" بالطبع , وأنا مستعدة للمساعدة بأية طريقة, إذا كنت هذا ما ستطلبه"
" من الممكن , فطباعتي لا تتعدى الطباعة بأصبعين , سريع ولكن , ليس بفائدة تذكر , وليست جيدة بالمرة عندما أكون أنص ما أكتب لنفسي والنسخة الأخيرة الأسياسية يجب أن تكون مناسبة "منتديات ليلاس
" هل فكرت بعد بناشر؟"
" وناشر مهتم للأمر , أحد العباقرة في معرفة الصواب وسيكون الكتاب واقعياً وليس خيالياً , وقد تجدين فيه بعض الخلفيات والتفاصيل مزعجة"
" إذن ستغادر هنا كي تقوم بترتيبات إقامتك ثم تعود"
" لنقل يوم الاثنين , هذا يترك أمامنا نهاية الأسبوع بأكملها , وعليك ان تقدميني إلى والدتك , اين تسكن ؟"
" ليس بعيداً من هنا, ولكن هذا يمكن ان ينتظر حتى تعود "
" لا أظن هذا , فتأخير الأمور ليس من عادتي , وهكذا ننهي الأمور الداخلية بسرعة , وسأبلغ والدتي فيما بعد , ربما تتعشى معنا الليلة , ما رأيك ؟"
" سأتصل بها لأرى إذا كانت غير مشغولة "
ووجدت ريبيكا نفسها تنصاع لأوامره بطريقة آلية , هذا جنون , لم يمض على وجوده سوى خمس دقائق! على كل بما أنها بدأت بالطاعة فلن تتراجع الآن , وخاصة ان جزءاً منها يعترف بأنه على حق, فأمها تستحتق أن تعرف بما يجري ولو جزئياً.منتديات ليلاس
ليندا مورش تدير محلاً لبيع القطع الفنية الصغيرة والأشغال اليدوية وتعرض فيه ايضاً عدداً من الاشغال المنزلية , كذلك من صنعها شخصياً . خطتها الآن ان تشتري المبنى كله لتخلي ما يحيط بمحلها كي توسع أعمالها وتنشى مكاناً خاصاً لتقديم الشاي , وبما ان أعمالها موسمية فإن المشروع لم يحظ بموافقة المصرف, أما الآن وقد حصلت ريبيكا على مستقبل مالي مضمون , فقد فكرت وهي تطلب رقم هاتف أبنتها , إنها قد اصبحت في مركز يمكنها فيه ان تساعدها . اما إذا كانت ستقبل أم لا , فهذا أمر آخر .
ومرت دقيقة كاملة قبل ان ترد ليندا .

" هنا مغارة ميرني آسفة للتأخير , كان معي زبون , بماذا استطيع أن أخدمك ؟"
" أمي , هذا أنا , هل أنت حرة الليلة لتتناولي العشاء معي؟"
" حسنا , أعتقد هذا , ولماذا هذه السرعة ؟"؟
عندي شخص أود أن تقابليه , وهناك شيء لم استطيع أن أقوله لك من قبل أود شرحه لك الآن , هل أرسل لك السيارة مع السائق؟"
" لا , شكراً, سأجئ بسيارتي , هل السابعة والنصف موعد مناسب ؟"
" عظيم , أراك فيما بعد , وداعاً الآن "
والتفت جوردان إليها وهو يقف " سأخرج لأتمشى قليلاً حول الحدائق وأرجو أن نكون مستعدان للقاء الليلة , إذ يجب أن نقنع والدتك بان هناك تجاذباً مشتركاً بيننا سينقلب إلى زواج بعد بضعة اسابيع , أليس كذلك؟"
وبقيت ريبيكا حيث هي وهو يغادر الغرفة ومضت ساعتين لم تشاهده فيهما وعند الساعة السابعة والثلث نزلت إلى غرفة الاستقبال مرتدية فستان جيرسي أزرق غامق استعداداً لأستقبال أمها . كما في بقية غرف الطابق الأرضي, وبعض من الطابق العلوي , كان في غرفة الاستقبال مدفأة ووقفت ريبيكا تحدق بصورة روجر الموضوعة ضمن اطار على رف المدفأة , لو انه لا يزال هنا لكانت في منتهى السعادة , أوه , لماذا , تركها وذهب ؟.منتديات ليلاس
ولم يكن جوردان قد ظهر بعد عندما وصلت والدتها . وكانت شقراء طبيعية مثل ابنتها تماماً , وترتدي بذلة حمراء وليندا مورش , في سن الثامنة والأربعين لم تكن تبدو أماً متوسطة العمر . ففقدانها لزوجها باكراً تركها في وضع كانت مجبرة فيه إما أن تعيد تنظيم حياتها تماماً . وهكذا انخرطت في حياة اجتماعية كاملة وبدت قانعة بحياتها ظاهرياً مع أن ريبيكا طالما تساءلت ما إذا كان راضية بالفعل عن حياتها. فحياة الترحل موحشة , مهما كان فيها من تسلية وبإمكانها الآن ان تحس بهذا وكان أول سؤال طرحته عليها والدتها " اين هو ذلك الشخص الذي تريديني أن أقابله ؟"

" سيحضر في الحال "
"رجل ؟ ويقيم هنا ؟"
واخذت ريبيكا نفساً عميقاً , وبدأت الشرح وقد أغاظها عدم وجود جوردان معها ليساعدها , واستمعت إليها ليندا دون أن تعلق حتى سمعت آخر ما قالته " وهكذا ترين أنني لم استطع إخبارك من قبل"
" ولكنني لا أرى سبباً يمنعك , ولكنني لن أدقق معك, هل ينوي هذا جوردان أن يقيم هنا على المدى الطويل؟"
"سيبقى هنا لبضعة أشهر على الأقل , إنه يخطط لكتابة قصة هنا "
"حقاً ؟ وهل هو مؤلف معروف ؟"
وسمعتا صوت جوردان يقول عند الباب " ليس مشهوراً بعد , ولكنه ينوي أن يصبح مشهوراً"
وتقدم إلى داخل الغرفة وتابع كلامه مخاطباً ليندا " لابد أن ريبيكا قد اخبرتك بالوقائع كما أتصور ؟ لقد كان الأمر صدمة لي ايضاً , لذا لا داعي لأن تتظاهرا بالعكس"
وردت عليه ليندا " لم أكن أنوي , فروجر كان مؤهلاً ليفعل كل ما يظنه مناسباً بأملاكه , ونصف هذه الأملاك "لا تزال تترك لريبيكا وضعاً هي بحاجة فيه لأن تبقى عينيها مفتوحة على كل الانتهازين من الآن وصاعداً.منتديات ليلاس
وسارعت ريبيكا للقول وهي تتجنب النظر إلى جوردان " أتشربان شيئاً , عصير الليمون كالعادة يا أمي ؟"
وقال جوردان " دعيني أقوم بهذا فقط, دليني على مكان وجود الشراب "
" خزانة الشراب والكؤوس هناك , وسآخذ كأس ليمون مع تونيك أرجوك "
وراقبته ليندا قليلاً ثم استدارت إلى ابنتها لتقول " إنه مختلف عما توقعته "
" إنه فعلاً مختلف عما توقعته "
إنه فعلاً مختلف عما توقعته ريبيكا والجاذبية التي فيه قد تجعل الواجب الذي عليها أن تقوم به أخطر مما يمكن أن يكون , ولكن لا يزال ذلك الواجب مجرد عمل بيولوجي بحت عندما تفكر به جيداً.منتديات ليلاس

ونظراً لهذه الظروف , فقد اعتبرت ان السهرة كانت ناجحة فقد بدت والدتها وجوردان على اتفاق تام بعد زوال العدائية المبدئية التي ظهرت , براحة تامة منذ البداية, وغادرت ليندا عند العاشرة والنصف متذرعة باضطرارها لعمل باكر في اليوم التالي , وخرجت ريبيكا لتوصلها إلى السيارة , فقالت لها " لقد اعجبني , أظن أن بإمكانه إدعاء القساوة عندما يحتاج الأمر, ولكنه بحاجة لأن يكون حسب ما اعتاده في عمله , وقد تواجهان المشاكل عندما تصلان إلى قرار رئيسي يتعلق بالأملاك "
" لا يمكن أن تباع الأملاك إطلاقاً , ليس إلا إذا اعترض على الوصية في المحكمة"
" وبهذه الحالة قد لا يحصل على شيء وهذا يعتمد على حكم القاضي , وهذه مخاطرة لأظن انه سيخاطر بها ".ريحانة
وصعدت وراء المقود لسيارتها وأغلقت الباب مضيفة " لا تنسي معرض الأشغال اليدوية بعد أسبوعين , أنا معتمدة عليك لتساعديني "
" لن أنسى , وسأراك قبل هذا , عمت مساء يا أمي "
وراقبت أمها تبتعد بالسيارة , ثم استدارت لتدخل . وأحست بهواء الليل البارد على بشرتها , وأحست بالراحة للدفء في داخل المنزل , وكان جوردان قد بقي في غرفة الإستقبال , وكان يجلس ممدداً ساقيه بكل ارتياح فوق الصوفا الموضوعة إلى يمين المدفئة عندما عادت إلى الغرفة .ريحانة
فقال لها " إنها امرأة رائعة وذكية ايضاً"
" ربما ليس ما كنت تتوقعه"
" أنا دائماً أحاول أن أكون منفتح التفكير "
"يبدو ان هذا لا ينطبق على ما يتعلق بي , فأنت لازلت تؤمن إنني تزوجت روجر بسبب ما كنت أطمح بالحصول عليه منه أليس كذلك؟"
" ولكنني مستعد للأقتناع اذا كان روجر يعني لك الكثير , فستكوني متشوقة أكثر للتحقيق آخر أمناياته , ولقد مضى على وفاته ستة أشهر , فلماذا الانتظار ستة أخرى ؟ فالناس سيتكلمون على أي حال "

" لن يتكلموا كثيراً إذا لم يتم الزواج بالسرعة التي تريدها , وسيكون الأمر صعباً بما فيه الكفاية , دون أن نجعله أسوأ ! ولسوء الحظ لا استطيع الادعاء بالنظرة المجردة عندما يصل بنا الأمر الى ..."منتديات ليلاس
وسعت لتجد الكلمة المناسبة , فابتسم وأكمل عنها " عندما يصل الأمر إلى القيام بالعمل الضروري , أهذا ما تفكرين به , لمعلوماتك نظرتي إلى المعاشرة الزوجية هي بعيدة جداً عن النظرة الطبية المجردة.. وصف الاتفاق المشترك هو أدق لما سيحصل بيننا "
" وهذا موضوع أنا واثقة إنك تعرف كل شيء عنه , ما عدا أنني أعتبر أن كلمة الحب مفقودة في هذا العمل , وتحقيق الرغبة الجسدية هي أفضل وصف"
" إنها مسألة تفسير , ناضجان ليس من المفترض أن يكونا متحابان ليتمتعا معا , إذن قد أكون مخطئاً في دوافعك للزواج من روجر , ربما كنت تحبينه بطريقتك , أنت تعطين انطباعاً سطحياً بالنضوج , ولكن تحت هذا المظهر فتاة صغيرة ساذجة , ولقد آن لك أن تكبري يا ريبيكا, وآن لك أن تتعلمي بعض حقائق الحياة "
" إذا كان هذا يعني أن أحصل على نوع السخرية بالحياة التي تمتلكها , فلن أزعج نفسي , شكراً لك , ما رأيك ان نقفل باب هذا النقاش؟"
" ومما تخافين ؟ أم عليّ أن أقول ممن ؟"
" ممن ؟ إنه ليس الخوف الذي أحس به بقدر الأشمئزاز , لو أن روجر كان يعرفك بشكل أفضل فأنا واثقة انه ما كان طلب مني ما طلب !"
ورد عليها بإصرار هادئ" قلت الخوف وأعني الخوف, فالتجارب الذي أثرته بك . عندما وصلنا إلى هنا هزك في الأعماق , أليس كذلك؟ ولم تكوني تعرفي أن الأمر سيكون هكذا , خاصة مع رجل لا يعجبك , فما بالك بالحب , لقد فاجأتني ساعتها , هذا كل شيء"