(( ماذا حدث لك ؟ ))
(( ماذا حدث لى ؟ كان يجب ان اسالك ذلك السؤال ! افترض انك نسيت بالفعل المكالمة الهاتفية هذا الصباح ؟ وما تلك الطريقة التى تحدثت بها الى امرأة حامل ؟ لا تخبرنى بأننى ما كان يجب ان تنصتى لمناقشات الناس , لأنه ما كان سبيل لتجنبها ! يمكن ان يسمعوك فى روما ! انت انانى غير سوى ! ))
وشعرت بأنها فى حالى أحسن لأنها قالت ذلك.
ماكس : (( اوه تذكرت الآن , تامى , الامر متصل بتامى , أليس كذلك ؟ ))
كاترينا : (( نعم , تامى ! زوجتك عادت للوطن , ام احدى صديقاتك او ايا كانت . قلت لها انك غير مستعد لمناقشة الأمر كنت تؤلف الكتاب . الحمل اوغيره , ما من شئ يجب ان يقف فى طريق كتابك الثمين ! تامى الحامل عليها فقط الانتظار! ))
جلس على احدى الكراسى ومد رجليه وابتسم قائلا:
(( تامى هى جزء من العمل ))
كاترينا (( قطعة حامل من العمل , والطريقة التى تحدثت بها اليها كانت بغيضة ! لا افهم هذه النساء ماذا ترى فيك , لماذا يستمرون فى طلبك ! انهن يتصرفن كما لو كن لا يستطعن العيش بدونك ! ))
ماكس (0 حسن , لا يستطعن . ليس حسن جدا على اى حال ))
كانت تريد ان تضربه.
ثم من يهتم ليست هى . لقد تعلمت الدرس . اذا أرادته هذ النساء فمرحبا بهم له . هذا ما كانت تفكر فيه حيال باستيان ونساءه . لقد سئمت وتعبت من ازيار النساء.
shell

ماكس (( انى اموت جوعا . فانبحث عن عشاء فى المنتجع ))
(( أتريد ان اشرب نخب ابوتك القادمة ؟ ))
(( لا اريد . الليلة اريد الاسترخاء بعض الوقت ))
(( بينما تامى ينفطر قلبها من البكاء ))
(( تامى لا تبكى , انها غاضبة , ولكنها سستغلب على عهذا ))
وابتسم
كاترينا (( ما الذى يضحكك ؟ ))
ماكس (( انت . انت قلقة على انسانة لا ترفينها , ولا تعرفى الحقائق ولا الخلفية . وسمعت المحادثة من طرف واحد وطرحت استنتاجات خاطئة ))
(( عندما تخبرنى واحدة بأنها حامل , فانه لا يجب ان اقفز لأعرف انها حامل ! ))
(( لا يجب ان تصدقى اى شئ تسمعينه ))
(( وما المفروض ان يعنيه ذلك ؟ ))
ماكس (( تامى ليست حاملا . انما هى مجرد حيلة لأرد على الهاتف . حيلة ناجحة جدا . اعترف بذلك , تامى على فكرة هى اختى ذات السادسة عشر عاما وما ارادته هو ان تناقش موضوع حصولها على سيارة خاصة بها , اقوم بشراءها طبعا . وهذا هو الموضوع يا عزيزتى كاترينا الذى لم اكن مستعدا لمناقشته , هل نخرج ونتناول العشاء ؟ ))
(( اننى فى الواقع اموت جوعا . العشاء فكرة ممتازة ))
كانا جالسين فى مطعم المنتجع بعد خمس واربعين دقيقة . وكان ماكس فى مزاج ممتاز , كان ساحرا مؤدبا مسليا . وهى كانت مرتدية فستانا احضرته من باريس منذ عام . اكتشفت كاترينا ان ماكس ليس لديه زوجه ولا اطفال , ولا صديقات ولا خليلة . كل ما لديه منزل كبير فى فيرمونت به جدته وأمه ,واربع نصف شقيقات .تحول غضب كاترينا الى شفقة فورية . ولا عجب انه قد هرب الى سان بارلو ! لم يدم اشفاقها طويلا عندمما فكرت فيما فعله لها , كاترينا الساذجة . طول الاسبوع تركها مضللة دون ان ينوه عن الحقيقة . وتظاهر بالبراءة.
shell

وتساءلت كاترينا (( ماذا حدث لكل ذكور العائلة ؟ )) فأخبرها بأن والده تركه ووالدته لينضم الى الفرقة الأجنبية الفرنسية سعيا وراء حياة المغامرة . الحياة العائلية والاطفال لا تتفق معه . كان ماكس عمره ثلاثة شهور . تزوجت أمه من رجل بعد تسع سنين وكان رجلا معتدلا فلاحا يدعى توم. وأنجبت اربع بنات : ريبيكا . جوانا , كيلى , تامى. كانوا سعداء حتى مات توم فى حادث غريب منذ عدة سنوات.
كاترينا (( حينئذ أنت زعيم العائلة ))
ماكس (( يبدو ان الجميع يظن ذلك ))
كان العشاء رائعا على ضوء الشموع , مع رائحة الياسمين حولهما . ابتسامته وصوته اثارا احساساتها. ولما لا عموما ؟ انه رجل فضيلة رجل يتحمل مسئولياته بجدية , رجل يعتنى بجدته ووالدته واربع نصف شقيقات مدللات . shell
كيف لا تقع فى حبه ؟
وهما عائدان الى الفيلا , كان الشاطئ مغريا برمله الناعمة اللامعة فى ضوء القمر.
قال (( لنمكث فى الخارج فترة )) وتبعته فى الممر المؤدى الى الشاطئ
وكانت تريد خلع ملابسها والسباحة والنظر الى النجوم. ابتسمت وقالت لنفسها لعل ماكس يظن ان هذا غواية . وغواية رجل مثل ماكس هى اللعب بالنار.
وجلسا على الرمل فى فترة سكون يصغيان الى اصوات الماء , يشاهدان السماء . وفكرت فى الأسبوع الماضى , والمكالمات الهاتفية , وحفلة الوعظ التى نالها منها.
قالت (0 انا مدينة لك بالاعتذار . لقد قلت لك بعض الاشياء الفظيعة ))
قال (( لقد قلت ذلك بصورة جيدة جدا )) وابتسم بسخرية , ضحكت واخذ يدها وكانت دافئة وقوية , ولمسته بعثت بهزة كهربية خلالهما , مما جعلها تشعر بالحرارة.
shell
قال (( علاوة على ذلك , آمل ان تغفرى لى ))
وكانا بمفردهما على الشاطئ فى جزيرة هادئة وضوء القمر ساطع فوقهما لا يزعجهما أحد.
ماكس , جعلها تشعر بما لم يستطع اى رجل ان يجعلها تشعر به . فعل ماكس اشياءً لقلبها وجسدها لم تجربها من قبل . ماكس , معه وقعت فى الحب.
ولم يكن أمامها من خيار حقيقة الا أن ترضخ له.

الفصل الخامس


كان سحرا.
قبلة ماكس , لقد اثارت عاصفة بداخلها . لم يتم تقبيلها بمثل تلك القبلة الرقيقة العاطفية لدرجة أنها شعرت بالعاطفة تسيطر عليها من العمق مما جلبت الدموع فى عينيها . اخذت تبكى دون سابق انذار . حاولت السيطرة على نفسها ولكنها لم تجد شيئا تستطيع امام موجة العاطفة التى اجتاحتها.
سألها (( كاترينا ؟ هل تبكين ؟ ))
اومأت برأسها
(( لماذا ؟ ))
قالت (( لا ادرى ))
(( هل كنت سيئا ؟ ))
رغم دموعها ابتسمت وقالت (( لا , لا . كنت .... رائعا ))
(( رائعا لدرجة اننى حركت دموعك ! حسن , كل شئ له أول ))
قالت (( لقد قبلتنى كما لو ... ))
(( كما لو ماذا ؟ ))
(( قبلتنى كما لو كنت تقصد ذلك ))
قال (( من المؤكد اقصد ))
لم يكن ماكس تحت اى اضطرار لتقبيلها . قبلها لأنه ظن أنها تريد ذلك.
اضاف (( هل تريديننى ان اقبلك ثانية ؟ ))
اومأت برأسها موافقة
قال (( ألن تبكين ثانية ؟ ))
(( لا ادرى , لا اظن ذلك ))
قال (( انك قبلتيننى كما لو كنت تقصدين ذلك ))
قالت (( اقصد ذلك ))
ثم تنفست بعمق واضافت (( لماذا لم تتزوج ؟ ))
قال (( لدى جدتى ووالدتى واربع اخوات . امرأة واحدة اخرى فى حياتى فيمكنهم اذن ان يسجنوننى فى حجرة كاتمة للصوت ))
ضحكت وقالت (( ربما ينبغى ان تجد ازواجا لهمن جميعا وتتخلص منهن ))
(( لقد واتتنى هذه الفكرة , ولكن من يريدهم ؟ ))
قالت (( يا للأسف , هل خطرت لك هذه الفكرة ؟ حسن , ربما يتوجب عليك ان تدفع للرجال . وهذا الامر يفلح دائما , ويتم ترتيب الزيجات ))
قال (( هذه فكرة ))
قالت (( وعندما تتخلص منهن يمكنك ان تجد زوجة لك مطيعة ولا تزعجك عندما تعمل . واحدة تختفى حتى تفرغ من عملك , فتاة شرقية تقليدية ))
قال (( هل تظنين اننى من نوع الرجال الذين يريدون امرأة سهلة الانقياد ؟ ))
قالت (( لا , لا افترض ذلك . ستجعلها ترتجف حتى الموت ))
ضحك وقال (( هل انا اخيفك ؟ ))
(( لا ))
قال (( حسن ))

(( انى كنت متزوجة ))
قال (( متزوجة ؟ لقد اخبرتينى بأنه ما من زوج لديك , وانك لست مطلقة ))
(( ليس لى زوج , ولم يتم طلاقى . فأنا أرملة ))
قال (( فهمت .الرجل الذى وعدتيه وحافظت على وعدك امدة ست سنوات ))
قالت (( نعم ))
(( وهل خدعك ؟ ))
(( من فضلك , لا اريد الخوض فى هذا الموضوع ))
(( حسن , لن نتحدث فى هذا الأمر ))
shell
ثم سارا ساكنين فى طريق عودتهما الى المنزل .
وصلا الى المنزل , وتوجه ماكس الى مكتبه للعمل , وذهبت كاترينا للنوم . حسن .تلك كانت الفكرة.
لم تستطع النوم , فلا زالت تشعر بقبلته , ثم تنهدت واغلقت عينيها
وكان فى مكتبه يعمل . فكرت فى ان تتسللل الى مكتبه ةتضع ذراعيها حوله و .. لا . انه لايريد ان يزعجه احد عندما يكون قائما بالكتابة
لقد فقدت عقلها لأن تفكر فى هذه الأفكار المجنونة.
Shell
لم يكن لدى ماكس وقت , حتى فى هذه الساعة المتأخرة من الليل كان فى المكتبة يعمل , وربما يكون قائم بالكتابة عن تقبيل ايزابيل على الشاطئ.
وهى , كاترينا قد تم استخدامها لأجل الالهام , هذه الفكرة لا تطاق
وقفت كاترينا فى صباح اليوم التالى على ميزان الحمام ووجدت انها زادت ثلاثة ارطال ولكنها لا زالت نحيفة جدا وبريئة جدا , حيث كانت امام المرآة تنظر الى جسدها . هذا الجسد ليس جسد أرملة . كاترينا ماكينزى , أرملة . ربما لم تعتاد على كلمة أرملة . فلم تستطع ان تفكر فى أنها أرملة وهى فى الخامسة والعشرين , ولكن زوجها مات , قتلته رصاصة كانت مقصودة لخنزير برى . انها خلال الست سنوات زواج كانت تحلم بأن تكون حرة ثانية . ومهما كان باستيان يستحق الا انها لم تكن ترغب له ذلك المصير المأسوى.
ظلت كاترينا تفكر فى ماكس الذى وقعت فى حبه . (( ان الامر مرعب وخطير ورائع )) هذا ما وصلها من مارى لو , وهو عبارة عن طرد صغير.