كان والدها قد سبقها الى المنزل ويشرب القهوة فى الصالون.
لين , عدت أخيراً ؟ كيف كان الغداء ؟
وكيف علمت ؟
أخبرنى فيليب أنه دعاك لتناول الغداء . يبدو أن علاقتكما أصبحت افضل من السابق.
أبى ... فيليب طلبنى للزواج مرة ثانية , ما رأيك ؟
تعرفين رأيى به , أنه شاب طموح مكافح , ويبدو أنه يحبك
أشعر بذلك , لكن هناك شئ ما يقلقنى , ماضيه غامض ويرفض الكلام عنه
أتحبينه ؟
للحقيقة , أحبه وأخاف منه , أشرع بأننى اذا قبلت الزواج منه , سأواجه المجهول.
الزواج يكون دائماً مجهولاً بالمسبة للجميع . المهم أنك تحبينه أو على الأقل لا تكرهينه.

أبى , ماذا تعرف عنه ؟
أعرف أنه شاب ناجح , بنى حياته بمفرده بعد وفاة والديه وكان يعيش فى فرنسا قبل أن يأتى ليستقر هنا.
هذا أيضاً ما اخبرنى به.
اذاً ؟
لست أدرى , يريد جوابى هذا المساء , ويريد أن نتزوج بأسرع وقت ممكن.
ولكن فيلته لن تكون جاهزة قبل مدة طويلة.
يريد أن نقيم معاً فى شفته المفروشة التى يسكن فيها حالياً.
هذا أمر يعود لك أنت يا عزيزتى , مع أننى كنت أتمنى أن تتزوجى وتقيمين معى أنت وزوجك وأولادك.
دخلت لين الى غرفتها لترتاح قليلا وأخذت تفكر بفيليب , أنها تحبه وتتمنى الزواج منه , لكنها تخاف من غموضه ومن ماضيه , وكانت قد سألته فى طريق العودة اذا كان قد تزوج من قبل فأكد لها أنها ستكون زوجته الأولى والأخيرة.
أتى فيليب فى الموعد المحدد ولم تكن لين قد اتخذت قرارها النهائى بعد , لكن ما أن رأته بأناقته وجاذبيته حتى نسيت كل مخاوفها وشكوكها واسرعت نحوه مبتسمة.
مساء الخير وقدم لها باقة من الأزهار.

مساء الخير , شكراً , تفضل ...
ابتسامتك مشجعة همس بأذنها قبل أن يسلم على والدها الذى نهض لاستقباله.
تحدث مع والدها قليلاً بالأعمال , لكن السيد باتريك كان يعلم سبب زيارته , فاستأذن ليترك لهما حرية الكلام .
أنا مضطر لاجراء بعض الاتصالات , سأكون فى مكتبى , عن اذنك , سيد فيليب.
ان والدك رجل رائع ! قال لها فيليب وهو يقترب منها أكثر.
أنه يعرف سبب زيارتك قالت له بمكر.
لين , ارجوك , كفاك لعباً بأعصابى ...
أنا موافقة
حقا ؟ قوليها مرة ثانية , بأنك موافقة على الزواج منى
حسناً , أنا موافقة على الزواج منك , وبأسرع وقت ممكن أيضاً.

حبيبتى ,, أنا أسعد رجل فى العالم وضمها اليه
فيليب , أنا لم أقل بأننا سنتزوج الآن.
ضحك فيليب وضحكت بدورها.
اذاً , هيا بنا نزف النبأ لوالدك وامسك يدها وساعدها على النهوض
وقبل دخولهما الى مكتب والدها قال
أريد أن نقضى السهرة معاً هذه الليلة لنحتفل بالمناسبة
وهو يطرق على باب غرفة المكتب.
هنأها السيد باتريك على قرارها ولكنه طلب منهما التريث قليلاً قبل عقد الزفاف.
لقد تعبت من الوحدة قال له فيليب وهو يمسك يد خطيبته :
فلماذا الانتظار ؟
بامكانكما الاقامة معى , فأنت تعلم أن المنزل كبير جداً هنا و ...

سنقيم فى شقتى ريثما ينتهى العمل فى الفيلا بكننى أعدك بأنك سترى لين كل يوم بجانبك .. قال بحزم وهو ينقل نظره بين خطيبته ووالدها
كما تشاءان , اتفقا على كل شئ وأخبرانى.
سنخرج فى نزهة قصيرة لنبحث بعض الأمور قال فيليب بأدب.
تفاجأت لين ولكن والدها ابتسم وقال بحنان
يبدو أنه يجب على أن أعتاد على الوحدة.
لقد وعدتك أنك لن تشعر بغيابها بعد الزواج أجابه فيليب ممازحاً.
قاما بجولة فى السيارة ثم دعاها فيليب لتتعرف على شقته التى ستضمهما تحت سقفها قريباً.
كانت الشقة فى الطابق العاشر من بناية فخمة , مؤلفة من خمسة غرف مفروشة بأثاث حديث ألوانه متناسبة مع ورق الجدران والستائر.
سيكون هذا منزلنا المؤقت . للأسف لا يمكننى تغيير شئ فيه لأننى أستأجره مفروشاً . لكن الفيلا ستكون كما تريدينها أنت , وستختارين بنفسك كل أثاثها قال فيليب وهما يتجولان فى الشقة.
ولكن متى سيكون الزفاف.