لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-20, 11:53 AM   المشاركة رقم: 221
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


بارت موجع

لا أدري لما إثر بي إلى هذا الحد..

رصاص دموع فرح اسأنا فهمها على أنها دموع ألم وحزن لفشله

ابدعتي في وصف ذاك المشهد.


واكتشفنا سر كراهية وطلاق نجد وابتهال
رأوا المخفي المستتر من يوسف ولم يعجبهما ما رأوه


ناصر وشمعة ولحظات سعيدة مع الاهل


سهام وفهد وعودتهم بنفوس جديدة

سلمت يداك كلي شوق للقادم

تقبلي خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°








وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته ..

شكرًا لش من ذوقش .. و سعيدة ان الحدث كان تمام و وصلكم
بالشكل المطلوب 🍃


سلمتِ عالمرور .. لا خليت 💜💜

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 09:34 PM   المشاركة رقم: 222
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة العشرون)

 
دعوه لزيارة موضوعي





الرقصة الحادية و العشرون



الإيقاع الأخير



،

أيه احبك ولا للحب صحوة ضمير
‎أي صحوة ضمير اللي تميت القلوب

‎ايه احبك ولاني في الهوى مستخير
‎دمي اخضر ومن دمه خضر مايتوب

‎لو تكون الخطايا في حياتي كثير
‎انتي اجمل خطيّه في حياة الذنوب

‎كلما جيت ابمشي واهتدي واستخير
‎وابتعد عنك ترميني عليك الدروب

‎صرت هاك السجين اللي هروبه يسير
‎من سجونك ولكني رفضت الهروب

‎جيتك ارهقني الدرب الطويل القصير
‎جيتك بكل مافي سيرتي من عيوب

‎انتي البرد .. ثم البرد .. ثم السعير
‎وانتي الفجر ثم الفجر ثم الغروب

‎انتي البحر .. والشاطي ملاذ الفقير
‎وانتي الصدق في ثغر الزمان الكذوب

‎انتي بلاد مجهول الوطن والمصير
‎وانتي ابعاد مستقبل حياة الشعوب


للحميدي الثقفي


،




قبل ثلاثة أشهر ..



تجلس بجانب شمعة في الخلف بعد أن أصرت على أن توصلها بنفسها إلى المحكمة ..
كانتا قد اتفقتا على أن يتقابلن صباحًا و بعد ذلك توصلها إلى المحكمة و تذهب ..
فقد سافر أخيها ماجد منذ أسبوع كي يكمل آخر فصل دراسي له ولا يوجد أحد آخر كي تذهب معه ..
فبقية أخوانها لا يعلمون بموضوع الطلاق ..
سألتها شمعة بهدوء وهي ترتشف من قهوتها : كيف النفسية ؟؟
ابتهال برهبة : متوترة .. مرتبكة .. خايفة .. كلها جواتي
" داخلي "
مانيب قادرة احدد شعوري ..
اليوم رح يتحدد مصيري و مصير ريمي معاي ..

طمأنتها شمعة بهدوء : إن شاء الله خير .. تفائلي ..
مالت شفتيّ ابتهال بسخرية مريرة : ليه هو اللي يعرف يوسف يعرف يتفاءل ؟؟
هزت شمعة كتفيها : ما تدرين .. يمكن يكون خلاصش اليوم ..
ابتهال بتوتر و قد تعرقت كفيها و بردت : يارب .. الله يسمع منش ..

عم الصمت بعد ذلك حتى وصلتا إلى باب المحكمة ..
رتبت ابتهال حجابها مع نقابها ثم هتفت وهي تنزل : دعواتش ..
شمعة بابتسامة : يارب تخلصين على خير ..

أمنت ابتهال ثم أغلقت باب السيارة و مشت ..
عدّت خطواتها من شدة توترها حتى أصبحت أمام الباب الذي دلتها عليه الموظفة ..
نظرت إلى باب الغرفة أمامها برهبة ..
مستقبلها مرتبط بما سيحدث خلف هذا الباب ..

جلست على أحد المقاعد المنتشرة في الممر و قد تعلقت عينيها على الباب ..
رجلها تهتز بتوتر بحركة سريعة ..
أما يديها فتقبضان على سلسلة حقيبتها بقوة ابيضت منها مفاصلها ..
دقائق مرت لا تعلم عددها حتى رأته قادمًا يتهادى من أول الممر ..
شتتت عينيها بارتباك عندما التقت عينيها بعينيه الساكنة ..

وقف بجانبها بصمت بعد أن ألقى السلام ..
تضاعفت ربكتها و هي تستشعر هدوءه المريب ..

هُو يضمر لها الشر ..
متأكدة من ذلك ..
فوقفته الساكنة تشي بمدى ارتياحه و بأنه قد خطط لشيء آخر يجعله ينتصر ..
لقد وقف بجانبها كي يُشعرها بذلك ..
لذلك رفعت رأسها بإباء وهي تتناسى قلقها و توترها ..
ثبتت بنظراتها على الفراغ أمامها بثقة واهية ..
فهي لا تعلم ما القادم ..
وماذا يحمل لها يوسف بجعبته هذه المرة ..


مرت دقائق الإنتظار ثقيلة على نفسها و اعصابها حتى صدح صوت ينادي بـ اسميهما ..
تحرك و تحركت خلفه بعد أن ثبتت بوقفتها دون أن تجعل له مجال للشماتة بها ..

دخلا الغرفة الواسعة و التي يتوسطها مكتب عريض يجلس خلفه رجل ملتحي ..
بينما أمام المكتب هناك مقعدين متقابلين يتوسطهما طاولة سوداء خشبية صغيرة ..
ألقيا السلام على تفاوت و رد عليهما الرجل ثم أمرهما بالجلوس ..
بعد أن جلسا شرع الرجل بالكلام و هو يذكرهما بمساوئ الطلاق و أن الإصلاح خير ..
ثم توجه لها بالكلام و هو يسألها عن سبب رغبتها الحقيقيّ بالطلاق ..
غير الأمور التي يعرفها و مدوّنة في الملف لديه ..

صمتت وهي تخفض عينيها وقد تعلقت بالطاولة أمامها فتولى يوسف الكلام ..
أخبر الرجل بأنه ينوي الإصلاح و بأنه مستعد لتنفيذ جميع رغباتها من بيت و نفقة و ما إلى ذلك ..
فوجّه الرجل إليها الكلام و هو يسألها عن رأيها و ما هي طلباتها التي سيكفلها لها الشرع و القانون ..

أجلت حنجرتها ثم هتفت بصوت منخفض وهي تشعر بالتوتر و الإحراج يتملكانها : ما يعدِل بينا يا شيخ ..
يوسف بمواجهة : وانا قلت لش مستعد لكل اللي تبغينه ..

ابتهال ولا زال بصرها منخفض ..
تجاهلت كلامه و أكملت : من اربع سنين ياشيخ ..

الرجل بتساؤل : مثل ما اعرف انتي كنتي مسافرة وهو كان ينفق عليك ..
و كنتي تجين بالإجازات و تجلسين ببيت اهلك ..
ما يعدل بينكم من أي ناحية يا بنتي ؟؟

ابتهال بهدوء : ذكرتها بكلامك يا شيخ .. كنت ارجع لبيت اهلي بكل إجازة ولا يجيني ولا يكلمني ..
حتى بنتي كانت زوجته هي اللي توصلها لي بكل مرة ..
انتظرته اربع سنين و اكتفيت من الانتظار ..
ابغى اشوف طريقي يا شيخ وهو معنّد ما يحقق لي هالشيء ..
و الحقوق الشرعية اللي يكفلها لي الشرع ما عدل فيها ..

الرجل بهدوء و منطق : يقول هو مستعد لطلباتك ورح ينفذها ..
لا تهدمين بيتك بيدك وما احد رح ينفعك بعدين ..


رفعت عينيها ببطء حتى قابلها يوسف بجلسته الهادئة ..
قالت بابتسامة مائلة : انا بنفع نفسي يا شيخ ..
و قلت لك ما عدل طول هالاربع سنوات و ماعاد ابغى اكمل بزواج ماله أركان ولا أساس ..

فتح الرجل الملف أمامه و أخرج ورقة بيضاء ثم هتف : ما عدل بإيش يا بنتي عشان اكتب لك شروطك و يوقع عليها ..


حينها صمتت ابتهال تمامًا وهي تخفض جفنيها ..
صمت كان أبلغ من كل شيء ..
فقد وصل المعنى لكليهما ..
حيث رأت يوسف وهو يعتدل بجلسته بدهشة تبعها غضب شديد ارتسم على ملامحه
التي تحفظها ككف يدها ..
بينما حوقل الرجل وهو يلتفت إلى يوسف و يقول له بشدة : " فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة "
صدق الله العظيم ..
أنت ما تعرف وش عقوبة اللي ما يعدل بين زوجاته ؟؟
و إنه يأتي يوم القيامة بشق مائل ؟؟

صمت يوسف بانشداه وهو يسمع تقريع الرجل أمامه و الذي أكمل كلامه و أخذ يعطي و يزيد
بينما هي تراقب انقباض كفيه إلى جانبيه بتوتر وهي تتمنى أن تنتهي الجلسة بأسرع مايكون
حتى تغادر ..
تسمع ردود يوسف المختصرة على كلمات الرجل ثم وعده له بالأخير ..
الوعد الذي كانت تعلم بأنه منقوض منذ أن نطقه
وهو يقول بتهديد وصلها هي فقط : يصير خير يا شيخ ..

ثم انتهت جلستهما بعد أن التفت إليها الشيخ و نصحها ببعض الكلمات ..
فأومأت بتوتر رهيب ثم وقفت و خرجت بعد أن اومأت للرجل بتحية
و لا زال يوسف يصافحه ويرد عليه ببعض الكلمات المجاملة ..

مشت بخطوات سريعة تكاد أن تكون هرولة ..
وقفت خارج المحكمة وهي تخرج هاتفها بتوتر و تدخل على تطبيق سيارات الأجرة ..
تلتفت كل لحظة إلى الخلف بخوف وهي تحاول أن تجد أي سيارة قريبة
ولكن أقربهن كانت تبعد عنها بمسافة خمس دقائق ..

لذلك شدت خطواتها وهي تهم بالهروب إلى أي مكان قبل أن يصل إليها ..

لم تكد تتحرك حتى شعرت بيده تقبض على ذراعها و صوته المبحوح يصلها بغضب : يمين بالله إن ما مشيتي قدامي إن تشوفين شيء ماعمرش شفتيه مني ..
سحبت ذراعها منه بعصبية و هي تخفض صوتها : اببعععد عنني لا تحدني اصارخ و ألمهم عليييك
تحرك وهو يدفعها أمامه و بغضبه الشديد ، بتهديد : يمين بالله إن تلحقش الفضايح إن ما مشيتي ..
حاولت جذب يدها و لكنه دفعها إليه بقوة وهو يلصقها بجانبه ..
قال بهمس مخيف : تحركي أحسن لش

ضربته بمرفقها بجانبه بقوة فابتعد بألم ..
هتفت بغضب وقد تضرج وجهها بالأحمر : ابععد عني .. اعرف امشي بلحااالي

نظر إليها بغضب أشد فتجاهلته و مشت أمامه وهي تعلم بأن لا مفر لها من مواجهته ..
فهي بعد كل شيء تريد مواجهته ..
تريد أن تفرغ ما بجوفها عليه علّه يكويه و يرمده أكثر ..
تريد أن تتخلص من آخر ما يقيدها ..
أن ترفرف جناحيها نحو الحرية الحقة فعلًا ..
تقدمته حتى سيارته و فتحت بابها الأمامي وركبت ثم افرغت كل غيظها و حقدها في الباب وهي تغلقه على حين ركوبه ..
هتف بعصبية بالغة : و كسسسر ان شاء الله
ابتهال بحقد : بيدينك يارب
صرخ بغضب وهو يشغل السيارة : و صممه يا ابتهال ..
و قسم بالله إن ما سكتي إني لأعطيش كف يهلهل سنونش .. خليش من قلة الحيا و المرادد

فزعت من صوته الحاد الذي تشعر به اخترق رأسها و لكنها هتفت بالمقابل : تصمممك ان شاء الله ..
لا عاد تدعي علي لأن بقلبي عليك دعوات كثير
تخليك تفطس مكانك

داس على الوقود فتحركت السيارة بسرعة جعلت جسدها يتقدم للأمام ..
وضعت يدها أمامها وهي تجعلها كالفاصل تحمي جسدها من الارتطام بسبب تحركه المفاجئ ..
قالت بصوت مشحون بالغيظ اقرب ما يكون للصراخ : بطّططل تعاملني كذااا .. انا موب ابتهال القديمة اللي تسكت لك و تسلك .. انا ابتهال غيييير

قاطعها بصوت مشدود ، بسخرية : تكفين يا ابتهال غير ..

ثم أردف بقوة و هو يضرب على عجلة القيادة : معاملتي لش للحين عشان خاااااطر ابتهال القديمة اللي ماهيب عاجبتنش ..
بس الحين رح تشوفين تعامل غيير ..
تعامل يليق بابتهال الجديدة اللي نافخة راسش عشانها ..

قطبت جبينها بخوف من كلماته الحادة و القوية ..
نظرت إلى المكان الذي يتجهون إليه ولا تعرفه ..
هتفت بعصبية خالطها توتر فضيع : هووووووب على وين ماخذني ..

لم يرد عليها بل زاد من سرعة سيارته حتى دخلا إلى أحد الأحياء الجديدة ..
نبض قلبها بهلع وهي تدرك بأن المكان شبه خال سوى من بعض العمائر و الفلل المتناثرة في الأنحاء ..
انتفضت على صوت فرامل السيارة عندما دخلا إلى باحة أحد الفلل ..
اطفأ السيارة ثم نزل بخطوات متسارعة إليها ..
فتح بابها و جذبها بقوة شعرت بأن يدها قد خلعت بسببه ..
صرخت بألم وهي تقول بانفعال : كسسرت يدديي

جذبها بقوة اكبر حتى ارتطمت بجسده ثم اغلق الباب بقوة مماثلة وهو يهتف بتشفي من بين أنفاسه المتسارعة : جعلها أردى

سحبت ذراعها بخوف شديد منه أخفته ببراعة خلف ملامحها الغاضبة و أردفت بانفعال مقصود : بعدوي ان شاء الله ..

فهم ما ترمي إليه .. فلا يعتقد بأن لديها عدو سواه و لكنه تجاهل ما ترمي إليه ..
دفعها أمامه ببعض العنف : امشي داخل عن الفضايح ..

وصلا إلى الدرج فقال بسخرية يخفي خلفها خيبته منها و من كل ما يأتي منها إليه : امشي والا تبغيني ادفش كمان
" أي ادفعك ايضًا "


ارتقت الدرجات بتجاهل له و تبعها حتى دخلا إلى الفيلا الواسعة ..
التفتت عليه بتوتر عندما اغلق الباب ..
عقدت ذراعيها على صدرها و هتفت بصوت ألبسته السخرية : وهذانا دخلنا .. وش تبغى ؟ وليش جينا لهنا ؟؟

تقدم إليها بخطوات واسعة وهو يقول بسخرية مشابهة يتوارى خلفها اشتعاله : ما دريت إنش متشفقة على النومة معي من اربع سنوات .. كان علمتيني و ألبيها لش بكل رحابة صدر ..

نظرت إلى فاهه وهو ينفث النار كي يحرقها ،
يكويها بكلماته / ايحاءاته القذرة ..

انتظرته حتى انتهى ثم رسمت ابتسامة واسعة على شفتيها ..
وقد تعمدت اظهارها بأوسع حالاتها وقد نبذت الخجل جانبًا ..
قالت ببرود ناقض ابتسامتها : انحرقت وانت تسمعني اشكيك ؟؟
وعند رجال مثلك ؟؟
انقهرت وانت ما بيدك حيلة تدافع فيها عن نفسك و تقوله كل شيء كذب وماهو زي اللي وصلك ؟؟
هااا ؟؟
تستااااااهل و ذوق اللي ذقته وانت تبدلني ماهوب مرة الا مرتين و على شيء انا ما سويته ..

صرخ بغضب وهو يتقدم إليها أكثر : إلى متتتى ؟؟ متى بتنسييين انتي ؟؟ متى بترتاحين و تريحين غيرش ؟؟ هااا !! متتتى يا ابتهال ؟؟
اعتذرت منش بدال المرة مليون ..
قلت لش ارجعي وكل شيء تبغينه على راسي و رح اسويه ..
واييييش سويتي انتي !! كبيتيني وراش ..
مع ان ابوش قالش اني ابغيش و ان كل شيء بيتكنسل اذا رجعتي لي ..
بس ما رضيتي ترجعين ما رضيتي ..
فلا تلوميني وانتي اللي خليتيني اتمم خطبتي لنجد ..

هتفت بانفعال قد شذبه الوجع وهي تشير على قلبها : تبغااني ارجع وانت حرقت لي قلبي !!
طيب كان رجعت لي قلبي قبل تطلب مني أرجع ..
انت عمررك ما داويت ..
دايم تجرح ولا تقدّر اللي اسويه عشانك ..
انا عرفت هذاك اليوم ان قَدْري عندك ما يساوي شيء ..

قربت بين سبابتها و الابهام حتى التصقتا : ولا حتى هالقد ..
انا عندي كرامة ولاني على كيفك تمشيني زي ما تبغى ..
يوم كبيتك حلفت إني لأذوقك الوجيعة و الغبينة زي ما ذوقتنياها ..
فلا تجي الحين و تحط اخطائك على ظهري ..

شخر بسخرية و غضب وهو يتذكر ماقالته في المحكمة ..
ثم هتف ببحة صوته التي تضاعفت من الانفعال : و من ضمن هالأشياء هي الفراش ..
انااا تفشليييني كذاا !!
قلتي للشيخ إني ما أقوم بحقك الشرعي !!
تبغييين حق الفراااش !!
ابشري به هالحين ..

صرخت عندما جذبها بعنف و اخذ يقبلها بقسوة شعرت منها بأنه قد انتزع شفتيها ..
ركلته على ساقه بقوه ثم ضربته بحقيبة يدها على وجهه حين افلتها وهو يتأوه من ألم ساقه ..
هربت إلى الباب و لكنه جذبها بقوة وهو يردف بغضب : على وييييين .. تعاااالي ألبي لش مطلبش ولا يجي الشهر الجاي الا وانتي حامل .. عشان تعرفين إني اعدل كثير ..

صرخت وهي تتلوى بين ذراعيه بينما هو يشدها إلى الغرفة المقابلة ..
رفسته ثم جذبت شعره و لكنه لم يتركها حتى غرزت اسنانها بعضده الصلب و لم تتركه حتى دفعها بقوة بعد أن دخلا الغرفة ..
كانت دفعته قوية للحد الذي جعلها ترتطم بالجدار مقابل الباب ..
تأوهت بألم شديد وهي تشعر بأن عظامها قد اختلطت ببعضها من شدة ارتطامها ..
انتابتها رجفة عميقة وهي ترى نظراته الغاضبة ..
هتفت برجفة شفتيها : لا تستخدم قوتك ضدي يا يوسف وانت تدري كفة مين اللي بترجح ..

رفع يديه بتمثيل و اعتراض ساخر : لا ابد مين قالش إني بستخدم قوتي .. انا بلبي طلبش بس ..

التمعت عينيها بقسوة و عناد : إنت تدري إنك تستاهل هالشيء ..
تستاهل تتفشل و تحترق بينك و بين نفسك زي ما سويت لي ..

هز رأسه وقد أججت انفعاله و رغبته بها ،
ثم هتف حين وصل إليها وقد قبض على ذراعها و ألصقها به عنوة ..
بـ شر كامن : خلي ابتهال القوية تنقذش الحين ..

يا ابتهال غير ..



،




في غرفتها ..

لم تستطع المكوث على فراشها لفترة قصيرة حتى ..
مع أن الطبيبة نصحتها بعدم التحرك و البقاء مضطجعة على ظهرها ..
فقد أعطتها ابرة تثبيت بسبب ضعف حملها ..
تشعر من شدة قلقها بأن اللحاف قد تحول لأشواك توخزها ..
و نار تحرقها فلا تستطيع البقاء عليه أكثر ..
ولا تستطيع التفاؤل و الموضوع يخص رصاص و اختفاءه ..
لذلك وقفت أمام النافذة تراقب الشارع ..
ترجو بأن تراه قادمًا يتهادى دون أي أذى قد أصابه ..
بداخلها مشاعر قد اثقلت قلبها عليه ..
تريد أن يطمئن قلبها ..

لا زال بكاءه المريع يضرب بمسامعها فيشعل القلق بداخلها حتى وصل إلى ذروته فتآكلت ..

ضمت ذراعيها على صدرها وهي تمسد عليها علّها تبث بعض الدفء بأوردتها ..
والتي تشعر بأنها قد استحالت إلى جبل متراكم من الجليد ..
لسعات البرد تدخل إلى قلبها فينتفض هلعًا ..

رفعت يدها بدون شعور منها و أخذت تقضم اظافرها بقلق ..
جميع الأفكار تتصادم برأسها و تُريعها أكثر ..
نظراتها زائغة على الشارع الخالي من المارة بهذا الوقت الذي اقترب من الرابعة عصرًا ..
رأت منذ ساعتين قدوم ناصر و شمعة ثم سمعت طرقات ناصر على باب غرفتها ..
و لكنها لم تجبه ..
فليس باستطاعتها أن تقابل أي كان ..

كانت تمتلئ فضولًا لمعرفة شمعة عن قُرب ..
ولكن اختفاء رصاص بدد فضولها و توجهت بكل مشاعرها إليه ..
تترقب قدومه ..
تريده أن يكون بخير لأنها لا تحتمل أن يصيبه أي مكروه ..
و لكي تعاقبه أيضًا ..
لن تمرر له افعاله فيعتاد على ذلك ..
و إن كانت ضعفت قبل سنوات و تشبثت به بينما هو يريد الانفصال..
فهي لن تفعل الآن ..
بل هي من سيقرر إن كان البقاء معه أو دونه ..
و تعلم بأنها لن تستطيع البقاء دونه أيضًا ..
و لكن المهم أنه لن يعلم ذلك ..

ستذيقه من مثل ما أذاقها لعلّ خيباتها المتراكمة منه تنجلي ..

رأت سيارة قادمة من رأس الشارع و لم تهتم ..
فهي ليست سيارة رصاص على أي حال ..
لذلك تنهدت وهي تميل رأسها و تسنده على النافذة ..
لحظات و اتسعت عينيها وهي تراقب السيارة تقف عند منزلهم ..
و ينزل من باب الراكب رصاص بمظهر حلمت لليالٍ طوال أن تراه فيه ..
تعالت نبضات قلبها حتى شعرت بأنه سيثب من بين أضلعها إليه ..
الصقت وجهها بزجاج النافذة وقد حُبست أنفاسها مما تراه ..
و اتسعت عينيها بعدم تصديق إلى الحد الذي جعلها لا ترف بأهدابها ..
تصنمت وهي تراه يتحرك بلباس الطيران و يتقدم إلى باب منزلهم ثم يصلها صوت رنين الجرس العالي ..

تخاذلت قدميها فاستندت على الجدار حتى جلست وهي تدرك سبب اختفاءه و بكاءه المريع ..
وضعت كفيها على قلبها المرتجف و قد احتلت الرجفة جسدها بالكامل ..
لا تُدرك ماهية شعورها ..
ولا تعلم ما المفترض بها أن تشعر به ..
أن تفرح لنجاته و اجتيازه لآخر مراحل علاجه بإصرار مُذهل ..
أم تحزن لأنه لم يثق بها الثقة الكاملة فيخبرها بما ينوي على فعله ..

لتوها أدركت بأنها قد ساعدته ليجتاز مرضه ..
و لكنها بالمقابل لم تجني منه أي شيء ..
لم يثق بها ..
لا زال يدور برأسه الـ ممكن الذي كان حاجزًا بينهما دومًا ..
ستتركينني ..
لا تريدين البقاء معي ..
من الممكن أنكِ قد مللتِ مني ..

مع أنها كانت تعتقد بأنهما قد تجاوزا هذه المرحلة منذ أشهر ..
منذ أن أتما علاقتهما الزوجية فأصبحا أقرب ما يكون إلى بعضهما ..

خرجت منها زفرة مثقلة بالخيبات ..
موجع شعورها ..
تشعر بأن قلبها قد ثقُل حتى لم يعد باستطاعة اضلعها حمايته من السقوط ،
فضاق صدرها من ثقله المفرط الذي جعل أنفاسها متقطعة و قصيرة ..

ارتجفت شفتيها وهي تقمع بكاؤها بقسوة ..
بينما لم يكن باستطاعتها إيقاف مدامعها فقد افرزت الدموع بوفرة ..
فكلما مسحت خديها بعنف عادت لتغتسل بدموعها مجددًا ..
كلما شحنت نفسها بأنها لن تبكي تفيض مدامعها أكثر ..
حتى شهقت شهقة حادة و انفرطت عقدة قسوتها
عندما سمعت ناصر يهتف بـ اسمها بفرح وصلها حيث هي ..
بانفعال خالص لا تشوبه أي شائبة ..
انفعال زاد من وتيرة جرحها ..
انفعال شعرت منه بمرارة لاكتها بفمها فانكمش جلدها من مذاقه ..

انفعال هي الأحق به ..
هي من يحق لها أن تفرح بنجاته ..
كان من الأولى أن تعيش معه بكل لحظاته المهمة هذه ..
و لكنه لم يترك لها المجال بذلك عندما أخفى عنها كل شيء ..
و عاش جميع اللحظات دون أن يُشركها بها ..

لقد تعبت من تجاهله لها دومًا بقراراته المهمة ..
و كأنها ليست شيء ثابت و أساسي بحياته ..
وكأنها ليست هي نصفه الآخر كما هو نصفها الذي تتوق إليه دومًا ..

سمعت طرقات ناصر على غرفتها ثم صوته الجهوري يصلها بمرح وهو يطلب منها الخروج ..
ضمت ركبتيها إلى صدرها و وضعت كفيها على اذنيها حتى تمنع صوته من التسلل إلى مسامعها ..

لن تخرج ..
فما فائدة خروجها ثم التظاهر بفرحة تعلم بأنها مبتورة بداخلها ..

ابتلعت غصة خانقة ..

لم تجعل لي أي مجال للفرح رصاص ..
لذلك لا تنتظر مني ما لم تعطِهِ لي ..
اعتذر عن أي خيبة ستسكن بصدرك عندما يعود إليك أخي خالي الوفاض ..

فأنتَ البادئ رصاص ..

و أنتَ الأظلم ..



،




يجلس بمقدمة المجلس بملامح باردة بينما يعتريه الضيق من الداخل ..
يشعر بأن صدره يطبق على اضلعه من شدة ضيقه ..
لم يستطع تجاهل عدم خروجها له ..
فقد بُترت فرحته قبل أن تكتمل ..

كان يريد أن يرى انعكاس فرحته بعينيها ..
أراد أن يرى نظرات الفخر تزين ملامحها ..
مع أن ناصر و عمته من شدة فرحتهما قد احتفلا فيه فعليًا ..
فقد أقام ناصر وليمة كبيرة على شرف رجوعه لمهنته ..
وها هو يتصدر المجلس بملامح خالية من أي انفعال ..
الا أن الضيق لم يتركه منذ أن عاد ناصر بملامح مبهمة و أخبره بأن دارين مُتعبة و ليس باستطاعتها النزول إليه ..
وقد أكدت ذلك والدتها عندما أخبرته بأنها قد ذهبت إلى المستشفى إثر انخفاض شديد بالضغط ..

كل ذلك أشعل قلقه أكثر ..
و زاد من وتيرة ضيقه ..
فليس صعبًا بأن يدرك بأنه هو السبب حتى لو لم يخبره أحد بذلك ..
فدومًا كان هو نقطة ضعف دارين ..
كما هي نقطة قوته ..
لا يتعمّد إغاظتها أو إخافتها ..
و لكنه بكل مرة يفعل ذلك للأسف ..

نقل نظراته إلى المجلس الذي بدأ يقل فيه عدد الرجال ثم استقام بعدم صبر و مشى بخطوات واسعة إلى ناصر ..
قال بإصرار عندما التفت إليه ناصر : ابغى اشوف دارين .. ضروري اشوفها الليلة
نظر إليه ناصر وقد ارتفع حاجبه بعدم رضا وهو يقول : وش انت مسوين لها ؟ همّاني امس اوصيك عليها !!

مالت شفتي رصاص بضيق ثم قال باعتراف يريد الخلاص به من تحقيق ناصر : عشاني ما خبّرتها إني رجعت لوظيفتي ..
نظر إليه ناصر بصمت و قد أوشك على سؤاله لماذا لم تخبرها وأنتَ تعلم بأنها تنتظر هذه اللحظة منذ سنوات ؟
و لكنه أدرك و بقربه من رصاص بأنه كان يخشى الفشل ..
لذلك لم يخبر أي احد منهم ..
حتى إذا فشل لن يقابله أي احد بنظرات التعاطف ..
سيبلع خيباته بينه و بين ذاته دون أن يعلم أحد عن ذلك ..

قطع الصمت بتنهيدة مُرهقة : بشوف لك طريق اذا راحوا العرب و إنت وشطارتك ..

اومأ رصاص بموافقة ثم عاد إلى مكانه وهو يراقب تقلص العدد أكثر حتى أصبحوا بعدد الأصابع ..
زفرة مُثقلة فلتت منه وهو يشحذ قوته لمواجهتها ..
ندًا لند ..
دون أن يكسر أي منهما الآخر ..

بعد دقائق كان آخر المدعوين يغادر فتنفس بقوة و وقف بسرعة ..
اتجه إلى ناصر الذي تقدمه بصمت بعد أن اخبر ازواج اخواته بأنه سيدخل مع رصاص لبعض الوقت و ثم يعودان ..
هتف ناصر بصوت عال ينادي على والدته وهو يخبرها بأن رصاص سيدخل معه ..
ردت عليه والدته من الداخل بأن لا أحد هنا سواها ..
دخلا مع بعضهما واتجها إليها ..
قبل كل منهما رأسها و يديها و بعد السؤال عن الحال و كيف مضت الليلة استأذناها بالصعود للأعلى ..

تحركا للأعلى بصمت حتى كانا أمام غرفة دارين ..
حينها اخرج ناصر حزمة مفاتيحه من جيبه و أخرج مفتاح من الدائرة التي تضم باقي المفاتيح ..
مده إليه بعد أن قال : هذا مفتاح غرفتها اذا مقفلة على نفسها .. بروح لقسمي شوي و بعدها ننزل مع بعض ..

اخذه منه رصاص و هو يشكره ثم راقبه يغادر و التفت إلى الباب الذي يواجهه بتوتر ..
ستقوم بينهما معركة حامية ..

همس وهو يفتح الباب : بسم الله ..



،



اتجه إلى جناحه الذي من المفترض أن تكون فيه ..
فتح الباب وهو ينقل نظراته على المكان الصامت المظلم من حوله ..
اغلق الباب و تقدم بخطوات هادئة إلى غرفة نومهما فكان الباب مغلق ..
قطب جبينه بتعجب وهو قد توقع بأنها ستكون هنا ..
فتح الباب و دخل وهو ينوي تغيير ملابسه ثم النزول ما دامت ليست متواجدة ..
ضغط على مفتاح النور فانتشر الضوء و تعلقت عيناه على المستلقية بسكون فوق اللحاف ..
تضع ذراعها على عينيها و مستغرقة بالنوم بكامل أناقتها ،
فقط قد وضعت حذائيها بجانب السرير على الأرض ..

تقدم إليها وهو يهتف باسمها و لم يصله أي شيء ..
فهي لم تتحرك حتى ..
تقدم حتى جلس على طرف السرير و عاد لينادي عليها ..
و عندما لم ترد عليه مد يده و سحب ذراعها من فوق عينيها ..
حينها تحركت بضيق فكرر نداءه..

فتحت عينيها ببطء و قابلتها ملامحه الساكنة ..
اعتدلت بجلوسها وهي تقطب بضيق : متى جيت ؟

نظر إلى تقطيبة ملامحها و قال بهدوء : توني الحين ..

اومأت بتفهم ثم سألته بخمول : متى بنرجع الفندق ؟

لا زال يراقب ملامحها ، يحاول التكهن بمزاجها الآن و ما خلف تقطيبتها ..
هتف و الصمت من حولهما يجبره على تخفيض صوته : شوي و نرجع .. بس اذا مرهقة عادي نقعد هنا و بكره نرجع ..
هزت رأسها برفض وقد زادت تقطيبة حاجبيها حدة ثم قالت بصوت وضح به الإنزعاج : لا مو مرهقة .. بس نمت بدون ما احس ..

اقترب منها حتى اصبح شبه ملاصق لها ..
سألها بهدوء و قد ركز بنظراته على عينيها : حد زعلش ؟ والا قالش شيء ؟؟
هتفت باستغراب وهي ترى نظراته الجادة : شيء زي ايش ؟؟
هز كتفيه بعدم معرفة وهو يقول : ما اعرف .. اسألش أنا

حاولت رسم ابتسامة على شفتيها و لم تنجح بتوصيلها إلى عينيها فقد كانت ابتسامة باردة لا روح فيها : لا ماصار شيء و محد قالي شيء ..

ناصر بإصرار وهو يتكرر برأسه قولها له قبل أشهر بإحدى المقاهي بأنها إذا انتابها الضيق أو التوتر تستغرق بالنوم حتى لو كان بوقت خاطئ ..
و الآن هو يرى بأنه وقت غير مناسب للنوم : طيب وش فيش ؟
شمعة باستغراب من إصراره : انت اللي وش فيك ؟؟

بخبث حاول فيه إضفاء طابع غير الجدية : توقعت تنتظريني موب ترقدين !
رفعت حاجبها وهي تكتف يديها على صدرها : قول والله !!
ترا ماخليتني ارقد من امس الا ساعتين و صحيتني مستكثرهن علي كمان ..

ابتسم حتى فلتت منه ضحكة سرعان ما كتمها وهو يرى نظراتها ثم قال وهو يجذبها إليه : حتى انا ما رقدت و هذاني للحين صاحي ..

عقدت ذراعيها خلف عنقه ثم مالت برأسها حتى تواجه عينيه ..
قالت بهدوء : كل واحد و طاقته .. انت متعود بس انا لا ..

شدها إليه أكثر وهو يشعر بنبضاته تتلخبط ..
منذ أن أصبحت تبادر بالتقرب منه في بعض الأحيان و نبضاته غير مستقرة ..
اعتاد أن يقترب منها و لكن أن تبادر هي يشعر بأنه لا زال بنطاق أحلامه و أمنياته ..

قال باعتراف لم يعد يستطيع كتمانه و قد دفن رأسه بين عنقها و شعرها المتناثر على ظهرها : تدرين إني احبش .. من يوم شفتش للحين و بكل ساعة تمر يزيد حبي لش أكثر ..

رفع رأسه عندما استشعر صمتها المبهم و ثبت بعينيه على عينيها .. كان بعينيها نظرات غريبة ..
نظرات تحمل بين طياتها الكثير من الشجن و الحُزن ..
سألته بابتسامة مرتجفة :
متى أول مرة شفتني ؟

مال برأسه وهو يضيق عينيه بتوجس من سؤالها ..
ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة وهو يقول بتهرب واضح : خلّش مني الحين .. قومي تجهزي عشان نرجع للفندق ..
هتفت باعتراض وهي تشد على كفه : نااصر

رفع كفه المحتضن لأناملها و قبل يدها برقة ثم افلتها ..
قال و هو يغادر: ماهوب وقته الحين .. انتظرش تحت ..

عندما خرج مالت برأسها على ظهر السرير ثم اخذت تضرب برأسها بقهر من نفسها ..
همست بتوبيخ : بثرة بثرة .. خليتي الرجال يهج ..


تهدلت كتفيها بإحباط و تقهقرت مكانها و ما حدث اليوم يعود إليها ..
فبعد رجوع زوج دارين أصر ناصر على إقامة وليمة كبيرة و قد حضر جميع اقربائهم ..
كان من بينهم امرأة تقاربها بالعمر ..
اقتربت منها و عرفتها على نفسها و بأنها ابنة خال ناصر ..
و بأنها تعد ناصر كأخيها ..
و لكن ما جذبها حقًا بأنها ذكرت بعض المواقف بينهما و اخبرتها بأنها عندما كانت تكمل دراستها الجامعية قد اضطرت للبقاء لديهم ..
وقد شاركتها دارين بعض الذكريات ..
ثم اخبرتها بأنها قد تزوجت منذ سنة أو يزيد ..

حينها فقط تذكرت قصة حبه البائسة ..
هه ، و كأنها قد نسيتها أصلًا !!

فـ المرأة أمامها تنطبق عليها جميع أحداث قصته ..
كانت أمامه لوقت ..
يُحبها و لا تراه ..
ثم تزوّجت بآخر دون أن تعلم بأنه لها عاشق ..
فلم تكن نصيبه ..


اشتعلت عروقها وقد أخذت عينيها تزيّن لها المرأة ..
فصوتها ناعم رقيق تودّ لو أنها لا تصمت ..
عينيها قد زادها لون العسل فتنة ..
و ابتسامة تجعل القلب يفتح لها جميع أبوابه الموصدة ..
فهل هذه هي محبوبتك يا ناصر ؟؟
هل حدث و أن قارنت بيننا ؟؟
كفة من التي رجحت ؟؟
هل حقًا أحببتني كما أحببتها ؟؟
أم أن ما بيننا لا يتعدى الود و الرحمة بقلبك لمن أصبحت رجلُها ؟

أخبرني بالله عليك يا ناصر ..
فـ أنا أغار و بشدة ..
غيرة لم أعرفها سوى بعد أن عرفت بأن قلبك ملكًا لغيري ..
لا تعلم كيف أشعر بالنبذ كلما توطدت علاقتنا أكثر ..
و لا تعلم بشاعة غيرتي عليك حتى أكاد أدعو بألا ترى عينيك سواي ..
و أن قلبك قد توقف قبل أن ينبض لغيري ..
ثم ما يفتأ الروع بأن يتملكني و أنا أتخيل حياةً بدونك ..
فأستغفر عن بشاعتي آلاف المرات ..
و أدعو بأن يبقيك الله لي ..

لم أعد أملك قلبي يا ناصر ..
لقد استحوذت عليه بجدارة ..
و لكنني أخشى بأن أخبرك بحبي فأرى بعينيك الشفقة على حالي ..
و أنا والله لا أقوى ذلك ..

ليتني عرفتك قبلها يا ناصر ..
أو ليتني كنت هي فأعيش معك منذ الصغر ..
ليتَ و ليتٌ كثيرة بقلبي ..
و قلبك أول أمنياتي ..
فليتكَ تدرك ذلك دون أن أضع نفسي و أضعك بموقف محرج ..
أنا أحبك ..
إلى الحد الذي لم أعتقد بأنني قد أحب أحد هكذا ..
فليبقيك الله لي ..
و ليعطيني قلبك صافيًا خاليًا من شوائب أي أنثى أخرى ..

آمين ..



،




تشنج جسدها بقوة آلمتها عندما سمعت صوت فتح الباب ثم رائحة عطره التي وصلتها حيث هي ..
واقفة تصلي الوتر قبل أن تخلد إلى النوم بعد أن اجبرتها والدتها على الخروج ..
لم تعد تعرف ماذا تقول و إلى أي آية وصلت ..
تشتت كبير لخبط نبضاتها و اشعل التوتر بعروقها ..
و بعد جهاد كبير مع نفسها انهت صلاتها بعد أن اضطرت لإعادة قراءة السور عدة مرات كي تستطيع اكمالها ..
فبسبب دخوله المفاجئ و تشتتها لم تعد تتذكر السور و كأنها لا تحفظها ولا تفقه بها شيء ..
طوت سجادتها بعد أن رتبت ثوب الصلاة و وضعته على الطاولة و ألحقت به السجادة ..

التفتت بعدها بهدوء لا يعكس الفوضى بداخلها ..
فبعد ساعات و بعد أن ابتلعت ما حدث ..
تركت مجال صغير للفرحة بداخلها ..

فهو بعد كل شيء قد اجتاز ما حدث ..
مع أنه قد أخذ منه وقت كبير إلا أن لذة الإنجاز لها مذاقها الخاص مهما طال الطريق ..
ثبتت عينيها باستنكار على جسده المتمدد براحة على سريرها !
يبادلها النظرات بأخرى هادئة ، ناعسة ..

سرت بجسدها رعشة عميقة جعلتها تتكتف بحماية لنفسها ..

رأته يعتدل و يجلس ..
ثم وصلها صوته بهيبته التي تُضعفها دومًا : مافيه مبروك ؟ أوالحمدلله عالسلامة ؟

ابتسامة موجعة ارتسمت على شفتيها و عكستها عينيها ..
قالت بعد أن ابتلعت غصة سدّت حنجرتها ، ببحة : الحمدلله عالسلامة .. و مبروك عليك نجاحك اللي ما شفتني قد الثقة عشان تعلمني فيه ..

نظر إليها بعمق .. بملامحها المنكمشة بوجع ..
و وقفتها المتحفزة ..
ثم سألها بهدوء : ليش تقولين كذا ؟
بتساؤل مماثل : برايك ليش أقول كذا ؟

هز كتفيه بعدم معرفة فمالت ابتسامتها بوجع ..
إن كان يعلم و يتجاهل فتلك مصيبة بعينيها ..
و إن كان لا يعلم حقًا فذلك أعظم ..
سألته بمواجهة ، بسؤال العارف : ليش ما علمتني رصاص ؟؟
شتت نظراته و صمت ..
فأكملت بإقرار : باقي موب واثق فيني ..
موب واثق بمشاعري لك ..

هز رأسه و قال باعتراف به بعض المرارة وهو يقبض بكفيه على طرف الفراش بقوة : غصب عني يا دارين ..
ماهوب قل ثقة فيش ..
بس انتي تعرفيني و تعرفين كيف اكره الضعف ..
و إني أكون بحاجة أي شخص ..
فكيف وانا ضعفت قدامش كثير و كان لازم أوقف على ارجيلي بلحالي ..
انتي ما تعرفين كيف كنت احس بعد كل جلسة ..
ماتدرين كيف كنت ابغض نفسي و ضعفي بكل مرة ..

دارين بحدة و قهر وقد اضطربت أنفاسها بسبب كتمها لعبراتها التي لا تعلم لماذا لا تستطيع السيطرة عليها اليوم : انا داريين ماهوب أي شخص ..

رصاص ببعض الحدة : إن البلا إنش دارين ..
دارين اللي ما تمنيتها تشوفني ولا بأسوأ الأحوال وانا كذا ..
و دارين اللي شافتني وأنا بوضع أسوأ بكثير ..
تحسبينه سهل علي إني اعترف بضعفي أو ارضى تشوفيني ضعيف ..

بدفاع وقد احتقنت محاجرها بالدموع : انت تدري بعد إن دارين مستحيل تشوفك ضعيف ..
ليش دايم تظن فيني السوء !!
متى قد خذلتك عشان تاخذ عني هالفكرة !!

قطب جبينه بضيق وهو يرى ملامحها المحتقنة ..
تقدم إليها وهو يقول ببعض الهدوء : ماعمرش خذلتيني ..

قاطعته بمرارة وقد انهمرت دموعها : بس انت خذلتني كثير ..
و خاطري مليان عليك ..
ما ابغى اشوفك رصاص .. ما ابغاك ..

وقف بدهشة قبل أن يصل إليها بخطوتين لا أكثر ..
هتف بتوجس : كيف يعني ما تبغيني ؟؟

هزت كتفيها باستهتار ولا مبالاة اعتمدت أن تصل إليه ،
تريد أن يذوق بعضًا من قهرها ..
ثم اردفت بقسوة لا تليق عليها : يعني ما ابغى اشوفك ..

ارتفع حاجبه باستهجان ثم هتف بهدوء : هذا اخر كلامش ؟

ارتفع صدرها و انخفض بقهر و هي ترى عدم مبالاته ..
هل سيخرج إن قالت نعم ؟؟
هل سيفعلها و يتجاهل ما بينهما الآن ؟
و رغم قهرها و خوفها من أن يتجاهلها و يخرج
هتفت بتحدي و إصرار : ايوه .. ما ابغى اشوفك ..

رصاص ببرود وهو يتعداها : على أمرش ..
ما طلبتي شيء ..

التفتت معه عندما مر بجانبها بعينين قد اتسعت بذهول ،
فهي لم تتوقع أن يكون باردًا وكأنها لا تعنيه حقًا ..
لو كان للنظرات حد كان قد خرّ صريعًا بسبب نظراتها ..
قبضت على كفيها بقوة وهي تكتم صرختها المقهورة بداخلها ..
تراقبه وهو يمضي إلى الباب بهدوء و بطء و بداخلها رغبة قوية بأن تركض خلفه ثم تجذبه من شعره إلى الأرض حتى يعلم كيف يتجاهلها ..

هتفت بفزع عندما عم الظلام على الغرفة : بسم الله ..

ثم أردفت بتوجس وهي لا ترى أي شيء بسبب الظلام : رصاص ؟

تفاجأت به قربها تمامًا وهو يقبض على ذراعها ثم يمسدها بخفة ..
سألته باستهجان : ليش طفيت النور ؟

رصاص بهدوء : قلتي ما تبغين تشوفيني ..

صرت على اسنانها بغيظ و أردفت بحدة : رصااص عـ..

قاطعها بأن جذبها إلى صدره ثم التفت ذراعيه حول جسدها ..
هتف بغيظ مماثل : عن القرقر و احضنيني وانتي ساكته..

تلوت بين يديه فجذبها إليه أكثر ، و بأمر : قَرِّي
" أي اثبتي بمكانك "

خفتت حركتها وهي تشعر به ..
بنبضاته المتسارعة تحت مسمعها ..
برائحته المحببة إلى قلبها ..
بذراعيه الملتفة حولها كوثاق أبديّ قد تعهد بألا يُمحى ،
بجذبه القوي لها وكأنه يريدها أن تشعر به و تربّت على قلبه المرتجف ..

اطبقت جفنيها براحة و هتفت بداخلها بالحمد ..
فهو حي يرزق ..
دون أي مكروه ..

وصلها همسه المثخن بما يعتريه : احسه حلم ..
للحين موب مصدق ..
من لما رجعت للحين يتكرر براسي كل اللي صار ..
من لما ركبت الطايرة لين رجعت لهنا ..
يتكرر و يخلي قلبي يعورني من الفرحة ..
من زمان ما حسيت إني حي و فرحان لهالدرجة ..

ثم سألها وهو يضغط برأسها على صدره : تحسين بقلبي دارين ؟؟ تسمعينه ؟؟


اومأت وهي تحيط جسده بذراعيها دون شعور منها ..
رغبةً باحتواء فوضاه و قد مالت شفتيها بتأثر و امتلأت عينيها بالدموع ..

اشعر بقلبك رصاص ، اشعر به ..
اقسم بأن لا احد باستطاعته الشعور بك أكثر مني ..
لا تحتاج لسؤالي فأنت تعلم بأنني دومًا ما شعرت بك ..
و تعلم بأن لا احد سيفهمك أكثر مني ..
لن يفرح لفرحتك أحد كـ مثلي ..
فلماذا الظنون السيئة يا رصاص ؟؟
لماذا التذبذب و عدم الاستقرار ..
لمَ وأنت توقن بداخلك بأنني استحق منك أفضل من ذلك؟
..
استحق منك احترام مشاعري ..
بألا يصيبك شك بها ..
آهٍ من خذلانك لي رصاص ..
بكل مرة تؤلم قلبي بدافع تفكيرك بي ..

لا أريدك أن تفكر بي إن كانت هذه النتيجة ..
أفكار حمقاء و تنفيذ أحمق مؤلم كذلك ..

ليتني أملك قلبك رصاص كما تملك قلبي ..
فأجور عليك كما دأبت أن تفعل ..

اخبرني رصاص ..
من سيعيد إلي قلبي كما كان ؟
دون عطوبك التي قد حُفرت به فأنهكته ..
أخبرني بالله عليك ..

قاطع ثرثرة روحها بأن جذبها إليه أكثر عندما شعر بها تضرب رأسها على صدره بقهر ..

قال بخفوت وهو يثبت رأسها على رأسه ..
يشعر بما يدور بداخلها و بحجم خذلانها منه ،
ليتها تعلم بأنه لم يقوّيه سوى عينيها ، بالحل و الترحال :
آسف يا دارين .. آسف مليون مرة ..
داري باللي بقلبش والله العظيم داري و حاس فيش .. سامحيني

هزت رأسها بالرفض ثم هتفت بخفوت وقد نزلت من عينيها دمعتين مُثقلة بالوجع ..
بعبرة خانقة وقد تزاحمت الأحرف بحنجرتها فأثقلتها أكثر : مقدر اسامحك الحين .. قلبي شايل عليك كثير ..
كثير يا رصاص ..
وجعتني ..
وجعت لي قلبي وانا ادري إنك خطيت خطوة كبيرة و استخسرت تعلمني افرح لك ..
و لا تقولّي فكرت فيني وماتبغى تخذلني إذا فشلت ..
لأنك رح توجعني أكثر اذا قلتها ..

رصاص بابتسامة مائلة متوجعة عليها : همّاش فاهمتني ..
" بمعنى إذًا انتِ تفهمينني "

و كلمة " هَمّاك " تستخدم للتوكيد..

طرقات على الباب قاطعتهما فالتفت رصاص إلى الباب وهو يسمع صوت ناصر يقول بخبث : تطلعون والا افتح الباب ..
قلت لك خذ بخاطرها و احسبك نزلت إلا اميمتي تقول إنك باقي هنا .. وراكم مطفين النور !!

شهقت دارين بفزع وهي تسمع سؤاله الخبيث ..
ثم افزعها اكثر صوت رصاص الجهوري وهو يقول بخبث مماثل : اختك تقول ما تبغى تشوفني ..

ضحك بخفة وهو يشعر بها تتشبث به اكثر وهي تتمتم بكلمات لا يفقهها ولكنه أكيد من أنها تشتمه مع اخيها ..
وصله صوت ناصر يقول باستهجان : و انت استغليت الوضع .. اطلع اطلع عن قلة الحيا بس ..

وصله صوتها الخافت قبل أن يرد على ناصر : لا تطلع ، ابغى اقولك شيء ..
همس بخفوت : ابشري ..
ثم اردف بصوت عال : انت انزل وانا جاي الحين ..

لحظات و سمعا خطوات ناصر المغادرة بعد أن وصلهما تذمره الخبيث ..
اخفض رأسه إليها و همس بتدليل : آمري .. عيوني لش ..

دارين بهدوء و قرار واحد يتشكل برأسها : ما يامر عليك ظالم ..
اول شيء نشغل النور و نجلس .. تعبت واقفة ..

رفض بهزة من رأسه : مرتاح كذا ..
مير لا جلسنا ما بتخليني اضمش ..
كذا احسن ..

نظرت إليه بعد أن اعتادت على الظلام و أصبحت بعض ملامحه واضحة بسبب النور الذي يتسرب من الخارج إليهم ..
هتفت بعدها بهدوء وقد ركزت بعينيها عليه : انا حامل
نظر إليها بعدم استيعاب : كيف يعني ؟
رفعت حاجبها بسخرية ..
ثم أردفت بسخرية أشد : يعني زي أي زوجة تحمل بذا الحياة ..

شعرت به يتصلب بوقفته وقد استقرت عينيه عليها باتساع ..
يحاول تبيّن صدقها من زيفها ..
سأل بهدوء وبداخله مشاعر غريبة : تقولينه صادقة ؟

أومأت برأسها فأردف بتساؤل أهم بالنسبة له وهو يحلل جميع تصرفاتها في الأسابيع الماضية : متى عرفتي ؟
شخرت بسخرية ثم قالت بقصد و لؤم : اليوم ..
تخيل كيف عرفت ؟؟
لأنه اغمى علي من الروعة بعد ما كلمتني و خذوني للمستشفى ..
وهناك عرفت و عطوني مثبتات عشان كذا اقولك بجلس تعبت من الوقفة ..

انهت كلامها و ابتعدت عنه ..
وقف مكانه يتبعها بعينيه حتى استقرت على فراشها ..
أردفت بعد أن تمددت و سحبت اللحاف عليها : لا تتأخر على ناصر ينتظرك تحت ..

عقد حاجبيه من غرابتها ..
ليست هذه دارين التي كانت تنتظر حملها منذ أن أتمّا زواجهما ..
دارين التي تذوب عشقًا عند رؤيتها لأي كائن صغير من أي فصيلة كان ..
هتف باستنكار وهو يراها تسترخي أكثر : وش فيش ؟
ليش تقولين الخبر كذا بدون نفس ؟؟

ثم عقد حاجبيه اكثر وهو يستوعب ما تفعله : بعدين ليش انسدحتي و بترقدين !! بنروح لبيتنا بعد شوي ..

هتفت بلا مبالاة وهي تضع كفيها تحت وجنتها اليمنى وتطبق أهدابها : روح البيت لحالك .. انا بقعد هنا

تقدم إليها حتى جلس بجانبها على طرف السرير ..
نظر إليها بصمت للحظات يحاول فهم ما يدور بداخلها ..
سألها بعد ذلك بهدوء : وش فيش ؟ ليش ما تبغين ترجعين معي ؟؟

دارين بخفوت و قد بدأت تدخل بعالم النوم : تعبانة قلت لك ..
عطوني مثبتات مقدر اتحرك منها كثير عشان ما يطيح البيبي ..

رصاص بعدم فهم و ضيق : ليش احسش موب فرحانه بالحمل ؟؟
أجابته بجمود : انت قتلت فرحتي فيه ..

نظر إليها بوجع و صمت ..
راقبها وهي تغوص بالنوم اكثر حتى انتظمت أنفاسها و انفكت عقدة جبينها ..

لم يستوعب حتى الآن بأنها حامل ..
بقي يراقبها وكأنه سيتغير بها شيء ما عندما يطرف بعينيه للحظات ..
وضع يده على قلبه وقد ارتسمت ابتسامة سعيدة متأخرة على شفتيه ..
نظر إليها ورغبة بداخله تدفعه لإيقاظها بالقُبَل ..
و لكنه عوضًا عن ذلك دنى بجسده و احتضنها بعطف ..

همس بفرحة تلألأت بها عيناه : مبروك يا روحي .. مبروك ..





،,




يجلس في سيارته بأحد الأماكن التي اتفقا على اللقاء بها ..
لقاء قد طال انتظاره بعدد سنوات فراقهم ..
لقاء كان لا بد منه ..
فهو ينوي على طي صفحات حياته ثم يغلقها و يختم عليها بالشمع بعد أن ينتهي من خط آخر كلماتها ..
فيعود ليفتح صفحات آخرى بمكان آخر قد اختار اللوذ إليه ..
صفحات خالية من ابتهال و حبه الغريب لها ..
الحب الذي لم يخفت وهجه في صدره حتى الآن ..
صفحات خالية من وجود نجد الذي كان يوسم صدره بالذنب كلما رآها و عجز عن احتوائها أو إقامة علاقة دافئة بينهما ..

صفحات و لكل أسفه و حُزنه خالية من وجود ابنته التي كانت له السند حين ضعُف وانفتق حبل صبره ..
صفحات لا يجد فيها صديقه المخلص دومًا و الذي لا يشبهه في أي شيء ..
فهو سيغادر أبها إلى الرياض ..
إلى المقر الرئيسي للشركة التي يعمل بها ..
ولا يعلم ما تحمل له الأيام القادمة ..
و لكنه استخار الله كثيرًا ..
حتى اهتدى إلى قراره ..
و هذه آخر خطواته في صفحاته القديمة ..

سيعتذر من صالح ..
سيخبره بما حدث قديمًا و الذي لم يترك له الفرصة حينها بقوله ..
و لا يلومه إطلاقًا ..
آه فلتت من بين أنفاسه حارقة ، كل ما يعيشه هذه الأشهر لا يُطاق ..
لا يحتملها ..
و لكنه مجبر على ذلك ..
فما عاد هناك مفر من إنهاء كل شيء و المغادرة ..

التفت على صوت السيارة التي توقفت بجانبه ..
راقب صالح وهو يترجل من سيارته بملامح مكفهرة ، وقد سكنت تقطيبة حادة بين حاجبيه فأعطت ملامحه قسوة أكبر ..
أمعن النظر إليه بملامحه الحادة الجادة المختلفة عن صالح القديم ..
ليس فقط ملامحه ..
بل حتى لون بشرته القمحي أصبح يميل للسمرة أكثر ..
جسده الذي اصبح اشد صلابة و ارتكاز ..

اعتدل بوقفته بتوتر .. عقدته منذ القدم هي الإعتذار ..
يعلم الله أنه يجبر نفسه على فعل كل ماهو صحيح و تستثقله كرامته ..
فهو ينوي اغلاق جميع الدفاتر اليوم ..
تصافحا بسلام بارد ثم سؤال مختصر عن الأحوال ..
ساد عليهما الصمت حتى قطعه صالح بضجر : وش تبغى ؟؟

يوسف بسرعة و كأنه كان ينتظر سؤاله حتى تتسرب الكلمات من بين شفتيه بانسياب ، و صدق : انا اسف عاللي صار زمان .. ما عمري حاولت آذيك بس خفت ..
خوفني ابوي اكثر لما عرف عن الموضوع و قالي مستقبله ضايع على الأقل انت ما يضيع مستقبلك كمان ..
ماكنت مستوعب للي صار ابد ولا امداني استوعب حتى الا و هم يدقون على ابوي ..
انا ادري ان حركتي كانت نذلة و اني جبان بس والله خفت ..
وانا اسف على كل شيء صار لك بسببي و اني ما شهدت معك بهذاك اليوم ..

تكتف صالح و هو يميل بطرف جسده على سيارته مواجهًا ليوسف ..
شخر بسخرية وهو يقول باستخفاف : وانت تحسبني للحين واقف عاللي صار زمان ؟؟ انا تجاوزته زي ما تجاوزتك ..
و لولا إني كنت قبلت بالقضية قبل اعرف مين تكون والا ماكان فكرت فيك حتى ..

اومأ يوسف بتجاهل لاستخفافه وهو يضغط على نفسه حتى لا يجعل كبرياءه يفسد عنجهية صالح الواضحة : يمكن انك زي ما قلت تجاوزت اللي صار ..
بس حبيت اعتذر عن اللي صار و أوضح لك حتى لو ما انت بحاجة لتوضيحي ..

صالح و بمزاج اسود : و ايش استفدت الحين ؟؟ ريحت ضميرك ؟؟
ما تشوف ان اعتذارك من طول المدة اللي خذيتها لين جا ماعاد له طعم و لا حاجة ؟؟

يوسف بإصرار : انت تدري اني حاولت هذيك الأيام افهمك الموضوع بس انت رفضت أي تواصل معي ..
تجاهلتني ولا عطيتني فرصة ..

هه ساخرة فلتت من بين شفتي صالح ..
لقد اختار يوسف الوقت الأسوأ للإعتذار ..
فهو لم يأتِ الا لشيء واحد ..
و لا يعلم حتى الآن ماذا يعيقه ليقوله ..

عندما رأى يوسف عدم رد صالح قال بهدوء و هو يستدير
و يفتح باب سيارته : عالعموم انا حبيت اعتذر منك و انت افهمها مثل ما تبغى ..
ترييح ضمير او تقفيل صفحات سودا ..

راقبه صالح بملامح مشدودة حتى غادر ..
ثم و بعصبية بالغة ركل الأرض بقدمه ..
بغيظ من نفسه ..
لقد أتى لكي يخبره بأنه قد خطب ابتهال ..
يعلم بأنها قد رفضته فقد اخبره أخيها منذ ساعتين ..
ولكنه أراد اشعال يوسف ..
أراد أن يخبره بأنه كعادته قد فقد شخص آخر يحبه و لم يعد يملكه ..
بأنه و كعادة كبرياء يوسف المتجبر سيفقد الكثير ايضًا ..
و لكنه لم يقل له ..
لم يخبره بأي شيء ..
لا يعلم هل هو بسبب الانكسار الدفين بعينيه ؟؟
أم باليأس البادي على هيئته و ملامحه ..
هل أشفق عليه من وجع آخر ؟؟
أم انه لم يرد حقًا أن يتصرف بلؤم لا يناسبه ..

كل ما يعلمه بأنه غاضب و بشدة لأنه لم يخبره بذلك ..
فقد قطع وعدًا لنفسه بأنه لن يتراجع بأي قرار يتخذه ..
و لكنه و بعد سنوات لأول مرة يتراجع عن قرار قد اتخذه ..

يا الله ..
لـ كم يكره أبها ..
و يكره كل ما يمت للجنوب بصلة ..
صحيح بأنها جميلة ..
و لكنه يكرهها و يكره أهلها ..
و يكره كل شيء يشعره بالضعف و بصالح القديم ..
لو لم يرتبط بعدة قضايا هنا لكان قد غادر منذ أن انتهت قضية ابتهال ..
و لن يعود إلى هنا مطلقًا ..

و ما يصبره بأنه قد انتهى تقريبًا من اغلب ما يستلزم وجوده ..
و سيعود قريبًا إلى الرياض ..
فيعود استقراره النفسي إليه ..
و يشيّد ما خربته بداخله أيام ابها ..
و أهل ابها ..
فسلامٌ عليك يا ابها بعدد قطرات مطرك ..
ولكنني لا أحبك مع أن كل شيء بكِ جميل ..

و لكنه القلب و ما يهوى .



،



مستلقية على سريرها بسكون ..
لا يتحرك منها سوى يدها التي تقلب بالهاتف بشرود ..
اليوم هو آخر يوم لهم قبل الانتقال لمنزلهم الجديد ..
و هو آخر يوم له أيضًا في ابها ..
منذ أن علمت بخبر انتقاله وهي تشعر بشجن عميق ..
هل كان جرحه عميقًا إلى هذا الحد الذي يجعله يهاجر من مدينته و يلوذ بمدينة أخرى ؟؟
هل كان ألمه شديدًا حد أن يعيف كل شيء و يتركه خلفه ؟؟
حتى ابنته !

الابنة التي لا تشك مطلقًا بمدى حبه العميق لها ..
ولا تعلم حتى الآن كيف كان يغار منها ؟؟
لن تكذب على نفسها و تقول بأنها لم تتوجع عندما علمت بـ نيته على الرحيل ..
بالأمس اعتذر لها ..
اخبرها بأنه آسف على كل شيء ، و بأنها تستحق الأفضل ..
اعتذر عن جفاءه معها ، قسوته ، برودة أيامهما ..
و بأن أي شخص آخر كان ليسعد معها ..

أرادت أن تخبره بأنها قد أحبته منذ أن أبدى لها بعض اللين ..
و بأنها قد حلمت لليالٍ طوال بمستقبلٍ أفضل لهما ..
و لكنها لم تتجرأ على التقرب ..

لقد خشيته ..
خشيت أن يعاملها كما كان يعامل ابتهال عندما علم بحبها له ..
فلم تستطع المجازفة بالتقرب ..
فـ هي منذ فقدها لأخيها و تشتت اخوتها الباقين
لم تعد كما كانت ، قوية و متماسكة ..
بل أصبحت هشة جدًا ..
و الشوق كان يضعفها أكثر ..
لذلك لم تستطع التقرب منه ..

أرادت أن تتشبث بآخر شيء يجعلها هي " نجد " ..
و قد كانت ريما هي الحل الأفضل ..
فأغرقتها بعاطفتها ..

هي من تعلم كيف يكون النقص عند ذهاب أحد الوالدين ..
لذلك لم تبخل على ريما بأي شيء ..
لقد اعطتها و لو استمرت مع ابيها كانت ستعطيها اكثر و اكثر ..

و آهٍ من ريما ..
لقد عاد إلى عينيها بريق لم تره من قبل ..
و الأمان بصوتها يخبرها بأنها قد وجدت ضالتها ..
و بأنها لن تكون أسعد بغير حضن أمها ..
تتمنى فقط أن تجد هي السعادة أيضًا ..
و أن يجدها يوسف قريبًا ..
فـ ربما انتقاله إلى الرياض هو بداية خير له ..
تتمنى ذلك ..
و تدعو الله بأن يخفف عن قلبه الوحشة التي سيشعر بها ..
تنهيدة حارقة فلتت منها ..
ليتكَ أحببتني يا يوسف ..
و لو بربع حبك لابتهال .. ليت .



،



تعلم بأنه في الخارج ..
مع ابنتهما ..
لقد اخبرها عن عزمه على الرحيل ..
و اثقل كاهلها بالوصايا المليئة بالخوف على ابنته ..
حتى لكادت تقسم بأنها لا تعرفه ..
فـ من هاتفها ليس هو يوسف المغرور ..
بل شخص آخر أصابها بالذهول ..
فـ منذ متى و يوسف يتعامل بالعاطفة منحيًا كبرياءه الثمين ؟؟

صحيح أنها حاربت حتى حصلت على حريتها ..
و لكن جزء بها قد تأثر بعض الشيء ..
فهي حتى ومع كرهها له إلا انها لم تتمنى له يومًا أن يهاجر عن بلده ..
و ربما هو الحل الأفضل لهم جميعًا ..
فهي تشعر بأن ريما لتوها قد عادت إلى طبيعتها ..
ولا تريد لها أن تتذبذب بين منزلين ..
بينما الآن و عندما ينتقل سيأتِ لفترات محددة كما أخبرها كي يرى ابنته ..
ستخصص لهن نظام خاص ..
و ستكافح بكل ما لديها حتى تعوّض ابنتها ..
و تبني لها مستقبل مشرّف ..

لقد قدمت على الدراسات العليا وهي بانتظار الموافقة ..
ستدرس هنا ..
ستقسم وقتها بين دراستها و ابنتها و بعض المشاريع التي ستستلمها من حينٍ لآخر ..
لا مجال لأي شيء آخر للدخول في حياتها ..

لقد تصالحت مع ذاتها أخيرًا ..
بعد أن ابتلعت من الوجع و المرارة ما يكفيها لباقي حياتها ..
فقد تجرعتها بالمكاييل ..
كل شخص يغرف من خاصته ليذيقها و تضطر لبلعها
حتى لم يعد بداخلها مكان سليم ..
بل فاض عن ذلك حتى كاد يبتلعها داخل هوّة سحيقة ..

صحيح انها استطاعت النجاة بنفسها و عدم السقوط ..
و لكنها لا زالت تلوك مرارة الذكريات ..
تتمنى فقط ألّا يستغرقها الكثير من الوقت لـ تجاوز ما حدث ..
فربما يخفت وجعها عندما يذهب ولا يأتِ الا من حين لآخر ..

حينها لن تضطر للتواصل معه باستمرار كـ الآن ..
لربما ذهابه هو علاجها ..
رُبما ..
فهي تشعر و كأنه كان كـ باب موارب بحياتها
و الليلة سيغلق و إلى الأبد ..

حينها فقط ستسطيع اخذ أنفاسها براحة ..



،



بعد مرور شهر ..



لقد عاقبته بما فيه الكفاية ..
شهر كامل وهي مستقرة لدى أمها ..
ترفض العودة معه إلى منزلهما ..
فـ قام و بعنادٍ شديد بالبقاء ببيتهم هو الآخر مستغلًا عدم وجود ناصر و شمعة ..
لقد ذهب برحلتين داخليتين ..
وكان بكل مرة يذهب بها إلى المطار يأتي إليها قبل الذهاب و يستعرض نفسه بلباسه ..
و بكل مرة تكاد تنسى نفسها و زعلها و ترتمي عليه ..
الخبيث ..
يعرف نقطة ضعفها ..
بل يعرفها كلها و يقلبها بين كفيه كما يشاء ..
لم تكن تعتقد بأنها ستستطيع مجافاته ..
و لكن يبدو بأن لهرموناتها دور بعنادها القائم ..
حاول استعطافها كثيرًا و رفضته بكل مرة ..
و لم يوقفه ذلك بل جعله أشد عنادًا منها ..
و كما قالت لها أمها " رجعتوا بزران " ..
مع أن أمها لا تعلم مابينهما و ما سبب بقائها لديها..

لم تخاصمه بشكلٍ كامل ..
بل هو يقترب منها حتى و إن تمنعت ..
فلا تأخذ بين يديه سوى لحظات و يكتم تمنعها ..
و بكل مرة تثأر لكبرياءها بإصرارها على المكوث لدى والدتها ..
و لكنها قد ملّت من وضعهما ..
فهي لا تحبذ الخصام الطويل ..
ولا يروق لها أن تتصرف على غير طبيعتها ..
لذلك قامت بتوضيب جميع حاجياتها و ستخبره عندما يأتِ بأنها ستعود ..

لن تنكر بأن خيبتها به كبيرة ..
و بأنها ابدًا لن تنسى ما فعل ..
و لكن إلى متى ؟؟
لقد طرحت السؤال على نفسها و لم تجد له إجابه ..
و كما تخبر مرضاها دومًا بأن الوقت كفيل بكل شيء ..
فهو أيضا كفيل بخيبتها ..
فـ لا مزيد من الخصام ..
ولا يوجد هناك سماح أيضًا ..
سترى كيف تتعامل معه عندما يعودان إلى منزلهما ..
فـ إما أن يغلبها بحبه المحتل لقلبها ..

وإما أن تغلبه بعنادها الجديد ..
و الأرجح هو الأول ..



،



ينظر إليها من مكانه الحالي على الأريكة ..
بينما هي تستقر في الشرفة و تتدثر بلحاف كبير جعلها تبدو هشة و صغيرة ..
تنظر إلى الليل الهادئ في الخارج ..
اما هو فيتمعن بالنظر إليها ..

اليوم مزاجها سيء جدًا ..
و ليست المرة الأولى التي يتعكر بها مزاجها فجأة و تلتزم الصمت ..
لا يعلم ما الذي يدور بخلدها ..
و لماذا هي متذبذبة المزاج هكذا ..
صحيح أنها لا توضّح ذلك له ..
و لكنه لا يخفى على شخص مثله قد حفظها بجميع تفاصيلها ..

تحرك إليها حتى وصل إلى خلفها ..
انحنى عليها من الخلف وهي جالسة و احتضنها بقوة جعلت ابتسامة بسيطة ترتسم على شفتيها ..
ثم اتبعها بقبلة عميقة على خدها فـ مدت يدها ولا زالت على وضعها و مررتها على وجنته بلطف ..
اخذ كفها و قبل باطنه بعمق أثار بداخلها الدفء ..
حينها التفتت إليه برأسها و لم تكد تفعلها حتى التهم شفتيها بقبلة أعمق ..

رأسها مرتفع إليه وهو منحنٍ عليها ..
يثبت رأسها بيده و يوزع قبلاته على جميع أجزاء وجهها حتى اكتفى ..
وضع جبينه على جبينها بعد هجومه العاصف لهدوئها ..
سألها بهمس : وش تفكرين فيه و مشغل بالش هالكثر ؟
شمعة بهمس باسم : افكر فيك ..
ابتعد عنها بابتسامة واسعة و التف حولها حتى جلس على المقعد المقابل لها ..
قال بتهكم مرح : تعرفين تجيبين راسي ..

اتسعت ابتسامتها اكثر ثم رفعت عينيها إلى السماء بصمت و عمق ..
لحظات و وصله صوتها الهادئ ولا زالت عينيها ترنو إلى الليل البهيم من حولهما ،
بتساؤل : ايش مفهوم الحب عندك يا ناصر؟
ثم نظرت إليه و أكملت بابتسامة : ما ابغى إجابة فلسفية ..

تكتف بتنهيدة عميقة جعلت ما بين حاجبيها يُعقد ..

آهٍ يا شمعة ..
تسألينني عن الهوى و الحُب ..
و انا والله لم أعرفه إلا عندما احببتك ..
لا تعلمين ماذا تفعله ابتسامة واحدة من شفتيكِ العذبة الشهية ..
ولا تعلمين كم تتراقص نبضاتي عندما اسمع ضحكة صادقة قد فلتت من ثغركِ
بعفوية محببة إلى قلبي ..
لم أتعلم الحب و أن أُحب أحد أكثر من نفسي الا عندما رأيتك ..

تقولين بأنكِ لا تريدين إجابة فلسفية ..
و الحب قد اختزل بـ اسمك..
كل ما به يؤدي إليك ..
وكل مابي معلول بكِ ..
لقد تغلغلتِ بين مساماتي حتى أصبحت لا أزفر سواك ..
ولا يدخل إلى أعماقي الا رائحتك المسكرة ..

لم أخبرك بأنني أعشق رائحتك بعد لحظاتنا معًا ..
لذلك أقوم باحتجازك بين ذراعيّ ..
حتى استنشقكِ بنهم كـ مهووس ..
أقسم بأن لا أحد يفقدني تعقلي كـ أنتِ ..
فهل بعد كل ذلك تسألينني عن الهوى و الحب ؟


ابتسم عندما رأى تقطيبتها الحادة فـ هز كتفيه بعدم معرفة ..
ارتفع حاجبيها بعدم تصديق : عن الكذاب ناصر .. انت مجربة يعني تعرفه زين ..
ناصر بهدوء و دون مراوغة : ما عمره كان لي حبيبة زي ما تتخيلين ..
شمعة بعدم فهم : كيف يعني ؟
صمت للحظات يقلب الأمر برأسه ..
هل حان وقت اخبارها أم لا ..
و لكنه لا يضمن بأن تأتيه فرصة أخرى كـ هذه ..
لذلك قال بتساؤل و توتر : اذا قلت لش الحقيقة .. تصدقيني ؟
بتعجب : حقيقة إيش ! و ليش ما اصدقك ؟

نظر إليها للحظات وهو يرتب كلماته ..
ثم هتف بعدها دون مواربة : حقيقة إني ما عمره كان لي حبيبة غيرش ..

راقب ملامحها المبهمة بالنسبة له ..
بينما هي لم تستوعب حتى الآن مقصده ..
و عندما رأى صمتها أردف بصدق : أول شيء و يشهد الله علي إني ما عمري سويت هالشيء مع أحد .. ثاني شيء ..
تذكرين أول ما توظفتي عندنا بالمستشفى ؟
كنت تقريبًا انا اللي اخلص لش اغلب امورش و كله بتوصية من أمي و عمتش..

و كل ما شافتني وحدة منهم قعدت توصيني وكله من خوفهم عليش ..
وانا مع الأيام بديت اهتم فيش .. لين حبيتش ..

صمت للحظات ثم أردف بغيظ و غيرة : عرفت بعدها إنش مخطوبة ..
و حاولت اتجاهلش والله يعلم .. بس ما قدرت ..
كنت كلما اشوفش احس قلبي يوجعني وانا ادري انش موب لي ..
و انش بتكونين لغيري ..


انتهى من اعترافه و صمت ..
امتد بينهما الصمت للحظات طالت
حتى قطعه بتوجس و قلق : ليش ساكته ؟

زمت شفتيها للحظات ثم أردفت بتقرير وهي تنظر إليه مباشرة : عشان كذيه كنت تراقبني ؟
اومأ بصمت فسألت بغيظ وهي تتمنى لوتقتص منه
على الأيام التي لم تنم فيها من الغيرة : ليش ما علمتني ؟
ببساطة أغاظتها أكثر : ماكنتي رح تصدقيني ..
نظرت إليه بغل ..
ثم كتفت ذراعيها على صدرها و قالت بتهكم : انت تدري انك ضيعت على نفسك أوقااااات ..
بعدم فهم : أي أوقات ؟؟
هزت كتفيها بلا مبالاة متعمدة ..
و بداخلها تتمنى لو تعبر عن فرحتها بأن تقوم و ترقص و تصرخ حتى يعلم الكل بفرحتها ..

نظر إلى عينيها و قد علم من نظراتها المتحدية بأنها لن تجيب ..
لذلك رد لها السؤال بفضول : طيب وانتِ ايش الحب بمفهومش؟
شمعة ببساطة : إنت ..

تجمدت ملامحه وهو يستوعب كلمتها ..
ثم عندما رأت نظراته و عينيه التي تتسع تدريجيًا ..
وقفت بعجل وهي تدرك ردة فعله التالية و التي ما إن خطت بقدميها داخل جناح الفندق
حتى سمعت نداءه العالي لها : تعاااااالي ..

و كـ إجابة معتادة منها أيضًا صرخت بضحكة وهي تهرب : مااا رح اجي ..



،




بعد مرور يومين


تقضم أظافرها بقلق و توتر ..
حتى شعرت بيد تسحب أناملها من بين اسنانها بلطف ..
نظرت إليه وهو يدلك أناملها بصمت و سألته بما يوترها : تتوقع توافق ؟؟

نظر إلى ملامحها الجميلة ..
و العابسة في آن ..
وقال بعدها بهدوء : ما اعتقد ترفض .. و إن رفضت تجينا وقتها احنا نروح لها..

سهام وقد فرت دمعة من عينها : بس اليوم عزيمة كبيرة وهي تدري بهالشيء و انه من عاداتنا ..
و دام إني اختها فأنا أولى إني اعزم ..
تتوقع ترفض تجي ؟

هز كتفيه بعدم دارية و أردف يطمئنها بعد أن قام بمسح دمعتها : إن شاء الله تجي و ما تخذلنا ..
بأمنية حقيقية للصلح : يارب ..



في مكان مختلف .. قريب غير بعيد ..

تتجهز أمام مرآتها استعدادًا للعزيمة المقامة على شرف رجوعهما بالأمس من شهر العسل ..
لم ترفض و لم تفكر بالرفض من الأساس ..
فهي لا تريد لأي أحد أن يعلم بأن هناك خلاف بينها و بين أختها ..

فأن يعلموا بالأمر شيء ..
و أن تقوم بتأكيده لهم شيء آخر ..

هي لن تحضر من أجل سهام أو فهد ..
بل من اجلها هي ..
فهي لم تسامحهم حتى الآن ..
ولا تعتقد بأنها ستفعل ذلك قريبًا ..

ربما مع الوقت ..
فهي لا تريد لأبناءهما في المستقبل أن يعيشوا بدون عائلة ..
إن كان هي أو أبناء اختها ..
لأجلهم فقط
قد تسامح و تغفر ..
و ستتأكد بأن يصل ذلك إلى سهام و فهد ..

قاطع افكارها دخول ناصر العابس .. فكتمت ابتسامتها ..
منذ أن اخبرها بحبه .. وهو لا يفتأ يخبرها ببغضه لفهد
..
و منذ أن وصلته رسالة فهد التي يطلب منهم الحضور للعزيمة المقامة لهما
وهو عابس مغتاظ ..
نظر إليها و انبسطت ملامحه بتلقائية ..
تقدم إليها وهو يتفحصها بنظراته ..
سألها بهدوء وهو يرى اكتمال مظهرها : خلصتي ؟؟

اومأت وهي تميل برأسها قليلًا و ترتب اشياءها ..
جذبها من ذراعها و اعتصرها بين ذراعيه ..
سألته بهدوء وهي ترى تعكر مزاجه الواضح : كل ذا عشان العزيمة ؟؟
هز رأسه بالنفي ..
فسألته مجددًا : اجل وش قومك مقطّب؟
ناصر بعبوس : عشاني احبش ..
بسخرية و تهكم : و حبك لي يخليك كذيه ؟
هز رأسه بموافقة ..
فمالت شفتيها بعدم رضا ..
ثم و بخبث لا زال جديد عليها ..
عقدت ذراعيها خلف عنقه و شدت جسدها عليه اكثر ..
رفعت ملامحها إليه و جذبت رأسه
حتى التحما بقبلة تركتها تشعر بدوار من اضطراب مشاعرها ..
ابتعدت عنه بلطف وهي ترى تأثره الواضح من قربها ..


قال لها بخفوت ، بصوت أجش و هو يغادرها : عدلي روجش وانا بنتظرش في الصالة تحت ..

لا تتأخرين ..


،,




تمت بحمد الله
26/8/2020





وصلنا للأخير .. و وصلوا أبطالنا لمحطاتهم النهائية ..
ممكن النهاية ما تعجب البعض .. و ممكن البعض الآخر يشوف إني استعجلت الرحيل مثل ما انقالي من وحدة من الصديقات ..

بس انا رسمت روايتي بنمط واقعي ، ماكان ينفع تنتهي بغير كذا .. لأني ضد النمط المعتاد بالروايات .. قفزة زمنية بعدين الكل صار عنده اولاد و مقروشين و حالة ..

ضدها لأني انا كقارئة احب افتح عنان الخيال عندي ..
و مع كذا انا قفلت قصصهم ما خليتها مفتوحة .. و الباقي على خيال القراء ..

قصة روايتي ابتدت بتحدي بسيط بيني و بين الجميلة لولوة بنت عبدالله .. كل وحدة تتخيل موقف ارتجالي و تكتب عنه .. و بوقتها تكونت قصة شمعة و سهام ببالي ..
طبعًا هالكلام عام 2016 🤣🤣 بعدها تكونت باقي قصص الابطال على حبة حبة .. ولا جاتني الجرأة الا 2019 اني اكملها .. و كله بسبب آمال العيد و هي تقولي ياليت تكملينها و اشكرها جدًا جدًا جدًا على انها خلتني اتشجع و اكملها .. لأني صراحة كنت مستصعبة الكتابة و كيف ممكن اعيش مكان كل شخصية عشان اوصّل مشاعرها صح ..

بس بعدها كان تحدي لنفسي عشان بعض المحبطين اللي كانوا يتفلسفون على راسي و يعطوني ملاحظات خطا .. تحدي اصريت انهيه و صار لي كـ ملجأ لانفعالاتي و مشاعري وكل شيء .. ممكن عشان كذا مكانة هالرواية غير عندي .. لأني عشت كل التفاصيل وحدة وحدة وكأنها صارت لي صدق ..


شخصية شمعة .. تعمدت اخليها قاسية .. لأن يا كثر اللي يغلطون علينا و نسامح لحد ما نوصل لنقطة خلاص قلوبنا صارت مليانه وماعاد فيها مكان صافي ..

اعرف ان مكانة الأخت و الأخ مافي شيء يجي بمكانها .. وانا احب اخواتي بشكل محد يتخيله .. لذلك كنت اجاهد وانا اكتب مواقف الثنتين و ودي لو اصك روسهن ببعض و اقول اخلصوا علي خلااص .. بس لو جينا للواقع .. كم فيه اخوات منقطعة علاقتهم سنين و بنين عشان اشياء جدًا جدًا جدًا تاااافهه ولا ترقى لانها تكون مشكلة وسبب قطيعة رحم اصلًا ..

كنت اقدر اخلي علاقتهم تزين بالرواية .. بس انا ماكان هدفي انه رجال و فرق بينهم .. كان هدفي انه راعوا مشاعر غيركم عشان مايجي اليوم اللي تغلطون فيه وماعاد تلقون مجال للسماح ..


شخصية سهام .. شخصية أنانية ما يهمها الا نفسها و بس .. و هالفئة كثرانين بالفترة الأخيرة بشكل مرعب ..
هالشخصية مُتعبة لنفسها و لغيرها .. متعبة لنفسها لأنها مستحيل تكتفي باللي عندها .. مستحيل ترضى و تقنع باللي ربي كاتبه لها .. لازم تاخذ و تاخذ و تاخذ بدون ما تهتم للي آذاهم اخذها .. و بالعكس ممكن ما تشوف نفسها غلطانه اصلًا و تقعد تسوق لنفسها الاعذار واحد ورى الثاني .. هالشخصيات لو قابلتوهم بمكان ادعوا اللهم اكفنيهم بما شئت .. و اقروا اذكاركم و تحصنوا 🤣🤣


،


قصة يوسف و ابتهال .. قصة واقعية و نمط متكرر كثير لصورة الرجل اللي يحاول يفرض رايه بشكل خطا و يكسر مجاديف زوجته المسكينه لين تصير عديمة ثقة و مهتزة نفسيًا .. بس حبيت اكسر النمط المعتاد ..

ما اقول ان تصرف ابتهال صحيح ابدًا .. بس كانت تقدر تحل مشكلتها بواجد طرق ثانية غير تطرفها اللي صار ..

وهذا اللي ابغى اوصله لأي احد يقرا روايتي .. اي زوجة تعيش نفس وضع ابتهال .. انتي مو ضعيفة .. خذي حقش بدون ما تنتظرين احد ياخذ لش حقش .. بس لا تغلطين مثل ابتهال .. خليش اذكى منها و تصرفي صح باللي يناسب حياتش و وضعش .. انتي قادرة اذا تبغين .. واذا تشوفين الوضع صعب .. اسألي نفسش إلى متى ؟


نجد .. الشخصية المضحية و السلبية و اللي تعيش حسب الظروف .. شخصية نجد كانت تستفزني كثير وانا اكتب مواقفها .. هالشخصية تجي دائمًا على هامش الحياة .. الكل ياخذ منها بدون ما يعطون .. ياخذون بدون اي مراعاة لأنها هي راضية بهالشيء و ساكته ..

سلبيتها تمنعها تتصرف .. و عايشة حياتها بالبركة مثل ما يقولون .. مثل هالشخصية من وجهة نظري ماممكن بيوم توصل لمكان .. لأنها محتاجة وقفة صارمة مع نفسها و مع اللي حولها .. و هالشيء اللي تفتقده نجد..


،


رصاص .. بداية الفكرة كنت اقرا عن حادث طائرة .. و افكر باللي كانوا فيها .. برعبهم و خوفهم .. و جات فكرة قصته منهم .. بالبداية كان واحد من الركاب .. بس ما جذبتني الفكرة زي لما خليته هو الكابتن .. بالذات لأن شخصية دارين مرتبطة فيه .. فـ كان لازم اجيب شيء جديد علي و يحمسني للكتابة .. ما اخفي عليكم كان يرهقني نفسيًا .. و احيان اجي لعند صديقاتي مكتئبة و اخلاقي قافلة و لما يسألون وش فيش ! اقول كنت اكتب موقف لرصاص .. طبعًا هم يستعدون نفسيًا للكآبة لما اقولها 🤣🤣🤣🤣

بدأت اقرا عن قصص حوادث الطيران .. و اشوف وثائقيات و ابحث عن المناطق اللي اجواءهم صعبة و دايم فيها عواصف .. يعني تثقفت غصب عني وكله عشان عيون رصاص 😂😂

جبت كتب علم نفس و قعدت استرجع معلوماتي و اسوي خطة علاج يمشي عليها لحد ما يتعافى ..

ممكن البعض شافها حشو و انها طول الرواية القصة و كانوا منتظرين احداث ثانية بعد ما يتعافى و و و
بس انا بنيت قصتهم على مرضه و تنتهي بشفاءه ..
ماعندي كيني ميني🤣🤣🤣🏃🏻‍♀🏃🏻‍♀🏃🏻‍♀
بالاضافة انه رصاص مستحيل يرجع نفس قبل ..
اشياء كثير تغيرت فيه .. فـ ماكان منطقي اني اجيب احداث واجد بعد تعافيه وابيّن انه رجع زي قبل ..
هو تجاوز و رجع يعيش بشكل طبيعي بس انه يكون زي قبل لا .. لأن اللي صار جدًا صعب ..

دارين .. او النسمة مثل ما يقولون لها صديقاتي .. اعترف ان شخصيتها كانت نكدية اول ما جات براسي .. بس قلت تعوذي من ابليس فوق نكد رصاص تجيبين دارين بعد 🥱 و شفت ان انسب شيء يكون مع شخصية كـ رصاص هي شخصية مفعمة بالأمل و مليانه طاقة وحياة .. شخصية تعطي و تاخذ بنفس الوقت .. شخصية قوية بس رقيقة .. كذا شخصية حليوه و تفتح النفس للحياة 😇


و نفس الشيء ينطبق على شخصية ناصر .. انسانه مثل شمعة ماكان ينفع لها فهد .. ماكان ينفع لها غير ناصر .. انسان معطاء بلا حدود .. و بنفس الوقت له شخصية تفرض نفسها عاللي حولها .. انسانه مثل شمعة مليانه خيبات ماكان ينفع لها الا شخصية محتوية و مُحبة زي ناصر ..

و نختم بالشخصية النمطية فهد .. انسان نلقى مثله كثير .. يختارون له اهله او مثل ما نقول " مسمينها لفلان " و فلان ذا يا انه عادي راضي او انه مثل فهد حاول يغير قرارهم بس بطريقة خطا .. مع انه شمعة كانت بكل الاحوال رح تخرب سمعتها لما يتركها فهد بسبب الجملة الشهيرة " وش شاف عليها " .. مستبعدين انه نصيب .. و مستسهلين يتكلمون بشرف الخلق .. مع إنه رمي المحصنات معروفة عقوبته ..
بس الناس صاروا يستسهلون هالشيء بشكل مخيف ..
و طبعًا محد ياكلها الا البنت لأنها تكون هي الملامة على كل شيء .. كل شيء فعليًا بتكون هي الملامة عليه ..

شخصية مثل فهد موب لحاله يتحمل الخطا .. اهله يتحملون الخطا معاه .. اهل البنت يتحملون الخطا معاه .. لأنهم هم اللي نشروا ان فلان لفلانه و مسمية له .. كلهم يتحملون جزء من الخطا .. بينما في الواقع محد يتحمل كل الخطا الا البنت ..

،

طولت بكلامي .. بس حبيت اقرقر .. تعبت وانا مسوية
ذوق و عاقلة و ردودي مختصره 🤣🤣🤣🤣


و في النهاية ..


ان اصبت فمن الله .. و إن اخطأت فمن نفسي و الشيطان ..


اعذروني لو غلطت بحق أحد او قلت كلمة آذت احد منكم بدون قصد .. و التمسوا لي سبعين عذر 🍃

اتقبل النقد البناء بكل صدر رحب .. و اذا فيه نقاط ضعف بالرواية او نقاط للمناقشة تحت امركم ..

و شكرًا لكل من تفاعل حتى لو بـ لايك .. شكرًا لكل اللي
معاي من اول ما بدت الرواية لحد ما انتهت ..
شكرًا لصديقاتي اللي ما اوفيهن حقهن بالشكر ابدًا ..
شكرًا من اعماق قلبي لكل من رح يمر من هنا ..


،


اذكروني بدعوة 🍃

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 24-11-20, 10:50 PM   المشاركة رقم: 223
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142413
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذاكرة الجسد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذاكرة الجسد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

رواية جميلة
استمتعنا بها
جزاك الله خيرا

 
 

 

عرض البوم صور ذاكرة الجسد   رد مع اقتباس
قديم 25-11-20, 04:53 PM   المشاركة رقم: 224
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة الأخيرة)

 



،,


مبروك مبروك مبروك

مبروك من بوظبي لـ ابها والمملكة عموماً

ولـ موقعج الجغرافي الحالي خصوصاً :)


اللهم لك الحمد وختمتي رقصاتج بأحلى النغمات واحلى الايقاعات واحلى التمايلات

ناصر

رصاص

يوسف

فهد

ابتهال

شمعة

دارين

سهام

نجد


كل شخصية خذت حقها وزود

ووصلنا معاهم لنهايات معقولة ومقنعة ولا تمت للخيالات الواهية والخزعبلية بصلة


ابدعتي وابهرتي وتفننتي
تبارك الله


ووووووونترقب الجديد باذن الله <<<< قلوب قلوب قلوب

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 25-11-20, 09:02 PM   المشاركة رقم: 225
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة الأخيرة)

 
دعوه لزيارة موضوعي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


مبااااااااارك اكتمال الرواية الرائعة ببساطتها وعمق مشاعرها

نهاية كانت مرضية بالنسبة لي

ابدعتي طعون

سلمت يداك

تقبلي خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°






 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية