كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
روايات زهور
رد: وداعاً للماضى ( مكتوبة )
خفضت بصرها قائلة :
-انك ما زلت تحبها.
صمت لحظة قبل أن يهمس :
-أتظنين ذلك ؟
أجابته فى صوت يحمل رنة أسف:
-ما قلته لا يعنى سوى ذلك .. انك ما زلت تحبها , على الرغم من كل شئ فأنت تخشى لقاءها لأنك تعلم انك أضعف من أن تقاوم مشاعرك نحوها , وترغب فى عذا اللقاء لأنك - فى عقلك الباطن - كنت تتمناه دوما.
نكس رأسه مستسلما لتحليلها وهو يغمغم :
-لو أن ما تقولينه صحيحا , فمن الأفضل أن ترحلن سريعا عن تونس , لأننى أرفض الاستسلام لهذه العاطفة مرة أخرى , فالحب الغير متكافئ ضعف ومذلة.
غمرها فجأة احساس دافق بالحنان نحوه , فمسحت بيدها على شعره بطريقة عفوية , وكأنها - وهى التى تصغره بثمانى سنوات - قد صارت أمّا له , وهى تغمغم :
-لا بد أنك قد تعذبت كثيرا.
رفع عينيه اليها , متأثرا بتلك اللمحة الحنون فى صوتها وأناملها , ورفع يده فى آلية وأمسك يدها التى تمسح على شعره فى حنان , وتلاقت نظراتهما , و .....
وقطع الشيخ ( صالح ) تلك اللحظة العاطفية , وهو يضع أطباق الخشاف أمامهما , قائلا بمرحه المعهود :
-بالهناءة والشفاء,
وكما لو أن حضور الشيخ قد انتزعهما بغتة من هيامهما , سحبت سماح يدها من يد حسين فى اضطراب على حين اعاد هو يده الى جانبه , وران عليهما الصمت لحظة ثقيلة قبل أن يقول هو فى صوت حاول أن يغلّفه بالمرح :
-هيّا.
سألته فى صوت متحشرج مضطرب :
-هيّا ماذا ؟
اتسعت ابتسامته وهو يقول :
-هيّا نتناول الخشاف.
وشاركته الابتسام ..
|