" لقد قلت هذا من قبل , مع كثير من الأقناع يمكن أن لا تكوني تحبيني كثيراً, ولكن هناك عوامل محددة لا يمكنك السيطرة عليها , مثل هذه مثلا"
واشعلتها لمسته, وأحست فجأة برغبة في أن تضمه إليها حتى تحس بالألم , وأن يفلت الزمام من يدها بقساوة لا تحتمل التراجع , ولكن تذكرها اين هما الآن منعها من الإستسلام , وهتفت قائلة , وقد ارتعدت للهجة التوسل التي بدت في صوتها " اتركني , اتركني فحسب!"
ولكنه تابع مداعبتها لفترة طويلة عذبتها , وهو ينظر إلى عينيها وفيهما نظرات تسبب توقف القلب عن الخفقان , ثم خبا بريق عينيه, وتراجعت يده عنها , وقال " سأتركك , للوقت الحاضر فقط "
وجلست ريبيكا صامتة دون حراك , وأدار السيارة وأردعها إلى الوراء , ثم انطلق بها , عندها فقط احست بالأرتياح , مع أنها تعلم أن ما حدث قد حفر عميقاً في نفسها , لو انها فقط تستطيع النظر إلى الوضع من وجهة نظره , ولكن الحب لا يعني له شيئاً .منتديات ليلاس

نهاية الفصل

5- تقاربات

ردت ليندا بنفسها على جرس الباب عندما قرعته ريبيكا وبدت وكأن مصباحاً قد أضئ في داخلها وقالت " اصعدا إلى المنزل فاليزابيث ليست مستعجلة للذهاب "
فقال جوردان " ليس لدينا ما نستعجل لأجله , اعتقد أن الأنباء طيبة "
" إنها الأفضل "
ولمعت العينان اللتان ورثتهما ريبيكا, وتابعت " أمك تعتقد أن مؤلفاتي تستحق النشر ولا زلت غير مصدقة! هل تقول هذه المجاملة أو حسب الظرف الحالي, أهذا ممكن؟"
فضحك جوردان "ليس إلا إذا تغيرت شخصيتها تماماً, فعندما يكون الأمر متعلقاً بالعمل تكون أقسى مما تتصورين , وصدقيني لو لم تظن إنك تستاهلين لما أزعجت نفسها "

الأبن مثل أمه , هكذا بدا لريبيكا, ولكنها صاحت بحماس " هذا رائع تماماً ! كاتب في العائلة ! لابد ان القدر هو الذي جاء باليزابيث إلى هنا"
ووصلا إلى الشقة ودفعهما جوردان معا إلى الداخل وأحست بدفء جسده , وللغرابة , لا تزال تحس بضغط ذراعيه عليها وبأصابعه تمر فوق كتفيها حتى بعد أكثر من ساعة من التجول على غير هدى في السيارة .منتديات ليلاس منتديات ليلاس
وكانت اليزابيث تحتل أحد المقعدين الكبيرين وحولها جو من الأرتياح , وقالت محيية " مرحباً يا أولادي , هل بنيتما قصوراً جميلة من الرمال؟"
ورد ابنها " لا شيء يستحق الذكر , سمعت إنك تلعبين دور مانحة الجوائز "
" ولقضية جيدة , لم أكن بعيدة عن الواقع عندما ذكرت النظرة الحديثة في التأليف فمراهقوا هذه الأيام يتعلقون بشاشة كومبيوتر أكثر من تعلقهم بشجرة احلام , وأنا أعرف تماماً المؤسسة التي يجب تقديم القصص إليها , أعرف المدير المنفذ فيها جيداً"
" وهل كان من الممكن أن يقبلوا بإنتاج أمي لو أنها تقدمت به بالطرق المعتادة ؟ , اوه آسفة لم اقصد ما بدا عليه الكلام "
وقالت اليزابيث بهدوء" ما تعنيه هو هل يشكل من تعرفينه فارقاً بين القبول والرفض؟ لو كنت على معرفة بالمخاطرات المالية المرتبطة باطلاق مؤلف جديد, لما احتجت لهذا السؤال , ولا يوجد أي مدير منفذ يأخذ هذه المخاطرة إذا لم يكن واثقاً من النجاح , كائناً من يكون السائل"
وقالت ليندا " ولكنني تلقيت الرفض ثلاث مرات من قبل, ومن الواضح أن من رفض يظن أن مؤلفاتي ليست مستاهلة "
" ربما لأنك تقدمتي لأناس غير مهتمين او ربما من قرأ القصص لم يلاحظ ما فيها من إمكانيات , الحوارات غير المغرية عادة تذهب إلى محرر معين لمزيد من الكشف عليها في حال كان هناك أقل واعد فيها , وإلا نستغني عنها "

" إذن , في الواقع وجود شخص مثلك إلى جانبي له فارق كبير أليس كذلك؟"
" حسناً , اجل , فأنا سأتأكد من وصول مخطوطاتك إلى من يتمكن من إصدار تقييم حقيقي لها . ولا عيب في هذا , أليس كذلك؟"
" لا, لست ضد الفكرة ولكنني شاكرة جداً لأهتمامك , كان بإمكانك بكل سهولة التظاهر بأنك قرأت القصص وأنها ليست جيدة"
ورفعت اليزابيث حاجبها إظهاراً لأمانتها " وهل أبدوا وكأنني قد افعل شيئاً كهذا؟"
وقال جوردان " هذا أمر معروف , على كل تهنئتي لك يا ليندا , استطيع القول أنك الآن على طريق الثروة "
" وأنت التالي ولا أقصد إنك لست بكاتب بالطبع"
" أنا صحفي , وهذا ليس نفس الشيء ككتابة القصص, وعليّ بعد أن أثبت نفسي في هذا المجال"
وردت ريبيكا غير قادرة على مقاومة الرغبة في السخرية منه " ولكنك ستفعل, فكلمة الفشل ليست واردة في قاموسك "
" أنا احاول ان لا أتركها فيه , مع قليل من المساعدة من الشخص المناسب , أتوقع أن اجيد عملي"
واجالت ليندا نظرها من احدهما الى الآخر بحيرة وكأنها ليست واثقة تماماً ما إذا كانت تتخيل الحدة في كلامهما , واحست ريبيكا بما تفكر به أمها فابتسمت !.ريحانة
" أنت فعلاً جواد المراهنة الآن يا أمي!"
وقال جوردان " كلنا لدينا أسرار خاصة واستطيع القول ان لديك الكثير منها يا ريبيكا "
فسارعت ليندا تقول ساخرة " مثل عدم اخباري عن زواجك بروجر إلى أن اصبح الوقت متأخراً لمنعك , مع انني ما كنت لأستطيع منعك , فأنت فوق السن القانونية"
وقالت اليزابيث بصوت خفيف " أظن إنك لم تكوني معجبة بشقيق زوجي المرحوم ؟"

"كزوج لابنتي ؟ لا , لقد استغلها دون إنصاف "منتديات ليلاس
وجلست ريبيكا على آخر طرف مقعدها , وشدت على قبضات يديها بقوة , وأصبح وجهها محمراً وهي ترد " لم يفعل هذا ! ليس من واحد فيكم يعرفه كما عرفته أنا !"
وقال جوردان وقد تأثر بقوة إنكارها " هذا واضح , على كل الأمر كله من الماضي وأظن أن علينا أن نتركه هناك"
فقالت ليندا " اجل , أنت على حق , آسفة يا ريبيكا , ما كان يجب أن أذكر روجر الآن "
واجابت ريبيكا وهي لا تزال تنتفض من الغضب والألم " لا بأس , وأنا آسفة أيضا , لا يجب أن يفسد أي شيء عليك يومك هذا, انه يوم مميز"
وبقى الثلاثة عند ليندا حتى الخامسة , اليزابيث وليندا بدتا متفقين على نفس المستوى , واحست ريبيكا مرة اخرى أنها الشاذة بينهما , ولو أن التقدير الذي خمنته اليزابيث أصبح حقيقة , فهناك مستقبل عملي باهر بانتظار ليندا , وربما يشمل هذا الانتقال إلى المدينة . ومن المؤكد لن تتابع التفكير بإنشاء قاعة لتقديم الشاي.منتديات ليلاس
وقالت اليزابيث بعد ان وصلوا قصر سترنيغر "سأصعد إلى غرفتي لأغير ملابسي , اعتقد إننا سنتعشى هنا الليلة ؟"
وأكد لها جوردان " صحيح , سنتناول عشاء عائلياً مثالياً"
فسارعت ريبيكا للقول " ولكننا لسنا عائلة !"
واحست بقبضة فولاذية تطبق على ذراعيها , وتجبرها على الاستدارة لتواجهه , وقال متجهماً " ولكننا سنصبح هكذا, فلا تخطئ بهذا أبداً!"
وذكرته قائلة " لا يزال هذا خياري المطلق , استطيع في أي وقت التراجع عن الإتفاق!"
" وتتركي كل هذا ؟ لا , لن تفعلي , أنت تعرفين وأنا أعرف "