355- ميراث العاشقين - كاي ثورب ( من روايات أحلامي المكتوبة )

روابط فصول رواية

1- هل ترث جسدي؟

2 - الليل البارد

3- الرغبة الجامحة

4- جدران للذاكرة

5- تقاربات

6- الوعد

7- حنين وكبرياء

8- هابيل وقابيل

9 - لا وقت محدد للحب

1- هل ترث جسدي؟

" أصل عند الثالثة بعد الظهر يوم الرابع من الشهر " هذا ما قالته البرقية.
وهذا يعني توقع وصول الراكب سيراً على قدميه , كما اخذت ريبيكا تفكر , وهي تراقب السبل من الناس وقد تلاشى ليصبح بضعة اشخاص فقط . ومع ذلك فلا يوجد أثر بعد على وصول الرجل, البومات صورة العائلة وفرت لها صوراً حديثة بما فيه الكفاية لتتأكد من التعرف إليه . ولهذا فهي واثقة إنها لم تتوه عنه. ولا هو ايضا قد فاتته الطائرة , أو انه ربما جاء بالسيارة , وفي هذه الحالة لا يمكن لها ان تلحظه .منتديات ليلاس
وإذا كانت الحالة الأخيرة قد حدثت , فهو مخطئ لأنه لم يوضح الأمور أكثر, فالأختصار دون شك هو اسلوب الصحافيين , ولكن من المؤكد ان لا يكون هذا على حساب الوضوح؟

وبخروج آخر الركاب, وبدأ الركاب الجدد بالصعود , لم يعد الانتظار له معنى, فعادت ريبيكا إلى حيث تركت سيارتها , تهز كتفيها دون اكتراث للرجل الذي يرتدي البذلة الرمادية, والذي خرج من السيارة ليفتح لها الباب وقالت " يبدو ان هناك اختلاط ... انه لم يكن على الطائرة"
" استطيع القول ان السيد سترنيغر يمكن له ان يجد طريقة إلى القصر بنفسه سيدتي"
ودخلت ريبيكا بالسيارة وهي تجذب اطراف سترتها الحمراء بينما أغلق السائق دايفد الباب , منذ سنوات غير بعيدة لم تكن بالكاد قد شاهدت سيارة رولز رويس فاخرة , فكيف في ان يقودها سائق لها .منتديات ليلاس
ونظرا إلى طرق المدينة الضيقة المزدحمة , لا تبدو مثل هذه السيارة مثالية للتجول. ولكنها لا تستطيع الآن ان تتخلص من هذه السيارة , فهي رمز لنجاح روجر, وهي تحمل نكهة ذلك الرجل الذي أحبته جداً, ولقد تعلمت ان تعيش خسارتها له عبر الأشهر الأخيرة , وأن تتكيف مع فكرة ان يخلفه شخص آخر... وما إذا كان جوردان سترنيغر سيرى الأمور بنفس الطريقة أم لا, فهذا أمر لا يزال مجهولاً , فرغبة رجل يحتضر في اللحظة الأخيرة قد لا تعني شيئاً لشخص معتاد على المعاناة البشرية مثل صحفي متمرس بالشؤون الخارجية .
وسألها دايفد " هل نعود إلى القصر سيدتي؟"
" اجل , ارجوك , ربما يكون قد وصل باكراً , وقد يكون الآن هناك "
واستدارت ريبيكا ظهرها إلى المقعد , وحاولت التفكير بما ستقوله للوافد الجديد عندما تراه , فكل ما يعرفه جوردان سترنيغر حتى الآن انه يتوقع ان يرث نصف أملاك عمه , ولكنه الشرط الذي يقيد ذلك الأرث هو الذي من المحتمل أن يعطل كل شيء , فكم من الرجال ممكن ان يواجهوا مثل هذا الخيار , ويقبلون به؟
هل خسارة كمية محددة من الحرية هو ثمن قليل لمثل هذا الربح ؟ هي نفسها قد دفعت ثمناً مرتفعاً , ولكن وعداً يقطع في مثل هذه الظروف لا مجال لنكثه . فأسم سترنيغر واسم القصر والمنطقة مرتبطان منذ مئتي سنة. ريحانة
كانت أغلى أمنية عند روجر ان يستمر هذا الإرتباط إقناع جوردان سترنيغر.

إنه لو رفض الأذعان لشروط الوصية فسوف تضيع عليهما كل الأملاك!
وما ان قطعت السيارة بهما أطراف المدينة حتى أصبحا في رحاب الأراضي الريفية الواسعة , الخضراء النقية تحت أشعة شمس بعد الظهر , ومنحنى المنحدرات الواسعة تشكل افقياً غير بعيد, وبما أن ريبيكا ولدت وعاشت هنا, فهي لم تحس ابداً بنقص في المساحات الواسعة , فالريف هنا هو قريب جداً من البحر والمدينة بحيث يمكن زيارته بصورة دائمة إذا احتاج المرء لهذا , حتى انه يمكن ان يكون سكناً دائماً لمن يعمل في المدينة وينتقل منه وإليه يومياً.
لقد اشترط روجر فترة سنة بين وفاته وبين أن تتزوج أرملته من ابن اخيه , ولو لم يستغرق التفتيش عن جوردان في انحاء العالم اجمع كل هذه المدة , لكانا استفادا من هذه المدة ليتعرفا على بعضهما أكثر, قبل ان يوقعا العقد. ولكن تسبب تعليقات غير ملائمة بأية طريقة ستتم معالجتها, ولكن تكون غير ذات اهمية .منتديات ليلاس
كانت السيارة تسير بها فوق الطريق العام , ولم تكن هذه الطريق مزدحمة في مثل هذا الفصل من السنة , كما يمكن أن تكون بعد شهر من الآن , ولكن هناك زحام استرعى انتباهاً خاصاً من السائق دايفد الذي التفت إلى ريبيكا ليقول "يبدو أن هناك حادث , مركبتان مصطدمتان!"
وانحنت ريبيكا لتنظر من الزجاج الأمامي , سيارة ويليس فخمة قد انزلقت عن الطريق بعد اصطدامها بسيارة اخرى , وجناحها الأمامي محطم ومتراجع حتى عجلة القيادة , لابد انهما كانا يسابقان الريح. وكان كلا السائقين في الشارع يحقق معهما البوليس , على الأقل ليس هناك من أضرار بشرية .
احد السائقين كان يعطي رواية لما حدث بصوت مرتفع وهو يشير صاخباً بيديه , بينما الآخر كان يستمع هادئاً دون تعليق. وكان الرجل الصامت , طويلاً , أسمر , ومسيطر تماماً على نفسه, مما استرعى الاهتمام المباشر لريبيكا , فقالت لدايفد " الأفضل ان تتوقف جانباً وتنتظر , يبدو لي أن هذا هو الرجل الذي نتوقعه !"