الفصل الرابع



قبلها ماكس وردت له القبلة. ولم تكن تشعر بمثل هذا الشعور من قبل . لقد كان شعورا رائعا.
ثم قال (( تصبحى على خير ))
وصل بعد ظهر اليوم التالى ومعه باقة ورد احمر كبيرة .
قال (( اردت ان اشكرك على العشاء الرائع ))
قالت (0 اى عشاء ؟ ))
(( الليلة الماضية ))
قالت (( انى لا اتذكر الليلة الماضية . واقدر لك لو نسيت ذلك ))
ابتسم قائلا (( هل كانت غير كافية ؟ ))
(( من فضلك لا تحرجنى ))
(( لماذا هذا يحرجك ))
قالت (( لأننى لم اتعود على ان اطلب القبلة ! والآن من فضلك ))
قام فقبلها حيث قال (( ها انت الان لم تطلبيها . فكيف كانت هذه ؟ ))
ضاعت منها الكلمات وظلت صامتة . لماذا ماكس له هذا التأثير عليها ؟ ما كان يجب ان تدع ذلك يحدث ! لكن ماكس لم يكن رجلا عاديا . هل هو ؟
ومشاعرها نحوه لم تكن مشاعر عادية . بعد اسبوع واحد وسوف ينتقل معها . ماذا حدث لها ان تحضر الى منزل الجزيرة الهادئ كاتبا لروايات المغامرة , خبيرا فى القبل . زير نساء ؟ ان ما تحتاجه هو شئ قوى وفعال لينقذها من نفسها.
قالت ساشا : (( يمكننا ان نقوم ببعض العمل التجارى معا . فان اتجاهك للاعشاب الطازجة يتناسب جدا مع الجبن الذى اصنعه . فيمكننا ان نعلن عن ذلك ونصدره سويا , وكانتا تشربان الشاى بعد ظهر اليوم التالى فى المنتجع .

لم تكن كاترينا تتوقع هذا العرض
كانت قد جاءت الى ساشا من اجل النصيحة.
ساشا , عموما , سيدة اعمال ولديها الخبرة فهى تمتلك بوتيكات ملابس فى كونتكتيكت ونيويورك سيتى , وفى غانا وجنوب افريقيا حيث تذهب لزيارة ابنة اخيها .
وهى تعمل الان فى صناعة الجبن من لبن الماعز وأحروت نجاحا .
انها امرأة كثيرة المواهب حقيقة.
كاترينا (( هل تريدين حقا ؟ ))
ساشا (( اود بحث الامر , ولكنى اظن انه سينجح جدا . نحن نحتاج لحظة عمل بالطبع وتخطيطات مالية. وفكرى فى انك ستؤدين عملا جيدا لأجل الجزيرة))
كاترينا (( كيف ذلك ؟ ))
ساشا (( تنويع الاقتصاد . خلق وظائف ))
اعترفت كاترينا بأن هذه هى حقيقة , ثم طلبا شايا آخر وفطائر بالكريم وظلتا تتحدثان.
مرت عدة ايام ولم تسمع كاترينا شيئا من مارى لو
التقطت سماعة التليفون واتصلت بنيويورك وردت عليها خادمة بلهجة جنوبية واخبرتها بأن السيدة ذهبت الى سويسرا للتزحلق على الجليد.
انتقل ماكس صباح يوم السبت . كانت كاترينا خائفة وطرحت مع صديقاتها للتريض فى القوارب طول اليوم.
وعندما عادت وجدت الامر مستقرا والكومبيوتر والصور الخاصة بدار الايتام موجودة على المنضدة .
كما قد وعدها بنسخ منها .
وكانت الصور رائعة.
وقد احبت صورها مع الأطفال.
كان ماكس يقوم بتشغيل الكومبيوتر ولم يلحظها وهى واقفة عند الباب المفتوح.
قالت (( انا عدت الى المنزل))
قال (( عظيم ))
(( هل انت جائع ؟ ))
(( لا , اعنى نعم فى الواقع ))
قالت (( سأعد لنا شيئا نأكله ))
اعدت المائدة بسرعة .

اكل ماكس بشهية , لكنه تحدث قليلا . كان ذهنه مشغولا بالعمل , المغامرة فى ادغال الأمازوم أو صحراء افريقيا.
كانت هناك مكالمة هاتفية يوم الاثنين. طلب ماكس منها ان ترد على الهاتف وتأخذ الرسالات اذا كانت المكالمات خاصة به.
لم تكن تتوقع مكالمات من نساء
كانت هناك بيكا , تامى , جوانا وكيلى .
كلهم يريدون ماكس.
كانت الاصوات والامزجة متنوعة اثناء المكالمات , واحضرت ماكس من مكتبته ليرد على المكالمات.
ثم تلقت المكالمات فى الأيام التالية بذوق وأدب مثل السكرتيرة الجيدة .
عموما , وافقت على الاتفاق بينهما .
وقامت بتحرير الرسالات , ولا علاقة لها بأى منها.
وكانت الرسالات : من فضلك الاتصال هاتفيا بكيلى فى سان فرانسيسكو , عاجلا !
-منفضلك الاتصال بتامى فى فيرمونت . عاجلا!
-من فضلك الاتصال بريبيكا فى نيويورك , عاجلا!
-من فضلك الاتصال بجوانا فى المنزل , عاجلا!
ذات صباح قالت ريبيكا (( لا اريد ترك رسالة . اين هو ؟ ))
كاترينا (( فى المكتبة يعمل ))
ريبيكا (( أى مكتبه ؟اين ينزل ؟ هل هذا فندق ؟ ))
كاترينا (( لا . هذه فيلا خاصة ))
(( ومن أنت ؟ ))
(( انا صاحبة الفيلا ))
(( هل تعنين ان ماكس يعيش معك ؟ ))
(( نعم ))
كانت الاصوات كلها اصوات شابات مثقفات , ولم يكن دائما مؤدبات فى حديثهن , وتخيلت الوجوه من أصواتهن.
كان ماكس يركن الى المكتبة طوال اليوم منغمسا فى عمله . حتى منتصف الليلة احيانا , كان يخرج من المكتبة احيانا ليعد فنجانا من القهوة لنفسه , او يرد على احدى المكالمات.
كاترينا (( هل تعد بحثا ؟ ))
قال (( نعم ))
(( انا غير مهتمة فى ان اكون هدف بحثك ))
(( ليس البحث عنك . وانما عن ايزابيل ))
(( من المكالمات التى تلقيتها علمت ان لك خبرة كافية عن ملابس النوم للنساء مما لا يجعلك فى حاجة الى لأجيبك على أسئلة كتلك ))
(( ايزابيل مختلفة ))
(( اوه , من فضلك اسثننى ))
قال (( ماذا ترتدين وانت فى السرير؟ ))
(( ليس هذا من شأنك ))
(( انت لم تتركى لى خيارا سوى التسلل الى حجرة نومك ذات ليلة وألقى عليك نظرة بنفسى ))
(( ارتدى تى شيرت )) واضافت (( وعليها شعار ))
قال (( ماذا يقول الشعار ؟ ))
(( على جثتى )) بخمس لغات

وردت فى اليوم التالى على مالكة هاتفية حيث قالت
(( آسفة لا يمكن ازعاجه , ولكننى سأعطيه رسالة لو وددت ترك رسالة له ))
ردت المرأة (( هذا ما ظللت تخبرينى به ! من أنت بحق الجحيم ؟ ))
كاترينا (( انا مساعدة ماكس ))
(( انت من ؟ ))
(( انا سكرتيرته الملهمة ))
المرأة (( أخبريه بأننى اتصلت واحتاج الكلام معه فورا عن بعض الاخبار غير الملهمة جدا . اخبريه بأن شجرة وقعت على السطح وانشق ! ))
shell
ماذا تظن هذه المرأة الحمقاء أن يفعل ماكس لسقف انشق فى فيرمونت؟
كاترينا (( سأعطيه الرسالة . وفى نفس الوقت اقترح ان تستدعى واحدا يصلح السقف ))
اتصلت امرأة اخرى فى صباح اليوم التالى من باريس . ودونت كاترينا الرسالة ورقم الهاتف.
ماكس صائحا (( باريس ! )) وأضاف (( ماذا تفعل هذه فى باريس ؟ ))
كاترينا (( ربما أبعدها كونت فرنسى رومانسى حساس وفاهم . وأنت لست هناك من أجلها ))
ماكس (( لا مفر ))
(( انت متأكد من نفسك . أليس كذلك ؟ ))
ماكس (( لو كانت هربت مع أحد , فمن المحتمل أن يكون مجنونا ))
كاترينا (( لا يمكنك طلبها هاتفيا الآن . انه منتصف الليل فى باريس , الآن سيكونا فى السرير ))
ماكس (( هل تظنين هذا شيئا مضحكا ؟ ))
كاترينا (( لا أدرى . هل هذا ؟ )) وأضافت (( دعنى اخبرك بما اظنه . لا اظن انه شئ مضحك ))
وشعرت بأنها فى حالة أفضل . واستطردت :
(( انا واحدة من افضل الخبراء ))
(( ماذا يعنى هذا ؟ ))
(( يعنى ما يعنى . لقد فقدت شهيتى ))
ماكس (( يا للأسف ))
اتصلت تامى فى صباح اليوم التالى وطلبت الكلام مع ماكس
كاترينا (( آسفة فهو يعمل ولا يمكن ازعاجه . سأعطيه .. ))
تامى (( اريد التحدث معه الآن ! الآن ! وصرخت عبر الهاتف.
(( سأعطيه رسالة ))
(( حسن , اعطيه الرسالة . اخبريه بأننى حامل واريد ان اعرف ماذا نحن بفاعلين حيال ذلك )) وانقطع خط الهاتف.
شعرت كاترينا بقلبها يغص . تامى حامل . من تكون تامى , زوجته , خليلته . احدى صديقاته.
وتوقعت ان ماكس لن يسر من الأخبار.
وأعطته الرسالة حيث قالت : (( لدى رسالة هامة لك ))
ماكس (( قلت لك ألا تزعجيننى )) وما زالت يداه تعملان على لوحة مفاتيح الكومبيوتر.
وضعت كاترينا يدها على يده التى على المفاتيح حيث اعطى الكومبيوتر تحذيرا.
فنهض ماكس وهو غاضب جدا

وقال (( ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟ ))
كاترينا (( انى اجعلك تتوقف عن العمل ))
(( لا تفعلى هذا ثانية ابدا , ابدا ))
(( وانت لا تلعنى ثانية ابدا , ابدا ))
(( اخبرتك بصفة محددة بأننى لا اريد ان يزعجنى احدا ! ))
(( لقد قررت ان هذه الرسالة لا تكذب . اظن من الافضل ان تقرأها )) فقد وجهه لونه عندما قرأ الورقة . وخرج من الحجرة.
ثم بعد لحظات سمعته : (( كل ما نحتاجه هو طفل فى المنزل ! هل جننت ؟ ))
تنهدت كاترينا من الالم حيث تذكرت ان باستيان لم يكن يريد اطفالا.
وسمعته يتساءل فى عصبية : (( كيف حدث هذا ؟ اين كان عقلك ؟ )) كاترينا كرهته.
كرهت كل الرجال من الآن الى يوم القيامة.
فهم انانيون ومتعجرفون .
كانت هناك فترة صمت قصيرة وسمعته يقول : (( انه لشئ حسن انك لست معى فى نفس الحجرة يا تامى لأننى كنت سأكسر رقبتك ! ))
ثم اصغى لبرهة وقال : (( لا , لست مستعدا لأناقش هذا الآن ! انى احاول تأليف الكتاب ! ولو تكونى على اتصال بى بصفة مستمرة فلن أفرغ من الكتاب ! ولسوف اتحدث اليك عندما اكون مستعدا ))
ثم سمعت كاترينا السماعة وهو يضعها بعنف على الهاتف . وعاد الى الحجرة
قالت كاترينا (( لن ارد على مكالمات هاتفية لك بعد ذلك )) وكانت ثائرة لدرجة انها لم تتكلم المزيد.
امضت باقى اليوم على الشاطئ وتركته يرد على مكالماته , واخذت تسبح لمدة طويلة حتى هدأت نفسها بقدر كافى لتقرأ .
جمعت اشياءها حوالى الساعة السادسة وعادت الى المنزل .
كان كل شئ صامتا لا موسيقى , ولا هاتف.
استرقت السمع عند باب مكتبه ماكس فسمعت صوت مفاتيح الكومبيوتر تعمل.
اخذت حماما وعطرت جسمها باللوسيون وارتدت جلبابا طويلا .
تناولت اصبع موز , ولم تكن جائعة.
شعرت بأنها لا تود القيام بالطهى , ولن تقوم به.
فلأتركه جائعا . ثم ذهبت لتشاهد فيلما , وفى منتصف الفيلم ذهبت الى المطبخ لتعد القهوة لنفسها. ولا أثر لماكس . حسن.
سمعت صوت وقع اقدام ماكس حيث حضراليها وقال: (( ما الأمر بشأن طعام العشاء؟ ))
كاترينا (( قم بطهى طعام عشاءك ))
(( صححى لى لو كنت مخطئا . ولكننى اعتقد ان اتفاقا بيننا أبرمناه))
(( لن ارد على الهاتف ولن اقوم بطهى عشاءك . لست احدى نساءك . لست خادمتك ان لم يكن المكان هنا يعجبك , فاذهب الى مكان آخر ))