عيناه للحظات حملت توهجاً مختلفاً ثم تحول إلى سخرية!
" ربما أنت على حق , هل لنا أن نعود الآن ؟ لابد أن وقت الشاي قد قرب "
واستدارت ريبيكا وهي تحس بالخذلان , لماذا ؟ هل هي في اعماق قلبها ترغب حقا في هذا النوع من العاطفة التي يعرضها عليها ؟ الجواب هو نوع لا تحب أن تبحث فيه عن قرب خوفاً مما قد تكتشفه عن نفسها .ريحانة
صباح الاثنين وصل المحامي جيمي تايلور باكراً . إنه في الستين من عمره , وهو يعرف روجر طوال حياته , وقال وهم يتناولون القهوة في المكتبة " هناك القليل يمكن أن أضيفه لما تعرفونه , ولكن كل ما أحتاج إلى معرفته هو اذا كنتما موافقان على شروط الوصية ؟"
وسارع جوردان إلى القول " نحن موافقان , ويبقى السؤال متى سيتم الزواج؟"
" هذا سؤال لا يجيب عليه سواكما , شرط أن يتم خلال السنة المشروطة , وهل اعتبر إنك ستسكن هنا سيد سترنيغر ؟ "
" لا استطيع الجزم للمدى الطويل"
وكان جوردان قد حجز على طائرة الواحدة والنصف , وقرر أن يأخذ السيارة الصغيرة عوضاً عن سيارته التي لا تزال قيد التصليح , وطلبت ريبيكا الغداء عند الظهر تماماً لتترك له مجال السفر بالسيارة إلى المطار .منتديات ليلاس
وقال اثناء الغداء " لقد تم اللقاء مع المحامي دون صعوبة , ولكنني اشعر أن هناك بضع مفاجئات مخبئة لنا "
" مثل ماذا؟"
" من يعلم ؟ فعمي كان رجلاً له عدة أوجه, ولا واحد منها يمكن التنبوء بها"
" هل هذه وجهة نظرك الخاصة أم رأي أبيك؟"
" بل معضمها رأي والدي , نظراً إلى أنني لا أعرف الكثير عن عمي"
" لقد زرته منذ عشر سنوات ولابد أن هناك سبباً"
" أجل, فوالدي كان تحت عجز مالي , وبما إنني كنت صغيراً لأساعده فلم يبق لديه سوى اخيه"
" وهل ساعده ؟"
" اجل, ولكن والدي رفض , لقد فضل تخليص نفسه بدل الالتصاق بأملاك يعلم أنها لن تكون له "

" وماذا حدث بعد ذلك؟"
" لقد قتل في حادثة سيارة بعد شهرين , وعرض روجر التعويض علينا ورفضت أمي , لقد كنت يومها المديرة المنفذة لدار نشر في المدينة , وهي نفس الدار التي ستهتم بكتابي . وكانت مرتاحة مالياً , فرفضت , وأنا لا امانع أبداً في الاعتراف إنني سأستخدم نفوذها في الشركة لأجل كتابي , وكل ما احتاجه الآن حوالي مئة ألف كلمة منسقة تنسيقاً جيداً, إضافة إلى درجة من البراعة , وسأصيب الهدف!"
وغادر المنزل إلى المطار حوالي الواحدة , وخرجت ريبيكا لتودعه , نصف متألمة , ونصف خائفة من أن يقبلها مودعاً , ولكنه تركها خائبة الأمل, أكثر مما هي مرتاحة , عندها لم يحاول أكثر من مصافحتها .منتديات ليلاس
ومر الأسبوع متثاقلاً , ولمعظمه دون احداث تذكر ولكن مساء الخميس بدأت ريبيكا تتساءل ما إذا كان جوردان ينوي العودة أم لا , ربما بعد ان سنحت له فرصة التفكير قرر أن يتراجع عن الأتفاق, فالربح المالي هو الدافع الوحيد للقبول , ويبدو أنه في وضع مالي مرتاح.منتديات ليلاس
المكالمة الهاتفية منه عند العاشرة مساءاً أدت إلى تشوش بالها , لقد قال إنه سيكون هنا يوم السبت بعد الظهر وسألته " وكيف سارت الأمور مع والدتك , كيف وجدتها ؟"
" لم تتغير , كانت مسافرة , ولقد اجتمع شملنا يوم أمس"
" وكيف كانت ردة فعلها على كل شيء ؟"
" كما يمكن أن تتوقعي , إنها متشوقة لرؤيتك والحكم عليك بنفسها "
وأحست ريبيكا بالبرودة ثم الحرارة ! " أنت لم تقل لها كل شيء ؟"
" مع كل التفاصيل , ولذا لن تحتاجي للأدعاء أمامها "
" ليس لديك الحق لتقول لها !"
" لدي الحق , إننا نتحدث عن حياتي , وما تختارين ان تقوليه لأمك هو من شأنك , والآن سأراك يوم السبت "
ووضعت ريبيكا السماعة من يدها وهي ترتجف , لقد بدا جوردان غير مكترث , حسناً بإمكانها هي ايضاً أن تكون كذلك وفترة ستة أشهر ليست بمدة طويلة !

كانت قرب البركة تعرض نفسها لأشعة شمس كانت على غير موسمها حارة جداً, عندما وصل جوردان , وفتحت عينيها لتجده يقف فوقها يتفحص خطوط جسدها في البيكيني المختصر بإعجاب لم يحاول إخفاؤه , مما جعل الأحمرار يتسارع إلى خديها , وتمنت وهي تجلس وتمد يدها إلى الروب.
" لم اسمع سيارتك "
" لا يمكن ان تسمعيها هنا , لون بشرتك جميل السمرة , ولكن انتبهي ان لا تبالغي فيه كثيراً"
" كنت على وشك الدخول, هل كانت رحلتك جيدة ؟"
" لا أفضل ولا أسوأ مما قبلها , أريدك أن تقابلي والدتي "
وأدارت ريبيكا رأسها إلى حيث أشار لتجد امرأة خلفه دون أن تلحظها من قبل , وابتسمت الوافدة الجديدة ومدت لها يدها .ريحانة
طويلة , شعر أسود , جميلة الطلعة تسخر من السنين , ولم تكن المرأة تشابه الصورة التي رسمها لها جوردان , عيناها بنفس لون عينا ابنها , وأخذت ريبيكا يدها قائلة " مرحبا ريبيكا, أنا إليزابيث"
" هذه مفاجئة حقا! لم يقل لي جوردان إنك قادمة معه "
" لقد اتخذت القرار بنفسي عند آخر لحظة , لذا لا تلوميه كثيراً وأنا مضطرة للعودة يوم الثلاثاء لأحضر مجلس إدارة الشركة ولذا لن أكون في طريقكما طويلاً"
" أنت أكثر من مرحب بها , على كل القصر هنا أصبح منزل جوردان ايضاً , ولكن كنت أحب أن يكون لدي الوقت الكافي لتحضير غرفة مناسبة لك"
وقال جوردان " سيتم تحضيرها ونحن نشرب الشاي , لقد رأيت السيدة بوند وكلمتها عن الأمر, وطلبت الشاي إلى هنا , فمن الأفضل أن تستفيد من هذا الطقس الجميل "
وجلست اليزابيث سترنيغر على المقعد الذي وضعه جوردان لها وبقي هو واقفاً , وريبيكا تجلس على كرسي النوم المنخفض, ونظر إلى بركة السباحة قائلاً " يبدو إنها بحاجة للتنظيف"
"الشركة المتعاقدة معنا ستحضر يوم الاثنين , لقد نظف سطحها من الأوساخ هذا الصباح "

" كنت أعلق فقط , ولا لزوم للتوتر , فأنت تهتمين بكل المكان ليبقى في أبهى حلة "
" أنت تعني العاملين بحاجة لأوامر , وهذا فن بحد ذاته , وخاصة إذا لم تكوني مولودة ومعك هذه المقدرة ".منتديات ليلاس
وردت عليه والدته بسهولة " لم يولد أحدنا هكذا , عرفت أنك ولدت هنا يا ريبيكا؟"
" هذا صحيح , لقد سكن والداي هنا بعد أن تزوجا مباشرة , أليس لديك أقارب آخرين ؟"
" عمة لوالدي في مقاطعة أخرى , لقد كان روجر على اطلاع بكل الماضي "
" اذا كان الأمر بد لك كاستجواب فأنا اعتذر "
وكانت لهجة اليزابيث صادقة , وتابعت " أجد أن هذا الوضع صعب , واعتقد أنه كذلك بالنسبة لك, روجر مخطئ تماماً في أن يبتز عواطفك, فليس هناك من املاك في الدنيا تساوي ما ستمرين به"
" الأمر لا يتعلق بمجرد الأملاك , إنه يتعلق بسلالة الدم ,حتى ولو تزوجت واحداً من الخارج العائلة فهل سيقبل بتغيير اسم ولده , وحتى إنه لن يكون دم سلالة سترنيغر "
وقال جوردان بقساوة "لابد أن روجر قد شربك فكرته أليس كذلك؟ ليس هناك تضحية تستاهل!"
" ليس بالنسبة لي , ولست محتاجة لوجود أمك لتقول لي إنك ستنسحب من الأتفاق "
وسارعت اليزابيث للقول "أنت مخطئة , فليس في نية جوردان التراجع , أنا هنا لأنني رغبت في مقابلتك , من الطبيعي أن أسارع إلى رؤية الفتاة التي سيتزوجها ولدي, أليس كذلك؟"منتديات ليلاس
وأحست ريبيكا بالغضب يتلاشى ليتركها دون دفاع " اعتقد هذا , لابد إنك قد صدمت للخبر"
" لحسن الحظ أنا من النوع المرن والصبور , وكان يجب أن أكون هكذا وخاصة خلال الأشهر الماضية عندما كان جوردان مفقوداً "

فقاطعها جوردان " ما مضى الأفضل نسيانه , لقد وصل الشاي فنركز الآن على تناوله "
وابتلعت ريبيكا السؤال , مفقود أمر يختلف تماماً عن بعيد المنال , وواقع إنه لم يكن مستعداً للحديث حول الأمر يسجل انطباعاً بتجربة مريرة .ريحانة
وقالت اليزابيث بعد ان جلس جوردان وبدأ يصب الشاي لهما " لم أكن أتوقع أبداً أن اجلس هنا لتناول الشاي في قصر سترنيغر بعد زواج روجر مرة اخرى , أنت تعرفين إنك زوجته الثانية بالطبع ؟"
" طبعاً , إنه لم يخفي عني سراً وخلافهما حدث منذ ستة عشر سنة "
فابتسمت اليزابيث " قبل وقت طويل من حصوله على لقب النبلاء , ولو كانت زوجته السابقة تعرف ما يخبئه المستقبل لكانت تصرفت بطريقة أخرى , ولكن ما يدهشني تأخره في الزواج ثانية مع رغبته الشديدة في وريث"
" اعتقد إنه أخر نفسه عن الزواج إلى ان علم أنه سيموت , ثم اصبحت المسألة في إيجاد شابة يمكنها النجاح في الحمل, وبسرعة لنفاذ الوقت منه "
" وأنت ألم تمانعي في أن يستخدمك لهذا الغرض؟"
" لم أنظر إلى المسألة بهذه الطريقة , لقد أحبني روجر كما أحببته , ولا شيء يقوله أحد يمكن أن يغير هذا الواقع "
" إذا كان هذا ما تؤمنين به , فلن أحاول مناقشتك أبداً"
وتدخل جوردان " اظن هذا يكفي , الأمر المهم الوحيد الآن هو الوفاء بشروط الوصية "
فقالت ريبيكا " وهذا لن يكون قبل أن أكون أنا مستعدة "
" كما تشائين عندما تكوني مستعدة , والآن لنغير موضوع الحديث , ما رأيكما بالعشاء في الخارج الليلة , وفكرة جيدة أن تخرج أمك معنا , إذا كانت حرة "
فردت ريبيكا " لقد طلبت العشاء هنا "