وجدها ماكس تعد الحقيبة الصغيرة
وقال (( أين ستذهبين ؟))
قالت (( نيويورك )) لتتخلصى من طفولتى حيث قالت فى صوت غير مسموع ولكى اتخلص منك.
قال (( لا تستطيعين الذهاب ))
رفعت كاترينا حاجبيها وقالت:
(( الآن هذا تصريح ممتع قد سمعته على الاطلاق ))
قال (( بيننا اتفاق . جزء للايجار والاتفاق على اعداد وجباتى والرد على الهاتف ))
قالت (0 اتفقت مع مسز بلاكت لأن تبقى حتى بعد العشاء كل يوم اكون غير موجودة . سوف تطهو لك العشاء وترد على الهاتف ))
(( ليس هذا نفس الشئ ))
(( ليس نفس الشئ , مثل ماذا؟ ))
( الخروج معك )
رمقته بنظرة ساخرة وقالت ( لماذا تريدنى ان اخرج معك ؟ أوه دعنى اضمن لأكون الهامك المرئى ) وكان الجو مشحونا بالتوتر.
( ولكى استطيع التحدث اليك )
( الالهام المرئى . بدأ ليكون بمثابة وظيفة تماما)
(حسن , كنت تبحثين عن وظيفة . سوف ادفع لك اجرا)
قالت ( ستدفع لى ؟ سيكون الامر ممتعا طوال الوقت. وماذا اسمى نفسى ؟ مساعدة الهام )
هز كتفيه وقال ( ولتسمى نفسك ما تشائين )
قالت ( وماذا عن الجزء الجسدى فى ذلك ؟ )
( من فضلك , هل توضحين ذلك ؟ )
( انت لا تريدنى لأجل الالهام المرئى والشفهى فقط , وانما يبدو انى سأكون الهاما جسديا كذلك. آسفة لأجعلك محبطا , ولكننى لا انوى ان اناسبك )
قال ( فهمت . ذلك كان بسبب الليلة الماضية )
قالت ( اننى مجرد بديلة ايزابيل . انك تستخدمنى)
هذا امر سيئ جدا ومأسوى جدا . انها الارملة التى تتوق الى حب والرقة.
انه امر مثير للشفقة , وكان وجهه يغطيه قناع الغضب.
قال ( أستخدمك ؟ )
قالت ( نعم )
وساد الصمت لحظة . ثم قال : ( لا تدعينى استخدمك بأى ثمن )
وسار الى الباب وأغلقه بعنف وراءه.

ان ما تفعله بمبنى ملئ بالأثاث والاعمال الفنية ليس بالأمر الهين .
هناك حجرات كثيرة , انتيكات كثيرة , واشياء فنية كثيرة جدا , كنوز كثيرة من كل الانواع , عاشت عائلتها هنا ذات مرة , والكثير من الاصدقاء قاموا بزيارته , وكثير من الخدم حافظوا على ترتيب ونظافة المكان. الآن كل ما تبقى زوج من المسنين اللذين يعتنيان بالمنزل هما مستر ومسز بينبيكار اللذان يعيشان فى شقة فوق جراج السيارة ليتأكدا من ان الانابيب لم تتجمد والفئران لم تتلف ما فى المبنى.
shell
المنزل الان فقد بريقه , فصار باردا لا حياة فيه . الاثاث يغطيه التراب.
السكون يخيم على المكان . كان المكان يشبه الصبح. وهذا يناسب مذاق كاترينا تماما . اعدت كاترينا قوائما وفق طبيعتها (( اشياء للبيع , اشياء للاحتفاظ بها ))
(( اشياء للتخزين , اشياء للاستغناء عنها , اشياء مراجعتها مع تايلر , اشياء لم يتم اتخاذ بشأنها قرار ))
هذا عمل معقد ومحبط . ماذا تفعلين باثنين وثلاثين لوحة زيتية رسمتها أنك الفنانة ؟ أتبيعها ؟ أم توضع فى المخزن ؟
ماتت امها وكانت كاترينا فى الخامسة عشر , لم تكن مهتمة بحياة غنية .
لكنها ووالد كاترينا كانا يحبان بعضهما بجنون لأسباب لا احد استطاع فهمها.
مر يوم بعد يوم , والقوائم فى يد كاترينا تجوس خلال الحجرات الباردة الصامتة داخل المبنى.
لحسن الحظ كانت مارى لو هناك تساعدها عدة ايام , ثم تذهب ليلا لحضور العديد من الوقائع التى تبعث السرور على النفس , لكن كاترينا لم تكن مستعدة للذهاب معها رغم محاولات مارى لو.

تقابلت ذات مرة مع اخيها فى مكتبه لمناقشة الأمور المالية , ثم ذهبا بعد ذلك لتناول العشاء وتحدثا فى امور مالية اخرى . وكان العشاء اشبه بلقاء عمل.
قضاءها ساعات طويلة وحيدة فى المنزل اعطاها وقتا كبيرا لتفكر فى ماكس ومشاعرها المرتبكة حياله. ستعود الى الجزيرة بعد وقت قصير ومن الأفضل أن تعد خطة صراع , وبعض القواعد , وجرعة سحرية.
جلست كاترينا بعد اسبوع من وصولها حجرة طفولتها وفى منتصف حولها ممتاكلتها القديمة . انها الحجرة الوحيدة فى المنزل التى بها بهجة. مسز بينيبيكر لسبب ما افترضت ان كاترينا حضرت لتمكث فى المنزل لذلك نظفتها وجددت هوائها , واعدت سرير النوم وقامت بتشغيل المدفأة ووضعت فازة الزهور على منضدة ارتداء الملابس , وتم تجهيز الحمام المجاور.
فتحت كاترينا دولاب اللعب وجرت الصناديق التى تحتوى على لعبها وهى طفلة وبعثرتهم حولها لتفحصهم . وتنهدت ها هى الدمى , الحيوانات العديدة , عرائسها , كتبها . كما يكون الامر لطيفا لو كان لديها ابنه لتعطيها تلك اللعب!
ربما لا تنجب طفلة ابدا.
وربما لا تنجب اطفالا ابدا من اى نوع . لقد اقتربت من السادسة والعشرين , ووحيدة فى العالم , وكتب عليها ان تبقى هكذا . ربما لا يحبها رجل لأجل شخصها . يتزوجها ويحبها.
شعرت بالأسف التام على نفسها . كانت فى الواقع منغمسة فى هذا . كان من السهل أن تفعل هذا عندما تكون بمفردك فى مبنى فارغ يحيط به اشباح الماضى.
ثم كان هناك صوت وقع اقدام ضخم ليست اقدام مستر ومسز بينيبيكر , اللذين كانا نحيفين ويجران اقدامهما , لكنها كانت خطوات شخص ضخم وربما يكون خطيرا . لص يبحث عن الفضة . قاتل منحرف جنسيا يبحث عن الأرامل النحيفة . قبعت فى مكانها صامته بلا حراك , نسيت حتى ان تتنفس , كاد قلبها يقفز من بين ضلوعها.
ظهر شكل ضخم أسود عند الباب , يملأ بروزاز الباب . حذاءه أسود , بنطلون ضيق على جذعه . والمعطف الواقى من المطر مفتوح ليكشف عن بدلة نظيفة , قميص ابيض , وربطة عنق.
وجهه بفكين مربعين , عيناه زرقاواتان ثاقبتا البصر.
ماكس لوريللو . بأحسن الثياب.

الفصل السادس



ليس لصا , ليس قاتلا منحرفا جنسيا. انه ماكس. خفت حدة ضربات قلبها . ولكنه لم يهدأ بالطبع . قلبها لم يكن هادئا ابدا وماكس حولها . بدأ جسمها يرتجف.وامسكت بالعروسة اللعبة جيدا.
بدا مظهره رائعا بالملابس التى يرتديها.ويبدو انه فى منزله فى نيويرك سيتى ايضا.وقع بصره على الدمية التى تمسكها بين ذراعيها. وكانت نظرته غريبة
قالت متساءلة((ماذا بحق الجحيم تفعل هنا؟ كدت ان تصيبنى بسكتة قلبية! كيف وصلت الى هنا على اية حال؟))
قال(( ان التى معك عروسة ))
قالت (( ماذا تظنها تكون؟ ))
قال (( طفلة.الطريقة التى كنت بها تجلسين جعلتها تبدو حقيقية ))
قالت((حسن ,لم تكن حقيقية,وانت لم ترد على سؤالى ,كيف دخلت المنزل؟ ))
قال((جده نحيفة دعتنى ادخل,بدت ان لها مشكلة مع المشى, واخبرتنى بمكانك وقد وجدت طريقى))
((كيف دخلت من البوابة؟ ألم يكن هناك اى احد؟ ))
((اوه, نعم.كان هناك احد,رجل ضخم مثل الغوريلا ببدلة يونيفورم وبندقية.لكنه كان نائما مثل طفل ووجدت من الخجل ان اوقظه.كانت البوابة مفتوحة))
تنهدت كاترينا.
لا يمكنك الاعتماد على اى احد بعد ذلك , هذه الايام.كانت تود لو كان جرس الانذار يعمل.الحارس الذى يأتى ليلا من المحتمل ان يكون طالبا جامعيا ينام الليل. تنهدت. مشاكل , مشاكل.تود لو تم الاعتناء بكل ذلك حتى تتسنى لها العودة الى سان بارلو حيث يمكنها ترك بابها ونوافذها مفتوحة ليلا ونهارا.
ماكس (0 هذا قصر ))
قالت (( منزل اجدادى .اجيال عاشت هنا )) ليس قلعة اسكتلندية من الرقون الوسطى , ولكنه بالمقاييس الامريكية فهو لا بأس.
لم يكن من المفروض ان يكون هنا , فماذا يفعل هنا فى نيويورك؟
سألته (( ماذا تفعل هنا؟ ))
(كان على ان اجرى مقابلة, وكان على ان اقابل الناشر فى نيويورك.وفكرت فى ان ازورك)
كانت تريد ان تكون بعيدة عنه. العلاقة معه معقدة جدا وتدعو للتوتر.

كانت ما تريده بسيطا وسهلا :احبه ويحبنى طول الوقت والى الابد .هل هذا الطلب كثير جدا؟
لقد رحلت منذ اسبوع ولم يتفوه بكلمة عن اى لقاء او ناشر
ونظرت اليه فى سكون . لا بد من التخلص منه على اية حال . لم تكن تريده هنا , فى منزل طفولتها وهى تتخلص من الماضى.
(( ماذا تفعلين بالضبط؟ ))
(اتخلص من الماضى وممتلكاتى.فأنا واخى بصدد بيع المنزل وانى احاول توضيح ما سأفعله بالاثاث والتحف الفنية وغيرها)
( ما رأيك فى جولة فى المكان؟ )
( لا سوف يحضر ناس الى هنا . اضافة الى انك تقوم بالبحث ولا اريد خلفيتى يتم تسجيلها فى كتابك )
( ما الذى حدث لك يا كاترينا؟ )
( لا شئ )
( ألا يمكننى قول او فعل اى شئ دون ان تفترضى ان لدى دوافع خفية؟ )
قال ( وماذا عن العشاء الليلة ؟ )
قالت ( لا )
( لماذا تفعلين هذا ؟ وما الخطأ فى انى القى نظرة على هذا المنزل؟ وما الخطأ فى ان نخرج سويا ؟ ما الذى تخافين منه يا كاترينا ؟ هل لأنك تحبيننى ؟ )
قالت ( ان عندك غرور . ألست كذلك ؟ )
شاهدت الغضب فى عينيه,أمسك بذراعيها ليساعدها على الوقوف على قدميها
وقال ( الآن انصتى لى ! بدأت افيض من سلوكك هذا , وهو سلوك أحمق , هل تفهمين ؟ )
( ابعد يديك عنى ! ) وكانت تتحدث فى ثورة.
قال ( لا لن ابعدهما .كنت آمل ان تعودى الى رشدك بعد المشهد الغاضب فى الليلة التى قبل ان تغادرى الجزيرة ) وامسك بذقنها واضاف : ( دعينى اوضح لك شيئا يا كاترينا . ليست كل محادثاتى وأفعالى أن تتكيف بالضرورة لتناسب عملى . فأنا كاتب , نعم . وآخذ الهامى حيثما استطيع ان اجده. وانا ايضا رجل عاش واختبر الحياة بالطريقة التى معظم الناس عاشوها واختبروها. عندما ابدى اهتماما بهذا المنزل , ذلك لأنه المكان الذى نشأت فيه وانت يا كاترينا شخص فى حياتى اجده ممتعا للعديد من الاسباب , لا تمت بصلة لايزابيل)
قالت ( لقد اطريتنى جدا ) وابعدت يديه عن ذراعيها وابتعدت عنه.
قال ( لا تتصرفى مثل طفلة مزعجة مدللة . والآن , هل نبدأ الجولة ؟ أود أن أرى المنزل . ما رأيك فى جولة ؟ )
هناك عدة اشياء متنوعة ارادت ان تقولها له . انها لحسن الحظ كان ذهنها حاضرا واحترام ذاتها مما جعلها تحتفظ بهم لنفسها.
وقالت ( مثلما قلت فعندى موعد مع ناس الxxxxات وقد يحضرون فى اى دقيقة. فالأمر غير ممكن الآن )
قال ( ما رأيك فى باكر ؟ )
( ربما بعد ظهر باكر , فى وقت متأخر )
قال ( ممتاز )