ابتسمت كاسندرا،وكاترينا ردت الابتسامة لها .كل شيء كان لطيفاً على السطح .جان بول بابادوبولوس وكاسندرا بعد جولتهما بدا على وجهيهما شيئاً يخفيانه،وإنما كاترينا تعرف قراءة الوجوه للذين يحاولون إخفاء مشاعرهم عرفت أنهما تعثرا في كنز متنوع من الأثاث القيم .
أوه ،نعم ،كاترينا عرفت أنهما يفكران ،أسفت الآن أنها دعت جان بول للحضور .وظهر ماكس بعد دقائق،وذلك بعدما رحلا الإثنان للتشاور والتآمر حيال المشتروات الممكنة .
لم تكن كاترينا مندهشة لرؤية ماكس ،فكانت تعرف أنه لن يتركها وحيدة .
ماكس :"ما رأيك في تناول طعام العشاء؟"
كاترينا :"لا .لن أذهب ،وسأمكث لأفرغ من حجرتي ،شعرت أنها لاهثة وغير واثقة في نفسها .
ماكس :"ماذا عليك أن تفعليه ؟"
كاترينا :"سأخذ معظم لعبي عند عودتي إلى دار الأيتام ،والأشياء التي أريد الحفاظ عليها سوف أدعها في المخزن .مسز بينيبيكرسوف تعد لي بعض الحساء والسندويتشات"
ماكس :"سأطلب الطعام لنا ،وأضاف بهدؤ:" ما المشكلة ؟"

كاترينا :"لا شيء خطأ!،ثم انفجرت في البكاء ،وأضافت :"إنهم يريدون سرير والدي .تصور! كاسندرا وأحباءها في سرير والدي !"

قال :"لا تقومي ببيع السرير ،لو أن البيع يضايقك"

كاترينا :"لا أريد السرير ،فلدي سريري الخاص .لكنني لا اريد كاسندرا أن تحصل عليه .لم أكن أعرف أن جان بول سيحضرها معه.."

ماكس :"حينئذ لا تبيعيه لها ،ولتنس بيع أي من الأشياء لأفراد خصوصيين أو تجار الأنتيكات .واتركي كريستي لتولى أمر ذلك كله ."
كاترينا:"هذا ما سأفعله .هذا كان غباء مني لأدعهما يحضران إلى هنا .

سأكون مسرورة عندما ينتهى أمر ذلك كله.إني أكرهه.وبدأت تبكي ثانية .

وأضافت :"ليس لدي مكان لأعود إليه بعد ذلك ."

ماكس :"لك شقيقك."

كاترينا "أعرف .ولكن –لكنه-نحن-نحن مجرد صديقين ودودين أكثر من كوننا عائلة ،هو أعزب وله شقة ،ولم يكن هنا على الإطلاق ."

أسفت لحالها . المسكينة كاترينا دائما بمفردها في الم سيء ضخم .

فقالت :"أشعر بالحدة جداً.ليس لدي أحد ."

ماكس:" أنا لكِ."
كاترينا :"أنت ؟ كيف ذلك ؟"

قال :"أنا هنا الآن ،لكنني إستأجرت جزءاً من منزلك على الجزيرة ،

وحيث أنني سأكتب كتباً لوقت طويل قادم ..بمعنى أخر ، لست وحدك ، فأنتِ حصلتِ علي"

قالت :" إن كل ما تحتاجه أكثر من امرأة في حياتك ،تلك كانت كلماتك."

قال:"لكنك مختلفة،والآن ،فلنخرج لتناول طعام العشاء .باكر سأساعدك في حزم أشياءك هنا"

قالت :"لست جائعة "

قال :"أنت دائما جائعة .هيا بنا "

ثم هبطا السلالم وركبا سيارة ليموزين وسمعت كاترينا ماكس يعطي السائق عنوان ماري لو .ثم سمعت بعد ذلك أصوات كئوس وزجاجات وحديث الشراب .

وقال:" تفضلي أشربي هذا، فتحت عينيها وأخذت الكأس منه ،فودكا وثلج .هذا ما كانت تشربه في الحفل أمس.

قالت :"أشكرك"

عادت كاترينا إلى شقتها ،وذهبت إلى غرفتها لتأخذ دوشاً وتغير الجينز والسويتر بملابس مناسبة.أعطت ماكش مشروب وشاهدن أنباء المساء على شاشة التليفزيون.

قامت كاترينا بفحص مظهرها في المرآة مرة أخيرة حيث كانت مزدانة بالماس المتلآلئة . فإنها ستخرج مع ماكس كيلين الشهير.مؤلف روايات المغامرات.

أنه الرجل الذي كاد أن يلقي بك خارج منزله عندما أردت إعادة أورقه له،

قالت لنفسها .وهو الذي تراه أي امرأة تريده.

إنهليس الرجل الصحيح لك احتفظي بأدبك. لا تتركيه أن يجعلك تصابين بدوخه سحره.هناك منضدة في ركن بعيد حيث لا يوجدما يزعج ،ولا نساء أخريات تحوم حوله،ولا مكالمات هاتفية من أخواته،ولا كومبيوتر يعيده إلى العملل .ولا توجد إيزابيل .كل ما كان هناك هما الاثنان .فكان هذا سحراً.

تحدثا،وأخبرته عن خططها ببدء حضانة لأعشاب زراعية في سان بارلو ،كما أخبرها بإنه بدأ مصوراً- مع كاميرا ثمنها عشرون دولارا أعطاها له زوج امه،فلاح المزرعة .التقط العديد من الصور الفتوغرافية لكل شيء:السحب ،البقر ،أخواته دون أن يعرفن أنه يصورهن .
كان الطعام لذيذا وأكتشفت عموماً انها جائعة.وراح يخبرها عن الفيلم الجاري اعداده عن كتابه الذي تم التصريح به حديثاً.وكانت تحب مراقبت والاستمتاع به.
وكانت أمسية رائعة .
قالت :"إستمتعت بالعشاء .أشكرك "
قال :"باكر سأحضر لمساعدتك بالنسبة لأشياءك. سأحضر لك شيئاً لنأكله ، هل توافقين ؟"

كانت هناك رسالة في عينيه ،ورسالة في صوته ،وهى كانت تعي ذلك جيداً.وسمعت نفسها تقول :"وهو كذلك ."
ابتسم لها قائلاً:"تصبحين على خير كاترينا."

قالت :"تصبح على خير ، يا ماكس "

ظلت ساكنة في مكانها فترة طويلة بعدما رحل ،بانتظار هدوء قلبها ،وتعود إلى وعيها .

أرادت أن تطلبه وتخبره بألا يحضر ،وأنها فرغت من حزم أشياءها ولا تحتاجه ،ولكنها لم تنجح في ذلك،وهى طلبه.كل شيء كان بتأمر ضدها .

لديها وقت قصير.أمضت الصباح مع عملاء العقـارات،وتناولت الغذاء مع صديقه ،وصففت شعرها بعد الظهر .

لم تستطع الحصول على هاتف،ولو وجدته فيو غير مستخدم ،أو معطل ،او لم يكن معها عملات معدنية .لا هاتف

عند الحاجة فعلاً. وهذا في نيويورك سيتي .أمر لا يصدق .

عادت إلى المنزل في السادسة تقريباً،وأخذت تتحدث مع مسز بينيبيكر

وأخذت فنجاناً من الشاي ، تنتظر ماكس .

وصل ماكس في السادسة والنصف يحمل صندوقاً حيث أتجه مباشرة إلى حجرتها .

ماكس :"يمكنن تناول الأكل بينما نعمل ."

وتم إعداد المائدة على مضدة صغيرة حيث الوليمة ، خمر وكؤوس ومفرش للمنضدة وفازة وزهرة حمراء وشمعتان طويلتان لونهما أبيض .كانت المائدة رائعة ورومانسية، وكل ما هناك هو أن تجلس وتتمتع بها .

ثم جلسا يعدان اللعب في الصناديق وكانت متنوعة وكثيرة تكفي لثلاثة أو أربعة دار أيتام .

وقال ماكس :"يمكنني أن أخذ بعضاً معي على الطائرة ."

أحيانا شحنات البضائع تختفي بصورة غامضة ولا تصل إلى المرسل إليه .

أحيانا وبطريقة سحرية تظهر البضائع المختفية في الأسواق المفتوحة أو المحلات الصغيرة المجاورة للجزر .فهذا أمر محيرر. ومن الأفضل أن يتجنبه الواحد .

كاترينا :"متى ستعود ؟"

ماكس :"يوم الاثنين.يجب أن أعود للعمل لدي جدول أعمال . هل لديك فكرة متى تعودي ؟"

كاترينا :"أعتزم العودة الأسبوع التالي ،يوم السبت ،كان عليها أن تعد أيضاً . هناك احواض زجاجية لابد من إقامتها وأعشاب يجب زراعتها .

وابتسمت حيل الفكرة :كاترينا تعود لدفيء أشعة الشمس ،وزراعة الأعشاب للعيش .هذه رؤية للنقاء،والعيشة تحيط بها نباتات خضراء رائعة .وتستنشق هواء مليئاً بشذى عطور النباتات .

كاترينا :"لا استطيع انتظار العودة . تصور هذا –سأكون عضوة مشاركة في المجتمع ،أعمل لأعيش "

إبتسم لها وقال :"هل تروق لك الفكرة "

قالت :"تروق لي في الواقع "

إن ما جعلها تشعر بأنها في حالة أفضل هو أن العمل التجاري سوف يخلق وظائف للناس .ليس مئات أو آلاف منها ، بالطبع ،وإنما بعض الوظائف .إنها تستمتع بجمال وهدوء الجزيرة وأنها تعيش الآن هناك فمن الأمر الجيد أن تكون قادرة على إعطاء شيء في المقابل ، فرفع ماكس كأسه قائلاً:" في صحة كل نجاح لك في عالم التجارة "

تناولا طعام العشاء ولكنها كانت عصبية ،حيث لم يتم غوايتها من قبل .

فقد حاول الرجال من قبل ، طبعاً،خاصة الرجال الذين يعرفون بغياب باستيانالطويل بصفة مستمرة .فيقولون :"يا مسكينة ..لابد وأنك وحيدة !"

فهم قد افترضوا أنهم يقدمون لي خدمة بعرضهم خدماتهم من أجل سرور ليلة .ولم يكن ذلك النوع من السرور المهتمة به .إنها تريد النوع الدائم الذي يدعمه الحب والثقة .

فهي رومانسية .