لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-09-20, 09:13 AM   المشاركة رقم: 431
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيتامين سي مشاهدة المشاركة
  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء / صباح الخير على متابعين كما رحيل سهيل

وهذه أبيات كتبتها في حبايبي حرابه وغابش


اهداء لغابش وحرابه

ألف مبروووك.. يابنتنا حرابـه
مبروووك غابش اللي لهـا نال

حرابه جامعه حســن ومهابـه
تستاهلين غابش شيخ الرجال

مـاتـردد في فـزعتـه للقـرابــه
وبعـالي الصــوت أنــا لهـا قـال

مايـلـومه اللي يعرف أســـبابه
حتى لو في زواجه منها احتال

والحب اللي ماحسب له صابه
مـايلحـقـه خـطـأ القلـب لامـال

يـاعسـى حبهم الكل يتغنى به
وحياتهم في سعاده وراحة بال


وسلامتكم




يسعدلي صباحج/مساج
هلا وغلااااا

صج لساااااااااااااانج وبوحج واحساسج يا راقية
حبيت حبيت حبيت ما شاء الله
يا حظ غابش وحرابة :)

الله يحفظج ويخليج لاحبابج يا فيتامين لا خلى ولا عدم

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 09:14 AM   المشاركة رقم: 432
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البنين مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم

ماله ضهور حرابه وعايش مادري ليش احس ان اعرف نهايتهم او قد قريته قبل

جواهر وسهيل للحدث بقيه هل لازال على حبه لروزا او تعرف جواهر ان في شي يخص الثالثه

او مجروح منه


تسلميلي يا ام البنين ع المرور ممتنة وسعيدة :)

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 24-09-20, 08:54 AM   المشاركة رقم: 433
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21

 

،,


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شحوالكن بنوتات عساكن طيبات ؟ :)

ممممم الليلة الفصل 22 ان شاء الله
وبنسميه فصل ................. غابـــــــــش

هو بالطبع ابطالنا الباقيين بيظهرون ان شاء الله
لكن هو ظهوره اليوم بيكون سبيشـــــــــل

خلكم بالقرب
وابا الكل يسجل حضور ويصور معانا سيلفي :)

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 24-09-20, 10:38 PM   المشاركة رقم: 434
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21

 

اهداءات البنوتات لـ ابطالنا الحلوين 



فيتامين سي*



اهداء لـ غابــش وحرابــه:

ألف مبروووك.. يابنتنا حرابـه
مبروووك غابش اللي لهـا نال

حرابه جامعه حســن ومهابـه
تستاهلين غابش شيخ الرجال

مـاتـردد في فـزعتـه للقـرابــه
وبعـالي الصــوت أنــا لهـا قـال

مايـلـومه اللي يعرف أســـبابه
حتى لو في زواجه منها احتال

والحب اللي ماحسب له صابه
مـايلحـقـه خـطـأ القلـب لامـال

يـاعسـى حبهم الكل يتغنى به
وحياتهم في سعاده وراحة بال


وسلامتكم



//



باتمانه/الغيـــد*



غابش ..
ليلُ حالك يحيطني، وأنا الفجر بشروقه!
من حولي الذئاب تتعارك ، وأنا أسبح في العسلِ .
الحرب قائمة في داخلي وأنظر لوجه الحياةِ بوجه ضاحك متشدقِ ..

أمي والأم مدرسةً وأنا لأمي تلميذ ناصحُ، درست في فصلها، كيف أسير على الأرض مرِحاً وتهطل من عينيي الدمعة !

وأبي .. ذاك الأب الشامخ، المعتد بنفسه !!
ذاك الأب الذي انهك جسده اليتم والحرمان
أورثني ذات خصالهِ، اليتم والحرمان والوحدة ..

زوجتي .. أيا حبيبة الروح ، أيا من ألتقينا صدفة فعمر بيينا الودّ، وكثير من الحبِ وكثير جدًا من الصبابةِ.

أمي .. سامحيني كنت ولد عاصٍ ولم أحنو عليكِ، ولم أمسد قلبك وأضع رأسي بين قدميكِ.
لم أكن ولدًا كما تمنيت ..
أمي يا حبيبة الطفولة والصبا والمشيب كيف السبيل لفرحة تعمر قلبي؟
وبسمة تلطف صفوي؟ .

أبي .. يا من حملت اسمه ووهبته ابني!
يا من نال مني الصد والهجران والألم ..
كيف يشفى قلبي من وعثاءه دلني؟
ويمحى العطب منه انجدني ؟

.
حبيبتي ..لو التيمم يطهر القلوبِ من ذنبكِ ..
لتيممتك بتراب العالمين أجمع .
زوجتي .. سامحيني حملتك مالا طاقة لكِ به، ونلتِ مني نصباً .

حبيبتي .. سامحيني
وأنا لكِ من العاشقيني


رسائل لم تكتب بقلم : غابش



//



ديجــــو*



بعدك أضعت روحي وضللتُ الطريق..
يا رفيق الدرب .. لم يعد لي في غيابك لا ونيس ولا صديق.. دخلت بقدماي دروب العناء.. علّني من فجيعة موتك أفيق.. لكنني خسرت روحي بعد روحك ولا أزل.. كـ طائرًا محلقًا لم يجد موطن يأوي إليه.. أهيم الأرض بجناحين مكسورين لفقدك.. حلقت للسماء علِّ أرى نجمك.. لكنه منطفئ لرحيلك ياسهيل.. كانطفاء الحياة بعيني.



//



طعـــون*



يا ولدي ..

التمس لي سبعين عذرًا على قسوتي ، فليست بيدي ..

التمس لي من الأعذارِ الكثير و الكثير .. فأباك يا ولدي رجل قد نخرت قلبه الدُّنيا ..

لم يرى بحياته الكثير من العطف و الحنان ، بل يكاد لم يراها ..

فـ جدك يا ولدي قد نبذني إلى أقصى مكان ، إلى مكانٍ نائي ، تعوء فيه النفس كـ الذئاب ..
لا تجد سوى غرس أنيابها بكل من يقترب منها ..

إلى مكان لا يصل إليه فتافيت حنان ، و رحمة ..

اعذرني يا ولدي .. فـ أبيك لا يعرف كيف يصل إليك .. ألا تدله على طريق يعبره ؟؟

ألا تقوده إليك ؟؟



،,



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصــل الثانــي والعشــرون





فـي غرفـة آدم ويعقــوب



قبّل جبين ولداه وهو يردد دعاء حفظ النفس والاهل
يحبهما .. واوتار قلبه معلقة بهما حد النخاع
ممتن لـ ديانا على اهدائها له هذان الغاليان

في الحقيقة هو ممتن لها بشكل لا يوصف اذ انها كانت له حبل نجاة اخرجته من عذاب الغربة والخوف والتيه .... بعد خمس سنوات ثقيلة جداً جداً من بداية حياته في هولندا

كان يحترمها ويقدرها ووجد خلال زواجه منها الرضى والسكينة وبصيصاً من نور

وفقدُها كان موجعاً له
فقدُ أضيف لـ سلسلة المفقودين في خانة حياته المنكسرة ألف كسرة

ديانا ساعدته كثيراً في حياته
ويعترف ان مكانتها ومكانة والدها الاجتماعية جعلته في الصف الأول في المجتمع الأوروبي الراقي البرّاق
رغم انه كان حينها يأسس شركته الصغيرة مع أخيه
لكن لم يعلم ان زواجه من ديانا سـ يطير به الى السماء اجتماعياً

ولم يطمع ابداً .. حتى بعد ان اخذ الجواز الهولندي وغيّر اسمه بشكل رسمي

بل اعطى ... واعتنى ... واهتم .... الى ان رزقا بـ التوأمان آدم ويعقوب

ثم ماتت ديانا الحبيبة بسبب المرض ..

لم يعلم حينها ان والدها هو الآخر كان مريضاً وبدأت منيته تقترب

ليتفاجئ بالاخير يكتب كل أمواله له ولـ حفيديه

لكنه رفض وبشدة وارجع كل الثروة المهولة ... حتى انه اخبره بـ رفضه ميراث ديانا لاختلاف ديانتهما ..... لكن والد ديانا ابى الا ان يجزي الرجل حقه لـ نبله واخلاقه العالية

فـ ساعده على دخول عالم آخر .. تحديداً ادخله الى اصدقاءه وزملائه في مجلس النواب الهولندي
استغل ديدريك الفرصة وامسكها بنابيه
كوّن الكثير من العلاقات الضخمة ..... وانشأ العديد من المصالح والاعمال والعقود

ليصير خلال سنوات بسيطة ... من شاب يمتلك شركة صغيرة قرب ميناء روتردام الى رجل عصامي وصاحب شركة نورين الضخمة للجرافات البحرية ... والتي أصبحت تمتلك افرع وشركاء حيويين في دول الخليج وافريقيا

ومن مجال الجرافات البحرية دخل الى كافة أنواع القطاعات البحرية العالمية

ممتن للأشخاص الذين وقفوا بقربه في الوقت الذي شعر خلاله بالموت البطيء
الموت القلبي المقيت !






اغمض عيناه وصورتها تحتل بغطرسة خيالات سهيل القديم
روزه
ربـــــاه
يريد تخفيف النار في صدره ..... فيفشل

حبها العذري الذي اذاقه سكر الحياة لأول مرة .... منذ ان كان صبياً على اعتاب المراهقة
حبها ذاته .... الذي طعن عزّته الرجولية ونفسه الأبية قبل خمسة عشر سنة عندما ذكر شاهين اسمها بهمس في مجلس الرجال مهدداً

ان ازاح بالطبع جانباً .... غدر اهله به وحقارة جماعة عبدالكريم بحقه

عندما علم منذ سنوات من مصادر خصصها فقط لـ جلب كل شاردة وواردة عن عائلته .. بأنها تزوجت بـ ربيّع ........ ضحك

ضحك ضحكةً حقيقية !

وفكّر .... من هو لتقف روزة على الاطلال طيلة العمر ؟
من هو كي لا تتزوج "بالاحسن والأفضل" منه بنظرها ؟

هو لا شيء بالطبع

لذلك فقط ... آمن ان ترك حبها جانباً ... هو الأفضل له ... ولـ قلبه الموجوع بـ مئات الجروح

لكن ماذا يفعل بـ قلبه كلما تذكرها ؟ .... هل للأفئدة سلطان عليهم ؟
هل للخفقات جنود مجندة تحرسهم من الارتجاج والتصادم ؟


منذ أيام ... عندما اخبره محمد بشكوكه حول معرفة "ام حامد كما يناديها" بالتهم التي وضعت ظلماً وبهتاناً عليه ..
إلهي كم شعر وقتها برغبته الجنونية بـ قتلهم
قتلهم جميعهم
قتل شاهين على وجه الخصوص
قتله واقتلاع كبده من جسده وحرقها امام عيناه

الشيطان المارد ..... لقد وعده ... حرفياً وعده الا يذكر أي شيء مما حدث لأحد .... لـ روزه على وجه الخصوص

صحيح انه ما كان ليثق به بعد ان رأى الوجه البشع الشيطاني منه
لكن قلبه العاشق حينها ... صدّقه
قلبه الذي كان يناضل كي تبقى صورته الرجولية بيضاء بأعين احباءه
صدّق وعد شاهين الواهي

من يعلم ايضاً غير روزة اذا استثنى امهاته .....
حرابة ! مديه !

اللعنة عليك يا شاهين ... اللعنة عليك




خرج من عاصفة روحه الهوجاء على صوت خطواتها الناعمة


اغلق عيناه بقوة
لا يريدها ان تراه الآن
ليس وهو غاضب ...... هش ... مرهق ......
ضعيف
خالٍ من طاقة تخوله لمجرد ابتسامة


يكفيه انه يتعطش وصالها
ويترقب لمسها حتى اعمق خلايا بشرتها العطرة
لن يجازف بأن يقربها منه الآن ..... ليس وهو مغموس بـ وحل الماضي المظلم



رباه ... هو الى الآن لا يصدق انها وافقت على الارتباط به والقدوم معه الى الوطن .. مضحيةّ بفكرة انها تستحق فرصاً أخرى افضل واحسن من فرصتها بالزواج منه ...

الى الآن لم يستوعب كونها تركت والدتها في هولندا واتت معه وطفليه "بعد أسبوع ونصف من انشغال مستمر لينتهيا من إجراءات السفر والزواج"
متجاهلةً ما يمكن مواجهته هنا

حتى عمها سلطان .... الذي يعمل في القنصلية الاماراتية في إيطاليا ..... والذي كان وليها في عقد الزواج .... ظل يسألها قبل كتابة العقد ما اذ كانت واثقة كل الثقة من قرارها ... وهي التي وضعت مسبقاً كل مستقبلها واحلامها المزدهرة في هولندا وأوروبا عامةً


ممتن لها جداً
وموثوق بحبال روحها شكراً وعرفانا
لأنه لم يكن ليقرر المجيء بنفسه مع الطفلين ... ليس وجرحه من التهم الشنيعة ما زال طرياً ماكناً مؤلماً
لم يكن ليضحي اكثر بماء وجهه ورجولته بأن يعود بعائلة ناقصة بلا زوجة



تأمل ابناه الحبيبان ........ كذلك لم يكن ليقرر العودة بصغيرين من غير امرأة محبة شغوفة مهتمة لترعاهم وتضع مصلحتهم قبل مصلحتها


اخفض اهدابه متذكراً كيف اتاه خبر إصابة صياح بالزهايمر
جـــــــــــن
وظل كالاسد الغاضب يدور حول نفسه ويضرب كل ما تقع عيناه عليه
جــــن بحـــــــق !

أيفقد صياح ذاكرته قبل ان يراه ويعلم بأنه حي !
أيفقد صياح كل ما في عقله من ماضٍ قبل ان يقف امامه ويتواجها امام الجميع ليخبره بالحقيقة !

لا
وألف لا



شعر بكفها يلامس كفه
وهمسها الخافت يخرج من بين فكها المرتعش ونظراتها المتذبذبة المرتبكة: سـ سهيل

خدشها بنظرةٍ حادة ملؤها الذهول والعذاب
رأى تلك النظرة الضعيفة التواقة للقرب .... للحب .... للانتماء
بل قنصها بعيناه كـ ما يقنص الصياد طيره


امسك يدها بقوة ... وجرها خلفه بـ طريقة بدائية خشنة

ما ان اغلق باب غرفة الولدين ورائهما
حتى سحبها بهمجية إليه ليغرق بها .. وفيها .. ومنها
لينهل ...... ليتذوق
ليستوعب ..... ليدرك
ان ليست كل القُبل ..... جنون
ليست كل الانفاس ...... حياة
ليست كل اللمسات ...... عافية

شعور لم يذقه مسبقاً مع زوجته الأولى ديانا
ليس وقلبه الآن يرتعد ويخفق مع قبلاته الحامية المتطلبة

يطالبها الحنان
يطالبها علاج سقمه
وتطبيب روحه
وتخفيف اوجاعه


دمعت عيناها في خضم معركة العشق
معركة اكون او لا أكون

سحبت نفسها تريد رؤية رغبته بها ... تريد رؤية عاطفته الخاصة لها
تريد ان ترى ثلوجه تذوب من بين نيرانها المشتعلة

شعر بالغضب من ابتعادها .... فـ كز اسنانه وهو يسحبها مرة ثانية نحوه تحت وطأة نظراتها الذائبة المغرمة

قابضاً وجهها وعنقها بيداه السمراوتان
يدرس ثغرها مرة اخرى
يدرسه ... يتفنن بتخطيط تعرجاته الناعمة وامتلاءته الطازجة بلمساته .. بهمساته الغزلية .... بأنفاسه الملتهبة

هناك امتحان امامه
الا يجب عليه الدراسة ؟
والمراجعة أيضاً ؟؟؟


زأر وهو يفلتها من يداه ... ليحملها بخفة جسدها الصغير
ويتجه بها لغرفتهما الرئيسية



،,



بحذر خجول جداَ .. استطاعت فلت ذراعيه القابضة على خصرها بقوة

ثم اعتدلت بجلست وهي تمسك قلبها بجنون

لا تصدق الموجة الجنونية التي واجهتها منذ قرابة ساعة معه


رباه كم كان عاصفاً بمشاعره
اهوج بتطلباته
جنوني بـ همسه ولمسه

وسمَها بـ وسمه الخاص ... وسم النجم الساطع


ابتعدت تريد الذهاب الى الحمام .. لكن استوقفها انينه الأليم
التفتت ناحيته .... فـ رأت وجهه يحمرّ ويمتقع

خفق قلبها بهلع
هل يحلم ؟ ...... هل هو كابوس ؟
أتوقظه ؟

اقتربت منه تريد ايقاظه بالفعل .... لكن صوته المتحشرج جعلها تتراجع
صوت تصاكك اسنانه على حرف الـ زاي:
زززززززز..... زززززززززز
ليـ .............ششش ؟؟؟؟


خرس انينه وصوته المتألم
وهو يتحرك بـ انزعاج .. وانفاسه تصدر صوتاً عالياً

: حرقت ...... حرقت يوفي ......
رووووووززز...... ززه


انتفض مكانه وهو يلهث بصوت حاد
العرق يتصبب منه .... والذعر يكاد يتفجر من عيناه الجاحظتان

هدر بهلع حقيقي: شو ... شو فيييي ... شو فييييي !!!



ثم التفت نحوها ليراها ترمقه بـ فاه نصف فاغرة .... والدهشة القاتلة تمزق تقاطيع وجهها الذي ما زال متوهجاً من اثر حرارة عشقهما منذ قليل


ثوانٍ حتى لملمت شتات نفسها وقالت بصوت مكتوم ... وترمقه بـ عذاب متجنبةً الاقتراب منه
خائفة ..... وموجوعة لسبب لا تعلمه !
ليس الاسم من اوجعها ...... بل طريقة نطقه للاسم

: انت بخير ؟

التفت حوله بـ عقل ما زال تائهاً ضائعاً .... لـ يومئ برأسه بحدة
ويزيح عنه الملاءة


اتجه للحمام بسرعة .... ليقف امام المغسلة ويسكب الماء سكباً على وجهه يريد استيعاب الكابوس الذي عاشه
كابوس بصورة عمه الضاحك بشماتة وهو يخبر روزة وربما البقية بكل الأكاذيب التي رموها عليه .... بكل التهم البشعة المخجلة


اغلق عيناه بقوة
ومن فرط غضبه الجنوني .... صرخ وهو يضرب بيده صنبور المياه
لتأتي الضربة على حافة الصنبور الحادة

أتت إليه جواهر مسرعةً بقلق .... لتقف قربه وهي تمسك يده

شهقت وهي تقول بهلع عارم: بسم الله ..... دمممم
اصبر اصبر بييب علبة الاسعاف


لم يبالي بالدم الذي انبثق كـ السيل الجارف
لن يخفف دمه نار غضبه ..... لن يخفف ولن يطفئ

ولم يهتم بما قالته .... كان في حالة نفسية يرثى لها

غسل يده بالماء كيفما كان ..... وخرج
ليراها تقترب بـ خوف صادق تريد تطبيبه لكنه تجاهلها وخرج من الغرفة بعد ان غطى جسده بـ روب الحمام الأبيض ..

يريد الانفراد بنفسه فقط



،,



بعــد ثــلاث أيــام
جنــــوب افريقيـــا



استل هاتفه ما ان اتاه اتصال ارنود .... ليخبره الأخير انه انتهى من عمله في جنوب افريقيا ... وسيعود الى هولندا

سأله بتشكك: انت كنت حول بيتي من فترة ؟

: هي

قطب جبينه ..... يشعر بعدم راحة ...... لكنه ازاح شعوره الذي يعتقد ان لا داعي منه
ثم سأل بهدوء: ليش ما قلتلي ؟

أجاب آرنود بصوتٍ حاول قدر المستطاع ان يجعله طبيعياً: كنت مار صدفة ... ما كنت ادري انها بتشوفني

عقد حاجبيه والشك في روحه بزغ من جديد .... ليقول باستغراب: مار ؟
انزين وشو صار ؟
ما انصدمت من الشبه بينك وبين اخوك ..؟

آرنود بعد ان تنحنح: انصدمت .... بس انا قدرت افلت منها

قال غابش بسخرية: جذبت عليها قلت انك يارنا ..؟ وهولندي .. اقصد أوروبي ..
اقتبس كلامها بالحرف طبعاً

اجابه آرنود باقتضاب: وهاي مب جذبة ... انا ارنود الهولندي .. واخوي ديدريك الهولندي

صمت غابش لوهلة .... ثم قال بـ نظرة مظلمة: ان يينا للحق ... اخوك سهيل اعربي أبا عن جد
وانت بعد يا ناصر


عندما واجه غابش الصمت المطلق من آرنود
هز رأسه بسخط ...... واردف: اغرب من قصتكم ما شفت ... مع ان سهيل هو ربيعي الأقرب وشريكي
لكن متعاطف وياك انت من بد كل الناس

كز آرنود على اسنانه وهو يقول: مابا شفقة حد

نقل غابش هاتفه من اذنه اليمين لليسار وهو يهتف بـ قسوة ... قسوة سببها انه يتفهم تماماً ما يمر به ارنود:
مب شفقة يالاهبل ... انا أبا مصلحتك ... غيّر من حالك ارنود ... غيّر من حياتك اللي عايشنها
وشو يعني لو هلك ما اعترفوا فيك ؟
شو يعني لو امك كانت السبب في المصايب اللي حلت على سهيل !
قدر الله وما شاء فعل
اللي راح راح ..... لا تحط ايدك على خدك وتندب الحظ
ربك قاعد يعطيك بدال الفرصة ألف .... استغلها بالطريقة الصح
اتفَهم موضوع انك مقهور من قوم صياح اللي يدي ياااااابر منهم
واتفهم انه متويع كونك الولد المنبوذ


سمع قهقهة ارنود الخافتة المريرة ... ليكمل حديثه وهو يعدل كلمته الأخيرة ... بنبرة اشد قسوةً
اشد صرامةً: الولد المجهوووول
لكن اذا عرفوا .... شو بتستفيد ؟! اهل .... ظهر ؟!
عزوة ؟! ماااال ومكاااااانة ؟!
لو الاهل والظهر والعزوة فادوا حد ... جان من باب أولى فادوا اخوك
واذا على الماااال .... الحمدلله عندك وزووود

كتم آرنود المرارة ببلعومه ....... فـ غابش لا يعلم ان ما يعتمل خاطره اعمق بكثير من مجرد اهل لم يعلموا .... ولن يعلموا "كما يؤمن" بوجوده
غابش لا يعلم انها قد تزوج بمن "تأمل انه سيصل للقمر معها حباً ورحمةً وارتباطاً"


فقال بعدها ساخراً من نفسه ... قبل ان يكون من غابش: الحينه عرفت كيف انت وسهيل ربع
نفس التفكير ...... نفس الأسلوب

قلب غابش عيناه يائساً من تغيير حال الشاب .... ويبدو ان حديثه قد ذهب مع الريح !
حسناً .... لن يكرر ما قاله .... فليفعل هذا الناصر بنفسه ما يشاء

ثم قال بنبرة جافة: وينه مختفي ؟ آخر مرة رمسته قبل لا تيي انت بوظبي

ابتسم ارنود ..... ثم قال: عرّس

: هااااه !!!

آرنود بقهقهة اخفى خلفها احزانه: الفال لي هههههههههههههههههه

: تستهبل ولا ترمس صدق !!

آرنود: والله ... خذا جواهر بنت خالتي


بالتأكيد غابش يعرف جواهر ..... فـ هي تعتبر من اهم عناصر مؤسسة نورين للجرافات البحرية: ما شاء الله ...... الله يباركلهم

اكمل آرنود بعد ان تنهد بخفة: ورد البلاد معاها ومع التوم

رفع غابش حاجبيه بذهول: صدق !!! اشوف علوم يديدة صارت وانا بعيد

آرنود بابتسامة ساخرة: صدقني حتى انا توني اعرف ... من شوي رمست خالتي ام جواهر وقالتلي

غابش بثقة: اكيد في سبب قوي ... ولا كيف يرد وبهالسهولة !!

قال آرنود متسائلاً: محمد عبدالكريم قالك شي ؟

غابش بنفي: لا ... من زمان ما رمست محمد ... آخر مرة يوم كان في سيريلانكا يأدي مهمة تخص اخوك

ليسمع ارنود يقول له باستعجال: بخليك غابش ... برد اتصلبك عقب شوي

: مب مشكلة خذ راحتك

اغلق غابش الهاتف ثم تحرك ووقف امام نافذة غرفة الجلوس ... ليرى حرابة تقف تحت شجرة كبيرة في الحديقة وتتمرن

رشيقة ... مرنة .... مثيرة للاعجاب
تتصبب عرقاً وهي تقترب من جذع الشجرة ... ثم اخذت تتسلق برشاقة تحسد عليها



شعر برغبته العارمة بالذهاب إليها وحملها كالاطفال

هل سـ تغضب ؟ او سـ تخجل ؟


خفق قلبه وهو يتذكر الوجه الخجول منها
انثى
تصبح انثى بمعنى الكلمة

لكنها انثى تحمل في حناياه احزان وعويل ... ونيران



"
: اذا شويّة قهوة حرقتك ... شو بتقول عن اللي عقوه في تنور
شو بتقول عن اللي مات وهو يشوف عينه .. وايده ... وريله .... يحترقون جدامه

"


شعر بـ شرايينه تنكمش وتتسع حينها من كمية الألم في صوتها
هل رأت حادثة سهيل ؟
ام فقط اخبروها ؟
ربـاه
لا

اكيد انها رأت الحادث بأم عيناها ... لن يتجرأ احد ان يخبر مراهقة عن حادثة مأساوية كـ تلك الحادثة التي سبق وحكاها له ارنود في لحظة انفراد غارقة بالسواد والبؤس ..
لا يعلم ...... الله وحده من يعلم !

الذي يعلمه انه الى الآن لم يتمكن من الولوج لأقصى نقطة في روحها

يعلم ان زواجه بها بتلك الطريقة خطأ .. وخطأ فادح
وعندما تكتشف المؤامرة سـ تشعر بالانكسار ... بالصدمة المروعة
لكن ليست تلك هي نواياه يالله
ابداً


تذكر عندما اتاه منصور الى مكتبه
وذكرها امامه

ادعى عدم معرفته بها .... لا ..... لم يدعي

بل حقيقةً لم يكن يعرفها كـ أي شاب يعرف ابنة عمته !


المضحك انه عرفها بدقة عن طريق سهيل ...... او ديدريك
ثم تذكر لقاءه بـ ابيه يطلب منه الأخير الزواج منها

لا يعلم ما الصدف التي لعبها القدر معه هو بالذات ... من اين جاءت لابيه فكرة ان يعيد حبل الوصال مع عائلة عمته ..... بل وان يقترح عليه الزواج منها ؟!!
وفي الفترة الذي يخبره بها شريكه سهيل عن الخطر الذي يحوم حول حياة حرابة بنت ليث .... اخته بالرضاعة

يعترف ان الفكرة ككل ... فكرة ان يطلب ابيه منه الزواج منها .... ازعجته واثارت حنقه
لكن كان عليه التحرك وفعل شيء
كان عليه تقديم المساعدة ... فـ في نهاية المطاف هي ابنة عمته



ماضٍ يتحدث



الثلاث يجلسون امام بعض بعد ان قاموا بتشغيل مكالمة الفيديو بينهم .. ديدريك .. ارنود .. غابش
واستمروا حوالي ساعتين كاملتين مناقشة المشاريع المشتركة بين الشركتين .. مشاريع متعلقة بـ موانئ الخليج على وجه الخصوص ...

كان غابش يفكر وهو يضرب مؤخرة قلمه على فكه ... يفكر بالحوار الذي جرى بينه وبين والده منذ سويعات

قال بعد ان تنحنح ... وبعد ان قرر ان يخطو خطوته: ديدريك ... يمكن لقيت حل حق مشكلة اختك

قال ديدريك/سهيل بلسانه الانجليزي وهو يدوّن بعض الملاحظات السريعة: انني اسمعك غابش


: يوزوها
(أي زوِجوها)


رفع ديدريك رأسه مذهولاً ..... ليرفع بعدها حاجبيه ساخراً

لكن غابش كان جاداً ... وجدية لاحظها الأخوان بوضوح: اتكلم جد .. خويّك العقيد كان صريح بكلامه
داعش مب ناويين الخير

اسند سهيل ظهره على المقعد الجلدي .... مسترجعاً حديث العقيد الذي سبق وتعرف عليه في عشاء دبلوماسي في مدينة لاهاي

اكمل غابش يشرح فكرته بمنطقية: البنت اذا قعدت في البيت وتجنبت وسائل الاعلام بتكون انقذت حياتها وسهلت المهمة على القيادة عسب يفجون رقبتها من الموت

نظر سهيل لـ اخيه الصامت .... وقال بلسانٍ عربي نادر ما يخرج منه ... وفقط للمقربين منه: من وين يبت هالحل ؟
وشدراك بيساعدنا بموضوع حرابة ؟
انت ما تعرف ختيه ... حرابة ما ينياب راسها بسهولة
(ما ينياب راسها = لا ترضخ لأي أمر بسهولة/لا تلين بسهولة بالافعال والاقوال)


حك غابش ذقنه بصمت ... ولم يقل ان والده هو من اقترح موضوع الزواج قبل الجميع جاهلاً الاخير ما يدور حول حرابة من خطر
وكأن الله قد ارسله لحكمة .... في الوقت المناسب ... كي ينقذ ابنة اخته

قال ارنود بعد صمت طويل: تزوجها انت غابش

رمقه غابش باستخفاف هاتفاً في داخله "انت بعد يا ارنود" !!

قال سهيل وهو يسند ذراعيه على الطاولة: حرابة لو تبا تعرس جان عرست من زمان

ثم زفر قلقاً .... واكمل يرمق الفراغ بانزعاج: ماشي وقت شباب ... السلطات الله يشهد مب مقصرين .... عينهم عليها ٢٤ ساعة ... بسسسسس



لاجل صديقه فقط .... اخذ يفكر بعمق مطولاً ... ليسمع ارنود يهتف هذه المرة بإصرار غريب: انت يا غابش .... صدقني اشوف انك الانسب لهالمهمة

قال سهيل بـ صوت بارد قاسي: تذكروا انكم الحينه ترمسون عن ختيه .. اصطلبوا

رفع غابش كلا يداه بابتسامة رجولية متفكهة:
اخوك اللي ماخذ السالفة سوم مب انا

رمق سهيل اخيه مطولاً ثم قال من غير مواربة: ان يينا لـ الزواج .... الى الان هو انسب حل .. لكن كيف ؟

ونظر لـ غابش متمعناً ....... قبل ان يقول غابش بحاجبان معقودان: لا اطالعني

ابتسم سهيل بـ عبث وقال: انت راعي الاقتراح وانت اللي بطبقه

قلب عيناه بضجر ثم قال للأخوين: مب انتو قلتوا ما ينياب راسها !!

اكمل باستهزاء شابه الاعتداد/الأنفة: كيف بترضى ؟ وكيف اساساً بتحمّل انا وحدة شراتها ؟
الا اذا كنت مينوووون ما عندي عقل

اشر نحو سهيل وهو يبرر ساخراً: لا اطالعني جي
هاي عسكرية .... اشوفها ريال اكثر مما هي حرمة

هدر سهيل بتهديد غاضب: غااابش ... انا شو قلت ؟

وقف غابش يريد الرد هو الآخر بغضب لكن آرنود قاطعهما بأن قال: هذا هو الحل

هتف كل من سهيل وغابش مع بعض: شووو ؟

عض آرنود باطن خده وقال: انك تصير مينون

قال غابش برفعة حاجب: فهّمنا هاي النكتة يا اخ ارنود ؟ مينون كيف ؟

واخذ يشرح لـ سهيل وغابش كيف ستجري الخطة
الخطة التي ولابد ان يكون بعض الاشخاص المقربين على معرفة كامل بها حتى تسهل المهمة من غير شكوك

قال سهيل مُقراً بعد تفكير ... بعد ان شعر ان حرابته ذات الشخصية الفريدة من الممكن ان تقبل بالمعتوه حتى لو خطبها ألف عاقل:
اذا قبلت يا غابش ... مع اني مب واثق مية بالمية
اذا قبلت حرابة فيك ..... بتكون رسمياً ماخذ مهمة حمايتها ..... وبروحك
محد منا ومن اللي يعرفون بينذكر اسمه ابداً ....... عُلِم !



حاضرٌ يتحدث
مساءاً



بحلته السوداء الرسمية ... بـ ذقنه المشذبة والتي تشذبت بيد حرابة نفسها بعد ان ادعى بطفولية انه يخاف مسك جهاز الحلاقة بنفسه
فـ قدمت مساعدتها بصبر بالغ ... وكذلك صبر اشد وهو يتحرش بها بلمساته الماكرة ونظراته العابثة
اذا كانت ابنة ليث تريد التذاكي ومنعه من التنعم بقربها فـ هو اكثر ذكاءاً منها
سـ يجعلها هي تأتي إليه تطلب الوصال وتكسر ظمأ الحرمان ...



وضع يداه داخل جيوبه وهو يقف بهيمنة رجولية على الرصيف ... يتأمل الشارع النظيف الخالي تقريبا من المركبات
يفتخر بنفسه
يعتد بكونه صنع نفسه بنفسه
رغم انه يعلم ان والده حاول مراراً وتكراراً توصية رجال الاعمال المقربين له به هو شخصياً
من غير علمه
لكنه ابى الا ان يكون سيفاً يقطع المستحيل بنفسه

حتى شراكته مع سهيل في آخر مشاريعه ما كانت الا طريقة ذكية ليصل للعالمية
وسهيل كان اكثر من مرحب للفكرة اذ ان الاخير يعلم بمدى نفوذه في اوروبا


الاثنان يطمحان للنجاح
للرفعة
للانتصار
وقبل كل شيء
لاثبات انهما يستطيعان وكفى !



ماضٍ يتحدث



على قارب وسط البحيرة الجميلة في هولندا .. ينبطح باسترخاء واضعاً يداه خلف رأسه .. وقبعته المصنوعة من القش المرن على وجهه
ويسمع زقزقة العصافير الجميلة .... واصوات الطبيعية المرهفة تغني موسيقى على مسامعه

كان يحتاج لهذه الراحة وهذا الاسترخاء خاصةً بعد تعب الجامعة وضغوطات آخر سنة تخرج

وبعدها سيعود للبلاد كي يرى والديه

مشتاق لهما حد السماء/الارض رغم ان الشوق الجارف لا يوضحه مباشرةً امام والده عبدالرحمن الجاف معه

اثناء استلقاءه ... شعر بأحدهم يقفز داخل قاربه ويطلب منه بأنفاس متلاحقة ان يسرع بالتحرك

عقد حاجبيه بعصبية على هذا الوقح الذي احال مزاجه الجميل الى سيء

ليقول بغضب بارد: من انت ؟

ازاح الشاب ياقة جاكيته عن وجهه فـ بهت قليلاً عندما رأى وجه غابش لكن الأوان قد فات

فقال بسرعة مستعيداً سيطرته بالانجليزية: هيا هيا بسرعة تحرك

رغم ان غابش رأى وجهه المألوف بشكل ما له .. قال بإنجليزية هادئة وهو يشعر بأنه ليس من المجرمين او اصحاب السوابق:
الى اين ؟

: ايّ مكان .. هيا ارجوك

وحرك قاربه حتى اوقفها في المكان المخصص للقوارب ثم قال بحاجب مرفوع: من شكلك اعربي

زفر الشاب براحة ... ثم قال بامتنان متجاهلاً جملة غابش الاخيرة: شكراً جزيلاً

وقفز من القارب يريد الانصراف الا ان غابش كان اسرع منه وهو يقفز مباشرةً خلفه ثم يقف امامه بهيمنة: شايفنك قبل ... وين ماعرف ... وان ما خاب ظني انت من معارفنا


امعن سهيل النظر به
قبل ان يبتسم ... ابتسامة جامدة لا حياة فيها .... ثم قال وهو يمد يده محافظاً على لسانه الانجليزي: ديدريك ... اسمي ديدريك وممتن لـ مساعدتك ...

مد غابش يده مسلِّماً ... وهو يتأمله بعيناه نصف المغلقة ... قبل ان يهز رأسه نافياً وهو يقول بتذكر:
ذكرتك .... انت تقرب حق قوم الوالده .... ان ما خاب ظني انت سهيل ولد ولد عمها

حاول سهيل تدارك المآزق التي وُضع فيها اليوم ... منذ قليل رأى احد ابناء عمومته ويبدو انه اتى هولندا للسياحة ويشك ان الآخر لم يره
والان غابش بن عبدالرحمن بوالشريس
الذي سبق وقد رآه مرة منذ سنوات طويلة في منزل العم خلف بوالشريس القابع في البلدة المجاورة لبلدتهم .. ومرة أخيرة بشكل خاطف وهو يمر من منزل العم جابر .. حتى انه يومها لم يره وجهاً لوجه

وضع غابش سبابته على جبينه يفكر بصوت عالي: مممممممم مب قالوا انك مت !!
ولا يطرون واحد ثاني ؟؟؟
ولاااا.......

اتسعت عيناه ما ان كمّم سهيل فمه يقطع حديثه .... ثم جره للوراء وهو يهمس بانفعال: اووووووصصصصص
سيسمعونك ؟؟؟

ليلتفت غابش قليلاً فيرى بعض الشبان يركبون دراجات هوائية قربهم ... واحدهم يلتفت حوله وكأنه يبحث عن شخص ما بحيرة

سأله بتوجس: شبلاك ؟ شارد منهم ؟

اجاب سهيل بسخط: لاشيء من هذا او ذلك

: ارمس عربي زين شبلاك

كز سهيل على اسنانه بقوة وقال وهو يبتعد ليرحل: لا حول ولا قوة الا بالله

لكن غابش وكأن مغناطيساً يسحبه لـ سهيل
لحقه وهو يسير
خطوةً بعد خطوة

الى ان توقف سهيل بضجر ...... وقال بعد ان زفر انفاسه: شو تبا ؟؟ ليش تلحقني ؟؟

ابتسم غابش بتلاعب وقال: زين يوم استوعبت ان نحن عرب

: شو تبا ؟

هز غابش كتفيه وقال: فاضي ورايق وابا اسمع سوالف
شرايك تقولي شو سالفتك ؟؟

: ما عندي سوالف وانصحك تتوكل على الله وتروّح

صفّر غابش من بين شفتاه ثم قال بابتسامة مستفزة: مشكلتك طحت في درب وايد نشبه
اللي في راسه يسويه
(نشبه = الشخص الفضولي الذي يتدخل بأدق التفاصيل)



تمعن سهيل بالنظر به قليلاً ...... ثم قال بغلظة: ومشكلتك ما تعرف حق منو تبا تنشب

اتسعت ابتسامة غابش الرائقة .... وقال بثقة هذه المرة: انشب حق سهيل بن احمد بن صياح
مممممممممم قولي يا سهيل شو سالفتك وليش شارد عنهم ؟؟؟

ثم زم فمه بتفكير وهو يغمغم بحيرة: متأكد ان الوالده كانت تقصدك انت
انت اللي اقاموا عليك الحد
ولا انا غلطان ؟



اسودّ وجه سهيل وامتقع
أهنت عليكم يا آل صياح حتى تشيعوا خبر مقتلي وتشوهوا سمعتي ؟


اكمل غابش يفكر بصوت مسموع: اذكر قالتلي ان سهيل جتل واحد واهله ما رضوا بالدية وووو

آشر إليه واردف بدهشة: بس ليش انت حي ؟



لولا ان الذي يسمعه موجع
لـ ضحك على تعابير وجه غابش الخرقاء



حسناً
يبدو ان آل صياح قد اشاعوا "حكاية رسمية مغلفة بالرقي للجمهور" كي يتستروا على "فضيحة ابن عمهم المخزية"



اقترب منهما رجل طاعن في السن اذربيجاني الأصل: سمعتكم تتحدثون بالعربية
هل انتم مسلمون ؟

اجاب سهيل بسرعة: الحمدلله

: هيا معي اذا .... لدينا متوفي ونريد الصلاة عليه بعد صلاة الظهر

غابش: انا لله وانا اليه راجعون .... يلا يلا يا عم معاك

بعد ان ادوا صلاة الظهر جماعة .... وبعد ان صلوا على الميت

ظل سهيل متربعاً على ارض المسجد الصغير يتأمل الخواء بـ عينان مظلمتان معذبتان

يفكر والنيران تنهش عظامه

هل بقى منه شيء بعد الحرق ؟
هل صلى عليه جده والناس ؟
هل اقاموا له عزاء ؟

ألم ينشروا خبر انه "فقط" قتل احدهم ؟!
اذن هم ولابد انهم فعلوا تلك الأمور ظاهرياً كي يسكتوا افواه الناس ؟!
أليس كذلك ؟!



ليهتف غابش بسرعة مقترباً منه: يلا سهيل بندفن ميتهم

هز سهيل رأسه بـ وجه شاحب ميت وقال: بتم هني
روح انت

اوقفه غابش على قدميه بإصرار ... وقال بحزم شديد: اجر يا خويه اجر .. اذا انت تخاف من المقا...

نزع يده منه ... وهو يهتف ساخراُ بمرارة: أخاف ؟
ههههههههههههههههههههههههههههه

دفعه بخشونة امامه واكمل بقلبٍ ينصهر من الذكريات الأليمة ..... لا يعلم هذا الغابش انه شهد الموت بأم عينه ... انه ميت لكن لحكمة فقط تركه رب العزة بين الاحياء
: امش امش ... ماعرف ليش ربي طيّحني عليك اليوم ..


بعد الدفن .... جلس على التراب منهد الروح
منهد البدن
وصوت قراءة الشاب الذي كان يجلس امام سور مدفن المسلمين وبيده المصحف .... يتخلل حواسه وانفاسه

كان يختم حينها سورة الحجر

فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)


ليمسك التراب بارتعاش بين يداه ويمرغه على وجهه بعنف

ثم اجهش في بكاء مرير
مريـــــر مريـــــع حــــــاد

كانت هذه اول مرة يبكي بعد نجاته من النار وبعد ان استعاد وعيه
اول مرة وآخر مرة

لا يعلم ما حدث بعدها ... من شدة بكاءه شعر انه سقط او ربما ذهب للبرزخ حيث يجب ان يكون

لا يعلم .... لكن من بين انهياره .... احس بـ غابش يحتضنه بقوة ويهدئه بكلمات كثيرة وطبطبات رجولية حانية

من يومها ..... وغابش صديقه
صديقه المقرب جداً
صديق الدارين ..... لا مجرد صديق دار فانية !



حاضرٌ يتحدث



بعد ان انتهى من عمله الذي دام ساعات .. عاد للمنزل بإنهاك شديد
يريد اخذ حمام دافئ والنوم في غرفة باردة جداً جداً جداً

عندما عبر صالة الجلوس .. سمع أصوات ملاعق آتية من المطبخ فـ خمّن انها حرابة

غريبة هذه الحرابة
تمتلك هالة بنات الشيوخ المدللات اللاتي لا يحملن حتى الابرة
الا انها عكس هذا كلياً
صارمة مرتبة سريعة منظمة تعتمد على نفسها في كل شيء وتتقن كل شيء
سواء اعمال مخصصة للرجال او النساء !

لكن روحها جافة
ولـ كم يتعطش لسقياها !


اقترب من المطبخ ليراها تقف امام المغسلة وتدندن بصوت خافت
خفق قلبه
تغني !
رباه ..... حرابة تغني !


امال بجسده على زاوية الباب وتنحنح بصوت عالي مبتسم
ليراها تلتفت نحوه بتكشيرة

اصبح يعرف ان لتكشيراتها أنواع
واحدى هذه الأنواع هي تكشيرة حرج .... وهي المرتسمة على وجهها الآن


يا وجع قلبه الضعيف ... اصبح يذوب بـ مجرد رؤياها ... رؤيا ذئبته الصغيرة والتي تستعد للإنقضاض دوماً كلما ظهر امامها



: السلام عليكم

عادت لغسل كوبها وهي تقول باقتضاب: وعليكم السلام

قال بخبث: كملي دندنة ليش وقفتي !

ردت بغيظ: ما كنت ادندن

تقدم بخطواته حتى اصبح خلفها تماماً ... ثم همس قرب منابت شعرها الأسود اللامع المتمايل بخصلاته على جبينها وفوق اذنيها

: لا تقصين عليه .. سمعتج بأذنيه

رمقته بجانب عيناها وقالت وهي تبتعد عنه وتنشف يديها بالمحارم الورقية: خلصت شغلك ؟

ظل يتأمل وجهها الندي الخالي من مواد التجميل .... بعينان متراخيتان ..... خلفهما الكثير والكثير من المشاعر المشتعلة

ثم اومئ برأسه بهدوء
قبل ان تسقط عيناه على معصمها ويقول بصوت خفيض مستغرب:
ساعتج كبيرة عليج

فـ ردت بسخرية طفيفة: توك تشوفها ؟

اردف وهو يميل وجهه: ورجالية بعد

قالت بفظاظة وهي تهم بالخروج: كيفي عايبتني

امسك يدها وقربها إليه وقال وهو ينظر للساعة عن قرب: مممممممم جديمة مبين

أبعدت يدها عن يده وقالت بضجر: ولو انها من القرن ال١٥
احبها وما بغيرها

اتسعت ابتسامته وقال: ما قلتلج غيريها

: عيل شو تبا تعلق عليها !!

غابش: مستغرب بس


تأملت شعره الغليظ المسرح للخلف على نحو جميل ومرتب
اظهر جبينه وسواد حاجبيه

ثم قالت بصراحة تُحسب لها وهي تعدل وضع الساعة .. مشيحةً بـ وجهها وتنظر لكل شي عداه: هاذي ذكرى
صغرتها على قياسي بس ضعفت وايد آخر سنتين واوسعت عليّه

شعر بدغدغة في قلبه لصراحتها النادرة جداً ... فقال يتأمل ملامحها القمحية بنهم: ذكرى من منو ؟

ردت بجمود: من اخويه الله يرحمه

سأل بعفوية: سهيل ؟

التفتت له بحدة وقالت بتوجس: تعرف اسمه ؟

رفع حاجبيه بطريقة خرقاء .... وقال ساخراً: ما فقدت ذاكرتي مع الحادث ... اعرفه سهيل .. نسيتي انه يصير ولد ولد عم امي ؟!
وامايه قالتلي من زمان ان عمتي عفراء راضعتنه وهو صغير

حرابة: ادري بس انت ولا عمرك شفته ولا كنت تيي عند يدك يابر .. خالي عبدالرحمن وخالي زيد دومهم كانوا في بوظبي

: منو قال ما كنت ايي ؟ كنت ازور يدي يابر ويدي خلف الله يرحمه

حرابة بنظرة متفحصة: انا ربيت عند عموه ريسه .... وعموه ريسه بيتها ملاصق بيت عمي يابر
لو ييت كنت بشوفك

قال ساخراً: راداراتج كانت شغالة ما شاء الله حتى وانتي ياهل !!
كنا انا وخواني نزور يدي كم مرة فالسنة مب معناته في هالزيارات لازم نصادف حضرة سموج ؟!

حكت عنقها تخفي حرجها بمهارة .... ثم تنحنحت وقالت: يعني انت شفت سهيل ؟

: هي مرة بس

تراخت تعابيرها بشكل مؤلم وقالت وهي تقترب منه: شو ريته ؟

تلقف تفاحة من الطاولة الصغيرة وقضمها .. ثم قال بملئ فمه: كيف يعني شو ريته !!

ارتجف فكها ..... لتهتف بصوت بعيد ... بعيد جداً ... ومغيّب ... ومظلم: شو شفت عليه ؟

زم فمه وقال بعد ان بلع لقمته: ولاشي ... كان ريال ما شاء الله عليه والنعم فيه وفي من رباه

هزت رأسها توافقه الرأي بطريقة متلهفة تواقة ..... وقالت: هي ... هي
صدقت سهيل ريال ولا كل الرياييل
عيل ليش !! ليش اجتلوه !! ليش احرقووه !!
سهيل ما سوى شي .... سهيل أصلا ما يروم يجتل عصفور

سعل من حديثها الصادم وعلى الفور وضع التفاحة على الطاولة ليوليها اهتمامه

كانت كمن دخل حالة من الهلوسة ! واخذت تحدق بـ غابش وكأنه "قوم آل صياح" أجمع

تسأله عن السبب وكأنها ستجد عنده الجواب الشافي !

أكملت وهي تمسك ذراعه بقوة: ليش اجتلووووه قولي
ليش عقووه في النااار !!! قولي غابش !!

يتأمل عيناها المحتقنتان بنظرة ضبابية
فكها المرتعش .... وجهها الممتقع الشاحب
ليعلم في نهاية المطاف
ان لا شيء يهز هذا الكائن امامه .... ان لا شيء يفكك صلابتها وجمودها وقوتها الحديدية
سوى سهيل !!

ولو انه لديه المقدرة لجبر الكسر في روحها ... بأن يعطيها على الأقل بعض الأجوبة
لفعلها !
لكن لا يستطيع ... ليس الآن


رآها تتراجع بحدة وتركض خارجة من المطبخ
ليتدارك وضعه ويركض خلفها

وقبل ان تغلق باب الغرفة عليها .... كان هو يمنعها ويدخل خلفها بإصرار

صرخت بملئ حنجرتها المبحوحة: خلني رووووحي

اقترب منها يهتف بحزم: اهدي حرابة

صرخت بصوتها المختنق وقد اخشوشن من شدة الانفعال ... انفعال لم يجعلها تدرك ان الذي امامها اسقط عن وجهه العتاهة والبلاهة رغماً عنه: ما بهداااا خلني رووووحي

حاول مسك يديها كي يثبت جسدها يكرر هتافه الحازم الهادئ: حرابة

لكن حرابة كانت في حالة عقلية أخرى
حالة عنيفة عاصفة ضائعة منهارة !


حركها حتى صدم ظهرها الحائط .... ليحاصرها بيداه وجسده وصدره

رباه كم آلمه انهيارها الكامل
كم عاث في روحه فساداً من عيناها اللتان ترفضان إمطار خديها بالدموع

تكااااابر وتكاااااابر وتأبى الخنوع للضعف وللدموع ..... وكأنهما شيئان قذران نجسان
ان اقتربت منهما فـ ستّبطَل عباداتها !

وكأنها قرأت ما دار في مخه .... ولكي تثبت له انها حقاً وفق ما يظنه

كزت على اسنانه بقوة وهي تزأر
ثم دفعته اقوى ما عندها ..... ولكمت ذراعه بشراسة

تراجع للخلف وهو يكتم ألمه المتصاعد اذ ان عملية القسطرة كانت عن طريق يده

ظلت واقفة تنهت من هول ما اعتراها من جنون ... ثم جمدت تعابيرها وكأنها للتو استوعبت ما جرى

اقتربت منه تسأله بوجه ممتقع: غـ غابش ..... تعورت ؟

اردفت وهي ترى وجهه يتغضن من الألم: و .... وين ؟؟؟
وين تعورت ؟؟؟؟

لمست صدره وذراعه بكفوف مرتعشة وهي تتخيل مالذي ستفعله لو ان مكروهاً احل به بسببها ؟
بسبب غبائها ولحظة الانهيار التي مرت فيه

حرابة بارتباك: غابش .. غابش .... اوديك المستشفى ؟

هز رأسه نافياً بحاجبان معقودان وعينان مغلقتان

ساعدته حتى جلس على السرير
ثم قالت وهي تقف بسرعة: اييبلك مسكن ؟

هز رأسه نافياً مرة أخرى .... لتقف امامه وقالت بنظرة فيها من المآسي الكثير: ارحمني يا ولد النااااس اللي فيني مكفيني
قولي شو اسوي كيف اساعدك



اخذ نفساً عميقاً
قوياً
حازماً
ثم نظر إليها بعينان منهكتان .... لكن تتوهجان بالكثير
قبل ان يصلب ظهره .... يصلبه كـ عادة غابش الأبدية
صلب
عنيد
لا يوقفه شيء


أمسك خصرها بكلتا يداه
فـ قربها إليه ببطئ
شيئاً ... فـ شيئاً ... حتى اصبح انفها ملامساً لأنفه
صدرها يصعد ويهبط من اثر الانفعال امام صدره


ثم همس وهو يكاد يستشعر نعومة ثغرها على شغره المتعطش: وجودج قربي
بهالقرب ..... وزود شوي
يكفيني




انهارت حصونها
انهارت كلياً امامه



فكانت هي من بادرت هذه المرة
وقبّلته بعذاب تام !


انين غليظ خشن صدر من حنجرته
يقولون الغرام صعب
فـ لمَ تدرِّسه بشفتيها كـ سهولة جريان المياه !

يقولون لعبة العشق قاتلة !
فـ لمَ السم الذي يغرقه منها ..... يتذوقه عسلاً دوعنياً مصفى !

صوت نزار يحتل حواسه
ينفضه
ويشتته
مع تشتته الجنوني من قربها المهلك وخضوعها الراغب المدمر لرجولته وسيطرته


أشهد أن لا امرأة ً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني .. تغرقني
تشعلني .. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأة ً
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
وردا دمشقياً
ونعناعاً
وبرتقال

يا امرأة
اترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يوماً على سؤال

يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذهن ولا تقال



،,



منذ الصباح الباكر .. قرروا انهاء آخر إجراءات القصية بحضور المحامي ... وبعد ثلاث ساعات من التحقيق المتواصل ادلت خلالها نارة بشهادتها ضد المجرم بوجوده .... وتعرفت كذلك على صور الضحية التي اظهرها الأمن بعد فحص بقاياها والتعرف على الحمض النووي الخاص بها
وبعد تأكد منصور من خلوا كامل مسؤوليته ونارة من صديقه الضابط .... اعلم الاخير انه ينتوي العودة لبلاده مع نارة وابنته .. اجراء روتيني فقط ليأخذ كامل حسبانه الأمني لأجله ولأجل نارة وطفلته ...



في شقة منصور



تنهدت بـ مشاعر متبلدة مكتئبة وهي تتأمل طاولة الطعام المليئة بـ اطباق الفطور الشهي .. بـ فستان صيفي بسيط زاهي اظهر جمال عيناها وخديها .. لم يأكل الا لقمتان ونهض
حتى ضي لم تأكل الا القليل قبل ان يقلها والدها للمدرسة بنفسه

اليوم آخر يوم دراسي ... وبعدها يجب ان تأخذ اوراقها وتصدّقها حتى ان عادوا الى البلاد تبدأ السنة الجديدة من حيث انتهت ... وبعد يومان وكما قال منصور سيحين موعد سفرهم

خائفة ومتوترة ويائسة من كل شيء
لكن ما يهوّن عليها المصاعب هو قربها من ابنتها

حتى لو ارتبطت بأكثر الرجال فظاظةً وبرودةً
بأكثر الطرق فداحةً وبشاعة


فتحت مسجل الصوت في هاتفها وبدأت تلقي بشجن ناعم احدى اقرب القصائد القريبة من قلبها



أرى الحزن لا يجدي على من فقدته
ولو كان في حزني مزيد لزدته

تغيّرت الأحوال بعدك كلها
فلست أرى الدنيا على ما عهدته

عقدتُ بك الأيمان بالنّجح واثقاً
فحلّت يد الأقدار ما قد عقدته

وكان اعتقادي أنك الدهر مسعدي
فخانتني الأيام فيما اعتقدته

أردت لك العمر الطويل فلم يكن
سوى ما أراد الله لا ما أردته

فيا وحشة من مؤنس قد عدمته
ويا وحدة من صاحب قد فقدته

وداع دعاني باسمه ذاكراً له
فأطربني ذكر اسمه فاستعدته

فقدت أحبّ الناس عندي وخيرهم
فمن لائمي فيه إذا ما نشدته



لـ عماد الدين الأصفهاني



رمت هاتفها وامسكت الممسحة تريد تنظيف غرفة الجلوس وهي تفكر انها يجب ان تتواصل على الفور مع صديقتها ذات الاصل الافريقي والتي سبق وطلبت ان تبيعها المركز التجميلي فـ وافقت وبسعر مناسب للطرفين

رغم ان منصور قد عارض فكرة بيع المركز اذ انه قد وعدها بـ وضع شخص امين من طرفه كي يشرف على عمل المركز لكنها رفضت
اما ان تكون قرب الشيء الذي اسسته بقلب نابض مجتهد
او لا تكون

وضعت الممسحة جانباً وهي تشعر ان فستانها الجميل سيتسخ
لذا وبعفوية شديدة نزعت لباسها لتظل فقط بـ تي شيرت شفاف بلا اكمام وشورت اسود قطني ملاصق للجسد

بعد ان مسحت ارضية الغرفة ... جلبت المنشفة لتنظف طاولة التلفاز من الاعلى
صحيح انها سيغادرون خلال أيام ... لكنها تكره الجلوس في مكان يتراكم فيه التراب

وقفت على طاولة صغيرة ثم ركبت على زاوية طاولة التلفاز واخذت تنظف بهمة حتى انتهت


عندما نزلت ... كانت حركتها سريعة
فانزلقت وهي تجهل انها كانت تنزل على ارضية رطبة

صرخت متألمة: اخخخخخخخخخ

ظلت على حالتها جالسة مكانها تأن بألم لـ دقائق قصيرة
الى ان سمعت صوت باب الشقة يفتح

شهقت بتوتر بالغ ووقفت كي تجلب ملابسها لترتديها
لكن تعثرت من الالم وسقطت

عندما دخل منصور ورآها بوضعها المزري ... اقترب بسرعة وهو يهتف بعفوية/قلق:
سلمتي سلمتي

غطت صدرها بذراعيها بلا فائدة وهي تغمض عيناها بخجل مريع: ابا ... ابا ملابسي ... ريلي ... ريلي تعورني

التفت يميناً وشمالاً بـ وجه مرتبك محتقن

هدرت بحدة وهي ما زالت مغمضة العينان: فـ في .... في الغرفة الثاااانية

تدارك ارتباكه بسرعة بأن تقدم وحمل نارة وسط شهاقاتها واعتراضاتها

لكن تجاهل وهو يشد من أعصابه كي لا يرميها على اقرب اريكة

يكفيه الكهرباء التي تسري على طول ظهره كلما رآها

يكفيه انه البارحة نام في صالة الجلوس على الاريكة الصلبة متعذباً بشتى أنواع الكوابيس
بدءاً بالرجل الذي يظن انه خرج من القبر بقدرة عزيز مقتدر
نهايةً من الفتاة التي يرى انعكاس سيئاته وقذارته على صفحة وجهها وكأنه يرى سارة

الفتاة التي اصبح يتوتر ويرتبك بقربها وهو الذي عُرف عنه صيد نظرات الاناث بخيلاء وجرأة


تباً ................ شفاف
لباسها شفاف


شعر بـ نار تجتاح وجهه لكنه تماسك كما عادته متمسكاً بـ وجه البرود والخشونة


وادخلها غرفتها
ثم اغلق عليها الباب بحدة



من خلف الباب
كانت تستند على الجدار وهي تمسك قلبها الخفق بجنون
عيناها متسعتان وانفاسها تضيق بشكل فظيع

بعد لحظات من الذهول والتوتر والذعر
قررت ان تأخذ حماماً ساخناً وتلبس ملابس أخرى غير التي وضعتها في الخارج

لكن قدمها ...... قدمها تؤلمها



فـــي الخـــارج



تأفف بعصبية وهو يحرك شعره فوق رأسه
ما هذا الغباء يا منصور
أأنت اخرق ؟
الفتاة تعاني من ألم في قدمها فـ كيف تتركها بتلك الفظاظة وترحل !

ثم التفت مبتعداً وهو يتذكر للتو انه عليه جلب بعض قطع الثلج لها كي تضعها على مكان الوجع

بعد دقائق .... طرق الباب وهو يحمل كيس الثلج وقال بصوت خشن: نارة

: هـ هلا

منصور: اقدر ادخل ؟

: لـ لا ... لحظة

بعد دقيقتان فتحت الباب بحذر
ليكمل فتحه بخشونة .... ويدخل

ناولها كيس الجلس وقال متمعناً النظر بقدمها العارية: بييب لج مرهم رضوض

نارة: لا لا ما يحتاي .. الثلج يكفي

منصور بجبين مقطب: خلج مكانج .. بروح الصيدلية وبرجعلج ان شاء الله ما بطول

اومأت برأسها على مضض وسكتت


ما ان خرج .. حتى تركت اعصابها تتراخى بعدما كانت مشدودة بقوة
واخذت تأن بألم حقيقي .. الرضة كانت قوية

بعد ربع ساعة ... خرجت من الغرفة وهي تشعر بأحدهم يصدر صوتاً قريباً من باب الشقة
فـ ظنته منصور .. لذا اقتربت من الباب لكن فجأة قفزت مكانها مرعوبة وهي تسمع رنين الجرس

وضعت يدها على قلبها وهي تبسمل
بسبب ما عانته في طفولتها ومراهقتها وما شهدته من أمور فظيعة فور قدومها لأمريكا
تشعر انها والخوف صديقان لا يفترقان
ليتها تعاديه
ليتها تعطيه صك الحرية ليختفي نهائياً من قلبها
تكرهه وتكره ما يسبب لها من ارهاق في روحها/عقلها


ازاحت الخصل الندية من وجهها وهي تقترب اكثر

لتسمع احدهم يهتف من وراء الباب لـ شخص آخر: انها هنا انا متأكد .... جارتها اعطتني عنوان زوجها الحقير .... لابد وانها طيلة الوقت كانت تتنعم به كما ينتعم بها وبجسدها الجميل
لكنها نست اني مايكل .... واني آخذ ما اريده مهما كان مستحيلاً


غطت فمها بيدها لتصدر شهقة مكتومة مصدومة

مايكل !!
تباً ..... لم تتوقع ان إعطاء الجارة عنوانها لتجلب لها بعض الحاجيات التي نستها في منزلها القديم سيأتي لها بالمصائب
سيأتي لها بـ مايكل المهووس المجنون بـ سارة اختها

سمعت الآخر يقول بصوت شرير: هل من خرج منذ لحظات كان زوجها ؟

كز على اسنانه ورد: اججججل

: انه وسيم وقوي ..... ويبدو انه يمتلك المال الوفير .... ما رأيك ان تأخذ الفتاة .. لأسرق انا الشقة الفخمة بما فيها من ممتلكات واموال

مايكل من بين اسنانه: لك هذا ... فقط ساعدني بـ فم اخرس

: هههههههههههه حسناً يا صديقي


هرعت تبحث عن هاتفها تريد الاتصال بـ منصور ليأتي حالاً لكن تباً
هاتفها مغلق

اخذت تبحث عن الشاحن برعب جنوني حتى وجدته

رن جرس المنزل مرة أخرى ... لتنتفض مكانها وترتعش من غير حول لها ولا قوة
يالله .... ساعدني يالله


لم يكتفي مايكل بالجرس بل اخذ يطرق الباب بقوة

بعد دقيقة واحدة .. اشتغل الهاتف .... وبسرعة شديدة ضغطت على رقمه
رنة
رنتان
ثلاث

رد منصور بهدوء: الو

: مـ منصووووور .... إلحقني منصوووووووووور



،,



لا تعلم مالذي حدث
سمعت صراخ واصوات ضرب مبرح وشتائم ووعيد

سمعت اصوات الجيران العرب يخرجون من شقتهم ويفرقون بين منصور والرجلان الامريكيان

من هول قلقها على منصور .... لبست غطاء رأسها وفتحت الباب قليلاً تريد رؤية ما يحدث

لتسمعه يهتف بإنجليزية .... وعلى وجهه ابشع معالم الاجرام .... والشر الأسود

مصوباً على رأس مايكل مسدساً

: اقسسسسم
اقسسسسم ان فكرت بالاقتراب منها سأقتلك
اقتلك واقطعك لأشلاء أيها القذر النتن .... انت تجهل مع من تتعااااااامل أيها الفأأأأأر الموبوووء
القتل في قاموسي كـ شربة مااااااااااااء
أتسسسسسسمع !!!!


مايكل ومن شدة هلعه .... كاد يسقط مغشياً على الأرض
رماه منصور وهو يصرخ للجيران غاضباً ثائراً متأججاً: يلااااا كلن على بييييته شو تبوووون !!! مسرحية هي ولا سيييينماااااااااااا !!!!!!!

ثم رفس بطن مايكل المرمي المتهالك ارضاً ... مدركاً متأخراً ان صاحبه الجبان قد هرب

ليقترب من باب شقته وهو يزمجر بـ وجه نارة: دددددددددشششييييييييييييي



ما ان دخل ... حتى اغلق الباب خلفه بقوة
لكن نارة هربت من أمامه مذعورة لا تريد رؤيته


هربت وصورته تلاحقها كلسعات الكهرباء
صورته بـ عيناه المجرمتان تلاحقانها

رباه
قاتل ومجرم

كيف نست انه كان احد رجال ابيها في الماضي ..... كيف !!!
كيف تناست انه كـ ابيها ... يحمل في روحه الشر والقسوة والاجرام !!!

تذكرت عنفه ونار الشياطين تفوح من جنباته .... وهو يهدد مايكل بالسلاح

الهي
بـ أي حفرة اوقعت نفسها ؟؟

أهربت تسع سنوات من مجرم لترمي نفسها بين يدي مجرم آخر ؟؟
يا ويلي


اغلق باب غرفتها بقوة وهي تشهق باكية وتلطم خدها بذعر شديد

طرق منصور الباب بعنف ...... وهدر: بطلي الباب نااااارة

صرخت به وهي تبكي: ماباااا ..... طـ طلقني .... طلقني مابااااااك
كنت مينونة يوم واقفت على هالزواااااج
طلقنننني

جن جنونه اكثر ..... أتستهزأ به ؟ أأصبح دمية بين يدي كل من يهوى اللعب

: على كيفج هووووو !!! على كيفج متى ما بغيتي تعرسين ومتى ما بغيتي تطلقيييييين !!!
لعب يهال هوووووووو !!!!
وضيييي
مب قعدتي تنعرين تبينهااااا وما تبين تفارجينهااااا
الظاهر صدق لعب يهاااااال .... وانا مب غببببي
مب غبي ولا اهبلللل
الكلب هذاك تجرأ ويه هني لانج انتي اللي عطيتيه المجاااااال ولا اذكررررج بكلاااامج اخت نااااارة


رغم وجعها من اهانته الواضحة لشرفها وعفتها ..... صرخت بهستيرية تطالب بحق امومتها :
ما بخليهااااا عندك
مب مينووووونة اخلي بنتي عند واحدددد مجررررم
انا كيف نسيت انك كنت في يوم من الأيام تبع عبدالرزاق .... كيففففف !!!
ان ما طلقتني وخليتها عندي بالطيب بششششتكي علييييك
بخبر الشرطة عنك وعن عبدالرزااااق
وعن كلللل شي


ضحك ضحكةً مذهولة ...... متفجرة بالقهر والغضب
ليصرخ باعلى صوته: انتي !!!!!!
انتي تهددينيييي !!!!!! انتي ولااااا شي
ولااااااا شي .... انتي قيمتج بين الناس صفرررررر
وفوق ها تهددينيييييييي !!!
ياليااااهل اقدر امحيييج اذا بغيت بصبع وااااااحد
تسمعييييين

ضرب الباب بيداه ورجله وهو يزمجر:
تسمعييييييننننن !!!

تركها مبتعداً عن الباب والاشتعال يفوح من كل مكان منه
لتنهار ارضاً وهي تمسك جبينها بعينان متسعتان مصدومتان محتقنتان بالدموع



،,



بعــد يومــان



خرج من خيمته الانتخابية وهو يقهقه بـ سعادة
لا يصدق عدد الرجال الذي اخذوا يتصلون به منذ الصباح يعلنون دعمهم الكامل له
رغم ان بعضاً منهم لا تجمعه معهم الا معرفةٌ سطحية !
وها هو الآن يتلقى مكالمة من رجل ذات رتبة عالية في القوات المسلحة يخبره انه مستعد لترشيحه هو وكل أبناء قبيلته وانه كما قال له
"يراه نعم الرجل الذي سيمثلهم في المجلس الوطني"


بعد انتهاءه من الاتصال .. اتصل بـ ربيّع وقام بتوبيخه اذ انه نبّهه مسبقاً انه يجب ان يكون من أوائل الواصلين للخيمة كي يظهر امام الجميع ترابطه المتين بـ ابنه .... لكنه تأخر

كذلك اتصل بـ أخيه حامد واوصاه ان يأتي وابناءه خليفة وهزاع وان يتناسوا الخلافات العائلية قليلاً ويقفوا بجانبه
فهو اليوم وغداً وبعد غد ومستقبلاً .... سيكون من الأوجه البارزة جداً في المجتمع ويجب على جميع أبناء قبيلته الوقوف بجانبه ومساندته
اذا استثنى ابيه الذي لن يستطيع حضور كل الجلسات والإلقاءات بسبب تعبه المستمر
ومنصور أخيه الصغير "والذي لا يراه في الحقيقة اخاً" ..


بعد عشرة دقائق .... دخل المجلس الخاص به ثم جلس في الصدر وكل رجال قبيلته حوله
كذلك اصدقاءه ومعارفه

يسلم على هذا ويجيب على ذلك ويبتسم بحفاوة لآخر

والجميع بلا استثناء كان يسأله عن الشيخ صياح فيرد بحزن مصطنع بأنه مريض ولا يستطيع الحضور لمساندته ومؤازرته

وبينما هو في خضم معمعمة الضيوف والتأكد من ان الجميع قد نالوا الضيافة بالشكل المطلوب

سمع اثنين يتكلمون قربه بـ مساسرة
قال احدهما للثاني: بغينا بوغابش يترشح بس خسارة ما طاع ... يقول ماله في امور المجلس ولا له في سوالف الانتخابات

فـ اجابه الآخر بخيبة: والله صدقك خساااارة ...... بوغابش ريال كفو وصنديد وكان بيروم يحل وايد مشاكل نواجهها بمعرفته ونفوذه

طحن اسنانه شاعراً بغيظه يتصاعد ..... كما تصاعد رغبته الجامحة بالنجاح والوصول لمقاعد المجلس

لـ كَم يكره ذلك العبدالرحمن ... زوج ابنة عمه ! .... ويبغض هالة الاعجاب والتقدير المحيطة به أينما أتى واينما ذهب

لكن لا ..... من اليوم وحتى اجل غير مسمى
وهج الاعجاب والاحترام والنفوذ سـ يُسلّط عليه هو فقط


رفع هاتفه واتصل بـ مدير حملته الانتخابية
ليرفع صوته يريد للرجلان ان يسمعاه ويعلما كم هو شديد القوة والهيمنة

: أبا خيمة اكبر عن هاي الضعفين .... اباها في وسط دارنا يا عمر .... في وادينا بين عربنا وناسنا
وماوصيك بالدعايات والصور والمانشيتات .... أبا الكل يعرف ان شاهين بن صياح فايز فايز بحول الله


لحظات حتى اقترب منه احد أبناء عمومته الكبار وهو يتحزم بـ خنجر آل صياح الشهير

ليهتف له برفعةِ حاجب: شاهين ... وين خنيرك ؟ شقى تنساه اليوم ؟

اللعنة .... لم يكن ينقصه الا هذا الفضولي كي يلاحظ عدم ارتداءه للخنجر على خصره

ليجيبه بنبرة متصنعة: ا ا يا خويه شو اسوي .... داير راسي يمين ويسار نسيت اييبه

: لام الله من لامك .. بس ما شاء الله شغلك تمام التمام وامورك ماشية بالشكل المطلوب

ثم اقترب من شاهين وهو يهتف له بخبث: عاد لا تنسانا اذا فزت يا بوربيّع
نحن هلك .. واولى من الغريب
وانت فاهم عاده شو اقصد

ربت شاهين على كتف الرجل وقال: ابشررررر ابشررررر ما نحتاي توصيه


بعد اربع ساعات .... خرج من الخيمة وهو متهالك الجسد
لكن روحه نابضة بالقوة
بالنشوة

ليت نورة تراه الآن وهو في اوج قوته
اكيد ستندم انها ركلت قلبه قبل ثلاثون سنة
لو انها فقط تراه الآن وهو يكاد يمسك الشمس بيداه ... بالتأكيد ستركع تطلب الحب والرضا منه

اغمض عيناه بعذاب
لمَ خذلته ؟!
لمَ خذلت حبه الطاهر لها

حتى بعد ان فقدت البصر أرادها .... أرادها اكثر من ذي قبل
لكنها دعست عليه وكأنه كلب اجرب


وهو في وسط ذكرياته الحامية .... اتجه بسيارته نحو منزلها .... كـ عادته كلما اشتاق لـ شمِها من بعيد
كـ عادته منذ سنوات كلما تأججت النيران بـ روحه
وكما يفعل دوماً ... توارى بـ سيارته قرب المسجد المجاور لمنزلها ... وبدأ يتأمل الباب المعدني من بعيد



،,



انزلت هاتفها بعد ان هاتفت كل من المها وصنعا أخواتها تخبرهما عما قاله لها منصور منذ ساعة ونصف
رغم صدمتها وصدمة شقيقاته
لكن تعلم انه منصور وكفى .... منصور الذي قرر منذ سنين عزل نفسه بكل أمور حياته عنهم هم يا آل صياح

حتى وان كانت اقرب الناس إليه .... حتى وان كانت اقرب له من شقيقاته من ذات الاب وذات الام
لكن يظل منصور الخاوي الفارغ من المبالاة والمراعاة بمن حوله ... الذي تغيّر 180 درجة بعد فاجعته

تذكرت كلماته المختصرة ... انه متزوج ... منذ سنوات ولديه طفلة
انه عائد بهما بعد يومان .... ولولا محبته الشديدة لها لـ ساواها مع البقية بأن يدخل عليهم بعائلته الصغيرة ويصفعهم بالحقيقة

حزنت كثيراً .. لأجله لا منه .... ألم يكن يعتقد ان احداً من آل صياح ومن ضمنهم هي يستحق ان يفرح بزواجه ؟
ترك الامر سراً سنة وراء سنة لمدة تتجاوز التسع سنوات
تســـــــع سنـــــــــــــــوات يالله !
ليت الامر خفي سنة او سنتان
لا
بل تسع سنوات واكثر !



تنهدت بعمق
وهي تحمد الله انها استطاعت إقناعه ان تخبر شقيقاته على الأقل
اذ انها تؤمن انهن يستحقن المعرفة قبل الجميع
فـ ليس لصنعاء والمها يد بـ اوجاعه وروحه الدامية

رمقت هاتفها من بعيد ... لتذهب نحوه بلهفة ما ان اتتها رسالة سهيل
منذ لقاءها به وهي تتواصل معه بالرسائل
برغبةٍ منه ... رغبة احترمتها جداً حتى تتمكن من رؤيته مرة أخرى
على امل ان تكون المرة القادمة بحضور الجميع اولهم والدها صياح
وبدفاتر آن لها ان تنفتح على مصراعيها

عندما اخبرته انها كانت تنقب مع هزاع عما حصل في الماضي
ذُهلت وهي تتلقى كلماته الهادئة المسيطرة
اخبرها ببساطة انه يعلم
بل انه يعلم كل شيءٍ عنهم

قلقت من هالة البرود والسيطرة المحيطة به
وغرابة
شيء ما بين رسائله توحي بغرابةٍ ما تفوح منه

لكن نفضت رأسها وهي تكرر بداخلها انه سهيل
وسهيل هو سهيل
حتى لو اختلفت شخصيته بمرور السنين والأيام
سيظل ولدها وحبيبها ونجمها

ما ان فتحت رسالته .. حتى ظهرت صورة لتوأمان جميلان
احدهما يميل شعره للبني الفاتح

ومكتوب اسفل الصورة
"آدم ويعقوب"



هل كانت تحتاج تأكيداً منه لتعرف انهما ولداه ؟
بالطبع لا
صاحب الشعر البني وكأنه نسخة مصغرة طبق اصل من احمد عندما كان صغيراً

ربـــــــاه


انهارت على السرير وقلبها يتصاعد بخفقاته الجنونية الى دماغها ثم الى تفكيرها المذهول التائه

كثير هذا ....... كثير علي يالله

يا ويل قلب نورة
كيف ستتحمل كل هذه الوقائع
كيفففففففففففف !!!!


انتفضت مكانها ما ان رن هاتفها لترى اسم نورة يتوهج في مقدمة الشاشة

وضعت يدها على قلبها وهي تذكر الله بخفوت
ثم تنحنحت بصوت خفيض ..... واجابت


نورة: السلام عليكم

ريسة بابتسامة حانية: هلا والله هلا نورة وعليكم السلام

نورة: علومج ريسة ؟

ريسه: الحمدلله حبيبتي ومن صوبج ؟

بعد تردد وجيز .... هتفت نورة بقلبٍ وجل: ريسه .... ريسه يا ختيه قلبي مقبوض ... ماروم اهيع ولا يغمض لي يفن
(اهيع = اهجع والهجع هو نوم الليل)
(يفن = جفن)



اجابت ريسة بارتباك وهي تعتقد ان الموضوع يخص سهيل: بسم الله عليج يا ختيه ... جي من شو ؟؟

نورة بـ صوت متهدج: ماعرف ... فوادي تعبان .. تـ تعبان .... تعالي اقري عليّه

نهضت ريسة بسرعة وقالت: يلا مسافة الدرب ويايتنج


بعد ساعتين ... كانت تساعدها على الجلوس بعد ان عملت لها مساج في رأسها وقرأت عليها الرقية الشرعية

ثم جلست قربها وهي تهتف بعتاب: يبالج مستشفى يا نورة
لا تعاندين وامشي ويايه باجر اوديج

ارخت نورة رأسها على الاريكة وقالت بعد ان خف صداع رأسها بعض الشيء: ما فيه شي يا ريسه لا توسوسين

ريسه بحنق: اوسوس ؟ عنبوه يا نورة تتحريني ما اعرفج ؟
الا اعرفج اكثر عن روحج .... تتويعين الموت ولا تبين تتشكين لـ حد
يختي ما نباج تتشكين لكن خلينا نساعدج

ربتت على رجل ريسه تطمئنها ... ثم قالت: ما فيّه الا كل خير
خبريني انتي .... علومج شو دنياج ؟


لو ان نورة ترى
لـ رأت التوتر البادي على وجه ريسه
توتر سيطرت عليه بمهارة وهي تقول بـ نبرة عادية: الحمدلله من الله بخير
وابويه صياح بخير

اشاحت بيدها وهي تكمل ساخرة: ادريبج ما بتتخبرين عنه بس انا اقولج انه بخير

ابتسمت نورة ابتسامة هادئة ... بسيطة ... لا تشوبها سخرية من نوع ما
اذ انها تعلم كم ريسه عانت نفسياً وروحياً بما فعله والدها في الماضي
ولا تريد اذاقتها المزيد

قالت ريسه وهي تتأمل الأثاث الجديد حولها: ما شاء الله غيرتي الكنبات

: هي ... حورية اختارتلي هالنوع من الأثاث عسب أكون مرتاحة اكثر في يلستي

تنهدت ريسه بخفة وقالت: يزاها الله خير هالحورية ما في منها

نورة: صدقتي .. توفقت بها الحمدلله .. بنت حلال

ريسه: نورة نسيت اقولج .. اخت حرمة بوسبيت توفت الله يرحمها
تخاويني العزا ؟؟


تذكرت نورة اخت زوجة احد جيرانهم القدامى في البلدة القديمة
في وادي أبو الجن
يالله
منذ متى لم تر ذلك الوادي !!


آآآآه
تتذكر جيداً كيف كانت آخر المغادرين للبلدة بعد فجيعتها بعد رحيل الشيخ صياح وابناءه
اعتقدت انها ستتحمل المكوث ورائحة قبره تصلها
اعتقدت انها ستكون قوية كفاية حد انها تستطيع العيش في المكان الذي طعنت فيه
تذكرت توسلات ريسة ان تختار العاصمة للعيش فيها بدل الشارقة او دبي
تذكرت كيف ان الاخيرة بكت وهي تترجاها التعاطف مع مصابها
هي "ريسه" اصيبت في مقتل لفقد سهيل
فلم ترغب بأن تصاب ايضاً بفقدها امه ... والتي دوماً كانت لها الاخت والسند

بعد اشهر من الاتصالات والتوسلات .. قبلت نورة اختيار العاصمة للعيش فيها لكن في منطقة بعيدة عن منطقة آل صياح

وارتضت ريسه بل وفرحت فرحاً شديداً
ولولا خوفها من الله وخوفها على سمعتها كونها الابنة الكبرى للشيخ صياح
لتركت كل شيء خلفها ..... وذهبت للعيش مع نورة


إحساسٌ قوي سيّرها وهي تجيب بـ اجابةٍ لم تتوقعها ريسة وحتى هي نفسها:
الله يرحمها ... هي بخاويج






نهـــاية الفصـــل الثـــاني والعشـــرون

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 24-09-20, 10:40 PM   المشاركة رقم: 435
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 21

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 5 والزوار 17)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏ثرثرة حنين, ‏فيتامين سي, ‏ذاكرة الجسد, ‏نور بلادي


هلاااااااااااااااااااا

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لولوه بنت عبدالله, قصص من وحي الأعضاء, كما رحيل سهيل
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:21 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية