ولم يعد الآن يأتي كل صباح كما كان في الماضي لوجود العديد من مصادر الطعام أمامه . ولكن في الشتاء لن يكون هناك شك بأنه سيعود إلى عادته , ونظرت إلى بركة السباحة , لم يكن جوردان هناك , فارتدت ثوب السباحة والروب من فوقه ونزلت السلم الخلفي.منتديات ليلاس
وبدت الماء مغرية في البركة , فخلعت الروب وغطست , لتخرج إلى السطح عند منتصف البركة وأخذت تبعد شعرها المبتل بعيداً عن وجهها , كان عليها ان تربطه قبل النزول إلى الماء. وسبحت عبر البركة عدة مرات . استخدمت اولاً اسلوب السباحة كراول ثم الصدر ثم الفراشة قبل أن تصل منهكة عند طرف البركة , وصاح جوردان مشجعاً من الطرف الآخر " إنه اسلوب رائع , قد تكون قوة احتمالك ضعيفة قليلاً ربما السبب فترة الراحة في الشتاء , ولكن التمرين سيحسن سباحتك"
وأحست ريبيكا بالحرارة اولاً ثم بالبرودة وبعدها بالحرارة , على الرغم من وجودها في الماء , إنه له جسداً متناسقاً , رشيق كالفهد وقوي كالأسد , وخطر على بالها الأثنين معاً. فقالت باختصار " اعتقد إنك من الصنف العالمي في سباحتك "
وضحك ضحكة ناعمة " لو كنت هكذا لاستفدت منها , لم أتوقع رؤيتك هنا باكراً قبل شهر تقريباً , بعدما قلتيه الأسبوع الماضي"
" ولكن طقس هذا الاسبوع أصبح حاراً , والماء دافئ"
" إذا كانت الماء دافئة فماذا يجعلك ترتجفين ؟"
" لست أرتجف ! لا تكن سخيفاً !"
" ترتعدين إذن , فأنت تنظرين إلى أي مكان ما عدا نحوي . هل أسبب لك حرجاً؟"
" بل تثير اشمئزازي, لماذا لا تخلع كل شيء بالمرة بدل ثوب السباحة المختصر هذا ؟"
" حقاً؟"منتديات ليلاس
ومد اصابعه تحت رباط الثوب وكأنما يحاول خلعه , وضحك عالياً بعد أن صدر عن ريبيكا حركة استنكار قائلة " لم أكن أقصد هذا!"

" إن انتهبي لسخريتم مني , فأنا لا أجد هذا الثوب محرجاً . وأنت بإمكانك أخذ حريتك والتخلص من ثوبك , سيأتي يوم نكون معا دونه , فلماذا لا تبدأين الآن ؟"
" الظروف لن تكون متشابهة "
" نحن نصنع الظروف كما نشاء , والآن تتملكني حاجة قوية لأن أغازلك هكذا "
وتقدم منها ليضع حولها ذراعيه , فأدارت رأسها بسرعة محاولة الأفلات منه . فألصق جسده بجسدها , وشد بعناقه لها , وأحست بقساوة جسده , مما أرسل رعشة وراء رعشة في اوصالها . وأخذ عقلها يقاوم الحواجز بينهما , وتجاوبت في عناقه , برغبة لم تعرفها من قبل .منتيديات ليلاس
ومرت الشمس تحت غيمة رمادية فاحتجب نورها , مما سبب صحوتها , وبدت لها البركة دون أشعة الشمس باردة رمادية وخالية تماماً من الراحة , فدفعته عنها بقوة فاجئتهما معا. وغطست نحو السلم الحديدي على بعد خطوات منها وأخرجت نفسها من الماء, وكانت ترتجف حقيقة الآن , ولم تتمكن من التوقف, فكيف يمكن لها أن تواجهه بعد الآن وبعدما حدث ؟
واستحمت , ثم ارتدت بنطلوناً من القطن الحشيشي اللون وقميصاً يناسبه , وأخذت تؤخر نزولها إلى الفطار قدر استطاعتها .
وكانت تشعر بإغراء قوي أن تبقى في غرفتها , ولكن معرفتها بأنها مضطرة لقبول هذا الواقع والتغلب على خوفها مع الوقت جعل من عدم نزولها أملاً لا معنى له . فما تحتاجه الآن هو التأثير على والدته بتصرف غير مبال حتى لا شك وتبدء بالأتهامات .ريحانة
وعندما نزلت أخيراً , كان جوردان واليزابيث قد جلسا إلى المائدة وقالت اليزابيث لها " لقد ظن جوردان أنك عدت إلى النوم بعد تعبك , هل تمتعت بالسباحة الصباحية؟"
وتقابلت عيناهما , فأبعدت نظرها , لا يمكن أبداً , وهذا ما كانت ريبيكا واثقة منه, أن يكون جوردان قد أخبر أمه بما حصل , وردت على اليزابيث وهي تجلس في مقعدها " تقريباً , إلى درجة محددة , هل فكرت بما ستفعلينه اليوم ؟"
" هل ستسأليني أنا أم جوردان ؟"

وردت بارتباك " حسنا , أنت من تقررين , كما اعتقد "
ونظرت مباشرة إلى الرجل الجالس في مقابلها وأردفت " إلا إذا كان لديك أية أفكار ؟"
" ربما لدي فكرة , ما رأيكما بزيارة البلدة والتفرج على قصرها الشهير؟ أنا لم أشاهده بعد , ويمكن لنا تناول الطعام في الحانة هناك , أو في أي مكان آخر"
وردت اليزابيث موافقة " هذا أفضل من الجلوس دون عمل شيء , وعليّ أن أتحدث مع والدتك اليوم , ربما بعد الظهر , إذا لم تكن مشغولة "
" يمكنني أن أسألها , وأرجوا ان لا تكوني قاسية عليها "
ورفعت اليزابيث حاجبها " يبدو أن لا ايمان لك بمواهبها "
" بالطبع أؤمن ! لقد كانت دائماً مبدعة , والكثير مما تبيعه تصنعه بنفسها وفي الموسم تقوم بعمل جبار في المحل!"
"وتمضي الشتاء دون عمل , كما اعتقد؟ وليس هذا أمر جيد لأمرأة في سنها , ولهذا , كما أتصور , اتجهت نحو الكتابة , انه تهرب رائع من واقعها , أليس كذلك؟"
ورد جوردان " قد يكون هذا صحيحاً"
وأخذت ريبيكا تنقل نظرها من احدهما إلى الآخر بحيرة !" هل هذا يعني أن قصص أمي قد اعجبتك ؟"
" هذا شيء لست مستعدة لبحثه إلا مع ليندا نفسها . وفي الواقع يكون من الأفضل أن نبحث الأمر لوحدنا , أعطني رقم هاتفها , وسأتصل بها لأرتب موعد اللقاء, هل تمانعان إذا تركتكما لوحدكما بعد الغداء؟"
واجاب جوردان " أنا واثق بإمكاننا إيجاد الكثير لنفعله معا , صحيح يا ريبيكا؟"
وتمتمت دون أن تنظر إليه وقد فهمت قصده " صحيح "
على الرغم من كل شيء كانت الرحلة إلى القصر الأثري رائعة . لقد مضت عدة سنوات منذ زارت ريبيكا المكان . ومع أن الموسم لم يبتدئ بعد إلا ان السياح كانوا يملأون البلدة .
وأبدت اليزابيث تمنعا عن الوقوف في الصف لمشاهدة الحمار وهو يدور بالساقية , وفضلت ان تتسلق الأسوار الرومانية الطراز لتشرف على منظر كامل للقصر والبلدة .منتيديات ليلاسمنتديات ليلاس

وأحست ريبيكا أنها غريبة تماماً مع جوردان ووالدته , فهما قريبان جداً من بعضهما رغم عدم إظهارهما لذلك, حتى ولو اصبحت زوجته , فلن تكون قريبة من نوع العلاقة الضرورية لأستمرار الزواج . ولكن ليس هناك من فائدة في التفكير بكل هذا الآن , فالتفكير بتمضية الأشهر القادمة كان هماً يكفيها .منتيديات ليلاس
ومن ثم ذهبوا إلى مطعم قديم عام يقدم وجبة طعام رائعة , وقال جوردان " مؤسف أن لا يكون أمامنا الوقت لزيارة متحف البلدة "
فقالت اليزابيث " ليس هناك من سبب يمنعك من المجيء لزيارته خلال الأسبوع مع ريبيكا , هل هناك مانع ؟ هل تنوي العمل في كتابك فوراً؟"
فقال جوردان " ما احتاجه هو شيء أشغل فيه ذهني , أما العمل , فأنا اكثر من مستعد للبدء فيه "
وسمعت ريبيكا نفسها تعلق ساخرة وكأنها بكل بساطة تسعى وراء مشكل " وهل هي حمى الأبداع ؟"
الشرارة التي لمعت في عينيه كانت خطرة بحد ذاتها , وأجاب " شيء من هذا القبيل , ألا زلت مستعدة لمساعدتي؟"
" بإعادة الطباعة؟ طبعا , وبإمكاني دائماً الخلود الى الراحة عندما يصبح الأمر صعب من أن أتحمله"
" امامي طريق باتجاه واحد كما اعتقد , وآمل أن لا أرهقك كثيراً "والتفت إلى أمه " ومتى سترين ليندا ؟"
"حوالي الثانية والنصف , أي بعد ربع ساعة , الأفضل أن نذهب الآن , يمكنكما العودة الى بيتكما "
ولم يسألها جوردان اين تحب ان تمضي هذه الساعة والنصف , ولا كانت هي مستعدة للإجابة إذا سألها . فأي مكان هو كالآخر , لحصول المواجهة التي كانت تحس إنها قادمة .
وقاد السيارة على الخط الساحلي نحو مرتفعات صخرية , وكان هناك الكثير من الناس على شاطئ البحر , وبعض منهم في البحر .

واستدار بالسيارة نحو موقف سيارات لفندق عند حافة المرتفع الصخري يواجه البحر تماماً, والتفت إليها " الوقت متأخر لأن أعرض عليك القهوة الآن ولكنه مكان رائع للحديث , أنا مدين بإعتذار , لقد خرجت الأمور من يدي هذا الصباح فتماديت معك, فالصبر , كما أخشى , لم يكن يوماً من فضائلي "
وفتشت ريبيكا عن صوتها بصعوبة , وهي لا تعرف بماذا تجيب " أظن أنني أنجرفت معك أنا ايضاً"
" ليس لدرجة فقدان السيطرة , فلو مرت دقيقتان اخريتان لوصلت إلى نقطة اللارجوع , ونظراً إلى المكان الذي كنا فيه , كان ذلك سيكون إحراجاً لكلينا "
" وهل هذا كل ما لديك من تحفظ؟"
" لا , ليس الأمر هكذا , أرجوك إهدأي , لقد انجرفت فلم أنزل إلى البركة بقصد أن أغازلك هناك , صدقيني "
" ولكنك كنت تنوي ان تجعلني أدرك ما يمكن أن يفوتني ؟"
" وأظن إنني نجحت في هذا "منتديات ليلاس
وأحست بجفاف حنجرتها , وابتلعت ريقها بصعوبة , ثم قالت بصوت أجش" أنا واثقة بأنك معتاد على إثارة النساء , ولماذا أكون الإستثناء ؟"
" الفرق أنني أظن أن الإثارة لوحدها تكفي بيننا ,أنت تهتمين للحب , ولكن الحب بإمكانه ان يتطور مع الوقت "
وجاء إنكارها شرساً " ولا بعد مليون سنة ! أنت لست من طرازي يا جوردان , وليس أكثر مما أنا لست من طرازك".ريحانة
قال بسخرية " صغير جداً عليك ؟ ولكنني سأكبر مع الوقت , على كل ليس هناك من بديل , إلا إذا غيرت رأيك حول تحقيق رغبات روجر "
وانتظر ردها لحظة , وعندما لم ترد تابع " الأمانة تتضارب مع الأختلافات , إنه خيار صعب , لنفترض إنني مددت لك يد المساعدة قليلاً"
ووضعت كلتا يديها على صدره وهو يحاول الوصول إليها , محاولة إبقاءه بعيداً عنها " لا تفعل ! لا اريدك ان تلمسني يا جوردان!"