
ثم حاولت ان تسيطر على أركان توترها: جدي اذا جايبني عشان موضوع التخصص.....وشغلي....فاسمحلي من الحين.....الزم ما علي صحتك ولا ابيك تنفعل....ولا ابي اضايقك......
.
.
ولا تريد ان تُضايق روحها، ولا تريد استذكار ما حدث من قبل....قاطعها هُنا وهو يقول: لالا...على هونك الحكي اللي بقوله ما هوب عن تخصصك الأغبر......بنرضي فيه.....من يوم ورايح.......عشان ابوك يا دانة...
سكتت
وهو اخذ يرمي قنبلته سريعًا
.
.
وعلى هذه الأثناء هو ايضًا دخل بمفتاحه الخاص لمنزل جده،،تعجّب من اتصاله وَطلبه بالمجيء إليه الآن في هذا الوقت خشي من انّ مكروه قد أصابه، ولكن صوته كان يبدو بخير وأمره عندما يأتي يجيء مباشرةً إلى المجلس الرجالي، لم يُخبر والده ولا حتى أخيه لكي لا يُثير الفزع في قلوبهما....ولكن جدّه اثار الفزع في قلبه.....ارتدى سريعًا ثوبه المنزلي (وهو عبارة عن ثوب رجالي نص كم بلونه البني)......كانت خطواته سريعة في التقدم.....خائف على جدّه.......تمتم بالإستغفار ليطرد تلك الأفكار التي تعْبث بدواخل اطمِئنانهُ....مشى بِخُطى متسارعة متجهًا للمجلس...حاسمًا أمر خوفه!
.
.
.
بينما جدّه قال: بكلمك عن موضوع الزواج...
دانة وقع قلبها في الأرض: ايش؟
الجد بحده ولكي لا يدع لها أمرًا في الحديث: على ولد عمّك محمد ......
دانة وقفت هُنا وهي ترتجف وتقول: بس انا مو موافقة.....
الجد بحدة: وانا جبتك هنا لأني عارف هالرد......اشوفك قمتي تتعدين الحدود كثير...وعارف الأغبر ابوك...ما راح يسمع لي...وبيسمع لك......بس خلاص.... عنّاد يا دانة...دراسة ودرستي....وشغل واشتغلتي وانا بالع الموس وواقف بحلقي.....بس مسألة الزواج انا اللي بدخّل فيها....عمرك وصل ستة وعشرين سنه........والعمر يمضي...وودي افرح فيك...واشوف منك أحفادي!
دانة دارت الدنيا واظلمت في عينيها يُعني أنه سيُحسم الأمر تحدثت وهي تشير له: ما فيه شي بالإجبار يا جدي...انا الحين ما ابي العرس همي شغلي......و
الجد تحدث مقاطعًا إيّاها: أقول اقطعي الححكي....و...
.
.
وفجأة انفتح الباب ودخل محمد الذي سقطت عيناه عليها سريعًا، توتر ثم ارتد للوراء مرتبكًا...
وكاد يغلقه ولكن جدّه قال: اددددددددددددددخل يا محمد....
.
.
فتحت عيناها على الآخر فهمت فخ جدّها الآن، فهمت ما يريده منها بهذا الوقت.....تجمّدت في مكانها....شبّكت أصابع يديها ببعضها البعض وبدأت تفركهما مع ارتفاع وانخفاض ضغطها بشكل مخيف ....قالت له
وهي تزفر النفس بثقل: جدي..
كرر الجد قوله: محمد قلت لكككككككك ادخل...
هل فقد عقله جدّه ليطلبه بالدخول وابنت عمّه واقفة هّناك ببجامتها؟ شعر بالتوتر .....ثم قال: جدي...انا جايك بعد اشوي بس ....أعطي مجال لبنت العم تدخل داخل....
دانة واقفة كالصّنم تحدّق في جدها وتيقّنت بظنونه التي يراها خيرًا لها......لم تعد قادرة على الوقوف مطوّلًا وبدأ نفسها يضيق
والجد هنا ضرب بعصاته على الأرض ليصدر صوتها متحزمًا بغضبه: قللللللللت لك ادخل!
اغمض عَينيه محمد غاضبًا من جدّه لا يدري ماذا يريد وكيف يدخل هل اخته أصايل أو هيلة من وقفت امامه؟ ولم يلحظ ذلك
ولكن الشّعر الطويل يبرهن له أنها لم تكن من إحداهما...فتحه ببطء وبدأ قلبه يخفق
نهض هنا الجد وسمع همس دانة: جدي تكفى....
ولكن لم يُعيرها أي اهتمام كانت واقفة تشد على أطراف قدميها ويديها تنظر له برجاء واحراج من موقفه هو يريد أن يراها محمد الآن على مبدأ
"النظرة الشرعية"
هل محمد يعلم بنوايا جدّه أم هما الاثنان خططا للأمر
وقف محمد بجانب الباب وهو مطأطأ برأسه ولم يدخل بعد
قال: جدي متأكد ادخل؟
الجد هنا مشى ببطء ومسك قبضة الباب وسحبه ونظر لحفيده وهو يقول :ادخل ....
دخل محمد مجبورًا وأعطى ظهره لأبنت عمه وهنا دانة لم تتحمل وضعت يدها على فمها وبكت بلا صوت
تحدث الجد: اسمعني يا محمد انت الحين على وجه زواج....واللي بعمرك ....اعرسوا وعيّلوا.......وما اشوف في سبب.....لعدم زواجك يا وليدي......عشان كذا....انا خطبت لك بنت عمّك دانة....
فُجع قلب محمد، خطبها؟ متى وكيف
تحدث: كككككيف جدي؟
الجد يتحدث وكأن محمد موافق على الأمر: ابوك ما راح يقول لا.......وانا ابي اشوفك معرس...حالك حال اخوك ليث.....
محمد بتلعثم: ججججدي... انا مااا نيب مستعد للزواج.......واذا تبي تفرح وزوّج احفادك زوّج فهد ولاريان هم اكبر مني!
الجد ربت على كتفه: وانت الأجدر منهم بالمسؤولية ان شاء الله....
ثم قال: اجمعتكم انت وهي بذا الوقت عشان الشوفة الشرعية.
نزلت دموعها على خديها بلا توقف ، لا تدري كيف ينظر إلى الأمر ببساطة، هل يريد الانتقام بهذا الشكل لأنها خالفته في إحدى السنوات الماضية؟ هل يريد أن يقتلها أكثر من ذي قبل، أدارت عينيها في الفراغ.....وهي تكتم شهقاتها بصعوبة!
تسمع محمد غاضبًا ومنفعلًا يقول: جدي هالمواضيع ما تجي على الكيف.....وبلا تخطيط.....جدي انت ما كلمتني من قبل...عشان تحطني بالصورة......انتي جالس تجبرني.....
الجد بحده: وش فيها بنت عمّك عشان ترفضها؟
مازال محمد مولّي بظهره وهي واقفة خلفه على بعد سنتيمترات: بنت عمي على عيني وعلى راسي.....بس انا ما بي العرس بكبره...
نطقت اخيرًا هنا....وصوتها يرتجف: ولا انا....
الجد ليحسم الأمر : اسمعوني زين......بتزوجون يعني بتزوجون.....اسمعني يا محمد....انا عارف بالبلا اللي تسويه ......زواج مسيار ما مسيار من ورانا......العلم جاني...ولانيب غشيم....
التفت على جدّه سريعًا هنا، التماس كهربائي مسكه من طرف أقدام رجليه حتى رأسه ، شعر وكأنها متعري من ملابسه أمام جده
كيف علم؟
الجد بحزم: لا تناظرني كذا ولا تنكر...
وبصرخة: قبل ثلاث شهور.......ابو من هاللي متزوجهم بالخش جاني لعند بابي يشتكي...يا حْميد...
اكمل: ويطلبني ادخّل بالموضوع ....واخليك تعلن زواجها.....
شعر بالحرج والتعرّق وتسللت نظراته إلى تلك الواقفة بجسدها الذي يهتز لينم عن صدمتها في وضوح هذا الصباح الباكر
تحدث جدّه: دام هذي سوالفك....تحمّل......أجل تزوّج مسيار.....تاخذ وتطلق........وتخلي سيرتنا على كل لسان......انا بحقق رغبتك..وبزوجك....
محمد بلل شفتيه واغمض عينيه لثانية: جدي الأمور ما تمشي بالإجبار......طيب يمكن انا ابي اخذ من برا العيلة....
شعرت بالرخص هنا دانة وبالرفض لكيانها تمامًا كما رفضها ليث في السابق تشعر انها تلفظ آخر الأنفاس ، ذلّها جدها ذلها وكثيرًا
تحدث الجد: وحنا ما نبي نزوّجك من برا......الأَولى تأخذ من بنات عمّك.......
محمد مسح على وجهه: جدي....
رفع سبابته أمام وجهه: بتوافق ولا والله ما يردني غير أبوك واعلمه بسواد وجهك ببنات الناس....
اخرسه وأوقعه في الفخ.....
ثم سمع صوت دانة تبكي تقول: جدي بروح بيتنا...وزواج ما نيب مزوّجه......
وتحرّكت وهي تنظر للأرض عازمة على الخروج ولكن اعترض طريقها الجد: مانتي برايحة بيت اهلك......وزواج من محمد بتزوجين.......
بكت بصوت مسموع وهي تخبأ وجهها بكفيها
ثم نظر الجد لها بغضب: اظن حطيتكم في الصورة الحين .....وبكرا بقول لأبوك انك موافقة ..
ثم نظر إلى ابنه: وانت بقول لبوك كلمتني عشان اخطبها لك.....
دانة لم تتحمّل انزلقت من أمام جدها سريعًا ومشت بلا هُدى وبلا عقل لناحية الباب وضرب كتفها اليمين بكتف محمد .....شدّت انتباهه على طريقة ركضها وشهقاتها المتتالية ....كانت تركض وتبكي وترتجف في آن واحد......نظر إلى جدّه وهو يقول
: جدي لا هي ولا انا موافقين على هالزواج........عن اذنك...
ثم خرج
على صوت جده وهو يصرخ: لا ما هو على كيفك ولا على كيفها.....بتزوجون......دام راسي يشم الهواء....
.
.
محمد خرج دون ان يلتفت وراؤه ،شعر بقساوة جدّه على دانة كثيرًا منظرها وهي تخرج مكسورة كسر بداخله اشياء كثيرة مهما كان وحصل فهي ابنت عمّه لا يرضى على إذلالها وجدّه فعل ذلك ببساطة سيحدّث والده عن نوايا جدّه قبل ان يوقع به وبتلك المسكينة في فراغ قراراته القاهرة
.
.
.
بينما دانة دخلت المنزل وصوتها لم تعد قادرة على التحكّم به كانت تصرخ لم تكن تبكي فقط، هي تبكي قهرًا وحُزنًا على حالها الذي وصلت إليه جدّها باسلوبه هذا جعلها تشعر بالرّخص أجل؟ كما أنه
أهانها ....أمام ابن عمّها على مبادىء لا تعترف بها اصلًا ....هل فقد عقله؟
دخلت إلى الصالة وهي تشهق....ووالدها كان موجودًا.......وجهها احمر ....دموعها لم تتوقف ومستمرة في الإنزلاق على خدّيها ....اخافت والدها على منظرها هذا ...نهض واتجّه ناحيتها
: يبه دانة وشفيك؟....وش صاير؟
بكت وهي تقترب منه وكأنها تريد جدار حماية تحتمي به من قوانين وقرارات جدّها الذي لم يأبى لا بمشاعرها ولا برغباتها وقراراتها ......تشبّثت به ثم شهقت...
حتى به قال: على هونك يبه.....
طبطب على ظهرها: ذكري الله اهدي....وقولي لي وش صاير؟
حاولت ان تنطق حرف واحد...وتخبره عمّ حصل ولكن عجزت
وبكت كثيرًا ، حتى احتضنها ....وشعر برجفة جسدها كلّه....خاف عليها وعلى هذه الاثناء .....نزلت والدتها ونظرت إليها وخافت...
اقتربت منها وهي تلطم على صدرها: يمه دانة وش فيك؟
نظر إليها زوجها: روحي جيبي لها ماي.....
دانة غاصت في احضان والدها تبكي بلا توقف...مصدومة من موقفها كيف يُدخل عليها محمد...كيف يخطط وينفذ.....ويتيقّن بخضوعهما له كيف؟
اخذ ابا صارم يطبطب على ظهرها ويمسح على شعرها وهو يقرأ عليها ما تيسّر من القرآن.
اخذت تهتز ببكاء موجع، فخشي عليها والدها من ان تتعاكس للوراء أتت والدتها
: شفيها؟
سحب الكأس من يدها واخذه: يبه دانة شربي....
هزت رأسها بلا
فقال: شصار؟.....شقال لك جدك؟
فهمت والدتها الأمر وضربت بكفيها دلالةً على الرفض لذهابها إليه
فقالت: ياربي....
رمقها زوجها بنظرات ثم قال: دانة..
سمع صوت انينها.....ورجفتها تزداد ....شد عليها اكثر
فرتّل بصوته: اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ*لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ*اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
نفث عليها وارشح وجهها بالماء وجلست والدتها بالقرب منها واخذت تطبطب عليها.....
بينما هي اخذت تهدّا قليلًا ....ولكن صوت شهقاتها ما بين الفينة والاخرى يخرج بشكل مؤلم
تساءلت والدتها: يمه شقال لك جدّك؟
والدها شعر انّ الوقت ليس مناسبًا للحديث لذلك قال: تكّلم بعدين....
واكمل رقيته الشرعية بهدوء وهو يشد عليها بيدينه حانيتين.
.
.
.
.
دخل ونظر إلى والده الجالس في صالة منزلهم وقُباله والدته ، إلى الآن لم يخرج من معمعة اللاتصديق والتصديق لِم فعله جدّه ....تقدم لناحيتهما وفي نيّته إخبار والده بما حصل، فمن المستحيل أن يخضع لمثل هذا القرار المصيري
ولكن سبقوه حينما نظروا إليه وقالوا : محمد .....وين كنت؟
تحدثت والدته: طالع بدري؟
تحدث وهي يبتلع ريقه: جدي اتصل علي وطلبني ورحت له....
تحدث ابا ليث بخوف بعد أن نهض كالمقروص من مكانه: ليش ابوي فيه شي؟
محمد حرّك رأسه بلا وهو مصعوق من تخطيط جدّه على هذا الأمر وخداعه في طلبه بالمجيء مستعجلًا من أجل رؤية دانة ......مسح على رأسه، اخذ يحدّق في والدَه
فقالت والدته: يمه محمد تكلم....شفيك ابوك يسألك....
محمد نظر إليها: هاا؟
اقترب منه تحدث بحدّه: علامك فاهي؟.....وش فيه ابوي....
محمد اخيرا تمالك نفسه: جدي طلبني اروح له....وخدعني.....وخدع دانة بنت عمي....
ابا ليث بعدم فهم: وش تخربط؟
ام ليث: ولد تكلم مثل الناس وش تقول؟
محمد امتص غضبه بشدّه على قبضة يده: جدي جمعنا في المجلس بدون لا ندري عشان الشوفة الشرعية.....ودانة انهارت تبكي...وانا طلعت.....
شهقت والدته هنا : هأأأأأأأأأأأ......من جدّك محمد؟...جدّك سوا كذا؟!
ابا ليث : اللي تقوله صدق؟
محمد خرج من هدوءه: اي صدق جدي.....يبي يزوجنا غصب...وماسكني تهديد اذا ما وافقت بعلمك اني ازوّج بالسر....
شهقت من جديد والدته واهتز جفنها
ابا ليث فتح عينيه على الآخر: مزوّج بالسسسر....
محمد : ما اظن سويت شي حرام...بس الحرام اللي جالس يسويه جدي فيني وفي دانة.........وصّل له اني مستحيل أوافق.....واتصل على عمي تطمن على دانة...عن اذنك...
ثم غاب عن انظارهما.......ومازالت والدته مصعوقة من الأمرين .....نظرت لزوجها وادركت انه لم يكن اقل صدمة منها....
: بو ليث!
ابا ليث تحدث بغضب شاتمًا ابنه على فعلته.......ثم قال: حسبي الله ونعم الوكيل....كل يوم تطلع لنا بشي يا يبه كل يوم.....عطيني جوالي.....
ام ليث هزّت رأسها وهي منصدمة: بروح اجيبه لك..
.
.
بينما محمد صعد على عتبات الدرّج وهو يتأفأف وخرج من قوقعة صدمته بالسب والشتم، توجّه لغرفته وفتح الباب بقوة واغلقه كما فتحه وصدر صوته ضجيج في المنزل
وقعت عَيناه على فيصل اخيه فتحدث: شعندك جالس بغرفتي؟
فيصل وهو يحدّق في جهازه المحمول: وصلت لمعلومة حقيييييييييرة عن أخوك!
حقًّا هو ليس بمزاج عالٍ ، وحديث فيصل عن ليث زاد من غضبه : انت ما تستحي على وجهك شالكلام؟.......وأي معلومة....ياخي انشغل بنفسك........
فيصل نهض وغمز له بعبث: روح قوله هالحكي.....دامه خذ المخطط...حطيته ببالي.....وتراني مواصل بس عشان ......اجيب أجله.....
محمد مسح على رأسه عدّت مرات ثم قال: انت متأكد تكلّم عن اخوك ولا عدوّك؟
ضحك الآخر: ههههههههههههههههه
محمد جلس على طرف سريره: انقلع تراني مو فايق لك ولخبالك.....خذ عفشك واطلع.....كفاية اللي سواه جدي...ابي ارتاح....
ما زال ينظر لشاشته ولكن قام بتغيير موقعه وجلس على مكتب محمد المصغّر: وش مسوي جدي بعد؟
محمد رمى نفسه على السرير: ناوي يزوّجني دانة بنت عمي.....غصبن عني...
فيصل نظر لأخيه ثم قال: والله جدي كل يوم يصدمني من تفكيره كيف يخطبها لك وهي كانت المفروض لليث...
جلس محمد واخذ يتحدث بحرقة: مو هنا المشكلة.....المشكلة ......اللي سواه قبل أشوي جايبها وجايبني وخادعنا وجامعنا بالمجلس....يعني مسوي فيها شوفة شرعية.....
فيصل بصدمة: مو من جدك!!!!
محمد حرّك يده: مع الاسف....احرجني واحرج دانة....وجلس يهدد فيني يعلّم ابوي عن زواجاتي اللي بالسر....
فيصل ضحك هنا، ثم غمز لأخيه: شصار على حمل آخر وحده؟
نهض سريعًا ووقف قُبالة أخيه وبشك: انت تفتّش من وراي؟
فيصل ابتسم له ثم نهض: لا ....بس انت واخوك تفضحون نفسكم بمكالماتكم اللى يسمعها سابع جار بآخر الليل......وادري انّك خليتها تجهض من ورا خشمـ....
لم يدعه يُكمل الحديث كمم فم اخيه: جب قصّر حسك....وانا بطلّت ازوّج من بعد اللي صار....
فيصل بلا مبالاة: احسن ....ثم
وبلا مقدمات لف الجهاز على اخيه وهو يردف: عمايل اخوك السودة....اخيرًا قدرت اخترق حساباته....
فتح محمد عينيه على الآخر وشعر بالقشعريرة، واحتقن وجهه بالحُمرة وبدأ حقًّا يخاف من اخيه فيصل حينما يحقد لا يُدرك ما يفعله، ابعد الجهاز عنه وصرخ
: وشو هذا؟
فيصل : سواد وجه اخوك بامريكا....قبل اظن تسع سنين ...
محمد بغضب: اي....وبعدين؟....وش بسوي يعني....
فيصل نهض: سهله بوريهم ابوي....
شد سريعًا على معصم يده: هالصورة سوت لنا بلبلة زمان يا فيصل...وهي سبب زواج ليث.....فلا تفكر تفتّح جروح قديمة.........
فيصل وبدأت علامات الإستغراب تطغي على وجهه: يعني ابوي يدري بهالأمور؟
مسح محمد على وجهه عدّت مرات دار حول نفسه كيف اخيه لم يمسح هذا الماضي المُغبث كيف؟ تحدث بغضب: اي......اخوك من تزوّج عقل.....لا تقعد تنبّش من وراه وفي ماضيه.....
فيصل بشك: عشان كذا ابوي اجبره على رحيل...
محمد وبدأت الأمور تتضارب بداخله يخشى من انّ ليث حقًّا لم يتوب عن هذه الأمور: ماحد جبره ....ليش تحسسني مو عايش هالأحداث معنا...
فيصل غضب من نفسه لماذا لا يعرف بهذه الأمور حقًّا؟ ولكن ربما كان مشغولًا بهمومه وبمشاعره المتخبطه آنذاك!
فقال: لأني وقتها صدق مو عايش عشان أعرف سالفة هذا وذاك....
محمد : والحين اذا عرفت وش بصير....
فيصل مسح على رأسه : ولا شي.
محمد بجدية: اسمع فيصل....اللي ناوي تسويه بفيصل ....ترا مردوده بيرجع عليك......بالموت ابوي نسى هالسالفة......وليث مانجبر على الزواج...هو اختار رحيل......بنفسه....ورفض دانة...ومن حقه انه يختار اللي يبيها..هالصورة هذي.....بسنة يمكن 2011.....ولد جارنا المرحوم سعد اذا تذكره كان مبتعث وبنفس دفعة اخوك....جا ووراها جدي وابوي......والدنيا قامت ولا قعدت.......وصار الكل يكلّم عليه وقتها انه راعي بنات......وسكر..وابوي تعب..وقال له ما ترجع امريكا إلا وانت مزوّج ولّا انسى تكمّل دراسة........فانسى تفتّح هالجروح مرة ثانية.....
وكأنه بدأ يعي ما سيفعله تنهد ثم قال بحزم: تراه مزوّجها صار له ثلاث سنين......واسمها أمل!
محمد تجمّد في مكانه: متأكد؟
فيصل اغلق اللاب توب ثم حمله: والله....
محمد مسح على رأسه: كيف عرفت؟
فيصل بدأ يحتار من حياة اخيه ليث : اسمع الله حق انا اتصنّت عليه لجا يكلّم جواله ....ومرا دخلت غرفته ابي شاحن.....وشفت عقد زواجه......وسمعت تلاطيش...وفهمت يكلّم وحده اسمها أمل....ونفسه هو اللي قريته........واخوك ما شاء الله ذال امها بكل مكالمة يعايرها بالماضي....والحين فهمت هالسالفة.....
محمد ضربه على طرف كتفه: تصنّت علينا يا كلب؟
فيصل وكأنه يبرر فعلته: من دافع الفضول......عرفت مصايب ......وعرفت هو سبب سجن رحيل....بعد!
|