وقاومت شوقاً لأن تستدير وتتعلق برقبته وسألها " هل أنت بخير الآن ؟"
" اجل, شكراً لك , سأكون بخير تماماً"
" استرخي , أمامنا مسافة لنصل "منتديات ليلاس
ولأول مرة لاحظت كم ابتعدت عن الشاطئ , وكم كانت غبية في سرعتها لتبتعد , ولو كانت لوحدها لكان هذا آخر عهد لها بالسباحة , وقال لها جوردان " كل ما عليك أن تفعليه , أن تتركي نفسك لتطفي فوق الماء وتدلكي مكان التقلص , هل بإمكانك فعل هذا أم أجرك إلى الشاطئ؟"
فهزت رأسها , وهي تعرف تماماً المجهود الذي سيبذله طوال هذه المسافة , فهو قوي , ولكنه بشر ايضاً, قالت " سأتدبر نفسي , لقد زال الألم الآن "
وهي تعلم أن الألم قد يعود , ولكن ما فائدة التفكير بهذه الأمكانية فبوجود جوردان ليساعدها ستصل إلى الشاطئ بسلام . وسيستغرق هذا وقتاً طويلاً.
واستغرق الوصول اليه أطول من المتوقع , فقد أصر جوردان على أن ترتاح كل بضع دقائق, واحيت بأطرافها مسترخية عندما ناضلت أخيراً لتدوس فوق الرمال الجامدة , وجلست ورأسها منحني فوق ركبتيها , وهي تستعيد أنفاسها .ريحانة
وجلس جوردان بقربها , وكان يتنفس بسرعة أكبر ولكن لم يبدو عليه التعب, ولم تستطع مقاومة الرغبة في أن تمرر يدها على صدرها . فردد شيئاً لم تفهمه من بين أسنانه . ثم استدار ليمسك بها , ودفعها لتستلقي فوق الرمل, واخذ يقبلها بشوق , وتعلقت به , إنها تحب هذا الرجل , وتريده , وليس هناك شيء في الدنيا سيفرقهما عن بعضهما !
وعاد إليها تعقلها ومشاعرها بالتدريج بعد فترة من الغيبوبة . إدراك ان الوقت هو وضح النهار والمكان بعيد عن الخلوة والأمان كما في غرفة النوم , جعلها تندفع مجفلة بحركة فزعة , وما منعها من القفز مذعورة على قدميها سوى تصرفات جوردان الهادئة " لا يوجد هنا غيرنا إلا إذا احتسبت بالطبع طيور النورس!"

وعاد ليضمها إليه , فاستسلمت ثانية , وهمس لها " استرخي , لا يمكنك تركي هنا , والسير بعيداً عني "
" لم أكن أنوي أن أسير بعيداً بل أن أهرب "
" ولماذا ؟ هل تكرهين ما يجري بيننا ؟"
" الأمر لا يتعلق بما يجري بيننا الآن , إنه المكان والزمان , لقد نسيت أين نحن "
" هذا اطراء لي"
" لم اقصد هذا "
وكان موج البحر قد عاد ليحفر الرمل من تحتهما , واصبح نصفها الآن مغمور بالرمال " إذا لم تتركني الآن فسوف نعود إلى السباحة في وقت قصير ! , لقد غمرني الرمل والموج ولست مرتاحة هكذا !"
" بدأت أشعر بنفس النتائج , كم هذا مؤسف ! , ولكن ما العمل , ما رأيك أن نغطس في الماء لننظف أنفسنا قبل ان نتجفف؟".منتديات ليلاس
وجلست ريبيكا تراقبه وهو يسير نحو البحر , من السخف تماماً ان تشعر بالحياء لرؤيته هكذا بعدما حصل بينهما للتو . ولكنها وجدت صعوبة في رفع قدمها ومرافقته إلى الماء دون اضطراب , واحست بإحراج أكبر عندما سمح لنفسه ان يخلصها من الرمال العالقة على جسدها , ثم يسكب حفنات من الماء بيديه فوق صدرها وكتفيها , وأسرعت في الغطس كي تتخلص منه, وسبحت مبتعدة عنه ثم عادت ثانية إلى الشاطئ فضحك ولحق بها , ثم امسك بمنشفة ولفها فيها ثم اخذ يفركها بها وبقوة حتى صاحت محتجة , فقال لها " هذا سيعلمك درساً"
ولكنها لم تكن واثقة ما هو الدرس المفترض ان تتعلمه . وجف جسماهما وارتديا الملابس من جديد ونظفا ثوبا السباحة ولفهما في المناشف المبتلة . وكان بعد الظهر قد انتهى , ولم تعد الشمس حارة , ولابد ان جورج قد عاد الآن , واحست ريبيكا بكراهية سريعة لأن تشارك في الشجار الذي لابد ان يقع عندما تقع عينا جوردان على اخيه . فقالت له وهما في الطريق " أيمكن ان ننسى موضوع السيارة ونقضي أمسية طيبة؟ أنا أعلم أن جورج مخطئ بأخذه للرولز هكذا , ولكن ..."

" ولكن هذا حصل , ومتابعة البحث بالأمر لا يغير ما حصل , أليس هذا ما كنت ستقولينه ؟"
" شيء من هذا , وهو سيسافر بعد ايام , وأود ان تبقى الأمور هادئة وهو هنا, وليس هذا كثير لأطلبه منك , أليس كذلك؟"
ورفع جوردان رأسه , طويل متفوق الرجولة في بذلة الشاطئ السوداء , وقال " ربما ليس هذا بكثير , ولكنني لا اضمن جورج , حسناً , سننسى ما حصل , ما رأيك بتناول العشاء على ضوء الشموع لوحدنا الليلة ؟"
ونظر إليها عندما تأخرت في الإجابة وقال " لا تجعلي وجود أخي يؤثر فيك, فإما ان يخرج لوحده وأما ان يأكل في المنزل ".
لقد كسبت منه تنازلاً , ومن الكثير ان تأمل بآخر , على كل , لم يكن في نيتها ان ترفض دعوته , وليتصرف جورج كما يشاء.منتديات ليلاس
" حسنا , الليلة"
" هكذا أفضل"منتديات ليلاس
أفضل من ماذا ؟ هل هذا نوع الزوجة المطيعة الخاضعة التي يأمل لها ؟ إذا كان هذا قصده , فلقد خانه الحظ, فقد تكون تحبه , ولكن لن تخضع له ابداً.
دون النظر في الباحة الخلفية لم يمكنهما معرفة ما إذا كانت سيارة الرولز قد عادت أم لا . وبالتأكيد , لم يظهر أثر لجورج عندما دخلا القصر. وفي منزل بهذا الحجم قد يكون جورج في أي مكان , وافترقت ريبيكا عن جوردان لتستحم وترتدي ملابسها .
وهي واقفة تحت المياه الساخنة المتدفقة , سمحت لأفكارها بأن تستعيد ذكرى احداث الساعة الماضية , فما حدث بينها وبين جوردان كانت تجربة أنهت ذكرى كل التجارب ,ولن تمل من تكرارها ولو بعد مليون سنة , ولن تمل منه كذلك , وخاصة في هذا المجال , ولكن كم سيمضي من وقت قبل أن يمل هو منها ؟ وهل يمكن لأمرأة واحدة ان تكون كافية لرجل معتاد على حرية الأختيار ؟ فبدون حب مشترك يربطهما معا , تبدو الفرص ضئيلة أمام زواج سعيد طويل الأمد , هذا إذا لم يغير وجود طفل كل شيء , ومررت اصابعها فوق جسدها وهي تبتسم لهذا التدفق الخيالي لأفكارها .ريحانة

عندما نزلت إلى الطابق الأرضي وجدت الأخوين في المكتبة , ونظرا لها ولما بدا على جورج من مرح, حكمت أن جوردان قد حافظ على وعده لها . وقال الأخ الأصغر دون أن يبدو عليه الأنزعاج "سمعت إنكما خارجان الليلة , هل اجرؤ على تنسم الحب في الجو؟"
واجابه شقيقه دون اكتراث " لك ان تشك بأي شيء , هل ستتناول العشاء هنا ؟"
ولمعت عينا جورج " هل هناك مكان آخر ؟"
وقالت ريبيكا بسرعة " لقد قلت للسيدة بوند إنك ستتعشى هنا , وأرجو أن لا تشعر بالوحدة"
فابتسم جورج وهز كتفيه " بإمكاني الطلب من لورا أن ترافقني "
فقال جوردان " إنها تغادر المنزل عند السادسة , كما ان لديها صديق تحبه "
" ما تعنيه هو ان لا تتلاعب مع العمال , أمر مخيب للآمال! إنها شابة جميلة ! ولكن سأطيع قوانين القصر , متى ستبدأ بالعمل في كتابك ؟"
" غداً"
والتفت إلى ريبيكا " اعتمد على مساعدتك كي اسجل أفكاري على الورق , وربما تقترحين عليّ اسماء لشخصيات القصة "
واحست بالحرارة , ونسيت جورج للحظات " احب جداً أنا أحاول "
وقال جورج " وهل فكرتما بنسبة الأرباح من حقوق النشر؟ ولكن لا اظن ان أي منكما بحاجة للمال "
" وماذا تقترح ؟ هل أحول حقوق الأمتياز إليك؟"

ضحك جورج "بالتأكيد لن أرمي هذا العرض أبداً!"
" أنا واثق ولسوء الحظ إنه عرض لن أتقدم به أبداً"
واحست ريبيكا بالراحة لسماع صوت طاولة الشاي المتحركة في الخارج وقالت "لقد وصل الشاي , الوقت متأخر ولكنني كنت احس بالعطش".ريحانة
ومهما كان نوع الرد الذي كان يحضره جورج لتصريح اخيه المعادي فقد أبقاه لنفسه , مع ان العدائية كانت بارزة في وميض عينيه . جوردان على حق , فالحقد كان من جانب جورج لوحده . ولكن لماذا يشعر بمثل هذه المرارة من اخيه , انه سؤال تبحث عن إجابة له.
عندما غادرا المنزل عند السابعة والنصف كان جورج لا يزال في غرفته . وكالعادة قاد جوردان السيارة , لابد ان يتم عمل شيء نهائي بخصوص دايفد والرولز , فهي لن تصمد طويلاً أما إصرار جوردان عليها بأن تتعلم القيادة , وعليها ان تعترف ان هذا قد يسهل الأمور عليها أكثر.
وذهبا إلى مطعم على شاطئ البحر نصحتهما به السيدة بوند لمعرفتها بالطهاة هناك, وكان مطعماً رائعاً, عرفا ذلك بعد وجبة طعام ترضي أكثر الأذواق صعوبة , فالمكان قديم , صغير , مضاء بشكل حميم , جوه لطيف .منتديات ليلاس
وسألته ريبيكا وهما يحتسيان القهوة " هل كنت جاداً في بدء العمل غداً؟"
" وهل هناك سبب يمنع أن أكون جاداً؟"منتديات ليلاس
لهجته جعلتها ترفع عينيها إليه لتنظر إلى وجهه الذي زاد نور الشمعة من سمرته " لا , ولكن بدا انك تقول هذا بسبب وجود جورج أكثر من كونك مستعجل للبدء"
واجابها بخشونة " أنت تستمرين بالأسف عليه ؟"
"مجرد عطف معين , لو كنت أعلم سبب شعورك هكذا نحوه فقد يساعدني هذا على تقدير وجهة نظرك "