كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
سلاسل روايات مصرية للجيب
رد: الوداع _ قصة رومانسية قصيرة
كانت خصلات شعره ملتصقة بجبينه كما لو أنه قد انتهى من الاستحمام على التو ..
وحاولت أن تبتسم ..
أن تهتف بدهشة لعودته ..
ولكن لسانها كان ثقيلاً ..
وجسدها كان أثقل ..
بدت كما لو أن طناً من الفولاذ يجثم على أنفاسها ..
ولم تملك سوى التطلع إليه ..
وفتح هو شفتيه , وقال بصوت عميق :
- أحبك يا هدى ..
اختلج قلبها فى قوة ..
لقد نطقها ..
نطقها أخيراً ..
نطق كلمة الحب ..
اغرورقت عيناها بدموع السعادة , وهى تتطلع إليه , فاستطرد فى حب وحنان ..
- لا تبكى يا هدى .. لا تبكى أبداً .. دموعك تؤلمنى .. لا تبكى ..
وفجأة ارتفع رنين الهاتف المجاور لفراشها ..
واختفى عادل ..
حدقت أمامها فى دهشة , وأيقنت من أنها كانت تعيش حلماً جميلاً وهى تلتقط سماعة الهاتف وتقول فى صوت متناوم :
- من ؟
أتاها صوت يقول فى حزن :
- هدى .. لقد سقطت طائرة عادل فى المحيط .. سقطت وغرق كل ركابها يا هدى ..
خيل إليها أن قلبها قد توقف عن النبض , واتسعت عيناها فى ذعر وذهول , وتجمهت فيهما دمعة هائلة , اختفت بين جفنيها , كما اختنقت تلك الصرخة فى حلقها ..
سقطت الطائرة ؟! ..
غرق كل ركابها ؟! ..
وفجأة وقع بصرها على بقعة المياه , التى تبلل أرضية الحجرة , إلى جوار فراشها تماماً ..
بالتحديد عند النقطة التى كان يقف فيها عادل منذ لحظات , بخصلات شعره الملتصقة بجبينه ..
وفى بطء أعادت هدى سماعة الهاتف ..
وبسرعة جفت تلك الدمعة فى عينيها ..
إن دموعها تؤلمه ..
هو نفسه أخبرها ذلك , مع كلمات حبه ..
فى لحظة الوداع ..
|