لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-20, 09:34 PM   المشاركة رقم: 556
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,112
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29

 
دعوه لزيارة موضوعي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


بارت فخم باذخ يليق بهالمناسبة الغالية

الله يديم عليكم الأمن والأمان وتظلوا بخير وسائر بلاد المسلمين


لولوتي هرمون الشر مرتفع عندك كأنه؟؟

ليش هالقفلة وبهالتوقيت؟؟

هرمنا لأجل هذه اللحظة مو هيك يا النوري >> فيس متضامن مع النوري احسني انا وياها اكتر شي حزنانين ع أمه انه ما شافته لسه.


حرابة اما آن للثورة أن تنطفيء؟؟
غضبك جبااار ويشعل في القلوب النااار

آلمني حال امها.. وابوها حاله ما أحسن.

ما بعرف ليش غابش ما بدو يعترف لها؟.



روزة ومحمد بدو واحد يمسك روسهم ويخبطها ببعض.

ابدعتي بتصويرك للمشهد

العطور الفايحة والأجواء الماطرة



مدية واخيراً واجهتي ضعفك

و رجعتي بنسخة جديدة يعمل لها الجميع الف حساب

للأسف زمن صار الطيبة فيه شي مؤذي لصاحبها 💔


جلسة وادي الجن

بسم الله الرحمن الرحيم

كل ما تجي سيرته مدري شو بصير لي

وكأنه ناقصنا رعب لولوتي >_<


نورة استقبلت الخبر نوعاً ما بطريقة كويسة

ولكن ليس العيان كالخبر

هل راح تتحمل الصدمة..؟؟


سلمت يداك على ما خطته من إبداع

كلي شووق للقادم


تقبلي خالص ودي


°•○اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي○•°






 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 09:57 PM   المشاركة رقم: 557
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,507
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29

 

هرمنا لأجل هذه اللحظة مو هيك يا النوري >> فيس متضامن مع النوري احسني انا وياها اكتر شي حزنانين ع أمه انه ما شافته لسه.

هههههههه صادقة اكثر اثنين متحمسه لهم نوره وحرابه ... بس نوره هي الشخص الوحيد الي انتظر لحظة اللقاء .. يمكن هي الي تقول لسهيل يكف اذاه عن عمه ..يكفيها ان ولدها قدامها .. والقانون بياخذ حقه ...

لولو مافيه بارت هديه منا مناك بمناسبه اليوم الوطني لكم 😊 وبمناسبة الامطار علينا 🥰

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر   رد مع اقتباس
قديم 06-12-20, 01:12 PM   المشاركة رقم: 558
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2015
العضوية: 305275
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: د ا ن ة عضو له عدد لاباس به من النقاطد ا ن ة عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 128

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
د ا ن ة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29

 

يمه ياقشعريرة الجزء الأخير
وووواو والله يدي يالله اكتب من كثر ماوصلتني المشاعر 😢😢

يالله يالبارت الجاي كيف متحمسة لكل ثنائي

شكرا عالبارت الرائع استمري ياافنانة

 
 

 

عرض البوم صور د ا ن ة   رد مع اقتباس
قديم 10-12-20, 01:11 AM   المشاركة رقم: 559
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2016
العضوية: 320791
المشاركات: 432
الجنس أنثى
معدل التقييم: روعة النسيان عضو ذو تقييم عاليروعة النسيان عضو ذو تقييم عاليروعة النسيان عضو ذو تقييم عاليروعة النسيان عضو ذو تقييم عاليروعة النسيان عضو ذو تقييم عاليروعة النسيان عضو ذو تقييم عاليروعة النسيان عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 822

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
روعة النسيان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسعد صباحكم / مساكم لوليتا وقوم سهيل 💙💙💙

الجزء الثاني من البارت 28 م علقت عليه السموحه لولو الحب بس كالعاده بارت قوي ولذيذ
مليان من من وجع هزاع على مديه وكسرته منها وكبرياءه اللي اخيرا هزم حبه وشغفه بمديه وداس على قلبه وتركها وراه تقرر مصيرهم وتصلح الخطأ اللي سوته بحقها وبحقه وبحق حياتهم وحبهم اللي هرمنا لين شوفنا ربيعه ..
وشفنا بالبارت 29 شلون مديه بدأت تراجع نفسها وتتحاسب الشخص الصح والافضل كان بلقاءها بااخوها سهيل كان لقاء لطيف ملياااان دموع وحنية المكان والحوار ودموع مديه واخوة سهيل الشاهد ربي انه من اريح اللقاءات بسهيل مدية كانت تايهه بس رجعه سهيل وكلامه وطبطبته خلتها توقف ع حيلها وتشوف طريقها وان شالله رجععتها لبيتها وعند هزاع تطخ قلوبهم ع بعض لان والله انهم ملح عيال ال صياح كل ابوهم


وبعدها شفنا روزه وصدمتها بان سهيل عايش احس هالشيء راح يريحها من ناحيه احساسها بالذنب انها ظلمته وهو ميت لكن الاكيد ان رجعته وظهوره قدامها بيأثر فيها كثيير

ولو ان تأثير محمد ووجوده حولها صار قويي جداً عليها وواضح انها قريب بتطيح ع وجهاا قدامه رغم الشموخ والغرور اللي معبي راسها وراسه



وكانت الضربه القاضيه بهالبارت من نصيب حرابتنا اللي واجهت غابش قدام الشيخ وممكن نقول انها عطته قرصه بسيطه بطريقة اعلانها لحملها مع طلبها الطلاق منه

لكن غويبش حاط ايديه ورجلينه بموية باردة وكأنه حاسب حساب كل خطوه ممكن تنوي عليها حرابه بعد م تكتشفه ..


واكثر شي اوجعني وخلاني احبس انفاسي وقت حرابه تحقق مع امها وذكرت كل اسما عيال صياح لحظه قالت امها سهيل زفررررررت وكأني كنت متاكده ان حرابه بتعرف وقتها

لكن الصدمه انها م عرفت!! ولاراح الومها او استغرب هالششي بس ياترى كيف بتكون فجيعتها بشوفة سهيل؟؟ لاني احسها بتدري كذا بدون اي مقدمات


واذا جينا لمنصور ونارة فلازلت مستاءه من المدعو منصور
لانه جلف وبخيل بمشاعره تجاءه ناره
يعني بالله عليك تندفع كذا فجاءه تجاهها وداخلك ميت عليها بس مابينت لها ولاواحد بالميه انك حابها كنارة كشخصيتها وحلاوتها وعذوبتها الا خرطي اول م رفضتك عطيتها كلمتين قاسيه مثل شربة الموية مالت عليك بس مصيرك تطيح ع وجهك وم اكون روعه وقتها ويل ناره مني تطيح هي الثانيه ع وجها قبل م تعططيك درس عن عشر دروس

قال ايش !! مهو ميت عليها!!! الا ميت ونص كذاب عيني عينك ..



وطبعاً انتهى البارت 29 بشاهين الي يعيش عذاب نفسي قاسي وبعد كل محاولاته وعذابه ان يتخيل نوره قدر يتخيلها بهالبارت !!!! وشاهين قاعد يغرق بالتعب والاجهاد النفسي والقهر بحذافيره وهالشي خوفني على سهيل كثيييير

وان شالله ان ارنود قدر يتدخل قبل يفوت الفوت ومتأمله كثيير بجواهرنا انها تتحرك وتساعد حبيبها ديدريك وسهيل امه 😓💙💙 اللي فطرتي قلوبنا وقطعتي انفاسنا بالقفله

انتظظظظر ردة فعلها وانتظر خطوة جواهر بعد م تعلم نورة وتوضح لها


متاكدة ان البارت ثلاثين راح ينشف حلوقنا من قوة الاحداث اللي راح نشوفها فيه ...



يعطيش الف عافيه ام مريم لاعدمناش يالغالية 💜💜💜

 
 

 

عرض البوم صور روعة النسيان   رد مع اقتباس
قديم 10-12-20, 08:00 PM   المشاركة رقم: 560
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 29

 
دعوه لزيارة موضوعي




(لا تلهيكــم القــراءة عــن الصــلاة يالغوالــي)



الفصـــــــل الثلاثــــــــــون



،,



مســـاء اليـــوم التـــالي



جنون فاح من كل عرقٍ منه .... فـ ربط جسده وعقله على حين غرة

جنون وهستيرية مشاعر كانا متكدسان كالعفن في جوفه

يحركان تصرفاته "المسيطرة الهادئة الباردة" على نحو اخرس صامت مرعب

حتى عندما اقحم شاهين عرينه المظلم منذ اشهر ... كان ما يزال يحافظ على ارخاء حبال ذلك الجنون المتعفن

لكن جنونه اليوم
جعل كل شيء كان يعتمل في روحه سنين .. يصرخ بانفجار مدمر
حتى ما عاد يحدق امامه الا من خلف نيران حدقتيه المتأججة

هل كان لقاءه بـ مديه ابنة عمه هو سبب الانفجار !

هل اشفق على قلب البنت التي تشتاق لـ ابيها .......!

ما السبب ؟ يريد ان يعرف

أهو بسبب آخر حديثٍ له مع غابش ؟!

ام ربما تعب حقاً من حياة الضياع التي تحيط بـ روحه وتقبض عنقه حد الاختناق !!




وقف عند رأس شاهين .. الممدد على الارض .. مغمض العينان بـ ارهاق شديد اثر مكوثه المطول في المكان الابيض الخاوي .... وقوته التي هزلت مع الوقت

ومن غير تفكير ... رفعه عن الارض بعنف وبدأ يضربه ضرباً شديداً
ضرباً هستيرياً مخيفاً
لم يترك فيه جزءاً الا واوسمه بـ لهيب كرامته المهدورة
ورجولته المهانة
وكرهه الذي تفاقم عبر السنين العجاف


يضرب عمه وهو يسمعه يصيح بـ عذاب: لاااااااااااااااااااااااااا
لاااااااااااااااااااااااااااا
دخيلك خلااااااااااااااااااااااااااصصصصصصص



ضربه كما لم يضرب بشري قط
حتى ان يدي سهيل نفسه أُدميت
وانتفخت من شدة اللكمات

لم يكن يسمع صراخ عمه وصياحه
واستنجاده
وتوسلاته

بل كان يسمع انينه هو في المستودع القديم المظلم

كان يسمع صراخ جروحه وهو يتلق نظرات رجال القبيلة المحتقرة له وضربهم المستمر له

كان يسمع انينه الخافت طيلة خمسة عشرة سنة
وحيداً ينتظر نظرة جده الحانية وصدر امه العذب


سقط شاهين كالخرقة البالية على الارض
وجهه وجسده في حالة يرثى لهما !

دماءه تسيل من انفه وفمه
والتورم نال من جبينه وخداه وسائر جسده


أنّ شاهين بـ وجع شديد: آآآآآآآآخخخخخخخ


لهاث سهيل حاد ومرتفع
لهاث شرٍ اسود
وانتقام اعمى قلبه وبصره


اخفض جسده يريد ان يستل عمه من جديد ليشبع الغضب الكامن فيه

الا ان صوت الباب المفاجئ ... ايقظ حواسه ومسامعه


فتح الباب الابيض .............
ليدخل آخر شخص اراد رؤيته الآن ................ وهنا بالذات !



جواهـــــــــــــــــــر



،,



قبل ذلك بساعات ...... وقبل ان تقلع الطائرة من مدينة جدة والتي تحمل في داخلها احباب سهيل
استلت هاتفها تجيب على اتصال ابن خالتها ..... وبعد ان ألقيا السلام على بعضهما وتبادلا رؤوس الاحاديث

قالت بقلبٍ يخفق من التوجس والقلق: وصلني الموقع آرنود .. بس ما قلتلي من وين يبته ؟؟

رد ارنود وقد قرر مسبقاً الا يخبر جواهر الآن انه اتفق مع محمد كي يلتق بالاخير ويضع جهاز تعقب في احدى اغراض سهيل بالخفاء: عقب بقولج ... عطيتج الحينه اللوكيشن .. الدور والباقي عليج ..

: تمام ... كم ساعة ان شاء الله وواصلين البلاد

آرنود: درب السلامة

جواهر: الله يسلمك



،,



هرعت تركض نحوه وامارات الصدمة والرعب تغمران صفحة وجهها الجميل الشاحب

امسكت بيده وهي تقول بـ ارتعاش: شـ ... شو تـ ... شو تسوي سهيل ؟؟؟ شو تسوووووي ؟؟؟؟

هدر بـ وحشية ... بـ صدمة ... بـ وجه ممتقع: شو يايبنج هنيه ؟؟؟؟؟ شو .....شو عرفج اني انا هنيه اصلااااا ؟؟؟؟؟


جرته بقوة وهي تترجاه ... وتتوسل "الحبيب" منه
عينها على وجهه مرة
وعلى المتهالك على الارض بـ دماءه وانهاكه مرة اخرى
فـ عرفت ان الرجل المرمي هو عمه شاهين ذاته

قالت بـ فزع .... وصدمات قلبها مما تراه متوالية: خـ .... خله ... خله يولي يا سهيل ... تـ تعععال معايه

دفع يدها وهو يصرخ بـ وحشية تعابيره وروح تنبض بالفاجعة: اطلعي من هنيه بسرررررعة

صرخت به تبكي متوسلة: لا ما بطلللللع
ما بطللللللللللع الا وانت معااااااي
ما بخليك هني رووووحك
الله يخليك يا سهيل خله عنك
بياخذ يزاته بالقانووووون
بياخذ يزاته قبل كل شي من رب العالميييييين
خله يزوووووول

صرخ وهو يمسك ذراعها بقوة ... المفاجأة من رؤيتها اخذت مأخذها من روحه
لم يكن يرغب ان تراه هي بالذات وهو في هذه الحالة الهستيرية المريعة

صرخ وهو يكاد لا يرى من شدة الألم والعذاب

: ذبببببببببببببحني
هذا اللي تشوفينه جدااااامج

ضرب صدره بدمار: ذببببببببببحني


لتصرخ بشدة وهي تمسك يده بشراسة الانثى العاشقة المتألمة: وانت بتذذذذذبحه اذا تميت تعذذذذذذبه
انت مب مجرررم يا سهييييييل
مب مجررررررررررم
ومب خسييييييس ولا حقييييييييير ولا وااااااطي

ضربت كتفه بقبضتها الناعمة واكملت من بين عيناها الواسعتان الصلبتان جداً حينها: انت قوووووووي
انت سهييييييل القووووي
والقوي ما ينتقممممم
تذكر دوووم منو انت وكيف بنيت نفسك بنفسسسك
كيف اسست حياااااااتك بالطووول والعرررررض
كوّنت اسممم وسمعة وهييييييبة
انت سهيل القووووي
وديدريك الاقووووى
اسمين في روح وحده
وكل اسم ينافس الثاني بقوته


اشرت نحو شاهين وهدرت من بين عاطفتها القوية القاسية:
هذا الضعيف ....
تشوووفه ؟؟؟؟

امسكت ذقن سهيل بقوة وحركت وجهه نحو عمه الذي لا يشعر بشيءٍ حوله .....
ثم اكملت بـ هديرها الصارم العنيف: هذا الضعيييييف
مب انتتتت
لا تفكر في يوم تصير نفسه
لا تفكررررررر


وقبل ان ينطق بكلمة .... كانت تسحبه بكل ما اوتي لها من قوة .... سحبته خلفها سحباً
ولم يكن بيده الا الخضوع لـ قوتها المشتعلة حد الصميم

اذ انه وبقدرة قادر ............ انهدمت قواه ... وتشتت اعصابه التي كانت متجمعة على هيئة عواصف منذ دقائق
وشعر -من بعد كلمات جواهر العميقة جداً غير المتوقعة- بـ بلادة اعصاب غريبة .... وفكر ساكن
وخدر



ما ان اصبحوا خارج المكان والذي كان عبارة عن بناية جديدة فارغة من السكان .. بناية امتلكها سهيل في وقتٍ سابق
ويبدو انه اتخذ الطابق الارضي للبناية لتحقيق هدفه من عمه

عندما خرجا للشمس ... وضربتهما اشعتها القوية من بين الغيوم المتراكمة
ضربت الاشعة مخه فـ انبثقت حقيقة اخيرة ... حقيقة جعلته يمسد صدره بقهر داخلي عاتي
لكن قبلها
نظر لزوجته بـ عيناه الضبابيتان وقال بـ صوت اجوف
خشن جداً جداً: كيف عرفتي اني هني ؟

اخذت نفساً قوياً وقالت: اخوك



عندها .......... علم ان هناك خطة أُحيكَت بين اخيه آرنود ومحمد
فـ هز رأسه كيفما كان .............. ثم قبض على يد زوجته ..... وقال بـ عيناه الحمراوتان المنهكتان:
ما خلصنا

قالت جواهر بريبة/خوف ... وهي ترمقه بـ دموعٍ عالقة بـ اهدابها: شـ شو في ؟؟؟

امسك يدها بقسوة وقال بـ صوت مبحوح: تعالي اباج معايه


يده كانت ترتعش رغم قوة قبضته

شدت من قبضتها على قبضته ... تعطيه القوة من عندها ... تزوّده بالثبات والسيطرة ...... لتقول له بـ صرامة
وعزم وهّاج:
وانا معاك



،,



بعد ساعة ..... وبعد إلحاح من سهيل للضابط المناوب في السجن ......

وقف خلف الجدار الشفاف الفاصل بين المساجين والزوار

وقف امام ابن عمه ربيّع ان صح التعبير .. وهو يمسك يد زوجته وبعفوية الرجل الشرقي منه كان يخفي نصف جسدها خلف ظهره الفارع
شاتماً نفسه اذ انه للتو فقط تمكن من استيعاب انه في لحظة "ذعر داخلي" ادخل زوجته معه هذا المكان المليء بالقتلة والمجرمين

ربيّع .... ومن هول صدمته .... تراجع خطوتان للخلف حتى دعم الكرسي خلفه وسقط ارضاً
بعد تحديث مطول بـ سهيل

قال بـ وجهٍ اختفى منه لون الحياة: عـ... عمي منصور .. ياني ... ووو
قـ ... قالي
قالي انك حي
بس ... بس ما صدقته


اطبق على فكيه ........ بهدوء ظاهري شديد ........ وقال: وليش ما تصدقه ؟

حملق به على نحو مثير للشفقة ...... ثم قال باختناق شديد: صدق انت سهيل ؟

قاطعه وهو يخطو خطوة للامام ........ قاطعه وهو يشعر بقوة جواهر تأتيه مع كل شدٍ من قبضتها الصغيرة الرقيقة: ليش جي سويت فيه يا ربيّع ؟؟؟
روزه كانت تستحق تغدر في ولد عمك عشانها ؟؟؟؟


لم يكن يحتقر ابنة عمه ..... او يقلل من شأنها ...... لم يكن يسخر كذلك ..... ولم يكن يعاتب

كان يسأل سؤالاً حقيقياً
سؤالاً وجيهاً
اراد المعرفة
اراد التأكد من ان ابن عمه كان راضياً وسعيداً بما فعله به او لا


جواهر تسمع حديث سهيل بأذنيها ..... وترمق ربيّع المذعور المصدوم بطرف عيناها الشامختان

الغيرة تنهشها .... تنهشها وتأكل قلبها بصورة جنونية
لكنها ستظل شامخة
ستظل معتزة بـ ذاتها الشمّاء ........ وستتحمل .... وهذه المرة لأجل سهيل فقط
فـ ما رأته من اجرام بعيناه قبل ساعة وفي ذلك المكان النائي المخيف
جعلها تدرك ان انقاذ حبيبها من مستنقع الماضي المؤلم هو مهمتها وواجبها وحق من حقوق قلبها المغرم به عليها !


لتأتيها كلمات ابن عمه المنهار كلياً ... والمفجوع ابداً: اشهد بالله ما استحقت
اشهد بالله ......... ما استحقت اغدر بولد عمي واخويه عشانها


اخذ سهيل نفساً طويلاً
حاداً
مسيطراً "هذه المرة" ................ ثم قال بـ رسمية تامة: لكنها تستحق كل خير ... روزة بنت عمنا قبل كل شي
وهي بنت طيبة وتستحق من يحترمها ويقدرها
ولو انك وقتها ييتني وصارحتني بحبك لها جان والله ما بدّيت روحي عليك
جان مسكت ايدك وسرت وياك عند الشيخ صياح عسب تخبره بنفسك انك تباها حليله لك
ما كنت ببدّي روحي عليك يا ربيّع


حينها ..... امسك يد جواهر بقوة
وكأنه يخبرها انك من في القلب فقط .......... وانك مَن مِن الروح ترتوين
وتنهلين رشفةً بعد رشفة


ضرب ربيّع رأسه بعنف ........وصرخ بعذاب الضمير وبؤس فقير الروح الصغير:
هذا كان مسكررررر ........ هذا كان مقفووووووووول
حسبي الله على من كان السبب .......... حسبي الله ونعم الوكيييييييل


هز رأسه سهيل نافياً
وقال بجمود: ما في شي ينفع الحينه
حتى يدي صياح نسى كل شي ..... وما بيعرف مول اني بري من التهم


وقف ربيّع بلهاث وصاح: قلتله ... قلت حق يدي صياح كل شي
عمي منصور قال ان حالة يدي زادت وصار ينسى كل شي
بس لا .... لا ....... وقتها كان واعي ومتذكر كل شي ...... قلتله انك بري ........ قلتله انك مظلووووم
اقسم بالله قلتله
وهو كان في وعيه ومتذكر كل شي


خفق قلب سهيل بـ نشوة عارمة ..... لكن خوفه الشديد لم يجعله يظهر هذه النشوة على وجهه
فقال بتعابير خامدة ذابلة: عرف ؟؟؟ عرف اني بري ؟؟؟

هز ربيّع رأسه وقال بـ دموعٍ عالقة في مقلتيه: هي عرف ...... والله عرف
عرف كل شي

سأله سهيل بـ لوعة ... بـ لهفة ... وهو يقترب من ابن عمه: شو سوى ؟

بكى ربيّع حينها كالصغار ...... وهو يجيب: لطم عينه
لطم عييييينه وشق ثووووووبه
الشيخ .... الشيخ صياااااااح بن احممممممد
شق ثوووووبه وهو اللي عاش الدهر كله بين روس اليباااااااال والعررررب
والاقواااااااااااممم


جواهر .........في تلك الاثناء .......... لم تتحمل حديث ربيّع المرتاع المرثي

اخفضت جبينها وبكَت
بكت حال زوجها الذي يسمع حديث ابن عمه ويقف كالطير الشامخ الجريح
وبكت حال الشيخ الجليل .... الشيخ صيّاح ...... الظالم المظلوم
العدو الصديق
المُحب ......... والشيطان بنظر الجميع


سهيل .... وبعد ان ألقى ربيّع كلماته على اذنيه
امسك كوع زوجته وسحبها خلفه
اذ انه لم يتحمل اكثر المكوث امام ربيّع
لم يتحمل البتة

ما ان خرجا من مركز الشرطة
حتى فلت يدها وهو يمسك جبينه المحموم المتعرق ........
مغمغماً بغلظة خافتة مختنقة: يا رب
يا رب


فتحت فمها لتلتقط انفاسها الهاربة ....... لا تلوم زوجها على اوجاعه
لا تلومه على كل ما مر فيه من مآسي



رن هاتفها فجأة يخرجهم من خدر المواجهة القوية منذ لحظات

رمقها سهيل بعيناه المحتقنتان من التأثر


ثم استلت هاتفها فوراً واجابت على المتصل

بعد ثوانٍ فقط .......... قالت للذي يحادثها على الطرف الثاني: ياية

وضعت هاتفها داخل حقيبتها وهي تبتلع ريقها الجاف ........ ثم امسكت رسغ سهيل ..... وهي تقول: الحين دورك تيي معايه يا سهيل .... اليوم بـ اذن الله لازم نحل كل شي ........ لازم



،,



منزل نورة ............. ام سهيل



امسكت يد ريسة بقوة .... وهي تحاول قدر المستطاع الا تنهار
لكن ما إن سمع الجميع صوت اقتراب سيارة من المنزل
حتى ركضت الخادمة حورية وفتحت باب المنزل الخشبي للقادمين

لحظات من انفاسٍ مكبوتة
لحظات من اعين مصلوبة
لحظات من افواه فاغرة مشدودة


ما ان سمعت وقع خطواتهم امام باب منزلها
حتى دفعت ريسة بهستيرية وهرولت نحوهم
نحوه هو ان صح التعبير

هرولت إليه هرولة العمر وسعيَ الدهر
هرولة العذاب وسعيِّ فوق الجمر

تخطو نحوه فتسبقها عواصف اللهفة والشوق وعشقٌ رباني وضعه الله في رحمها منذ ان علمت بـ انه يقبع فيه
عشقٌ وُضع في قلب كل ام لابنها .... فـ كيف بحال الام التي فقدت ابنها في ليلةٍ كانت كـ سعيرٍ تلظى !

واي حال
........... واي حال يا رب القلوب ؟


منذ ان علمت انه حي ... وهي لم تترك جواهر
كانت تلتصق بها كـ الرضيع ... مثلها مثل آدم ويعقوب
تنام وتستيقظ وهي قربها .. متشبثة بها وكأنها بهذا تذكرها كل دقيقة بوعدها انها ستجمعها بابنها


تخطو نحوه وهي تتلوى مع دموعها
مع آهٍ وليتٍ ...... ولعلّ
مع آه كالعلقةِ في الفؤاد
وليتٌ متشبثةً بالروح
و"لعل" تسبقُ دوماً .... النفس والخشوع


امسكت ريسه يد صديقتها بقوة تريد مساعدتها .... وهي تبكي بشكل مزري ...... تضحك تارةً وتبكي تارةً: من يومي ألحقج يا نورة .... من يوم نحن صغاريه وانا ألحقج
حتى في ذيج الليلة ..... لحقتج ..... ورِيت وياج فجيعة الروح والقلب
واليوم انا معاج ... وعدالج
ما بخليج

شدت من يد صديقتها وهي تسأل بلهفة مدمرة: وينه ؟؟؟؟؟؟ ..... ويييينه يا ريسة ؟؟؟؟؟

اكملت بـ هستيرية وهي تحرك يدها يمنةً ويسرة امامها:
ليتني سمعت رمستج قبل وسرت الدختور
جان الحينه اقدر اشوفه لو بعين وحده


وجهها شاحب مرتعب وهي تتلفظ بتلك الكلمات
لكن في آن الوقت مشرق
كـ صفحة السماء الضبابية من المطر وقت شروق الشمس
رعب يواجه وهجاً
ظلمةً تواجه املاً
عواصف تقابل ثبات الانسان في ارض الله
بـ جبالها
وصخورها
ووديانها



كان هو حينها ....... يقترب منها شيئاً فـ شيئاً
يريد النطق فـ يعجز
يريد ان يأخذ نفساً عميقاً فـ يفشل


وهل من بعد لقاء نورة من نفس عذب يؤخذ من الارض ؟!
وهي الارض
وهي النفس وفقدها الشهيق
وهي اتساع صدر الحياة بعد الزفير !!


يختنق
يختنق

لم يرتخي قفصه الصدري
الا عندما امسك ذراعيها بقبضتيه
واغرق وجهه المشتاق المتعذب بـ صدرها الوافر .. المعطر .. الاخضر بـ اخضرار روحها من جديد

هنا
صرخت نورة صرخةً صدحت بصداها منزلها كله
من شماله لـ جنوبه ....... من شرقه لـ غربه

: سهييييييييييييييييييل
سهيييييييييييلييييييييييييييييييييييي
ياويلييييييييييي
ياويليييييييييييي يا ربييييييييييييييي
هذا سهيلييييي يا عررررررررررررب
هذا سهيييييييييييييييييل

ضربت ريسة بجنون وهي تمسك بيدٍ واحدة رأس ابنها الذي كان .............. يأن بحرقة !

: ريسسسسسسسسه
هذا سهيييييييييييييييل
قسم بالله سهييييييييل
ولدييييييييييييييي
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهههههههه

وامسكت رأسه بيديها المتجعدتين المرتعشتين
واخذت تشمه وهي تتأوه بصوتها المرتفع الحاد

زرعت انفها وهي تشمه شعره
وجبينه
وعيناه
وانفه
وبين كل شمّة وشمّة
كانت تقبّل كل موضع لمسَ انفها
تشم خديه فـ تقبلهما بجنون
تشم زاويتا ثغره فـ تقبلهما بجنون
كما كانت تقبلهما وتقبل ثغره الصغير بحنان عذب عندما كان بالامس رضيعاً
وما اقرب الامس باليوم .........!


: يمييييين بالله ...... يميييييين بالله


قبلت رأسه وانفه بـ عـــــــــــــــــذاب
.......... واكملت: ما فرحت بييتك على الدنيا
كثر فرحتي الحينه بييتك يا حبيبي
آآآه
آآآآآآآآآآه يا الغاااااااااالي

شدت من قبضتها على وجهه وهي تطالبه بـ دموعٍ لا تتوقف:
ارمس
ارمس يا نصخ يوفي
ارمسسسس ....... سمّعني حسك



لكن بدل ان يتكلم
غرق اكثر بحضنها
شد من احتضان جسدها عليه
لا يستطيع التفوه بكلمة
حقاً لا يستطيع
فـ كل مشاعره الآن
في لحظة مهيبة قوية .......... عظيمــــــة والعظيم الله

: ارمس ... ابا اسمع حسّك يا حبييييبيييي

اشتد بكاءها وهي تصيح بعواطفها الهائجة: ريسة خليه يرمسني

هزته بقوة واردفت بلـــــــوعة: ارمس يا عمري
ابا اسمع حسسسسسك


كلما طالبت احدهم ان يجعل ابنها يتكلم .... ريسة
او جواهر
او ام جواهر
او حتى حورية التي كانت تبكي بصمت

كان يشد من حضنها اكثر واكثر
مع كل حضن
كان يعتذر روحياً لها
كان يقول لأمه اسف على الفقد
اسف على الحرمان
اسف لاني تركتك
اسف لانكِ كنتِ اول البشر سقوطاً
وآخر البشر نهوضاً
اسف لانكِ كنتِ اول العالمين موتاً
وآخر العالمين احياءً
فلم يكن موتكِ موتاً يليق بمن يحملون قلبك
ولم يكن احياءكِ يليق بمن عاشوا الموت خنجراً
..... وسماً
............. وكمداً


نطق اول حروفه بحشرجة
ببحة مختنقة : و ...... وحشتي القلب
وووو
والروووووح


: ااااااااخخخ
اخخخخخخخخخخ
فديت الحسسسس
فديت المنطوووووووووق
هييي هيييي هذا سهيييييل هذا سهييييييل


قبلته بعشق القلب المفطور المكلوم:
واااايه واااااايه اللهم لك الحمد والشكر
اللهم لك الحمد والشكرررر


وهي متشبشة برأس ابنها
امالت جسدها وسجدت للحي الذي لا يموت
لعلام الغيوب
للذي كان اعلم بها مــن كل البشـر
للذي كان الطف بها من جور الدهر
للذي اقسم بالضحى والليل والعصر

سجدت امام اعين كل من حولها .. امام كل من هم يبكون بسعادة أليمة الآن لأجل لم شمل الام بـ ابنها الوحيد



فـ كان اول دعواها وآخرها
انِ الحمدلله رب العالميـــــــــــــن



،,



منذ ما يقارب اربعة ايام وهي هنا في منزل زوجها .... ابت ان تخرج منه حتى يعود -كما قال لها بعد عدة اتصالات ملحة منها- من رحلة البر مع اصدقاءه ...
مشتاقة له حد السماء والارض
مشتاقة لـ الصغار والذي فيما بعد عرفت انهم عند جدتهم ام هزاع ...

تذكرت قبل ايام عندما وصلت المنزل بكل اشواقها وعواطفها الهادرة ... بكل تحررها الذي استضاء بعد لقاءها بـ سعاد


لكن عندما دخلت المنزل ولم تجد سيارته مركونة ...... انقبض قلبها

مضت بسيرها للداخل .... وفتحت باب المنزل بمفتاحها الخاص
وللأسف .... فقدت الامل كلياً عندما بحثت عنه فلم تره .... لا هو ولا الصغار ....

في النهاية دخلت غرفتها ..... استحمت وصلت فرضها
وسقطت في نوم عمييييييييق
عميق جداً

وعندما استيقظت فجراً فزعة
اتصلت بـ هزاع مراراً وتكراراً ولم يجبها

وبعد محاولات كثيرة مليئة باليأس والحب

اجابها
كان صوته جافاً
قاسياً
بارداً

قال لها بـ اقتضاب تام انه لن يعود للمنزل الا بعد عدة ايام

وها هو اليوم الرابع ... فـ ما الحيلة والتوق في جوفها يزداد
ويشتعل .....!


انتهت من تنظيف آخر غرفة من المنزل .... تنظيف عميق شمل المنزل كله خلال ايام
تفعل ذلك لتمضي الساعات عليها بسرعة حتى يعود
لكنه لم يعد


استحمت .... وتوضأت
ثم صلت فريضة المغرب وصنعت لها دلة صغيرة من القهوة المهيّلة المزعفرة
تركت انوار المجلس خافتة
واشعلت لها شمعتان من تلك الشموع الفواحة الجميلة

تحاول تكوين جو صغير رائق لطيف لها حتى تهدئ من اعصابها ولا تعود لـ السلبية والضيق والحزن

ربما هي تدعي ان سبب ضيقها الآن من هزاع فقط
لكن الحقيقة انها تفكر كذلك بـ ابيها المختفي تماماً
وبـ اخيها القابع خلف القضبان
وبـ جدها الذي بين رحمات الله الآن


بعد تأمل مطول بـ اهتزازات الشموع وتراقصهن الناعم امام مقلتاها


استلت هاتفها واتصلت بـ روزة


مديه: هلا روزة

روزة: هلا مديه حبيبتي ... شحالج ؟

مديه: بخير .. علومج انتي ؟ وشو اخبار المعرض ؟

روزة بـ ايماءة رأس: الحمدلله كل شي تمام ... مشيت على اللي نصحتيني به ... سويت مسابقة في الانستغرام على بعض العطور
والصراحة كانت فكرة ممتازة سوت دعاية حلوة على البضاعة كلها

ابتسم ثغرها بصدق وقالت: تبارك الله ... الله يزيدج يا رب من فضله ... حركة المسابقة هاي تجذب الزباين لج خصوصاً اللي يتابعونج في الانستا

روزة بامتنان: فديتج مديه الله لا يحرمني منج .. خبريني انتي شو سويتي مع مساعدة التصوير .. بترد من بلادها ولا بتييبين غيرها ؟

مديه: بترد ان شاء الله .. وانا وهي قررنا نغير تماماً الخطة التسويقية لنا
لازم اجدد كل شي في شغلي

: حلووو والله ... هذا احسن شي تسوينه ...



ترددت بتململ .... ثم قالت بـ حرج غلفته بالثقة: يمكن مالي حق ارمسج بموضوع حساس
لكن انتي اختي
ويعز عليه اشوفج متضايقة وكاتمة في روحج
انا ادري غلطت بحقج يا مديه
ادري انج تويعتي من رمستي عن اخوج
ومن رمستي عن وايد امور جدامج
لكن ربي الشاهد ... انج انتي بالذات محد يشل مكانج في قلبي
انتي ختيه الغالية وبنت عمي اللي مالي بد ولا غنى عنها

تنهدت بعمق ..... واكملت بمقلتان متأثرتان:
سامحيني يا مديه
وسامحي اخويه اذا غلط بحقج
هزاع والله يحبج ويغليج
ما عمري شفته مستانس وفرحان كثر الشهور اللي طافت
والله الدنيا ما كانت تشله من فرحته

قالت مديه بيقين .... وهي تضع فنجان قهوتها في طبق الغسول: اذا عليج يا روزة ترى ادريبج ما تقصدين تجرحين الناس
وما بقولج ودري هالطبع وهاللسان الفالت لان واضح خذتي عبرة وتعلمتي
واذا على اخوج .... تراه ما غلط
بالعكس انا اللي غلطت بـ حقه وزعلته وحمّلته اللي في مكانه ما يتحمله


روزة بـ تحفز واثق: هزاع طيب .. سيريله ... وراضيه بكلمتين اذا صدق تشوفين انج مزعلتنّه .. صدقيني بيعق كل شي ورا ظهره وبيسامحج

قالت مديه بابتسامة صغيرة ساخرة: انا اصلا هني في البيت

: صدددق ؟؟

زمت مديه فمها بـ ضيق وهي تغمغم بصوتها الرقيق جداً: بس هو محد .. ما شفته لين الحينه

روزة: وينه ؟

مديه: في البر ويا ربعه

روزة بـ حاجبان مقطبّان: ويعرف انج في البيت ؟

مديه: هي ... يعرف

همهمت روزة بـ تفكير: ممممممممممم عيل زعلته هالمرة شينه ..... هذا صح طيوب بس اذا مد البوز يابوووووي ...
اقولج
تبين الشور ؟؟


مديه بتوجس: روزة من يوم انتي صغيرة وشورج يودي في داهية
اخاف اقولج هاتيه وابتلش

: هههههههههههه لا لا هالمرة صدقيني بتشكريني .. بخليه ايي لين عندج يربع على ريوله وايدينه

مديه باعتراض: روووووزة

: سمعي الشوووور

مديه بعدم ارتياح: انزين قولي والله يسترررر

روزة: مممممممممممممم لا ما بقولج .... لانج بتخربين السالفة اعرفج
باي



واغلقت الخط بـ وجه اختها



،,



بعد ما يقارب الساعة ونصف
انتفضت بمكانها وهي تسمع صوت دخول سيارة بسرعة عالية ... ثم توقفت بحدة

هرعت نحو النافذة .... ونظرت من خلالها

فـ كان هو
"هزاعهـا"

اعتلى خافقها سلم الجنون
وبدأت تتلوى معدتها من التوتر والشوق العارم
حتى ان وجهها بدأ يحتقن بعفوية
يالله كم هي تواقة له
لـ رائحته
لـ رائحة منابت شعره


رأته وهو ينزل من سيارته تحت وطأة المطر الغزير
مكفهر الوجه .. متغضن الجبين على نحو ........... قلق !



لمحته يرمق سيارتها الواقفة بـ شكل غامض

لحظات حتى دخل للمنزل ..... فـ رآها امامه
تقف بكامل بهائها السخي
بـ فستان مخملي ليلكي
بـ فتحة عنق واسعة جداً اظهرت جمال عنقها وطراوة بشرة صدرها الوافر


ارتبكت نظراته .... وعبس بعفوية ...... وكأنه يحرص الا يظهر ما يعتمل في روحه

وما ادراكم ما يعتمل في روح هزاع ..............!




ألقى السلام بصوت خشن: السلام عليكم

اخفضت عيناها بـ وجل
واجابت بخفوت: وعليكم السلام


اقترب منها ... وقال بصوت بارد "تعمده بلؤم": وين متعوره ؟

رمقته ببراءة عيناها .... وقالت: متعوره ؟ ... ا ا
مب ... مب .....

رفع حاجباً واحداً ......... وقال: ما طحتي من الدري وانتي تنظفين ؟

قالت بـ عدم فهم: ها ؟؟؟ ........... ا ا ...........


"صدقيني هالمرة بتشكريني ..... بخليه ايي لين عندج يربع على ريوله وايدج "


تداركت الموضوع بأن قالت بـ محاولة كذب فاشلة: ا ا هي .. هي
متعوره



تأمل حسنها
من شعرها المتحرر بغنج فطري على كتفيها الكاشفتين
الى صدرها الـ................... ـمثير
الى خصرها
الى قدميها

سألها وهو يريد سكب ماء بارد جداً جداً على وجهه: وين ؟

امسكت كفه بـ ارتعاش
سحبته برقة خلفها .... اجلسته وظلت هي واقفة امامه

كشفت عن جزءٍ من ساقها
وقالت: هنيه


نظر لساقها بتجهم

تباً
لا يستطيع تمالك عواطفه المتلهفة إليها

لكنه غاضب منها
غاضب جداً

ما ان لمس ساقها بـ لمسته الحريرية ......... حتى ارتمت في حضنه

وغمرته بقربها ...... بكل المشاعر التي تعتصرها
عشــق
على شــوق
على ارتبــاك
على خجــل
على ارهــاق
على يــأس
على نــدم


قال لها بـ عيون حارة وغمغمة اجشة: ما فيج شي صح ؟ هاي لعبة بينج وبين رويزوه


اجابته بصوت مختنق متحشرج: ودومها اختك تسوي اشيا انا مب قدها


: ادري


همست قرب اذنه ... بحرارة .. بـ حب خالص
انفاسها دغدغت حناياه:
احبك

اغمض عيناه متلذذاً مستعذباً

لكن رغم ما انفجر فيه ........... قال بنبرة قاسية: الشي اللي سويتيه في حقي كبير يا مديه
كنتي تتعمدين تذليني


ارتد رأسها للخلف ... لتواجهه وجهاً لوجه
قريبة منه ومن فمه الذي يتوق وصال الشفاه والعناق
: حشى والله يا بوعبدالله


سكت وهو يطبق فكيه بقوة ......... مشيحاً وجهه عنها

قالت له وهي تقاوم موجة عاتية من البكاء
لا تحتمل قسوته
ولا تحتمل جفاءه هذا
: آ آ آسففففة

غمغم بـ جفاء: على ؟

عانقته مرة اخرى وهي تقول بكل الصدق النابع من جوفها: آسفة ........ آسفة على كل شي


اشتد صوت الرعد ... شدت من عناقها له بردة فعل عفوية

انغلقت الاضواء الخافتة حولهم فجأة والشموع التي كانت مشتعلة
بدأ ضوئها يخفت شيئاً فـ شيئاً


قال وهو ينوي الوقوف: خلج هني بسير اجيك على الكهرب

تشبثت به رافضة: لا ... لا تروح

: مديه

: خلك معايه ........ بليز


"بليز"

تقول بليز بعفوية مدمرة ........ بلفظ لسانها الذي تعود في آخر ثلاث سنوات نطق بعض الكلمات الشائعة باللغة الانجليزية

متى اصبح يعشق الـ "بليز" ؟
والـ "ثانكيو" ؟
والـ "ولكم" ؟

الاكيد واليقين انه ليس قبل أن يسمعهم منها هي
من فمها هي
من صوتها هي




استشعر جسدها الذي يرتعش بشكل فعلي

فـ طحن اسنانه بقوة وهو يدرك ما تمر به محبوبته الآن
فـ شتم مروان بقرارة نفسه ...... ذلك الحقير المتوحش


شد من احتضانه لها وقال بحمائية: لا تخافين


حرّك جسدها كما يحرك الاب طفله الصغير
وضعها قربه .... ثم قال قرب اذنها: ياينج ..... لا تتحركين من مكانج


تركها وهو يفتح خاصية الاضاءة في هاتفه ليستدل على دربه

عندما عاد
قال وهو يجلس قربها: حاولت في الكهرب ما اشتغل
الظاهر العطل في البلوك كله


اشعل الشموع مرة اخرى بـ كبريتٍ جلبه من المطبخ مسبقاً ..... ثم استرخى بجلسته وأعادها مرة اخرى لحضنه


يتأملان الشموع المضيئة بصمت


ليقطعان الصمت معاً
في أنٍ واحد
: مديه
: آسفة



سكت ليترك لها المجال للتكلم
للتلفظ بما يدور في خلدها
الذي يدور حقاً وليس ادعاءً:
آسفة والله
كنت
كنت مقهووورة على ولدي اللي راح وفوقها اللي سواه ابويه واخويه فيكم
والله كنت مقهووورة وزعلااااااااانة ومتضاااااااايجة
والدنيا زاغدتني من رقبتييييي
اسفة
قسم بالله اسفة

قالت كلمتها الاخيرة وهي تغرق جسدها الصغير في صدره الصلب الدافئ


كررت بـ ضميرها المُؤنّب:
سامحني


تنهد بـ جبين متغضّن ........... ليهتف لها بصدق
بإحساسه الحقيقي: انذليت منج يا مديه

فـ شحب وجهها اكثر ... وقفت وهي تواجهه بطول قامتها الانثوية

ثم قالت بـ تعابير متألمة معترضة بشدة: حشى والله .... ما عاش من يذلك يا ولد العممم
ما عااااااش



اكملت ودموعها بدأت تنهمر بلا سيطرة: ان تعلّيت تراك فوق الرااااس
وان توطّيت تراك فوق المتون

(المتون = الكتوف، وهو مثل يقال لصاحب المقام العالي والقدر الثمين والذي في ارتفاعه وسقوطه سيظل في منزلةٍ عالية لا تقبل الدنو ابداً)



ارتعش قلبه من غزلها الراقي الحلو الخليط من دموع وانوثة وصدق


تنحنح بخشونة .... ثم قال لها بحزم: ايلسي

جلست مرة اخرى قربه ..... ثم سمعته يقول: ليش تصيحين الحينه ؟

اخفضت جبينها وهي تحاول مسح دموعها لكن دون جدوى: مستحية منك

سأل بـ عيون ملتهمة: وليش مستحية مني ؟

اجابته بتوتر ..... وحزن: غلطت عليك وانت ما تستاهل الا الخير

هزاع بنبرة تثير التوتر اكثر: وليش غلطتي عليه ؟

انهمرت موجة ثانية من الدموع وهي تقول بحشرجة: لـ لاني .... لاني غبية

مسح دموعها بـ اصابعه الدافئة الحانية .. وهو يقول بصوت قوي:
ماباج تسبين روحج ...... ابا حوار منطقي
ابا حوار كبار

مديه: اچذب عليك ان قلتلك اللي كنت احس فيه من شي واحد
كل شي من يوم طاح البيبي تراكم على روحي

قاطعها هزاع وقد قست نبرته لا ارادياً: بس انتي حملتي نفسج ذنب ناس كانوا هم تسببوا بـ اذيتج
هذا شو اسميه ؟

كررت بـ يأس: غباء

هدر منفعلاً: مب غباء .... لا تستخدمين كلمة قلتلج اياها قبل في لحظة غضب


مسحت دموعها بـ يد مرتعشة ........... ثم اخذت انفاساً طويلة عميقة
قبل ان تقول بناظر منخفض للأرض: رحت حق سعاد


اتسعت عيناه من الغضب والصدمة ........ فقال وهو يمسك كتفها بقوة: لا تقولين سرتي تعتذرين

هزت رأسها برفض وقالت: لا
لا
رحتلها وفجيت غيضي كله فيها



وبدأت تخبره بما حصل قبل ايام ... عن لقاءها مع سعاد في السجن المركزي

ليقول هو بنظرة مرتابة غير مصدقة: معقولة ؟؟

لتأخذ نفساً عميقاً
اعقبته بنفسٍ اعمق


ثم قالت بعفوية الروح الجديدة والتي كانت وليدة التجارب والحياة والخذلان:
حسيت اني طير حر من بعد ما طلعت اللي في خااااطري

رفع حاجباً وهو يقول بغلظة: والمفروض افرح ؟ تعرفين ماداني ادشين هالاماكن لا انتي ولا حد من هلي


احتوت ظاهر كفه وهي تقول بعينان راجيتان تأثران بقلبه حد الموت: كنت محتايه اشوفها يا هزاع



سكت وهو يحاول تمالك اعصابه
ثم قال لها متسائلاً: قلتي كل شي تراكم عليج ...... شو اللي كان فيج غير سالفة البيبي وسعاد ؟

: ابويه ... وربيع
كنت .....
كنت متضايقة من فعايلهم والامور الفظيعة اللي سووها
كنت احس بالفشلة .............. منك

قال لها مندهشاً بغضب: مني يا مديه !!

اجابته بـ هزة رأسه: هي منك

حرك ذقنها ليجعلها تراه
ترى عيناه
ونظرته
وصدقه .. واستنكاره: انا ريلج ... متناصفين هالعمر مع بعض ..... كيف تقولين جي ؟؟؟

لتقول له بصدق وفكها السفلي يرتجف لا ارادياً: وبعدني مفتشلة ومتضايجة ومقهورة

هدر بها بانفعال غاضب: يزولون ... ادري انج تعزينهم وتغلينهم لانه في النهاية شاهين ابوج وربيّع اخوج
لكن اللي سووه ما يسويه آدمي في اخوه ..


امسك وجهها بكفوفه وقال بـ انفعال العاشق منه: وانتي غير وهم غيرررر
انتي احطج هني


لكز صدره واكمل بـ عاطفة حارة:
هني

ثم اردف بحنان بالغ: انتي عمرج ما كنتي شراتهم مسك
افا عليج


وحضنها بقوة ......... حتى اختفى وجهها بين طيات حبه
وعاطفته
ورجولته:
افا عليج بس يا الغالية



فـ بكت وهي تحيط يديها بعنقه:
أحبك

هتف بعد ان تأوه بصوت عالي مرهق:
وانا احبج يا بنت الناااااس ....... احبج وما روم بلياااج
دخيلج افهمي انج سعادتي وراحة بااااالي


ارجع رأسه قليلاً ليأخذ شفتيها بين شفتيه
قبّلها بحرارة
بعنف مشاعره الهوجاء حينها الممتزجة بالتعب واليأس


ثم قال بـ قهر .... وعزم ......... واصرار:
لا تخلين اي حد في الدنيا هاي يأثر على حياتنا ... خلااااااااص


حدقت بوله بعينان متوهجتان مع اضاءة الشموع الخافتة
ثم تحول ناظرها للحيته النامية وحاجبيه الغليظتين


رفعت يدها وازاحت عصامته الحمراء من راسه
وشعثت باصابعها شعره الغليظ

همست قرب شفتيه بـ خفوت ناعم: ان شاء الله


يا رب
يا رب

امعاؤه انكمشت من الشوق
والرغبة
جرّاء لمساتها
وهمسها
ونظراتها الهائمة الذائبة


حلقت يداه ورفرفت على جسدها وخصرها

وهو يهمس بـ صوت اجش شديد: لبسج غاوي

بخجل بالغ .... براءة خرقاء
قالت له بتلعثم: تـ ... تسلم


غضّن جبينه بابتسامة ثقيلة شرسة ..... وقال:
تسلم ؟


وقف حينها فجأة ......... وسحبها خلفه


مديه بتوتر خائف: و ..... وين ؟؟؟ .......... ا ا ا شوي شوي عن تتخرطف


: لا تحاتين ادل دربي

سألته بحيرة وهي تتشبث بيده بقوة: و ... وين بنروح هزاااااع ؟؟؟


اجابها وعيونه تشتعل وسط الظلام الدامس: ما تبين بيبي ؟؟


شهقت بخجل هجم عليها هجوم الضواري ........ فـ ضربت كتفه بوجهٍ محتقن مرتبك

: هززززززاااااااعععععع


: اشششششش .... من شوي كنتي تصيحين عسب البيبي ..
انا بعطيج بيبي ثاني الحينه


عضت شفتها بقوة .......... ووجهها يتلون بكل الوان الطيف
حمدت الله ان المنزل كله مظلم لأنه ان رآها الآن فسينفجر من الضحك



لكن انقطع سيل افكارها وهي تصرخ برعب

فوجدت نفسها محمولة بسرعة البرق بين ذراعي زوجها المبتسم بمكر شديد ..
والذي اكمل حديثه بـ عبث رجولي اثارها حد النخاع: باذن الله طبعاً


حينها ......... اغرقت وجهها في عنقه
لتشم بـ عشقٍ عاصف
رائحة العود السيوفي من عرقه النافر قرب تفاحة آدم الخاصة به



،,




رد بسرعة على الرسالة التي اتته عن طريق الواتس آب: داهمنا المكان والقينا القبض على شاهين

آرنود: ممنون لك يا محمد .. ممنون لك لانك صبرت على اخويه وما اجبرته يسلم شاهين بالغصب

محمد بثقة: انا اللي ممنون لك لانك ساعدتني ألقي القبض عليه من غير شوشرة

آرنود: بنت خالتي ساعدتني ... الحق ينقال

محمد: الله يحفظكم جميع ويستر عليكم



اغلق الهاتف بينما يلمح من بعيد رئيسه وهو مقبلٌ عليه .. فجهز عدته كي يتلقى اسئلته التي لن تنتهي بسهولة

كيف وجد شاهين ؟
ومتى وجده ؟
والى مالا نهاية



انتهى الحوار بأن هز رئيسه رأسه وقال بـ عينان ثاقبتان: بمشيها لك الحينه يا محمد لانك من الضباط الاكفاء عندي لكن لي يلسة ثانية معاك رواحنا عسب افهم منك السالفة كلها


اخفض محمد عيناه وهو يعد نفسه فعلاً ان يخبر رئيسه بكل ما حصل حرفياً فهو بمثابة اخ كبير له ويقدره ويحترمه

وسيتفهم الاخير ما جرى
هو متيقن من ذلك



رن هاتفه بعد ان ودّع رئيسه بتقدير

: ألو

: كنت ذكي

زفر محمد من انفه وقال بـ حزم صادق: كنت ابا مصلحتك يا سهيل

رد سهيل وعيناه على امه التي تحتضن ولداه في تلك الاثناء بقوة حانية: على العموم ... اذا تبوني للتحقيق انا حاضر

: لا ابد لا تحقيق ولا شياته ... خلاص انا تفاهمت ويا بو شيخة

سهيل بـ جبين متغضّن: بييكم عادي ماباك تبتلش بنتايج فعايلي

محمد معترضاً بـ نبرة اخوية: الروح ترخصلك يا خويه .. خلك محلك واستريح



،,



يعترف انه ما يزال غضبان ومغتاظ من تصرف نارة الساخر منه وتلك الكلمات اللئيمة المحتقرة التي خرجت من فمها


لكن لا يستطيع الا تذّكر كم كانت يائسة
وبائسة
حد انها تبحث عن اي فرد من اقاربها عن طريق المواقع الالكترونية الرخيصة



جلس خلف مقود سيارته ينفث دخان سيجارته تارةً

ويحدق بمدخل البناية تارةً أخرى


حتى رأى الشخص المطلوب يخرج من البوابة وهو يترنح

مظهره المريب المزري يعطي انطباع سيء منفر للذي يراه


فـ علم فوراً منصور ان الرجل سكران


تردد وهو يضع يده على مقبض الباب


تباً
هل عندما وجد اخيراً خال والد نارة

يتراجع ويتردد اذ ان الاخير يبدو انه من اصحاب الخمور والمسكرات ؟!


كان يرغب حقاً بـ جمع نارة بـ اي احد من عائلتها

كان يرغب برؤية السعادة على وجهها ونور الامل والحياة



تأفف بحدة واجبر نفسه ان يدعس على دواسة البترول ويتحرك مبتعداً عن المكان


يجب عليه التحري اكثر عن الشخص قبل تعريف زوجته عليه حتى لو كان خال ابيها

لن يجازف ويرمي نارة وسط علاقة اسرية مسمومة

ناهيك عن ان عبدالرزاق نفسه كان مجرماً محترفاً
فـ كيف يكون واثقاً مائة بالمائة انه لم يرث الاجرام من عمٍ او خال !




عندما عاد لشقته
ألقى السلام ببرود على نارة وابنته الجالستان امام جهاز التلفاز
واتجه فوراً للحمام


كانت تكتب بعض الكلمات التي انبثق إلهامها قبل دقائق من دخوله على حسابها الشخصي في تويتر



ان حكى
يسمعه خافقي
وياتيه

وان جفى
يهب له ناظري
ويرثيه

يا بشر
لا بـ حكيه نصَف
ولا بـ زلاتي دمح

ويلي عليه
وويلي من بردٍ يحويه






عيناها لاحقته بخفية قبل ان يدخل للحمام
والحزن يغلف تعابير وجهها ..... حزن خليط من خزي وغضب

لمَ وضعت نفسها في ذلك الموقف المخجل ؟
بل لمَ اعطى نفسه الحق ان يقتحم خصوصياتها ويرى مالا تود ان يراه هو بالذات !!

وفوق ذلك وذلك .. يضعها في امتحان ترى انها لا تقبل خوض غماره
فـ اما تكون في معه في علاقة كاملة ملؤها الشك والقلق والخوف
او تكون خلف الخطوط الحمراء
ترمق من بعيد عبثه الذكوري مع الفتيات ولعبه المتواصل معهن



بعد ان اتمت طبخ وجبة العشاء
امسكت هاتفها واتصلت بـ صديقتها في امريكا
تسأل عنها وعن احوالها وما تفعله من بعد سفرها


لترمق من طرف عيناها جسده الطويل وهو يقترب منها ويبدو انه اخذ حماماً طويلاً قبل ان يصلي فريضة العشاء

لم تكد تنزل الهاتف عن اذنها بعد ان انهت اتصالها ...... حتى رأت يده الممدودة لها

اعطاها صورة خال ابيها بهدوء وقال: هذا خال ابوج
اسمه قاسم
ما كنت بخبرج عنه لان الظاهر الريال مش ولابد
مشكوك في امره
لكن شفت ان مب من حقي ادس عنج سالفته وانتي في خاطرج تتعرفين على حد من هلج

امسكت الصورة بتوتر ملؤه الذهول ...... وقالت: وين لقيته ؟

: اللي يسأل ما يضيّع

تأملت صورة خال ابيها بـ عجب/دهشة/ربكة ................ ثم همست بصوت مختنق: شكراً


كان سيشيح وجهه عنها لكن تمكن من رؤية عيناها الدامعتان المتأثرتان

فـ كتم تنهيدةٍ في جوفه وقال باقتضاب: ما سويت شي

ارتعشت اصابعها على الصورة وقالت بتساؤل موجع: ليش مشكوك في امره ؟؟

: شفته سكران جدام البناية اللي عايش فيها


شحب وجهها وامتقع .... فـ سمعته يكمل وهو يقف قرب النافذة يسند جسده العضلي عليه بـ تكاسل

: عسب جي وقتها ما سرت ورمسته


تململت بجلستها بربكة شديدة .... فأضاف وهو يقول بتوجس: وتبين الصدق ؟
ما افضّل تتعرفين عليه اذا هو جي
لكن في النهاية الموضوع راجع لج
في الحالتين بتكمل تحرياتي عنه لين اتأكد انه تمام التمام


اعتدل بوقفته وذهب باتجاه غرفته ...... لكنها اوقفته وهي تقف وتسأله: وين رايح ؟

رمقها بنظرة مرهقة وقال: بسير ارقد تعبان

سألته بنبرة حاولت الا تظهر اللهفة ولوم النفس فيهما
اذ انها ما تزال غاضبة منه ومقهورة
: ما بتتعشى ويانا ؟؟


اجاب باقتضاب: لا


وانصرف عنها متجهاً بكل برود نحو غرفته



شعرت بالخيبة
بالضيق
الضيق الشديد في الحقيقة


اتت ابنتها وهي تحمل جهاز الايباد الخاص فيها: مامي جااااااااائعة

: حسناً حبيبتي هيا لنأكل



،,



بعـــد ساعتيـــن



لم تتمكن من وضع اي لقمة في فمها ... ليس وهي حائرة ومشتتة وضائعة

منذ ايام تراجع كل كلمة من الحوار الاخير ... الحوار "الافظع" بينها وبين منصور

وكلما تصل لجملته الصفيقة الفظة القاسية "مبوني مب ميت عليج"
يشتعل غيظها

حسنا رغم انها ممتنة الآن لانه يبحث عن عائلتها
لكنها مغتاظة منه
مغتاااااااظة وتريد لكم وجهه وعيناه المتعجرفتان


وقفت امام النافذة تتأمل الجو المسائي الجميل
............. جميل لكنه لا يستطيع تجميل البؤس في روحها


عبست وهي تغلق الستائر
ثم غمغمت لنفسها بحنق حاقد: ليش يسوي جمايل لي اذا هو مب ميت عليه ؟؟
محد ضرب ايده وغصبه
يالله كرييييييييه


لحظات حتى سمعت صوت قهقهته الخافتة آتية من غرفته


اتسعت عيناها بالذهول ..
وشكوكها حوله تتصاعد في روحها


وجع
وجعٌ نقي يتفجر الآن في تجاويف صدرها

الخائن
الحقير



اقتربت من باب غرفته
ليصلها صوت ضحكته المتصاعدة

ارتعش فكها ودموعها توشك على الانهيار

ألصقت اذنيها على الباب بقوة حد انها كادت تسقط على وجهها عندما فتح الباب فجأة

تشبثت بالجدار بخفقات جنونية
ترمق منصور المصدوم مرة
وترمق هاتفه الذي كان يرى من خلاله احدى المقاطع المضحكة مرة اخرى


تبـــــــــــــــــــاً


حدقت بعينان مذهولتان ..... ببقايا دموع القهر والحزن العالقة بين اهدابها
بـ فم فاغر
وانفاسٍ مكبوتة مصدومة



يراها امامه مباشرةً
تتخالط انفاسهما ببعض
وكأنها جنية سقطت عليه من السماء

يراها بهذا القرب فلا يصدق انها في كل دقيقة تمر
تزداد توهجاً بعيناه
فاتنة
كانت فاتنة بشعرها الطويل .... شعر الرابونزل

تثير جنونه بشعرها
بحلاوتها الفطرية البرية



والشعر لو طاح على الردفين مال
ان مشى خصره مع النسمة يميل
فاق كل الوصف واتعدى الخيال
به تصاوير الفرس وجموح خيل



مرت عيناه على شفتيها
فـ تذكر مذاقهما العذب ..
مذاق كان من بقايا احمر شفاه ..... متجانس مع طعم الليمون ... والنعناع ... وووووو .............



كسر فجأة خدر اللحظة التأملية وثمالة الفكر المشتت ...... بأن قال بحاجبٍ مرفوع وصوت فظ: شو تسوين هني ؟


جمعت شتات نفسها بشكل يُحسد عليه وهي تقول بحدة: ماشي

سألها ببرود مستفز: تتصوّخين ؟
(تتصوخين بمعنى تسترقين السمع)



اعترضت بحدة اشد: ما اتصوّخ

وولته ظهرها بسرعة وهي تكمل بنبرة لاذعة تريد ضرب غروره بذات كلمته السابقة: وليش اتصوّخ ؟
مب ميته عليك


فجأة ....... وعلى حين غرة ............. سحبها من يدها وادخلها غرفته بخشونة

اغلق الباب ودفعها دفعاً عليه بحدة

صدرها يعلو ويهبط بعينان متسعتان
لم تتوقع حركته هذه ابداً
الخوف هجم عليها والتوتر اخذ مأخذه من نظراتها وارتعاشة فكها

سأل بنبرة هادئة لكن العيون كانت تشتعل
وتتأجج
: ليش كنتي واقفة عند الباب يا نارة ؟


اغلقت عيناها بقوة .... تباً ..... كل ما فيه يوترها
حتى انفاسه الحارة التي تضرب وجهها الآن


سألها بصوت اقرب
واغلظ
: جاوبي


نبرته المتسلطة اغاظتها بشدة

فقالت وهي تتمسك بكل قوة تأتيها: مالك خص

رص على اسنانه من خلف فكيه المطبقين .... وقال ببرود تــــــــــــــــــــام
: مالي خص ؟
ما تلاحظين اسلوبج معايه ...... مممممم مب محترم ؟

قالت بسرعة حانقة: انا محترمة

: اسلوبج اللي مب محترم

زمت فمها وهي ترمق كل شيء عدا عيناه: اذا احترمتني بيتبدل اسلوبي معاك

كاد يفلت صوت ساخر منه لكنه وبدل عن ذلك قال باستهزاء غاضب: اذا احترمتني ؟

قالت بإصرار وهي تحاول اظهار قوتها عليه حتى لو كانت قوة ضئيلة وواهية: هي

سألها مسايراً طفوليتها رغم انه يشتعل غضباً بداخله: ممممممم ليش تقولين جي ؟
هذا في حال طنشت كلمة بيتبدل اسلوبي معاك لانج يا نارة في الحالتين انتي مجبورة تحترمين روحج وتتأدبين معايه


المتسلط
المتجبر
المتفرعن


تجمعت دموعها قهراً وخزياً


فقالت وهي تشعر انها ابداً ليست نداً له
لا لسانياً ولا فعلياً: ان شاء الله
وخر ابا اطلع


كرر بقسوة: سمعتيني شو قلت توني ؟ قلت مجبورة تتأدبين وتحترميني

هتفت برضوخ اثار غضبها من نفسها اكثر فـ اكثر: لو سمحت يا بوضي ... ابا اطلع


: لا .... ما بتطلعين
خبريني .... ليش تقولين اني ما احترمج ؟


قالت ببرود: احم .... كلام ماله معنى انساه


تحركت تريد الابتعاد عنه وعن مدار ذراعيه العضليتان
لكنه امسكها وثبتها مرة اخرى على الحائط

: سألتج سؤال ... جاوبي عليه


هدرت به وقد فاض بها الكيل منه: ليش جي متسلط علي وتفرض قوتك ؟ يعني عشان ما عندي اهل ولا سند جي بتتعامل وياي ؟؟



لا ارادياً ارجع رأسه قليلاً لخلف ..... متفاجئاً من كلامها
الثعلبة المكارة .... تلعب على وتر احساسه المتفاقم بالحماية اتجاهها
لكن في الحقيقة
هو غير اكيد
هل كلماتها نابعة من فؤادها ؟؟
او ببساطة تلعب به لعب النرد ؟؟؟



اطبق فكيه ببعضهما البعض مرة اخرى
لكنه تماسك
وثبت اعصابه بمكانها المعتاد

وقال: انا مب متسلط عليج
ولا استقوي
انتي ما تحترميني ... شو تتوقعين مني اسوي ؟؟

قالت بعيناها المستنكرتان: رد يقول ما احترمه

فـ انفجرت به .... انفجاراً ناعماً كـ نعومة صوتها المختنق
: انت اللي ما تحترمني
وتستخف فيه
وتخوووونّي


اتسعت مقلتاه مصدوماً ......... مذهولاً
: اخونج ؟
الله اكبر
من وين يبتي هالرمسة ؟؟؟


قالت له بعين الاتهام: سمعتك بـ اذنيه وانت تغازل


شخر ساخراً ....... وقال بـ جبين متغضن: انا لو بغازل ترى بغازل جدامج اي وحده ولا بستحي ولا بخاف

طحنت اسنانها بقهر .......... لكنها قالت بـ نبرة ساخرة لاذعة: منو اللي ما يحترم الثاني الحين ؟؟

منصور وقد بدأ صوته يحتد ويرتفع: قلت لوووو
لووو بغازل
لكن ما بغازل ... ليش بغازل ؟؟

اكمل ساخراً وقد قرر اللعب بها كما تلعب به:
الحمدلله مستد عندي حرمة تكفيني عن حريم العالم كلها
تصبحني وتمسيني على احضان وبوس
وكل يوم ما شاء الله تلبسلي الاحمر والاصفر والاخضر



شهقت وهي تضع يدها على فمها بـ صدمة ...... وخجل مريع

لتسمعه يسأل بلؤم خبيث: صح ولا انا غلطان ؟؟

قالت وهي تنزل يدها ..... وتخفض عيناها بحرج لا يوصف: تبا تضيّع السالفة ؟

قال بـ عين قوية شرسة: لا ما اضيعها ... خبريني متى غازلت بنية ؟


لم تجد حلاً الا الاجابة وكفى: قبل ما تسافر
كنت في البلكونة


عقد حاجبيه باستغراب وهو يقول: ما اذكر

لتقول هي بطفولية ... بفم مزموم: طبعاً ما بتذكر .. من كثر اللي ترمسهن

ضحك بـ دهشة شابها استخفاف لطيف: اللي يسمعج يقول هاي تحب ريلها وتغار عليه

احتجّت بغمغمة ملؤها الحرج والاضطراب: ما اغار

قال منصور وهو يرمقها بعمق شديد ..
عمقٍ عتيم: عيل ليش معصبة ؟

هتفت بصوت مختنق متقطع متلعثم: ما .... احم ...... ما اغار .. بس ... بس حقي عليك انك تحترمني

قرب منصور وجهه منها ........ وهو يخفض عنقه نحوها
ثم قال بـ خفوت مُربك: كيف تبين الاحترام ؟؟


وتّرها قربه الشديد الحار
وتّرها اكثر من حقيقة انها بالفعل متوترة ومتحفزة ومتبعثرة جداً

طالبها بالقول بحزم: خبريني انتي ... كيف تبين الاحترام ؟
مب انا من كم يوم ييتج وسألتج القرب ؟
وانتي تمصخرتي عليه وعيّبتي ؟؟

قالت وهي تخفض وجهها اكثر حتى انها شعرت انها ستقبّل الارض اذا استمرت بحركتها هذه: ماله داعي اذكرك شو رديت عليه عقبها

قال لها وهو يرفع وجهها نحوه بحنو: وزعلتي ؟

ابتلعت ريقها بصعوبة ......... وقالت باختناق: اكيد بزعل

ابتسمت عيناه الشرستان وهو يقول: ليش تزعلين يوم انج انتي تبدين دوم بـ الغلط ؟؟

: ا ... انا ........ انا وقتها كنت معصبة
كنت تبا القرب لكن حط نفسك مكاني
كيف ارضى اعيش حياة كاملة مع واحد يخونّي ؟

قال باستنكار مستخدماً بعفوية كلمتها السابقة: ردت تقول يخونّي !

قالت باصرار وهي تريد شد شعره الحريري المشعّث من شدة غيظها: لانك تخووووووووني

أمرها بحدة: لا تزاعقين

كتمت زمجرة مغتاظة وهي تغلق فمها بعنف .... ثم اشاحت بعيناها عنه


رفع هاتفه وثبّته امامها وهو يقول بـ حواجب معقودة: دشي لستة الاتصالات ... وروحي على اليوم اللي سمعتيني فيه اخونج شرات ما تقولين

اعطت الهاتف نظرة خاطفة ثم غمغمت بحنقٍ بارد: من اسابيع هالكلام ..... طبيعي ما بحصل الرقم

منصور: ما استخدمت التلفون الا كم مرة وانا مسافر .. بتلاقين الرقم اكيد


شخرت غاضبة وهي تشيح بوجهها .... ثم قالت بتهكم: ما بحصل الرقم يا "تؤبرني"

ارتفعت حواجبه لا ارادياً ..... ثم ردد الكلمة بنظرة شابتها الذهـــــــــــول: تؤبرني ؟؟؟



وفجأة
اخفض جبينه ......... وضحك !
تلك الضحكة التي تخالطها بحته المميزة وخشونة حنجرته الفطرية


قال بعينان متسليتان: انتي سمعتيني وانا ارمس يدّة مدير التصوير ؟؟

انخرس لسانها وبهت وجهها

ليكمل هو بصوتٍ ضاحك: تيته ام طوني

لهجته وهو يلوي لسانه كادت تفلت الضحكة من فمها لكن الحرج في روحها كان اكبر واشد

منصور: ربيعي جي يزقرها ههههههههههههههههههههههههه .... من لبنان هم
اعرفه واعرف يدته من سنين



تأملت عيناه
انفه
واسنانه الضاحكة

ثم قالت بـ تعابير ممتقعة مرتبكة: صدق ؟؟

اجابها وهو يحاول الا يضحك اكثر اذ انها ومن شدة الحرج كادت تذوب فعلياً امامه: هي والله صدق


التفتت يمنةً ويسرة تريد الهرب
تريد حفر الارض والاختباء بين اتربته
رباه
الحرج أجّج وجهها وخديها واذنيها

قالت بصوت مبحوح متلعثم: ا ا ..... انزين

قال لها بأهدابٍ منخفضة ....... وعتمة مقلتاه العبثيّتان تلتهمها بلا هوادة: شو انزين ؟؟

: انزين ابا ... ابا ........ اطلع


مد يداه مسنداً جسده على الحائط
وبينهما رأس نارة المنخفض من شدة الخجل

فقال بـ صوته الأجش الذكوري المربك للكيان ..... وهو يحملق بها بـ عاطفة حارة
نافرة
مشتحنة حد النخاع

: تؤبريني انتي
منو قالج بتطلعين ؟؟

وضعت يدها على صدره تريد ابعاده
لتتكهرب من سخونته وصلابته وقوته

انزلت كلتا يديها لكنه كان اسرع
وهو يرفع كفوفها ويضعهما على كتوفه

ثم امسك خصرها بيد واحد وقربها اكثر منه
ألصقها حتى ما عاد بينهما اي مساحة للهواء

هتف بـ حرارة قرب فمها المرتعش: تغارين نارة ؟

: ما
ما ......

رفع ذقنها نحوه وقال بـ نظرته القوية الباسمة المثيرة: تغارين ؟

من هول العاطفة الجنونية التي تتراقص بين جنبات صدرها
لم تعرف ماذا تفعل وكيف ستخبّئ نفسها منه ومن هيمنته الرجولية عليها

فلم تجد الا ان تخبئ وجهها في صدره بجسدٍ يرتجف حد النخاع

: انت ..... انت ....

سألها بـ ابتسامة رقيقة: انا شو ؟

اعترفت بصوت مؤلم منكسر وقد فشلت في كبت ما يعتمل خاطرها اكثر من ذلك: انا اخاف منك


وضع يده خلف عنقها يمسده بحنوه الفريد
حنو لا يليق الا بمن مثله هو

: تخافين مني ؟
ليش ؟


فـ انفك سيل مشاعرها بلا هوادة وبلا توقف
: ا ........ اخاف تعور قلبي
اخاف تخذلني
مستعدة اعيش وياك شرات الغريبة
بس ما اتقرب منك وعقب تخليني بليا روح


اوجعته كلماتها
وهمسها
وحروفها المرتعشة شديدة النقاوة والصدق والخوف

فـ هتف بـ صوت اجش بعد ان اغمض عيناه واخذ نفساً عميقاً رزيناً: طالعيني


كانت ترتجف بطريقة تثير الشفقة


طالبها باصرار حار: طالعيني نارة


حينها .... تمكنت من رفع رأسها نحوه ورؤيته
بضباب عيناها الدامعتان وضياعها المتصاعد في مقلتاها


دنى بعنقه قليلاً ............. ثم قبّل فمها بنعومة
قبلة صغيرة ناعمة لكنه حمل فيها كل مشاعره الصافية ونواياه البيضاء

ثم مسّد برقة شفتيها بأبهامه ...... وقال بـ صوت رخيم ثمل: من ذلك اليوم وانا اتحلم فيهن

اطبقت شفتيها ببعضهما وقلبها يخفق بجنون
يخفق بـ خجلها الانثوي وقلقها المتجذر في الوجدان واضطرابها الشديد من ان تخطو معه خطواتٍ للامام


فـ ابتسم بحرارة على ردة فعلها العفوية اللطيفة


: نارة


نظرت إليه تائهة مع توهان عاطفتها الخاصة
عاطفتها التي تموج وتتعارك في صدرها بلا استكانة


مرر ظاهر سبابته على ذقنها
ثم عظمة فكها السفلية
ثم عظمة ترقوتها الناعمة

هتف بشبه ابتسامة ..... وهو يحدق بـ كل شيءٍ فيها بجوع ...... ومطالبة ....... واحتياج مريع: ارد اسأل ذلك السؤال ؟
ولا بتحرجيني نفس هاك اليوم ؟
لاني ربي الشاهد
صادق في نيتي وياج
اباج
اباج قربي
حرمتي .. حلالي

ثم مرر اصابعه على كتفيها بنعومة اثارتها حد اللامعقول ................ واكمل:
أبا اتلمسج .......... اقرب منج
اشوفج كل ما اجبلتي وكل ما اقفيتي
اباج انتي وبس
وما بقولج كلام مثل وعد واوعدج وماعرف شو
ماحب هالخرابيط ........... احس مالها معنى
افضّل المواقف والافعال
وباذن الله مع الايام بتعرفين شكثر تغيرت وشكثر في خاطري اسس معاج عايلة حقيقية
ثابتة ومتماسكة





ويلي
ويلي
حتى لو فكرت بـ نطق كلمة "لا"
لن تستطيع
ليس وهو مندفع بمشاعره حد انه جعلها تخرس
ليس وعيناه تهاجمان بقوة كل حناياها وتعابيرها وايماءاتها الخجولة

ليس وهو الصياد المحترف
وهي الظبي الجفول الخائف المرتجف !


هل ان تقدمت وقبّلت شفتاه المتعجرفتان
سيقول عنها "عديمة الحياء" ؟
لانها وياللجنون ............ تريد تقبيلهما الآن وبقوة

هل ان تقدمت الآن واحاطت يديها بعنقه
سيقول عنها "جريئة ووقحة" ؟
لانها تريد الآن فعلها ........... وبشدة

رباه .......... هو بالضبط ما وصفته مسبقاً
طينة هذا المنصور معجونة بدماء ضحاياه من الضواري

فـ كيف تمكن بلمساتٍ صغيرة منه ........ من اشعال كل تلك الرغبات فيها

ام كانت رغبات مدفونة فيما سبق
وهو فقط من حفر ارض روحها واخرجها !!


مع كل العواصف التي دارت في خلدها
مع كل الهلع المتفجر فيها
هلع انساها الكلام .... والصوت ..... والحروف


لم تفعل سوى شيئاً واحداً فقط

امسكت كف يده
ووضعته على يسار صدرها بصمت بالـــــــــــــــــــغ

وهو فهم حركتها
فهم انها فعلت ذلك لتخبره ان قلبها يخفق بشكلٍ فظيع حد انها لا تستطيع الاجابة عن سؤاله

فهم جيداً كما فهم من نظراتها التي عانقت الارض
واحمرار وجنتيها الحلوتان كالسكر


حينها ........... ابعد يديه قليلاً
ليمسك خصرها بـ طريقةٍ فجة حارقة
ليحرق كل شيء .......... كل شيء
يحرق تردده
وترددها
يحرق حيرته
وحيرتها
يحرق حصونه
وحصونها
فـ كان هو المهاجم والمدافع
...................... وهو الحامي والمستعمر ..


عندما أنّت بـ عذوبــــــة من بين قبلاته الحارة ............... ادرك اخيراً مع انّاتها الراغبة

انه وصل لبر الامان ........................



،,



تركوهما وشأنهما في غرفة نورة

هو وامه فقط ....

هي مستلقية على سريرها وهو شبه مستلقٍ .... يضع رأسه على صدرها

تداعب رأسه .. وتهدهد له كما كانت تهدهد وهو رضيع

يغمض عيناه تارةً يتنعم بصوتها الجميل
ويفتحها تارةً ليحدق بعيناها الثمينتان
وبوجهها الذي حفر عليه الزمان وفواجعه تجاعيد العمر القاسي وعذاب الفقد القاتل


لم يناما ... بل لم يقترب النوم من خافق نورة التي لا تزال لا تصدق ان ابنها حي وبين ذراعيها

وسهيل لم ينام اذ انه ببساطة
سعيــــــــــــد
سعيد سعادةً تفوق الوصف !

سعادةً عظيمة تقبع في جوفه ومن ضخامتها لم تظهر على وجهه الرجولي المستكين

غفت قليلاً
فلم تستيقظ الا على صوته الخافت وهو يوقظها لـ آذان الفجر


عندما استيقظت ... وضعت يديها على لحيته تمسده بجوع الام وشوق العمر الطويل
لا تصدق ان ابنها هنا
في حضنها
تتنفس انفاسه وتستنشق رائحته

ثم قالت له بحشرجة تقاوم دموعها كي لا تبكي مرة اخرى:
لازم اروح اتعالج
ابا اعالج عيوني
ابا اشوفك زين ما زين يا فوادي .. وابا اشوف عياااااالك


قبّل رأسها ...... ثم عيناها وهو يأخذ منهما الاكسجين والحياة
ليهتف لها بوعدٍ رجوليٍ شديد: انا بنفسي بوديچ يالغالية ..... بإذن الله
وعند احسن الدكاترة



،,





: خالوه ريسة .... خالوه ريسة

كانت توقظ ريسة التي بمقام امها ... بنظرة خجولة ملؤها التقدير
ما تزال لا تصدق ما حدث البارحة من امورٍ شديدةَ الوطأة على النفس .... اموراً لم تكن في الحسبان

انقاذها لـ سهيل من بئر الانتقام المظلم
ثم لقاءهم بـ ابن عمه ربيّع
ثم جمع شمل زوجها بـ امه المسكينة
ثم تعرفها هي -جواهر- بـ ام سهيل الروحية

كان يوماً طويلاً ومرهقاً جداً
بكت فيه كثيراً
وضحكت بسعادة فيه كثيراً




بعد ان خرجت ريسة من الحمام وهي تمسح وجهها من آثار الوضوء
تمتمت لـ جواهر بطيبة قلب: حبيبتي جواهر ..... يزاج الله خير
خفت تاخذني النومة وما انش حق الصلاة
جواهر برقة: ويزاج الخير كله خالوه


بعد ان صلّت ريسة ... ومن بعدها جواهر وامها
استأذنت منهما ام جواهر تريد اكمال نومها في غرفة الصغار

جلست جواهر قرب ريسة بعد ان لمحت الاخيرة تربت الاريكة قربها ولسانها يدمدم بالاذكار بخفوت

بعد ان انهت اذكارها ..
نظرت نحو جواهر وقالت بابتسامة حانية: الظروف ما سمحت لي اتعرف عليج يا بنتيه
تعالي تعالي قربي مني حبيبتي ..... سولفيلي عنج .... سولفيلي عن سهيل والعيال


اقتربت جواهر اكثر من ريسة ..... ومع الاحاديث المتبادلة والمتنوعة ..... بدأت تحكي لها بخجل فطري عن سهيل وحياته في هولندا والصغار آدم ويعقوب
كيف اسس عمله ... ومتى تزوج ام الولدان ..... وكيف توسعت اعماله واعمال اخيه ارنود الذي هو في الحقيقة ابن خالتها


قالت ريسة بحزن وخيبة بالغان: ما قدرت اشوف ناصر
هزاع ولد اخويه قالي رد هولندا
كان في خاطريه اشوفه

فـ اشرق وجه جواهر وهي تقول لـ ريسه: ياي ان شاء الله خلال هالاسبوع

لمست كف جواهر وهي تقول بلهفة: صدق ؟ يا فرحتييييي

جواهر بـ بهجة بالغة: ان شاء الله

قالت ريسه بعيون متأثرة مسرورة جداً: تدرين .... متحمسة وايد ايمّعج بـ بناتي
مديه وروزة وحرابة


اومأت جواهر برأسها وهي تبتسم بـ شحوب
كم هي ترحب بـ رؤية حرابة من جديد
والالتقاء بـ مديه التي سمعت عنها اجمل الاحاديث
لكن روزة
........................... لا تعتقد انها سـ تُسر برؤيتها
بل ستقتلها الغيرة ان سقطت عيناها عليها ..


قالت ريسة وهي تذكر امرٍ ما: هي صح .. نسيت اقولج

: قولي فديتج

ريسة: انتي تعرفين نارة حرمة منصور اخويه صح ؟

جواهر بـ تفكير: نارة ؟ مممممممم لا

ريسة: غريبة .... تقول تعرفج وبغت رقمج عسب ترمسج


عقدت حاجبيها اكثر وهي تفكر قليلاً
حتى جفلت وهي تسأل ريسة: تقصدين سااااارة

ريسة بنفي رقيق: لا ... اسمها نارة وبنت اخويه اسمها ضي


شعرت جواهر بالتوجس والحيرة

هي تعرف سارة التي انقذتها من بين براثن خوليان ثم اعادتها لـ زوجها منصور ...... الذي اكتشفت مؤخراً من سهيل نفسه
انه عمه
وتعرف ابنتها التي اسمها ضي

فـ من نارة بحق الله ؟

قالت لـ ريسة بنظرة برّاقة: عندج صورتها ؟

ريسه: هي بنتيه ....... صبري

وبحثت الاخيرة في ألبوم صور هاتفها حتى ظهرت الصورة
فقالت وهي تمد الهاتف الى جواهر: صورت نارة مع بنتها يوم عزمتهن قبل كم يوم عسب يشوفن روزة ومديه


ما ان رأت جواهر نارة حتى تعرفت عليها

فهمست بـ جبين متغضن والحيرة تتصاعد فيها: هي هاي هي سارة ........ ممممممممم في غلط في الموضوع

هزت ريسة رأسها بعدم فهم وهمست بالمقابل بنبرة عفوية: والله ماعرف يا غناتي

طلبت جواهر برقة: عطيني رقمها خالوه ما عليج امر

: من عويناتي



،,



بعـــد نصـــف ساعـــة



خرجت من الحمام ببالٍ شارد حتى انها اصطدمت بشيءٍ صلب من غير ان تدرك
فكان الشيء الصلب هو صدر زوجها ....... سهيل

حدقت به بخفقات قلبٍ راعدة
وهو كان يتأمل تقاطيع وجهها بـ عيونٍ كسولة
عاشقة
ممتنة حد السماء والارض

عندما تذوقت نظرته المربكة الجائعة العاصفة بالعاطفة
احتقن وجهها واخفضت عيناها بعفوية

همست وهي تقلّب اصابعها ببعضها: قرّت عينك

نظر إليها بـ نظرات متراخية ببقايا احمرار خفيف من تأثر ليلة البارحة
فـ رد عليها بـ اجش: بشوفت نبيّج محمد

رمقته بخجل ... واهدابها تفعل الافاعيل به ......... ثم همست: والقايل

نظر لها بجفونٍ شبه مغلقة ......... وقال بـ صوته الخدر الثقيل: اقدر اسوي شي هني ؟

رأت عاطفته الهوجاء الجنونية من خلف اهدابه السود ...... فقالت بسرعة وهي تكتم ابتسامة خجولة:
: ا ا لا .... المكان مب مناسـ...............


امسك خاصرتها بقوة ............. ورفعها نحوه
ثم احتضنها بشدة
تعلقت بعنقه تتذوق لذة حضنه ............. وعاطفته
ووووووو ................. غرامه

غــرامه
يحبهــــا سهيل
يحبها كما تحبه بالضبـــــــــط
هذا ما تذوقته من حضنه العنيف الصارخ الآن


سألته بجنون نبضاتها ..... وهي ما تزال معلقة في الهواء
لا تستند الا عليه
: تحبني ؟


اشتد احتضانه لا ارادياً
فكررت بشراسة العاشقة منها ......... وهي تغرق وجهها بين عنقه وكتفه
: تحبني ؟؟؟؟

حينها ........... خرجت زمجرة من اسفل قاع من حنجرته
وقال: اووووووف
اسأليني اي سؤال الا هالسؤاااال

اغمضت عيناها بقوة وهي تقول بحرارة
بعمق
بأحاسيسها العــــــاتية
: ابا اسمعها منك
ابا اسمعهااااااااااا


تنهد بصوت مهتز أليــــــــم ............. وقال وهو يغمض عيناه مثل محبوبته السنجابة: اموت فيج


كرر بخفوت لكن كالزمجرة الرخيمة ....... وهو يعتصرها عصراً ويمطط صوته من قوة المشاعر: امووووت فييييييييييييييييج






نهــــاية الفصــــل الثــــلاثــــون

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لولوه بنت عبدالله, قصص من وحي الأعضاء, كما رحيل سهيل
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:22 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية