لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-20, 10:07 AM   المشاركة رقم: 296
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الخامس

 





(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



الفصــل الســادس عشـــر




اسبوع مضى على الحادثة
اسبوع وهي بين امواج ثائرة من افكارٍ لا قبل لها ولا بعد

اجل
علمت ان غابش مصاب بمرضٍ في قلبه

واجل
كانت الوحيدة التي تقف خلف باب غرفة العمليات بينما كان هو بالداخل تحت ايادي الجراحين
والحمدلله انتهت عملية القسطرة بنجاح

مشاعر غريبة اجتاحتها الفترة الماضية
كانت كـ من عاش حياته كله متجاهلاً كل انواع المشاعر من اهتمام وربكة وحيرة وخوف من المجهول
وفجأة يقع في بئر مظلم لا يعرف له قاع ولا ماء

منذ ان فقدت سهيل وهي أقسمت الا تدع لأحد الفرصة ان يظهر جانب الضعف فيها
لكن ... والآن .... وهي بهذه الوقفة المتوترة
والمشتتة
لا تستطيع إلا تذكر " قلب حرابة الصغير المرتعد ليلة رحيل سهيل "


تساءلت على مدار اسبوع كامل
هل خالها أبا غابش وزوجته يعلمان بـ مرض ابنهما !
ام لم يخبرهما !!
أتراه هو نفسه لا يعلم بما فيه !!
لا
لا تعتقد هذا ... لكن منذ متى !!
هل قبل حادثته التي تسببت بـ خلله العقلي !
ام بعدها !!

شيء ما يخبرها ان اعلام احد بـ موضوع عملية قسطرة غابش ليس بالأمر الصائب الان
يجب ان تتريث حتى يفيق من اثر المخدر

بعد ساعتين ... اذن الطبيب لها بالدخول الى غابش والاطمئنان عليه

دخلت ... بقلب ممتلىء بالمشاعر المتضاربة ... مشاعر لا تستطيع الا ان تسميها "بالمزعجة"
العجز هو شيء مزعج لها ... مزعج جداً ولا تطيقه !

وهي تدخل الغرفة ... كرهت هذا الشعور الذي يخبرها انها الان مسؤولة امام الله عن زوجها المريض

ما بك يا حرابة !!
تعلمين مسبقاً بتبعات هذا الزواج الغريب ... تعلمين انكِ ستواجهين بعض المصاعب والمواقف التي تتطلب صبراً ..
لم التردد والحيرة الآن !!
كوني كما يعهدك الجميع
كوني الحربة التي تطعن بلا هوان انياب الضعف !!

وقفت امامه لتتأمل اخيراً وجهه الساكن وذراعه الملتفة من اثر عملية القسطرة
ولتتأمل الأجهزة النابضة بشكل مزعج حوله
اخذت نفساً عميقاً صامتاً
وجلست قربه
كان نائماً ..... ولا تعرف في الحقيقة هل هو نوم عادي او بسبب التخدير !

رغم هذا آثرت الصمت
بعد دقائق .... سعل غابش بقوة لتخرج آه مؤلمة ..... وعلمت حرابة انه شعر بالالم في مكان العملية بسبب سعاله القوي

وقفت قرب ... وهمست: غابش

فتح عيناه ببطئ ...... ليراها امامه .... لكنه لم ينبس ببنت شفه

فقط قال بصوت متحشرج: مـ ماي

: تبا ماي !!!

هز رأسه بوهن .... قبل ان تسرع بخطواتها العملية العسكرية نحو الخارج لتطلب من الممرضة المجيء

سألتها بالانجليزية عندما اقبلت عليها: لو سمحتي ... هل يستطيع زوجي شرب القليل من الماء ؟

قالت الممرضة بمهنية: اجل لكن القليل فقط وببطئ سيدتي

: حسناً

عادت الى غابش وهي تمسك كوباً من الماء .... لتقترب منه بخفة قبل ان تُرفع رأسه بحذر وتساعده على الشرب
بعدها .. اغلق عيناه وارتخت اجفانه من جديد

تنهدت بصمت .. وقررت الاتصال بأمها عفراء ثم امها ريسة للإطمئنان عليهم ... ولتطمأنهم عن حالها ..
كذلك اتصلت بخالها ... الذي سألها عن غابش اذ ان الاخير انقطع عن التواصل مع الجميع منذ اسبوع

وبررت لـ خالها الموضوع وفقاً لما رأته مناسباً الآن .. الا وهو ان غابش انشغل مع امور عمله بمساعدة سكرتيره الخاص ..
فاقتنع الاب واوصاها بالتحلي بالصبر مع ابنه

وهي تتحلاه الآن .. أليس كذلك !!

اغلقت الهاتف .. وهي تفكر .. لم لم تخبر خالها على الاقل اذ ان صحة غابش ما زالت غير مستقرة ... ولا تعرف في الحقيقة كيف ستتدبر امرها اذ ظلت صامتة هكذا !

حدّقت به بشرود ... قبل ان يتحفز جسدها ما ان هتف بعينان مغلقتان: امايه

اقتربت منه وقالت بهدوء: امك بخير ... من شوي رمست خالي عبدالرحمن والجميع ... كلهم بخير الحمدلله
خبرني .... انت شو تحس الحينه ؟

هتف بعد ابتلع ريقه الجاف بصعوبة: احم .... الحمدلله

بعفوية ... وضعت يدها على جبينه وهي تسأله بعقدة حاجبين: غابش ... انت تعرف انك تعبان في قلبك ؟

اشاح وجهه بإرهاق ..... وقال: هي

استشعرت فوراً غرابة تصرفاته ... كان متباعداً .... وجامداً ... استغربت لكنها اوعزت تصرفاته كونه ما زال متعباً ..... بحق الله هو منذ ساعتين فقط قد خرج من غرفة العمليات !

فـ قالت مختصرة الحديث وهي تجهل كيف تخفف عنه: بيي الدكتور عقب شوي وبيرمسك

قال فجأة يطلب منها حضور سكرتيره الخاص: ابا راشد .. الحينه

تنحنحت حرجة معتقدةً انه يرغب بـ استخدام الحمام .. فقالت مستفهمة بتردد: اذا تبا الحمام اقدر اساعـ...

: لا ... ابا راشد .. ابا ارمسه في حايه

رفعا حاجباً من فظاظته ... لكنها قالت باقتضاب: زين

اتصلت بـ راشد .. الذي اتى بسرعة ومن غير تردد لرئيسه ... طالباً من حرابة بلهجة شديدة التهذيب ان تتركهما قليلاً ... فهزت كتفيها بلا مبالاة وخرجت

في الحقيقة ... ارادت الاختلاء بنفسها ... وقدوم راشد الى غابش كان لها ما ارادت

بعد نصف ساعة .. خرجت من السيارة بعد ان اشرت للسائق ان يظل محله ولا يخرج لفتح الباب لها

هل قال له احدهم انها تحمل مسمى .... "دوقة" .... في الجواز !

شخرت بسخرية ودخلت المنزل تشتم الحال الذي هي فيه

هي لا تليق بها حياة مزخرفة مترفة كهذه
هي للقسوة
للخشونة
لـ "المرمطة"
للميادين .. للأسلحة .. ولمواجهة العدو ..

تنهدت وهي تتذكر للمرة الالف انه قرارها ... موافقتها على الزواج من غابش كان منها وحدها ولم يجبرها عليه احد !

نزعت عن رأسها غطاء شعرها ذو اللون العشبي ... ورمته على اقرب كرسي

وقفت امام المرأة وهي تحدق بوجهها الخالي من اي مواد تجميلية
ولأول مرة
تسأل نفسها
هل تملك جمالاً من أي نوع ؟

تذكرت ماذا حصل ليلة ان اجبرها ان تنام بقربه بعد تهديده الاخرق انه سيتصل بأبيه ويخبره بأفعالها به ..

لم يفعل اي شيء خارج رغبتها .. لكن ليلتها اشعرها بأحاسيس لم تعهدها يوماً .... بالنسبة لقلبها الجاف الصحراوي !

كان لطيفاً جداً ... فما ان جلست بجانبه حتى اقترب منها ووضع رأسه على فخذها ..
ذهلت وجزعت
ليس بالامر الهين كسر حصونها
لكن هذا الرجل يحاول .... ومن غير تردد او خوف !

تتذكر جداً حينها كيف همس ... وقال بصوت ناعس كسول: ما توقعت حرمتيه بتكون غاوية جي

تنهد بشكل درامي واكمل محادثاً نفسه بابتسامة بلهاء: شكراً امايه .. ذوقج وايد حلووووو

عادت للواقع .. وهي تتراجع للخلف وتكشّر وجهها بحرج منفعل

امسكت بـ وردة اصطناعية صغيرة كانت على المنضدة ... ورمتها بخشونة على انعكاس وجهها في المرآة .... وهي تهدر من بين اسنانها: جب حرابة ... جب

التفتت وهي تقطع الارض الرخامية بغضب وانفعال

لا لا
يجب ان تعود الى البلاد ومزاولة عملها من جديد .... وإلّاااااااا !



،,



ابوظبي – مساءاً



تجلس قربه في السيارة ... وهي تتعوذ من الشيطان بخفوت بعد موجة بكاء شديدة
الراقد في المستشفى جدها الغالي .. جدها الحبيب يالله
مالذي حل بك يا صياح لتسقط من جبالك
أي فاجعةٍ اسقطتك وانت الذي لم تسقط هكذا من قبل !

فتح لها قنينة من الماء وساعدها على الشرب .. ثم هتف بهمسٍ حبيب: بالعافية فديتج

تنحنحت بـ إعياء من اثر البكاء وهمست: الله يعافيك

ليحتقن وجهها حرجاً وهي ترى كم تبلل ثوبه من دموعها المنهمرة: سـ سوري خيّست كندورتك هزاع

ليقول بحب شغوف: يتوضون به يالغلا
(يقصد ان من شدة طهارة دموعها يتوضأ بها الناس)


ابتسمت بخجل وعيناها الحمراوتان تثيران فيه اشد العواطف ... اشد الاشواق ... واللهفات

ليقترب منها ويسرق قبلة قوية من ثغرها المرتوي

إلهي ... منذ ان اصبحا معاً وهو لا يتوانى عن اظهار شغفه المشتعل بها
شغف .. وحب .. ورغبة .. واهتمام .. واحتواء يصل للسماء ويرتطم بحنية قاع الارض ..

يخجلها .. يربكها .. خاصةً وهو يتلذذ في اظهار حبه في اي وقت وفي أي مكان يعطيهم الخصوصية

عندما ارتوى .... واملئ معدته بشرابها المُسكر

تراجع وقال بهمس مثقل بالمشاعر: نرجع بيتنا ؟

: هـ هي .. بس

هزاع من بين نظراته الحارة: بس شو حبي ؟

مديه بتردد: اليهال

هزاع بحاجب مرفوع: اعرف شو بتطلبين مني .... بتقوليلي خلهم الليلة يباتون عند امهم

اطبقت شفتيها على بعضهما وهي تهمس بحرج: لهالدرجة افكاري مفضوحة !!

اومئ بابتسامة كسولة ليقول: اعرفج ... واعرف شكثر تحاتين اليهال

مديه بألم: ماباك تحرمهم من امهم يا بوعبدالله ... على الأقل ساعدني اخفف شعور اللوم اللي فيّه

قلب عيناه يرد عليها بغيظ: ردينا على هالطاري !!

مديه: لا ما ردينا ... بس حاول تتفهم شو اللي امر فيه هزاع الله يخليك

تنهد بسرعة .... ثم قال بعصبية خفيفة: لا تخافين ما بحرمهم من امهم .. صح انها اصدمتني بحقارتها واخلاقها الشينة بس اتم امهم ... بحاول اسوي تسوية معاها خلاف ان شاء الله ..
بس مب الحينه ... اصبري عليّه شوي بعدني معصب من اللي سوته

خفق قلبها سعادة ...... وحباً
ومن ذا الذي لا يحب هزاع ..... بقلبه الحي .. العامر بالعطف والحنان !
لطالما احبته ... لطالما رأت فيه النسخة الصغيرة من شخصية اخيها سهيل
لطالما احبت تأمله .... تأمله وتذكر وجوه الاحباب الراحلين فيه
اخذ منه بعضاً من ملامح وجهه .... واغلب صفاته الجميلة ..

رفعت كفها لتلمس ذقنه الرجولي بـ رقة وقالت: يزاك الله خير

ارتعد قلبه جذلاً ... يحب ان يرى كم أصبحت لينة بسيطة معه في الاحاديث والحركات واللمسات ... يحب كم أصبحت لا تخاف التقرب منه ولا ترتعد كما في السابق من مجرد الجلوس قربه
ليُغرق وجهه اكثر في يدها .... كـ صغير قط السيامي وهو يختبئ بصدر امه الرحب


بعد ثوانٍ ... توكل على الله بصوت مرتفع وحرك سيارته يتجهان الى العاصمة ابوظبي


في الطريق حل الصمت على الاثنان

لتكسر هي ظلمة الليل بصمته المدغدغ ... بأن قالت برقة: شاركني افكارك

طرق على مقود السيارة ... وقال بنظرة معتمة: تبين الصدق ولا ولد عمه ؟

اجابت مديه بتفكه: مابا ولد عمه ... عندي ولد عمي انا

مط انفها بلطف مشاكس وقال بصوت متسلط: وريلج

: هههههههه زين قول يا ريلي اسمعك

قال بعد تردد: سهيل

تراجعت بوجه ممتقع ..... لتقول مرعوبة: شبلاه ؟

أعطاها نظرة خاطفة وقال: افكر باللي قلتيه لي ذيج الليلة

مديه بنظرة مؤلمة منكسرة: هـ هزاع انسى .. انسى ... كانت خرابيط ووو...

هزاع بثقة: لا ما بنسى ... ومب خرابيط .... كنتي كبيرة وفاهمة وعارفة اني شو تشوفين

حكت جبينها بيد مرتعشة: هزاع الله يخليك لا تذكرني

هزاع بجدية حازمة: مسك ... انتي متخيلة ان سهيل يمكن يكون صدق حي ! ... والله وحده العالم شو حاله الحين ..!!
ليش ما رمستي ؟ ليش ما قلتي حق حد ؟ على الأقل تقولين حق امه اوحق عموه ريسة

هتفت بكفين منتفضتين .... بساقين هلاميتين ... ليلة الفقد تلك كانت عظيمة في قلبها ولم تنساها ابداً في حياتها:
خفت ... خفت يا هزاع والله خفت ... ليلتها ... ا ا .... ليلتها طلعت من البيت اربع ادور امايه ريسه وخالوه نورة
ما دريت اني بشهد على شي بيتم جاثم في صدريه سنين

صمتت قليلاً وهي تبلع ريقها ..... ثم اكملت مستعيدةً شريط الذكريات المظلمة:
هاك اليوم ما شفت ويهه .. شفت جسم ملفوف بخيشة .... و سمعت صوت الحرمة الأجنبية وهي تزاعق على الولد اللي وياها وتقوله يلا خل نشله ونشرد قبل لا يشوفونا .... عقب رديت البيت اربَع من الخوف .... وبعد ساعة يت امي ريسه منهارة وتير خالوه نورة مغمى عليها وخبرونا ان سهيل مات
بعدها بساعتين يونا الرياييل وهم ملثمين وقالولنا انهم نفذوا القصاص على سهيل ..
سألت روحي بالايام والاسابيع ... شو السالفة ؟
منو الصادق منو الجاذب
هم الصادقين وعيني تجذب !
ولا عيني الصادقة وهم الجذابين !!!
اذا سهيل حي وشرد ... منو اللي تنفذ عليه حكم الموت عيل !!
منو المدفون في قبره !
افكاري ودّت بي يا هزاع ويابتني من غير فايده عسب جي قررت اسكت وما ارد أتذكر اللي شفته
خصوصا اني اذا رمست يمكن هل الدم يعرفون وتصير مشكلة اكبر ويردون يطالبون بـ راس سهيل

هزت رأسه برفض واكملت بحسرة: لاني يا هزاع .. عمري ما بصدق ان اخويه جاتل او مجرم .... ابداً
هذا اخويه اللي عشت وياه سنين
كيف سهيل يجتل ! مستحيل .... عسب جي سكت
وسكت السر في فوادي عمر

قطب حاجبيه بـ ألم على حال ابنه عمه الذي لم يعرفه كثيراً في الحقيقة
لحظات حتى قال بتذكّر ... وكأنه يحاول ربط حبال وهمية ببعضها: انزين الحرمة هاذيج ... شفتيها ؟ شفتي ويهها ؟

: ماذكر ويهها صراحة مع ان ليت موترهم كان ساطع عليها .. بس من رمستها يبان انها اجنبية .. عربيتها مكسرة

هزاع ونظرته على الشارع امامه: والولد اللي وياها ؟

مديه: حتى الولد ما شفته .. كان معطني ظهره

هزاع: وسهيل ... سهيل كيف كان ؟

تراخت تعابيرها ألماً وعذاباً: هذا اذا صدق اللي كان طايح هو سهيل ..

: كيف كان انزين ؟؟؟ قوليلي بالتفصيل

مديه بقلب ينبض بالوجع: طايح .. واغلب جسمه كان مغطى بالخيش .. تراوالي بس شفت راسه من على ينب لانه كان تقريباً طايح عند ضو الموتر وسيده حزتها ضرب فوادي ويع وقلت هذا سهيل ... هذا اخويه اللي طايح

عدلت جلستها عندما تذكرت امراً مهماً لتقول بصوت مختنق انما قوي: بس .. بس اذكر شي .... اذكر وهي تحركه ... في حد دق عليها
ويوم ردت قالتله معاك ريكا ... وان ما خاب ظني يا هزاع شكلها انجليزية او من نمونتهم

عقد حاجبيه مستغرباً: ريكا !

هز رأسه يجهل صاحبة الاسم ..... فهتف متسائلاً: مسكه نحن عمرنا ما شفنا انجليز في دارنا الجديمة .. اغلب الاجانب هنود وبنغاليّه وعيم
(عيم = عجم)


قالت ام المسك بثقة رغم صوتها المبحوح من اثر إنهاكها العاطفي: امبلى هزاع ... يت فترة اول كانوا حريم الشيوخ اييبون روسيات وهولنديات يعدلونهن ويزينونهن .. عقب عاده انتشرت هالفئة في البلاد وتوزعن يمين وشمال

تنهدت بمرارة وهي تهمس مردفة: يالله يا هزاع ... ذكرتني بأمور جدييييييمة

تحفز هزاع بنظرة تبرق بالعزم: اذا سهيل حي ... ما تبينا نشوفه ! ما تبين خالوه نورة تعرف ! ما تبين عموه ريسه تشوفه !
ما تبيني اسعى اشوف وين هو الحينه ... ووين داره وشو يسوي ؟؟؟



خفق قلبها .... يااااااااه ......
هل هناك نطفة امل ان يكون سهيل حياً ويلتقون به الآن !


حرّك فكه بتردد .... ثم قال بنظرة احتدت: في شي صار ما قلتلج عنه

مديه بتحفز: شو ؟

قال هزاع محذراً: بس ماباج تقولين حق حد

هتفت بـ ثقة بالغة: في بير

واخذ يسرد لها قصته مع ذلك الشاب الذي قدم المساعدة له عندما قرر مروان الغدر به !

شهقت مرعوبة: مروان طرش رياييل يضربووونك !!!! لـ ... ليش ما قلتلي !!!!

امسك يدها بقوة وقال ... بنظرة مشتعلة من الغيرة: لا تذكرين اسمه .... يزول في ستين داهية .... وخلينا منه الحينه أبا اركز في موضوع سهيل

اكمل وهو يحدق حوله بتفكير وتحليل: مسكه .... انتي اكثر العارفين ان محد في الكون عنده مثل هالخنير غيرنا نحن يا عيال صياح
وكل ريال عنده الخنير الخاص فيه
اللي فازعني في الظرابة من وين يابه !!!

وضعت يدها على فمها وهي تربط الأمور ببعضها: تقصد ان الخنير .... مال سهييييل !!

: عيل بيكون مال منو خبريني !!! ..... حتى اللي يتوفون من جماعتنا
يورثون خنايرهم لعيال عيالهم .. ما في مجال حق واحد غريب يمتلك خنير يخصنااا

قالت وهي تحاول استنتاج بعض الامور: يمكن مسرووق ...!

: ترى قلتها انا اول ... بس لا ... الريال ما يعطي ابد هيئة حرامي ... شفته وشفت نظرة الشهامة والثقة في عينه ... الريال انعطى له الخنير عطية ..

عدلت مديه جلستها وهي تنظر للشارع امامها وتحاول جاهدة وبذهول جمع الأمور بعقلها ... لكن لا فائدة !



،,



كان عليها رؤيته
كان عليها ان تتأكد انه لم يمت .... انه لن يموت قبل ان يسكب الله على قلبها المحطم زمزم الانتقام
في الدنيا قبل الآخرة
كان عليها رؤيته حتى وهي لا تبصر ... بصيرتها اشد واعتى

اخذت أرضية المشفى الضخم تردد صدى خطواتها الثقيلة بعصاتها
تمشي قرب خادمتها التي تعدل كل دقيقة عباءة رأسها من فوق ومن تحت كي لا تتعثر

لم تكن نورة كبيرة في السن ... هي اصغر من ريسه بأربع او خمس سنوات
لكن فواجع الدنيا اهلكتها
قسمت ظهرها وجعلتها اكبر من عمرها 20 سنة !

لحظات حتى وقفت امام غرفته .... حركت البرقع قليلاً على انفها بحركة عفوية ونظرة جامدة
ثم دخلت .. بعد ان اشرت بصمت للخادمة ان تظل مكانها

قالت الخادمة بقلق: ماما انا خوف عليج .. يمكن ما تعرفين تمشيـ..

: خلج مكانج حورية ..

ثم دخلت بسكون ... في وقتٍ تيقنت فيه ان الجميع قد رحلوا
لا تريد رؤية احد من آل صياح
عدا كبيرهم فقط


وقفت امامه ..... ورياح وادي ابوالجن يلفحهما ..... رياح شديدة في ليلة غاب عنها القمر

تعلم ببصيرتها كم عدد الانابيب المحيطة حوله !

صوت جهاز القلب يثير ضيقة الصدر حد اللامعقول بالناس
لكنها هي ليست الناس
هي نورة
لكَم هي تتلذذ الآن بما تسمعه وتتلمسه بحواسها المتيقظة

هتفت بصوت قوي انما هادئ: صياح


لم يجبها غير الفراغ التام ... وفحيح الصمت !

أكملت بجمود: ادريبك تسمعني ... ادريبك تشوفني شرات ما اشوفك الحينه ..
بشو تفكر الحينه .......... قولي ؟

حركت رأسها بسخرية علقمية ...... واردفت متسائلة: ليش ما ترد عليه ياااا ... عمي ؟!
قالولي طحت هناك ... عند الوادي .............. ليش طحت ؟؟

طرقت بعصاها الأرض واكملت بذات صوتها الجامد الجاف: ماباك اطيح الحينه يالغالي

شيئاً فشيئاً ....... تجمّرت مقلتيها لتكمل بـ خفوت فيه من الجنون الشديد ... الغريب:
ماباك اطيح الحينه ...... توه الناس
العمر بعده جدامك ..... عذاب الله بعده بيتمرغ فيك وبين ضلوعك
بعدني ما شفيت غليلي منك يا عمي ..... تبا تموت وتخليني اتلوى بحسرتي ؟!
حشى والله ما كااااان

اقتربت .. واقتربت .. حتى استطاعت لمس كفه الساكنة بطرف ساقها
ثم امسكت كفه بأصابع تحاول معرفة طريقها الصحيح ... وقالت: هاي ايدك اللي امرت باشارة منها تذبح ولديه ؟؟؟
آآآآآه يا صياح


شعرت فجأة بصداع حول عينيها ... فغضنت جبينها بألم وصبرت ... صبرت حتى خف شيئاً فـ شيئاً ... لتزفر بقوة ...... وتبتسم بإرهاق ملؤه الشر

وقالت تؤشر على عيناها: عمي ... تعرف كيف فقدت عيني اليمين ومن بعدها اليسار ؟؟

قهقهت بخفة واكملت: يوم شفتكم تعقون ولديه في التنور .... طحت على الأرض ... واضربت عيني حجر قد كف اليد .... يومها ما افتكرت بعيني
لاني فقدت الروح

حركت يدها بلا مبالاة توجع ... توجع جداً لمن لديه قلباً

واردفت بقلب الثكالى المحترق: التهبت عليه من كثر الصياح والصراخ وحرقة الفواد ... طنشت ... تجاهلت

هزت رأسها بقوة وهي تهتف من بين اسنانها: مو عين اللي تخليني ادس لوعتي على سهيل ...
وتدممت منها .. دم ورا دم ورا دم ..... وطنشت ... ما رحت الدختور ولا خليت حد يجيسني ...... يلين يابتلي ريسه دختورة اجيك عليّه وانا مغمى عليّه من الصراخ والولولة ....... بس بعد شو ؟؟ بعد ما انعطبت وما عدت اشوف منها
مرت السنين ... وخف النظر في عيني اليسار

لتكمل وكأنها تساسره كطفل: بقولك سر محد يعرفه يا صياح .... انا اشوف من اليسار شوي

أصدرت صوتاً غير مهتم من حنجرتها واكملت: ما اشوف ويوه الناس زين ما زين
بس اشوف خيالاتهم وهم يتحركون يمين ويسار ... صور كلها ضباب في ضباب
بس ها لا تقول حق حد ... خصوصا ريسه ... عسب ما توديني الدختور ويعالجني
مابا حد يعالج عيني .... انا علتي في القلب
مو العين يا عمي صياح


قالت بنبرة ميتة وكأنه يقف امامها ويستمع: تستغرب اناديك عمي صح ؟
انا تربيت على ايدك ... ما عرفت ابويه الله يرحمه كثر ما عرفتك ... فلا تستعيب
(لا تستعيب = لا تستعجب)


أكملت وكأنها تبصق رماد روحها بصقاً: اليتيمة اللي ربيتها ما تنسى الجميل ولا تغدر .. انا ما اطعن صدر اليتيم واجتله ثم امشي في الدنيا وجنه ما من شي صار ... لا ....
انا مفوضة امري للي اكبر مني ومنك .... هو بيجازيني على الصبر والتعب وكسرة الظهر والروح

قربت اذنها منه وتكمل بابتسامة عين حاقدة .... ترتعش غلاً وغليلاً: عمي صياح تسمعني


صدر صوت عالي من جهاز القلب
فتراجعت متشككة ....... خافت ان امراً جللاً سيحل بالراقد بين الحياة والموت

فـ صرخت بتحشرج وهي تمسك يده بقوة: بتمووت !!!
بتمووت يا صياح قبل لا تتعذب !!
لا .. لااا ..... نش ... نشششش
نش وواجهني
15 سنة سكت عنك ولا تكلمت
15 سنة وقبلها سنين ساكتة
سكت قبل عشان ولديه ... وسكت بعد موته عشان محد يرمس عنا وينهش في لحمنا ... ينهش لحمي انا بالذاااات
بس الحينه لا .. لااااا
ويا ويل من يسكتني
نش صياااااح
لازم تعرف .. لازم تعرف المصااااايب اللي اندست عنك



لم يجبها ... فاشتد جنونها ..... وتزاحمت الصور المقيتة على عيناها الميتتان
صور احمد .... سهيل ..... وووووو شاهين !


رفعت عصاها وضربت به جانب السرير الطبي والذي كان من المعدن القوي
فصدر صوتاً عالياً ... لتهدر بهستيرية:
لازم تعرف عن ولدك ..... عن احمممممد
ولدك احمممد اللي خسر كل شي في دنياه قبل ما يمووووت ويتعفننننن
ولدك اللي جذب عليّه وعلى الكل انه الريال الصالح المؤمن التقي
ولدددك اللي......

اشتد صوت جهاز القلب اكثر فـ اكثر لتدخل الممرضة المناوبة فجأة للغرفة: مدام مالذي يحصل هنا ؟!

لتدخل بعدها حورية مرتبكة ظناً منها ان مكروهاً حصل لـ نورة: ماما شو في ؟

هتفت الممرضة بمهنية شديدة: المعذرة مدام .. يجب علي استدعاء الطبيب .. انتظري في الخارج ارجوكِ

: مات !!!

وضعت حورية يدها على صدرها وهتفت بعربيتها المكسرة: بسم الله الرحمن الرحيم .. لا ماما ان شاء الله ما في موت
يلا يلا تعالي ماما .. تعالي حبيبتي



لم يمت ... لم يمت صياح
حسناً .... هذا جيد
فليرزقك الله بمزيد من الأيام
كي نتواجه فيما بعد
وتنال ما قسمه الله لك !


وخرجت من الغرفة مع خادمتها
مخلفةً ورائها قلباً سمع كل ما قالته !
وحتى الذي لم تقله .... قد وصله بكامل حقيقته المريعة !



،’



خارج المشفى الكبير



تسير قرب خادمتها نحو مواقف السيارات
وكلها يرتعش من تلك المواجهة ... مواجهة طال انتظارها ... لكنها لم تكتمل !

دقيقة حتى توقفت خطواتها على منادٍ ينادي من خلفها: نورة

كان اهون على قلبها مواجهة من امر بقتل ابنها حرقاً .... من ان تواجه من خطط بكل سفالة وغدر لكل ما حصل قبل سنين !

لا ..... لا

ان كانت قد دعت على صياح مرة ..... فـ هي سبق ودعت على هذا الرجل آلاف المرات

منذ ان اتى بعد وفاة احمد وقذف عليها الحقيقة المشينة !

لم تلتفت ... ليس فقط كرهاً له ... بل لتعلمه حتى الممات ... انها ابداً لن تتنازل وتحرك شبراً منها لأجله
لا برفعة رأس .... ولا بالتفاتة ظهر !
ذليل بائس منذ ان عرفته .... وسيموت بذله وعاره وحقارته !



ماضٍ يتحدث



خرجت إليه متلحفةً بالسواد ... ووجهها ما يزال يحتفظ ببقايا بكاءها المفجع على رحيل زوجها جرّاء حادث سيارة
ولو ان احد الصبية لم يعلمها ان شاهين يريد التحدث معها وهو الآن يقف في الخارج ... لما تعدت باب غرفتها

في الخارج .... فتحت الباب المعدني قليلاً كي تسمعه متجنبةً إظهار وجهها وجسدها
وقالت بصوت متحشرج: مرحبا يا بوربيع .. آمرني شو بغيت ؟

ابتلع ريقه محاولاً السيطرة على تخبط روحه العاتي .. فما سيقوله الآن يتطلب منه كل الثبات والحزم: ما يأمر عليج عدو يا نورة .. ا ا....

غطت جانب وجهها بحركة عفوية وهي تقول بصرامة: قول يا بن صياح اسمعك

قال شاهين بعد ان ابتلع ريقه الجاف: انتي روحج الحينه ؟

عقدت حاجبيها مستغربة وقالت: هي ليش شو السالفة ؟

اخذ نفساً حاداً ثم قال: نورة ...... نورة ..... انتي ...... انتي لازم ما تعتدين على احمد

اتسعت عيناها بصدمة واستنكار: شوووووو !!! شو تقول انت ... شو تخربط !!!

التفت حوله بتوتر وقال مهدئاً إياها: اهدي اهدي واسمعيني .... صدقيني كلامي مب يايبنه من مخباي ... ا ا ا.....

يرتعد ولا يكاد يفقه ما عليه فعله كي يسيطر على نفسه ... لكن يجب ان يقولها

صاحت نورة بذات غضبها: لا لا انت شكلك تخبلت ... احمد الله يرحمه ريلي ولزوم العدة عليه .... وهذا كلام الدين مو كلامي

هتف شاهين من بين اسنانه: نورة ... يا نورة اسمعيني شوي ولا تاخذج العصبية ..... يا نورة ..... احمد ....... احمد كان ......

نورة بعصبية بالغة: كان شووووو !!!!! شبلاااااك يا بوربيع تعق خيط وخييييط !!!

مسح العرق المتصبب من جبينه بكُم ثوبه ... وهدر بانفعال/قهر بالغان: ما كاااان مسلمممممممم

ضربت رأسها بشهقة حادة ...... لتهتف بفاجعة: ول ول ول ول اعوووذ بالله من غضب الله ..... انت تخبلت يا ريااااال ؟؟؟؟؟ استينّييييييت ؟؟؟؟

احمد الله يرحمه سار الحي مرتين يالظااااالم ... ما تخاف الله تقول جي عن اخووووك الله يرحمه
(الحي = الحج)


حاولت إغلاق الباب بوجهه وهي تغمغم بذهول مقهور: حسبي الله علييييك .... انا قلت من زمان هالرياااال فيه وشّه في مخه ما دريت انه مينون رسمي ... عووووذ بالله

وضع قدمه يوقفها ويقول بقسوة بالغة وهو الذي كان يريد وضع بعض الحنية والمراعاة في حديثه لأجلها:
احمد ارتد .... ارتد عن الدين ... مات على غير ملتنا .... مات وهو كااااااافر يا نورة ..... وهالشي حصل من سنة
يعني .... يعني انتي كنتي محرّمة عليه من سنة كاملة .... بس ... بس ما قااااااااال

صرخت به بهيجان وثوران: انت شو تقووووول يالجذااااااب !!!!! يالمينووووووون شو تقووووووووول !!!!

شاهين بانفعال: ادريبج ما بتصدقيني عسب جي يبت الدليل ويااااايه

نورة: زوووووول لا دليل ولا داهييية اللي توديييك ولا تييبك يالخبلللل

فتح الباب قليلاً بقدمه ورمى صندوقاً عند رجليها وقال بقسوة: شوفي اللي فيه وأقري المكتوب في الاوراق زين ما زين ..... عقبها خلاااص أكون مبري ذمتي من صوبج

وختم حديثه قبل ان يرحل: صدقيني ما زليت عليج بـ ولا كلمة .... احمد مات وهو كافر ... ومن سنة .... فـ سالفة انج تعتدين عليه انسيها .... وترى غير الصندوق هذا في شهود يثبتون اللي قلته




منذ ذلك النهار وهي تتجنب الاختلاط بأحد عدا ولدها ذات الأربع سنوات وبضعة اشهر .. كانت ارملة وقبلها يتيمة وحيدة بلا اهل .. وبعد ما سمعته من شاهين تصاعدت مشاعر الوحدة واليتم والخوف في روحها ..

عاشت بـ هم وغم عظيمان لا يعلم بهما سوى الله

بكت نفسها وبكت زوجها وبكت ما اكتشفته وصدم روحها بفظاعته، وفي اليوم الثاني ارجعت الصندوق مع احدى الخادمات لشاهين بلا أي كلمة تُقال !

فكرت كثيراً .. كانت مسبقاً تستشعر غرابة زوجها في الأشهر الأخيرة قبل وفاته ... لاحظت انه ما عاد يذهب للمسجد مع ابيه والبقية

حتى صلواته في المنزل كانت هي من تذكّره بحينونتها هذا اذا كان يتواجد في المنزل اذ ان الأخير كان يغيب بالأيام عن المنزل متحججاً بكثير من الحجج بعضها سفره للعمرة
وبعضها سفره لأصدقائه المقربين في عمان او البحرين

عندما رمى شاهين الحقيقة المرة أمام وجهها ... لم تخبر احداً حتى ريسة القريبة جداً منها

أهذه حكايةٌ تُقال لأحد ! بالطبع لا

ظلت معتكفةً غرفتها تفكر وتفكر وتفكر حتى انصهر دماغها أنهاكاً

وبين ذلك وتلك
كانت تنهار فعلياً وتنوح الضياع والحيرة والوجع والصدمة

ظلت على حالتها المريعة وانهيارها الصامت شهران كاملان حتى انها ضعفت وهزل جسدها وذبلت عيناها
كذلك رفضت كلياً استلام أي ارث ... وتركت كل شيء تحت يد عمها صياح

إلى ان أتى اليوم الذي ذهبت فيه سكرَة الصدمة المفجعة وحلت فكرَة اثبات النفس واثبات العقل .. فـ ارتأت لفكرة ان تتكلم مع احد شيوخ الدين المشهورين في الخليج هاتفياً تسأله بشكل عام عن حكم عدة زوجة المرتد
فأقر لها بوجوب عدة زوجة المرتد ... حتى لو مات .... وان القصد من العدة ككل هي براءة الرحم

تذكرت وقتها كيف تقرّب منها احمد جسدياً قبل موته بأسبوع فـ انهارت مرة ومرتان وثلاث وهي تتخيل فظاعة ما حدث/يحدث لها

وكثيراً ما صفعت نفسها متعذبةً وهي لا تكاد تصدق انها كانت محرمةً عليه شرعاً .. متدمرة نفسياً من ان احمد قد خسر دينه ودنياه وبأسباب وتفاصيل تجاهلها ويبدو ان الجميع يجهل اساساً حكايته
لذلك صمتت ولم تتكلم

رباه كم شتمت شاهين ألف مرة ومرة على جهله وتوقحه معها بأن اتى يطلب منها بكل تبجح الا تعتد على اخيه
وكأن الامر كان اهم له من فكرة ان أخيه قد مات وهو كافر !

تساءلت كثيراً لمَ سكت شاهين ولم يقل لأبيه او لأحدٍ آخر ؟
لمَ اخبرها هي بالذات وكأنه كان يهتم فقط بردة فعلها ؟
حتى انه طلب منها الا تعتد جاهلاً الحكم الحقيقي !
فقط كي لا تفعل أي شيء متعلق بحقوق احمد عليها ..

عندما انتهت عدتها ..... طلبت رؤية شاهين في مجلس صياح من غير علم احد

ما ان دخل المجلس ... حتى تقدم منها وهو يهتف بنظراته المغرمة الملتاعة: مرحبا نورة

اخرست غراميات نظراته بأن قالت بحدة: أم سهيل

واكملت تتخطاه وتجلس بعيداً عنه: وأنا طلبتك عسب تخبرني بالعلوم اللي عندك

ابلع غصة الشوق فيه بأن قال بجمود: شو ؟

قالت بنظرة كالسكين: شقى عرفت بسوالف هذاك اللي ما ينطرى ؟ وكيف انت تعرف انه من سنة هو على هذاك الحال وداس الموضوع عنا ؟!

كز على اسنانه بـ فم مطبق ... وقال باقتضاب: عرفت قبل موته بيوم واحد بس

نورة بنظرة اتهام: منو خبرك ؟

شاهين ببرود شديد: ربيعه .... طلب يشوفني وخبرني بكل شي يبا يبري ذمته عقب ما اكتشف اخر شهرين تغيير احمد وأنه ما عاد هو الأولي وأنه يوم واجه احمد ... اعترف ..... وحاول ربيعه يثنيه عن اللي يسويه بس ما طاع تم على نفس مواله ... وكان الحوار جدام ربيعهم الثالث

اكمل بقهر متصاعد في روحه: والصندوق اللي راويتج إياه لقيته في حجرة احمد الجديمة في بيت ابويه قبل لا ايينا خبر وفاته بساعتين

نورة بذات نظراتها المتهمة: ليش داش حجرته ؟؟ شو كنت تباه ؟؟

توترت نظراته وسكت .... لتردف هي بقسوة: بغيت أي دليل ملموس يدين احمد جدام الكل صح ؟

سكت مصدوماً ... لم يتوقع ان تستنتج نورة بذكاء ما حدث فعلاً

: هذا انت يا شاهين ... من استويت وأنت تحفر الحفر لـ اخوك وهالشي مب بس انا اللي لاحظته ... الكل

هزت رأسها بنظرة محتقرة متقززة واكملت: على فكرة .... اكتشفت انكم تتشابهون .... يالله شكثر انتو نسخ من بعض
اباليس ... شياطين ... انجاس ..... تشتغلون من تحت لـ تحت ...... والله يستر من حامد ما يندرى شو من علوم ردية خاش ...... انا ماعرف كيف انتو عيال صياح اللي سمعته الطيبة وصلت للقاصي والداني

هدر وهو يقترب منها وكأنه يريد الانقضاض عليها: ما نتشااااابه ... موووول لا تشبهيني بالكاااافر .... انا ريال اخاف الله اعبده واسجدله وملتي الإسلام .... اصلي اصوم واتصدق وازكي

حركت اصبعها امام فمها وهي تصدر حركة متعارف عليها تدل على السخرية وعدم التصديق .... وقالت: بففففففف
صلاتك وصومك وكل ما تعمل ما ينحطون بكف ميزان مسلم اذا انت بهالنفاق والخبث والخسة
تعاير اخوك باللي سوااااه يا شاهين !! تعااااااااايره !!!
ليش هو ما كان يصلي ويصوم ويعبد الله .... ما كان يعتمر ويحج قبل لا يتخبل ويسوي سواته !!!


كانت ترتعش فعلياً ..... من رأسها لأخمص قدميها
وضعت يدها على جبينها الحار وتهمس بذات شعور الصدمة الذي لم يخفت ثانية: يا مقلب القلوب بسسسس ..... يا مقلب القلوووووب

صرخت من فرط غضبها وجنونها : شووو ياااااه !!!!!! منووو وز في عقله وقص علييييه !!!!! كيف يكفررر بالله عقب هالعمر كييييييف !!!!
(وز = وسوس/لعب)


وأشرت اليه بيد الاتهام ..... تكمل بعذاب: وأنت ..... انت يوم ييتني على أيام العزا يا جاهل وطلبت مني ما اعتد على احمممممد شو كان هدفك !!!!! خبرني !!!!
كان هممممك بس سالفة العدددددة صححح !!!
كان همك تخطبني عقب العزا على طوووول ... ما كان هممممك اخووووك والكارثة اللي سواها في حياااااته ... ما كان هممممك اخوووك مات على دييييننا ولا على دييين ثاني ان شاء الله بوووووذي ... كان همك نفسسسسسك


لهثت بقلب يخفق بجنون وهي تكمل باختناق:
شي واحد بعدني اسأله روحي ..... ليش بعدك خاش السالفة عن ابوك واخوانك وعمومتك ؟؟؟؟
ليش ؟؟؟؟؟ شو مصلحتك ؟؟؟؟


وجهه احتقن من مشاعر جمة
حرج من جهله للأحكام والذي اكتشفه فيما بعد .... جهل وضعه في موقف لا يحسد عليه مع مالكة قلبه
وغضبه المتصاعد من وقاحة نورة معه وبغضها الواضح له
وغضب كذلك من زوجته التي ثارت وهاجت يوم ان علمت انه ينوي الزواج من نورة وبدل ان تستميل زوجها كي يغير رأيه ذهبت وافتعلت مشكلة مع نورة ونسوة العائلة

قال بغلظة بالغة: لأني فطنت عقب ما ييت وقلتلج .... ان مو من صالحي ارمس
مو من صالحي صورتنا تهتز بعيون العرب .... مو من صالحي سمعتنا ومشيختنا في الوادي تغدي علج في ثم الرايح والراد ... احمد مات على كفر
تعرفين شو ممكن يسوي هالشي حق أبويه ؟!
بيموت اذا عرف .... بيوقف قلبه
انا يوم ييتج ذاك اليوم كنت مسيّر من قلبي اللي حبج عمر
سنة ورا سنة ورا سنة ....



قبضت يدها تريد لطم وجه هذا الوقح الخبيث الحقير
تكذب ان لم تلاحظ نظراته وتلصصه الدائم منذ ان تزوجت احمد
تكذب ان لم تلاحظ غيرة زوجته وحقدها عليها بسبب تصرفاته الغريبة ما ان يتواجدوا جميعًا على مائدة واحدة
القذر عديم الشرف والمروءة


قاطعته بحدة تريد اخراس رومانسياته المقززة للنفس: وين الشهود ؟

قال مغتاظاً من كرهها الواضح له: شو تبين فيهم ؟

: أبا اسمع منهم

اومىء برأسه موافقاً ..... وقال: بس اوعديني الموضوع يتم مبينا

شخرت ساخرة بمرارة لتقول: صدقني ... مو من مصلحتي حد يعرف بسواد ويه اللي ما ينطرى ..... سمعتي وكرامتي فوق كل شي ...... وسمعة ابويه في قبره بتم بيضا لو على قص رقبتي ..

شاهين: باجر ابويه بيروح العزبة ... اول ما يظهر تعالي الميلس وبخليج تشوفينهم وتسمعينهم

وهذا ما حصل بالفعل اليوم التالي ...... أتوا الرجال واخبروها بكل شيء امام ناظر شاهين
حتى انهم اخبروها ان شكوكهم بدأت تتصاعد عندما لاحظوا ان تغير احمد الباطني بدأ منذ ان تعرف على تاجر أفغاني قدم الى البلاد ...
وكان التاجر نفسه يحمل معتقدات اسلامية غريبة مخيفة واغلبها للأسف شرك بـ شرك .... لكن تأثر احمد بالتاجر كان جلياً ...... بحيث وصل تأثره لنقطة لم يستطيعوا خلالها ارجاعه للدين القويم .... بل تمادى حتى اصبح يحمل معتقدات لا تمت للدين الإسلامي بصلة ..

عادا الرجلان من حيث أتيا ...... لتقسم بعدها نورة ان تنسى شهادتهما وما قرأته في أوراق احمد ورسائله مظهرةً لجميع الخلق انها الأرملة الوفية الحزينة على فقدان زوجٍ كان من اشد الرجال نبلاً واخلاقاً
وبالطبع كانت قد اخذت عهداً غليظاً من الرجلين ان يكتما السر المريع
ليس لأجل سمعة قبيلة آل صياح فقط
بل لأجل سمعتها
فإن عرف الناس انها كانت في منزل رجل لا يحل لها شرعاً فـ سيأكلون وجهها ولحمها بالغيبة والنميمة

والرجلان كانا أنبل وأكثر مروءة من ان يفضحا السر المظلم



حاضرٌ يتحدث



اقترب .... خطوة تقدمه وخطوة تأخره
ان يرى نورة هنا ... هو فوق طاقته .... فوق تحمل قلبه المجنون بها

يالأوجاعه التي لا تموت .... منذ ان وقعت عيناه عليها عشقها ..... منذ ان كانت مراهقة سمراء حلوة كالسكر الأسمر النقي ...

عشق عنيف مخيف كاد يؤدي به الى الجنون عندما تزوجها أخيه ..

يالله يا نورة .... كبرتِ ..... وانتكس ظهرك ...... فـ لم ما زال قلبي ينفطر ألماً لأجلك ... لم ما زال يلتوي عشقاً لمجرد الإحساس بطيفك ...!

هتف وكله ملبياً طائعاً لمجرد التفاتةٍ منها: عاش من شافج يا ..... نوره

: لا عاش ولا حيى من شاف زولك

لكَم سقط مغرماً بشراستها وحدة لسانها ...... ليقول متأملاً إياها بوقاحة: بعده لسانج حار

: أعيش ولساني حار .. ولا اموت وانحط في قبر حار
والله يجعلني اشوفك في الثانية

قتلته امنيتها في الصميم ..... قال بنظرة ملؤها الحسرة والألم: متى يخف كرهج لي ؟

هدرت بحدة لخادمتها: حورية وديني الموووتر

دفع شاهين الخادمة بعنف ... ليهتف قربها ... قرب اذنها المتيقظة المتحفزة : قوليلي .. متى يخف كرهج ؟

كل ها عسب قلتلج الصدق !!
كل ها عسب كشفت لج عن ويه احمد الثاني ؟!
ولا عسب سهيـ...

قاطعته قبل ان يتجرأ ويذكر اسم ابنها على لسانه القذر .... لتزمجر قاصدةً بكلامها هو واحمد شقيقه:
كلكم ولا تسوون التراب اللاصق في نعالي
ألا لعنة الله عليك وعليييه
مجيييييد .... مجيييييد ..... قرب الموووتر يلين عندي


فهرع السائق مجيد يقرّب السيارة لـ نورة ...
وقبل ان تفتح لها حورية الباب وتدلف للداخل ...... هدرت بصوت الذئبة المغدور بها:
احمِد الله اني ما اشوف ... الدنيا اللي فيها انت ... لا أبا شوفتها ولا شوفت من فيها ..

ودعَت عليه وهي تغلق الباب ورائها: يعل الله يحشرك مع فرعون وعوانه ..



،,



التفتت هادراً بغضب لا حدود له: ليش امايه .. ليش خذتي فلوس من العم صياح ... ليشششش ؟!

اجابت وهي تشعر بالندم عما قالته لـ ابنها محمد ان الشيخ صياح قد مر من أسبوع لمنزلهم وقدم لها مبلغ من المال ... مبلغ كبير في الحقيقة ..
عادة سنوية اعتاد فعلها لها ولبعض الارامل والمحتاجات في البلدة القديمة


قالت مبررة: يا ولديه الريال وصل لين باب البيت
شو أقوله ؟!

قال محمد بانفعال: وشو يعني وصل لين باب البيت !! مو لازم تاخذين البيزات عنه
انا مقصر في حقج امااايه !!!

هتفت بصوت ملؤه الحنق والجشع: مو مقصر يا ولديه ... لا عليّه ولا على اخوانك
لكن بعد ... البيزات حلوة وانا يالسة ايمع فلس على فلس أبا اشتري بيت يديد واطلع من هالخرابة اللي عايشة فيها

محمد بوجه محتقن: قلتلج الف مرة تعالي عيشي ويايه في بوظبي .. انتي ما طعتي

ام محمد باعتراض: ماروم اطلع من داري .. هني انولدت وهني ربيت وعشت

تنهد بغضب شديد .... امه لا تقدر ما يفعله لها ... لا تقدر ابداً يالله
وفوق هذا ... تمرغ جبينه بالذل بموافقتها على اخذ المال من آل صياح

هز رأسه بغيظ وقال محاولاً تهدئة اعصابه: يا امايه كل شهر اعطيج ثلاث ارباع معاشي .. وين اتودين البيزات خبريني ؟

قالت تطمئنه: عندي عندي .. الفلوس اولفهن حق البيت .. ما اصرفهن مول على الخرابيط

قال بصرامة: اوعديني المرة الياية ما تاخذين شي من العم صياح ... لا هو ولا غيره
الحمدلله نحن مستدّين ما علينا قاصر
(مستدّين = مكتفين لا ينقصنا شيء)

لوت فمها وقالت تريد اسكاته فقط: زين زين


بعد نصف ساعة ... خرج من المنزل وهو يقرر بحزم ارجاع المبلغ بالكامل لـ الجد صياح بأي طريقة !

لتذهب أفكاره الكثيرة الى حفيدته .... لتلك التي خاطر بحياته لأجلها

دعس على البنزين وهو يقطع الشارع قطعاً بسيارته الرياضية

يشعر ببراكين تفور بداخله
لمَ هي من بين جميع الفتيات من مال قلبه البائس لها !
ليس الآن ... ليس منذ أسابيع
بل منذ سنين ... منذ الطفولة والمراهقة
كانت هي الفتاة الوحيدة من يسترق النظر لها ..
من يختبئ خلف الجدران ليتأملها تلعب مع اخواتها وبنات الجيران
من يحافظ على برودة ملامحه وجموده ما ان تقترب منه وتبتسم له برقة عفوية
لطالما أراد ارجاع لها الابتسامة بالمقابل
لكن لم يستطع ... فـ تحذيرات ابيه له وتوبيخه كانت له بالمرصاد
اول التحذيرات الا يقترب من احد أبناء آل صياح او الا يتخالط معهم اذ ان الأخير زرع في رأسه فكرة الطبقات الاجتماعية النتنة بين الناس
وكأن آل صياح خُلقوا من طين غير طين الأرض !
فـ من هو كي تمتن روزة وتشعر بالجذل لرؤية ابتسامته !
هو لا شيء بالنسبة لها ولـ آل صياح الموقرين !


تنهد بضيق وصل عيان السماء

عندما قبل مهمة حمايتها ... قبلها بصدق لأجلها ... لا لأجل صديقه ... لا لأجل احد آخر

غضب ما ان علم ان حياتها بخطر وبسبب من ... بسبب زوجها الحقير !
زوجها الذي لم يعرف قيمتها قبلاً ... ولن يعرفه بعداً !


رباه .... لكَم عاش اياماً لا تطاق وهو يتذكرها ويتذكر لحظاته القصيرة معها ومع الطفلة المخطوفة ....
كان ينام ويستيقظ على اثر بقايا عطرها العالق في ذاكرته .... يمشى ويسير بين الطرقات وهو يتذكر نظرة عينها ... ابتسامتها الخجولة ... شراستها المربكة لروحه ..

لكَم تذكر عطفها وقلبها الحاني على الطفلة المخطوفة .... وكيف بكت كالصغار ما ان عثروا على أهلها

وكأنها تمتلك بشخصيتها خليط كعك العيد
فيه نكهة الملح والسكر ... فيه طعم الفانيليا والهال الأخضر


جال بنظره حائراً .... ثائراً ..... لم تركتها ذلك اليوم يا محمد ؟
هل ضميرك انبك تلك الليلة كون انها حلال رجل آخر ولا يجوز ان تظل معها اكثر من ذلك ؟
ام انك اردت الهروب من مشاعر مخيفة ستضعك في طريق الهلاك
طريق اللاعودة للعقل !

قبض يديه بغضب ..... يتذكر كيف دعس على قلبه وتكلم مع ربيّع الحقير كي يأتي في الحال الى روزة ....
تذكر كيف دعس على كرامته وهو يتلقى الشتائم القذرة واللعنات رغبةً من الآخر بمعرفة هويته

تذكر كيف كز على اسنانه كي لا يحلف بيمين شديد أن يقتله ما ان يراه !

ماذا محمد ؟
هل تقنعني بأنك احببتها حب العاطفيين الشاعريين بهذه السرعة ؟!!

ام هي مجرد امنية قديمة لم تكتمل أركانها !!
امنية سببها قوانين والده وخطوطه الحمراء !

تحفزت حواسه وهو ينظر لهاتفه
هل ان اتصل الآن بها ....
فقط ليسمع صوتها ... هل سيُكتب اسمه مع الخطّائين !

يريد فقط سماع صوتها ..
لن يتحدث ... لن يرد على بحة الـ ألو الخاصة بها
لن يحدث شيء البتة .... فقط يسمع صوتها !


بعد تردد ... بعد اضطراب وشد ودفع مع عواطفه ...
امسك هاتفه واتصل .. وكله امل الا تجيب ... الا تستجيب لنداء جنونه


رنة .... رنتان .... ثلاث


حتى اجابت بـ "ألو"


لم يتحدث .. كما وعد نفسه تماماً
حتى انه كتم أنفاسه بقوة بردة فعل مفاجئة وكأنه يعلم بقرارة نفسه
انها ستعرفه
لا يعرف كيف .... لكنها ستعرفه
وهي بالفعل فعلت !

: أ .... مـ محمد ؟!

وكأن احدهم قد انتشل رأسه من عمق البحر
ليشفط الأكسجين بعنف ويتنفس هواء الله اخيراً

لم يحدث ان قال له احدهم .... ان بعض الارواح .... كـ النجاة !
ان بعضهم ..... كـ ولادة البكر ......... كـ رشفة الماء بعد الصيام !

متى مال قلبه لـ صوتها ... بهذا العنف ... بهذا الثوران ؟
بهذه الحرقة التي ولّدت به ابجديات لغة ارتباط الروح بالروح !
لا يعلم .... لا يعلم
الأكيد انه ليس من اول نظرة تحت الجسر !
هو لا يؤمن بالحب من اول نظرة ..... بل يسخر من تلك النظرية

لا يعلم ان كان ما يربطه بها "حباً" !
لكن ... بالتأكيد يؤمن ان هناك شيئاً روحاني ... عميق ... اثيري ... شفاف تحرك منه إليها ..
ربما لذلك فقط تركها لزوجها .... لم يرغب بتدنيس أي شيء طاهر جال وسار في أروقة صدره نحوها ...
ابداً لم يرغب !


همس من غير شعور .. ناسياً وعده لنفسه تماماً:
هي روزة .......... محمد

ليصل مسامعه حشرجة صوتها الواضحة ... رعشة فكيها وكأنه يراها ... عتاب قلبها الوجل المرتبك: ا ... محمد .... محمد ليش سرت وو......




بعدها لم يسمع شيء
سوى شهقة مرعوبة من صاحبة الورد
ثم ...... ثم صراخ ... وضرب ..... وووووصمت تام



انقطع الخط ..

وقف بنبضاتٍ جنونية ... وألف فكرة تستعمره وتلتف كالثعبان على قلبه
ماذا حصل ؟
مالذي حلّ بها يالله !!!!






نهــاية الفصــل الســادس عشــر

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:08 AM   المشاركة رقم: 297
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الخامس

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 6 والزوار 18)
‏لولوھ بنت عبدالله،, ‏حكايا الروح, ‏deegoo, ‏شبيهة القمر, ‏ماه


منورااااااااااااااات

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:13 AM   المشاركة رقم: 298
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل الخامس

 



،.
بنوتات
حبيباتي
هذا فصل اسميه فصل نورة مثل ما قلت قبل
ووووو
اي حكم شرعي ورد في الفصل فهو صحيح والله تعالى اعلم
ارملة المرتد يجب عليها العدة اذا مات زوجها بعد معرفتها بموضوع ارتداده او خلال فترة معرفتها
كذلك اللي مثلا تطلقت طلقة رجعية ثم ارتد الزوج
العدة تكملها كاملة خلال فترة الطلاق ... وما تاخذ الموضوع ع انه فراق فقط من غير شروط والتزامات دينية :)

شكراً جزيلاً

 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 02:18 PM   المشاركة رقم: 299
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله (بـ حلة جديدة-2020م) الفصل السادس

 
دعوه لزيارة موضوعي

بحجز مكان لتعليقي الى ان ارجع

رجعت على قرب نزول الفصل الجديد

اقول ايه الشكوى لله الله يأخد الشغل و مشاغله

بسم الله نبدا بلا أي مقدمات لأني جاية و في نص هدومي و وشي في الارض منك لولو يا رب الشغل يموت قولوا امين
زي ما قولتى لولو بطلة الفصل بلا منازع نورة
أكتر شخصين قلبي يوجعني عليهم في سهيل نورة و صياح أكتر من سهيل نفسه بطل المأساة
نورة كراهيتها و حقدها على صياح لازم تكون مضاعفة لأنها هى اللى صانت و حمت سر ابنك بعد وفاته و رفضت تفضحه حماية لابنها و لك و للعيلة و القبيلة كلها بالرغم من أن اخوه الحقير شاهين مش كان عنده مانع ان يستغل السر في فضح اخوه للحصول على نورة فقط بدون التفكير في أي شيء الا مصلحته الخاصة بعد ما يقرب من 15 سنة و هي ساترة ابنك و حافظه سره بعد ما كبرت وحيدها اللى اعتبرته سندها و فرحتها من الدنيا تيجي انت و تكافئها باقامة الحد على ابنها تحكم عليه بالموت حرقاً يا ترى يا صياح لو كنت عرفت حقيقة احمد في حياته كنت عملت فيه ايه؟


حرابة قلبى حزين على حرابة الطفلة اللى اتعلمت حمل الهموم و الحزن في وقت مبكر جدا جدا جدا و اتعلمت تكتم حزنها في قلبها و تخفي ضعفها و تظهر بمظهر الشخصية القوية
اتوقع ان ابا غابش لا يعلم شيء عن مرض ابنه نهائي

احب هزاع من اول ظهور له و انا احبه و أحب كل تصرفاته و عقله و رزانته و نقاء شخصيته احب اكتر حبه لـ مسكه هزاع من الشخصيات اللى مش فيه مثلهم الا في الروايات و بس  و هو و مسك لايقين جدا على بعض و حبيت جدا انفتاح مسك معاه و مبادرتها عجبني انها طلبت انه يشاركها افكاره
و عرفنا اسم خالة جوج و أم ارنود ريكا هي و ارنود اللى انقذوا سهيل في الليلة المشؤمة

💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔 يا وجع قلبي على نورة اها لو تعرف سبب طيحته عند الوادي يا وجع قلبي على صياح و على اللى متحمله من سنين السنين (عارفة كلامي مش هيعجب ناس كتير و اولهم صديقاتي الجميلات الحبيبات)
أنا استغربت انها تناديه عمي من اول مرة ناديته بعمي في كلامها معاه
و تبريرها كان بمبدأ و إذا ضربت فأوجع و ضربتها كانت قوية زي ما بنقول ضربة في مقتل و جملتها كان لها اقوي اثر على المغيب جسمانيا الحاضرة روحه المعذبة
فعلا لولو المواجهة بالرغم من اهميتها الا انها غير مكتملة و الافضل انها غير مكتملة صعب على الاثنين و الاكتر و الاصعب على صياح و عليا انا شخصياً ان يتواجهوا قبل رجوع سهيل

الاصعب من مواجهة نورة و صياح مواجهتها للحقير شاهين
الحقير الواطي اللى ما عنده ذرة رجولة و لا اخلاق كل همه الاساسي انها ما تعتد على زوجها و لا همه ان اخوه مات كافر و لا همه الفضيحة اللى هيتفضحها اخوه بعد موته و لا فكر في ابوه و لا ابن أخوه كل همه ان نورة ما تعتد و كأنها هتتزوجه بكرا لو اثبت لها صدق كلامه مش عارفة انه و لو بعد الف سنة مش هتبص في وشه الله ياخده الواطي حقيقي لساني يعجز عن ان الاقي مسبات تليق بحقاراته
دائما بقول ان الانسان يتوقع من الاخرين انهم يتصرفوا و ردود افعالهم تكون بنفس طريقة تفكيره علشان كدة بننصدم لما يكون رد الفعل مخالف لتوقعتنا
لو فكرنا بتصرف نورة و تأنيها في التفكير و حُسن تصرفها بعد ما فاقت من صدمتها فأكيد صدمتها من رد فعل صياح وقت حادث سهيل تخلي حقدها عليه يوصل البعد مدى

طماعة جدا ام محمد شخص محب للفلوس
اقولك سر لولو محمد خسارة في روزة و خسارة يحبها مش تستاهل شخص زى محمد و ارجع و اقول ان كان في نصيب فالنصيب غلاب الله يوفقهم 
يسلمووووووووووووووووووووا لولو على الاحداث الرائعة و الحالة اللى بتخلينا نعيشها اسبوع و راء اسبوع الاحدا جمااااااااااااااااااااااااااااااااس اخر حمااااااااااااااااااااااااس و افضل افكر طول الوقت في اللى ممكن يحصل و ايه اللى جاي
الله يزيدك من فضله لولوتي موووووووووووووووووووووووووواه

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 02:40 PM   المشاركة رقم: 300
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2020
العضوية: 335070
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: لواء الحق عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لواء الحق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم
😫😫😫يعني أحمد ارتد قبل موته صح صدمة عمر ياالله
لساتني تحت تأثير الصدمة 🤕
تسلمين يالغالية على الفصل كان دسم ومشبع فعلا فصل نورة لأنها كشفت عن حقائق جمة ياااالله وش كانت خاشة بقلبها من مآسي ياقلبي بيوقف لما حكت عن فقدان بصرها وكيف تلقت خبر ارتداد زوجها والوزغ ماهمه شيء إلا العدة ان شاء الله مثل مادعت عليك نورة تنحشر مع فرعون وأعوانه ليتك ماكملت عليها بسواتك بابنها بس
صياح خليك بنومتك أحسن لك لين تقوم الساعة لأنك يوم تنش ماراح تسمع إلا اللي يزهمرك مثل مايحب الخاطر
مانلومك على الغيبوبة اللي انتفيها لأن الصندوق كارثة متحركة بالأرض وين ماراح تحل اللعنة
الأجنبية اللي هربت سهيل منو اللي مطرشها يعني أكيد من الكوافيرات تبع حرمات الشيوخ مثل ماقالت مسكة لهزاع لكن الولد اللي معها ؟؟؟؟؟يمكن يكون محمد 🤔
والأجنبية مستحيل تكون زوجة أحمد لأنه من خلال أعترافها قبل موتها مايبين إنه هي ..دخت دخت دخت وكيف وصل لها سهيل ( آرنود)
ومين اللي اقاموا عليه الحد 😰يعني خطة من الأجنبية غيرت الجثة يمكن لحيوان حتى 🤔
وش أقول يابنت عبد الله مخيخاتنا ماعادن يتحملن والشطحات متكهربة مبدئيا ومارضت تطلع 😰
غابش يمكن بهذه العملية تتغير أشياء كثيرة بينه وبين حروبة
😱😱😱روزة راحت في ستين داهية بسبب العاشق الولها الحين ربيع يتفنن بأنواع العذاب وهو رافع راسه ولا حد يقدر يتكلم معه
الله يهديك يامحمد كان خليت قلبك مقفول مثل ماكان صبرت كل هالسنين اللي فاتت ولما صارت محرمة عليك صرت مراهق😰🤕
جعل يدياتك ماتمسها النار يالغالية أبدعتي أبدعتي أبدعتي وخليتي المخموخ مقفول ومعطوب
ولنا عودة ان شاء الله تسلمين يالغالية

 
 

 

عرض البوم صور لواء الحق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لولوه بنت عبدالله, قصص من وحي الأعضاء, كما رحيل سهيل
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:56 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية