لمست باتريشيا الجلد البيج الذي يكسو المقاعد ثم ادارت رأسها إلى سائقها الجذاب وهي تتساءل إنه اصبح من الصعب عليها شيئاً فشيئاً الاحتفاظ برباطة جأشها.
بينما السيارة تنساب في هدوء فوق الطريق السريع لسانتا مونيكا وضع جيف كفه فوق كف باتريشيا. تضايقت من الرجفة السعيدة التي احست بها وادركت ان عليها ان تخوض أكثر من معركة مع جيف . رغبت في ان تكسر حدة توترها فسحبت يدها وقالت له وهي تتصنع عدم الاكتراث:
- لقد فهمت انك تلعب التنس.
- لقد كنت موهوباً فيما قبل, لماذا ؟ هل تلعبينه ايضا؟
- احياناً ولكن ليس لدي الوقت الكافي للتدريب منذ تركت فريق جامعة لوس انجلوس.ريحانة
تساءلت في نفسها : لماذا قالت ذلك ؟ هل ربما ارادت ان تؤثر فيه ؟
- كنت عضواً في فريق الجامعة إذن ! اخبريني إذن هل لديك اسرار صغيرة اخرى مثل هذا السر؟
يجب ان ننظم فريقا , ما رأيك في الغد ؟
- اعتقد انني سبق ان قلت ...
- لا تتسرعي ! لقد نسيت انني وهارولد التقينا عدة مرات ولعبنا عدة مرات معا . هيا يا باتريشيا . هل تظنين ان لعبة صغيرة وبريئة للتنس يمكن ان تصيب مهنتك وتمسك بشكلياتها؟
كانت هذه أول مرة ينطق باسمها مجرداً واحست بأن قلبها يدق بشدة .
- ربما بعد تسوية قضية داريان.
احتج :
- ولكن ذلك قد يستغرق شهورا وانت تعرفين مثلي طول الإجراءات.
- حسنا , إن هذا لن يضرك ان تنتظر عدة اشهر , في الحقيقة لقد اقتربنا من منزلي , در إلى اليسار عند أول إشارة.منتديات ليلاس
وصل بسرعة إلى العمارة المكونة من طابقين حيث تقطن باتريشيا . ركن جيف السيارة المرسيدس بجوار الرصيف, قالت باتريشيا :
- يمكنك ان تتركني هنا فسيكون هذا ممتازاً !
- قد يكون ممتازاً ولكني اريد ان اصحبك حتى بابك .
- لا تتجشم هذا العناء.
- ومن يتحدث عن العناء؟
- إنني اؤكد لك إنني حقا انني لن أواجه أي خطر والمدخل مضاء جيدا.
- لا تجادليني فساصحبك إلى باب شقتك.
قفز جيف خارج السيارة ودار حولها ليفتح باب باتريشيا تضايقت بسبب كعبي حذائها العالي واضطرت للاستناد على جيف حتى تستطيع الخروج من السيارة . مرة ثانية احست بالتأثير المغناطيسي الذي يجذبها نحوه , قالت وهي تتخلص منه :
- لا تأمل في ان ادعوك لا حتساء قدح قهوة .
- كم يسعدني ان اطلبه منك. لماذا تقفين دائما موقف الدفاع وانت تعرفين جيدا رد الفعل .
من النادر ان يسري التيار الكهربائي بين شخصين بهذه السرعة وهما لم يكادا يتعارفان .
- اعرف انك تدركين ذلك وهو ما يخيفك.
ردت عليه بحدة وهي تتجه بخطوات واسعة نحو بهو المدخل :
- انت مزهو حقا بنفسك.
- اين هذا الزهو ؟ إنه مجرد تقرير واقع.

اسرعت باتريشيا في خطواتها حتى تصل إلى الباب قبله , ادرات المفتاح في قفل الباب ودخلت شقتها وارادت ان تغلق الضلفة حتى تمنع جيف من الدخول ولكنه كان اسرع منها لانه عرقل الباب بقدمه ثم دخل وقد علت شفتيه ابتسامة عريضة . اسقطت وهي مضطربة , سلسلة المفاتيح فانحنى كل منهما كي يلتقط السلسلة فتلامست يداهما والتقت عيونهما ونهضا في بطء والرعدة تسري في جسدها حتى اوشكت ان تتعثر . اغلق جيف الباب بقدمه .منتديات ليلاس
احست بموجة من الحرارة تسري في جسدها وهو يقول :
- انت رقيقة كنسيم الصباح في الربيع يا باتريشيا !
فزع الاثنان عندما رن جرس الهاتف .
- لا تجيبي من فضلك يا باتريشيا دعيه يرن .
كان طلبه بلا جدوى حيث اخذ جهاز الرد الآلي يرسل الرسالة المسجلة صباح الخير , هنا منزل باتريشيا موران , أنا غائبة في هذه اللحظة. ارجو ترك الاسم ورقم الهاتف وسأتصل بك في اقرب فرصة وشكراً على اتصالك .
عندما سمعت باتريشيا صوتها في لهجة رسمية كان ذلك بمثابة دش بارد ألقي عليها . حاولت من جديد ان تهرب من سحر جيف ولكن دون جدوى.
- هيا لا تقاومي يا باتريشيا !
- كف عن سخافاتك يا جيف ودعني في حالي ليس من حقك , لم يكن من الواجب علي ان أسمح لك بأن تصحبني من البداية .
- هيا يا باتريشيا لا تتصلبي هكذا مادمت تحسين بما احسه .
استطاعت بيد مرتجفة ان تضيء النور في المدخل , وقد اعادها الضوء المفاجئ إلى الواقع قالت بحزم :
- إن هذا لن يتكرر مرة اخرى وهذا قرار نهائي ومن الأفضل لك ان ترحل.
- انت لا تعرفيني يا باتريشيا فلماذا تحكمين علي دون سماع دفاعي؟
بدا جيف يتظاهر بالبراءة لدرجة انفطر معها قلبها . كانت موزعة بين العقل والعاطفة وظلت صامتة .
- ثقي بي يا باتريشيا .
كانت لهجته تبدو صادقة . ردت عليه في الحال .
- أثق بك ؟ ولكني لا اعرفك!
ومع ذلك عندما تأملها بعمق فترة طويلة احست كأنها تعرفه من زمن بعيد , ومع ذلك وجدت لديها القوة للمقاومة :
- من فضلك دعني الآن .
- سأرحل ما دمت تصرين ولكن بشرط ان تقبلي ان تلعبي معي مباراة تنس غدا. على اية حال فهي مجرد مباراة تنس بريئة وهناك شبكة تفصلنا .منتديات ليلاس
اجابت وهي ترغب فقط التخلص منه :
- حسنا, موافقة .
كانت باتريشيا في حاجة للانفراد بنفسها حتى ترى الأمور بوضوح . كرر وهو يرفع حاجبه :
- غداً ؟
ردت وهي تطلق زفر ضجر :
- غداً.
فتح الباب واختفى .منتديات ليلاس

ظلت باتريشيا فترة مشلولة التفكير وكأن جيف لم يتركها . اخذ نبضها يسرع في غير انتظام وكأن يدها لا تزال تحمل أثار قبضته عليها .
رأت خيالها في مرآة المدخل فلم تدهش من ان تكتشف ان خديها اصبحا بلون الورد وعينيها تلمعان ببريق فريد. كانت رائحة رجولة تسبح في الجو تذكرها بحضور جيف وتزيد من اضطرابها , هل من الممكن خلال نهار واحد ان يقلب هذا الرجل حياتها ؟ لقد سبق لها ان وقعت في الحب ولكن لم يسبق لها ان تعرضت لهذه الضربة الصاعقة .ريحانة
لقد اختلف الأمر مع مايك تيلور كان مايك استاذاً مساعداً في جامعة لوس انجلوس عندما كانت باتريشيا في السنة النهائية بكلية الحقوق وتابعت محاضراته في الفصل الدراسي الأول وهي وإن اعتبرته في البداية جذاباً وساحراً فهو الذي قام بالخطوة الأولى قاومته ولم تستمر المقاومة طويلاً ولكن في الفصل الثاني عندما لم يصبح مايك استاذها فقد استمر في مغازلتها .
وقعت صريعة حبه بعد فترة ولكنه كان أكبر منها بخمسة عشر عاماً كان هذا الفرق في السن غير مزعج بالنسبة لها بل اعتبرته رجلاً ناضجاً يوحي بالاطمئنان . ولكن الاستاذ الموهوب سرعان ما عاد إلى مسقط رأسه في واشنطن في اللحظة التي عرض فيها على باتريشيا وظيفة في شركة مشهورة في لوس انجلوس وبعد مناقشات طويلة استطاع مايك ان يقنعها بقبول وظيفة غير براقة في واشنطن حتى يستطيعا ان يظلا معا . ولكن سرعان ما اكتشفت انه يقضي اكثر وقته مع فتاة اخرى ادعى انه نسي ان يخبرها عن أمرها . وعند اكتشاف اختلاف افكار كل منهما عن الآخر حول الحياة الزوجية اصيبت باتريشيا بالاضطراب الشديد وانفصلا .منتديات ليلاس
لم يكن الجرح قد اندمل بعد. ورغم ان الساعة كانت متأخرة في الليل فإن باتريشيا لم تكف عن المشي ذهابا وإيابا داخل شقتها وهي مضطربة ومعذبة ومشوشة امام مئات الأسئلة .
تساءلت لماذا سمحت لجيف ان يصطحبها ؟
ولماذا قبلت ان تلعب التنس معه ؟ ثم لماذا بوجه خاص لم تقاوم مشاعرها نحوه ؟

نهاية الفصل

الفصل الثاني

تسللت اشعة الشمس من شراع النافذة فايقظت باتريشيا , جلست وسط سريرها وتمطت وفجأة عادت إلى ذهنها ذكرى سهرة الأمس. واحست ان نظرات جيف تخترق روحها بعمق حتى ظنت انه موجود بالغرفة . كان غطاء الفراش والستائر لونهما وردي يناسب ذوقها الأنثوي , هل اعتبر وجود العروسة الصيني التي ورثتها عن جدتها شيئاً صبيانياً ؟
دعكت عينيها اللتين يسودهما النعاس واعتقدت انها قد اصيبت بالجنون. الا يمكنها ان تنسى ولو لخمس دقائق الشاب المليح جيف ديفيز ؟ اليس هناك مشاغل اخرى في رأسها ؟
في هذه اللحظة رن جرس الهاتف فقفزت خارج سريرها . سمعت على الطرف الآخر :
- آه ! اخيراً وجدتك !
- كارين ! هل أنت التي طلبتني امس ثم وضعت السماعة دون ان تتركي رسالة على جهاز الرد الآلي ؟
- نعم كنت أنا , ولكنك تعرفين جيدا انني اكره هذه الآلة .
- على الاقل كنت تركت اسمك حتى ...
ولكن لم تكمل عبارتها عندما تذكرت عشرات المرات التي تعاركت فيها مع صديقتها بشأن هذا الجهاز.
- هل كنت موجودة عندما طلبتك ؟
اعترفت باتريشيا :
- نعم .منتديات ليلاس
- إذن لماذا لم تردي ؟ هل حدث مثلا ان قاطعت شيئا ما مصادفة ؟
- نعم في الحقيقة لقد اصبت كبد الحقيقة .
- لقد اثرت حيرتي , قصي...
- ليس هناك ما يستحق ان يقص , لقد قابلت ذلك التمثال الأولومبي الذي لابد ان له عشرات الحوريات يلقين بانفسهن تحت قدميه , لقد أقنعني ان اذهب لألعب التنس معه اليوم ولكني اعض اصابعي ندماً بسبب قبولي لدعوته .
- ولماذا تندمين يا باتريشيا ؟ إنه موضوع مغر ما الذي تعيبينه عليه ؟
- إنه محام ؟ ثم إنه يذكرني بمايك .
- اوه , مرة اخرى , صورة الأب ...
- لا , لا , لقد بعدت في تفكيرك , اولاً هو ليس عجوزاً لهذه الدرجة واجمل من مايك كثيراً.ريحانة
- لقد أثرت اهتمامي ! لماذا لم تعطيه رقم الهاتف ؟
ردت باتريشيا وهي تحس بالغيرة :
- ظريفة للغاية ! ثم اعتقد ان العلاقة بينك وبين دوجلاس علاقة جادة .
.

- طبعا , ولكن الإنسان لا يعرف ما الذي يخبئه القدر.
كانت نظرية كارين عن الحب تدهش باتريشيا التي كانت حريصة على استمرار الجدال.
قالت كارين :
- لدي فكرة اخرى, إذا كنت فعلاً لا تريدين الذهاب اتصلي به لإلغاء موعد لعب التنس.
- هذا فعلاً ما أنوي ان افعله . وخير البر عاجله .
بينما كانت باتريشيا تتصفح العدد السنوي لمجلة ( دليل المحاماة ) اخذت تحسب ماله وما عليه . على اية حال فإن الأمر لا يزيد عن مباراة في التنس . ولكن من ناحية ثانية كانت تعرف التأثير الذي تحدثه رؤية جيف عليها . وان توجد بمفردها معه في ملعب التنس يشكل خطراً شديداً . وهي تخشى لحظة مواجهته في المحكمة .منتديات ليلاس
توقف إصبعها عند صورة جيف ديفيز إنه يسكن بل اير أدارت رقم هاتفه وبدأت تعد رنات الجرس. ظلت تنتظر حتى الرنة العاشرة ولا رد . حاولت عدة مرات خلال النهار ولكن دون جدوى لقد فات الوقت على إلغاء الموعد. احست بتقلص في معدتها عندما استعدت للذهاب.
ارتدت زي التنس الذي اظهر جمال ساقيها وكانت تفضل عليه ملابس أقل إغراء وأكثر راحة لولا ان حالة الطقس لا تساعد على ارتدائه في النهار . لم يكن لديها وقت للتراجع فقد سمعت رنين جرس الباب صاح جيف وهو يتقدم في المدخل :
- إنك لن تلعبي في هذا الزي! إن درجة الحرارة تتجاوز الثلاثين في الخارج!
ردت عليه بحدة وهي تحاول ألا تنظر لساقيه ذواتي العضلات البارزة .
- عليك فقط ان تهتم بصد الكرة .
- كما تريدين .
كان وجودها في المدخل والوميض الذي يلمع في عيني جيف وعطر مابعد الحلاقة أعاد إليها ذكرياتها المثيرة عن لحظات الأمس وحتى لا تستسلم لمشاعرها امسكت بالمضرب وغادر الاثنان الشقة .
وبينما هما في الطريق إلى السيارة على مسافة قصيرة من البيت استطاع جيف ان يشيع جوا من الود جعل باتريشيا تشعر انها على سجيتها .ريحانة
وعندما اخذت مكانها داخل السيارة شمت في الحال رائحة الدخان . تعجبت في البداية من ان رجلا رياضياً مثله يمكن ان يدخن ولكنها لاحظت في الحال اثار احمر شفاه فوق عقاب السيجارة المطفأ في مطفأة السجائر. واقسمت في نفسها ان هذا العقب لم يكن في مكانه ليلة امس. إذن هذا هو سبب عدم إمكانها الاتصال به طوال النهار !
احست بالارتياح لأنها قررت ان تجعل مسافة بعيدة بينها وبين ساحر النساء هذا .
بعد عدة لعبات تبادلت فيها الكرة مع جيف احست باتريشيا بالاختناق من الحرارة فخلعت البلوفر الذي ارتدته فوق زي التنس.
صاح جيف في إعجاب :
- لماذا تخفين هذا الجسد الرائع ؟
اجابت باتريشيا وهي تشعر بالضيق :
- شكراً وارجو ان يكون لعبي مثل جسدي.