لعنت باتريشيا نفسها لأنها لم تعترف بكل شيء لجيف والله وحده يعلم ماذا سيصل إليه من نتائج حول هذا الوضع الدقيق المحرج . كرر مايك الاسم وهو ساهم .
- جيف ديفيز , إن هذا الاسم يعني شيئا ما . ألم تعمل بمكتب المدعي العام ؟
- بلى , لقد بدأت مهنتي هناك . ولكن بأي حق لك لتقتحم هذا المكان ؟
- يمكنني ان أوجه لك نفس السؤال , لقد كان عندي أنا وباتريشيا مشروعات لهذا المساء. ولكنها كانت مشغولة على ما يبدو عن أن تخبرك بها .منتديات ليلاس
استدار جيف نحو باتريشيا متجهما وصاح وقد بدا وجهه قاسيا :
- هذا إذن ما يفسر استقبالك الفاتر لي أنا الذي اعتقدت انني أعد لك مفاجأة ...
تدخل مايك في الحديث قاطعا احتاجاجات باتريشيا .
- وأنا ؟ ماذا يمكن ان اظن ؟ لقد كان لدي موعد مع الآنسة واجدها بين ذراعي رجل غريب ! صاحت باتريشيا :
- ايها الكاذب القذر ! الا تظن انه يكفيه ما سببته من مصائب ؟
- أنا ؟ أسبب مصائب ؟ وفارسك المحامي هنا ؟ ألا تعرفين انه هو الذي أقام بالتحريات ضد والدك ؟
- ماذا ؟
- يا سيد ديفيز ألم تعمل في قضية موران ؟
قال له جيف وهو يحدجه بنظرة نارية :
- هذا لأدخل بما حدث هنا الليلة .
- هل أنت متأكد من ذلك؟
قال جيف قبل ان يغادر الغرفة ويصفق الباب وراءه بعنف :
- اذهبا إلى الشيطان انتما الاثنان !
ظلت باتريشيا في مكانها مذهولة غير مصدقة لما حدث . فجأة احست انها بمفردها في الطابق كله مع مايك . ضغطت على زر الهاتف الداخلي.
- آلو , الأمن ؟ ارجو الحضور بسرعة إلى المكتب رقم 400
قال مايك وهو يمرر اصابعه في شعره :
- لا داعي لذلك .منتديات ليلاس
- ولم لا ؟
- لأن الرجل الذي كنت تخافين منه رحل لتوه . آه , اقصد السيد ديفيز , ألا تفهمين ؟ لقد انكشف أمره في آخر لحظة . هل شاهدت كيف انفجر؟
- أنا لا اصدقك بالمرة .
لقد سمعته بنفسك , لقد اعترف أم ان الحب جعلك عمياء ؟ إنها الحقيقة المجردة يا حلوتي ! إن ديفيز يعمل مستشاراً في التحري حول والدك .منتديات ليلاس
- لماذا فعلت هذا ؟

- ما الذي فعلته ؟ يبدو لي انك اخطأت في الشخص المذنب يا عزيزتي . إن هذا المخلوق لا يستحق ان يحظى بأي شعور بالثقة , ألم تلاحظي سرعة هروبه ؟
- اخرس ! هذا ليس شأنك .
- ربما , ولكن لماذا لم تردي على مكالماتي ؟ هل لازلت تعتقدين انه يمكنك الهروب مني ؟ لابد ان تعودي إلي رضيت أم أبيت . والوقت يمر بسرعة .
- اخرج من هنا !
- هذا ما سافعله ولكن عليك تعيدي التفكير في اقتراحي.
بعد خروجه انهارت باتريشيا فوق مقعدها واخذت افكارها تتصارع وتتعثر داخل ذهنها . هل اتهام مايك لجيف قائم على اساس ؟ ألم يعترف جيف بذلك بطريقة مواربة ؟ لماذا لم يقل ذلك لها ؟
- يا آنسة ! يا آنسة !
رفعت باتريشيا رأسها حين رأت حارس الأمن واقفا امام مكتبها .سألها :
- هل كل شيء على مايرام يا آنسة ؟
- نعم , أنا ... كل شيء عاد إلى الوضع الطبيعي وشكرا .
بينما الحارس يبتعد فكرت باتريشيا انه وإن كان الوضع عاد إلى طبيعته كما قالت للحارس إلا ان حياتها اصبحت في فوضى تامة .منتديات ليلاس

نهاية الفصل

الفصل الثاني عشر

كانت حياة باتريشيا ممزقة ولكنها صممت على ضم القطع الممزقة إلى بعضها . اطلقت زفرة ارتياح عندما وجدت الهدوء داخل شقتها في صحبة قطها دومينو الذي لا يحس بما يجري لها . ألقت باتريشيا بنفسها فوق الأريكة وثبتت نظراتها على لوحة فولون التي صحبتها في جميع انتقالاتها من مساكنها المختلفة . تذكرت انها غادرت واشنطن لتهرب من مايك ولكن هذه المرة لن يتمكن من إرهابها .
ولكن هناك ايضا جيف , لم تعد تعرف ما الذي يعذبها أكثر إنه اشترك في تلك الحملة ضد شرف والدها أم لأنه أخفى دوره في هذه القضية .
كيف أمكنه ان يستمر في مقابلتها دون ان يكشف لها الحقيقة ؟
رن جرس الهاتف وقررت باتريشيا ان تترك لجهاز الرد الآلي مهمة تلقي الرسالة , جاء صوت مايك .

- لا جدوى من الاختفاء !
رفعت باتريشيا السماعة في غضب .
- أنا لا اختفي منك يا مايك ولو كنت مكانك لهربت من هذه المدينة وفي أسرع وقت .
- اسمعوها وقد ركبت خيلها واستعدت للقتال ! هل افهم من ذلك ان هذا هو ردك على اقتراحي ؟ اعتقد انني سأجعل ريك درايان سعيدا!
- هيا اذهب إليه ولا تتضايق , إنك لن تستطيع ان تسبب لي خسائر أكثر مما فعلت واصبحت حكاتيك قديمة وممجوجة.
- ربما يا حبي , ولكنك اليوم نجحت في مهنة مرموقة ماذا سيظن رجال الوسط القضائي عندما تصبح حكايتك على كل لسان ؟
- بصراحة أنا لا اهتم بذلك على الإطلاق وإذا كنت تحب أن تعرف فإن ذلك لن يهزني ولا يهم بل على العكس سيهتمون أكثر بأن يعرفوا أنك حاولت ابتزازي .منتديات ليلاس
ساد صمت ثقيل في الطرف الآخر من الخط فاستمرت :
- هيا يا مايك قل ما تريده لريك داريان وسأقص عليه ما حدث بينك وبيني ليلة أن حضرت .
- أنت تهوشين !
- حاول وسترى . أنت تريد ان تلعب بقذارة فهيا افعل وسنرى من ستكون له اليد العليا في اللعبة .
فكرت باتريشيا انها في الحقيقة فقدت كل شيء غال ولم يعد يهمها شيء.
- ايتها الوضيعة .
- لو كنت مكانك يا مايك لغادرت لوس انجيلوس دون ان التفت ورائي ويمكنني ايضا ان اعترف لهارولد اسمح لي بأن اقول لك , إن فرص حصولك على وظيفة جوردون ذهبت ادراج الرياح .منتديات ليلاس
اطلق مايك سلسلة من السباب , انهت باتريشيا حديثها :
- ليس لدي ما أرد به على كلامك المحترم , اوه لقد نسيت , هناك آخر شيء , اتمنى لك ذهابا بلا عودة .
وضعت باتريشيا السماعة بعنف . لسوء حظها كانت سعادتها قصيرة العمر , فقد عادت إلى ذهنها ذكرى جيف وهو يصفق الباب بعنف , أليس من حقها ان تعتقد ان جيف كان مندفعا في تصرفه عندما صدق كلام مايك وانه هجرها دون ان يتيح لها فرصة الشرح ؟ ولكنها هي ايضا تصرفت دون ان تصارحه بقصتها مع مايك .
احست بالإرهاق من هذا النهار المفعم بالإثارة فاستغرقت في نوم متقلب .ريحانة

***
نهضت باتريشيا مبكرة عن المعتاد وبعد ان اخذت دشا سريعا ارتدت زي ممارسة رياضة الجري وانطلقت نحو الشاطئ . كان الجو باردا وغائما والشاطئ مهجورا فيما عدا المغرمين بالجري وبعض الجيران الذين ينزهون كلابهم .
وكعادتها في كل مرة انهكمت في التمتع بجمال الطبيعة وقوة المحيط .

سارت فترة طويلة حتى بدأت مفاصلها تؤلمها فتوقفت وجلست فوق الرمال لتتأمل منظر حركة الأمواج الأبدية وهي تصطدم بالشاطئ فيعلو الزبد. اخذت تعبث في الرمال باصابعها ومن وقت لآخر تتابع طيران طائر نورس وحيد وصرخاته تمزق السكون . لم تقتنع باتريشيا بفكرة ان تفقد جيف ولكن كيف تحقق اللقاء معه بينما هناك الكثير من العقبات امام تحقيق هذا الحلم ؟
فكرت في والديها . لم تخل حياتهما الزوجية من معارك ولكنهما دائما ما يتصالحان ويحاولان دائما تنظيف الجروح حتى لا تتقيح . عدم رؤيتها لجيف لا يشكل حلا . ويجب ان تواجه الأمر بشجاعة .
إن باتريشيا اليوم ادركت انه كان عليها ان تصارح جيف بكل شيء وتطلعه على الجزء الخاص بالابتزاو الذي تعرضت له , ولكنه هو ايضا له اخطاؤه ؟ لماذا هذا الصمت القاسي حول موضوع لا يمسه بهذه الدرجة من القسوة ؟ وهل اخطاؤهما المشتركة تحكم بالإعدام على سعادتهما ؟
اتخذت باتريشيا قرارا : ستذهب لمقابلة جيف وهي تأمل أن المواجهة قد تنهي كل التعاسة وسوء الفهم .منتديات ليلاس
كان هذا القرار بالإضافة إلى هواء البحر المنعش قد أعاد إليها صلابتها . نهضت قفزا وهي مصممة على العثور على جيف في المكان الذي يختفي فيه .
عندما استعدت للرحيل لمحت عن بعد وسط الضباب ظلا مألوفا لها وإن لم يكن واضحا ظنت في البداية انها تهلوس نتيجة نقص في النوم ولكن عندما اقترب الشبح فهمت باتريشيا انها لا تحلم . قطع جيف الخطوات القليلة التي تفصلهما في تردد وعندما اصبحا وجها لوجه نظر كل منهما إلى الآخر طويلا دون ان ينطلقا بكلمة . قال اخيراً :
- كنت أعلم أنني سأجدك هنا !
- كنت ...
- لا , لا تقولي شيئا , وأنا مدين لك بالاعتذار لأنني هربت هكذا امس وايضا لأنني لم اخبرك بأنني كنت اعمل في قضية موران .
- ولماذا اخفيت عني ذلك ؟
كان سؤالها مشوبا بالفضول أكثر من العداوة .
- في البداية لم استطع ان ألاحظ الشبه في الاسم فقد كانت القضية بالنسبة لي من عشر سنوات مضت وعندما ادركت الصلة خشيت أن اكشف عن ذلك فيؤثر على علاقتنا . كما لم أكن اعرف كيف ستتقبلين الأمر . لقد حاولت ان اقنع نفسي بأن الأمر لا يهمنا ولكني عندما فهمت مدى تعلقك بوالدك رأيت من واجبي أن افعل شيئا .
- تفعل شيئا ! ماذا تقصد ؟
- حاولت ان اثبت عدم صحة النظرية التي حاولنا ان نثبتها ضد والدك . لم أكن أعرف كيف احقق ذلك ولكن عندما حدثتني عن جيللر والميراث ادركت انني وجدت الفرصة التي ابحث عنها للعثور على الحلقة المفقودة .
اخذت باتريشيا تلتهم كلماته .ريحانة
- عندما تأكدت من القضية لم يكن لدينا أي شاهد عيان . استطعنا ان نضع ايدينا عليه وكان هناك شاهد واحد باستطاعته ان يقلب التحقيق رأسا على عقب, هذا الشاهد لابد انك عرفته وهو دونالد .ت .جيللر .