كاتب الموضوع :
طُعُوْن
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة الثالثة)
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
* تنبيه*
نزول الرقصات رح يكون كل يوم ثلاثاء ان شاء الله ..
الساعة 11 مساءً بتوقيت السعودية ..
الرقصة الرابعة
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
ماضِ
كانت ساهمة و تساعد اخواتها ، فغدًا سيكون هنا إحدى تجمعات جاراتهم الشهرية ..
فقد اعتادت والدتها هذه التجمعات و يجب عليهن تجهيز الضيافة كاملة ..
لذلك يبدأن بالشغل مبكرًا حتى لا يتراكم عليهن في آخر لحظة ..
تنهدت بتعب و إرهاق ..
ثم التفتت على اختها المنشغلة بما بين يديها : علوي بروح ارتاح شوي و اكمل بعدين ..
اومأت علياء بموافقة و خرجت هي ..
دخلت إلى غرفتهن المشتركة ..
استلقت على سريرها و زفرت بهم ..
تفكر باقتراح ماجد ..
لن تنكر بأنه قد دغدغ مشاعرها و هو يصور لها حلم بات يقترب ..
و لكنه صعب جدًا ..
لا تستطيع أن تفعل ذلك ..
و لكنها أيضًا لن تعود إلى يوسف حتى لو كان بالمقابل سيسمح لها بإكمال دراستها ..
ما بينهما انكسر و لن يعود كمان كان من قبل ..
ابدًا لن يعود ..
لقد اصبحت روحها معطوبة ..
غير صالحة للمشاركة ..
ماتدركه جيدًا هو أنه إما الآن أو لاشيء ..
شعور الغدر لا يفارق صدرها ..
هل كان من الصعب عليه تشييد ما بينهما ؟
هل كان يجب أن يصل الوضع بينهما إلى هذا الحد ؟؟
هل كان يعتقد بأنها ستخضع كما تفعل دومًا كي يمشي المركب بهما ؟؟
لقد كان يستنفد كل فرصه الواحدة تلو الأخرى حتى ماعاد بالروح متسع ..
كانت خيانته هي القاصمة لعلاقتهم ..
يا الله ..
لا زال ذلك الشعور البشع يكتنف صدرها ..
يدميها و يحرق قلبها ..
تشعر به ينغرز بخاصرتها ثم يجتث بقسوة و يعاد غرزه ..
تشعر بأن كفيها مخضبة بدماء كرامتها ..
وهل للكرامة دماء ؟
لا تعلم ..
فكل ما تعلمه بأن كبريائها ينزف ..
إن كانت تعلمت شيئًا مقابل ما اعطت فهو أن لا تنحني مجددًا لأي كان ..
لا أحد يستحق جهدها سوى ابنتها ..
و ستفعل المستحيل من أجلها ..
اخرجت هاتفها من جيبها و عقدت حاجبيها باستغراب ..
لم يصلها أي مكالمة منه ..
ولم تجد أي رسالة ..
همست بتوجس " الله يستر منك يا يوسف " ..
اغلقت هاتفها و وضعته بجانبها على الطاولة الصغيرة ..
تمددت و بعد لحظات غفت من الإرهاق ..
فهي لم تنم منذ يومين ..
و عندما تنام تستيقظ بعد ساعة او اثنتين بفزع وهي لا تدرك أين هي ..
ولا تهدأ إلا بعد أن تستوعب أنها ببيت أهلها و ليس بيتها ..
بعد أن تدرك أن ما بنته لسنوات ثلاث قد انهد فوق رأسها
و أنها لن تعود إلى ذلك البيت مهما حدث ..
كما حدث لها الآن وهي تستيقظ بفزع ..
نظرت حولها للحظات ثم هدأت ..
وضعت ذراعها على عينيها بإرهاق جسيم ..
صداع شديد بعد كل مرة تستيقظ فيها دون رغبتها ..
همست بتعب نفسي شديد : يارب يسر لي كل عسير ..
ابعدت ذراعها ببطء ثم التفتت إلى الطاولة الصغيرة ..
جذبت هاتفها و نظرت إلى الوقت ..
انها الثانية عشر بعد منتصف الليل ..
أي انها لم تنم سوى ساعتين أو اقل ..
نقلت نظراتها في الغرفة و لم تجد احد ..
فتحت هاتفها و اخذت تقلب فيه ..
دخلت برنامج " الواتس اب " و اخذت تفتح المحادثات و ترد عليها ..
ثم دخلت على محادثة شمعة و ارسلت لها " سلام " ..
خرجت من المحادثة و بقيت على البرنامج تنتظر ردها ..
حينها وصلتها رسالة منه ..
اعتدلت بجلوسها بتوتر ..
و عندمت فتحت الرسالة هالها ما قرأته ..
تجمدت بعدم استيعاب ..
اعادت قراءة الرسالة مرتين و عشر ثم عشرون ..
و بكل مرة كانت تعيدها كانت ترتجف اكثر من هول الصدمة ..
بكل مرة كانت الكلمات تنغرز غرزًا بعمق قلبها ..
لا تصدق حتى الآن ما قرأته ..
دخلت اختها فوجدتها جامدة ..
شاحبة الوجه و تنظر إلى هاتفها بعينين متسعة ..
نادتها لعدة مرات و لم تجب ..
حينها تقدمت منها بخوف و هزت كتفها : ابتهال !!
لم تجبها فهزتها بقوة اكبر و توتر : ابتهال وش فيك ؟ حد صار له شيء ؟
مدت لها هاتفها بجمود فأخذته بسرعة و كل ما يخطر على بالها هو خبر مرعب ..
رأت اسم يوسف فتعجبت ..
لماذا تعطيها ابتهال الهاتف كي تقرأ محادثتها مع زوجها ؟؟
..
قرأت السطور بعدم تصديق ثم شهقت بصدمة ..
شهقتها اعادت ابتهال إلى الواقع ..
نفضت عنها برودها و جمودها فشعرت بدمها يتدفق حارًا حارقًا ..
إن كانت تعتقد أن خيانته هي القاصمة فقد اخطأت ..
فما تشعر به الآن هو اضعاف ما شعرته سابقًا ..
عيناها امتلأت بالدموع التي لم تعد عينيها تحتمل ثقلها فأخذت تنزل بشكل أخاف أختها ..
وضعت يدها بارتجاف على قلبها ..
اقتربت منها علياء وهي ترى شحوبها المخيف .. هتفت ببكاء : ابتهال !!
همست ابتهال بتقطع وهي تشعر برأسها ثقيل جدًا و حار جدًا : قـ قللـ قلبييي يععـ ورنيييي ..
ثم سقطت على جانبها بعد أن فقدت الوعي ..
صرخت علياء برعب وهي تناديها ..
لم تستجب لها فاستقامت و خرجت من الغرفة ركضًا ..
طرقت الباب بحدة و قوة وهي تصارخ : يمه .. يبه .. افتحوووووا البااااااب
بعد لحظات فتحت والدتها الباب و قالت بخوف وهي ترى دموع ابنتها: وش فيه علياء ؟
علياء ببكاء قوي و هي تشير إلى المكان الذي جاءت منه : ابتهال ..
لم تكمل كلامها فقد خرجت والدتها بسرعة يسيرها رعبها الفطري و لحقها والدها ..
دخلوا الغرفة و تقدموا إليها ..
وضعت والدتها يدها على خدها ثم هتفت بخوف : البنت تشتعل يا حسن .. امشي نوديها المستشفى ..
في المستشفى تم وضع التشخيص ..
ضغطها مرتفع جدًا و يشكل لها خطرًا إذا لم ينخفض ..
و لم ينخفض إلا بعد ساعات من المراقبة و الخوف ..
استيقظت باليوم التالي فوجدت علياء تجلس بجانبها ..
همست بإعياء : علياء ..
نظرت إليها و ابتسمت بفرح .. اقتربت منها و احتضنتها ..
قالت بابتسامة واسعة : الحمدلله عالسلامة ..
غضنت ابتهال جبينها تحاول تذكر ما حدث .. لحظات و تذكرت كل ما حدث فنظرت إلى علياء الصامتة بحذر ..
قالت بتوجس : هو صدق صار ؟؟
اومأت علياء بصمت فانفجرت ابتهال ببكاء هستيري ..
احتضنتها علياء بقوة و قالت بتعاطف : ابكي ابتهال .. طلعي كل اللي بقلبك ..
ابتهال بشهقات متقطعة : قلبي يعورني ..
علياء بقهر : ما يستحق .. بس ابكي و طلعي اللي بصدرك .. لا تكتمين ..
استمرت بالبكاء الذي تحول إلى أنين جعل علياء تبكي معها .. تمتمت ببحة : قال بيتزوج .. خطب نجد .. نجد صديقتي ..
اومأت علياء بصمت .. فاكملت بقهر و حرقة : صديقتي .. مالقى إلا صديقتي .. يدري إني احبها و يبغى يوجعني فيها ..
لم ترد عليها ..
ماذا قد تقول ؟
هل تخبرها بأنها شعرت بقلبها يتألم عوضًا عنها ؟
بأنها لم تستطع النوم من التفكير ..
فقد تمادى يوسف جدًا .. جدًا ..
و كل ما تخافه هو أن تُجبر اختها على العودة إليه ..
خاصة وأن يوسف عندما هاتفه والدها أخبره بأنه مستعد لإنهاء كل شيء إذا عادت له ابتهال ..
و أنها ستبقى هي زوجته الوحيدة ..
ولكنه رجل و له احتياجاته ..
وقد اقتنع والدها بذلك بل و وعده أيضًا بأنه سيتحدث مع ابتهال ..
لم تدرك بأن ابتهال كان لها رأي مخالف لما يريدونه منها
.. وقد اسدلت الستار على قلبها
..
ثم أصمت أذنيها و حجبت عينيها ..
و لم يبقى سوى هدف واحد أمامها .. ستنفذه مهما كلفها الأمر .. هتفت باستفسار : احنا بأي مستشفى ؟
اخبرتها بإسم المستشفى فقالت بإصرار و هي تنظر إلى الساعة المعلقة على الحائط : نادي لي شمعة ..
ابغاها ضروري ..
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
يراقبها من نافذة مكتبه ..
مخطئة هي إن ظنت بأنه سيكف عن ذلك ..
و لكنه لن يظهر لها ..
فهو لا يستبعد أن تقدم فيه شكوى ..
و قد لا يأخذونها على محمل الجد فالكل يعرف أخلاقه
ولكنها ستؤثر عليه و هو بغنى عن ذلك ..
كانت تجلس في الحديقة الأمامية على المقاعد ..
وحيدة كما يراها دائمًا ..
تتصفح هاتفها و تشرب من كوب قهوتها و يكاد يوقن بأنها مدمنة عليها ..
فدائمًا يراها وهي تحمل كوبها بكل مكان ..
نظر إلى السماء و شمسها الساطعة ثم اعاد نظره إليها و فكر بسخرية " هذي ما تحس بالشمس وهي تصك راسها .. شوي و يسيح دماغها " ..
رفع معصمه و رأى بأن وقت دوامه قد انتهى ..
لملم حاجياته و علق معطفه ثم خرج من الغرفة ..
كان يدمدم بلحن خفيف عندما رآها تدخل من باب المستشفى ..
تجاهلها وهو يمر بجانبها حتى تعداها ..
و للسخرية فهي لم تنتبه له مطلقًا ..
كانت شاردة بما حدث بينها و بين عمتها صباحًا ..
لقد اخبرتها بأنه هناك من تقدم لها و يجب عليها التفكير جديًا بذلك .. فـ قد رأتها والدته باستقبال سِهام و أعجبتها ..
رفضت و أصرت على رفضها فهي لن تقحم نفسها في زواج فاشل من البداية ..
إن كانت تعلمت شيئًا من اختها فهو أن تقدم ذاتها على الجميع ..
و لكنها لن تؤذيهم ..
ستفعل ما ترى فيه مصلحتها فقط ..
أما عمتها فقد اخبرتها بأنها فرصتها كي تخرس جميع الألسنة ..
عندما تفكر بالأمر من منظور عمتها ترى بأنها محقة ..
لن يخرس ألسنتهم عن العبث بسمعتها سوى الزواج ..
و لكنها من منظورها ترى بأن لنفسك عليك حق ..
و حق نفسها عليها ألا تدخلها بطريق هي ليست مستعدة له ..
لذلك ستبلغ عمتها برفضها النهائي و ألا تعود لفتح الموضوع معها ..
كانت تدخل غرفة الاستراحة الخاصة بالموظفين عندما وصلتها رنة رسالة ..
اخرجت هاتفها من جيب معطفها و فتحته ..
ابتسمت بحنين وهي تقرأ الرسالة ..
كانت من زوجة والدها تطلبها بأن تزورهم ..
هي حقًا تحبها فهي تعاملها كأخت كبيرة دائمًا ..
كما أنها لم تفرض عليهن أي شيء مطلقًا ..
لم تتدخل بينهن و كأنها تخبرهم بأنني لن آخذ مكان والدتكن اطلاقًا ..
تنهدت بحزن و هي تجلس على المقعد ..
هي حقًا تحتاج لوجود امها ..
هل كانت سهام لتفعل كل ما تفعله لو كانت والدتهن حية ؟
شردت إلى ماقبل سنوات ..
كان والدها يحتضر .. بعد أن انهكه المرض ..
قال لها " وصيتش سهام يا بنتي .. وصيتش سهام .. انتبهي عليها و رديها عن الشين لا بغته " * أي إذا أرادته * ..
و لكن أين هي سهام ؟؟
ألم يتعاهدن على الوقوف بجانب بعضهن كتفًا لكتف ؟؟
لماذا إذًا فعلت ذلك ؟؟
لماذا ضحّت بأخوّتهن من أجل الزواج ؟؟
تبًا لها فقد كانت تعتبرها ابنتها ..
لقد كانت تتحملها و تصبر عليها كما تصبر الأم على ابنتها ..
كما تحب الأم ابنتها دون حدود ولا قيود ..
تبًا لها إن ضعفت و حنت ..
و تبًا لقلبها الذي لا يفتأ عن القلق عليها ..
تبًا لحبها و عطفها ..
و تبًا لأمومتها الغير كافية ..
تبًا لأنانية سهام و لكل شيء يرتبط بها ..
أما فهد فقد احتسبته عند الله و تعلم بأنه سيدفع الثمن بسبب جنايته بحق شرفها ..
لن تسامحهم ابدًا ..
و لن تعطف على اختها ابدًا ..
فتبًا لها أيضًا إن فعلت ..
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
وصل إلى البيت و دخله بهدوء يماثل الهدوء الذي يكتنفه من بعد ذهاب دارين ..
إنه يفتقدها حقًا ..
نادى على والدته فأجابته ..
دخل عليها بابتسامة و قال بعطف وهو يرى ملامحها المبتهجة : حيا الله ام ناصر .. ماشاء الله اشوف الوجه منور ماهوب زي البارحة ..
ابتسمت و ردت له تحيته بأجمل منها وهو يقبل رأسها و كفيها .. جلس بجانبها و احتضنها و قال بمزح : بقيتي علي يا أم ناصر .. بناتش و راحوا ومابقى غيري ..
امه بحب خالص : ياجعلني ما اذوق حزنك و أزين من بقيت عليه انشهد ..
رفع حاجبيه بضحكة و قبل كفيها : ولا انحرم منش يارب .. ماقلتي وش سبب ذا الحب و ذا الدعاوي ..
قالت بابتهاج و هي تسرد عليه : تتذكر يومني اقولك عن بنت اخو صديقتي ام حمد ؟؟ هذيك اللي كانت لولد عمها و كبها و اخذ اخيتها ؟
اضطربت نبضاته بتوتر ..
لم يعتقد بأن الموضوع متعلق بها ..
فقد كان يظن بأن دارين قد هاتفتها لأنها كانت قلقة عليها بالأمس ..
ابتسم ابتسامة زائفة يخفي انفعاله خلفها ..
فآخر شيء يريده هو أن تكتشف والدته حبه الأحمق ..
و كأنه قد نسي حتى تذكره بذلك ..
قال بملامح سيطر عليها بالقوة و بصوت شبه مختفي : ايه ؟
امه بابتسامة واسعة و فرحة خالصة انهمرت بالحديث : الحمدلله اللي ما يخيب عباده .. ولا يرضى لهم الظلم ..
عميمتها مكلمتني قبل وقت و قايلةٍ لي إنه جاها عريس ..
اهله شافوها بالعزومة اللي سووها بعد ما رجعت اختها و عجبتهم و كلموا عمتها يبغونها ..
إذا كان للقلب صوت فقد سمع صوت اعتراضه ..
و إذا كان للشريان يد فقد شعر بها تنقبض حتى أوجعه قلبه ..
قال ببهوت و عدم استيعاب : ايش ؟ منهي اللي يبغونها ؟؟
عقدت حاجبيها باستغراب و تسائلت : هو انت منتب معي ؟
هز رأسه بتشوش : الا معش .. معش ..
زمت شفتيها بعدم تصديق ثم انفردت ملامحها و رفعت كفيها .. قالت من أعماق قلبها ببهجة : يا الله يا كريم إنك توفق شمعة و تيسر لها ..
يا الله إنك ترزقها الزوج الصالح و الذرية الصالحة .. يا الله إن ترزقها رزقٍ حلال يفرح قليبها .. يا الله ان تجمع بينهم على خير
كان ينظر إليها بعدم تصديق ..
إنها تدعو عليه دون أن تدرك ..
فأي خير ذاك و قلبه يحتضر ! ..
أي رزق حلال ستنعم به بينما هو يلوك الحنظل !! ..
و أي تيسير و قد ابتلع المر مضاعفًا ..
أي فرح تريد والدته إلباس معشوقته به ؟
و أي زوج ذاك الذي سيكون صالحًا لها سواه
.. لن يتركها ..
يقسم على ذلك ..
لن يجعلها ترى أي رجل سواه ..
لم يكد ينتهي من كابوسه المسمى فهدًا حتى يجيء هذا البغيض الذي لا يعلم من يكون حتى ..
أنتِ لي شمعة ..
حتى لو اضطرني ذلك على فعل أي شيء ..
نظر إلى والدته ثم أجلى حنجرته كي تنتبه له .. عندما نظرت إليه قال بجدية و بدون مقدمات : بس أنا كنت ناوي اخطبها ..
أمه بعدم فهم : منهي ؟
بارتباك و نفاذ صبر : البنيّة ..
عقدت والدته حاجبيها بصمت لثوان ثم تسائلت : ليش ما قلت لي من قبل ؟
هز كتفيه ثم قال بتوتر : أنا كنت جاي الحين بقولش بس انتي سبقتيني ..
طال صمتها و لم تجبه .. و كاد التوتر يفتك به بانتظار ردها .. قالت بعد تفكير عميق : انت متوكد ؟ * متأكد *
هز رأسه بموافقة و لم يعد يجد صوته حتى .. قالت بعد لحظات : زين .. الله يكتب الخير ..
أراد أن يسألها هل ستحدث عمتها أم لا ..
و متى ستفعل ذلك ..
و لكنه تراجع ..
فيكفيه مافقده من ثبات حتى الآن ..
لا يريد أن يثير ريبة والدته بتعجله الغير منطقي ..
أما والدته فقد كانت تنظر إليه بعمق
.. تحاول استكشاف ما يدور برأسه ..
فلم يبدو لها طبيعيًا بأي حال من الأحوال ..
و ليست حالته المهمومة قبل قد فلتت منها ..
ولكنها تجاهلتها بعد أن رأته بالأيام الماضية منشرحًا خالِ البال ..
ليس من الصعب عليها أن تدرك حاله و خاصة حالته قبل قليل .. و طلبه المتسرع ..
وقفت بتثاقل فوقف هو أيضًا و أخذ يسندها إلى غرفتها ..
همست بداخلها بأمل .. فهي حقًا تعجبها شمعة : يا كريم ..
و همس بداخله أيضًا : يارب ..
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
ماضِ
يا لخيبتي ..
و يا لمرارتي ..
يا للحزن الكامن بأقصى قلبي ..
هل كان يجب علينا أن نصل إلى هذا الحد ؟
لقد كان يحتم علينا الفراق كشخصين متحضرين ..
أما لهذا الوجع من حد ؟
كان الخذلان تنطق به ملامحي ..
و تشي به انكساراتي ..
اقف أمام المرآة و اتمعن بعينيّ .. لا يبدو عليهن أي شيء ..
عينين خاويتين باردتين ..
عينين كما هما ظاهريًا و لكني لم استطع التعرف عليهن داخليًا ..
كان القهر يصهر صدري ..
يجعل دمي يسيل بتدفق حار فأتلوى من شدة الألم ..
يخططون لإعادتي إليه ..
و لكنه لن يحدث و أقسم على ذلك ..
لن يحدث ابدًا ..
لقد اتخذت قراري ..
بعد أيام سأسافر ..
و بعدها سيعقد قرانه على آخرى ..
سيتزوج صديقتي بعد أن وافقت بموافقتي ..
فيا لوجعي ..
لقد زوجت زوجي ..
لقد ربطته بامرأة اخرى غيري ..
لقد اعلنتها لها صريحة ..
لن اعود إليه فاطمئني ..
حاججتني ..
رفضت ولكنه كان رفض بالي ..
اعلم بأنني سأنقذها و انقذ نفسي ايضًا ..
لن يكون هناك خاسرًا سوى ابنتي ..
و لكنني سأعوض ذلك .. اقسم بأنني سأبذل كل جهدي حتى اتجاوز ..
و حتى اثبت للكل بأنني لست الضعيفة الخانعة التي يضنون ..
اقسم بأنني لن أنحني مجددًا لأي كان ..
لقد بدأت اتجهز للسفر بسرية ..
اختي تساعدني ..
واخي يبذل كل جهده كي ينهي أوراقي بمدة قصيرة ..
سأذهب و سأبني نفسي ..
سأكون ابتهال اخرى لا يستهان بها ..
يقول لي برسالته " تقدمت لها لأنها جامعية و انتِ لا .. هي المناسبة لي .. "
لا أعلم لماذا يريد جرحي ..
لماذا يرضيه انكساري ..
ألم يخن ؟
ألم يخطئ بحق نفسي ؟
ألم يكن ذلك هو جزاء المعروف لديه ؟؟
لماذا اذًا يريد إهانتي اكثر ؟
هل يريدني أن اعود إليه مذلولة ؟
هل سيرضيه ذلك ؟؟
ولكني لن أعود ..
انا مصرة كما لم أصر على شيء من قبل
.. سأنجح ..
و سأجعل ابنتي تفتخر ..
فيكفيكم إذلالًا ..
و ظلمًا ..
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
كان يمر من عند الصالة عندما سمع اخته تقول لوالدته بفرحة استشعرها : تقولينه جد ؟
وصله صوته امه وهي تقول : اقولش كنت جالسة مع عمتكم يوم تجيها المرة و تقولها إنها تبي شمعة لولدها ..
اخته بفرحة و شماته : الحمممدلله يارب .. والله فهد فرط فيها بس ان شاء الله اذا فيه خير لها توافق و يكون عوضها عن فهيدان ..
عقد حاجبيه باستهجان و هو لم يرق له حديث اخته عنه بهذه الطريقة ..
اكمل طريقه إلى الأعلى بضيق وهو يفكر بها ..
لأول مرة يفكر بها كشخص ..
دائمًا كان يفكر بها كإسم مرتبط بإسمه ..
دخل إلى جناحه بشرود ..
لم يجد سهام في الصالة فتوجه إلى غرفة النوم ..
دخلها و وجدها تجلس على الاريكة و تضع لأصابع رجليها طلاء ..
نظر إليها بتفكير ..
كيف هي علاقتها مع اختها ؟؟
لم يفكر قبل من هذه الناحية ..
كل ما كان يهمه هو تخليص نفسه من شمعة ..
و الآن وهو يسمع بأنها ستصبح لشخص آخر لا يعلم لماذا يشعر بالضيق لذلك ..
انتبهت سهام لدخوله و شروده وهو يضع اغراضه على التسريحة و ينظر إليها بالمرآة ..
رفعت حاجبها باستغراب من صمته ..
بماذا يفكر يا ترى ؟
سرعان ما أتتها الإجابة وهو يسأل بدون شعور : وش اخبار شمعة ؟
اتسعت عينيها بصدمة و قالت بعدم استيعاب : وشهوووو !!
التفت إليها و سأل بجدية : كيف علاقتش معها ؟
زاد اتساع عينيها حتى تشوش عليها النظر .. هتفت باستهجان : و انت وش دخلك !!!!!
أمال شفتيه لا يعلم ماذا يقول ..
حقًا ما شأنه بها ؟
ألم يرفضها و اصر على ذلك ؟؟
لماذا إذًا يشعر باهتمام لمعرفة حالها ؟
هل لخطبتها ام لفضوله عن امرأة كانت له يومًا ؟؟
ولكن ردة فعل سهام زادت من فضوله ..
تجاهل كل ذلك و قال باختصار : اعتبري اني ما سألت ..
ثم تحرك و دخل إلى دورة المياه تاركًا سهام خلفه بعينين متسعة و قلب خافق ..
و عقل يدور باستمرار ..
ما الذي أتى بذكر شمعة الآاااان !!
،
أما شمعة فقد كانت لتوها تدخل البيت بعد مرورها على زوجة والدها لعدة ساعات ..
خلعت عبائتها مع الحجاب و النقاب و علقتها على المشجب بجانب الباب ..
دخلت إلى غرفة عمتها بعد أن مرت على الصالة ولم تجدها هناك ..
اقتربت منها وهي تراها ممدة و تضع يدها على عينيها ..
همست تناديها : عميمة !
ابعدت عمتها ذراعها عن عينيها و نظرت إليها و ابتسمت ..
ابتسمت لها شمعة و اقتربت منها كي تساعدها على الجلوس .. قالت باستعطاف : عميمة .. زعلانة مني ؟
هزت عمتها رأسها بنفي و قالت بحزن : انا زعلانه عليش يا بنتي .. مانيب زعلانة منش ..
زمت شفتيها بعدم رضى ثم ابتسمت : طيب و لو اقولش اني فكرت كثير طول ماني بالمستشفى و لين الحين و قررت إني مابيه !! بتزعلين ؟
تنهدت عمتها بتعب ثم قالت بمراوغة : مارح ازعل إذا فكرتي بالعريس الثاني ..
نظرت لها بتعجب و قالت بتفكه و ضحك : عريس ثاني ؟ طيب واذا رفضته بيجي بعده عريس ثالث بالدور ؟
اختفت ابتسامتها وهي ترى جدية عمتها .. قالت بتوجس : فيه عريس غير اللي الصباح ؟
اومأت عمتها و قالت بابتسامة وحب : ايوه و ازين من اللي في الصباح .. عريس بتطمن عليش معه ..
رفعت حاجبيها باستهجان و عدم رضى ..
شدت عمتها كفيها و قالت برجاء عميق : برضاي يا شمعة .. برضاي تفكرين فيه .. والله إن الأرض ما وسعتني من لما كلمتني امه .. هـا ابيش تفكرين زين و ماني منتظرة منش رد هالاسبوع .. عندش كل الوقت عشان تفكرين ..
صمتت للحظات ثم تساءلت ببغض عميق لذلك الخاطب وهي تشعر بأنها ستحشر في الزاوية : منهو ؟؟
عمتها بابتسامة وهي تضغط على كفيها : الناصر .. ولد صديقتي .. قدش تعرفينه ..
سحبت كفيها بانفعال و وقفت بحدة ..
قالت بحدة اكبر وقد غامت عينيها : ناااااصر !! ماغيره ناااصر !! لو هو آخر واحد في الحياة ما تزوجته البصباااص ..
حينها هتفت عمتها بحدة : منهو البصباص ؟؟ نويصر ؟؟
تخصرت شمعة و قالت بتحدي و سخرية وهي تلوح بكف يدها : اييييوه نوييييصر ماغيره هو البصبااااص ..
عمتها بدفاع و حدة وقد اثارت غضبها : اتعقبين يا الملسونة ..
شمعة بغضب من تكذيب عمتها لها : ما يعقب الا نويصر .. ولاهوب طايلني .. و اذا منتيب مصدقتني اسألوه ..
كل مالفيت بمكان في المستشفى الا هو ذا وراي ..
موافقة مانيب موافقة و خله يدور له على وحدة ثانية ..
ثم غادرت تاركة خلفها عمتها تناديها بغضب كي تعود و تخبرها ما الأمر ..
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
لم يهدأ لها بال منذ الأمس ..
ماذا يريد بسؤاله عن شمعة ؟
لماذا يسأل عنها من الأساس ..
ألم يرها هي قبل أشهر و اعجبته فتقدم لخطبتها بدلًا عن اختها؟
فلماذا يسأل الآن ..
تكاد تفقد عقلها إذا لم تعرف ..
تقسم بأنها لن تجعل شمعة تدخل بينهم ..
فهد لها و هي له ..
و ستعرف حالًا ما الذي يريده من سؤاله ..
وقفت بتصميم وعزم .. ستنزل لعمتها " ام فهد " و ستتناول معها الغداء ثم القهوة ..
و ستعرف ما الذي حدث ..
هي تشعر بنفور عمتها منها ..
و بنفور بنات عمها و لكن ذلك لا يهمها ..
ما دامت لم تؤذي إحداهن و لم يؤذينها ..
فما الجرم الذي ارتكبته عندما تبعت رغباتها ؟؟
لم يتأذى أي احد ..
فشمعة كانت تدرك بأن فهدًا لن يكون لها .. و
فهد تقدم بنفسه و برضاه لها ..
وهي وافقت بنفسها و برضاها ..
نقطة نهاية السطر ..
هذه هي الحكاية ببساطة ..
لا تعلم لماذا يكبرون المواضيع إلى هذه الدرجة ..
ألم يكن من الأجدر أن يوجهوا نفورهم و عقدهم النفسية إلى اخيهم ؟
ألم تكن أمه من كلمت زوجة والدها بنفسها و خطبتها هي ؟
لماذا إذًا كل هذا التناقض الآن !!..
بعد ان رأت بأن مظهرها مكتملًا و مرضيًا تقدمت بثقة إلى باب الجناح و فتحته و نزلت إلى الأسفل ..
لم تبحث عنهم فقد وجدتهم بالاسفل و قد قمن بتحضير الغداء ..
سلمت عليهم بهدوء و شاركتهم ..
بعد ان انتهوا قمن بتنظيف المطبخ و خرجت هي للصالة بعد أن قالت ابنة عمها بأنها ستحضر القهوة ..
بعد دقائق كانت تلعب بهاتفها عندما دخلت ابنة عمها ..
ابتسمت لها بمجاملة و عادت إلى هاتفها ..
جلست اخته بجانبها و انشغلت هي الآخرى بهاتفها للحظات ثم سألتها بخبث : إلا اخبار شمعة ؟ تكلمينها انتي ؟
رفعت حاجبها باستهجان .. مابالهم يسألون !! و كأنهم للتو يتذكرون بأن لهم ابنة عم تسمى شمعة ..
ردت ببرود : يسرش الحال ..
هزت ابنة عمها رأسها وهي تلعب بهاتفها ..
قالت بابتسامة واسعة وهي تتجاهل سهام : اكيد انها تسر الحال بعد خطبتها .. الا ما تدرين بتوافق او لا ؟؟
شحبت ملامح سهام بمفاجأة ..
شمعة خُطِبت !!
إلذلك كان يسأل عنها ؟؟
هل اغاظه ذلك ؟؟
لماذا تشعر بالغيظ منه أكثر من غيظها بعدم معرفتها لخطبة اختها ..
ألم يكن من الأولى أن يغيظها ذلك ؟
أن يحزنها بأنها ليست بالقرب منها ؟
ولن تستطيع أن تفرح لفرحها ..
و تشاركها جميع لحظاتها ..
إذًا لماذا تشعر بالغضب من سؤال فهد أكثر ؟؟
ما الذي يريده الآن ؟
عندما لم يصلها أي رد التفتت إليها فرأت ملامحها الشاحبة ..
ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيها ..
همست بداخلها بشماته : من هالحال و أردى ..
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
ماض ..
طوال طريقهم إلى المطار كانت جامدة و لا تبدي أي ردة فعل ..
نظر إليها بجانبه وهي مصوبة نظراتها الباردة الخالية من الحياة للأمام ..
يكذب إن قال لم يشعر بها ..
او يتألم لأجلها ..
يعلم بأنها قد اخذت قرار صعب جدًا بالنسبة لها ولا تلام على ذلك ..
فهي تترك خلفها قطعة من روحها بحاجة إليها ..
و تمضي للأمام كي تلبي حاجتها هي ..
يعلم بأنها ترى نفسها لا تستحق أن تسمى أم منذ الوقت الذي اختارت فيه مستقبلها على ابنتها ..
رأى دمعة مثقلة قد طفرت من عينها و اختلطت بقماش نقابها ..
دمعة شعر بثقلها على قلبه ..
و لكنه والله يريد مصلحتها ولاشيء آخر ..
توقفت السيارة أمام باب المطار و نزلا منها ..
هو بقلب مثقل و توتر جارف ..
وهي بجمود و روح ذاوية ..
دخلا إلى الصالة الداخلية بعد أن اكملا باقي الإجراءات و جلسا بالمقاعد بانتظار رحلتهم ..
بعد نصف ساعة سمعا النداء للرحلة ..
وقف بتوتر و مد لها يده ..
مدت يدها و سحبها ..
استقامت بجانبه و ضغطت على كفه بقوة .. التفت إليها باستفهام فقالت بهمس و توتر : غيرت رايي .. ماعاد ابغى اسافر ..
عقد حاجبيه وهمس بانفعال : وشهوو !!
شدت على يده اكثر و برجاء عميق : تكفى ماجد .. تكفى ردني .. ما اقدر اروح و اخلي ريما .. تكفى ..
ماجد بتوبيخ و همس وهو يرى انهيارها الوشيك : ابتهال بلا خبال ..
الحين امداهم صحيو و عرفوا انك مو موجودة و مارح تستفيدين شيء ..
تبغينهم يردونك ليوسف ؟؟
ترا ذا هو اللي بيصير ..
ابوي بيرميك عليه بعد ما يعرف ..
هزت رأسها بنفي و بحشرجة : ما يهمني .. ابغى ريما مجود الله يخليك .. ما اقدر بدونها والله مقدر ..
شد على قبضتها بقوة علها تفيق إذا شعرت بالالم : ابتهال انتي كذا بتهدمين مستقبلي معك .. تحسبين بتاكلينها لحالك !!
تراني باكلها معك وانا ابغى اروح و ادرس زي ما انتي تبغين تبنين مستقبلك ..
برجاء و شهقات متقطعة : تكفى مجود .. خل ارجع لها طيب وانا الحقك بعدين ..
ماجد بعدم استيعاب : ابتهال ترا ماهيب لعبة .. مرة ابغى ومرة ما ابغى ..
بكت بشدة وهي تضغط على عضده ..
حوقل بصبر يكاد ينفذ منه من شدة توتره ..
قال بتوضيح : ترى بيكون عقابك قاسي .. بتطيح سمعتك و بدال ما نحطهم قدام الأمر الواقع و يخبون عليك بتصير فضيحتك بكل مكان ..
بانهيار وهي لم تعد تستطع التنفس : بفهمهم .. بعلمهم كل شيء .. مارح يسوون لي شيء .. بيفهموني
صرخ ماجد بتوتر وهو يسمع النداء الاخير : ابتهاال .. تستهبلين ؟؟ وش اللي يفهمونك ؟؟ بيعلقونك من ارجيلك وانتي تقولين بيتفهموني ..
اطبقت جفنيها و بكت .. بكت بأنين شعر به يقبض صدره .. سحبها من يدها و قال باستعجال : امشي ابتهال .. بيقفلون البوابة قبل نوصل ..
برجاء يائس : ماجد !!
تجاهل نداءها و اخذ يسرع بخطواته ..
يسابق الزمن فقد اضاعا من الوقت ما يكفي ..
سلما الموظف التذاكر ثم تحركا إلى الباص الذي سيقلهم إلى الطائرة ..
صعدا إلى الطائرة ثم جلسا بأماكنهم الخاصة ..
حينها التفت إليها وضغط على كف يدها بتطمين ..
همست ببحة ترجوه أن يفهمها : ريما
قال بثقة ابعد ما تكون عنه : بتكون بخير .. صدقيني بتكون بخير ..
و إنتي لو رجعتي لها بيرجعك ابوي ليوسف ..
و تدرين يوسف وش بيسوي ؟؟
بيعاقبك إنك نويتي تسافرين بدون إذن أحد ..
بيذلك يا ابتهال .. تبغين تنذلين ؟؟
هزت رأسها برفض فقال بابتسامة حانية : بترجعين لريما و راسك مرفوع .. انتي اكيد رح تسوين كل شيء عشان تنجحين ..
اومأت بموافقة و همست بإصرار و وعيد : كل شيء .. رح يدفعون ثمن قراري ذا زي ما بدفعه .. مارح اتحمل كل شيء لحالي ..
اومأ بابتسامة و داخله حزن عميق ..
يعلم بأنه سيضع والده بموقف صعب و لكنه لم يستطع البقاء ساكنًا وهو يراهم يدفنون اخته في الحياة ..
ماذا يعني أن تعود له كي تدرس ؟؟
ألم يكن من الأفضل أن يخلي سبيلها كي تحقق رغباتها ما دامت غير كافية له ..
ربط حزامه و فعلت المثل و عندما بدأت الطائرة بالتحرك للإقلاع شهقة بكاء حادة فلتت منها ..
همس لها : وحدي الله ابتهال ..
من بين شهقاتها و بتقطع : لا .. إلـ..ـه إلا اللـ..ـه
استمرت بالبكاء و احتضنها دون اهتمام لمن حولهم ..
يتمنى فقط ألا تعاودها فكرة الرجوع عندما يصلون إلى هناك ..
حاضرًا
قاطع مذاكرتها رنين هاتفها ..
رفعته من جانبها بملل سرعان ما تحول لسخرية ..
لم ترد عليه و حولته للوضع الصامت ..
إن كانت ترد عليه حتى الآن فهو بسبب ماحدث قبل سنوات ..
و حتى لا يحرمها من ابنتها ..
فيكفيها انها تحادثها يوميًا ..
فبعد سفرها لم يحادثها مطلقًا و قد كانت خائفة بشدة أن يطلقها ..
فهو حينها سيستطيع أن يأخذ وصاية ابنته بما أنها تركتها برغبتها و ذهبت ..
و كم تحمد الله أنه لم يفعل حتى الآن ..
مرت شهرين دون أن يصدر منه أي ردة فعل ..
حتى ذلك اليوم عندما فوجئت به يتصل ..
لم ترد ..
فأرسل لها بأنها إذا كانت تريد أن تحادث ابنتها يجب عليها أن ترد عليه
.. و ألا تتجاهل مكالماته ..
ومنذ ذلك الوقت وهي ترد عليه ..
لا تجد ما تقوله له ..
و بكل مرة تكرهه أكثر ..
فشعورها حين كانت تعيش معه و يتجاهلها تكاد توقن بأنه يُشعِر نجد بذلك..
و إلا لم تكن لتتغير عليها إلى هذا الحد ..
ما يطمئنها هو أنها لم تخلف بوعدها حتى الآن ..
فهي لم تحرمها من ابنتها ..
و تجعلها تهاتفها يوميًا مع أنها بدأت تشعر بثقل ذلك على نجد ..
كما أنها لا تزال تعامل ابنتها جيدًا مع كل تجاهل يوسف لها
..
تكره يوسف عندما ترى كيف يفرط بامرأة كنجد ..
تعلم بأن نجد ليست كـ هي ..
فنجد أكثر شجاعةً منها ..
و أكثر قوة منها ..
بينما هي تتجنب المشاكل فنجد دومًا كانت سببًا رئيسيًا للمشاكل ..
تكرهه لأنه بعد كل تجاهل منها لمكالماته يجعلها تتحرق شوقًا لابنتها ..
و عندما تهاتفها يكون بالخفاء عنه ..
تكرهه لأنه ما زال حتى الآن يحاول فرض سيطرته عليها
و كأنه يقول لها لقد سمحت لكِ بالدراسة لأنني أريد أن يحدث ذلك ..
و متى ما أردت يمكنني أن اعيدك خالية الوفاض ..
تكرهه لأنها لم تعد تشعر بطعم أيامها الهادئة ..
تكرهه لأنه اضطرها على الغربة ..
و جعلها تلوك المر دون أن يرف له جفن ..
تكرهه فحسب ..
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
ماض
تدور بالمكان بتوتر رهيب ..
عينيها محتقنة بدمع لم يسكب حتى الآن ..
لم تستطع الجلوس بانتظار وصولهم ..
رفعت ساعتها تتأكد من الوقت ..
لقد تأخروا ..
لماذا لم يصلوا حتى الآن ؟؟
هل حدث شيء أعاقهم ؟؟
التفتت إلى والدتها الساكنة بمكانها و تتمتم الذكر بخفوت ..
قالت برجاء : يمه .. كلمي ابوي شوفي وينهم ؟؟ ليه تأخروا للحين !!
اشارت لها والدتها بالاقتراب منها ثم ربتت على المكان بجانبها فتقدمت حتى جلست بجانبها ..
كانت تشعر بأن بطنها قد بدأ يؤلمها من شدة التوتر و الخوف ..
تكرر بداخلها جميع الأدعية التي تحفظها ..
رفعت والدتها هاتفها للمرة التي لا تعلم عددها و اجرت المكالمة ..
بعد لحظات انزلت الهاتف و هزت رأسها بالنفي بصمت وهي لا تزال تتمتم بالدعاء ..
وضعت رأسها بين كفيها و اجهشت بالبكاء ..
لم تعد تستطيع تحمل كل ذلك التوتر ..
تشعر به يفتك بأعصابها ..
احتضنتها والدتها و قالت بعطف : ماهوب صاير الا الخير تطمني ..
جذبت كمي قميصها و مسحت بها دموعها .. قالت ببحة : يمة تأخروا مرة .. المفروض واصلين من ساعة إذا ماهوب زود .. اخاف انه صار له شيء ..
بطمأنة : لا تفاولين على الرجال .. قولي الحمدلله اللي نجاه الله و لا تفكرين بالباقي ..
تنهدت بحرقة و همست من بين شهقاتها : الحمدلله يارب .. الحمدلله ..
ابتسمت والدتها بحنان و احتضنتها وهي تفكر بقلق ..
ما بالهم لم يصلوا حتى الآن ؟
هل شكوك ابنتها صحيحة !!
ما الذي يؤخرهم وقد خرج ناصر لاستقبالهم بالوقت المحدد ؟؟
هل أصاب رصاص مكروهٌ ما ؟؟
هل انتكست حالته ؟؟
تتمنى من أعماقها ألا يكون ..
فـ الجالسة بقربها لن تحتمل المزيد ..
يكفيها غيابه لشهرين و تخلفه عن موعد زواجهما المنتظر ..
يكفيها الليالي الباردة التي قضتها منهارة في المستشفى بعد أن وصلهم من الأخبار كما وصل لغيرهم عن سقوط الطائرة و التي كان مسافرًا بها ..
يكفيها عدم وجود أي خبر عنه و قد تمسكت بأمل ضئيل بأنه قد نجى ..
فإسمه لم يكن بقائمة الوفيات و التي تعدت المائة ..
يكفيها بكاءها بحرقة عند وصولهم إلى خبر عنه ..
وكيف كانت تريد الذهاب للتأكد ولكن والدها منعها من ذلك فهو كان لديه تحقيقات عن سبب الحادث ..
وكان بحاجة إلى والدها و قد اقنعها بصعوبة بأن رؤيتها لن تكون سارة له ..
كل ذلك قد هان وهي تعلم بأنهم سيأتون اليوم ..
حتى عند معرفتها بشأن وضعه الصحي لم ينقص ذلك من فرحتها شيئًا ..
حل الصمت عليهن لفترة طالت حتى كادت أن تنام دارين ..
قاطع الصمت الكئيب صوت قربعة المفاتيح بالباب فقفزت دارين و انتصبت والدتها بجلوسها ..
لحظات و دخل عليهن ناصر ..
تعلقت عينا دارين بالباب خلفه أما والدته فقد تعلقت نظراتها على وجهه الواجم ..
لم تنطق والدته بحرف بينما دارين تسائلت دارين بخوف ولا زالت تنظر إلى الباب خلفه : وينهم ؟؟
صمت للحظات يجمع كلماته و يختار اهون طريقة لاخبارها .. تنحنح فنظرت إليه و سألته مجددًا وهي تشير ب اصبع مرتجفة إلى خلفه : وينهم ؟؟
قال بلطف بعد أن رأى القلق يتشكل على ملامح والدته الساكنه : رصاص تعب عليهم شوي و ودوه المستشفى أول ما نزلوا من الطايرة ..
مسدت على صدرها بألم و سألته برجفة صوت : ووشش صاار له ؟؟
اقترب منها ببطء و قد بدأ يركز على حالتها الغير طبيعية ..
قال بهدوء وقد ثبتت نظراته على عينيها المضطربة التي تشتتها بكل مكان : رجعت له الذاكرة و هم في الطايرة .. و انهار عليهم هناك ..
ضغطت على صدرها بقوة اكبر و قد بدأت شفتيها بالارتعاش ..
تساءلت بهمس : ليش ؟؟
هز كتفيه و لا زال يقترب منها حتى اصبح بجانبها ..
قال بلطف وقد مد يده خلف ظهرها دون أن يلامسها كي لا تفزع : ابوي يقول صار لهم مطبات هوائية قوية و هو الظاهر تذكر اللي صار ..
لم تحتمل المزيد فتهاوت بين يدي اخيها و صوت والدتها الفزع يهتف : داااااررريييييين ..
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
تجلس مع صديقتها بجلسة الضحى المتواضعة بعد أن اخبرت عيسى أن يذهب بها إليها ..
أمامهن دلال القهوة و التمر ..
نظرت إلى صديقتها ثم نادتها : أم الناصر ..
أم ناصر بحب : لبيه
أم حمد وقد دخلت بالموضوع مباشرة : جيتش عشان موضوع البارحة ..
عقدت حاجبيها باستغراب فالوضع لا يستدعي أن تأتي إليها لأجل ذلك الموضوع .. قالت بتعجب : اسلمي ..
نظرت إليها وقالت بعد تفكير وهي تريد أن تتوصل لحقيقة ماقالته شمعة عن ناصر : الله يسلمش .. هو ابغى اسألش .. ناصر اللي قالش يبغاها والا انتي اللي قلتي له عنها ؟؟
هزت كتفيها وقالت بوضوح : والله ياخيتي هو بنفسه جاني وقالي إنه يبغاها..
اومأت بتفكير ثم قالت بمنطقية : بس انتِ دارية ان خطبة فوق خطبة ما تجوز ..
ام ناصر بتوجس بعد أن كان لديها الأمل بقبول شمعة خطبة ناصر : هي وافقت عاللي خطبها قبيل ؟
ام حمد بغموض : عادها للحين ماعطتني رايها .. مير إني ابغى ناصر بموضوع إن كان تقدرين تكلمينه يجي هالحين ..
عقدت حاجبيها وقد بدأ غموض صديقتها يريبها : عساه خير ؟؟
اومأت ام حمد بتطمين : خير خير .. هو ابغى اتأكد منه بـ شيٍّ قبل ..
ام ناصر برحابة صدر : هالحين اكلمه ينزلنا .. ماعنده دوام اليوم ..
بعد دقائق كان يدخل عليهن بعد أن اصدر صوتًا يدل على حضوره ..
سلم عليها من البعيد و رحب بها بحبور يعكس التوتر الذي يكاد يفتك به ..
جلس بمكان بعيد نسبيًا ثم قال بهدوء : آمري يا عمة ..
ام حمد و هي تثبت لثامها جيدًا : ما يامر عليك ظالم ..
ناصر بتوجس : بغيتيني يا عمه ..
أم حمد بمراوغة : أي والله بغيتك بس ورى ما تركد اول و تتقهوى ؟
ناصر بابتسامة خفيفة يحاول بها مداراة عينيه القلقة : تكرمين .. متقهوي و خالص ..
هزت رأسها بفهم ثم نظرت إلى عينيه بشكل مباشر ..
قالت بتساؤل : قالت لي اميمتك انك تبغى شمعة ؟
هز رأسه بموافقه و اعتدل بجلوسه ..
سألته بمباشرة : هو انت قد شفتها قبيل ؟
صمت للحظات و يشعر بأنه يستدرج لفخ ..
فهو لم يفهم المغزى من السؤال ..
ولكنه أجاب بحياديه : اعرفها من المستشفى .. أحيان نكون مشتركين بحالة وحدة ..
ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيها وقد شدت لثامها اكثر ..
قالت بتوضيح : إني دارية انها معك بنفس المستشفى بس سألتك هو انت قد شفتها ؟؟
زادت حيرته ..
فماذا تقصد بسؤالها ؟
هل تقصد بأنه قد رآها و حادثها أم أنه قد رأى ملامحها أم ماذا ؟؟
قال بهدوء و ثقة : إن كانش تقصدين إني قد شفت اللي تغطيه عن الناس ف حاشى والله ولا مرة زد لمحتها ..
و إن كان قصدش إني قد كلمتها فأنا قلتها لش احيانًا نكون ماسكين نفس الحالة و نضطر نتكلم عنها ..
هزت رأسها بفهم ثم قالت بعد لحظات بتدقيق لملامحه : بس اللي وصلني علمٍ ماهوب ذا .. اللي وصلني إنك تلاحقها و تأذيها ..
كانت والدته تراقب ما يحدث بينهما بصمت حتى سمعت كلمات صديقتها الأخيرة فشهقت بحدة و هي تضرب على صدرها بفجيعة ..
فما يتهم به ابنها كبير ..
أما هو فقد اكفهرت ملامحه وهو يصر على نواجذه ..
ليس من الصعب تخمين من قال لها ذلك الكلام ..
فهي قبل أيام قليلة فقط قد اتحفته برأيها فيه ..
و لكن أن تخبر عمتها بذلك فلم يتوقعه و لا حتى بنسبة واحد بالمائة ..
نظر إلى والدته التي تنظر إليه بصدمة و ملامح باهته ثم نقلها إلى عمتها التي تنتظر رده ..
ابتسم ابتسامة صغيرة ثم قال بهدوء وهو يركز بعينيه على والدته : يمكن ان بنت اخيش يا عمة التبس عليها الموضوع .. انا لا لحقتها ولا آذيتها .. هي امي وصتني عليها عشانش .. وانا سويت لامي اللي طلبتني اسويه ..
ضربت امه على صدرها بفجيعة للمرة الثانية و قالت بغضب : اتعقب و اتخسي ماقلت لك لاحق البنية ..
قلت لك لا صار لها مشكلة حلها لها ..
ماقلت رح بصبص على بنات الناس و هن ماشيات بأدبهن و حشمتهن ..
إن كانت قد اكفهرت ملامحه قبلًا فهي و بعد توبيخ والدته قد اشتد اكفهرارها ..
قبض يده بجانبه و هو يتمنى لو كانت أمامه الآن ..
لا يعلم من شدة الغضب الذي يجيش بصدره ماذا كان سيفعل بها لو كانت أمامه ..
و ذلك من حسن حظها ..
بقي صامتًا للحظات ثم نقل نظره إلى عمتها و قال بأقصى ما يستطيعه من ضبط نفسه : سؤالش و جاوبتش عليه يا عمه .. و طلبي وصلني رده بدون ما تقولين .. و هالحين اعذروني وراي اشغال بطلع اقضيها ..
خرج بدون أن يسمح لإحداهن الكلام ..
تاركًا لهن خلفه احداهن بملامح خجلة و الأخرى بملامح غامضة ..
التفتت أم ناصر إلى أم حمد و قالت بحرج و اعتذار : السموحة يا ام حمد .. الله العالم إن نيتي كانت ينتبه لشمعة وما دريت إنه بيسوي كذا ..
ابتسمت لها ام حمد بسماحة : دارية إنش تبغين لها الخير
و ما حصل الا الخير ..
،
“تلمست الحشا يمكن ألقى له عذر ثاني
لقيت إن الجروح بداخلي أكبر من الأعذار"
،
جالسة بسكون و تتصفح هاتفها ..
هي تسكن مع والدتها بنفس المبنى لذلك هي تزورهم بشكل شبه يومي ..
كانت تشرب قهوتها على مهل و يصلها أصوات اخواتها و سخريتهن المبطنة ..
لم تعطهن أي بال و تابعت تجاهلها ..
حتى وصلها حديثهن الأخير بعد أن رفعت اختها صوتها قائلة لها بتساؤل : إلا متى بتخلص ابتهال دراسة ؟؟
رفعت نظراتها إليها ببرود نرفز اختها و لم تهتم ..
فهي دومًا ما تكون محور حديثهن عندما يأتين لزيارة والدتهن ..
قالت اختها بسخرية : خوفي يرميش يوسف لا رجعت ابتهال ..
لم تتغير ملامحها فهي قد اعتادت على نغزاتهن بشأن زواجها و وضعها مع يوسف ..
لم ترد و لكنها ايضًا قد فقدت رغبتها بتصفح الموقع فخرجت منه ..
بقيت تقلب هاتفها فوصلها صوت اختها الأخرى وهي تقول بضحكة : اتركي المانع و شدي حيلش .. جيبي لش بيبي عشان ما يمديه يكشتش ..
* أي يخرجها من حياته *
تابعت اختها الكبرى : خلي التدلّاع على جنب و ثبتي نفسش بحياته ..
تراه ما بيقول ذي ربت بنتي و بخليها عندي ..
لين جات ابتهال قالش مع السلامة ..
لم تعد تحتمل ..
فهي لا ينقصها كلام شقيقاتها و رأيهن ..
وقفت ببرود يناقض اشتعال صدرها ثم نقلت نظراتها بينهن ببرود اشد .. قالت بنبرة سقيمة : خلصتوا ؟؟
لم تجبها إحداهن فتابعت بانفعال : انتوا بالذات ما يحق لكم تقولون شيء .. حياتي وانا حرة فيها .. احمل ما احمل .. اتطلق ما اتطلق محد له دخل .. والا نسيتوا انكم السبب ؟؟
نسيتوا يوم تقولون لي خلي المثالية و تراها فرصة وافقي دام صديقتش ماعاد تبغاه ..
نسيتوا يوم تبكون عندي و تقولون تكفين مانبي نفارق امنا بعد ما فارقنا اخونا و الباقين بعيد ؟؟
تذكرون والا اذكررركككممم !!
و الحين جايين تلومون و تتشرهون و تتدخلون وانتو مالكم دخل ..
كل وحدة تهتم ببيتها و مالها دخل فيني ..
اختها الكبيرة بدفاع : احنا نبغى مصلحتش ترا ..
بتهكم و سخرية مريرة : يوم انكم تبغون مصلحتي ليش خليتوني كبش الفداء حقكم و ما همتكم مصلحتي وقتها ..
ما همكم الا ان امي ما تسافر و تخليكم و الا انا بالطقاق محد اهتم ..
اختها الصغرى باعتراض : لا تظلمينا نجد ..
انتي تدرين وقتها كيف ابوي قرر يجيبكم لعنده بعد ما مات اخوي وما قدروا اخواني الباقي ينقلون لهنا .. ومابقى عندكم احد ..
نجد بمرارة : و خير اذا قرر ياخذنا لعنده ؟؟
كان بينقصكم شيء ؟؟
بيبيات انتو ما تعرفون تدبرون اعماركم ؟؟
الا من الردى اللي فيكن والله ..
و من هالحين اللي عاد تتدخل بحياتي تتحمل ما يجيها ..
ماعادني ساكتةٍ لكن ..
زي ما ضغطتوا علي لين وافقت ف خلاص ماعاد يحق لكم تتدخلون .. حياتي وانا ادرى فيها ..
،
دمتم بود 🍃
|