كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 117 _ توأم التنين _ فيوليت وينسبير
الفصل الأول
******
1_ جزيرة التنين
رسا يخت فاخر أنيق يرتفع على ساريته علم يونانى فى مرفأ فورت فرناند وهى جزيرة فى البحر الكاريبى ونزلت من اليخت شابة صغيرة فى الحادية والعشرين من عمرها نحيلة ترتدى سترة زرقاء ضيقة من قماش سميك فوق سروال وتعتمر قبعة أنيقة فوق شعرها الأسود الطويل.
كانت عيناها سوداوين عميقتين كأنهما بركتان ويسبح فيهما المرح وفى اذنيها قرطان من الذهب عندما ينعكس عليهما النور يرسلان بريقا يضفى على وجنتيها شحوبا ذهبيا عندما ينعكس عليها النور
قالت باليونانية:
يبدو ان هذا المكان فندق
كانت تكلم البحّار الذى يسير معها وهى تشير الى بناية تطل منها شرفات مزخرفة وامامها ساحة فسيحة فيها نخيل تتخلله مشاتل من الزهور الحمراء.
- سأبقى هنا بضعة أيام
تلفتت حولها لتتعرف الى البيئة الاستوائية التى وجدت نفسها فيها
كانت المراكب الشراعية فى المرفأ تهتز مع النسيم ورائحة السمك والتبغ تتسرب من الاكواخ البالية التى اكلتها حرارة الشمس والرياح المالحة القادمة من البحر
كان شيخ يدخن غليونه تحت الجدران البيضاء ونظر اليها بعينيه السوداوين محييا فردت له نظرته
وللحال عرفت انها فى القسم الفرنسى للبحر الكاريبى بعيدا عن شواطئ بلادها اليونان.
وصلت مع البحار الى الفندق وحمل حقائبها الى الداخل ودعته باليونانية قائلة:
اخبر اخى اننى فى جزيرة دى لوك
من اجل عطلتى
سأعود لأحتفل معهم بعيد الميلاد الثالث لابن اخى العزيز
ابتسم البحّار لها . كان قد امضى فترة طويلة يعمل فى خدمة آل ستيفانوس
ويعرف المحبة القوية التى تربط بول وشقيقته كارا بالرغم من ان والدتها غير والدته.
وبالرغم من بلوغ كارا سن الرشد الا انها تبدو شابة يافعة عيناها السوداوان الواسعتان يختلط فيهما الحزن والمرح وتبدو رائعة حين تضحك او ترفع ابن اخيها الصغير دومنيك بين ذراعيها وهى تلاعبه
قال البحّار:
وداعا انسة كارا ... اتمنى لك عطلة سعيدة
فأجابته وهى تبتسم :
شكرا أتمنى لك عودة سالمة.
وتقدمت من مكتب الاستقبال فى فيكتوار فقرعت جرسا صغيرا فوق المكتب سمع صداه فى ارجاء الفندق
كان الهدوء يخيم على الصالة ولا يقطعه سوى صوت المروحة التى تدور متدلية من السقف
وحضر على الفور موظف من مواليد جزر الهند ينطق بالفرنسية يمشى متثاقلا ويبدو على وجهه النعاس.
خرج من غرفة صغيرة خلف المكتب وكان يبتسم ابتسامة مصطنعة وهو يحاول ان يلبس السترة البيضاء المجعدة.
وجدت غرفة لها فى الفندق فموسم السياحة لم يحن بعد والفندق نصفه فارغ.
وقدم لها موظف الاستقبال السجل لتكتب فيه اسمها وعنوانها وتوقعه.
كانت عيناه تلاحقانها وهى تقوم بهذا وقرأت فى السجل اسم شخص منفرد فى السطر الذى يعلو اسمها : لوكان سافدج .. من سكان خليج التنين فى جزيرة دى لوك.
ابتسمت كارا وقالت فى نفسها ... ما هذا الاسم الوحشى والعنوان الاكثر وحشية ! ربما هما لشخص خنوع مثل الفأرة .
قرع الجرس فوق المكتب مرة ثانية وعلى الفور حضر غلام وكان يجلس تحت ظل النخيل وحمل لها حقائبها الى المصعد الذى يشبه قفصا مكونا من القضبان الحديدية
كانت غرفة كارا فى الطابق الثانى فى منتصف الممر ... واسعة لها شرفة صغيرة تشرف على ساحة الفندق الرئيسية
اثاث الغرفة قديم ويعود فى تاريخه حتما الى عهد المستعمرات.
|