اتصلت كاترينا هاتفيا بصديقتها وسألتها :
(( مارى لو , أيمكنك ان تسدى لى خدمة ؟ مارى لو افضل صديقاتها ومتزوجة من رجل يمتلك جزءا كبيرا من مانهاتن.
مارى (0 يمكننى )) كانت مارى فى وضع تحسد عليه لقدرتها على القيام بأى شئ تقريبا بما فى ذلك ازالة الجبال
كاترينا (( هل سمعت ابدا عن ماكس لوريللو؟ ))
مارى (( ماكس لوريللو ؟ لا . هل هو شخصية ؟ ))
(( انه مؤلف كتب . روايات مغامرة , مؤامرة دولية . هكذا قال , انه جارى هنا ))
(( هل هو بهى الطلعة ؟ ))
(( جدا ))
(( ما عمره ؟ ))
(( منتصف الثلاثينات , أظن ذلك ))
مارى (( أعزب ؟ ))
ضحكت كاترينا وقالت : (( انه يعترف بأنه يغتاظ من ثلاثة انواع من النساء – الزوجات , الخليلات والصديقات – ليست لدى أى فكرة ))
مارى (( حسن , أظن اننى لست فى حاجة لأن أقلق بشأنك))
كاترينا (( لاىشئ لأن تقلقى عليه ))
مارى (( هل رأيت تلك النساء ؟ هل هن معه ؟ ))
كاترينا (( لا ولا واحدة منهن . جاء الى الجزيرة هربا منهن , يقول ذلك ))
مار ى (0 رجل مسكين , والآن حيث انه وحيد فأنه يريدك لأنه حقيقة لا يستطيع العيش بدون النساء مهما يكن مزعجات . هل تريديننى أن أجد لك رجلا يتولى أمره ؟ ))
كاترينا (( مارى لو ! اعرف انك تقومين بهذا العمل خير قيام , وضحكت كاترينا
تنهدت مارى لو بعمق وقالت:
(( اعرف , اعرف حينئذ ما تريديننى ان افعله ؟ ))
كاترينا (( اريدك الاتصال بالمكتبة اذا كان لديهم اى من كتبه . ماكس لوريللو , اكتبى الاسم ))
(( هل هذا كل ما فى الأمر ؟ ))
(( نعم هذا كل ما فى الأمر , أوه وشكرا لأجل الكتب . أحبها الأطفال ))
((المرة القادمة اطلبى شيئا يستحق ))
وضحكت كاترينا.
جاء ماكس ليزورها ليلتين , بعد ذلك بينما كانت تشاهد فيلما قديما منذ الخمسينيات.
قال ماكس : (( اريد ان القى نظرة على حجرة نومك ))
حملقت كاترينا وقالت (( عفوا ؟ ))
(( اود ان القى نظرة على حجرة نومك , ان لم تمانعى ذلك ))
ما هذا الكلام الفارغ الذى يتسم بالجنون ؟ اى رجل عاقل يأتى الى منزل امرأة ويطلب رؤية حجرة نومها ؟

اعتدلت كاترينا فى جلستها وقالت :
(( نعم , أمانع ! وللعلم أنا اشاهد فيلما وها انت تقاطعنى فى مشاهدتى للفيلم ! ألم توضح ذات مرة أنك لا تحب ان يقاطعك أحد ؟ ))
قال (0أنت لا تعملين ؟ )) ونظر الى جهاز التليفزيون وقال اسود وابيض؟
(( انه ماركة قديمة جدا )) واطفأت جهاز التليفزيون
قال (( لا تدعينى اتدخل فى تسليتك . سأجول وألقى نظرة سريعة . ولن المس شيئا . اريد رؤية المنضدة التى تتزينين عندها . لا لشئ شخصى وانما لأجل بحث صغير ))
قالت (( الهام مرئى . ماذا تتوقع ان ترى فى حجرة نومى ؟ ))
هز كتفيه وقال (( عطر ))
(( أوه فهمت لم لا تسألنى ؟ ))
(( سوف تكذبى ))
(( هل انت متأكد؟ ))
(( وهو كذلك , أى عطر تستخدمينه ؟ ))
قالت (( السم ))

لم يكن السم هو الذى يريده لأجل ايزابيل الثمينة التى اعادت البطل الى الحياة
قال (( كنت أنا محقا . لقد كذبت , فأنا معتاد على ذلك الشئ ))
قالت (( اذا كنت تبحث عن اسم , فهناك الكثير . هناك الأفيون . التسلط , العاطفة , الغواية , الهرب ... التقط ما تريده ))
(( وماذا تستخدمين أنت ؟ ))
قالت (( الصابون )) حيث كانت قد اخذت حماما ومستعدة للذهاب الى النوم وقت ان ينتهى الفيلم
قال (( فهمت ))
ثم انصرف ماكس وعادت كاترينا لتستكمل مشاهدتها للفيلم ولكن ذهنها كان مشغولا بماكس.
حضر ماكس بعد ذلك ووجدها جالسة فى الفيراندا تدرس كتابا عن طب الاعشاب والعلاج الشعبة الكاريبى وسألها (( كم قيمة هذا المكان ؟ ))
(( انت لا زلت تقتحم المكان هنا كما لو كنت تمتلكه ))
(0 حسن , اريد امتلاك المكان وهذا هو السبب فى اننى هنا . ما قيمة المبلغ الذى تطلبينه لأجل هذا المكان ؟ ))
(( آسفة هذا المكان ليس للبيع انى اعيش هنا , أتتذكر؟ ))
(( فكرت فى انك ربما تريدين بيعه عندما تعودين الى الولايات المتحدة . ظننت انك فى حاجة الى المال ))
ضحكت كاترينا وقالت :
(( ان ما احتاجه على المدى الطويل هو سبيل للعيش , عملا لأجعل نفسى مستقلة . وليست المجاعة وشيكة بعد ))
قال (( المال يمكن ان يجعلك مستقلة . سأدفع لك ربع مليون دولار أمريكى مقابل هذا المكان ))
هذا عرض كريم وقطبت كاترينا جبينها ثم سألته:
(( لماذا تريد شراء هذا المكان ؟ فلديك منزل ))
(( لم يكن ذلك المنزل منزلى . اننى مستأجره فقط .والايجار مرتفع . وسأتركه فى نهاية الأسبوع القادم . سيعود الملاك اليه . لذا قررت ان يكون لى منزلا مملوكا على الجزيرة حتى يتسنى لى المجيئ وقتما اريد . ولا تقولى لى اذهب وابحث عن اماكن اخرى لأننى فعلا بحثت . فلا توجد فيلات هنا متوفرة , سواء للايجار او للبيع ))
قالت (( وهذا يتضمن منزلى , فهو ليس للبيع . وعليك العودة الى حريمك وتنتهى من كتابك فى فيرمونت))
(( وهو كذلك دعينى استأجره منك ))
(( انى اعيش هنا . أين أذهب ؟ ))
(( تعودين الى نيويورك . ألم تقولى انك اتيت منها ؟ ))
هى اتت من هناك , لكن شقة باستيان فى نيويورك قد تم بيعها لسداد ديونه الناجمة عن القمار , والشاليه فى سويسرا ومنزل الشاطئ فى الريفييرا والمزرعة فى تكساس , خلاف سيارات السباق وطائرته ذات المحركين , وجياده ومجموعة بنادق الصيد التحفة . حتى منزل طفولتها سيعرض فى السوق قريبا.

قالت (( ليس لى مكان اذهب اليه ))
(( حسن . ولتبقى هنا . لكن لا .. ))
قالت (( اعرف , ازعجك . صراحة , لا اتصور قدرا اسوأ من البقاء فى نفس المنزل معك ))
قال (( سأعمل طول اليوم ولن اضايقك على الاطلاق . لن تعرفى حتى اننى هنا . تعطينى حجرتين , واحدة للعمل والاخرى لأنام فيها . ستعتنين بواجباتى وتردين على الهاتف وتأخذين الرسالات وسأدفع لك خمسمائة أسبوعيا بالدولار الأمريكى ))
قالت (( لا ))
shell
انها تريد ان تبعده عنها
رجل مثل ماكس سينزل الفوضى بعواطفها.
قال (( من فضلك ))
(( لا ))
احضر لها فى المساء التالى زجاجة خمر فرنسية وصندوقا كبيرا من الشيكولاتة البلجيكية وابتسم.
قالت (( حينئذ وهو كذلك ))
واقترح ان يتحدثا عن التفاصيل مباشرة . وكانت فى ذلك الوقت تعد طعام العشاء لذلك طلبت منه الحضور الى المطبخ معها.
سألته (( هل تود البقاء لأجل العشاء ؟ ))
(( لا اريد ان ازعجك ))
(( لا تدفع بحظك ))
قال (( نعم اشكرك اود البقاء للعشاء . )) واخذ يراقبها وهى مشغولة مع الموقد فى اعداد الطعام .
قالت (( من اين حصلت على الخمر والشيكولاتة ؟ ))
قال (( من المنتجع . فأنا صديق للمدير ))
(( لماذا لا تذهب وتمكث هناك بدلا من المجيئ الى هنا ؟))
(( المنتجع محجوز تماما لمدة عامين قادمين ))
نظر الى مذكرة موجودة على المنضدة وسألها (( ما هذه ؟ ))
قالت (( انى ادون ملاحظات عن اطباق الأكلات , فانى قائمة باعداد كتاب للطهى ))
(( هذه فكرة ممتازة , وسوف تحتاجين لأحد يتذوق الأكلات . أفترض هذا ؟ ))
(( وها أنت تعرض خدماتك ؟ ))
(( حيث أننى سأعيش , فانى ارغب فى الخدمة بمثابة حقل تجارب ))
(( اشكرك جدا ))
قال (( بماذا تسمى كتابك ؟ ))
قالت (( لست متأكدة من ذلك فانى اريد شيئا يجعله مختلفا عن كل كتب الطهى الاخرى . شئ للمطبخ الغنى ... للفقير والغث . هل استوعبت الفكرة ))

قال (( فهمت الفكرة . اخذ يدرس المفكرة . وأضاف : (( من اين تحصلين على هذه العناصر ؟ ))
(( من المنتجع . فأنا صديقة الشيف ))
(( انهم يحضرون كل شئ طازجا من الولايات المتحدة واوروبا ))
قالت (( صح . فالطبقات الممتازة تطلب مطبخا على مستوى عالى ))
الطعام جاهز وتحركا الى حجرة الطعام لتناول العشاء . وكان الطعام جيدا.
وسألته (( متى ستحضر الصور ؟ وتذكرت فى نفس الوقت ان مارى لو لم تطلبها لتطلعها وجود او غياب الكتب التى قام بتأليفها ماكس لوريللو فى مكتبة نيويورك سيتى.
قال (( بعد بضعة ايام وسأذهب الى معمل فى باربادوس لتحميضها وطبعها ))
قام ماكس برحلات عندما بدأ عمله كمصور صحفى .فقد امضى وقتا مع القبائل البربر فى الصحراء . والماساى فى تنزانيا وقبيلة بدائية فى غينيا الجديدة . بينما كانت تنزل فى فنادق خمس نجوم فى قارات متنوعة وحيدة وغير سعيدة , كان هو يجوس داخل الغابات والصحارى . لقد اكل مع زعماء القبائل , ورقص مع هنود الأمازون . وركب الجمال عبر الصحراء.
shell
ان الاستماع الى ماكس مغامرة وكذلك مراقبة وجهه وعينيه ويديه . انه رجل مسلى ووسيم جدا ويداه قويتان .
تنهدت كاترينا . كان شيئا لطيفا ان تجد احدا تتحدث اليه تضحك معه.
وكان شيئا لطيفا ان لديها رجل معها ليأكل كل يوم معها وتشارك أفكارها معه ومشاعرها.
قال (( هل هناك مشكلة ؟ ))
قالت (( لا لا شئ بالمرة))
(( هذه التحلية , هل صنعتيها كلها لنفسك ؟ ))
(( من الآن , أعتبر هذا مهنتى ))
(( كان يجب ان تكونى متزوجة لأحد حتى يقدر ذلك يوميا ))
(( هذا شئ لطيف . ستنتقل فى الأسبوع التالى ويمكنك الاستمتاع بطهيى ))
((و أنا من المؤكد سأستمتع بالطهى . أخبرينى , لماذا تعيشين بمفردك ؟ ))
(( أفضل ذلك ))
(( من المؤكد هناك رجل فى حياتك ))
كاترينا (( لا . ما من رجل فى حياتى )) وقامت حيث اضافت : (( سأحضر القهوة , أحضرت القهوة وجلسا فى الفيراندا وقال : (( هل تهربين من احدج ؟ ))
(0 لا , أنا لا اهرب من احد . ولا احد يهرب منى ايضا ))

(( ماذا فعل لك ؟ ))
(( من؟ ))
((أيا كان ذلك الذى يجعلك غير سعيدة . هل هزمك؟ ))
(( لا ولم يضربنى ))
(( هل كان يشرب ؟ ))
(( ليس بافراط ))
((مخدرات؟ ))
قالت (( لا )) واضافت (( لست ضحية من اى نوع ))
قال (( ولماذا تبكين ؟ ))
(( لا ادرى . لا بد وانها الحلوى بالقشدة الزائدة . ليست جيدة بالقدر الذى توقعته))
قال (( أكنت تودين أن لا انتقل معك الى الفيلا ؟ وهل انت آسفة على موافقتك على انتقالى معك ؟ انا اعرف اننى دفعتك الى هذا . يمكننى ان اجد مكانا آخر لأعيش فيه ))
قالت (( لا . فأنا امرأة تتمسك بكلمتها , اسأل باستيان )) يا الهى , لماذا قالت هذا ؟
قال (( من باستيان ؟ ))
(( شخص اعرفه . وعدته وعدا وحافظت عليه لمدة ست سنوات ))
قال (( ثم حنثت فى وعدك ؟ ))
قالت (( لا . مات ))
(( آسف . ألهذا أنت تبكين ؟ ))
قالت (( لا ))
قال (( أنت تحيريننى ))
(( انا اربك نفسى ))
(( انت ما قلت شيئا له معنى ))
قالت (( انت فقط لا تفهم ))
ابتسم قائلا (( انا دائما لا افهم . كلهم يقولون هذا ))
وقال (( من فضلك لا تبكى فأنا لا استريح عندما تبكى النساء ))
قالت (( هل يسببن لك الكثير ؟ ))
قال (( من ؟ ))
قالت (( كل تلك النساء اللتى هربت منهن فى فيرمونت .هل يبكين كثيرا ؟ ))
(( طوال الوقت ))
(( حينئذ لابد وانك قد تعودت على ذلك ))
تنهد قائلا (( من المفروض هذا . سيكون من الافضل لو كنت تعودت على ذلك ))
قالت (( لماذا؟ ))
(( سيكون ارخص . فى كل مرة يبكين ينتهى الامر بتكليفى مالا ))
قالت (( حسن , لا اريد مالك ! ))
(( اعرف ذلك , اكنك مختلفة . اخبرينى ماذا تريدين ))
ارادت ان يقبلها . ارادت ان يتم حبها . تريد زوجا مخلصا وطفلين محبوبين . هذه كلها رغبات معقولة بالنسبة لامرأة فى الخامسة والعشرين.
shell
لا تستطيع ان تخبره بذلك . وبدلا من ان تتحدث زادت فى البكاء . ولم تستطع منع نفسها من البكاء .
قال (( ماذا استطيع ان افعله لك ؟ ))
بعدما هدأها قال
(( هل تشعرين بحالة افضل ))
قالت (( نعم))
وكان يربت على شعرها وظهرها .
ثم نظرت اليه وقالت : (( ماكس ؟ ))
قال : (( نعم ))
قالت (0 من فضلك قبلنى ))