الجدة(حاولى حينئذ,وستجدينه انه غير تام.ثم يمكنك الزواج منه ولا افترض انك نفسك مثالية؟واضافت (الناس المثاليون مضجرون جدا)
ماكس(انها ليست مضجرة .صدقينى)
الجدة(ممتاز.سأكون سعيدة أن أضمك للعائلة,يافتاة)
كاترينا(أشكرك) هذا شئ لطيف ان يتم قبولى.
الجدة(اننا جميعا نعيش على الكفاف.كما لاحظت,وكانت عيناها تشع بالهزل.
كاترينا(لاحظت ذلك )
عادا يوم الأحد ليلا الى فندقه حيث أمضيا ليلة أخرى رائعة معا. أوصلها الى مكان مارى لو واتجه مباشرة الى المطار يبدأ رحلة العودة الى سان بارلو.
وشعرت انها بائسة ووحيدة.اخذت تاكسيا الى المبنى الذى بدا أكثر برودة وحزنا رغم كل لمعان وبريق الثروة.لا تستطيع انتظار العودة الى سان بارلو,لكن ذلك سيستغرق عدة ايام اخرى على الاقل قبل انهاء كل شئ.ومر يومى الاثنين والثلاثاء.يوم الأربعاء اشترت مجلة فى الساعة الخامسة حيث توقف قلبها وجمدت حيث شاهدت فى صحيفة مصورة على صفحتها الأولى وجهين قريبين من بعضهما يبتسمان.وجه ماكس والوجه الآخر لكاسندرا.والعنوان يأخذ مساحة كبيرة وهى نصف الصفحة تقريبا .عادا الى بعضهما ثانية ! وصرخت كاترينا.

الفصل التاسع



شخص ما دفع بحقيبة دفعة قوية فى ضلوع كاترينا لتفيق من ذهولها.ولم يعتذر الرجل وانما جذب صحيفة والقى ببعض النقود ثم رحل ثانية دون اعتذار.
هؤلاء الناس هم النيويوركيون.ربما كان مضاربا فى البورصة لم يواتيه الحظ. هناك الكثير من اولئك الناس هذه الايام.
نظرت ثانية الى الجريدة.لا زالت الصورة هناك,والوجهان لماكس وكاسندرا
لم يكن ذلك من خيالها كما كانت تتأمل من لحظة واحدة.
ربما تكون المقالة قطعة من خيال الجريدة.الجريدة المصورة بها صوروصور لا يتم تصديقها.كل واحد يعرف هذا.احيانا يتم تركيب وجه شخص ما على جسد آخر وتظهر الصورة كاملة.يطبعون قطعا من الحوار مما يظهر اشياء لم يكن اصحاب الشأن قد قالوها أو ينتوونها.احيانا يدفعون لأجل خلق شهود كاذبين. المال يمكن ان يحدث سحرا.
كاترينا.زوجة باستيان ماكينزى غير الشهير كان يعرف كل شئ عن هذا الامر.لماذا لا تهر كتفيها وتمضى فى طريقها؟
لماذا تخرج نقودا من جيب معطفها ولأول مرة فى حياتها تشترى فى الواقع احدى البدع التى يقبل عليها الناس؟
كاسندرا ماربل وماكس كيلين قد حضرا حفلة فخمة فى الشارع الخامس لمستر ومسز كونراد فالنتاين.قال المقال.تم تصويرهما يتناولان طعام العشاء فى مطعم ايطالى يمسكان بأيديهما . هناك شاهد رآهما فى فندق تورونتو معا
كانت كاترينا جالسة فى حجرة الجلوس عند مارى لو والجريدة مفتوحة على منضدة كبيرة رخامية , تحاول الامساك بزمام نفسها. كانت مارى لو تحضر لها مشروبا تجاه ذلك الهدف.
مارى لو (هذا كله كذب.أنت تعرفين ذلك)
كاترينا(طبعا انا اعرف ذلك.لذلك, لماذا اشعر كما لو اريد ان اخنقهم؟)
( لأنك تظنين ان هناك امكانية وجود بعض الحقيقة فى ذلك )
( هل أنت تظنين؟ )
مارى لو هزت كتفيها وقالت ( من يعلم ؟ )
كاترينا ( انت معاونة جيدة )
( هيى , احاول )

عاد كونراد ونظر الى الصورة وكاترينا الباكية , والمشروب الذى تصبه مارى لو , ثم انطلق الى مكتبه.
رقدت كاترينا على السرير فى وقت متأخر من الليل , تتآمر.ستذهب الى الجزيرة وتلقى بماكس خارج المنزل, بعدما تمزق ملفات الكومبيوتر . كفاها ما كفى, فعل باستيان هذا بالنسبة لها , ولن يحدث هذا لها ثانية من اى رجل آخر . لا جرائد مصورة اخرى , ولا نساء اخريات . وما من شئ آخر ! ظلت تبكى على الوسادة حتى اعياها التعب ثم غطت فى النوم.تناولت فى الصباح التالى فنجانين من القهوة القوية حتى شعرت بالاتزان. كان وزنها لا يزيد عن المائة رطل.
عموما ألا يجب ان تطلب منه تفسيرا؟ ألا تجعله يستفيد من الشك؟
لا لا ابدا ثانية.هذا ما كان قد فعلته مع باستيان,وكانت تريد ان تصدقه.لن تمر خلال عملية الاهانة تلك مرة اخرى.لم يعد لها منزل اجداد, مال كثير وانتيكات ثمينة, ولكن هناك كبرياؤها.
لا بد ان تأخذ طائرة يوم الجمعة , يوما مبكرا عن اليوم المحدد,لانهاء التفاصيل وحزم حاجياتها,لم تستطع البقاء هنا ليوم آخر.
جلست فى الطائرة ومزاجها يتأرجح بين الأمل واليأس .كلها كانت مجموعة اكاذيب.ستجده فى مكتبه يعمل على الآلة.ثم يراها ينهض ويقبلها, ويأخذها لحجرته . انه يريدها فقط.
كادت ان تصدق هذا. ولكن ذلك ليس تماما
شعرت بالاعياء.تؤلمها معدتها ولديها صداع. حتى المياه التركوازية اللون لا تستطيع تهدئتها.
كادت تصاب بالجنون.
انها تحتاج الى مساعدة.
سألتها المضيفة الجوية مبتسمة(هل هناك اى شئ يمكننى احضاره لك؟)
كاترينا(اود فنجان شاى احمر,شئ مهدئ ان كان يوجد لديك)
المضيفة الجوية(هل يمكننى ان احضر لك بعض الشاى المعتاد؟)
(هذا لايؤثر عندى لا بد من الشاى الاحمر , فهو يشفى)
بدأت المضيفة تنظر اليها بقلق.
كاترينا(نعم انه جيد لأجل القرحة وعرق الليل ايضا)
هربت المضيفة ونظرت كاترينا من النافذة وشعرت بتحسن لفترة.

كان فيش بانتظارها فى باربادوس.فيش امريكى اسود ضخم من شيكاغو كان قد بدأ العمل مع صديق له من ترينيداد فى نقل المسافرين فى طائرة صغيرة ذات محركين تستطيع الوصول الى الجزر الصغيرة التى تتوفر فيها مهابط الطائرات الكبيرة.
فيش له رأس محلوقة.وابتسامة عريضة.عيون ضاحكة وحكايات طويلة.
الطيران معه غير ممل على الاطلاق,وكانت سعيدة لأن قصصه كانت تبعدها عن التفكير.
وصلت سان بارلو فى وقت متأخر من بعد الظهر ورغم اعصابها المتوترة الا انها شعرت بحالة طيبة بعودتها.بلدها.شعرت كما لو انها عادت الى وطنها
التاكسى الوحيد الذى بالجزيرة كان بانتظارها.وكان السائق يغنى طوال الطريق حتى المنزل,وكانت المحادثة قليلة الى الحد الأدنى.
ساعدها السائق فى اخراج الصناديق والحقائب المليئة باللعب , واخذ الأجرة ثم رحل وجدت كاترينا المفتاح,وفتحت الباب الأمامى.تركت الصناديق حيثما كانت ودخلت الى المنزل,اسرعت ضربات قلبها فجأة مقدما بصورة مخيفة
سمعت موسيقى.وتوقفت لحظة وأصغت.انها كانت مسز بلاكت تغنى تراتيل, ولم تكن اى نوع من الموسيقى التى يصغى اليها ماكس.
ثم شاهدت.مجموعة شرائط يمكن حملها موضوعة على منضدة صغيرة فى الفيراندا وبجوارها امرأة بالبيكينى الأسود اللون.
لم يكن من الصعب التخمين بمن تكون.لم تستطع رؤية الوجه ولكنها أمكنها رؤية كتلة كثيفة من الشعر الأسود.
كاسندرا ماربل.

انتهى الفصل التاسع