كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
روايات زهور
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
الفصل الأول
لعبة الحب
أغمضت سماح عينيها متظاهرة بالنوم , فى محاولة لتجنب ثرثرة حكمت هانم التى لم تتوقف عن الحديث طوال ساعة كاملة منذ أقلعت بهما الطائرة من القاهرة وبصحبتهما مديحة ابنة حكمت هانم فى طريقها الى تونس وقد اضافت حكمت هانم الى حديثها القاء التعليمات لابنتها ولـ سماح على نحو متواصل وكأنهما مقبلتان على مهمة من نوع بالغ الخطورة ..
والواقع أنهما كانتا فى طريقهما الى تونس فى مهمة محدودة بالفعل على الرغم من التظاهر بأنها مجرد رحلة للسياحة والانسجام , ولم تكن سماح راضية عن المشاركة فى تلك المهمة اذ كان هناك شئ فى ضميرها , يجعلها تشعر بعدم الارتياح على الرغم من كل التبريرات والغايات النبيلة التى حاولت حكمت هانم اقناعها بها ..
شئ ما كان يملؤها شعورا بأنها تشارك فى لعبة رخيصة ..
ولقد فتحت عينيها بعد فترة واختلست النظر الى حكمت هانم وابنتها , ثم تنفست الصعداء عندكت وجدتهما قد استغرقتا فى النوم وأدهشها كيف أمكنهما ذلك وهما مقدمتان على خداع رجل , والتلاعب بمشاعره الجريحة ..
نعم .. لقد كان الهدف من هذه المرحلة هو الايقاع بذلك الشاب , ذى المشاعر المرهفة والأحاسيس المخلصة حسين , وكان الطُعم هو مديحة حبه القديم التى تخلت عنه يوما وتنكرت لحبه واخلاصه لها ثم عادت بتعليمات من أمها التى ظلت دوما ترسم خطواتها فى دقة منذ نعومة أظفارها ..
عادت لتعزف على وتر مشاعره القديمة وتسترد الحبيب الذى باعته يوما..
وتطلعت سماح الى وجه مديحة
كان وجهها جميلا بالفعل يعطى المرء انطباعا بالرقة والبراءة والرومانسية على عكس حقيقتها
وتعجبت سماح كيف يمكن أن ينطوى كل هذا الجمال على الجحود والغدر ؟ وعادت تردد لنفسها :
-لا .. لن أظلمها .. ربما هى ليست بهذا السوء , الذى تصورتها به , يوم تخلت عن حسين ويوم قررت التأثير عليه لاسترداده..
ولكن التأثير الحقيقى يعود الى الأم , وتأثيرها الشديد على ابنتها ودفعها دوما لتنفيذ ارادتها وان لك تكن تنجح فى ذلك لولا لم تكن مديحة مهيأة بطبيعتها لهذا الأسلوب ومستعدة للتجاوب مع أطماع ورغبات أمها ..
|