كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: فتاة المدينة - ديبورا ونترز ( من روايات غادة المكتوبة )
لكنها كانت تحدق بخوف بالشاحنة التي بدأت تختفي , واحست بأنها محمولة فوق العشب نحو الهليكوبتر وسرعان ما اصبحا في الجو يبعثران تجمعا للعصافير . وسمعته يتصل لاسلكياً بالمزرعة يأمر الرجال بأن يأتوا لأخذ سيارتها .
حقيبة يدها , والرزمة التي ارسلها لها , كانت معه ووضعها في حجرها , ولم ينظر اليها وهي ترميها بعيداً عنها .منتديات ليلاس
كانت يداه قويتان واثقتان فوق المقود , لكنه بدا مشغول الفكر, وكأنه لا يركز على ما يفعل , تسير في لؤمها. كاثي بدأت تعد البحيرات الصغيرة في البراري الواسعة , فجأة احست بالذعر لهبوطه قرب احدها . وكأنها وجدت نفسها في برية جميلة كالجنة , ومع انها بدأت تعتاد الى مثل هذه المناظر الرائعة إلا ان هذه المناظر لم تفشل مرة في اذهالها.
وكما كانت تشك , لم تجد عينا ماثيو على المناظر حولهما . بل كانتا عليها , وكأنه يفكر بأمر ما , ومهما كان ذلك , فقد علمت انه فكر به على استعجال . هذا اذا كان يتعلق بها . ولم تحاول مطلقاً خداع نفسها بأنه يميل اليها , فوجهه كان لا يزال قاسياً , ينقصه كل انواع اللطف من بعيد او قريب, مع ذلك فحين تكلم لم يكن في صوته القساوة المعتادة :
- من الأفضل ان تنزلي , سنجلس على حافة الماء , هذا أكثر راحة من البقاء هنا .
حين لم تتحرك , احتدت نظرته , ونزل ليتقدم إلى بابها , ومد ذراعيه :
- هاك , دعيني اساعدك , تبدين مذهولة .
دون وعي , رفعت يديها كالطفل , وحين انزلها الى الارض احست انها تحيد تحت قدميها .
- شكراً لك .منتديات ليلاس
اكوام من الحطب كانت متكومة حولهما , جافة من حرارة الشمس , وحضر ماثيو كومة منها وراقبته بأخذ الثقاب من جيبه ويشعلها . ثم ابتسم , وكأن شيئاً لا يحدث !
- الطقس ليس بارداً , لكن الهواء رطب هنا من تأثير الماء, والنار ستكون مبهجة .ريحانة
حاولت كاثي جاهدة لكنها فشلت في الرد على ابتسامته جلس على بعد قدمين منها على حطبة كبيرة .وقال متأملاً:
- جئت بك الى هنا . لأنني اردت ان احدثك بعيداً عن المزرعة , حيث لن تتأثري بجوها.
ردت متصلبة :
- لقد تحدثنا ليلة أمس. ولا استطيع التفكير بكلام آخر.
- بل هناك الكثير بعد ان فكرت ملياً بالأمور ويجب ان تعترفي أنك رميتي الأمور في وجهي فجأة . اليس كذلك؟
- ولكنك لا تبدو انك رجل سريع التأثير بشيء . وتصورت دائماً انك تفكر بكل شيء.
- معظم الاشياء , نعم , لكن الابتزاز ليس أمراً عادياً , يلزم بعض الوقت لتفهمه , تقريباً أكثر مما استطيع ابتلاعه .
صاحت به ساخطة :
- ابتزاز؟
|