كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات أحلامي
رد: 314- وقائع سنوات الجمر ( من روايات احلامي المكتوبة )
اما هو فكان يأمل في شيء آخر عضت اطراف اصابعها , ها هي الأمور اخذت تنكشف , إنها لم ترى صمويل منذ وفاة ابيها واخيها إلا مرات قليلة . إنه منهمك في اشغاله ولا يأتي إلى المنزل إلا في نهايات الأسبوع , لكنه حتى في هذه المرات لم يبد إهتماماً كبيراً بها .
كانت تعلل عدم إندفاعه نحوها بأنه احترام منه لحزنها , لكن الحقيقة ظهرت الآن وهي انه لم يعد هناك شيء يأمل في كسبه منها .
كانت تستغرب احياناً, لماذا كان صمويل يسحب نفسه منها وهما في ذروة العاطفة . ألقدرته على كبح جماح نفسه أم لنفوره منها؟ ومهما كان السبب فقد كان كافياً لأن يقيم حاجزاً بينهما من الآن فصاعداً.
حين تعود مارتينا بذاكرتها إلى الوراء , تجد ان امها لم تقل الشيء الكثير عن حياتها في كورونوول , كانت تبدو سعيدة هناك , او هذا ما استنتجته من احاديثها . إلى جانب هذا فإن إسمها كورنوولي عريق , اختارته امها بإصررار بعد ان عارضه الأب تحسباً من إثارة ذكريات حزينة , ووصف زوجته بأنها رومانسية رغم انه خضع في النهاية لإرادتها كعادته دائماً. واستعمل العبارة نفسها كما تتذكر مارتين , حين تتأمل تريفنيون من اللوحات البيت فوق قمة المنحدر , المنجم المهجور , القرية الصغيرة في مينا بور فينور , والساحل بصخوره الدكناء الشامخة كأنها حراس من الجرانيت تقاوم هجوم الأمواج العنيفة .منتديات ليلاس
استعادت مارتين وجه امها , وهي تخاطب زوجها والد مارتين وكأنها البارحة :
- لماذا تقول هذا ؟ لم أكن أرسم مجرد مكان , كنت ارسم شبابي وكل ما عرفته من سلام وطمأنينة وحب.
ثم نهضت وسارت إليه واحاطته بذراعها وأراحت خدها على يده , وهي تقول له :
- اعرف أنك على حق لكن دعني لأوهامي.
حين اعادت مارتينا تلك الكلمات ما هي إلا نقوش على ضريح آمالها . ومن ثم جمدت في مكانها حين سمعت وقع خطوات قادمة عبر الممر . إستدرات حين إنفتح الباب ودخلت الليدي جينا وهتفت بشيء من الحدة :
- اوه , هنا يا مارتين , لقد بحثت عنك في كل ارجاء البيت , كنت اتساءل فيما إذا كنت راغبة في الإنضمام إلينا للغداء.
|