لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-20, 09:59 PM   المشاركة رقم: 216
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة الثامنة عشر)

 
دعوه لزيارة موضوعي





الرقصة التاسعة عشر




‏"كثر ما أحاول أطوي واتجاوز وأبتعد وأحتال
كثر ما الله يجعل لي على درب الرجوع جسور"


،



منذ أن استيقظت صباحًا وهي بتوتر عميق ..
توتر لم تفقهه ..
فأصبحت عصبية بشكل مبالغ فيه ..
حتى أنها اوشكت على البكاء وهي تشعر بأنها لم تنجز أي شيء ..
مع أنها فعليًا قد أنجزت كل شيء شيء و لم يبقى معها سوى حقيبة صغيرة بها بعض مستلزماتها التي ستحتاجها باليومين التي سيقضيانها بالفندق ..

ولكنّ توترها منذ أن ذهبت إلى قصرالزواج ظهرًا كان يفوق أي توتر قد عاشته بحياتها ..
لقد شعرت بأنها وحيدة حقًا ..
فعمتها لم تذهب معها بل أخبرتها بأنها ستأتي بعد صلاة المغرب ..
فـ من عاداتهم استقبال الضيوف من الرجال
" الغير مقربين كزملاء العمل و الجيران "
من بعد صلاة العصر حتى أذان المغرب ..
ثم بعدها ينتقلون إلى قصر الزواج و يبدؤون باستقبال الضيوف المقربون والذين تربطهم صلة بهم ..
وقد ذهبت عمتها إلى بيت صديقتها " ام الناصر " كي تجيء معها إلى هنا عندما ينتهون ..
أما زوجة والدها فقد أتت معها و لكنها بغرفة أخرى كي تستعد هي أيضًا ..
لقد تمنت حقًا لو كان والدها موجودًا ..
أو لو أن سهام لم تفسد الرابط بينهن ..
تريد أن تشعر بأن حولها أحد يهتم لها حقًا ..
وقد اعتقدت بأن توترها حينذاك كان بأقصى حالاته ..
ولكنها أخطأت ..
فهي منذ استقلت معه السيارة و حتى الآن تشعر بأنها ترتعد من شدة توترها ..

تقف بمنتصف الجناح ..
وهو يقف أمام باب الجناح من الداخل بنظرات لامعة مخيفة و ابتسامة شر قد زينت ثغره ..
اتسعت عينيها وهي ترى خطواته المتسارعة إليها فلم تملك سوى اطلاق صرخة مدوية ثم رفعت اطراف فستانها الثقيل و هرولت بفجعة ..
و كردة فعل تلقائية لحق بها ..
عندما رأته يلحقها اطلقت صرخة أخرى وهي تهرب اكثر ..
سمعته يناديها : تعاااالي يا بنت ..

هتفت بخوف خالطه إصرار : والله ما اجييي

قهقه بمرح و هو يلاحقها ،
ولا زالت تدور في الجناح و تعلو صرخاتها عندما تراه يصبح قريبًا منها
حتى سمعت صوت ارتطام قوي اجفلها فوقفت مكانها بخوف وهي تسمع تأوه قد اطلقه من بين شفتيه ..
التفتت إليه و اتسعت عينيها وهي تراه مستلقٍ على الأرض وقد استقر فوقه مقعد طاولة الطعام ..
عادت إليه بنبضات متسارعة و رفعت المقعد ..
سألته بقلق : تأذيت ؟

حينها اطلق ضحكة صاخبة جعلتها تستوعب ما حدث ..

تضرجت وجنتيها بإحراج وقد شتت نظراتها حولها و قبضت على جانبي فستانها بقوة ..
هتفت بعدها بإحراج اكبر وهي تسمع ضحكته : بااس ناصر ..

لا زال مستلقيًا و كأن الوضع قد راق له ..
ضحكة خفيفة فلتت منه قبل أن يقول : عشان حضن لفيتي بي الجناح و كسرتي لي ظهري ..

بدفاع وقد لوحت بكفها : نظراتك و ابتسامتك تخوف
عادت ضحكته لترتفع مجددًا فهتفت بغيظ : ناااااااصر

قال بابتسامة واسعة وهو يراقب خجلها الذي تداريه بغيظها : طيب قوميني ترا ظهري انكسر مقدر أقوم بلحالي ..

مدت يدها بصمت فقبض عليها ..
رفع جسده حتى اعتدل بجلوسه ثم افلت يدها ..
اتكأ على طاولة الطعام و وقف ..
وضع يده اسفل ظهره وهو يتأوه ..

سألته بقلق : صدق يعورك ؟

ناصر بابتسامة : والله فيه شيء يعورني بس مدري وشهو ..

عقدت حاجبيها بضيق فاقترب منها اكثر ..
عندما رأته يكاد يكون ملاصقًا لها اتسعت عينيها و تراجعت خطوة إلى الخلف

و لكنه لم يفلتها هذه المرة ..

لقد نسيت توترها بسببه ..
وها هو الآن ملاصقًا لها ..
سألت بتوجس و هي ترى ابتسامته اللئيمة :
وش بتسوي الحين ؟
اتسعت ابتسامته بخبث : بما إن الحضن ما صار ..
باخذ شيء تعويض عنه و عن الطيحة ..
تنحنحت وهي ترا اقترابه ثم هتفت بتوتر عميق : طيب خلنا نتفق .. نسوي هدنة ..

ضيق عينيه باستمتاع وهو يرى وجه آخر من شخصيتها ..
وجه تتوضح ملامحه فقط عندما تتوتر ..
قال بتساؤل و فضول : وش بتتضمن شروط هالهدنة ؟؟

طرفت عينيها بتشتت ثم أردفت بتهدئة : اول شيء تعوذ من الشيطان ..
ضحك بخفة وأومأ برأسه ..
أصرت اكثر : تعوذ من الشيطان ناصر .. ترا الشيطان شاطر ..
بطاعة : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم و أعوانه ..

زمت شفتيها بتفكير وهي ترى انتظاره لشروط هدنتها المفترضة ..
و لكنها لم تفلح بوضع أي شروط ..
كل ما كان بذهنها قد ذهب أدراج الرياح ..
و ليس هناك أي شيء من الأساس ..
فهي لا تعلم كيف تفوهت بكلمة " هدنة " ..
و لماذا قالتها ..

رفعت كتفيها بقلة حيلة وهي تقول باستسلام : ماعندي شروط .. يعني مافي هدنة ..

نظر إليها بحب لو أدركته لم تكن لتتوتر ..
قال بهدوء و استسلام هو الآخر : اووك سماح هالمرة ..
هالحين روحي بدلي ملابسش عشان نصلي..

اومأت بصمت فوضع يديه على جانب عنقها و زيّن جبينها بقبلة عميقة ثم احتواها بين ذراعيه للحظات ..
افلتها بعد ذلك و هتف بهدوء : روحي الحين ..

التفتت إلى الخلف و غادرته بخطوات هادئة ..
راقبها بابتسامة قد زينت ثغره ..
فها هي و أخيرًا له ..

كما تمنى منذ أن ادرك حبه العميق لها ..



،



خرج من قصر الزواج و هو يعلم بأنه لم يكن مرغوب بحضوره بأي شكل من الأشكال ..
و لكنه أراد تحمّل بعض الكلام الذي هو موقنًا بأن شمعة قد تعرضت له عندما تزوج سهام عوضًا عنها ..
أراد أن يُسكت كل من تكلم بشرفها حتى لو كان هو المسبب لذلك ..
التجاهل التام من قِبل ناصر أراحه ..
و قد عنى بحضوره أن يخبر جميع من تكلم عنها بأنه لا يوجد بها أي عيب أو رخص ..
يعلم بأنها لم تعد تحتاج ذلك ..
فزواجها سيسكت جميع الألسنة ..
و لكن حضوره سيخرسهم أكثر ..
فلو كان رأى عليها شيء ما لم يكن ليأتي ..


زفرة متعبة خرجت من بين شفتيه و كأنه يزفر ما بداخله من ضيق ..

لقد قرر اليوم أن يذهب إلى سهام ..
سيعيدها إليه لو كلفه ذلك كل شيء ..
يعلم بأن النزيف الذي استمر معها حتى الآن قد منعها من حضور الزواج ..
فكما أخبرته زوجة والدها هي تعاني من ألم شديد يرافق النزيف و لا تستطيع الوقوف كثيرًا ..

لقد اوجعه اجهاضها .. فقد كان مثلها ..
علّق الآمال عليه ..
و كأنه بطهره سيحل جميع مشاكلهم ..
و لكنه يبدو بأنه قد شعر بثقل الحِمل الذي ينوون وضعه على كاهله فتخلّى عنهم مبكرًا ..
فارًا بنفسه من أن يكون هو شماعة آمالهم و أمنياتهم ..
و كأنه قد أدرك بأنه أنقى و اطهر من أن يستخدم لغرض كهذا ..
و كأنه قد شعر بثقل ذنوبهم فاختار النجاة منهم ..

و الآن .. هو سيعيد سهام ..
ليس لأنها حامل .. بل لذاتها هي ..

فهو المخطئ الأكبر بكل ما حدث ..
هو من اختار هذا الطريق ..
وهو من سيتحمل حتى النهاية ..
سيتحمل من أجلهما جميعًا ..

و عليها أن تفعل ذلك بالمقابل ..

سيعتذران من شمعة حتى يحصلان على سماحها ..
حتى لو عنى ذلك أن يعتذرا حتى آخر يوم بحياتهم ..
كما اعتذر هو من عيسى مرارًا و تكرارًا ..
حتى سامحه بعد أن اجهضت سهام ..
و كأنه قد شعر بحاجتها له هو ..
و كما ينوي أن يعتذر من سهام لتجاهله لها ..
و لحاقه المخزي لشمعة ..
كما أن عليه الاعتذار من شمعة و زوجها ..


لديه قائمة طويلة من الاعتذارات ولا يشعر بالضيق منها ..
إنما من الوضع الذي أوقع نفسه به ..
و كأنه كان غائبًا عن إدراكه ..
مُسيّر بانشداه غير مخير ..

أما الآن ..
فهو يتمنى فقط أن تستقبله سهام ..



،




اخفض هاتفه بعد أن انتهى من مكالمته المهمة ولا زالت الابتسامة مرتسمة على شفتيه ..
لقد كان يعد الأيام يوم تلو الآخر منذ أن اخبره ماجد بأنه لم يعد هناك داع للإكمال في الدعوى فقد طلق يوسف ابتهال عن رغبة و رضى تام ..
و قد حان الآن دور خطوته التي خطط لها كثيرًا ..

كان لتوّه يخطب ابتهال من اخيها ..
ليس إغاظةً بيوسف .. و لكنها تعجبه بحق ..

مناضلتها ، إصرارها على طلب العلم ..
أهدافها التي حققتها ..
ثم استغلالها في سنين دراستها عندما بدأت تصمم و تبيع تصميماتها مكونة بذلك خبرة و ثقافة لا تليق سوى على من اجتهد حتى يصل ..

لا يعتقد بأنها ستوافق و هي قد خرجت لتوها من علاقة فاشلة ..

كما أن لديه فضول ليعرف كيف تم الطلاق ..
ما الذي حدث و غيّر رأي يوسف ؟..

لقد رآه يوم المحاكمة التي سبقت طلاقهم بأيام ..
كان لا زال مصممًا على رأيه ..
لقد راقبه من سيارته وهو يراه يترجل بثقة ..

و الطلاق حدث بعدها باسبوع ..
فما الذي حدث حقًا و غير رأيه ؟؟

هو لن يشك مطلقًا بأن يوسف لا يد له أو أنه قد استسلم فجأة ..
بل يكاد يتيقن بأنه قد آذاها ..
فيوسف لن يستسلم بسهولة هكذا ..
فهو لا يحبذ الاستسلام إذا كان هناك شيء يحبه وقد يفقده ..

إلا أنه لم يهتم به قديمًا و لم يبالِ بذلك ..
لم يهتم إن كان سيفقده ..
بل كان يوسف متيقن من أنها نهاية صداقتهم حينها ..
ولم يبالي ..


ماض


حين قُبض عليه .. و بعد أن قادوه قسرًا إلى المخفر ..
كان يقاومهم بعنف ولّده الخوف ..
اخبرهم مرارًا بأنه لا دخل له .. لم يفعل أي شيء ..
و لم يصدقه حينها أي احد ..
ادخلوه إلى غرفة التحقيق فأخذ يصرخ بهم بأنه لم يفعلها ..
و حين أتى الضابط كي يحقق معه ..
اخبره بكل شيء ..
بأنه كان شاهدًا فقط هو و صديقه ..
و بأنهما لم يستطيعا فعل أي شيء من الخوف ..
لم يصدقه..
بل أخبره بكل برود أنه سيبقى لديهم حتى تخرج نتيجة تطابق البصمات ..
حينها طلب منه أن يهاتف صديقه كي يشهد معه ..
لقد كان معه ..
أخذ الضابط اسم يوسف كاملًا مع رقم هاتفه ..
وقد انتظره بارتياح كبير ..

عندما أتى يوسف و قد أخذوا أقواله ..
انكر كل شيء ..
انكر معرفته به من الأساس ..
اخبرهم بأنه مجرد طالب معه في الصف ..
و قد تخرجا من الثانوية ولا شيء يستدعي لمقابلتهم ..

الخيبة و الصدمة التي ملأته وقتها كانت موجعة ..
لقد فاجأه بحق ..
فلم يعتقد بأنه سيتخلى عنه ..

شهادة فقط هي كل ما كان يريده منه ..
اقوال ستجعلهم يفكون قيده و يخرج ..

و لكن يوسف قد تخلى عنه ..
وقد بقي هناك حتى خرجت جميع نتائج البصمات ..
و لم تكن مطابقة لأي منهن ..
حينها اطلقوا سراحه ..

و لكنه لم يخرج كما دخل ..
لقد خرج مليئًا بالقهر و الخذلان ..
و ألم قد توغل إلى اقصى قلبه ..
خرج فاقدًا للثقة بكل من حوله ..
و لو توقف الأمر على ذلك لكان هيّن ..
و لكنّ اهله قد تعرضوا أيضًا للأذى ..
وقد اضطروا إلى ترك منزلهم بعد أن بلغ بأهل الحي رمي منزلهم بالحجارة ..
ثم اعتداء شبابهم عليه بحجة أنه سارق ..

كان يتأذى دومًا إذا خرج ..
فهم يشكلون جماعات و يهوون عليه ركلاً ..
بل يطالبونه بأن يعطيهم من الذهب الذي سرقه ..

تعب والده بعد ذلك بشدة .. و استسلموا جميعًا ..
حيث قاموا ببيع منزلهم و النقل إلى الرياض ..
تاركين خلفهم كل شيء ..

لذلك هو لم يسامح يوسف حينها ..
فما عاناه لم يكن لشيء يستحق ..
و لكنه و بعد أن مرت الأعوام و بدأ ينسى ..
و ينضج ..

عندما كان يفكر بالأمر ، كان حينًا لا يلوم يوسف ..
فهو كان بوضع صعب مثله ايضًا ..
و حينًا آخر يحقد عليه ..
فهو لم يكن يحتاج منه الكثير ..
فقط بضع كلمات ستبرؤه..
وكان قد نسيه تمامًا في السنوات الأخيرة ..

حتى عاد إلى حياته بقبوله لمساعدة ابتهال ..



،




تدور بغرفتها في منزل أهلها بقلق شديد..
لم يهاتفها حتى الآن وقد أصبح الوقت قريب الظهر..
لقد اختفى منذ الأمس ..
فقد عادا إلى المنزل مع زوج اختها بعد أن اخبر أمها بأن رصاص قد طلب منه توصيل دارين إلى منزل أهلها فقد طرأ عليه عمل ما ..

تتمالك نفسها بصعوبة ..
ثم تدمع عينيها من حين لآخر ..

أين اختفيت رصاص ؟؟
ما الشيء الطارئ الذي اشغلك ؟؟
لمَ عليك اخافتي دومًا ؟؟
هل تختبر حبك ؟؟
ألم تخبرني منذ أيام بأنني مهما غضبت منك إلا أنكَ تدرك بأنك تتربع على عرش قلبي ؟؟
ألم تتباهى بذلك ثم تخبرني بعدها بأنكَ تحبني اضعاف حبي لك !!
لماذا إذًا تخيفني دائمًا ؟؟
هل هكذا يتعامل المحبون مع بعضهم ؟؟
هل هذا هو مفهومك عنه ؟؟


شهقة بكاء فلتت منها وهي تجلس على الأرض بجانب السرير ..
رفعت هاتفها تستعلم عن مكالمة أو رسالة ..
مع أنها قد وضعته على وضع " العام " و لكنها لم تستطع التحكم بقلقها ..
وكأنها عندما ترفع هاتفها كل لحظة سيهاتفها ..

وضعت كفيها على وجهها و أخذت تتمتم بدعاء لا تفقهه ..
فقط تكرر ولا تعلم ماذا تقول ..
كل ما بداخلها يتضرع بأن يكون بخير ..

اخفضت كفيها و تناولت هاتفها مجددًا ..
فتحته و ذهبت إلى رقمه ثم رفعته إلى اذنها ..
ثوان و أتاها الرد الآلي بأن الرقم الذي طلبته غير متاح حاليًا ..

سقط هاتفها من بين اناملها بعد أن تراخت ..
ضمت ركبتيها إلى صدرها و احتضنت جسدها ..
اخذت تتحرك إلى الأمام و الخلف بحركة رتيبة ..
حركة ذكرتها بانتظارها له قبل سنوات بعد أن عثر عليه والدها و انتهوا من جميع التحقيقات هناك ..

شردت نظراتها و قد طفرت الدموع من عينيها الواسعة ..
بقيت على حالها لوقت طويل لم تدركه ..
حتى قاطع صمتها صوت رنين الهاتف ..

نظرت إليه بلا مبالاة ثم اتسعت عينيها وهي ترى اسمه ..
مدت يدها و خطفت الجوال بسرعة ..
وضعته على اذنها بعد أن اجابت وهي تهتف ببكاء : رصااااص ..

لم يصلها أي رد سوى انفاس متسارعة فأردفت بخوف و قلق وقد اعتدلت بجلوسها : رصاص وينك !! فيك شيء ؟؟

حينها وصلها صوت أنين لم تشك مطلقًا بهوية صاحبه ..
أنين تبعه بكاء أفجعها ..
هتفت بخوف اكبر وقد حاولت الوقوف و لكن تيبس قدميها بسبب جلوسها الطويل قد عرقلها وجعلها تسقط : رصااص ..
وينك رصاص !!


اصغت جيدًا إلى الأصوات من حوله ..
كان ضجيج غريب لم تستطع تبين مكانه منه ..

بقلب خافق و رجاء : رصاص تكلم .. الله يخليك وينك ؟؟
انا بجي لك .. وينك ؟؟

لم يجبها سوى انقطاع المكالمة ولا زال بكاءه مستمر ..

حينها وقفت بتعثر و ركضت إلى باب غرفتها ..
فتحته بعنف وخرجت راكضة إلى أمها و اخواتها في الأسفل ..
وصلت أسفل الدرج و أمام جلستهم تهاوت على ركبتيها ..

لم تعد تستطيع الوقوف ..
حاولت الاتكاء على يديها و الوقوف و لكن قدميها قد خذلتها من شدة رعبها ..
ركضن إليها اخواتها وهن يطلقن التسمية عليها ..
سألنها ما بها عندما رأين حالتها ولكنها لم تستطع الكلام ..

فقد حبس صوتها ..
كل ما يدور بذهنها هو صوت بكاءه ..

حاولت النطق و كل ما استطاعت قوله هو : ررر .. صصص

لم تفهمها أي منهن وقد نقلن نظراتهن بعجز فيما بينهن ..
حينها وصلت أمها و افسحن لها المجال ..
خاطبتها بحنان وهي تجلس أمامها بتعب : يا وليدي .. وش قومش ؟؟ منهو افجعش ؟

غارت عينيها بالدموع وهي تشير إلى الأعلى ثم تعيد محاولتها للنطق ..
فتحت شفتيها ثم قالت بصعوبة و تقطع : ررررصصصااااصصص

مدت أمها ذراعيها واحتضنتها ..
سألتها وقد اندفن رأسها بحضنها : رصاص !! وشهو مسوي ؟؟


افلتت منها آه حارقة تبعتها أخرى و أخرى حتى ارتفع صوت شهقاتها ..
تشبثت بملابس أمها اكثر وهي تحاول الكلام و لم تستطع ..
فقط كل ما يفلت منها هي شهقات أوجعت بها قلب أمها التي أخذت تدعو و تقرأ عليها ..

ابتعدت دارين واخذت تشد على ملابس أمها اكثر ..
برجاء أن تفهمها ..
اشارت لها على الأعلى فهرولت اختها إلى هناك بعد أن ادركت أمها بأن حالتها هذه مرتبطة بشيء حدث في الأعلى ..
و بما أن رصاص غير موجود فالمنطقي هو أنه قد حادثها ..

بعد لحظات كانت اختها تهرول على الدرج وهي تخبر أمها بأنها قد وجدت بالفعل مكالمة لرصاص ..
فأمرتها بأن تعيد الاتصال ..

لحظات و انزلت اختها الهاتف بعد أن قالت بهدوء من استشعر فاجعة : مقفل جواله ..

حاولت دارين الوقوف وجلب هاتفها و لكنها لم تستطع ..

فقد تهاوت مجددًا و لكنها هذه المرة فاقدة للوعي بعد أن انهكت اعصابها ..



،




يجلس في سيارته خارج المنزل بانتظار خروج ابنته ..
فقد اعتاد على اخذها نهاية كل أسبوع ..
من المفترض بأنه قد أخذها بالأمس و لكنه لم يستطع بسبب زواج ناصر ..

لقد خرج اخيها قبل دقائق و اخبره بأنها لم تجهز بعد و طلب منه النزول والانتظار في المجلس و لكنه رفض ..
لقد خجل حقًا من لطفه معه و عدم تغير معاملته له ..
أما سبب رفضه للنزول هو لأنه لا يرغب بمقابلة ابيها بعد مكالمتهما قبل اشهر ..

كان والدها غاضبًا بشدة حينها ..
و اخبره بأنه لم يتوقع منه ذلك مطلقًا ..
لقد أوجعه بشدة وهو يرمي عليه كلماته الغاضبة بأنه ليس رجلًا عندما اخلف وعده له بالمحافظة على ابتهال و تفهمها ..
و بأن ابنته تستحق من هو افضل منه ..
و هو لا يريد لابنته ان تحمل لقب مطلقة وهي لا زالت في بداية حياتها ..

فأخبره حينها بكل برود حاول تلبيس صوته به بأنه لو كان متضايقًا من ابتهال و ابنتها فهو سيقوم بشراء بيت خاص لهن ..

حينها انفلتت أعصاب ابيها اكثر و اخذ يشتمه و يتهمه بالخضوع لزوجته الأخرى ..
و بأنه ما دام فاشلًا لماذا تزوج ؟؟
وليس من واحدة بل اثنتين ..

لقد ابتلع كل كلماته لأنه يدرك بأنه يستحق ذلك ..
يستحق أن يتلفظ عليه بجميع الألقاب ..

على الأقل قد اطمئن على ابتهال من قسوة والدها بعد أن قال له بأنها هي و ابنتها كـ عينين في الرأس و بأنه سيندم على تفريطه بهن ..


لقد ندم منذ سنوات ..
ولا زال حتى الآن يندم على كل ما اقترفه بحقها ..
لقد اخذت منه حقها بالكامل و لم تتجاهل أي شيء ..
بل اقتصت منه واحدة تلو الآخرى حتى كانت الأخيرة ..

القاصمة ..

الحارقة لكل عصب بداخله ..

لقد اخبرته بأنها اقسمت على أن ترد له كل فعل آذاها به ..
ولم تكن لتحنث قسمها من أجل أي شيء ..

لا زال بقية كلامها يدور برأسه حتى الآن ..
لم يستطع التجاوز وقد مرت ثلاث اشهر كاملة ..

شخر بسخرية من نفسه ..
فقبلها كانت اربع سنوات لو كان يريد التجاوز لفعل ..

هناك شيء يجذبه إليها ..
يجعلها مرتبطة به و كم كان يروق له ذلك ..

ولكنه الآن اصبح موجعًا ..
يزيد من اشتعاله و شوقه إليها ..
فكيف السبيل إلى ذلك و الوصل بينهما اصبح مُحال ! ..

انشدت نظراته إلى الخارجة من الباب يقودها خالها ..
ابتسم باتساع و نزل من سيارته ..
استقبلها بحضن كبير وقد تعلقت بعنقه وهي تقبله بحب رسم على شفتيه ابتسامة حنونة ..
اومأ برأسه إلى اخ ابتهال و اخذ منه الحقيبة الصغيرة ..
وضعها في الخلف ثم توجه إلى باب الراكب ولا زال يحمل ريما ..
فتحه و وضعها على المرتبة برفق ..
اغلق الباب بعد أن اغلق لها حزام الأمان و عاد إلى مكانه ..

نظر إلى المنزل نظرة أخيرة اعتاد أن يفعلها كلما أتى ليقل ابنته ..

و غادر ..


،


 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 07:13 PM   المشاركة رقم: 217
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 620
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة التاسعة عشر)

 

مساكم الله بالخيرات والمسرات ..🍃🌺

( سيناريو ليلة القبض على صالح ) 👏🏼👏🏼
( خاويني وأخاويچ ، وآخذ رجلك وأخليچ ) 👏🏼👏🏼 😁
قلتها في رد سابق 👍🏼😉
سعيدة أن بعض الأحداث كانت مثل توقعي،، وها هو المحامي صالح يتقدم لخطبة ابتهال، زيادة في قهر يوسف وإذلاله ،، وإن ادعى أنها تعجبه .
( خلصوا بنات الجنوب يا صالح، علشان تخطب مطلقة وعندها بنت! ) 🤔
السؤال هل تقبل به ابتهال ؟ أظن ما راح تقبل .
ولو قُدّر لهذا الزواج أن يتم،، سيظل يوسف بالمنتصف،
وسيعكّر عليهما حياتهما،، وسيظل شبحه يلاحقهما عند أي خلاف ومشكلة.
لذا من الأفضل ألا يتم الزواج .

رصاص&

سلامات يا كابتن،، أظن أن الحالة عاودته، حين ذهب إلى المطار،، ربما أراد أن يحقق لدارين أمنيتها، أن يرتدي بدلة الطيار، ويحلق ثانية في السماء،،
طبعاً الأمر ليس بتلك البساطة، فلديه تاريخ مرضي وملف في المشفى،
بعد الحادثة المريعة التي مرّ بها،، وليس من السهولة إعادته إلى مقصورة القيادة،،
لكن انهياره له دخل بالمطار والطائرات،، كيف ؟
ننتظر الإجابة من طعون.

فهد&

خطواتك صحيحة،، نرجو أن تثبت وتستمر عليها.
والأيام كفيلة لدمح زلاتك، ما دامت توبتك وندمك صادقين.


كل الشكر والتقدير لكِ شهوده .🌺🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 09:12 PM   المشاركة رقم: 218
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

سلمت يداكِ على ما خطته من جمال

ازف الرحيل وها هم أبطالنا يلملمون أوراقهم إيذاناً بالوداع

مهلاً فلم نمل منكم بعد، ما زلنا نطمع في المزيد والمزيد..

اعتذر عن الغياب ولكن صدقيني لقد لامست قلبي شخصيات روايتك


تقبلي مروري وخالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°






 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 21-11-20, 09:50 PM   المشاركة رقم: 219
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة التاسعة عشر)

 
دعوه لزيارة موضوعي







الرقصة العشرون


وصل إلى بيت عمه بعد الطريق الطويل من قصر الزواج إليه ..
نظر إلى الصمت العائم في الحي ..
ثم اخرج مفتاح البيت الذي كان قد اخذه من عيسى بعد أن اخبره برغبته ..
فتح الباب بخفة ثم دخل ..
جالت نظراته على المنزل من الداخل بحنين ..
لديه الكثير من الذكريات الجميلة هُنا ..
و سيكون لأبنائهم القادمين إن شاء الله الكثير منها أيضًا ..

تقدم بخطوات ثابتة وهو يتذكر وصف عيسى لغرفة سهام ..
تبع الوصف تمامًا حتى اصبح أمام باب بني معتق ..
نظر إلى اسفل الباب فوجد الظلام القاتم هو ما يخرج من تحته ..
لذا قال " بسم الله " ثم فتح الباب بهدوء و دخل ..

اغلقه خلفه و بقي مكانه لدقائق حتى اعتادت عينيه على الظلام و اصبح يميّز مكان الأثاث ..

كانت الغرفة دافئة جدًا ..
فيبدو بأن صاحبتها تحكم اغلاقها جيدًا ..

تقدم بحذر حتى وصل إلى السرير الذي تدفن نفسها فيه ..
ابتسم بشجن وهو يتوضح ملامحها النصف مختبئة ..
لا ينكر بأنه كان هناك العديد من الأيام الهادئة السعيدة معها ..
و بأنها تعجبه ..
بقوتها و دهائها ..

يعلم بأنها هي من هاتفت عيسى بذلك اليوم الذي ضُرب فيه ..
و كم هو ممتن لخبثها آنذاك ..
فلو لم تفعل ذلك ..
كان سيستمر بجوره و حقارته ..
لذلك حق عليه أن يعيدها إليه ..
أن يحاولا الوصول إلى نقطة تجمعهما ثم يقبضا على أنامل بعضهما ولا يفلت أحدهما الآخر ..
حق على كل نفس تأذت منهما أن يبقيا معًا إلى آخر عمرهما ..

مد يده و مرر انامله بين خصل شعرها الكثيف ..
هتف بهدوء : سِهام .. قومي

لم ترد عليه .. ويبدو بأنها لتوها قد غرقت بنومٍ عميق ..
و لكن ذلك لم يوقفه ..
فقد عاود مناداتها بإصرار : سِهام .. قومي ..

أخذ يحرك سبابته على أهدابها كما اعتاد أن يفعل عندما يريد منها الاستيقاظ ..
و لم تُخب ظنه ..
فقد رفرفت بأهدابها للحظات ثم فتحت عينيها ببطء و خمول ..
ابتسم بهدوء وهو يرى نظراتها الحائرة و التي يبدو بأنها لم تستوعب من الذي أمامها حتى الآن ..

اتسعت عينيها بذعر وهي ترى خيال رجل يجلس أمامها ..
بالقرب منها..
لذلك فتحت حلقها وهي تطلق صرخة خوف كتمها بيده الغليظة
ثم هتف بتوبيخ وهو يرى تخبطها الضعيف تحته : بببس يا الخبلة .. انا فهد ..

سكنت بعدها و ارتخى جسدها وقد تعلقت عينيها به ..
بنظراته الهادئة و ابتسامته اللطيفة و التي اشتاقت إليها جدًا ..

امتلأت عينيها بالدموع حتى كوّنت طبقة ثقيلة لم تعد تراه من خلفها ..
كان يراقب هيئتها الناحلة ..
و التي لا تتطابق مع هيئتها الأنثوية المغرية سابقًا ..
ثم عينيها الدامعة والتي لا يتذكر مطلقًا بأنه قد رآها تمتلئ بماءها ..

فبعد كل شيء ..
يبدو بأن سهام قد تغيرت حقًا ..
كما عاد هو لذاته ..
يبدو بأنها على أول خطوات الطريق كي تعود لذاتها الحقيقية ..
مد ابهاميه و مسح على عينيها بعد أن اطبقت جفنيها بصمت .. سمعها تهتف برجاء : فهد ..
جذبها من كتفيها و احتضنها وهو يقول بتهدئة : آمري ..
حينها اطلقت العنان لباقي بكاءها الذي قطعه دخولها في النوم ..
هتفت من بين شهقاتها : أأبببغغغىى .. ششممعععة .. تتسساامححننييييي
مالت شفتيه بألم و قال بموافقة : أنا كمان أبغاها تسامحني ..
أكملت بوجع : و أأبببغغىى ولدييي يررجععع لييي .. تتككففى فههد خللله يررجعع لييي

رد ببحة بعد صمت : ارجعي لي ونحاول .. اذا ربي كاتب لناا ..
أردفت بنحيب : أنااا ما وجعته ، ما آذيته .. أنااا حبييييته فهد .. حبييته .. ابغااهه

شد عليها و احتواها بين ذراعيه بتأثر ..
هو أيضًا يريده ..
لقد أحببتُه كما أحببتِه يا سِهام ..
و لكنّ لأقدارنا شأن آخر ..
سمعها تهمس بعد دقائق من الصمت ، باعتراف قد نسف غرورها : أنا تعبانه ..

رد بهدوء و همس : و أنا جيت عشان أردش لي .. أداويش و تداويني .. ترجعين معي سهام ؟؟
بتردد : بببس .. شمممععة ؟؟

اومأ بموافقة ثم أردف بوعد : بنحاول .. بنحاول لين تسامحنا ..
مارح نتخاذل من أول مرة .. اللي سويناه بحقها كبير ..
احنا خلينا الناس يقذفونها بشرفها وهي أطهر منهم كلهم ..
عشان كذا بنحاول أنا و إنتي لين تسامحنا .. تمام ؟؟

اومأت بموافقة و عادت لترتمي بين ذراعيه

بصمت أبلغ من كل كلام ..


،

منذ أن وطأت قدميه أرض المطار ..
تملكته رهبة عميقة ..
يتلفت حوله إلى الضجيج ..
الناس المنتشرين في المكان .. كلٌّ إلى وجهته ..
لذلك يجب عليه التقدم هو أيضًا إلى وجهته ..

لقد اخبروه بأن الطائرة ستقلع في العاشرة صباحًا ..
وهو منذ الليل هُنا .. يقبع بسيارته..
يهاود نفسه و تهاوده ..

لن تكون رحلة رسمية كما أخبروه ايضًا ..
سيكون متطفلًا على طاقم القمرة حتى يختبروا قدرته على التحليق و تجاوزه للأمر ..

تقدم إلى الرحلة التي اخبروه بأنه سيذهب بها ..
رحلة داخلية سريعة من مدينة ابها إلى مدينة جدة ..
تستغرق أقل من ساعة ..

دخل بعدها برهبة إلى القمرة و قد وصل توتره إلى الذروة ..
ألقى السلام عليهم و اتجه إلى مكانه المحدد بصمت ..
سمع تفاوت ردودهما ثم التعليمات التي يلقيها الكابتن على مساعده ..
ورد مساعده وهو يتفقد كل شيء ..

تعلقت عينيه على الأزرار الكثيرة في مقدمة القمرة أمامه ..
يعلم كل شيء عنها ..
و لديه خبره واسعة من الطيران ..
ولكنه يشعر بأنه أميّ عنها ..
بأنه و لأول مرة يراها ..

يكاد لا يفقه أي شيء مما يقولانه ..
يشعر بأنه غريب عنها ..
بأن هذا المكان ليس هو مكانه ..

لم يعتقد بأن توتره واضح لكليهما حتى وصله صوت الكابتن وهو يقول بهدوء : خذ نفس ولا تتوتر .. كل شيء رح يصير بسهولة إن شاء الله ..

ثم سمعه يتمتم بدعاء السفر فـ ردد خلفه وهو يشعر بأن توتره قد تحوّل إلى برد رهيب يرجف أضلعه ..
يراقب ما يحدث حوله بدقة ..
لا يريد أن يفوته أي شيء ..

سمع صوت الكابتن وهو يخبر الركاب بالتزام أماكنهم و ربط أحزمة الأمان استعدادًا للإقلاع ..

اشتدت قسماته وهو يتمسك بوعيه بشدة نافضًا عنه هلعه الذي يعربد بصدره كالمارد ..

يقبض عليه حتى لا يفوته أي شيء ..

بداخله شيء يدفعه للمقاومة و الإستمرار ..
و نظرات عينيها الواثقة به دومًا تجعله يتشبث بقراره أكثر ..

فـ إن تخاذل لن يخذل نفسه فقط ..
بل هي أيضًا ..

وهو لن يحتمل ذلك ..
سيحلق لأجله ، و لأجلها ..

راقب الكابتن وهو يتقدم على المدرج بانتظار السماح له بالتحليق ..
لحظات و صدح الصوت من اللاسلكي يخبرونهم من برج المراقبة بأنه باستطاعتهم التحليق الآن ..

اشتدت قبضتيه بقوة حفرت اظافره براحتيه وقد تعلقت عينيه بالأمام ..
يسمع الكلمات البسيطة المتبادلة بين الرجلين بجانبه ولا يفقه شيئًا ..
نقل نظراته من الأمام إلى النافذة بجانبه ..

يراقب ابتعادهم عن الأرض شيئًا فشيئ حتى اختفت تمامًا و قد اصبح الغيم يحيطه من كل جانب ..

ارتخى جسده عندما أدرك بأنه قد حلّق حقًا ..
و لم تصبه أي نوبة هلع ..
لم ترتجف اطرافه ..
و لم تتضارب النبضات بصدره ..
لم يتعرق .. و لم يبرد جسده ..

يتنفس جيدًا ولا بأس عليه ..

بقي يراقب الغيم مأخوذًا بجمالها ..
بشعوره الغريب / المُهيب..

بفرحته العميقة التي يخالطها توجس من القادم " الهبوط " فـ جميع مخاوفه تكمن هُناك ..
بأن يرى الطائرة وهي تهوي إلى الأسفل ..

مرت الدقائق بسرعة عجيبة لم يلحظها بسبب توتره ..
حتى حانت اللحظة ..
عندما سمع الكابتن يخبر الركاب مجددًا بأنه قد حان وقت الهبوط و يطلب من الجميع التزام الجلوس و ربط أحزمة الأمان ..

فتح عينيه على اتساعها و كأنه يريد أن يبتلع اللحظات القادمة بعينيه ..
يريد أن يخزن جميع اللحظات بذهنه المُتعَب ..
ذهنه الذي يكاد أن يغيب من فرط ترقُّبِه ..
ولكنه يتشبث به بقوة كـ حبل متين يقاوم الإنقطاع ..

يرى الطائرة وهي تهبط بسلاسه حتى اقتربت من الأرض ..
حينها اختنق بأنفاسه وهو يرى الأرض قريبة جدًا ..
اطبق جفنيه بهلع ينتظر صوت الاصطدام ..

غصت الأنفاس بحلقه فأخذ يسعل و هو يستند بيده على ذراع المساعد بجانبه ..
لا يشعر بالهواء يدخل إلى رئتيه ..
شُح بالأنفاس جعل ملامحه تُقتم ..

ليست نوبة هلع .. يُدرك ذلك ..
ولا يعلم ماذا أصابه ..

شعر بمساعد الكابتن وهو يناوله شيء ما و يجعله على فمه و أنفه ثم يأمره بالتنفس ..
أخذ نفس عميق فاختنق به ..
عاد ليسعل بشدة وقد اصبحت ملامحه قاتمة بشكل مخيف ..
بينما لا زال المساعد يحاول مساعدته على التنفس..

هتف الكابتن بعد أن تم الهبوط بالسلامة و توقفت الطائرة بالمكان المخصص لها : اذكر الله رصاص ..
و الحمدلله على سلامة الوصول ..

أخذ عدة انفاس قصيرة وهو يستوعب بأنه يتنفس بكيس ورقي ..
بقي يكررها حتى عادت دورة أنفاسه إلى طبيعتها ..

للمرة الأولى التي تحدث له هذه النوبة الغريبة ..
ابعد الكيس عن أنفه ثم قال بصوت مبحوح وهو يشعر بمعدته تتقلص : بستفرغ ..

لم يكد ينتهي من كلمته حتى كان أمامه كيس ورقي آخر

استفرغ فيه كل ما بداخله ، من هلع ، و توتر ، و ضيق بالأنفاس ..
استفرغ جميع مخاوفه و تعقيداته ..

لا يكاد يصدق ما يحدث..
لقد نجح بذلك ..
لقد اجتاز آخر مراحل علاجه ..

عندما انتهى تناول قارورة الماء التي كان يمدها إليه الكابتن ..
شرب منها قليلًا ثم انزلها بهدوء ..
رفع رأسه و هو يلاحظ اجتماعهما عليه ..
نظر إلى ملامحهما القلقة ..
مع أنه لا يعرفهما .. ولا يعرفونه ..
و لكنّ قلقهم الناطقة به أعينهم جعله يبتسم بطمئنة ..
ابتسامة تحولت بعد ذلك إلى ضحكة غير مصدقة ..
ثم إلى بكاء افجعهم وهم يرونه يخرج هاتفه من جيبه و يعيد تشغيله ..

بقيا متصنمين لا يعلمان ما الذي يمر به ..
حتى رآه وهو يرفع هاتفه إلى أذنه و ينتظر بانفاس متسارعة ..
لحظات و عاد إلى نحيبه المفجع فـ سحب الكابتن منه هاتفه بقوه و نظر إلى الإسم الذي استقبل المكالمة ..
كان مسجلًا بـ " زوجتي العزيزة "
فأغلق الخط ثم تبعه بإغلاق الهاتف وهو يوبخه بغيظ : انت خبل ؟؟ تبغى تفجع الأهل عليك ..

تمالك رصاص نفسه وهو يرى وضعه و بأنه قد انفلت بمشاعره بموضع لا يسمح بذلك ..
أمام رجلين لا يعرفهما و أحدهما قد قام بتوبيخه للتو ..
فتح حزام الأمان خاصته و وقف بهدوء ..
قال صرامة وقد استعاد شخصيته : جوالي لو سمحت ..

لم يرد أن يعطيه و لكن نظراته الثابته أخبرته بأن لا مجال للنقاش فناوله له بصمت ..
ثم راقبه وهو يبتعد بعد أن قام بشكرهما ..
حينها التفت الكابتن إلى مساعده و سأل بتوجس : انت متأكد انه يشكي من شيء ؟
و إنه هو اللي قبل شوي كان ينتفض هنا ؟؟

اومأ مساعده بصمت وهو يراقبه يغادر بذهول ..
فكيف تحول بثانيتين من شخص ضعيف إلى شخص يملك كل تلك الهيبة و الصرامة ..
هتف بعدها بتفكير : يمكن عنده انفصام ..

نظر إليه الكابتن بسخرية ثم خرجا من القمرة وهما يبحثان عنه بعينيهما ..

أين من المحتمل أن يكون ؟؟
فهو بعهدتهما حتى يرجع إلى ابها ..


،


ذهبا إلى أهله كـ عادة تلزم كل عريس بأن يجلب عروسه بصباحية زواجهم ..
و لكنهما قد أتيا بعد صلاة الظهر ..
كانت تجلس بجانب عمتها بعد أن تفاجأت بها عند دخولهما ..
و لم تترك جانبها حتى الآن سوى للحظات قصيرة انشغلت بها مع اخواته ..
تحتضنها بين كل لحظة و اختها ..
حتى سمعته يسأل عن اخته " دارين " بعد أن علم بأنها هُنا و ليست ببيتها ..

لديها فضول لتعرفها عن قرب ..
فمعرفتها بها سطحية جدًا ..
ولكنها قد احبتها من حبه لها ..
لقد أخبرها بأنها اقرب شقيقاته إليه ..
وبأن لها مكانة خاصة بقلبه ..

راقبت توتر الأجواء بعد سؤاله فنقلت نظراتها بين ملامحهم بفضول ..
سمعت إحدى اخواته تجيب بابتسامة واسعة : يووه طاحت علينا و اغمى عليها و وديناها المستشفى ..
اتسعت عينيه بدهشة : وراه !! وش قومها ؟؟ و انتي ليش تقولينها بضحكة ؟؟
اخته بضحكة حقيقية و سعادة : لأنها طلعت حامل وماهيب دارية .. بس من يوم درت وهي مكتمة و دخلت غرفتها ولا زد طلعت ..
قال وهو يقف : بروح اشوفها ..
أوقفته والدته بهدوء : اتركها ترتاح شوي .. لين جا لها خاطر تشوف حد مننا بتطلع من غرفتها ..
عقد حاجبيه بريبة وهو يراقب ملامح اخواته ثم ينتقل بنظراته إلى أمه : متأكدين ما فيها شيء ؟؟
اومأت والدته بهدوء : خلّها خلّها مافيها إلا العافية ..

عاد إلى مكانه بصمت و عدم اقتناع ثم رفع هاتفه من على الطاولة أمامه ..
فتحه و اخذ يبحث عن اسم رصاص حتى وجده ..
ضغط عليه ورفع الهاتف إلى أذنه ..

بعد لحظات انزل هاتفه بتوجس عندما وصله الرد الآلي ..
إذا كانت دارين هنا منذ الأمس ..
و رصاص قد اخبره بالأمس بأنه سيذهب إلى شغل ما ..
ثم ملامح اخواته و أمه المتوترة ..
و الآن هاتف رصاص المغلق ..

وما سبب اغماء دارين و عدم خروجها إليهم الآن ؟؟
كل ذلك يقوده إلى استنتاج واحد ..
بأن رصاص به شيء ما ..
وهم يتكتمون على ذلك كي لا يعرف ..

فـ دومًا كان رصاص هو نقطة ضعف دارين ..

اخذ هاتفه و خرج ..
ثم نادى عليها من الخارج فالتفتت إليهم بحرج شديد قابله ابتسامات واسعة من الجميع ..
قطبت حاجبيها بريبة ..
ما بالهم حقًا ؟؟
فـ حالتهم ليست طبيعية على الإطلاق و ابتساماتهم الواسعة كـ دعايات المعجون ليست مريحة على الإطلاق ..

وقفت بهدوء و خرجت إليه ..
عندما خرجت زفرن جميعًا براحة وقد هتفت احدى اخواته وهي تهف على ملامحها : يمممه كنه ناقصنا ناصر و فوقه دارين عشان يكمل المثلث و تجي زوجته حتى هي نظراتها تخوف ..

نظرت بعد ذلك بإحراج إلى صديقة والدتها و اعتذرت بخجل وهي تتمنى لو تنكمش حتى تختفي : اعذريني عميمة ماهوب قصدي

اومأت عمة شمعة بتفهم ثم قالت بتفكه كي تخفف على ابنة صديقتها الحرج : عادي عادي حتى انا أحيان أخاف منها ..

اطلقن بعض الضحكات المتفاوتة و التي وصلت للواقفين خارج الغرفة ..
نظر إليها برفعة حاجب : زي ما قلت لش ..
فيه شيء مخبينه عني ..

قطبت جبينها بتفكير وهو تشير على المجلس بجانبها : موب كنه اختك و عمتي حشّوا فيني الحين ؟؟
هز كتفيه بتقرير : هذا اللي صار ..
مالت شفتيها و هي تقول : بداية خير ...

قهقه باستمتاع و سحبها من كفها إلى الأعلى ..
هتفت وهم يصعدون الدرجات : موب عيب نجي لعندها وهي ما تبغى ؟؟
هز كتفيه بلا مبالاة : لا ماهوب عيب ..
هتفت بتهكم : هذا لو فتحت لك الباب ..

وقف فجأة فوقفت معه وهي تسأل بتعجب : وش فيه ؟

رفع معصمه وهو يرى عقارب الساعة تشير إلى الثالثة و النصف ظهرًا ثم هتف بسخرية : تدرين ماقد كملنا اربع وعشرين ساعة من لما تزوجنا وقدش شغالة تهكم فيني ..

ثم أردف مستعيرًا كلمتها قبل دقائق : بداية خير ..

ضحكت بخفة و تقدمته لتكمل باقي الدرجات ..
تحرك حتى اصبح مجاورًا لها و قد احتضن كتفيها بذراعه ..
قبلها على قمة رأسها و هتف بصدق : يارب دايم اشوف ضحكتش الحلوة ذي ..
أمّنت بخجل : بوجودك ..



،


تسمع أصواتهم خارج غرفتها ولم تهتم ..
فهي قد توقعت قدوم اخواتها منذ أن وصلت لأخيها ورقة طلاقها ..
لذلك لم تخرج إليهن ..
فهي لن تحتمل كلامهن ..
ولكنها الآن تتجهز كي تخرج ..
فقد أتت إليها والدتها و طلبت منها الخروج ..
و لن تكسر كلمتها ..

لذلك قامت و بدلت ثيابها ..
ثم وضعت بعض الزينة التي تخفي إرهاق ملامحها من طول بكائها ..
خرجت عندما رأت بأن هيئتها أصبحت مقبولة ..
بل أفضل من ذلك ..
فقد بدت رائقة ..
رسمت ابتسامة بسيطة وهي تستقبل ابن اختها الذي تسارعت خطواته إليها ..
احتضنته وهي ترفعه إلى حضنها ثم استقامت وهي تحمله ..
تقدمت بهدوء وهي ترى الامتعاض الذي قد ارتسم على ملامحهن ..
ألقت السلام بنبرة عادية لا تشي بشيء ..
ثم شرعت بالسلام المتعارف عليه وقبلت خد كل واحدة منهن ..
عندما انتهت اختارت اقصى مكان منهن و جلست فيه ..
لم تكد تستقر بجلستها وتضع ابن اختها على ركبتيها حتى هتفت أختها بسخرية : عساش مرتاحة الحين ؟؟
نظرت لها بابتسامة بسيطة و قالت بهدوء : الحمدلله ..
ابتسامتها استفزت اختها فرفعت حاجبها بنرفزة و أردفت : كيف الوضع و إنتي ماخذة لقب المطلقة بعد ما هجيتي ثلاث شهور من بيتش ؟؟
مالت شفتي نجد بتفكير متقن ثم هزت كتفيها ببساطة مغيظة ..
قالت بابتسامة ناعمة : الحمدلله وضعي حلو ولا علي باس ..

ام يزن بعصبية مفرطة : تستهبلييين !! تشوفين وضعش حلو ؟؟
وش الحلو فيه ؟؟
يعني يوم طلق ابتهالوه قلت بتستغلين الوضع و تزينين حياتش معاه بس مين اكلم !!
ماهو انتي كان عندش فرصة اربع سنوات تسحبينه لش و تعلقينه فيش ..
و الحين صفيتي على جنب لا ولد ولا تلد و تقولين وضعش حلو ..

تقلصت ابتسامتها حتى باتت باهته ..
و لكنها ردت بكل برود : و انتي وش عليش من حياتي ؟؟
بكيفي بعد ازينها والا اطينها .. وش دخلش ؟؟

همت أختها بالرد بكلمات لاذعة و لكن دخول اخيهن قاطع الجدال المحتدم بينهن ..

ألقى السلام ثم اتجه إلى جانب نجد ..
جلس بجانبها ثم هتف بتساؤل وقد نقل نظراته بين ملامح نجد الباهته و ملامح اخته المكتومة بشكل واضح : وش قومكم اصواتكم واصلة لتحت ؟؟

صمتت نجد تمامًا و اكتفت بأن تشد ابن اختها إليها ..
أما اختها فقد هتفت بغل من برود نجد : عاجبك وضع نجد الحين ؟؟
سلطان بتساؤل : وش قومه وضعها ؟
لوحت ام يزن بكفها بغيظ شديد من لامبالاتهما : مطلللقة و فوق كذا ساكنه فوق بيت طليقها ..
رفع اخيها حاجبيه و سأل بهدوء : و اذا هي مطلقة ؟؟ وين المشكلة ؟؟ أما عن البيت فـ احنا بننقل بعد أيام ..
ما يحتاج تكبرين الموضوع و تعلّين صوتش بدون أي احترام لإميمتش ..
أم يزن بعدم تصديق و ذهول : يعني تشوف إنها مطلقة شيء عادي ؟؟
هز رأسه بموافقة ثم أردف : ايه .. الطلاق ماهو حرام
بعصبية و ضجر : بس عيب ..
اتسعت عينيّ سلطان بدهشة حقيقية : يعني تعلّين العيب على الحرام ؟؟
ثم أردف بصرامة : بعدين نجد ماهيب مضيّقة عليش بشيء ..
انا اللي متكفل فيها و إنتي ماغير من ويكند لويكند نشوفش ..
ما اعتقد إنش تحبين حد يتدخل بحياتش عشان كذا لا تتدخلين بحياة نجد ..
هذا هي مرة كبيرة و عاقلة و تعرف وش اللي فيه صالحها ..
و خلاص قفلي الموضوع ..
و لا اسمع حد منكن يفتح الموضوع مع نجد مرة ثانية ..

" قالها وهو ينقل نظراته بين اخواته الصامتات المراقبات لما يحدث "

عندما عم الصمت على الجميع وقفت نجد بعد أن أنزلت ابن اختها من على ركبتيها ..
لم تنظر إلى أي أحد منهم ..
فقط غادرت بذات صمتها ..
و لكنها لم تكد تتجاوز المجلس حتى صدح صوت اختها مجددًا وهي تقول بقهر : اتحدى إذا ما يوسف رجع ابتهال بعد أيام و نجد قد انسحبت من حياتهم و نسو إنها هي اللي ربت بنتهم ..

قاطع اخيها مجددًا كلمات أخته اللاذعة : خلاص يكفي .. هي حرة بحياتها و هم حرين بحياتهم ..

ما بنجبر حد على حد ..

ابتعدت وقد علقت مرارة حارقة بحنجرتها ..

تستبعد أن تفعل ابتهال ذلك ..
فـ على ما بينهن من فجوات إلا أنها لا زالت تتواصل معها من أجل ريما ..
وقد قابلتها عدة مرات أيضًا ..
و لكنها لن تستبعد محاولات يوسف بأن يعيدها إليه ..
فهو لن يستطيع تجاوز ما حدث ..
مثلهنّ تمامًا ..

لم يذكرن مطلقًا ما حدث منذ ذلك اليوم الذي أعادت فيه ابتهال إلى منزل أهلها ..
محطمة تمامًا ..
بل تجاهلن ذلك ..
فلا حاجة لهن بذكر ما يدركن أنه متواجد بينهن ..


دخلت إلى غرفتها و أغلقت الباب خلفها بالمفتاح ..
لا تريد أي تطفل ..
و بـ حركة اعتادت فعلها في الأيام الفائتة ..
ذهبت إلى شباك النافذة بغرفتها و أطلت منه للأسفل ..
ثم تراجعت بهدوء و اغلقتها ..
لم يأتِ اليوم أيضًا ..
منذ ذلك اليوم الذي اخبرها بأنه قد طلقها لم يأتِ إلى هُنا ..
يبدو بأنه يقدّر بأنه من غير اللائق سكنهم في مبنى واحد بعد أن تم الطلاق ..
و يبدو بأنه يبيت في منزلهم الآخر ..
منزلهم الذي قد اخبرها قبل أشهر عنه ..
و أنه قد انتهى من بناءه ..

تبقى فقط أن تختار هي الأثاث ..
و للسخرية ..

فهي لم تطأه بقدميها سوى ذلك اليوم ..



قبل ثلاثة أشهر


نزلت من سيارة الأجرة بعد أن نقدته المبلغ ..
نظرت إلى المنزل القابع أمامها بفخامة تليق بـ مكانة يوسف ..
كان فلة فاخرة منتصبة بشموخ ..
فتحت الباب الخارجي بابتسامة واسعة وهي تقلب نظراتها في الأرجاء ..
خلعت نقابها وألحقت به حجابها ..
بداخلها راحة عميقة وهي تدرك بأن يوسف سيصبح لها وحدها ..
دون ابتهال أو أي منغصات أخرى ..

قطبت حاجبيها وهي ترى سيارة يوسف مركونة في الطرف الأيسر منها ..
تقدمت منها بتعجب و اخذت تدور حولها و تتفحصها ..
لماذا هي هُنا ؟؟
أليس من المفترض بأنه في المحكمة الآن ؟؟
فما الذي يفعله هنا ؟؟

تحركت بعدها بعجل و ارتقت الدرجات عند المدخل ..
وضعت مفتاحها و فتحت الباب ..
قابلها الصمت المهيب في المكان ..

هتفت بتساؤل : يوسف ؟؟ انت هنا ؟؟

لم يرد عليها سوى صدى صوتها ..
فغضنت جبينها بحيرة ..

اخذت تنقل نظراتها في المكان وهي تستشعر بأن هناك شيء خاطئ يحدث ..
لحظات و اتسعت عينيها و هي تسمع صرخة أنثوية متوجعة ..
هرعت إلى الجهة التي سمعت منها الصوت حتى وصلت إلى غرفة قريبة نسبيًا ..
طرقت الباب بحدة و هتفت : يوووسف ..

أيضًا لم يصلها أي صوت سوى أصوات مكتومة ففتحت الباب بقلق و خوف فهالها ما رأته..

بقيت متصمنة بوقفتها بعينين متسعتين وهي تشعر بالنار تشتعل بأوردتها حتى وصلت إلى قلبها فانتفض بوجع رهيب ..

لقد كان يوسف يعتلي ابتهال ..
يثبتها بكلتى يديه و ينقض على شفتيها بينما هي تتلوى تحته بعنف و تصدر صيحات معترضة ..

راقبت كيف ابتعد عنها وهو يلهث بعنف ثم يصرخ بصوت غليظ : انااا تقولين عني كذا و تفضحيني عند الخلق ؟؟
إنتي يبغى لش إعادة تربية من أول و جديد ..

ثم عاد لينقض عليها مجددًا و لكن هذه المرة كان مقصده عنقها بينما زادت انتفاضاتها وهي تتلوى أكثر ثم تهتف ببكاء و قهر : قوووووم يا حقييييررر ابتعد عنننيييي

و تحرك رأسها برفض حتى التقت عينيها بعينيّ نجد المتسعة مما ترى فهتفت برجاء : نجد !!

حينها انتفضت نجد و تقدمت بسرعة وكل ما فيها يشتعل ..

قذفت بحقيبتها مع حجابها في الأرض و اسرعت إليهم ..
صرخت بغضب وهي ترى وجه آخر ليوسف ..
وجه وحشي لا يمت للإنسانية بصلة ..
وجه قد تخلى فيه عن آدميته و لم يبقى سوي غريزة حيوانية تقوده : يوووووووووسف

حينها انتفض وهو يستوعب الصوت الدخيل عليهم ..
نظر إليها بذهول وهو لا يزال يعتلي ابتهال وهتف بصوت متجهم متفاجئ : وش تسوين هناا !!

وصلها أنين ابتهال فتقدمت و سحبت يوسف بقوة لا تعلم من اين أتتها وجذبته خارج السرير ..
حينها تكورت ابتهال على نفسها وهي تبكي بشدة ..
بينما نقل يوسف نظراته بينهن و هتف بغضب وقد أخذته العزة بالإثم : وش تسوييييين هنا !!!
اتصلت عليييش و خبرتش عشان تجيييين ؟؟
لمتتتتى وانتي ما غير تتبعيييينها !!
متى بتكون لش شخصية لش بلحالش بدون ما تتحكم فيش ؟؟
متتتى ؟؟


قاطعته بصرخة غاضبة حد عنان السماء : يااا حقيييييييرررر ...

ثم اتبعتها بدفعه بقوة إلى خارج الغرفة وهي تصرخ من كل قلبها المحترق : يااااا حقييييررر .. اطططلللعع من حياااتنا ... اططططلللللع ..
الله يااااخذك ..
الله يحررررق قلبكك مثل ما حرقت قلووووبنا ..
يااااارب تلقاها بوجهك ..
حسبي الله عليييك يا حقيييررر ..


كان من شدة دهشته من حالتها التي يراها للمرة الأولى يمشي دون إرادة ..
ينظر إلى عينيها التي لا تمت لعيني نجد التي يعرفها بصلة ..
عينين حمراء ..
متسعة ، ذاهلة ، مشتعلة ..

وجهها منفعل بإحمرار يشعر بأنه سينفجر بأي لحظة ..
بينما عروق رقبتها النافرة تشي بكم الإنفعال المهول الذي بداخلها الآن ..

هتف بعد أن استوعب كل شيء ..
ماذا فعل ..
وماذا كان سيفعل لو لم تأتي ..

و ماذا سيفعل الآن وهي قد أتت و رأت كل شيء : ننجحدد اسمعييييني ..

تدفعه بإصرار و وجهتها باب المنزل ..
هتفت بصوت غاضب مرتجف و قد تزايد انفعالها : وش اسسسمعع !!
انك بغييييت تغتصب زوووووجتك ؟؟؟
زووووجتك يا حقيييييييرررر ..

ثم أردفت بحرقة و قد نفرت دموعها : الله يحررررق قللللبك مثل ما حررقت قلوووووبنا ..
الله يحررررق قلبك .. حسبي الله علييييك ..


وصلا حينها إلى باب المنزل فدفعته منه بقوة ثم اطبقته بوجهه ..
اتكأت عليه بانهيار تام وهي تسمع صوت خطواته ثم بعد لحظات تبعه صوت صرير عجلات سيارته وهي تخرج بسرعة ..

تنفسها المتسارع ، رجفتها ..
احتراق صدرها مما رأته ..
دموعها التي تنزل دون أدنى إرادة منها ..
ثم نظراتها المتعلقة على الباب القابع أمامها بمسافة لم تترك لها مجال للإنهيار و العويل كما تشاء ..

كفكفت أدمعها سريعًا بعد أن اخذت عدة انفاس لم تشعر بها تدخل إلى رئتيها مطلقًا ..
بل شعرت بأنها قد اختنقت بها حتى كادت تغص ..
عادت بخطوات سريعة إلى الغرفة حيث ابتهال ..
دخلتها فوجدت ابتهال تحتضن جسدها كالجنين و تقبض على مقدمة عباءتها المتكرمشة بشدة تشي بمحاولاته ..

قُبض صدرها بوجع ..

ولكنها تقدمت إليها حتى جلست بجانبها ..
هتفت بحنان خرج رغمًا عنها : ابتهال .. خلاص قد راح

لم ترد عليها بل زادت بتكورها على نفسها ..
فمدت يدها إليها وجذبتها من مرفقها ..
قاومتها للحظات ثم ارتمت عليها وهي تبكي بشدة ..
احتضنتها بصمت ..
تطبطب على ظهرها بهدوء ..

تسمع نشيج ابتهال و ترغب بأن تشاركها ذلك ..
بل ترغب بتحطيم رأس يوسف ..
ثم اقتلاع قلبه الموبوء و احراقه ..

فلتت منها تنهيدة محملة بعبراتها المكتومة ..

كل ما يحدث لها كثير ..
كثير جدًا على آمالها التي ماتت في مهدها ..
كثير على نفسها التي لم تجد الراحة منذ سنوات ..
كثير على اختناقها الموجع بعبراتها التي لا تستطيع سكبها ..

فـ بين يديها تقبع امرأة محطمة ..
امرأة قد امتص منها رجلها كل ماهو جميل ..
امرأة لا تعتقد بأنها ستعود كما كانت دون أن يترك ماحدث بداخلها الكثير من الخراب ..
امرأة هي قبل كل شيء ..
كانت صديقتها منذ الطفولة ..
منذ سنوات الدراسة ..
امرأة قد وقفت معها بأحلك أيامها ..

و ذلك يشفع لها بكل شيء ..



،




عندما اخبرها اخيها برغبة صالح و بأنه قد تقدم إليها لم تستطع الصمت أكثر فقد ضحكت حتى آلمها بطنها ..
و أخبرت أخيها بأنها غير مستعدة ابدًا للزواج ..
بل أنها قد قامت بحذفه من قاموسها ..
فـ حياتها القادمة ستكرسها لنفسها و لابنتها ..
ولا تريد لمطلق رجل أن يتحكم بها ..
فليس لها أي طاقة للتحمل ..
ولا تنوي أن تفعل ذلك حقيقةً .. فقد اكتفت منه ..

ستكمل دراستها و لكنها ستكملها داخليًا ..
و ستكمل عملها بالتصاميم ..
فـ لا زال حتى الآن يصلها طلبات كثيرة ..
و لن تعود إلى نفس النقطة بعد أن تجاوزتها ..
لن تجعل ليوسف فرصة بأن يحرمها من ابنتها مرة أخرى ..

لقد أصبحت تكره الزواج و ما يمت إليه بصلة ..
بل أخبرته أيضًا بأنه إذا تقدم إليها أي أحد آخر لا تريده أن يخبرها بذلك ..
فليقم برفضه هو ..

ستكرس حياتها كي تبني مستقبل أفضل لابنتها ..
لن تجعلها تُعاني مثلها ..

فأخبرها ماجد بصراحة بأن أبيها لن يصمت على رفضها للخُطّاب كثيرًا ..

و لكنها لن تبالي ..
هي تعرف نقطة ضعف والدها ..
و ستلعب عليها جيدًا ..

فهو يخشى كثيرًا من كلام الناس ..
وهي تعلم جيدًا ما سيثير كلامهم ..
لن تفعل أي شيء الآن حتى ترى ما نهاية صمت والدها أولًا ..
فهي لا زالت ترتاب منه و من نظراته التي تلحظها عندما يراقبها و يراقب ابنتها ..
أحيان كثيرة تشعر بأنه يوشك على قول شيء ما لها ..
و لكنه يعود فيلتزم الصمت ..
و ذلك أفضل بالنسبة لها ..

فهي حتى و إن لم توضح ذلك ..
و لكنها تتمنى بشدة ألا يخذلها ..
تتمنى لو يتفهمها ..
لو يشعر بها كما كان يشعر بها قديمًا ..
لو يقرأ نظراتها كما كان يقرأها دومًا ..

و لكن السنوات قد حالت بينهما ..
فلا تعتقد بأنه سيفعل ذلك ..
ولو أراد فلن يستطيع ..
فهي قد تغيرت .. كما تغير هو أيضًا ..

و قد أعاد الزمن تشكيلهم كيفما يشاء و يرغب ..
وقام يوسف بالختم على كل ذلك بتوقيعه ..

عندما أخبرها بأمر الطلاق برسالة نصية ..
كان قد أرفق معه بضع كلمات لم تفارق ذهنها حتى الآن ..
ولا تدري أصادق هو أم لا ..
فقد قال لها بأنها قد أقسمت و أوفت بقسمها ..
و بأنها عندما غادرته لم ترضى بأن تغادر بصمت ..

فقد اجتثت كل ما وقع بطريقها منه ..
حتى أصبح بقايا إنسان لا يعرفه .. ولا يشبهه ..

ثم أرفق كل ذلك باعتذاراته و طلبه للغفران ..
تكذب ان قالت بأنها ستستطيع الغفران ..
لقد انتهكها ..
حتى لو كانت هي السبب بذلك ..
لم يكن من حقه فعل ما حدث ..
فهو قد أثبت بذلك عدم احترامه لكيانها ..
لإنسانيتها ..
لكبريائها و كرامتها ..

لا تعتقد بأنها ستسامحه ..
و لكنها ستتجاوز ..
لن تعود لتبقى أسيرة أفعاله المؤذية كما فعلت سابقًا ..
لن تعود لتقيّد نفسها بالإنتقام ..
لقد تعلمت كيف تتصالح مع نفسها و بأصعب الطرق و أكثرها إيلامًا ..
صحيح بأنها نالت ما أرادته ..
و لكن الثمن قد فاق توقعاتها بكثير ..
لذلك هي لن تعود لتخوض بتجارب جديدة لا طاقة لها بها ..

هي لنفسها و لإبنتها ..

و كفى ..

،,




دمتم بود 🍃

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 23-11-20, 10:36 PM   المشاركة رقم: 220
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة العشرون)

 
دعوه لزيارة موضوعي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


بارت موجع

لا أدري لما إثر بي إلى هذا الحد..

رصاص دموع فرح اسأنا فهمها على أنها دموع ألم وحزن لفشله

ابدعتي في وصف ذاك المشهد.


واكتشفنا سر كراهية وطلاق نجد وابتهال
رأوا المخفي المستتر من يوسف ولم يعجبهما ما رأوه


ناصر وشمعة ولحظات سعيدة مع الاهل


سهام وفهد وعودتهم بنفوس جديدة

سلمت يداك كلي شوق للقادم

تقبلي خالص ودي

°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°






 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية