وبدا لها تفكيرها بعد هذا مشوشاً بمشاعر مختلفة مايحدث بينهما الآن يجعل أي نوع من التراجع أمراً مستحيلاً وإذا لم يكن هناك شيء آخر , فيجب الأخذ بعين الأعتبار النتائج التي قد تحصل , وقد يكون الهدف هو اجتماعهما , ولكن ليس هكذا , فكيف يمكنها أن تواجه أي إنسان لو أن نتيجة هذه الليلة كانت إيجابية ؟ واجبرت نفسها على القول بخشونة "اتركني يا جوردان , ارجوك!"
ورفع رأسه لينظر اليها " وما الفائدة الآن من المقاومة؟ كلانا يعرف أن هذا كان يجب أن يحدث , وهذا بسبب التأثر الذي لنا على بعضنا , أيمكن أن تقولي لي صدقاً أنك لم ترغبي بماحصل؟"منتديات ليلاس
" أنا , لا أريدك "
" حتى أنك لست كاذبة جيدة, ايتها الساحرة الصغيرة "
ولابد أنهما غطا في النوم بعد ذلك, فعندما فتحت ريبيكا عيناها كان النهار قد بدا يطلع , وواجهت صدمة , كيف يمكنها ان تتصرف من الآن وصاعداً , سوف يلزمها كل ذرة من قدرتها على السيطرة كي تنظر إليه حتى , دون أن تنهار, لقد قاومت بكل قواها حتى لا تقع في حبه , ولكنها أحبته, ولا فائدة من الإختباء من الحقيقة بعد الآن .
وكأنه أحس بأنها تحدق به فابتسم !
" كيف تشعرين ؟"
" كما تشعر أنت , لقد برهنت بالتأكيد أنك تبلغ ما تريد"
" على الأقل هذه شهادة طيبة , أنت تدركين الآن أن هناك فرصة جيدة لتحقيق ما قدر لنا إنجازه "
" ويبقى الأمر فرصة إلى أن تثبت نجاحها "
ونظرت إليه , إنه رجل من فولاذ وعزيمة , وليس مستعداً للقبول بأي تنازل.
فليلة أمس لم تكن مصادفة , بل احتساب محسوب بدقة للأعتداء على مشاعرها كي يجعلها غير قادرة على التراجع عن الزواج منه . وهناك فرصة كبيرة بأنه نجح في معركته , فلن يكون لها خيار آخر , ولكن من الآن وصاعداً لن تخاطر.منتديات ليلاس

نهاية الفصل

6- الوعد

نزلت ريبيكا إلى الطابق الأرضي في الصباح قبل اليزابيث وجوردان, وبعد دقائق وصلا , ولم يكن على وجهه ما يشير إلى ما حصل ليلة أمس, وقالت اليزابيث مشيرة إلى الشمس الساطعة " إنه يوم رائع للسفر , في هذا الوقت المبكر من فصل الصيف يتساءل المرء إذا كان سيستمر الطقس هكذا طوال الفصل. وللأسف لن استطيع التمتع بالطقس هنا, فأنا مضطرة للسفر إلى الشرق الأقصى, لملاحقة بعض الأعمال للمؤسسة , في شهر تموز.
والتفتت إلى جوردان " لا اعتقد إنك تكون قد جهزت اول مسودة لك حتى ذلك الوقت ؟"
" معك حق , ربما عندما تعودين "
وابتسمت لريبيكا " هذا ما نتظره بفارغ الصبر, مع انباء سارة اخرى , ربما ؟"
فردت عليها ريبيكا " لا يمكنك ان تخمني سلفاً"
ولم تلتفت إلى جوردان , فليفهم ما يشاء مما قالته فهو لن يجبرها على الزواج منه , شيء واحد فقط قد يجبرها .ريحانة
بعد الفطار خرجوا بناء على اقتراح اليزابيث, في نزهة على شاطئ البحر , وقرابة الظهر عادوا , وذهب كل منهم إلى غرفته ليتحضر لغداء مبكر , كي يترك وقت كاف لاليزابيث للذهاب إلى المطار , واستدارت ريبيكا لدى سماعها دقاً على باب غرفتها لتشاهد جوردان يدخل دون انتظار لجواب, وأحست بقلبها يخفق, فهي لم تقفل الباب بالمفتاح , وقالت له بغضب " هل سمعت يوماً بأدب المعاشرة ؟ أم أن هذه كلمة قذرة في بيئتك؟"
"بدا لي أنني لن أشاهد شيئاً لم أشاهده من قبل , على كل سنتشارك في نفس الغرفة بعد الزواج"
" نحن لن نتزوج إلا إذا ..."

" إلا إذا كان الأمر ضرورياً جداً؟ هذا سبب وجيه حقاً! "
" إنه السبب الوحيد"منتديات ليلاس
" لن أدخل معك في جدال , جئت لأسألك أن تأتي معنا لأوصل والدتي إلى المطار, ثم نذهب للنزهة على الشاطئ والتفرج على المركبين اللذين تركهما لنا عمي, إذا كنا سنبيع اليخت فنحن بحاجة إلى تقييمه اولاً"
" نحن الآن لسنا في وضع يسمح لنا ببيع أي شيء , لذا فلا لزوم لأن نذهب إلى هناك"
" لا يهم , احب أن ألقي نظرة عليه , وهذا أفضل لك من البقاء لوحدك في المنزل طوال بعد الظهر بانتظار عودتي"
" حسنا , سأجئ معكما"
" جيد وسنخرج الليلة للعشاء لوحدنا "
فقالت ساخرة " مع أضواء الشموع بالطبع ؟"
" وما نفع الحياة دون قليل من الشاعرية ؟ هل أنت جاهزة؟ الغداء على المائدة الآن "
وغادر الثلاثة المنزل عند الواحدة والربع ليقود جوردان السيارة لبضعة اميال , وودعت ريبيكا اليزابيث وهما في السيارة , وتركت لجوردان ان يرافق أمه إلى مدخل الركاب , لو التقت بها مرة اخرى , فسيكون ذلك بسبب خروج الأمور من سيطرتها , فهل سيحدث هذا يا ترى ؟
وعاد جوردان بعد دقائق دون أن يقول شيئاً , وجلس خلف مقود السيارة , إذ كان غاضباً لأنها لم تودع أمه في المطار , فهذا أمر مؤسف لأنها هي نفسها غير آسفة.ريحانة
المركبان كانا يرسوان في القاطع الآخر للنهر عند شاطئ البحر, وهذا يعني أن عليهما أن يستديرا عبر نصف البلدة ليقطعا الجسر فوق النهر باتجاه البحر . وقال لها جوردان " لنتفق على وضع عدائنا على الرف الآن , فنحن ذاهبان للتفرج على المركبين ثم تناول الشاي في مكان ما ونتمتع بساعات خالية من التوتر , اوكي؟"
وتمسكت ريبيكا بغصن الزيتون كي تستطيع تمضية بقية اليوم براحة , ونجحت الهدنة بينهما لفترة , وأحست وهي تعرض اليخت الذي طالما أحبه روجر على جوردان بالعديد من ضربات القلب الغريبة. واثبت جوردان معرفة تامة بأمور الإبحار , ولكنه أبدى نقصاً في الحماس والاهتمام.

واحست ريبيكا بالألم , إنه يعرف تماماً إلى أي مدى يمكن ان يصل كي يجعلها ترقص على نغماته . حبها لرجل مثله كان خطئاً مميتاً , على ضوء انه يمكن ان لا يكون يبادلها العاطفة, وما تحس به نحوه مختلف تماماً عما كانت تحسه تجاه روجر , ومختلف عن أي شيء أحسته لأي شيء آخر في الدنيا , فهل من الممكن ان تجتمع الكراهية مع الحب ؟ انها هي البرهان الحي على هذه الأمكانية.
واستطاعت ان تستعيد ثقتها بنفسها خلال الساعة التي تلت , فلن تترك مجالاً لجوردان كي يخمن ما تحس به نحوه . وستبقى باب غرفتها مقفل طوال الليل.منتديات ليلاس
وانشغلا جداً في تفقد المركبين حتى انهما نسيا وقت تناول الشاي, وكان جوردان مصمماً على إبقاء الأجواء منفرجة بينهما وهما عائدان إلى قصر سترنيغر , وقال لها وهما في الطريق " لقد اتصلت بالكاراج, وسينتهي تصليح سيارتي باكراً, وستكون جاهزة في الغد, وبما أنك لن توصليني فسأضطر إلى التخلي عن مبادئي وأترك دايفد يوصلني , هل فكرت ثانية بتعلم القيادة ؟"
" ليس كثيراً, اعتقد انها فكرة جيدة فدايفد سيحضر عمله إذا تهدم القصر , ولن أكون في وضع يسمح لي باستبقاء سائق خاص"
وتابع جوردان قيادته بصمت للحظات, ثم قال متجهماً " أنت لا تستسلمين مطلقاً , ماذا تريديني أن أقول بالضبط ؟"
" لا شيء بالمرة , لدي انطباع أنك قلت كل شيء"
وكانا يمران عبر الغابة , فتوجه بالسيارة إلى مكان كثيف الأشجار ووقف ليميل على المقود وينظر إلى الأمام ساهماً . وراقبته ريبيكا بطرف عينيها , يبدو عليه انه يبذل المستحيل ليبقى الأمور بينهما على مستوى معقول من الهدوء, فلماذا تفسد عليه كل هذا؟ .منتديات ليلاس
وتمتم قائلاً دون ان يلتفت إليها " لو أنني فكرت ان ادخل الغابة , واجردك من ملابسك واجعلك تعرفين ما قد يفعله الحيوان الصرف بالغريزة , لو ان هذا ينفع معك لفعلت , افهمي لأجل الله أنا لا اريدك جسدياً فقط, فأنا استطيع الحصول على هذا في أي مكان!"

" أتظن أنني لا اعرف ذلك؟ أتظن انني لا اعرف كم أنا بعيدة عن النساء اللواتي اعتدت عليهن؟ أنت لا تملك كل هذه الخبرة مع النساء دون تجربة واسعة , بينما أنا لم اعاشر سوى رجل واحد , وأنا لا استطيع أن اقدم لك درجة الرضى التي أنت معتاد عليها "
"أنت لا تستعمين إلي! , لقد قلت لك أنني لا أسعى وراء الرغبة الجسدية معك , أنت جميلة , حساسة وشابة مرغوبة جداً, وسأكون كاذباً لو قلت أنك لا تعجبيني , ولكن هناك المزيد حول هذا الامر"
وكانت ريبيكا ترتجف كورقة الشجر , وقد تملكها شعور يحثها لأن تبوح بمكنونات قلبها وان تتيح له فرصة تحقيق ما يريد بالطريقة التي يريد , ولكن جزءاً لا تستطيع التحكم فيه , وردت عليه " الأمور هي الأملاك وما يتبعها , أليس كذلك ؟ لست غبية يا جوردان , أنت ما كنت لتجئ إلى هنا لولا الوصية !"
ونظر إليها وعيناه كقطعتا جليد , صوته قاطع " هذا صحيح تماماً, حتى انني ما كنت لأعرف أنك موجودة, ما عدا مجرد اسم , وربما أنك واثقة من دوافعي , فمن الواضح ان الجدل مضيعة للوقت ولا جدوى منه , لذا سأقبل بما هو محتوم, ولا تزعجي نفسك بالقول ان هذا لن يحدث, لأنني لا انوي ابداً ان اصدقك لقد وعدت روجر , اتذكرين ؟ أم ان هذا لم يعني لك شيئاً؟"
" بالطبع يعني لي!"
" إذن ستفين بالوعد, وليس بعد ستة اشهر , وإذا كان كلام الناس يهمك , بامكانك الزواج سراً ثم إعلان الزواج عندما تريدين. وكل ما نحتاجه رخصة عادية ومكتب تسجيل زواج "منتديات ليلاس
لم تستطيع التصديق بأنه جاد "توقف ! توقف عن هذا الكلام على الفور!"
" ما من مجال , سأمضي فوراً واحضر الترتيبات في الغد بعد ان اخذ السيارة من الكاراج. وبإمكانك المجئ معي إذا اردتي , مع أن هذا غير ضروري , فتوقعيك غير مطلوب سوى في اليوم المحدد"
ولم تمر كلمة بينهما خلال الدقائق التي تلت من رحلتهما نحو المنزل, ودخل جوردان بالسيارة رأساً إلى الكاراج ليفاجأ بذهول بسيارة سبور حمراء تقف هناك. منتديات ليلاس