لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-20, 10:51 PM   المشاركة رقم: 531
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي



(لا تلهيكم القراءة عن الصلاة يالغوالي)



،,



الفصـــل الســــابع والعشــــرون






نهضت من سريرها مفزوعة
قبل ان تضع كفها على صدرها وتذكر اسم الله بخفوت متهدج

هذه الكوابيس لن تتركها ابداً
صورة ذلك المجرم لن تفارق خيالاتها ولا حتى سهادها
نظراته الاجرامية البشعة .... وجهه الأحمر المرعب .... عرق جبينه ولعابه المُسال الباعث لكل أنواع الاشمئزاز

يالله كم هي متعبة .... ومنهكة حد النخاع
وما زاد من الضغط النفسي على روحها انها ترى ذلك المجرم بـ وجه مايكل هذه الفترة وهو يريد الانقضاض عليها واغتصابها
كما فعل الرجل السابق قبل سنوات بتلك الفتاة البريئة ..... والتي ذهبت ضحية رغباتٍ حيوانية دنيئة




احتضنت جسدها الضئيل بيدان مرتجفتان

قبل ان يتصلب عامودها الفقري فجأة ........ من رنين هاتفها المحمول والذي سمح لعيناها برؤية اسمه المبجّل المغرور على شاشته


زوجها
زوجها المُفترض .... منصــــــور
ذلك الـ....
لا لا
لن تشتمه ..... وعدت نفسها ألا تشتمه
خاصةً وهي تذكّر نفسها يومياً منذ اشهر انه كـ رجل
هو غير ملزوم لأنْ يبقى وفياً لها ...... غير ملزوم ان يترك كل النساء لأجلها !

هو تزوجها لمصلحة ......... وهي تزوجته لمصلحة

ليس لها اي حقوق عليه وبالمقابل هو ليس لديه اي حقوق عليها

خانها
فليخنها
وماذا في ذلك !
لقد خانها ابوها من قبل
وأمها
وتجزم ان توأمها سارة لو ظلّت حية
لخانتها هي الأخرى بطريقةٍ او بأخرى

تعلمت دروس الحياة بالطريقة الصعبة
ولن تضعف لمجرد ان اكتشفت ان زوجها "الصوري"
خانها ..... او ما زال يخونها


هدرت لنفسها بهيجان وهي تجهل ان الهاتف قد توقف عن رنينه لطول الترقب والانتظار من المتصل:
وشو يعني لو يرمّس بنات ؟؟؟؟ عااااااااادي

لوحت بيدها بصوت احتد واشتدت نبرة الغضب فيه: اصلا عاااااااااادي
طزززززز


رن هاتفها من جديد
استلته ولم تدري ان صوتها كان حاداً مشتعلاُ وهي تجيب: هلااا

: منو معايه ؟؟

طحنت اسنانها بقوة وهي تغمض عيناها

عدّت لـ الرقم خمسة بخفوت لم يصل لمسامعه

ثم قالت بانفعال: انا نارة يا منصور .. منو غيري بيرد على تلفوني الخاص ؟!

ببرود قارص قال: اها ..... تحريت شريف راعي الكراج

عقدت حاجبيها مستنكرة وهي تقول: نعم ؟

أوضح ساخراً بذات نبرته القارصة: في بنية ترد على ريلها بهالصوت ؟

اجابته بـ صوت سيطرت على حدته قدر المستطاع ...... وهي تدور حول الغرفة بخطوات ملتهبة سريعة: كل بنية لها حق تستخدم الصوت اللي تباه
ووووعاد حظك يوم خذت وحده صوتها مثل صوت شريف راعي الكراج


اتاها صوته هذه المرة خفيضاً ...... هادئاً: اعرفه صوتج ...... ناعم
وغاوي


توقفت عن مشيتها المنفعلة وهي تشعر بقلبها يكاد يخرج من شدة خفقانه
الوغد
الوغدددددد يعرف كيف يشتتها بكلمة
ويجمعها بكلمات


تنهد بصوت لم يرغب ان يصل لأذنيها لكنها التقطت تنهيدته بحاسة سمع عالية

ليسأل بنبرة لم تفقه ماهيتها: منو مزعلنج ؟


جلست على السرير ببقايا غضب اصبح بارداً باهتاً: محد


لحظات مرت وهي تسمعه يحادث احدهم بعصبية طفيفة
ثم عاد ليهتف لها بخشونة صوته الطبيعي: المخرج قال بنحاول نخلص المهمة نهاية هالاسبوع



اجل
الصياد المنصور الذي على ما يبدو عُجنت طينته بإحدى دماء ضحاياه من الثعالب ووحوش البراري

فجأة رحل بعد يومان من تلك المكالمة التي اعتبرتها نارة "لكمةً في المعدة والتي ايقظتها من غفلتها الادراكية"
في مهمة كانت تتطلب قدومه على وجه الخصوص والسرعة

مفاجأة غير متوقعة كانت بالنسبة لها .... حتى لابنتها ضي المتعلقة به بشدة

لكن بدورها سكتت فهي كانت تدور في دوامة غضب وخذلان لا مثيل لها
دوامة بعثرت كرامتها وانوثتها وروحها بـ اشد الطرق ايلاماً !

ما اكتشفته من حقيقة مُرة
حقيقة انها ابداً لن تعيش حياة طبيعية مع عائلة حقيقية حتى لو كانت معهم تحت سقف واحد

ابكتها ....... آلمتها
وأدمتها

حقيقة انها ابداً لن ترى العوض .......... وأي عوض
وأي عوض يالله

ارادت المنزل الدافئ فقط

هل هذا كثير عليها ؟؟؟
هل كثير على طفولتها السوداء
ومراهقتها الرمادية
وشبابها الملوّن بكل ألوان الخوف والهروب والقلق والنضال المضني !!




عاد ليسألها وهو يكاد يشتم بقوة المخرج الذي يحاول الضغط عليه منذ اشهر كي يوقع على أوراق شراكةٍ بينه وبين إدارة البيئة في كينيا لكنه رافض كلياً
والسبب هو رفضه القاطع لسياسة عملهم وقوانينهم التي تنافي قيمه واخلاقياته بخصوص البيئة الحيوانية


: علوم ضي ؟

قبضت يدها على الهاتف بقوة ..... لا تريد اظهار تأثرها من صوته
ولطافة لسانه
لا تريد اظهار شوقـ......


اتسعت عيناها بصدمة
وعقلها يقطع كلمة "شوق" بقسوة

فـ اجابت باقتضاب اخفت خلفه توتر وخوف: الحمدلله

سألها بحنان بالغ: حبّت ختيه ريسه ؟؟

اجابته نارة بذات نبرتها الجامدة: هي ... كل كم يوم اوديها عندها عسب تشوفها

: وانتي ..... حبيتيها ؟




لمَ سؤاله هذا اثّر بها الآن ؟
واشعرتها انها ذات قيمة بالنسبة إليه ؟!
تباً
لا ....... لن تتأثر
الويل لها ان تأثرت بأي كلمة يتفوه بها
مممممممممممممم
هل تصبح لئيمة وتكذب عليه وتجيبه بالنفي ؟
بالطبع لا تستطيع
لان ريسه كانت في قمة الروعة والطيبة والحنان والاحتواء
حتى انها منذ اسبوع كانت تصر عليهما ان تمكثا معها في منزلها الخاص الصغير الملاصق لمنزل ابيها الشيخ صياح

لكن نارة اعتذرت منها بلطافة وقالت انها تفضّل عودة منصور اولاً ثم التحدث بأي قرار مستتقبلي مع عائلته
وتفهمت ريسه ما قالته بل واحترمته

دخولها عالم منصور الحقيقي ..... الفعلي ان صح التعبير
جعلها تعيش مشاعر أخرى .. مشاعر لم تذقها من قبل ...... حب ريسة اللامحدود لـ منصور اغبطها واثار فيها شتى أنواع الحنين الثقيل
حنين لـ أمور كانت تتمنى فيما سبق لو فتحت عيناها على الدنيا وهي تراها امامها



كلمات منصور التي سمعتها بعد أسبوع من رحيله عبر الهاتف
اجتاحتها على حين غرة



"

....: امي ريسه تبا تشوفج وتشوف ضي ... لولا الظروف اللي ظهرتلي جان انا بنفسي وديتكم عندها

سكت وكأنه كان يدرس ما يود قوله ...... ثم اردف بنبرة اجشة: رمستني وطلبت مني رقمج
أتوقع بتتصلبج اليوم وبتطلب منج تزورينها مع ضي

عاد يسكت قليلاً قبل ان يكمل بـ حزم دافئ تجزم انها نادراً ما تخرج من فمه: لا تحاتين .. امي ريسة بتشلكم بـ عويناتها
بس يا نارة
ماوصيج
هالله هالله بـ الفعل الطيب
امي ريسه وايد تهمني
وايد وايد تهمني
وترى مثل ما قلتلج قبل .... انتي بالنسبة لها وبالنسبة للكل
حرمتي من سنين .... وام ضي الصدقية

"



فتاة غيرها كانت ستتعمد احراجه وفعل مالا يقبله الذوق والادب العام فقط لتثير غضبه
اذ انه لا يستحق من تحترمه في حضوره او غيابه ذلك الخائن

لكنها جُبلت على الا تتصرف إلا وفقاً لما يمليه عليه قلبها اليتيم
ربتها الحياة على التصرف بفطرة الانسان السليم
وتربية الحياة
اشد ألف مرة من تربية البشر !

لذلك ... اجابته يومها بـ "ان شاء الله" فقط

بلا اعتراض .. بلا حدة .. بلا استنكار .. وبلا عتاب بالطبع !



ردت لواقعها
ولصوته الذي اخرجها من توهان عاطفي لا قبل له ولا بعد

: نارة .... اسألج انا ..... حبيتي ختيه ريسه ؟

اجابت بصدق ..... الصدق الذي تبغضه اغلب الأحيان ويجعلها تريد عض لسانها قهراً:
امي ريسة تنحب



امي ريسة
امــــي ........ الاسم الذي كان نطقُه من لسانها بطلبٍ شخصي من ريسه

في البداية احست بصعوبة نطقه بل استنكرت بداخلها وشعرت بالغربة عند محاولتها فعلها

امـــــي
اسم مكوّن من ثلاث حروف خفيفة فقط ..... لكن التلفظ به كان من اشد الأفعال صعوبةً عليها


مع الايام ومع كثرة اللقاءات ..... والالحاح الامومي الحنون من ريسه ...... تمكنت من فعلها ومناداة ريسة بها .......... تعودت على حروفه العذبة
واحبتها
واصبحت تشعر بعصافير تحلق فوقها ما ان تتلفظ بها ..... "امــــــــي"



تصاعدت وتيرة نبضات منصور على نحو اثار روحه بقوة

"امي ريسه" !

كان سماع الكلمتين منها كـ سماع صوت النوارس قرب مرسى بحر العاصمة

مذهل .... جميل .... بديع .... قمة في الاسترخاء والدغدغة


لهفة غريبة غمرته ..... وهو يرغب بمعرفة دواخلها "هي" واحساسها .... اكثر من رغبته بمعرفة أحوال المسؤول عنه:
شفتوا ابويه صياح ؟

: هي ..... شفناه مرة بس .... وسلمنا عليه انا وضي

هذه المرة سألها بنبرة حذرة: قالكم شي ؟

: لا .... ولاشي .... كان ساكت اغلب الوقت


عقد حاجبيه وكأنه استغرب إجابة نارة وهو الذي كان يتوقع انفلات أعصاب الشيخ صياح عليهم
لكن ومن حديث ريسة المُسبق عن تدهور حالته
يبدو انه مع المرض اصبح غير الذي كان
غير قسوته التي كانت
غير سلاطة لسانه وحدة طباعه التي كانت ما ان يفعل احد ابناءه او احفاده امراً خارج نطاق قوانينه واحكامه وعرفه المجيد !



لكن نارة كانت في فكرٍ آخر
فكرٍ مغاير تماماً
خاصةً وهي تسترجع صورة الشيخ صياح في عقلها


الشيخ صياح
الشيخ الذي لم تره الا مرة واحدة
وامام اشجار ونخيل حديقة منزله الكبير
صورته ذلك اليوم ذكّرتها بصورة شيخٍ كبير التقت به في احدى زياراتها السابقة لإحدى دور رعاية المسنين

نظرته الشاردة
ملامحه العابسة الحائرة
يداه اللتان تشوحان في الخلاء وكأنهما تريدان امساك الماضي والحاضر
وتثبيتهما عنوةً امام عيناه كي لا ينفلتا منه
ومن ذاكرته العتيقة


يومها ... ألقت السلام عليه بـ ابتسامتها الحانية الخجولة وهي تمسك بكفها الايسر يد ضي
وعلى يمينها تقف ريسة

وكانت تعلم انه –من المفترض- انه يعلم بـ امر زواج ابنه منها
وان الأخير لديه ابنة

وتعلم بـ ظاهر شخصيته الصارمة الصلبة العنيدة من عدة قصص ذكرها لها منصور قبل فترة في لحظات صفاء نادرة منه

لكن عيناه المشيبتان
طعنتاها في مقتل
الرجل كان فعلياً تائهاً في فلك الله




"قبــــل أكثــــر مــــن شهــــرين"



رد السلام عليها بحيرة ... وعيناه تذهبان لا ارادياً نحو الفتاة الصغيرة الجميلة


ثم همس بـ صوت المبحوح وهو يمسك ذقن الصغيرة بـ دفء: الصلاة على سيدنا محمد

اكمل بنبرة غليظة عبقة: منو انتي يـ المهـــا ؟

قرّبت ريسة الصغيرة بـ حنية نحو ابيها وهي تقول: هاذي بنت منصور يا ابويه
اسمها ضي

عبس وجهه بـ طريقة الآباء الكبار وقال بعصبية طفيفة: طاعو ... ضي ؟!
اسميه بيتم اثول ولدج
هاي المهـــا

مرر أصابعه على حواجب الفتاة بافتتان ابوي واكمل بعيناه المتراخيتان مع تراخي مزاجه هذا الصباح وتراخي احساسه مع أصوات الطبيعة والطيور والزرع الأخضر الندي:
عيون المها ما شاء الله



قرع قلب ريسه بالقلق والذهول !

رباه
لو كان هذا صياح الـ ماضي ..... لقَلب الدنيا رأساً على عقب
لجعل قاع يومهم هذا فوق رؤوسهم ...... وسماءهم تحت ارجلهم !

سبحانه المغيّر
المبدّل
الذي يعطي القوة للبشر ..... ويأخذها منه برفةِ عين !




"الحــــاضـــــر"


خرجت من فكرها الشارد على صوته وهو يقول: محتايين شي نارة ؟

اجابته وشيءٌ فيها لا يريد لهذا الاتصال ان ينتهي: لا ... الحمدلله مب قاصرنّا شي

اختفى صوته لثوانٍ قبل ان يعود إليها ويقول: حولتلج توني بيزات
اذا بغيتي زود خبريني

عقدت حاجبيها بعدم رضا وقالت: ليش تحول ؟ الحمدلله الخير وايد

: احتياط
انتو هلي وانا ملزوم فيكم .... سواء احتيتوا ولا ما احتيتوا



كانت تريد الجدال اكثر .... والاعتراض اكثر
لكن تعرف منصور وتعرف ان تصرفها المعترض لن ينفعها بشيء
ولن يخفف حتى غيظها الذي يتصاعد في روحها على نحو مبهم لا تعلم سببه

فقالت على مضض مجبورة: تسلم


: نارة




تباً
هل هذه نبرته الطبيعية او يتعمد بث كمية رجولةٍ في صوته حتى يربكها ويضعف اسوار ثباتها !

من شدة توترها وتبعثر مشاعرها ..... اجابته بحدة لم تتعمدها: هلاا

: منو مزعلنج ؟

ارتعش فكها فجأة ووضعت بسرعة كفها على فمها
يكرر سؤاله وكأنه يعلم انه هو السبب بالطوفان الذي يحدث في روحها
يعلم
وتكاد تقسم على هذا


مسحت دمعة حارقة نزلت من مقلتها ثم قالت بعد ان تنحنحت لتصفي صوتها من البحة:
مب زعلانة انا يا منصور

: زعلانة مني ؟
زعلانة لاني اضطريت اخليكم واسافر ؟
ما كان بيدي حيلة والله ............ السموحة
المهمة اطلّبت حضوري شخصياً
وكادر البرنامج مااا.......


قاطعته وقد بثت الكثير من الرسمية والحزم في نبرة صوتها: يا بوضي ماله داعي التبرير ولا الاعتذار
متفهمين اللي صار ..... وندعيلك دوم بالتوفيق
اذا حاب ترمس ضي بزقرها لك



اخفض عيناه بـ تجهم حاد
وغضب مبهم اجتاحه
لا يعرف هل هو بسبب بغضه للمشاعر التي بدأت تتولد فيه تدريجياً .... مشاعر تحيل شخصيته الصلفة الباردة لـ شيء آخر يكره ان يضع له مسمى !

او بسبب ملاحظته جفاءها معه ونفورها ورغبتها بـ انهاء المكالمة معه وكأن مجرد سماعها لصوته يصيبها بالغثيان !


انطفئ حماس خفقاته ..... كما تضاءل توهج اندفاع كلماته الذي كان في بدايةَ الاتصال


وقال لها بـ جمود/برود: برد اتصل بعد ساعتين عسب ارمسها ..... مضطر ابند الحين
مع السلامة


واغلق الخط قبل ان ينتظر ردها عليه



،,



يعيش منذ اشهر عزلة مقيتة ... وظلمة روح مريعة !

طرد جميع الخادمات من المنزل وحمَل مسؤولية اطفاله على عاتقه لوحده

نسيَ جميع من حوله .. نسيَ اهله .. نسيَ والديه .. نسيَ نفسه تماماَ ... فقط هو واطفاله

حتى اسمهان الصغيرة عادت لحضنه بعد اعتقال امها .... اذ ان التحقيقات والاعترافات اكدت تورطها التام في حادثة اعتداء الافريقيات على مديه


اصبح سريع الانفعال .... ويقرص بـ كهرباء بؤسه وانحدار نفسيته كل من يقترب منه

عيناه اصبحتا غائرتان حمراوتان من قلة النوم والراحة

يعلم ان علاجه ... هي
ان راحته ... هي
لكن صدقاً اكتفى من الخذلان والخيبة في حياته مع مديه

اكتفى وهو يتلقى منها باستمرار إحساس انه لا يساوي شيء في كف ميزانها

لـ كَم اظهر لها مسبقاً وبالادلة انه "المشتري الراغب العاشق"

لـ كَم اظهر لها منذ ان سقط قلبه مغرماً بها "انها من بين كل النسوة والجميلات لم يرَ لها مثيل
ولا شبيه" ......... وانه طالما هو حي .... سـ يطلب وُدها دوماً
ورضاها امد العمر

في المقابل ماذا وجد هو منها ؟
لا شيء
لا شيء سوى التردد وهشاشة العاطفة والقلق المستمر من/على الذين يتربصون حول علاقتهما .. واحساسها المتصاعد نحوه انها سرقته من سعاد .. وكأنه كيس رز صغير او خيشة بصل قديم !


حمل ابنته اسمهان التي نامت بحضنه بعمق ..... ووضعها في سريرها الأبيض الصغير
قبل ان يلثم وجهها بـ قلبٍ يعتصر من العاطفة


يا إلهي ..... نعومة خد صغيرته القطني ذكرته بـ نعومة بشرة "مسكه"
لكنه لا يريد تذكر نعومتها ... ولا ضحكتها المبحوحة
ولا شذى عنقها

غاضب منها جداّ جداّ ,,,,, لم تكن شجاعة كفاية لتدعه يقف معها ويساندها

لم تكن شجاعة كفاية كي تعطيه الثقة كي يخفف عنها ويشفي جراح قلبها

يعلم كم فجعت بفقدها للطفل
يعلم كم فجعت لفقدها اول فرحة تدخل اوردتها بعد سنين الخوف والوحدة

يعلم والله ........ يعلم كم تألمت فهو ايضاً قد فقد ابنه الذي اتى بعد ليلة حب عاصف عذب جميل
ليلة اقسم في كل دقيقة خلالها انه سيسعد ذلك الكائن الجميل المستكين بين ذراعيه

لانها جميلة
قلباً وقالباً جميلة

لكنها تركته .... وخذلته شر خذلان
ذلك الخذلان الذي يهين ويؤلم روح الرجل في الصميم

صفعت قلبه بقسوة وجفاء بحجة ان الله قد عاقبها بسبب خيانتها لسعاد وضياع اطفاله بين والدين مطلقين

يالله كم يشعر بالغضب
غضب ظهر بشكل بائس في شخصيته اذ انه صار صامتاً اغلب الوقت
لا يتكلم مع احد ولا يريد رؤية احد



اتصلت به امه "كعادتها كل صباح" تطمَئِن عليه وعلى الصغار

لتقول له بقهر قلب الام فيها: بعدها حرمتك المصونه مب طايعه ترد البيت ؟؟؟

قال وهو يخفي ألم كبرياءه المكسور ألف كسر: خلوها يا امايه

هدرت به بحدة من شدة حزنها على حاله ... هو الطيب الحنون الذي يحتوي الجميع منذ ان ابصر سماء الدنيا:
وعيال شاهين ما نشوف منهم شي زين ؟؟؟؟
حسبي الله ونعم الوكيل ..... حرقوا قلبي على بنتيه والحينه بيحرقونه على ولديه


قال مبرراً ببرود رغم عتابه الشديد على مديه:
مديه بعدها مصدومة من اللي صار

عادت لتهدر به بانفعال: وانت شوووو يخصك !!!
خبرني شو ذنبك .... هذا كله من الخااايسة سعاااد
هي السبب في كل شي
انا مب راضية على اللي صااار في مديه
قلبي معورني عليها ويشهد الله زعلت على اللي صار زعل ما عقبه زعلللل ..... لجني مب راضية بعد باللي تسويه فيك يا هزاااااع


اغمض عيناه ورغماً عنه يحمّل نفسه بعضاً من مسؤولية ما جرى لـ مديّه:
لو اني كنت قربها ما صار اللي صار ... كنت حاس ان سعاد بتسويبها شي خص نص عقب ما زارتها آخر مرة يوم ودت لها العيال ...... سعاد تعمدت يومها تظهر جدامي
وشفت الحقد بعينها ...... شفت التهديد اللي ما نطق به لسانها
بس تجاهلت احساسي
ما كنت ادري يا امايه انها بتأذيني بأعز ما املك


لتقول له امه وهي تكاد تبكي وجعاً وقهراً: انت مالك خص .. مالك خصصص .... كم مرة بفهمك هالشي يا ولديه

اتاها صوته المبحوح الغليظ: استغفر الله العظيم وأتوب إليه

قالت له بتصميم: بتصلبها وبرمسها ..... واذا اضطريت بسير لين عندها واتفاهم وياها

قال لها بانفعال قاسي: لا يا امايه ..... مابا حد يرمس مديه

اكمل وقد انفلتت اعصابه كلياً: مب عشانها اذا تتحرين جي الموضوع
عشاني انا
هدرت كرامتي بما فيه الكفاية ..... ترجيتها شهور ولا فاااد
خلوها خلاص .... مثل ما طلعت من البيت بنفسها بتردله بنفسها

غمغمت الام ببقهرٍ شديد: كل واحد اخبَل عن الثاني
الرمسة وياكم ضايعه
اقول ..... عطني ارمّس عبود ولدك بس



،,



بعد مرور دقائق



اغلقت الهاتف بعد ان اطمأنت على حال احفادها
لتتنهد بـ ضيق وتقول لزوجها الجالس على كرسيه المتحرك بوجوم تام

: عايبنك انت حال هزاع ؟
حرمته مخلتنه روحه وشارده عنه

قال لها حامد بجمود وعيناه ملتصقتان بشاشة التلفاز ولا تحيدان عنها: روزه شارده بعد

قالت الام بدفاع: روزه مب شارده .... انا نصحتها تبتعد عن البيت كم يوم
وما لقيت احسن من حرابة تيلس وياها ...... اذا تمت عندها ما بقعد احاتيها كل شوي

قال حامد بجموده ذاته ..... وصورة ذلك النجم كالسكين تطعنه منذ اشهر:
شارده .... ان كان بـ نصيحتنا ولا بلياها
شارده من رمسة الناس عنها

وقفت ام روزة مستنكرة: حامد شو تقول انت !!

حرك كرسيه المتحرك واتجه نحو غرفته وهو يجيب: سمعتي اللي قلته


ثم غمغم بصوت بعيد
بعيد جداً ........ ويثير القشعريرة في الوجدان: الدنيا ادور ....... ادور ولا لنا بد ولا مفر من عضة المظلوم

قالت ام روزة بنبرة مرتعبة وهي تجهل ما يقصده زوجها: شـ .... شو تقول يا حامد ؟؟؟ شو تخربطططط ؟؟؟؟

قال حامد وهو يغمض عيناه بقسوة يريد إزاحة صورة سهيل الغاضب المنتقم ........... لكن لم يستطع:
اقول ان الدور يانّا يا شمسة ...... والنار اللي حرقت سهيل بتحرقنا
وروزه بتكون اول حرقة ............ خلج واعية وشوفي بعينج
وما وصّيج ........... وقتها صيحي
صيحي قد ما تقدرين
واطلبي النجاة من رب النجاة


ضربت خدها من فظاعة كلمات زوجها وسواد افكاره
ومن ذكره لشخص اختفى من قائمة القبيلة منذ سنين طويلة
رباه ................ سهيل !!!!
مالذي جاء بذكر سهيل الآن ؟!
ومالذي يقصده زوجها بحق الله !!!!


مشت خلفه بتوتر بالغ تريد سؤاله عن مقصد كلماته المرعبة ..... لكنه صدمها ان دخل الغرفة واغلق الباب خلفه بحدة
قبل ان تسمع صوت اغلاق المفاتيح المعدنية مرتان متتاليتان



،,



يجلس جلسة قرفصاء في منتصف الغرفة الواسعة
ركبتاه تغطيان نصف رأسه

لا يريد اسناد ظهره على الحائط فهو بارد
وناعم
اصبح يكره البرد ويكره الملمس الناعم



العزلة تســــمم
الصمت يقتــــل
الخواء يذبــــــــــــح



شد اكثر من اغماض عيناه يريد رؤية وجهٍ يُرجعه لحياته الطبيعية السابقة
رباه كم كانت حياته جميلة
لم يستوعب مدى جمالها الى ان وُضع في هذا المكان المقيت
لم يعلم انه يمتلك اجمل نِعَم الله
الا عندما وُضع هنا في هذه البقعة البيضاء المرعبة
لم يعلم انه عاش عمره يحارب ويناضل ويكافح في سبيل المال
لينتهي به المطاف
يبكي يريد رؤية اهله وابيه واخوانه وابناءه


لتبرز بين عيناه ..... صورة واحدة وسط صور عائلته وابناءه

صورة مدية
ابنته الرقيقة
ابنته التي رغم قسوته وجفاءه معها ...... كانت دوماً تبتسم له بلطافة وسذاجة ..... ابنته التي رغم معاملته البليدة الباردة معها ........ كانت بارة مهتمة مهذبة ولطيفة
عكس عائشة اختها الصغيرة التي لطالما بادلته وامها قسوتهما وبرودة تعاملهما وجفائهما



اغمض عيناه اكثر فـ اكثر يريد تثبيت وجه مديه في مخيلته
كلما تعمق في رؤيتها كلما شعر بالراحة
الراحة المؤقتة والسكينة المخدرة لبضع لحظات
لكن لا يهم
يريد تهدئة خوفه ... وحبس بعض الهستيرية في روحه
منهك حد النخاع وحد الموت


مديه
مديه
مديه


ابتسم بـ خدر وهو يرفع يده وكأنه يريد لمسها


لكن صافحت يده برودة المكان
فصرخ وهو يصفع وجهه مرةً بعد مرة


: لا تروحييييين لا تروحيييييييين
خلج مكااااااانج
اباج هنييييه عندددددددي






خارجاً
ومن خلف أجهزة المراقبة
كان يحدق به وهو يبتسم ابتسامته الخالية من العاطفة والاحساس

يبتسم وهو يراه يصفع وجهه بـ هستيرية فـ يتذكر صفعته له قبل سنواتٍ كانت كـ حبات الحنظل السامة



"

......: اعترف يا سهيل .... ولا والله بتكلم وما عليه من حد ... جهنم تحرقك وتحرق ابوووك


همس بانكسار .. الـ لماذا في صدره تأن وجعاً :
ليش عمي .... ليش ؟
انا شو سويتلك ... ليش تبـ.....


صفعه صفعةً لن ينساها .. صفعةً ظالمة .. والظلم سوط من نار لا يترك صاحبه ... ابداً

"




هل كانت احقادك تستحق فعلاً ان ترمي الاشواك خلفك يا شاهين
فتحيلك لعقرب ساعة تدور حول نفسك
فـ تدعس بقدميك على ذات الاشواك ؟

لتدميك
لتجعلك تصرخ كصرخة المسخ الاجوف القبيح ؟


لا
لا تستحــق

كذلك لم تستحق اباً كـ صيّاح
ولا اختاً كـ ريسه
ولا بناتٍ كـ مديه و عائشة



،,



: بتخبرج يمول ... الحينه صدق بنات صياح يالسات ويا حرابة في الشقة ؟

ابتلعت ابنتها الوحيدة لقمتها على عجل تريد اللحاق على موعدها مع زميلتها ..... وهي تقول: هي .... ممممممممم تصدقين يا امايه
حرابة كانت تبا تشتري الشقة مني

عقدت امها حاجبيها باستغراب وسألت: ليش ؟؟

هزت جميلة رأسها نافية .... ثم قالت تفسّر: ما قالتلي طبعاً ليش بس انا اعرف ...... عسب ما تحس انها غريبة في مكان يالسة فيه ..... يا غير انا ما طعت
عسب تعرف وتفهم ان هي ابد مب غريبة في أي بيت من بيوت أهلها
خصوصاً انا ......... والشقة شقتها .. حلالها من أولها لآخرها
تقعد فيه كثر ما تبا برايها


حملت حقيبتها .... واكملت وهي تنظف بقايا فتات الخبز بمحرمة ورقية: هي راعية المكان الحينه ولها الحق تستضيف منو ما تبا


هزت أمها رأسها بتفهم وتقدير .... ثم سألت ابنتها بنصف عين: عيني بعينج يمول
ما قالتلج حرابة شبلاها مع أهلها ؟؟؟
يعني ما فهمنا صراحة
خالها عبدالرحمن قال حق الكل انها معرسة من فترة على ولده بس ما اعلنوا لظروف عندهم
بس ليش الحينه هي عندج ؟
شو السالفة انا مخي مب قادر يقتنع بهالقصة كلها !



زفرت بخفة
ثم قالت لوالدتها بنظرة حازمة: راعية الشان لها الحق بس ترمس
انا مالي خص
أتمنى الكل يستوعب هالشي
ودخيلج امايه اللي بيتصلبج عشان اير منج رمسه سكتيه ولو تبندين التلفون في ويهه ابرك

رمقتها أمها بنظرة متفكهة .... وقالت: جنج عارفه ان حريم عمامج دقن عليّه يتنشدن يدورن علووووم ههههههههههههههههههههههه

ردت جميلة بغيظ ساخر: وحريم خوال حرابة ..... حتى خالاتها الثانيات اتصلنبج يتنشدن .... واتصلن حق خالتي عفرا بعد

نبرة صوت ابنتها اثارت ضحكها اكثر فهي لم تقل سوى الحقيقة: هههههههههههههههههههههههههههه

اتسعت عينا جميلة بغيظ اشد وهي تردف: لقاااافة حرييييييييييم
تعرفين امايه ...... يشبهن بوبثن
خص نص البني الصغيروني الملقووووووف
اللي ينخش بين اليدران وياكل البعاعيض فليل

: يععععععععععععع شو هالتشبيه الخايس يموووووول


استلت جميلة مفتاح سيارتها وهي تقهقه بمكر
ثم فتحت باب المنزل لتخرج: هذا احسن تشبيه لهن والله
تشاااااااااو مااااااااااامي


(بوبثن = بريعصي/وزغ/بوبريص)



،,



هولنــــدا



رفع الأوراق امام عيناه ورأسه مسند بـ تراخي على ظهر المقعد الجلدي
يراجع لآخر مرة بنود العقد

انزل الأوراق فيما بعد .. ووضعهم على المكتب
المكتب الخاص بـ أخيه ديدريك في الحقيقة

ثم فتح قلم الحبر بأسنانه بانهماك .... ووقّع بخطه المميز اسفل كل ورقة

بعدها ...... رفع سماعة هاتف المكتب ...... وطلب من سكرتير أخيه ان ينسخ له العقد عدة نسخ
ليبعثها فيما بعد لـ الاخير........ ولـ جواهر


مسّد عنقه بـ تعب بالغ
وهو يدعو الله بداخله ان تعود حياتهم العملية كما كانت بأسرع وقت ممكن كي يزاول عمله وحياته بشكل طبيعي

تراكم الاعمال عليه بغياب ديدريك وجواهر احالوا حياته لفوضى لا تُطاق
وهو لا يحب الفوضى ابداً
ولا يحب ان يجبره احدهم على تغيير نظام حياته المعتاد عليه



بعد دقائق
وبعد ان ارخى جسده قليلاً على الاريكة الطويلة

رفع هاتفه واتصل بـ غابش


بعد السلام وتبادل اهم اخبار الاعمال

سكت ارنود بتردد
ليشجعه غابش بأن قال له من بين سواد عيناه: احس في خاطرك رمسة

قال ارنود بعد ان زفر بـ قلق حقيقي: غابش ..... مابا اخويه يكمل اللي يسويه

ليأتيه رد غابش الصامت كلياً ..... وكأنه كان يفكر بالكلام الذي يجب ان يقوله
لكنه لم يجعل ارنود ينتظر اكثر
فقال بنبرة غامضة: خلّه .... هو ادرى باللي يسويه منا كلنا

مشط شعره الأبيض بأصابعه بعنف ..... وهدر: اخويه يتعذب .... غادي انسان ثاني محد يعرفه

رد غابش بقسوة عاصفة ..... وقد اثارت كلمات ارنود الغضب فيه حد اللامعقول: خل يظهّر اللي في يوفه كله ... مستهين باللي استوابه ؟؟
والله ...... والله واللي بسط هالارض كلها وسوّاها
ان لو انا محله جان انا ذابحنهم كلهم من زمان .... جان شويتهم يميع على تاوه


وقلّب كفه فوقاً وتحتاً
واكمل بشراسة: جان شويتهم وهم حيين
وعيني بعيييينهم ....
بسيطة على الريال منا يُتهم بشرفه ورجولته وكرامته ؟؟؟؟
بسيطة عليك انت يا ناصر حد يقول عنك راعي فر.... ؟


هنا اشتد صوته واحتد مطالباً ارنود بالاجابة: هاااا ؟؟؟؟


اكمل وهو يقف ويدور حول نفسه ..... القصة بحد ذاتها تثير نيران أي رجل حر
فـ ما بالكم لو كان الرجل صديقه هو !

: السالفة اعرفها من سنين ..... لكن والله كل ما تيي على بالي آنس نااااار تلبق فيه
هذا وهي مستويه حق ربيعي ..... لو مستويه فيّه شو بيصير ؟! اعووذ بالله
سهيل ما ينلام .... خله يسوي في ذلك الكلب اللي يباااااه
نفااااااد


طحن ارنود اسنانه وهو يفهم تماماً ما يشعر به غابش وما يقوله
لكن أخيه يتعذب .... يتعذب حتى وهو يحمل سيف الانتقام ويطعن صدر عمه به

: بياخذ يزاته بالقانون .... نسيت التهم الثانية اللي عليه !!
نسيت انه جاتل عبدالكريم بعد !!

ابتسمت عينا غابش بعصبية عارمة ...... وقال: لاحق على عقاب القانون .... خل ياخذ يزاته من اول شخص ظلمه وهد حياته فوق تحت
انت تتحرا سهيل عايش حياته طبيعي عقب اللي استوابه ؟!!
تتحراه يشوفك وما يتذكر اللي صار ؟؟؟
تتحراه يشوف محمد وما يرد في راسه الشريط كله !!!!
انا مابا اقسى عليكم ولا اذكركم بأمورٍ مضت
لان انتو مالكم ذنب ..... واحد شرد من ابوه ومن فعايله الردية ..... والثاني كان ضحية صغر السن والخبرة المعدومة
ويشهد الله اني اعزكم وابا لكم الخير
لكن لا تحملون سهيل فوق طاقته
اذا هو سامحك وسامح امك ارضى بالشي وخلاص
وكلامي نفسه بقوله حق محمد اذا شفته
اذا سهيل قرر ما يفضح ابوه بالجرايم هاذيج ولا ارتضى لربيعه الذل والمهانة زود
خلاص يصبر عليه شوي .... ومثل ما قرر يساعده من الاول ... خل يكمل يميله لين نشوف شو النهاية
في الاخير كلنا نعرف ان سهيل اذا دخل في موضوع
بيخلي مجال للرجعة
ما بيضيع ولا بيتوه


شد ارنود من قبضته على الهاتف
وهو يقول من بين اسنانه: انت تعرف ان اللي يصير ..... بيضره ما بينفعه يا غابش

رد بثقة شديدة وهو يصلب قامته الطويلة بعفوية: بينفعه


صمــــت
صمتٌ اتى من جهة ارنود والذي كان سببه استنكاره وعدم تقبله لمنطق غابش الغريب !


رغم هذا اكمل غابش بذات ثقته العالية بـ صديقه: بينفعه .... لانه لو ما ذاق لذة الانتقام
ولو قطرة منه ..... بيتم يهويس طول عمره بـ شاهين والماضي وكل اللي تسبب في عذابه
لكن اذا سوى اللي في خاطره
في مرحلةٍ ما ...... مرحلة بين وعي الدنيا وهذيان الضمير
مرحلة بيحس فيها ان لو شو ما سوى ..... عقابه بيكون بحجم نملة مقارنةً بعقاب الله
بيستوعب الامر بواقعيته ...... وبيختار عقاب الله
ربك وحده يا ناصر ردّاد الحقوق
ولانه سهيل
سهيل اللي سبق وقلت انه اذا دخل في موضوع
بيخلي مجال للرجعة
ما بيضيع
ولا بيتوه



،,



ظهيرة اليوم التالي



ما زالت تنتفض من شدة الحمى .... ولولا إلحاح حرابة القاسي ان تظل على الأقل ليلة معها ومديه
لعادت لمنزل ابيها محملةً بالخيبات والمرارات والحسرات



رباه
الصدمة كانت اكبر من ان تحتملها
اكبر من ان تستوعبها روحها التي طالما تربت على مبادئ معينة

لا تنكر طفولية شخصيتها بعض الأحيان
لا تنكر انها تختلف عن مديه وحرابة ببعض الصفات التي لا تفتخر بها في الحقيقة
لانها ذات الصفات التي جعلتها تسلك طرقاً وعرة وخطرة في حياتها
طرقاً جعلتها في نهاية المطاف .... كائن حزين ... بائس
وعرضةً لألسنة الناس والمجتمع
جعلتها كائن مهبط العزيمة بعد ان كانت من فوقها لتحتها مفعمة بالقوة والامل والاماني المتوهجة


تساقطت دموعها عذاباً اسوداً من كل شيء مرت به
يالله
هو رب العالمين من يعلم انها ليست بذلك السوء المقيت الذي سيجعلها تتهم ابن عمها الراحل بشرفه قاصدةً متعمدةً حاقدة !


اشتدت خفقاتها روعاً ......... سهيل كان بريء
بريء
كيف تلفظتُ بكل تلك الكلمات عنه !!!!
كيف وصلت بها ظنونها ان تظل تكرهه سنين طويلة ولا توقف دعواتها عليه ولا تعترض سيل شتائمها بداخل روحها !!!
كيف !!!!!!



يوم ان عرفت البارحة بالحقيقة
أصابها الدوار
والغثيان الشديد
فـ سقطت بنصف جسدها قبل ترتكز فيما بعد على سواعد كل من حرابة ومديه

لم تعلم كم عدد الساعات التي مرت بينهما وهي بين الوعي واللاوعي !

لتستيقظ صباحاً وهي على سرير حرابة ...... ولتدرك انها نامت الليل كله وهي تحت تأثير الحمى





اتاها صوت حرابة القريب وهي تسأل بحزم هادئ: على وين ؟

استلت عبائتها من علّاقة الملابس وهي تجيب من بين دموعها المتلألئة .... وغضبها
وانفعالها المشوش والذي كان واضحاً جلياً من وجهها "الأحمر من ارتفاع درجة حرارة جسدها":
البيت ..... مالي يلسة هني

: بعدج ميهودة يا ام حامد

استلت حقيبتها وهي تهتف بـ عذاب جنوني: وبتم ميهودة .... هاللي مكتوب لي في هالدنيا
ميهودة قلب وجسد

هتفت حرابة بقسوة ..... وبـ حاجبان معقودان: شو معنى كلامج ؟

روزة: لا تخافين .... مب يالسة اصيح الظلم ولا اقول اني مظلومة .... الذنب راكبني من راسي لساسي

مسكت رأسها الساخن بكفوف مرتجفة ...... وهي تهتف بصدمة لم تهدأ ولم تستكين: صدقته
صدقت عمي يا حرااابة ...... ويوّدت السر في يوفي سنييين
ما كنت شاكة في كلامه ولا عشرة بالمية
واللي خلاني اصدقه زود


صفقت كفوفها ببعضها البعض بنظرة واسعة مذهولة بالقهر/الألم: ان محد رمس ..... محد تكلم
قلت في خاطري هي ..... هاي السوالف منو بيقدر يرمس عنها اساساً !!
فيها فضايح لنا بتوصل لسابـــــع يــــــــــد
هالسوالف فيها شرف ودم وسمعة وعلووووم
واللي زاد ايماني اكثر خالوه نوووورة
خالوه نورة اختفت عنا موليه واقطعت
قلت في خاطري طبعاً بتقطعنا .... اللي سواه ولدها مب شي هين
نزّل راسها القاااااع


لطمت فمها قبل ان تهدر بانفعال حارق: عسب جي انطميييت ..... وقلت يا بنت اسكتييي
لا ترمسيييييين
صدق ما حبيته الحب اللي ينحكابه في القصايد والشعر .... وهالشي استوعبته متأخررررر
لكن دخل قلبي يا حرااااابة .... حسيت اني شيخة البنات وياااااه
من وانا صغيرة وانا احس روحي شيخة البنات بمجرد ما يطالعني بعيونه الدافية
كنت اتبااااااهى فيه وانتي روحج كنتي تعرفين هالشي وتضحكين عليّه دوم ..
كيف بتكون ردة فعلي عقب ما اسمع ذيج الرمسة عنه من عمي شاهين ؟؟؟ قوليلي انتي كيف بتصرف وشو بقووووول ؟؟؟؟
وكيف كنت اقدر اتأكد من صدقه ؟!!!!
الكلام اللي قالي اياه ما ينططططططرى
ما ينقاااااال
عسب جي انطميييييت
وليتني ما انطمييييت
ليت لساني انقصصصص قبل لا اذكر سهيل الله يرحمه بالشييييينه



وانخرطت ببكاءٍ اشد وهي ترتمي على السرير


اقتربت حرابة منها ببطئ
تريد التخفيف عن اختها لكن وجعها منها فاق كل حد

لذلك هتفت بصوت قاسي جليدي رغماً عنها: اللي صار صار يا روزة
ما نقدر نرجع بالزمن ونغيّر القدر والمكتوب


فـ صرخت روزة بكل العواصف التي تكونت كالوحوش في ضميرها الدامي:
لا اطبطبين وتقولين اللي صار صاااار
لان اللي صاررررررر ..... يالسة انا اشوف نتايجه الحييييين
اللي انا فيه الحين من فعايل يديييييني ولسااااااااااني
من استهتااااري وصغر عقللللللي


حملت حقيبتها ..... وهي تضع حجابها بعنف على رأسها ....... وخرجت من الغرفة
ومن الشقة بأكملها


شيّعتها حرابة بعيناها الذابلتان رغم قسوتهما الظاهرة
تركتها ترحل اذ انها هي نفسها منهكة العقل والجسد
ولا تملك قوى إضافية للجدال والاعتراض



جلست على السرير بضيق عارم
فلم تستطع السيطرة اكثر على قوتها
رمت بظهرها للخلف وتمددت مع تنهيدةٍ شرسة انفلتت من حنجرتها


سهيـــــــــــــــل
سهيــــــــــــــــــــــــــــــل

كان وجعك يا اخي اكبر من ان يتحمله العقل .... لم تكن السنين بعدك كفيلة لتشفيه
او لتغلقه حتى

والجرح المفتوح اصبح بشعاً بشحوب لونه القاتم
شوّه الروح وشوّه القلب مع البدن



اغمضت عيناها بـ تعابير ارتخت من فرط الألم المختبئ خلف قناع الحديد الموصد

لتتكون صورته الحبيبة امام عيناها المطبقتان


يا سواد الروح من بعدك يا اخي
مديه اخبرتني بما فعله آل صياح بك
لمَ سكت ؟
لمَ سكت يا جذعي المبتور ؟

من كان يعلم بأوجاعك وسكتَ جبناً وضعفاً ومكراً ؟
من ؟

من كان يعلم بما تعانيه وفضّل عذابك على راحتك ؟


آهٍ لو كان للموتى لساناً ينطقون به وقت عازة الاحياء

آهٍ وآهات ...... وحسرةٍ وحسرات



دمعة حـــــــارة
سقطت على وجنتها الندية المحمرّة
دمعة لم تسقط حتى لأجلها هي .. حتى وهي ترى دماءها تنبثق كالنافورة من ظهرها من طعن الأقارب والاحباب وغدرهم


اخيها الرجل
اخيها الذي سقته الحياة من نبع الشهامة والنبل والمرجلة
اتهم بـ انه قاتل متوحش
و
ووووو......



يالله
لا تستطيع نطقها
كبير عليها هي نطقها ..... وكبير على الذين من حولها فعلها وإلقاءه بالنار ظلماً وبهتانا


كيف كان شعورك يا اخَ الروح وانت تسمع بأذنيك اتهاماتهم لك ؟؟

كيف كان شعورك وانت القمة التي اُجبرت على الانتكاس
والخنوع
والذل ؟!!!

كيف كان شعورك وانت ترى سطوعك من السماء يُرَش بماء النار
حتى سقطت ودُفنت اسفل سابع قاع من الارض !


لكنهم لا يعلمون انك ستبقى مدوّناً في صفحات العمر انك السماء
والأرض
وساحة الحرب والسلام

انك ستبقى راية الخير على جبين الكريم والرفيق .... ورمح الرديني على عنق الخسيس والحقير

انك الحر واليُمن والكرم

انك الجمع وكلهم افرادا ... وكيف للأفراد بعدك عزةً ومهابة ؟!

انك الجمع وكلهم افرادا
وكيف للأفراد يدٍ مبسوطة وانت سحبت البساط والخير وإرث الخُلق .... ورحلت ؟!
كيف ؟



رفعت يدها
وكأنها تريد لمس طيفه
وبقايا آخر ضحكةٍ له انغرست غرساً في وتينها


همست بـ بحة مختنقة وهي تحتضن كفها العائدة إليها بخيبة الظنون والامنيات:
رحمةَ الله عليك يا هوا النفس وطيبها
رحمةَ الله عليك يا خويه



،,



بعــــد نصــــف ساعــــة



(.....: ماحيدج جبانة يا بنت قلبي)



بالطبع المُرسَل ريسة ... عبر تطبيق الواتس آب

ريسة التي من طبعها الا تتدخل وتحل اي مشكلة حتى لو كانت طرف مهم فيها إلا بعد ان تتيقن ان الطرف الآخر قد هدأ واصبح قابلاً للحوار بعقل متزن وسيطرة ثابتة !
لهذا فقط لم تلح عليها كثيراً بالاتصالات الشهور الفائتة مثل أمها عفراء

رغم ان أمها ريسه تعرف انها هي -حرابة- ستغضب منها مما خبأته عنها اكثر من غضبها من والديها

تعرف بالتأكيد .... اذ انها ربتها ورأت خصالها النامية في روحها ورأت كيف تكونت شخصيتها امام عيناها بفخر

لكن ما فائدة الفخر .... وهي كانت اول من رفع راية الغدر عليها !!
وكأنها ربّتها سنين لترفعها عالياً ثم وبلمح البصر
تتذوق وتتلذذ بطعم رؤية صغيرتها تنكسر وتتحطم روحياً



(ماحيــدج جبانــة يــا بنــت قلبــي)



هل بالفعل انا ابنة قلبك يا ريسه ؟!

هل بالفعل كنت الابنة التي أردتها دوما شمّاء شاهقة تعتلي السحب وتحلّق مع الطيور الحرة ؟

هل بالفعل كنت "آخر العنقود" التي قطفت عناقيد قلبك كما كنت تقولين للجميع دوماً بزهو وحب ؟!

اجابت بالكلمة الوحيدة التي تعرفها ما ان غدت تلمح رسالة من احدهم او اتصال مُلحْ ومتلصص على خلوتها الارادية

: نعم ؟


ثوانٍ حتى اتصلت بها ريسه
فلم يكن لدى حرابة مجالاً للتجاهل هذه المرة

استلته بعنف ...... ليأتيها على الفور صوتها الدافئ: الحمدلله على السلامة ولو انها يت متأخرة

زفرت انفاس القهر والغضب من انفها ......... ثم هتفت ساخرةً حد النخاع: سلامتي من شو بالضبط ؟
ردتي من "الهاني مون" ولا لان بعدني حية بفضل جهود ولد خالي الجبار ..... السوبر مان غابش بوالشريس ؟؟؟

ردت عليها ريسة بـ عتب: ماظنتي يا حرابة عطيتي حد فينا مجال يرمس ويوضح لج
كلنا حاولنا نشوفج وما طعتي
حاولنا نتصل وما كنتي تردين علينا

قالت الحرابة بـ قلبٍ ابى ان يلين او يرضخ: عندج شي تحسينه مهم .... مثلا حد انجلط ولا حد انتحر
قولي بسرعة الله يخليج ما عندي وقت

رغماً عنها ابتسمت ريسة بـ دفء شديد وود محبب بقوة

هذه الحرابة لا تستطيع ان تمثل دور الفتاة الحديدية عليها حتى لو قتلت امامها ألف شخص

لكن قالت لها بحزم مغلّف بكثير وكثير من العتاب واللوم: ليش مزعلة امج وابوج ؟ هاييل والديج
انا ربيتج على جي يا حرابة ؟؟

برقت عيناها بسخرية اشد من ذي قبل ...... وهي تجيب بـ لؤم: لا ........ وما ربيتيني بعد على الجذب
والظاهر مب كل مربّي يلتزم بتربيته ويطبقها على نفسه
للأسف ..... لذلك لا تتشرهين اذا تلميذتج خالفت اهم وابسط قواعد التربية


وقفت حينها ريسة وهي تريد التوضيح لهذه التي لا ترى ابعد مما يراه كبريائها واعتدادها: كنااا ....

قاطعتها بقسوة عاتية ملؤها القهر والخيبة: لا تقولين مجبورين وكنا وكناااا .... لان تبريراتكم ما بتخفف ابد حرقة القلب اللي فيّه
ولا اي كلمة بتقولونها بشوفها بعين الصح والعدل ..... لاني مب انا اللي انخدع وتيوزوني واحد على انه بنص عقل ....... وهو ما شاء الله
عقله يوزن بلـــــــــد


قالت جملتها الاخيرة بطريقتها الخشنة الساخرة والتي اثارت في الحقيقة ضحك ريسة لكن ان ضحكت الآن فستأتيها حرابة بـ كلاشنكوف لتقتلها

اضافةً على هذا ...... هي ................. سعيدة !

سعيدة حقاً لأجلها
اجل حرابة متألمة مما تشعر به الآن
وتكاد تقسم هي -ريسه- ان ابنتها ذات الحلاوة السكرية السمراء تشتمهم جميعاً بقرارة نفسها وتلعنهم وتكيل كل ادعية العالمين عليهم

لكنها سعيدةٌ لأجلها

حرابة حامل
يالله

لم تصدق عندما اخبرتها عفراء منذ سويعات رغم ان الأخيرة لم تكن لـ تفشي "السر" كما سمته حينها
لكن عندما اتصلت بها – ريسه- لتطمئن على حالها احست بصوتها الباكي الملتاع فوراً
وبعد الالحاح والتصميم من طرفها ..... اخبرتها مع اخذ وعد منها الا تخبر أي احد .... لأنها رغبة حرابة ان يظل الامر طي الكتمان
لكن الى متى
حقاً لا يعرفون !


اووووه
ابنتها الصغيرة تحمل في احشاءها طفلاً
ابنتها التي كانت تشبه الرجال بلباسهم وتصرفاتهم وتجهم تعابيرهم وصلافة احاديثهم
حامل !

لن تكذب وتدعي انها آسفة كلياً على ما حدث لابنتها من خداع
بل مرحبة جداً ..... وممتنة جدا
ابنتها كانت في عالمٍ آخر

عالم كان كالسجن الافتراضي المقيت حبست كل "كروموسومات الإكس" داخله ورفضت تحريرهم !

والمصيبة انها لم تكن تعلم ان سجنها ذلك كان مظلماً مرعباً ضيقاً ولن تستفيد منه حتى لو تميزت ونجحت واعتلى شأنها بين الناس والعالم

اجل هي تعلم ان السجن اتى بسبب فقدانها سهيل
بسبب فقدانها الجذع التي كانت تترنح بطفولية وسعادة عليه

لكن غابش وبالخطة الذي وضعها للزواج منها
احالها لشخص آخر .... بل تقسم انه حرر شخصيتها القابعة في سجن الحرمان والخوف والضياع

حررها وجعلها تعيش مشاعر لم تعشها ولم تذقها من قبل





رغم كل ما يعتمل خاطرها من كلمات وبوح وجمل ابت ان تترتب وتنتظم في سطور من شدة تاثرها
قالت بصوت قوي ثابت: انزين بعيداً عن اني ابا اقولج "ترى اللي سويناه لمصلحتج ولو كان بكامل عقله ما كنتي رضيتي به ولو ولو ولوو "
اسألج بالله
سؤال واحد بس
ما ريتي من ولد خالج شيٍ زين يشفعله عندج ويخليج تعطينه فرصة ثانية ؟
الريال في الاخير ما سوى ها كله الا لحمايتج
مب لانه يبا يكسر هامتج ولا يذلج ولا يستهزأ بج يا بنت ليث


: خير ؟ ......... حمايتي ؟

هدرت من فرط قهرها المتصاعد: لا لا لا فديتج ... حمايتي هاي خلوها على صوب
لانج اكثر وحدة في الدنيا هاي تعرف ان دم ضروووسي اخلي حد يتفضّل علي او اكون مديونة لحد بحيااااااتي
انا وحدة كونت نفسي بنفسسسسي .... لي شخصيتي لي مكانتي بين الناس والعالم
تبين تقنعيني ان نقطة
"حمايتي"
بتخليني اضعف واتلوم واروح عنده واخذه بالاحضااااان
شو قالولج ؟؟؟ مراهقة وامشي ورا احلام اليقظة الوردية ؟؟؟؟

اكمل وهي توسع عيناها بغضب: وبعدين تعالي
ما سألتي نفسج شو مصلحته يحميني ؟
شو السبب ؟
ولا تقوليلي لاني بنت عمته
في هذاك الوقت انا ما كنت اعرفه ولا هو يعرفني .... أساساً ايامها كنت توني ملتقية في خالي عبدالرحمن
اقنعيني انتي جان تعرفين
ليش بغى يحميني من داعش !!! ليش هو بالذات يحميني منهم



المشكلة ان ريسة تعرف الاجابة
تعرف ان غابش دخل قضية حرابة لاجل سهيل
معلومة قد عرفتها وعفراء مؤخراً عندما التقوا بغابش عند والدته صبحة منذ فترة ليست بالطويلة


قالت بلا مبالاة ظاهرية: والواحد اذا يبا يمد ايد العون حق هله ويبا يحميهم من الخطر خصوصا اذا من ناس ارهابيين مثل داعش
نحتاج نسأله ليش وما ليش ؟


هدرت حرابة بحدة: لاني لازم اسأل
لازم اعرف شو يبا مني غابش
ليش سبل بعمره وسوى معاكم هالتمثيلية كلها عشان ياخذني
شو يبا ؟؟
منو مطرشنه عليّه ؟؟



خرس لسان ريسة بتوتر داهمها على حين غرة
فـ خفق قلب حرابة باليقين الصاعق وهي تتلقى الصمت من امها !

سألت مرة أخرى وهي تعقد حاجبيها بريبة: حد مطرشنه علي يا امايه صح ؟

: ا ا ...... الله اعلم

حرابة بشراسة: لا انتي تعرفين ... ارمسي .... منو مطرشنه علي ؟؟؟
شو يبا مني ولد خالي ؟؟؟

قالت لها بصوت لاذع تخفي خلفه ارتباكها: اظن اتصلبج وايد وما رديتي عليه .... اذا اتصل ردي عليه وتنشديه

: اماااااايه

قاطعتها ريسة بنبرة حازمة وهي تقرر انهاء المكالمة: وخلج من قساوة القلب
رمسي امج وابوج وراضيهم بكلمتين ما يستاهلون اللي اسمعوه منج
لا هم عدوينج ولا يبون لج المضرة
مع السلامة



وأنهت الاتصال بهدوء ..... لتترك حرابة تزمجر بصوت مكتوم وبكل العواصف التي تموج بروحها



،,



داخل مقهى شبابي راقي اسفل بناية شركته



ارتشف قهوته ... قبل ان يقول لصاحبه: استعملت المرهم اللي عطيتك إياه ؟

اجابه غابش بعد ان شرب قليلاً من عصيره: لا

قال له محمد وهو يتفحص وجهه: الاثر بيتم

رد الآخر ببرود لم يُظهر تراقص قلبه لمجرد ان سمع ان "اثرها هي" سيظل في وجهه

: برايه عادي


عقد محمد حاجبيه باستغراب .... ثم قال وهو يتفحص وجه غابش من جديد: متأكد هذا يرح سلك مكينة الموتر ؟

اعتدل بجلسته وهو يجيب بصوته الخشن الطبيعي: هي .. بقص عليك مثلاً !

ابتسمت عينا محمد وهو يعلم ان في الموضوع إنّ
أن جرحه سببه مشاجرة من نوع ما لكن لم يرغب ان يحرج صديقه بفضوله


اخفض عيناه وهو يعود لتفكيره ........... تفكيره المنصب عليها هي
المجنون بها هي
الغاضب منها هي


تباً
كيف له النجاة منها ...... وهو يريد الغرق بها اكثر !

كيف له الدفاع عن نفسه امام سيوف عيناها وهو يريد هجومها
وضرباتها وقتالها الشرس !

كيف ؟!


رفع عينان عاصفتان بالعاطفة الهوجاء
ليجد نفسه يقول بـ اجش: غابش

غابش وهو منشغل مع هاتفه: هممممممم

: ابا اعرس

اتسعت عينا غابش وهو يرفع وجهه نحوه .... وقال: هااا ؟!

كرر جملته هذه المرة بقوة .... وثقة اكثر: ابا اعرس

ابتسم غابش بـ دهشة حقيقية ..... لم يتوقع هذا الحديث من محمد
والآن بالذات

فقال بـ ودٍ صادق: والله هالساعة المباركة حموووود .... تبا تناسب عرب نعرفهم
ولا بعدك بتتريا الوالده تنقّيلك ؟!


: ا ا احم ... الصراحة ابا اناسب قوم حامد بن صياح


عقد غابش حاجبيه وهو يشبك الأسماء ببعضها
وقد كان يعلم مسبقاً ان لدى حامد "ابن عم والدته" ابنة واحدة فقط
والتي كانت فيما سبق
خطيبة سهيل !
وحالياً تعتبر طليقة ربيّع بن شاهين .... ابن عم سهيل

وبالطبع لن يشارك محمد هذه الأفكار فليست ملائمة لا وقتاً ولا حتى مقاماً اذ ان الرجل يريد ان يخطب ويخطو خطوة جديدة في حياته ..

قال له غابش وهو يهز رأسه بابتسامة حقيقية: ونعم من اخترت
ما بيحصلون اخيَر عنك يا خويه

قلّب أصابعه حول ميدالية مفتاح سيارته بحرج شديد
وتخبط اشد

لولا انه يحتاج لشخص يقف معه ليخطو اول خطوة نحو قراره
لما فكر ان يطلب هذا الشيء الحساس بالذات من احد لا يمت معه صلة دم

وهذه احدى الأمور التي تقف كالغصة في روحه دوماً

لا اب يسند ظهره
ولا عم يقف قربه

حتى خاله لا يستطيع الوقوف معه لكبر سنه ومرضه الذي اشتد عليه مؤخراً

وسهيل
سهيل صديقه ...... في عالمٍ لا يعلم ماهيته سوى الله
هو –محمد- من الأساس لا يعرف اين موقعه الآن على خارطة العالم !


وعندما فكّر في الامر .... وقلّبه بعمق في عقله
وجد ان انسب شخص يعتمد عليه بموضوع الخطبة هو غابش وابيه
اذ انه خلال السنين الأخيرة خلَق علاقة جيدةً جداً مع غابش خاصةً بعد ان ساهم سهيل في تقريب الشابان بـ بعضهما خلال سفرهم الجماعي في الاجازات



قال بكل التخبط في روحه: بس انا محتايك ويايه يا بوعبدالرحمن

رمقه غابش بدايةَ الامر باستغراب .... قبل ان يفهم ما يريده محمد بسرعة بديهية

فـ اصلب ظهره فوراً ...... واقترب من صاحبه وهو يقول بـ نخوة رجولية شابتها بريق عينان مذهل:
فااااالك طيب
والله ان تبشر يا محمد
الساعة المباركة يوم نخاويك ونتعنى لك ونخطبلك يا خويه

قال بتوتر ظهَر مع احتقان وجهه بلون الحرج: انت وعمي عبدالرحمن

ربّت على يد محمد وهو يؤكد عليه بثقة باسمة: عبدالرحمن بوالشريس اول القووووم يعلني افدااااك
عيونّنا لك ... انت اخويه يا محمد



،,



قبضت على الهاتف بشدة
شدة لم توازي حتى حجم النطفة مما يشتعل في روحها


غابش
غابش


اسمه لوحده يربكها
ويثير فيها غضبها الذي تحاول كل يوم منذ اشهر ان تهمله كي تستطيع التصرف بحكمة
لكن كل حرف من حروف اسمه كالوحش الضاري يغزو كوابيسها ليلاً

والافظع من كل هذا
عيناه
عيناه اللتان تنبثقان في خيالها في اضعف حالاتها واشدها ضعفاً

عيناه اللتان اثرتا بهما بعنف اللتان كانتا تدعيان البلاهة والسذاجة والعقل الخفيف

تتردد احاديثه الناعمة في عقلها ولا تكاد تبصر بعدها اي شي عدا رغبتها بتذوق ذات الاحساس الذي تذوقته حين سمعتها



"

: وجودج قربي
بهالقرب ..... وزود شوي
يكفيني

"

"

: فديت عقلج وقلبج .. أقول .. شرايج نرد البيت

"

"

: كيف عمي ليث خلاج تشتغلين في الجيش ؟؟؟
وايد غاوية انتي وتلفتين النظر

"




لكن التذوق تغيّر
الطعم تغيّر

الآن فقط ادرك ان كل احاديثها وغزله العفوي ما هي الا ادعاء وتمثيل واستهزاء بها

غصة قبضت قلبها بلا رحمة
لأول مرة تدرك ان احساس الاستهزاء بالروح
اشد مرارةً وقتلاً من الاستهزاء بالشكل والصورة



((وايد غاوية انتي وتلفتين النظر))



امسكت زجاجة الماء الفارغة ورمتها حتى تكسرت امامها كلياً


حدقت بـ وجهها الشاحب امام المرآة
حدّقت بـ حياتها الحالية الخالية من شيء
هي اكبر بكثير من ترضخ لشعور ان حياتها غدت الان بهذا الشكل بسبب غابش
اكبر بكثير
لانها ستسترد كل شيء ومن بؤبؤ عيناه الخبيثتان
كل شيء



تغضن جبينها باستدارك
مدت يدها تريد لمس بطنها
لكن انزلتها وكل الخيبة المتفجرة فيها تمنعها من الرضوخ لمشاعر
تراها الان بلا فائدة

تذكرت كلمة امها ريسه منذ قليل

"اظن اتصلبج وايد وما رديتي عليه"



اجل ..
اتصل بها مراراً وتكراراً ولم تجبه
كما لم تعلّق البتة على اي من رسائله الليلية

قاومت مشاعرها كي لا تمسك هاتفها وترى ما اذ ارسل لها احدى صورها في جنوب افريقيا .. كي لا تقرا الرسالة التي يرسلها بعد كل صورة والتي تحرص ان تتجاهلها كما تحرص ان توصل له تجاهلها التام له "ولتفاهاته" كما تلقبها في قرارة نفسها


بعد تردد شابه توتر
وانفعال
اثارتا غيظها من نفسها

فتحت اول صورة بعثها لها منذ شهران ليلاً

كانت صورةً لها بـ وجنتان متوردتان اذ انه كان قد قبّل اذنها من الخلف بـ قوة اثارت حناياها ونبضاتها

حركت اصبعها على الشاشة لتفتح ثاني صورة بعثها لها بعد اسبوع من الصورة الاولى

كانت تنظر في الصورة إليه بطرف عيناها بعد ان قالت له موبخة ان يكف عن تصويرها خفية لكنه وكعادته عاند والتقط لها صورة

وضعت هاتفها قربها لا تريد فتح الصورة الثالثة

لكن عزيمتها خارت

كانت في الصورة الثالثة تأكل ايسكريم بـ نهم طفولي ولم تعلم انه يصورها في ذلك الحين

الصورة الرابعة كانت تطعم الطيور قرب البحر

والصورة الخامسة كانت تحوز على كامل وجهها المحتقن ..... ترمق عدسة الكمرة بـ فم شبه فاغر من الذهول الخجول

فـ تذكرت انها في ذلك الوقت قد تلقت قبلته الحنونة على عينها



لتصل بها اصابعها لآخر رسالة وصلتها قبل اسبوعان ومن ثم انقطع عنها نهائياً



(بعدني اتريا نكمل رمستنا ...... مشوارنا سوى طويل يا حرابة ......... اذا انتي شفتي غابش الخبل ......... صدقيني بتستمتعين وايد مع غابش العاقل)




ليطرق باب عقلها سؤال واحد
اين غابش ؟
لمَ توقف عن رسائله منذ اسبوعين ؟


غضنت جبينها بضيق وآثرت قمع اهتمامها بالاجابة واهتمامها بسبب دقات قلبها الغريبة الآن !


ما ان امسكت منشفتها لتدخل الحمام كي تغتسل وتتوضأ وتصلي
اتاها صوت رسالة جديدة
رغم لهفتها لرؤية المرسل
لكن قمعت اللهفة كما قمعت الكثير والكثير من الرغبات اخر ثلاثة اشهر



،,



بعــــد قرابــــة ساعــــة




استلت هاتفها تدعي عدم الاهتمام
لتقرأ الرسالة والتي كانت .......... يالشدة خفقانها

من غابش !




(المشكلة ماعرف في اي شقة انتي .. ولولا المنقود ولولا انج مع بنات جان دقيت بيبان الشقق كلها باب باب عسب اعرف انتي وين)


ابتسمت ........... كانت بدايةً ابتسامة خفيفة ثم انقلبت بعد "استيعابها الامر" الى ابتسامة ثقيلــــة منتقمـــــــــة


اجل بالطبع لن يعرف اي شقة هي اذ انها اوصت حارس البناية الا يخبر اي احد كان برقم شقتها كذلك جميلة نفسها اوصته الا يخبر احد

لتأتيها رسالة اخرى تفوح منها رائحة المكر والعبث


(موصية حارس البناية ما يقولي عن رقم شقتج ؟ ممممم حابة تشوفين مهاراتي حرابة بنت ليث ؟)



جلست وهي ترفع شعرها الرطب عن جبينها بـ ترقب كرهته وبغضته جداً

دقائق حتى صدح صوت جهاز انذار سيارتها بالاسفل

اتسعت عيناها وهي تريد استيعاب ما سمعته
هل هذا صوت انذار سيارتها ؟
اجل
هي الوحيدة التي اوقفت سيارتها امام بوابة البناية
والصوت الآن آتٍ من الاسفل مباشرةً


فـ لبست جلال صلاتها كيفما كان وفتحت شرفة غرفتها لترى ما يحصل


فـ رأته يتكئ على باب سيارتها عاقداً ذراعيه على صدره
وينظر للأعلى بـ عيون باحثة وعلى فمه شبه ابتسامة متحدية

ما ان رآها
حتى قهقه بخفوت واخفض رأسه للاسفل

استل هاتفه مرة اخرى لكن هذه المرة اتصل

رنة
رنتان
ثلاثة رنات


طحنت اسنانها وهي تدخل للداخل
وقررت ان تجيبه
هو يتحداها
وتباً لها ان رفضت التحدي



اتاها صوته الاجش المدغدغ للنبضات: ما قلتلج بتستمتعين مع غابش العاقل

لترفع حاجبها وتقول بـ ازدراء: افضّل الخبل تبا الصدق .... كنت ارقوز وتضحّك وتونّس .... الحين ابد
ثقل الدم واصل عندك التوب

: افا عليج حبيبي .... بعدني اضحّك واونّس والله .... جربيني

ثم عاد يهمس بـ نبرة مخدرة: جربيني الحين ... افتحيلي الباب بس

ابعدت الهاتف عن وجهها وكأن همسه عبر الهاتف كهربها ...... شتمته بخجل غاضب خفيض: قليل ادب

وصلها صوته إليها بـ اجشه ... ونعومته ... واثارته: هي والله قليل ادب .... انا ماعرف كيف تحملت اخلي حرمتي ثلاث شهور بعيدة عني ... انا قليل ادب وقليل مذهب بعد .. انا عند باب الشقة الحينه
افتحيلي

: لا

سألها باستفهام: خواتج عندج ؟

: لا

كرر طلبه بـ عناد: افتحي الباب عيل

: لا

قال بـ عصبية خفيفة: واقف عند الباب حرابة ... افتحي



،,




عندما توقف امام سيارتها
ترفرفت نبضاتها كـ اجنحة الطيور
لم يكن يعلم ان قلبه بهذا الضعف الا عندما غزت روحه بعنفوانها

سقيم بقلبه حقيقةً لكن ابداً لم يرضخ للمرض والتعب الجسدي
دوماً كان يقف بعد السقوط .... ويسترد قوته بعد المرض .. وبعد العمليتين الذي اجراهما خلال خمس سنوات الماضية ... منذ ان علم اول مرة بـ علته القلبية
لكن الان
بل منذ ان تزوجها
اصبح ضعيفاُ
ذلك الضعف اللذيذ الذي يشعرك انك قوي حد الفولاذ معه

تناقض غريب
لكنه تناقض يراه في ارض معركته المحتدمة معها


اوف يا لشدة رغبته بامتلاكها مرة بعد مرة بعد مرة

فكرة انها تذوب فقط بين يداه .... ترعش اوصاله
وتهز كيانه

فكرة انها لم تكن ابداً بطبيعتها الا معه تثنيه عن كل معتقد انه يجب ان يبقى قاسياً معها كي لا تكسره

فكرة انها لم تضحك لأحدهم كما ضحكت له .. انها لم تقترب من احد كما اقتربت منه
تثيـــــــــــــــــره
تثير رجولته وشخصه وروحه التي اغرمت بها
بل تجعله والاثارة في ذات كفة الميزان وتعداها بـ أميـــــــــــال

حاول خلال الشهور الماضية التواصل معها لكن ابت ان تعطيه اية فرصة
والذي جعل الامر اكثر صعوبة هو معرفته ان الشقة ليست ملكاً لها بل لإبنة عمها
اصابه الحرج والغضب
فـ كيف سيدخل عليها المكان ويقتلعها منه بوجود فتاة اخرى !!
فهو لا يعلم ان كانت ابنة عمها في سكنٍ دائم معها او لا
والذي زاد الامر صعوبةً انه اكتشف ان مديه آل صياح اصبحت تمكث معها ايضاً !


وعندما سقط امام والديه قبل اسبوعين
والحاح امه عليه الا يبرح مكانه
اضطر ان يترك حرابة لفترة وجيزة
لكن الان لا
لم يستطع
خاصةً وهي تحاول اختراق حاسوبه الشخصي جاهلةً انه وضع اقوى برامج الحماية كي لا يتم اختراق حاسوبه وحتى شبكته

هو كان ينتظر هجومها
فـ لتتلق اذاً دفاعاته ... واحضانه ........... وقبلاته المنتظرة الواقفة على شفا شفتيه



،,



فتحت له الباب على مصراعيه
ليدخل للداخل وهو يدفع الباب من خلفه .... ويهدر: شحقه تشَرعين الباب جي
وين تتحرين روحج !!!
الشقة اطل على شقق ثانية مب على حوي بيتكم



رمقته نظرة رعدية باردة
كان يرتدي الثوب العربي الشتوي بلونه الغامق وشماغه الاحمر الغليظ الدافئ
وواضح ان قطرات مطر ديسمبر تساقطت برقة على خده وانفه وقمة كتفيه

ليس عدلاً ان يكون بهذه الوسامة الفجة
كذلك ليس عدلاً ان تضعف هكذا لوسامته

منذ دخولها للسلك العسكري وهي تواجه الرجال وتلتقي بهم كل صباح لكن لا احد
لا احد فعلياً هز شعرةً منها بشكله او شخصه او مقامه الاجتماعي
لم هو بالذات هزّها
هل لأنه زوجها ؟
هل لانه تجاوز حدوداً لم يتجاوزها احد في حياتها ؟
هل لانها تعلم ........... ان خفقاتها هذه حلالٌ في حلال ؟
وانه يحق لها التحديق به كيفما تشاء ومتى ما شاءت !

لا
بالتأكيد لن تفعلها


اشاحت بوجهها الجامد الصلب تماماً وكأنها نحتت من الرخام البارد .... اسلوب بارع منها كي تخفي ما يعصف في روحها الآن


لتقول فقط وهي تخلع حجابها وترميه بفظاظة على جهاز التلفاز: قول اللي عندك وانت واقف مكانك
اي خطوة تخطيها قربي ما تلوم الا نفسك

اشرت بأنفها نحو الجرح الذي سببته بـ وجهه واكملت بذات صقيعية نبرتها لكن المغلفة هذه المرة بالوعيد: ولا يرحك بيغدي يرحين
وصدقني

اشرت بعيناها نحو قلبه واكملت بلا تعابير: بعدها بتضطر تدخل العمليات again


اقترب خطوة نحوها
يتأملها ولا يشبع
ينهل من جمال عيناها السوداوتان ولا يشعر الا بالمزيد من الجوع

ضعــف جســدها هذه اللبــوة
وأصبحت أنعم بشكل تأوهت له اوردته الملتاعة
خاصةً بـ الشال الكشميري المزركش المحيط بـ كتفيها المستقيمتين الانيقتين

بقايا الكحل بين اهدابها اغوته

من قال ان عيناها تحتاجان للكحل ؟

لبوة صغيرة وجاهلة ............... وفاتنة

لبوة يمشي حُسن الليل على أهدابها
وحُسن القمر
وحُسن المطر


كتفت يديها على صدرها وقالت: شو قلت انا ؟


: خبريني انتي .... كيف ما تبيني اقرب منج وانا محروم ثلاث شهور من ويهج ؟


نفس النظرة
نفس النظرة التي كان يرمقها بها عندما يتغزل بها وهو متقمص دور المعتوه

الخبيث يعرف كيف يجيدها حد النخـــــاع


وجدت نفسها تهتف بنبرة لاذعة محتقرة: امسح هالنظرة من عيونك ما عادت تمر عليه مسرحياتك
وخلك واقف محلك لاني هالمرة ما برحمك


رفع وجهه قليلاً وهو يحدّق بها بعمق
ثم اخذ نفساً طويلاً ..... ثم قال وهو يحرك كرسي تابع لطاولة طعام صغيرة

جلس عليه ليصبح الكرسي بلمح البصر غير مرئي بسبب عرض جسده الرجولي


ثم حرك كرسي آخر
ووضعه امامه بمسافة معينة
ثم قال: اقعدي


رفعت له حاجباً وكادت تقذف عليه احدى قذائف لسانها لكنه قاطعها بصرامة: اقعدي جدامي حرابة واوعدج ما بقرب منج لين انتي ترخصيني
تمام ؟


ظلت واقفة بتصلب وتحفز

فـ لمس طرف شاربه وقال بصوت أليَن
وبنظرة ذكورية أرَق
نظرة كادت تفقأ عيناه بسببها :
وعد




فـ حرّكت فكها ببرود تام
وتحركت لتسير امام ناظره المعتم المحدّق بها بشكل يوتر الاعصاب

حتى جلست امامه وهي تبعد بساقيها الكرسي عنه مسافةً اغاضته بداخله لكنه فضّل الرضوخ

حسناً
يكفيه هذه المسافة التي من خلالها يستطيع شم رائحتها الحلوة

وجد نفسه يهتف بـ اجش: نفس العطر اللي كنتي تتعطرين منه في كيب تاون

وضعت رجل على رجل .... وقالت بتعابيرها الرخامية: قول اللي عندك وخل عنك الخرابيط



اخفض عيناه
يعلم ان التعامل معها سيكون صعباً
كان صعباً عليه مسبقاً وهو معتوه ان يمطر ارض روحها اليابسة بأحاديثه المضحكة في وقتٍ قصير

فـ كيف الآن وهو عاقل ...!!
وهي ترى انها مخدوعة ومغدور بها !!!
بالطبع سيواجه عواصفها حتى تراه يسقط امامها يتوسل الرحمة


تنحنح بغلظةٍ وهو يرفع جانبي شماغه فوق رأسه بطريقة جذبت عيناها الباردتان
ثم وضع اكواعه على ركبتيه وهو ينحني قليلاً امامها

ثم قال بصوت حازم قوي: غابش عبدالرحمن بن خلف بوالشريس
بزنس مان وعندي شركاتي في بوظبي وكيب تاون

رمقته ساخرة وهمت بمقاطعته لكن قاطعه بأن هتف بصوت اعلى واكثر حدة: لا تقاطعيني

اخرج بطاقة هويته من جيبه ورفعها امام عيناه: سبق وشفتي هويتي وشفتي جوازي
طبعاً مب مزورين .. مب لهالدرجة بتخلين افلام الاكشن تأثر على مخيلتج
كل شي عني صحيح
عدا


: عدا انك عاقل ..... مب خبل نفس ما كلكم قلتولي

تنهد بجبين مقطب .... وهتف يريد اكمال حديثه: عداا

: عدا انك ما سويت حادث سيارة ولا انضربت في راسك ولا هم يحزنون

هتف من بين اسنانه: بتخليني ارمس ولا اعق وعدي ورا ظهري واقرب منج ؟

ارتبكت خفقاتها رغماً عنها ..... لكن هيهات تظهر هذا له: جرّب وشوف شو بيصيرلك


اعطاها نظرةً كالسهام .. اخترقتها خرقاً: ترى معاج انتي بالذات ... انا نص مخ
صدقيني ما بستحي اقولها ولا بنحرج
جربي تتحديني يا حرابة وشوفي شو بييج


هدرت بشراسة وهي تقف: تهدد !!!!!
عقب كل اللي سويته فيّه تيي لين عندي وتهدد !!!!

: اقعدي مكانج ولا تزاعقين ..... انتي تبين مني توضيح كامل وانا هني عسب اوضح

هتفت بصوت شديد: وضّح من غير تهديدات

ليهتف هو بصوت اشد وهو يقف قبالها: بوضح بس صخي ولا تقاطعيييني


طحنت اسنانها من شدة الغضب
متقابلان كل منهم ينفخ بوجه الاخر ينتظر الإشارة كي ينقض
هي بسكين الفاكهة التي على الطاولة
وهو بـ قبلاته
بأصابعه التواقة كي تلمسان كل قطعةٍ بها



فـ زفر بحدة وهو يرفع كميه للاعلى
ثم سكت ليسيطر على انفعاله من جديد

قال بعدها بعد ان تمالك اعصابه: اذا وضحتلج كل شي
كم نسبة رجوعج لي ؟

قالت له وهي توسع عيناها بطريقة مسرحية ساخرة: تبا نسب يا غابش ؟

أجابها بجبين متغضّن ولا يريد التفكير باحتمالية انها سـ تحطم قلبه وترفض وصاله
رغم انه فكر بها بالفعل: انتي تمشين ورا الارقام ... ورا العقل
عطيني نسبة معينة
كم نسبة رجوعج لي اذا قلتلج كل شي ؟؟؟



قهقهت
قهقهة ساخرة مزدرئة: اخوانا المصريين يقولون لما تشوف حلمة ودنك
تروم تشوف حلمة ودنك يا بوالشريس ؟


توهجت ابتسامة على محياه .... ابتسامة عابثة مستمتعة ....... فقال: ماقدر اشوفها بس اقدر امسكها


واقترب منها بشكل خطير
خطير جداً


هدرت ووجهها يحتقن ويتجمد من التوتر
: غابش مكااااانك .... حطيت ايدك على شاربك


وقف عندها وقال وهو يعض شفته السفلية بغيظ شديد: اخخخخخ ... نسيت


اشر بيده نحوها بافتتان غاضب وهو يهدر: الحين ثلاث شهور تخليج جي بهالزين كله !!!
شو مسوية بعمرج انتي ؟؟؟؟



: السلام عليكم ... حرابة ليش الباب مبطّل ؟

شهقت حرابة بعفوية وهي تحذّر اختها قبل ان تقترب اكثر منهما: مديه صبري لا تعقين شيلتج

اقتربت مدية باستغراب والحجاب ما زال على رأسها: شو السال...... اووووه السموووحة


كانت بالكاد دخلت للداخل لترى حرابة تقف مع زوجها
فـ تراجعت للخلف بـ حرج شديد

اخفض غابش عيناه على الفور ... وقال بصوت جهوري: السموحة ختيه على الازعاج .. مبوني ظاهر الحينه




وقبل ان يسير مبتعداً
اقترب قليلاً من حرابة وهمس بـ شراسة: في اتصال مهم بييج اليوم ولا باجر بالكثير
لا تسفهينه شرات ما تسفهين كل حد يبا يرمسج
تسمعين ؟


وخرج بخطواته الثقيلة الرزينة ........ وهو يعطي مديه جانب ظهره



،,



اخذ نفساً قوياً متهدجاً وهو يستطرب على صوت ضحكة امه مع صغيريه

نفَس الشوق ونفَس العذاب ونفَس الدنيا التي فرقت بينه وبين رائحة صدرها
نفَس الدنيا التي احالت بينه وبين رائحة العود من يدها نهارات الجمعة
احالت بينه وبين ضحكاتها صباحات العيد وهي تعجن .. وتخبز ... وتساعد ريسه في تقطيع اللحم وطبخه

لطالما وقف امام افران مخابز العرب الصغيرة في هولندا ليشم رائحة الخبز
حتى يتذكرها
حتى يتذكر رائحة خبز "الرقاق" التي تبدع في صنعه على الحطب
ورائحة خبز "الخمير" التي كانت تتفنن بصنعه تارة بـ حبة البركة وتارةً بالجبن وتارةً بسمن الغنم والعسل

ولا رائحة دخلت حناياه اعطته الرضا والسلام الخاص بـ نورة

ولا رائحة وصلت شعبه الهوائية اضحكت خافقه جذلاً وجعلته يصل لـ وجهها البهي كي يقبّله سبعاً
ويتشبث بـ عنقها سبعاً بعد سبعون مرة ..




أحنّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
و أعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني ،إذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
و غطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
و شدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلها
إلها أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ،فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك!




يرثيه درويش حتى وهو في قبره
لم يعلم درويش انه سطّر قصيدته "للأحياء الاموات" من بعده... للذين لم يدركوا قبلاً ان اعمارهم هي الفيصل بين الحياة والموت !

كل "صوَر الموت" كانت كالجدار الفاصل في حياة البشر "الطبيعيين"

الا هو .. فـ عمره الافتراضي من كان الفيصل والجدار والحصن
بين الحياة والموت
حياة سابقة متوهجة بالاماني والاحلام
وموت لاحق كاذب مخادع بـ سرابه وظلال اشجاره الباصقة اليابسة

فـ كانت اشد امانيه في اشد لحظاته سوداوية
ان يصبح حبل غسيل
على سطح دار امه !



سأل جواهر ببحة متلهفة أليمة: شخبارها ؟


هل نبرته الموجعة هذه من ستبكيها ؟
ام هي منذ ان وطأت قدماها ارض الحرمين وهي تناضل كي لا تقع صريعة دموعها على ابسط موقف يمر امامها خاصةً من نورة ؟!


ابتعدت عن الجميع لتدخل غرفة أخرى اصغر حجماً وقالت بصوت ذابل: الحمدلله .... مع اليهال تلعب .... اليوم زرناها في بيت ربيعتها في مكة ... ما شاء الله عليهم اهل مكة ... اهل كرم وجود ... مذهّبين والله
(مذهّبين بمعنى اهل مذهب وسنع واخلاق)



اطرق رأسه بـ ابتسامة شاحبة وهو يعلم مسبقاً ان والدته قد كوّنت في سفراتها السابقة الى مكة بعضاً من الصداقات والتي ترسخت بعمق على مر السنين الماضية

عاد يسألها بعد ان تنحنح: شو صار على اللي اتفقنا عليه ؟


ابتسمت بحزن واجابت: على قدم وساق شرات ما يقولون .... ماما لوسي طايحة سوالف معاها ... عاد تعرف ماما كيف هي اجتماعية وتخلي اللي جدامها يذوب مع سوالفها


اتسعت ابتسامته الشاحبة وهو يعلم ان ما تقوله زوجته صائب تماماً لهذا قام بحجز تذكرة لها من هولندا الى جدة لتظل مع زوجته والصغار لفترة من الوقت
ولتساعدهم فيما ينتوون فعله

: هالمراد ... انزين ... ا ا .....

حثّته بلهفةِ العاشقة ولوعة روحها لأجله: اسأل سهيل ... أسأل وارمس .. لا تتردد ابد


: احم ...... رمستج عن روحها ؟ رمستج عـ ........... عني انا ؟



هنا لم تتحمل
امتلأت مقلتاها بالدموع ....... وهزت رأسها بـ ايجابية
وكأنه سيراها ويعرف الجواب قبل ان تتلفظ هي به

عندما ادركت حركتها الخرقاء
قالت بتحشرج: هـ هي
رمستني


: شو قالت ؟؟




"البــــــارحــــــــــــة"



تجلس معها قرب ساحة السعي .... فـ اخذت تتحدث معها في لحظة تأمل روحانية
ما كان يجول في خاطرها في تلك الاثناء


: سهيل .... كان عندي ولد واحد اسمه سهيل

قُرعت طبول قلبها على سماع اسمه الجميل وهو يخرج من حنجرة امه

فـ سألتها بخفوت مبحوح: وينه ؟


: انجتل


شهقت برعب وهي ترتد للخلف ....... وتلك الحقيقة المريعة كانت جديدةٌ عليها


: مـ مجتول ؟


: مجتول ... مجلوع من روحي ومدفون


: كـ كيف ؟




وحكت لها
حكت لها القصة بـ يدان مرتعشتان ...... وهي تحاول كل دقيقة ان تحرك رأسها يميناً ويساراً حتى تصطاد رائحة جواهر بأنفها
كي تشتم رائحتها بوضوح
وعلى نحو بائس حزين مثير لـ اللوعة والمرارة







هذه الفتاة تحمل بين جنباتها
رائحةً
تبكيــــــــــــــــــــها !

ليست هي فقط
حتى الولـــــــدان !





"الحاضــــــــــــــــــر"



ما عساها تجيبه ؟
هل تقول له اجل حدثتني
اجل امك حدثتني واخبرتني انك مررت بـ ابشع ما مر به انسان على وجه الارض
انك اتهمت برجولتك
وحكم عليك بالموت ظلماً وبهتانا
وانك ضحية مؤامرة عمك واشخاص لم يخافوا الله ولا يضعوا حداً لخبثهم وشرهم !

هل اخبرك انني لم اخبرها انك حي ... وانك الآن بهذا الشكل الروحي المشوّه ببرودك وصمتك وتلعثم روحك الشبيهة بـ روح طفلٍ باكي جائع خائف
لأنك عشت حياة غير طبيعية .... بسبب حقد الاقارب ولسعات العقارب !

ما عساي ان اقول يالله ؟!



عندما وصله صوت نشيج بكاءها
ارتخت اهدابه بـ مشاعر شتى
بـ مشاعر كانت كـ نصل السكين


: قالتلج كل شي ؟ صح ؟

لم تتمكن من التحدث معه
وكانت تعلم ان الحديث معه الآن وهي بهذا الانهيار
لن يفيده هو على وجه الخصوص
لذلك قالت وهي تغطي وجهها المبلل بالكامل بالدموع: بـ بخليك سهيل
بخليك
ماقدر ارمسك الحين


اعتصر قلبه
لأجلها هي
لأجل رقة قلبها الذي اصبح متعلقاً بها تعلق جنونياً رغم تظاهره العكس

فـ همس برقة: حبيبي


: كيف ..... كيف صار ها كله لك ...... كـ ككـ......


خرج انين حاد عالي ملؤها الألم والفاجعة والعذاب
كيف تحمّل حبيب قلبها كل تلك المصائب ؟؟
مصيبة الشرف
ومصيبة فقد الاهل
ومصيبة فقد الروح
ومصيبة فقد الوطن مع حسرة الغربة والوحدة
كيف ؟؟؟؟؟


قال وهو يحاول بث الطمأنينة والراحة في جوفها لكنه فشل: كل اللي سمعتيه ماضي وانتهى .... صدقيني ما عا......


: ما اصدق .... ما اصدق انه ماضي وانتهى
بعدك معتل يا سهيل
بعدك معتل
بس كيف ؟؟
كيف طلعت من الموت ليلتها ؟؟
كيف خالتي نورة ما تعرف انك حي ؟؟




استدارت للخلف بفزع وهي تسمع امها تناديها

لتمسح دموعها وهي ما تزال تشهق بدموعها ...
ثم قالت لـ زوجها بصوت مكتوم: برد اتصلبك سهيل


تأوهت خفقاته وجعاً سرمدياً
خاصةً وهو يسمع تلك الكلمات والتساؤلات منها


فـ ترك كل ما سمعه جانباً ..... وهمس بأول كلمة طرأت على باله الآن
همسٌ صادق حد السماء/الارض: متوله عليج


تجعّدت اوراق الغرام فيها بـ ذهول ثائر
وانصعاقٍ متلهف بالغ

خرج احساسه من فمه بصدق
ليدخل حناياها بـ صدق اشد واقوى

قالت له بـ اندفاعٍ قوي: وانا مووووت ... موت متولهة عليك
ما اتخيل اني بعيدة عنك الحينه خصوصاً عقب اللي عرفته من امك
ما اتخيل اني الحينه مب جدامك ولا اقدر احظنك وازرعك زرع في صدري


مسّدت جبينها الساخن من شدة البكاء بـ عاطفة حارة جياشة وهمست بـ اختناق: يالله



اتاها صوت آدم العالي المطالب بحضورها: جوووووووووووجيييييييييييييييي


: سهيل العيال وامي يزقروني ..... برد ارمسك حبيبي



،,



بعــــد ســــاعــــة



اقتربت حورية من نورة وهي تقول بـ اعجاب واضح: ماما هاذي بنت وايد كويسة ما شاء الله

اتسعت ابتسامة نورة وهي تطالب خادمتها بوصف جواهر والاطفال: اوصفيلي شكلها يا حورية
اوصفيلي شكل عيالها

اخذت توصف لها شكل جواهر والأطفال وحتى لوسي التي أصبحت قريبة منها جداً


يالله كم احبتهم
وشعرت معهم انها عادت لتلك الحياة التي اكبر همها فيها
"متى ستنهض صباح الغد لتعجن الخبز وتشعل التنور"





"قبــــل اكثــــر مــــن أسبــــوع"



كانت كعادتها تقف مع حورية قرب مكان تجمع الحمَام وتطعمهم
وهي جالسة على الكرسي وفكرها يحلق تارةً لما حولها وتارةً اخرى بعيداً عن الجميع


تتلمس ريش الحمام فـ تسترخي اكثر وتستشعر عظمة الله الذي يخفف عنا اوجاعنا بـ ابسط الأمور الممكنة وأكثرها نعومةً ورقةً

لم ترغب بالعودة للبلاد ... صدقاً كان يكفيها ما جرى لها هناك والفواجع التي صعقتها شر صعقة
والتي كانت آخرها من يد الحقير شاهين
ذلك الشيطان الملعون

كانت منهارة في تلك الليلة ولولا القرار الذي اتخذته وهي في اشد حالاتها يأساً
لماتت من شدة الحزن بالتأكيد



: آددددددم

اجاب آدم وهو يلتفت لـ اخيه: يس يعقوب

اشر يعقوب بـ انبهار: انظر انظر كيف تمسك هذه السيدة الحمامة بين يديها



فـ اقترب من المرأة وهو يحدق بما تفعله بإثارة طفولية

وبعفوية
إلتصق عند ركبتها وهو يحاول تلمس الحمامة بضحكة طفولية

: جوووجي انظريييي




ذات الرائحة
ذات اللكمة الناعمة التي لكمت معدتها بـ احساسها القوي المذهل

لكن هذا جلياً يبدو انه صغيرٌ في السن

وجدت نفسها ترفع كفها الايسر وتتلمس بنعومة وجه الصبي الضاحك


لفظت الكلمة من عمق وجدانها: حبيبي


اقتربت جواهر منهم وهي تهتف بتحذير: يعقوب كم مرة حذرتك من ازعاج الآخرين



قلّبت لسانها للعربية واكملت معتذرة "اعتذاراً ظاهرياً": السموحة خالتي الولد ما قصد يضايقج


هزت نورة رأسها نافية وقالت: لا لا عادي
خليه عدالي .... ما سوى شي المسكين

تلعثمت بـ ارتباك وهي تسأل: هو شو يرمس ؟

ابتسمت ابتسامةً ذات معنى واجابت: هو واخوه ما يعرفون عربي ... يرمسون هولندي

رفعت نورة وجهها وسألت بناظرها المتّجه للأمام: انتي امهم ؟

: هي خالتي .. انا امهم

سألتها بقلبٍ خفّاق ... وروحها الامومية العفوية تطفح على صفحة وجهها: شعنه ما علمتيهم لغتهم يا بنتيه .. حرام مايوز هاي لغة القرآن

اتسعت ابتسامة جواهر وهي تقول: قاعدين يتعلمون شوي شوي .. وبديت احفّظهم السور القصيرة


رفعت نورة يدها قليلاً تتلمس طريقها بواسطة صابعها
حتى لمست رأس آدم الذي كان يقف قريب منها ومن توأمه

شعره ناعم كـ نعومة شعر سهيل


مسدت شعره بـ دفء وهي تقول: بارك الله فيج .... وبارك الله فيهم ويعلج تشوفينهم من حفظة كتاب الله


اشتدت خفقاتها وهي تعاود السؤال بلهفة: بنتيه انتو من وين ؟

: من الامارات خالوه .. بس ريلي هولندي

شدت من ناظرها تريد رؤية وجوه الصغار لكن لم تتمكن فـ حزن قلبها واحست بالحسرة


: يعقوب .. آدم


سلكت اصابعها طريقاً باتجاه احساسها بمسافة قربهم منها ..

فـ تمكنت من امساك ايديهما وجمعتهما امامها .... ثم استلت من جيبها مبلغاً من المال

واعطت كل واحد منهما عملةً ورقية


: سيروا اشتروا فيهم حلاو وكاكاو والباقي خشوهن في الحصالة


رغم انهما لم يفهما الا كلمة "حلاو" السهلة جداً بالنسبة لهما اذ انهما تعلما الكلمة مؤخراً

الا انهما فهما بذكاء ما قصدت المرأة الكبيرة بحركتها الاخيرة


قفزا مكانهما وهتفا سوياً: هيا هيا جوووووجي الى السوبرماااااااااااااركت


اتسعت عينا جواهر بحرج شديد: خالتي ليش كلفتي على نفسج !!

قالت لها نورة بـ اصرار: لا كلافة ولا شياته ... اليهال يحبون يروحون الدكاكين ويتشرون حلاو
خليهم يستانسون

رمقت الورقتان بيدي آدم ويعقوب وقالت تريد تنبيه المرأة المسنة فقط: خالتي هاي ألف ريال
أخاف انتي مخربطة بسسس

: لا لا مب مخربطة بنتيه

عادت تهتف بـ حرج اشد من ذي قبل: خالتي والله احرااااااااج .. ما يحتاي ها........


قاطعتها وهي تقول بـ ابتسامة مشرقة: تعالي قعدي عدالي
وخلي حورية توديهم بن داوود
لا تخافين هاي بشكارتي ومأمنة عليها في كل شي

(تقصد اسواق بن داود الشهيرة في مدينة مكة)







"الحـــــاضـــــــر"




تساقطت دموعها الوجلة بلا استئذان

تصف لها حورية اشكال الصغار وتكاد تقسم انها تصف لها شكل سهيل وهو صغير
يالله
كيف لها نسيانه وهو اول الولد واول التلد ؟
كيف لها نسيان مرارة رحيله وهو اول العلقم وفقده زرع في الروح اليتم والميتم ؟
كيف ؟



: ماما


مسحت دموعها بسرعة ..... وهي تقول: ها حورية


استلت حورية ورقة تبدو انها مثل خلاصة قيد الاسرة لكنها نسخة طبق الاصل
ويبدو انها سقطت من يد ام جواهر عندما ارادت اعطاء ابنتها الجوازات واوراقها الرسمية الاخرى منذ قليل



عقدت حورية حاجبيها وقالت: هاي الورقة يمكن طاحت من ايد مدام لوسي من شوي
مممممممممممممم


لتكمل بنبرة متفكهة فضولية: ماما نورة
شوفي هذا الرجّال يمكن ابو آدم ويعقوب
يشبهونه هههههههههههه


ظلّت نورة صامتة وتسمع احاديث خادمتها وثرثرتها ..
لكن فكرها كان يحلّق في سماءٍ بعيدة


لكن ما جعلها تعطي حورية هذه المرة كامل تركيزها ... تركيز ملؤه التخبط والتوتر

هو عندما قالت لها الاخيرة بـ ذهول: هذا الريال شفته قبل مامااااااا
هذا نفسه اللي ساعدج في الجمعية هذاك اليوووم يوم كنتي بطيحين من الدرج






نهــــاية الفصــــل الســــابع والعشــــرون

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 13-11-20, 05:50 AM   المشاركة رقم: 532
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2020
العضوية: 335579
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: شهههههدد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شهههههدد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27

 

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أولاً و أدري وايد قالوها قبلي إني سجلت فالمنتدى بس عشان اعلق عروايتج الابداعيه
قبل البارت القبلي سجلت و اخر شي لهيت بالامتحانات و ما مداني أعلق .

نيي للبارت الحالي
يا إنه غرام يا إنه عذاب و أكثر شي عجبني إنه مقاطع حرابة واايده، لو الرواية كلها تكون عنها بس عادي عندي راضيه 😂💕
تعجبني هي كشخصيه فالرواية بس فالواقع ما اظن 😂
وأكثر شي متحمسة له لقاءها مع سههييل كيف بيكوون !😭😭
أحس بمشاعر جياشة من الحين ، طولي وانتي تكتبين عنهم لا تخلين المقطع قصير 🥺
و غويبس المسكين يستاهل اللي ييه 🤪 ، متحمسه لانتقام حرابة 😂😂
و خااااطري اعرف شو بيصير حالاً بالاً و شو بيقوللها بس يالله انك تصبرنا للاسبوع الياي .
و سهيل و نوره المساكين ياالله انك تبرد على قلوبهم باللقاء عاجلاً غير أجل بدون صدمات و لا تأثُّرات صحية .

حالياً مخي موقف عن التفكير
فقلت بكتب اللي يي فخاطري و ما عليه لو الكلام مخربط
منتهييييةة ابا انام بس ما هان علي اني ما اعلق عالرواية بعد ما قريتها لأني أدري اذا ما علقت الحين بلهى عقب و بنسى اني اعلق
و السموحة عالقصور
نترررققب البارت اليااي بكل شوق
و ياليت لو تكون حرابة موجوده فيه نفس هالبارت 😁
دمتي بوود 💜

 
 

 

عرض البوم صور شهههههدد   رد مع اقتباس
قديم 13-11-20, 09:19 AM   المشاركة رقم: 533
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 191525
المشاركات: 49
الجنس أنثى
معدل التقييم: حكايا الروح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حكايا الروح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27

 

صباح الخير لولوة

غابش وحرابة أعتقد الاتصال اللي يقصده اهو الفاصل لمعرفتها بحياة سهيل (والله ودي تعرف بسرعة لأني حدي متحمسة شلون حرابتنا بتحرك الأحداث)

مدية وهزاع
اتفق مع تصرف هزاع تماما مدية محتاجة تراجع عمرها من جديد عشان تدرك انها بهالتزعزع ماراح تقدر تعيش رغم اني ماقدر الومها مع كل ال insecurities اللي عاشتها وتحس فيها بس فعلا ماكو حل إلا أنها تبتعد وتدرك الأمر بنفسها

منصور ونارة اللي بدت تحوسها نار الغيرة
حبيت التطورات في علاقتهم والبعد حالياً اللي بدى يكشف لمنصور مشاعره


هالفصل لامسني بشكل كبير وبالأخص مقطع سهيل وجواهر ما انتبهت على عمري إلا ودموعي نزلت معاهم لذلك تركته بدون تعليق
فهالمرة مابقول تسلم ايدج بس إلا تسلم روحج اللي تغلفين كلماتج لنا فيها مع كل فصل بأحاسيسج
وأعذرينا عالتقصير ماكو رد من قدرج والله

 
 

 

عرض البوم صور حكايا الروح   رد مع اقتباس
قديم 13-11-20, 10:24 AM   المشاركة رقم: 534
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 261014
المشاركات: 94
الجنس أنثى
معدل التقييم: عبيرك عضو على طريق الابداععبيرك عضو على طريق الابداععبيرك عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 289

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عبيرك غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27

 

صباح ممتلا بعبق الكلمات المبهره فصل روعه من ناحيه التعبير دائما تبهريني بقوه تعبيرك وجملك الوصفيه لااعرف كيف اعبرعن مدى استمتاعي بقراءه الروايه وكل مره اجد نفسي عاجزه عن وصف الابداع الذي اقرائه لذلك سابدا باخر مقطع وحزن الجوهره ووجع قلبها على مصاب حبيبها سهيل والاهم انها لم تفكر للحظه ولم تشك به بل هي كانت واثقه به وبانه من المستحيل ان يكون بلا اخلاق وهذا يدل عن معرفتها الدقيقه بسهيل وصدق مشاعرها وحبها له والاهم ثقتها به ولذلك الجوهره هي الانسانه التي عوض الله بها سهيل وقادني موقفها للمقارنه بينها وبين روزه التي عاشت وتربت معه الا انه لم تعرفه ولم تثق به والاهم كما اعترفت هي انها لم تحبه هي حبت حبه واهتمامه بها واحساسها انها مميزه عن غيرها لذلك كان من السهل ان تقتنع بكلام شاهين وخسرت حب سهيل وعانت ماعانت لانها تستحق واظن ان محمد سيكون مناسب لها لانها مالت له او هناك مشاعر تحس بها نحوه ناتي لنوره وقلب الام التي بالرغم من قصر نظرها الاانها شعرت باطفال سهيل وممكن هي فطره الام او انها امنيه سيحققها الله لها متشوقه للبارت الذي ستعرف نوره ان وليد قلبها مازال ينبض وهو عايش ويد الغدر لم تطله بل نصره رب العرش العظيم اما سهيل بالرغم من انه وصل لشاهين وبدا ينتقم منه الاانه يتالم لان طبع سهيل واخلاقه التي تربى عليها تختلف عن مايفعله ديدريك الغاضب وعندي احساس انه بالنهايه سيترك شاهين ولن يقدمه للقضاء لحمايه اسم عائلته وحمايه جده ولكن شاهين سيصدم صدمه عمره لما يعرف انه فشل بقتل ثمره زواج محبوبته واخيه فسهيل هو الاثبات عن خساره شاهين لنوره واظن ان الله سيعاقبه عقاب كبير وانه سيكون بفقدانه عقله اما حرابه وغابش هل الكبل في متعه باحداثهم واحس اننا امام جوله توم وجيري واتمنى ان يستطيع غابش الفوز على حرابه لان حرابه تحب غابش ولكنها ترفض الاعتراف بمشاعرها نحوه لا نها تشعر انه تم خدا عها او لاحساسها انه ايقظ الانثى بداخلها التي عاشت سنين تسعى لاخفائها وممكن ورقه سهيل واعتراف غابش بانه من دفعه لحمايتها ستكون الجوله التي ستعيد حرابه لغابش وستكون سبب لشفاء قلبه المعلول اما منصور وناره فالاثنين يعانوا من الغباء وسوء الظن بمشاعرهم ويحتاجوا لصفعه توقظهم او يحتاجوا لجلسه مصارحه وكشف مشاعر ويبداوا حياتهم ليكون عوض عن الفقد والالم الذي مروا به ريسه مازالت الام الداعمه لاولادها واظن انها لن تندم بالنهايه انها ربت ابناء لم تلدهم من رحمها ولكنها ولدتهم بقلبها وحبها وببذل حياتها لهم ريسه هي المثال عن الام وبالفعل تستحق لقب ماما ريسه البارت قمه بالروعه وبانتظار القادم بشوق كبير

 
 

 

عرض البوم صور عبيرك   رد مع اقتباس
قديم 13-11-20, 01:52 PM   المشاركة رقم: 535
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,194
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : لولوھ بنت عبدالله، المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايـة كمـا رحيـل سهيـل،, لـ لولوه بنت عبدالله(بـ حلة جديدة-2020م) الفصل 27

 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير على لولوتنا ومتابعاتها الغاليات

لولوه اسم على مسمى ماشاء الله فصل قمممممممممممه في الروعه يستحق وقت الإنتظار اللي انتظرناه

ما أدري وش أقول ووش أخلي مهما قلت عن الفصل ما أقدر أوفيه حقه فصل جميل جدا راااائع بكل المقاييس
الله يحرم يدينك على النار

روزه
الله يكون في عونك احساسك بظلمك لسهيل قاتل وشعورك بالذنب
كبير ارتكبتي خطأ في حق سهيل وحق نفسك حسبي الله على من كان السبب
،
،
محمد

موفق في خطوبتك لروزه وإن شاء الله كل واحد يداوي جراح الثاني
،
،
جميله

حبيتها جميلة الروح برشحها لناصر
،
،
ريسه
ماشاء الله عليك مايقدر لحرابه غيرك خليك وراها وعقليها
،
،
ناره & منصور
كل واحد فيهم بدأ يحس بشعور ناحية الآخر لكن ناره الغيره
تاعبتها ومنصور الكبرياء تاعبه وإن شاء الله قريبا بتطيح الحواجز
بينهم وبيعترفون بحبهم لبعضهم
،
،
نوره
نوره مشاهد نوره مع جواهر وأحفادها شيء يوجع القلب
يالله متى تعرف نوره إن ولدها حي وتشوفه
،
،
هزاع

يحق له يزعل وياخذ على خاطره من مديه رغم كل اللي
عمله لها وتعامله معها مابان في عينها وتتركه على شيء
ماله يد فيه ولا يحق لها تزعل منه


نأتي لحبايبي

حرابه & غابش

حرابه أسمع جعجعه ولا أرى طحنا فالحه تهدد وتتوعد في
غابش ووقت الجد ضاعت علومها والله أنقذها بمديه
والا كان ماطلع غابش الا وهي معه

حزب حرابه قلنا لكم قدر لها وهو معتوه مايقدر لها وهو صاحي
ترى ولدنا تاركها بمزاجه ولا يبغى يضغط عليها فهموا بنتكم
تعقل وترجع لزوجها وتحمد الله إنه عاقل ماهو معتوه

الإتصال اللي قال غابش عليه من مين راح يكون هل منه
أو من أبوه والا من سهيل والا من عملها
سهيل ما أعتقد

يعطيك العافيه لولوه ولا خلا ولا عدم منك يارب
منتظرين باقي الأحداث بفارغ الصبر


 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لولوه بنت عبدالله, قصص من وحي الأعضاء, كما رحيل سهيل
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية