لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات مصرية للجيب سلاسل روايات مصرية للجيب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-20, 06:26 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي رد: النبوءة _ د.نبيل فاروق

 

3 - السر



كانت ترتجف فى شدة وهى تهتف:
اللعنة .. لعنة الفراعنة
أمسك الدكتور سالم كتفيها وراح يهزها فى قوة هاتفًا:
استيقظى يا وفاء .. لا توجد لعنات .. إهدئى ..
فتحت عينيها وتطلعت إليه فى رعب وهى تهتف:
اللعنة .. هل رأيت الوجه؟ .. إنه مشوه .. بشع..
أجابها فى ضيق:
هذا صحيح ولكن فى مثل مهنتنا ينبغى أن نتوقع مثل هذه الأشياء
هتفت:
ولكننى رأيته .. رأيته من قبل
عقد حاجبيه وهو يسألها فى توتر:
أين؟ .. أين رأيته من قبل؟
قالت:
فى كابوس .. كابوس أصابنى ليلة أمس
غمغم الدكتور رشاد فى مزيج من الدهشة والاستنكار والحنق:
فى كابوس؟
وزفر فى ضيق قبل أن يستطرد:
اسمعى يا دكتورة وفاء إنك متأثرة للغاية تلك النبوءة ومن الواضح أنك تفتقرين إلى القدر الكافى من النوم .. سنتركك فى خيمتك الآن وحاولى أن تستسلمى للنوم .. فسيفيد هذا كثيرًا
سألته فى توتر:
والمومياوات؟
أجابها فى ضيق:
سنفحصها أنا والدكتور سالم بعد أن ينتهى العمال الثلاثة من إعدادها
تركها وانصرف مع الدكتور سالم فى حين راح جسدها يواصل ارتجافته .. وهى تحاول تذكر أين رأت ذلك الوجه البشع من قبل؟ .. وكيف؟
لقد رأته مرسومًا فى مجلة .. مجلة علمية على وجه التحديد .. أو وصفه شخص ما من قبل .. أو ..
برقت الفكرة فجأة فى رأسها فقفزت من فراشها وجذبت إليها حقيبتها وراحت تقلب محتوياتها فى لهفة حتى عثرت على مجلة أمريكية متخصصة فى علم اللآثار راحت تقلب محتوياتها فى سرعة حتى توقفت عند صفحة شحب وجهها وهى تتطلع فيها إلى رسم تخيلى يحمل نفس الوجه الأسود المشوه الرهيب ..
وراحت تقرأ المقال فى لهفة ..
كان عبارة عن ترجمة لواحدة من عدة برديات قديمة كانت تحملها واحدة من السفن المسافرة من مصر إلى بريطانيا فى أثناء الحرب العالمية الأولى .. فأغرقتها سفينة ألمانية ولم يتم العثور على البرديات المحفوظة داخل صندوق مغلق إلا منذ عدد قليل من السنوات ..
وكانت الترجمة تصف لعنة أصابت الأرض حملتها بعض الآلهة القادمة من السماء وراحت تنتشر انتشار النار فى الهشيم حتى نجح قدماء المصريين فى وقف انتشارها بمعجزة وإلى جوار الترجمة ذلك الرسم الذى ابتدعه خيال فنان .. لوجه رجل مصاب باللعنة طبقًا لما جاء فى البردية ..
وفجأة أضئ عقل الدكتورة وفاء بالحل ..
لقد عرفت السر ..
سر اللعنة ..

* * *

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-20, 06:27 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي رد: النبوءة _ د.نبيل فاروق

 

هز الدكتور رشاد رأسه فى أسى وهو يقول لزميله سالم:
مسكينة هى وفاء لقد تأثرت كثيرًا بتلك النبوءة
هز سالم رأسه بدوره وقال:
هل رأيت ما أصابها عندما رأت وجه تلك المومياء؟ .. كانت كمن رأى شبحًا اسطوريًا و
قبل أن يتم عبارته اقتحمت وفاء الخيمة هاتفة:
وجدتها .. وجدتها ..
سألها الاثنان فى دهشة:
ماذا وجدت؟
لوحت بالمجلة فى وجهيهما مستطردة فى انفعال:
وجدت السر .. سر اللعنة
حدق الدكتور سالم فى وجهها بدهشة فى حين هتف رشاد:
ماذا تعنين؟
وضعت أمامهما رسم الوجه المشوه وهى تقول:
انظر .. هذه ترجمة لبردية قديمة إنها تشرح كل شيء .. فقط علينا أن نقرأ ما بين السطور
ثم أزاحت المجلة مستطردة فى انفعال:
من الواضح أن قدماء المصريين تلقوا زيارة من كائنات فضائية .. هبطت على متن سفن فضاء ذات نيران صاروخية .. أطلقوا هم عليهم اسم آلهة النار .. ولقد نقلت إليهم هذه الكائنات نوعًا نادرًا من الفيروسات .. لا شبيه له على وجه الأرض .. نشر طاعونًا رهيبًا .. يفتك بالآلاف وهو ما أطلق عليه القدماء اسم اللعنة .. ولقد نجحوا بسبب أو بآخر فى إيقاف انتشار المرض وإن لم يقضوا عليه تمامًا
هتف الدكتور سالم فى شحوب:
هل تعنين؟
قاطعته فى انفعال:
بلا أدنى شك .. هذه المومياوات الثلاث مصابة بطاعون الفضاء الرهيب .. ومن الممكن أن يكون هذا الطاعون قادرًا على العيش فى أجساد ضحاياه الآف السنين أى أنه مازال يحمل قدرته على الفتك
هتف سالم:
إذن فتلك الرائحة التى شممناها عند فتح المقبرة هى ..
قاطعته مجيبة:
هى نوع من موانع انتشار المرض
غمغم الدكتور رشاد فى تردد:
ولكن هذا الاستنتاج يبدو أقرب إلى واحدة من روايات الخيال العلمى .. منه إلى استنتاج علمى محض
هتفت به وفاء:
الخيال هو الطريق إلى الحقيقة
غمغم متشككًا:
ولكن هذه الـ ..
قاطعته فى حزم:
دعك من شكوكك الآن المهم أن نمنع أى مخلوق من لمس هذه المومياوات
اتسعت عينا الدكتور سالم وهو يقول:
ولكن العمال الثلاثة يعملون بها منذ ساعات
صاحت به:
امنعهم من الاختلاط بالآخرين إذن .. أسرع
توقف لحظة مترددًا ثم اندفع خارج الخيمة فعاد رشاد يهز رأسه مغمغمًا:
لا لن يقنعنى هذا
أجابته وفاء فى حزم:
إنه يقنعنى أنا ..
هز رأسه مرة أخرى دون أن ينبس ببنت شفة ولكن أعماقه كانت تمتلئ بشعور واحد ..
الخوف ..

* * *

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-20, 06:29 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي رد: النبوءة _ د.نبيل فاروق

 

توقف سالم عند باب المقبرة فى تردد وراح يلهث من فرط الانفعال وهو يتطلع إلى العمال الثلاثة الذين انتهوا تقريبًا من إعداد المومياوات وسألهم محاولًا السيطرة على نبراته ولهجته:
هل عاونكم أحد فى عملكم هذا؟
أجابه أحدهم فى بساطة:
لا .. أننا نعمل وحدنا
تردد لحظة ثم سألهم محاولًا أن يبدو طبيعيًا:
هل تناولتم المصل الواقى؟
رفعوا رءوسهم إليه فى دهشة وفى خوف مبهم وغمغم أحدهم :
أى مصل واقى؟
تظاهر بالدهشة وهو يسألهم:
ألم تتناولوه؟
هزوا رءوسهم فى حيرة وقلق وغمغم آخر:
لم يطلب منا أحد أن نفعل .. حتى عندما كنا نستخرج مومياوات فى عمليات سابقة
أومأ برأسه بلا معنى وقال:
إنه إجراء جديد ولهذا نسيه رئيس العمال .. لا بأس .. على أية حال لن يمكنكم الاختلاط بالآخرين قبل تطعيمكم .. ومن الواضح أنهم قد نسوا المصل فى القاهرة .. ستنتظرونا هنا حتى نعود إليكم به
سأله أحدهم فى توتر:
ولم لا نصحبكم إلى القاهرة ونتناوله هناك؟
أسرع يقول فى حدة:
لا ..
ثم عاد يحاول السيطرة على صوته وهو يستطرد:
القوانين تحظر ذلك
ورسم على شفتيه ابتسامة مردفًا:
سنترك لكم الكثير من المؤن وستحصلون على أجر مضاعف لقاء هذا الخطأ منا
أثلج الحديث عن الأجر صدور العمال الثلاثة فقال أكبرهم مبتسمًا:
لا بأس يا سيدى .. إنه أمر بسيط .. سننتظر
تنهد فى ارتياح وأسرع يغادر المكان بعد أن أكد للعمال ضرورة عدم الاختلاط بالآخرين مطلقًا .. وعاد إلى خيمية رفيقيه مغمغمًا:
لقد أتممت تلك المهمة البغيضة
غمغمت وفاء فى أسى:
يا للمساكين
زمجر رشاد وهو يقول:
استنتاجك لم تثبت صحته بعد
جلس سالم يراجع أوراق العمال الثلاثة وهو يقول فى أسف:
كم اتمنى أن تنفيه الأيام و..
شهق فجأة قبل أن يتم عبارته فسألته وفاء فى توتر:
ماذا هناك؟
أجابها فى انفعال:
اسمعى .. إن تاريخ ميلاد العامل الأول هو الثالث من سبتمبر عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين .. وتاريخ ميلاد الثانى هو أيضًا الثالث من سبتمبر عام ألف وتسعمائة تسعة وثلاثين .. أما تاريخ ميلاد الثالث فهو الثالث من سبتمبر عام ألف وتسعمائة وخمسين
صاح رشاد:
يا إلهى .. هل تعنى ..؟
قاطعه فى ارتياح:
نعم .. إنهم هم الذين ستصيبهم اللعنة لا نحن .. هم الذين دنسوا المقبرة بفتح التوابيت وهم الذين لمسوا المومياوات الملوثة .. لقد نجونا .. لقد نجونا ..
ولكن قلب الدكتورة وفاء لم يشعر بالإرتياح لهذا..
لم يشعر به أبدًا .

* * *

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-20, 06:30 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي رد: النبوءة _ د.نبيل فاروق

 

4 - الخطر



شعرت وفاء بموجة من تأنيب الضمير تغمرها وهى ترقد فى خيمتها فى تلك الليلة .. بعد أن رحلت قافلة البحث بعيدًا عن المقبرة تاركة العمال الثلاثة المنكوبين فيها وراح عقلها يحاول هضم فكرة نجاتها من اللعنة دون أن يقنع عقلها الباطن بهذا ..
وعندما طال أرقها غادرت فراشها وخيمتها واتجهت إلى حيث يجلس خفير المعسكر الذى لم يكد يلمحها حتى هب واقفًا فقالت فى هدوء:
اجلس .. إنما أتيت أشاركك قدحًا من الشاى
هتف فى حماس:
على الرحب والسعة
راح يعد لها قدح الشاى فى سرعة وهو يسألها:
هل سنعود إلى المقبرة يا سيدتى؟
أجابته فى ضيق:
بالطبع
سألها فى تردد:
وهل سنعيد زملاءنا الثلاثة؟
رفعت عينيها إليه فى دهشة قبل أن تسأله:
لماذا تلقى هذا السؤال؟
أجابها مترددًا:
يقول العمال إن زملاءهم الثلاثة قد أصابهم مرض خطير من تلك المومياوات الملعونة وأن القافلة قد أسرعت بالرحيل بعيدًا عن المقبرة لهذا السبب وتركتهم أيضًا هناك للسبب ذاته
لم تجد فى نفسها ميلًا للإجابة فلاذت بالصمت لحظات ثم سألته بغتة:
أخبرنى يا رجل .. ما تاريخ مولدك المدون فى أوراقك؟
أجابها فى دهشة:
إنه الثالث من سبتمبر عام ألف وتسعمائة واثنين وثلاثين يا سيدتى .. لماذا تسألين؟
سألته:
أكل العاملين هنا من مواليد الثالث من سبتمبر هذا؟
أجابها فى حيرة:
كلا بالطبع .. ولكن أوراقهم الرسمية تحمل هذا التاريخ
هتفت فى حدة:
لماذا؟
هز كتفيه مجيبًا:
لأنهم جميعًا لم تكن لهم شهادات ميلاد رسمية لذا فقد تقدموا بطلب تسنين عندما أرادوا الحصول على أوراق رسمية للعمل معكم وتم تسنينهم (*) جميعًا فى جلسة الثالث من سبتمبر وعندما يتم تسنينهم يمنحهم الطبيب المسئول تاريخ ميلاد يوافق التسنين مع العام المقترح لأعمارهم وهكذا ستجدين الجميع يحملون تاريخ الثالث من سبتمبر وهو تاريخ جلسة التسنين .. هذا هو القانون (حقيقة)

___
(*) التسنين: هو تعرف عمر الشخص عن طريق نمر أسنانه وأحجامها وتوزيعها وهو أمر يجيده كل الأطباء الشرعيين وكذلك كل الجراحين وهو اسلوب يستخدم لتحديد عمر أى شخص لا يملك شهادة ميلاد رسمية


اتسعت عيناها فى ذعر ثم قفزت فجأة وانطلقت تعدو نحو واحدة من السيارتين نصف النقل وراجعت بعض محتوياتها فى لهفة وبخاصة صندوقان صغيران أسرعت تحتل مقعد القيادة فهتف بها الحارس فى جزع:
إلى أين يا سيدتى؟
صاحت به وهى تنطلق بالسيارة:
سأعود إلى المقبرة .. من الضرورى أن أفعل
وعندما انطلقت بالسيارة وسط الظلام كانت قد أدركت صحة جزء هام من النبوءة ..
وعرفت من سينقذ العالم
استيقظ الدكتور رشاد فى ذعر على يد الحارس وهى تهزه فى توتر وهتف به فى حنق:
ماذا هناك؟ .. ماذا حدث؟
أجابه الحارس فى قلق:
لقد رحلت الدكتورة وفاء
خيل للدكتور رشاد أنه لم يستوعب العبارة جيدًا فقال وهو يعتدل جالسًا على فراشه:
من؟
أجابه الحارس:
الدكتورة وفاء .. لقد رحلت
اتسعت عينا رشاد فى ذهول وهو يهتف:
رحلت؟ .. إلى أين؟
أجابه الحارس:
إلى المقبرة .. قالت إنها عائدة إلى المقبرة
قفز رشاد من فراشه وصاح فى ذعر:
عادت إلى المقبرة؟ .. اللعنة .. ولماذا أقدمت على هذه الحماقة؟
أسرع الحارس يقص عليه ما دار بينه وبين الدكتورة وفاء من حوار فامتقع وجه رشاد وغمغم ملتاعًا:
يا إلهى .. إذن فلم يكن العمال الثلاثة هم المقصودين .. وإنما نحن
تردد الحارس لحظة ثم قال:
لقد حملت الدكتورة معها بعض الأشياء
سأله فى توتر:
مثل ماذا؟
أجابه الحارس وهو يخشى العقاب:
لقد حملت معها صندوقين من الديناميت وخمسين جالونًا من البنزين
اتسعت عينا رشاد فى ذعر وأدرك ما تنوى وفاء فعله فهتف بالرجل فى هلع:
اسرع يا رجل .. أيقظ الجميع وسأوقظ أنا الدكتور سالم .. وعلينا أن نهرع جميعًا إليها
والتفت إلى سالم يوقظه مستطردًا فى مرارة:
المهم أن نصل فى الوقت المناسب

كانت بشائر الفجر قد لاحت عندما وصلت وفاء إلى المقبرة فأوقفت سيارتها وقفزت منها وحملت صندوقًا من صندوقى الديناميت فى صعوبة واندفعت نحو المقبرة ولم تكد تلجها ومصباحها يضئ لها الطريق حتى أطلقت شهقة رعب وتراجعت فى حدة فسقطت منها أصابع الديناميت أرضًا ..
لقد رأت العمال الثلاثة جثثًا هامدة .. وكل منهم يتشبث بالآخر كما لو أنهم قد عانوا من عذاب رهيب قبل أن يلقوا حتفهم ..
وكانت وجوههم سوداء مشوهة بشعة ..
وتراجعت مغمغمة فى ارتياع ..
إنه طاعون رهيب .. رهيب
زادها ذلك اصرارًا على إتمام مهمتها فأسرعت عائدة إلى السيارة وحملت صندوق الديناميت الآخر وعادت تضعه وسط المقبرة ثم راحت تمد فتيله الطويل قرابة العشرين مترًا إلى حيث توقف سيارتها ثم راحت تنقل جالونات البنزين فى صبر وترصها داخل المقبرة متحاشية بقدر الإمكان رؤية وجوه العمال المشوهة وبعدما أسرعت عائدة إلى حيث يبدأ الفتيل المفجر .. وفجأة تذكرت نقطة هامة .. إنها لا تحمل ثقابًا لإشعال الفتيل ..
هذه هى نقطة الضعف الوحيدة فى خطتها ..

* * *

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 01-01-20, 06:34 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 405
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : سلاسل روايات مصرية للجيب
افتراضي رد: النبوءة _ د.نبيل فاروق

 

"احترس يا رشاد انك ستقتلنا "
قالها الدكتور سالم فى ذعر عندما وجد زميله منطلقًا بالسيارة الجيب بأقصى سرعتها وسط الصحراء فأجابه رشاد فى توتر:
المهم أن نلحق بـ وفاء قبل فوات الأوان
هتف سالم فى حدة:
مجنونة هى هذه المرآة .. كيف تقدم على هذا دون استشارتنا؟
أجابه رشاد وهو ينطلق بأقصى سرعة والسيارة التى تحمل العمال تحاول اللحاق به:
لقد أدركت أننا المقصودون بالنبوءة ويبدو أنها خشيت أن يلقى العمال الثلاثة حتفهم ثم تبقى المقبرة مفتوحة كبؤرة لانتشار الطاعون الرهيب بواسطة عابر سبيل أو حتى جرذ من جرذان الصحراء فقررت نسفها تمامًا
هتف سالم:
إنها مجنونة .. إنها حتمًا كذلك
ثم عاد يصيح فى رعب:
خفف من سرعتك يا رجل
عض رشاد على نواجذه وهو يقول فى حنق:
إنها تسبقنى بساعة كاملة .. ولابد من محاولة تعويض هذا الفارق .. فلقد ظل ذلك الحارس الغبى مترددًا لساعة كاملة قبل أن يوقظنى ويخبرنى بما فعلت ولو أيقظنى فى لحظتها لكنت ..
قاطعه سالم فى عصبية:
إنه القدر
ران الصمت لحظة قبل أن يغمغم رشاد فى عصبية مماثلة:
نعم .. إنه قدرنا
وأضاف فى صرامة:
ونحن نحاول تغييره
وزاد من ضغطه على دواسة الوقود

شعرت وفاء بحنق شديد وهى ترى خطتها كلها تفشل بسبب عود ثقاب تافه فإندفعت نحو السيارة وتحول حنقها إلى سخط هائل عندما كشفت عدم وجود قداحة السيارة الإليكترونية فراحت تبحث فى كل مكان فيها فى جنون وهى تهتف:
لن يفسد كل شئ بسبب تافه كهذا .. مستحيل
وفجأة وعلى نحو أشبه بالمعجزة عثرت على علبة ثقاب ملقاة أسفل مقعد السائق فإختطفتها فى لهفة وهى تهتف فى انفعال:
ستكون معجزة حقًا لو كان بها ثقاب
ارتجف قلبها عندما فتحت العلبة ووجدت داخلها عود ثقاب واحدًا وغمغمت فى توتر:
أنت الأمل الوحيد .. أرجوك
انحنت نحو الفتيل وأشعلت عود الثقاب فى حذر ثم دفعته نحو طرفه ..
واشتعل الفتيل وتراجعت هى هاتفة:
لقد نجح
وفجأة قفز إلى ذهنها خاطر مخيف ..
ماذا لو لم تحترق المومياوات وأجساد العمال عن آخرهما؟
شعرت بالحنق لأنها لم تسكب البنزين على الأجساد ثم لم تلبث أن عقدت حاجبيها فى إصرار وهى تقول:
لم يفت الوقت بعد
انطلقت تعدو فى سباق مع الفتيل المشتعل ولم تكد تبلغ المقبرة حتى راحت تفتح عبوات البنزين وتسكب محتوياتها فوق المومياوات وجثث العمال فى سرعة ثم انطلقت عائدة وهى تقول:
فى هذه الحالة أضمن احتراقها و..
ودوى الإنفجار فى قوة .. وشعرت وفاء بضغط هائل فى ظهرها ووجدت جسدها يطير فى عنف ويرتطم بحافة السيارة فى قوة ثم يسقط أرضًا على بعد أمتار منها ..
واشتعلت النيران فى المقبرة كلها ..

لم يكد دوى الانفجار يبلغ مسامع رشاد حتى امتقع وجهه وصاح فى رعب:
يا إلهى .. وفاء
واندفع بسيارته على نحو مخيف وصرخ به سالم:
احترس .. تلك التبة .. إنك ستـ ..
وقبل أن يتم عبارته كانت الجيب ترتطم بتبة رملية قصيرة ثم تقفز فى الهواء وكأنها حيوان كانجارو نشط ثم تنقلب مرتين وتستقر على قمتها وأوقف سائق سيارة العمال سيارته وانطلق الجميع يعدون نحو الجيب المقلوبة وعندما بلغوها كان الدكتور رشاد قد لقى مصرعه محطم الصدر أسفلها فى حين راح الدكتور سالم يهتف فى لوعة وأنفاسه تضطرب فى شدة:
أنقذوا الدكتورة وفاء .. لا تتركوها .. أنقذوها ..
اسرع العمال يحملونه إلى سيارتهم وينطلقون نحو المقبرة وهو يردد بصوت يزداد خفوتًا فى سرعة:
أنقذوها .. أنقذوها ..
ثم لم يعد ينطق بحرف واحد .. فلقد أسلم الروح

* * *
استعادت وفاء وعيها بعد لحظات من الانفجار وشعرت وكأن جسدها قد تمزق إلى آلاف القطع وألقت نظرة ارتياح على المقبرة المشتعلة وهى تغمغم:
إنها اللعنة .. النبوءة
رأت نسرًا ينقض عليها من السماء فاستجمعت قواها لتصنع حركة مفاجئة جعلت النسر يبتعد ويقبع على مقربة منها منتظرًا لحظة أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ليجعل منها وليمته ..
وتحركت عيناها .. والتقتا بعينى النسر لحظة .. وهما تحملان تعبيرًا جامدًا متهالكًا .. أنهكته وأثخنته جراح لا حصر لها ..
وانطلقت أفكارها بعيدًا ..
إلى حيث بدأت تلك الأحداث ثم انتعش الأمل فى قلبها بغتة .. عندما لاحت لها سحابة غبار تقترب ..
إنهما زميلاها حتمًا ..
لقد جاءا لإنقاذها ..
وعلى الرغم من الضعف الشديد الذى يزحف إلى جسدها فى سرعة راح الأمل ينتعش فى قلبها رويدًا رويدًا مع إقتراب سحابة الغبار ..
ثم تذكرت النبوءة ..
وخبا الأمل ..
وصلت بعد نصف الساعة فقط ..
ولم يلتهم النسر فريسته ..
ولكن ..
عندما أقفلت السيارة عائدة إلى القاهرة .. كانت تحمل داخلها تأكيدًا لنبوءة الفراعنة ..
ثلاث جثث هامدة .. لثلاثة علماء ولدوا فى يوم واحد ..
وأصابتهم اللعنة ..

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات مصرية للجيب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية