وقالت (( عظيم ! )) ثم فتحت الطرد وأخرجت شريطى فيديو.
ماكس (( ما هذا ؟ ))
(( افلام . صديقتى مارى لو نسختهم لى )) والتقط احد الشريطين وقرأ ما هو مكتوب.
وقال (( دوريس داى ؟ لك صديقة تنسخ افلام دوريس داى لك ؟ ))
(( وما الامر بشأن دوريس داى ؟ ))
(( ألم تكن قبل ان تولدى ))
قالت (( كذلك موزار , رمبرانت وشكسبير ))
ضحك (( حينئذ ماذا تحبين فى تلك الافلام ؟ ))
قالت (( انها افلام رومانسية ولها نهايات سعيدة . والابطال دائما رائعين ))
كارى جرانت كان احدهم.
قال (( تحبين الافلام الرومانسية ؟ ))
قالت (( نعم )) وابتسمت ابتسامة مشرقة.
قال (( فهمت ))
كان ماكس رجلا مهذبا فى الحقيقة ومتحدثا ممتعا , وتوقفت لأنها لا تريد الاسترسال فى الجانب العاطفى لطبيعته .
بعدما فرغ ماكس من طعامه سأل (( أنت اذا تحبين الأشياء الرومانسية . وماذا عن الحقيقة ؟ ))
(( انا مشبعة بالحقيقة . احتاج الى الخيال كفترة راحة . الخيال شئ جيد للروح ))
قال (( هل قمت بالتخيل كثيرا ؟ ))
(( نعم . طوال الوقت )) وابتسمت ابتسامة حلوة.
قال (( ماذا تخيلت ؟ ))
قالت (( أوه , كل انواع الاشياء . ماذا سأفعل لو كنت رئيسة الولايات المتحدة )) وكانت تكذب
وابتسمت ثم قالت (( هل ايزابيل تتخيل كثيرا ؟ ))
(( انى قائم بدراسة الأمر ))
قالت (0 لم تتخيل فى ان تكون رئيسة , ربما تتخيل الرجال , كثير من الرجال يذهبون الى الادغال وهى ذاعبة معهم . ويزدادون رغبة عاطفية تجاهها , وعليها أن ... ))
قال (( ولتصمتى يا كاترينا ))
قالت (( اشكرك . انى فقط احاول القيام بعملى كمساعدة ملهمة لك ))
ثم رمقته بنظرة ونهضت من امام المنضدة واضافت (( حسن , لن اهتم بك بعد ذلك ))
والتقطت شريطى الفيديو وهمت بالذهاب لكنه امسك بيدها.
قال (( احب ان تهتمى بى يا كاترينا ))
(( ليس لدى وقت للألعاب . لدى عمل اقوم به ))

وسمعته يضحك وهى ذاهبة خارج الحجرة . وابتسمت بينها وبين نفسها .
وحقيقة كان هناك عمل للقيام به . مكالمات هاتفية تجريها , مراجعة قوائم , اعداد قائمة الطعام , الى اخر هذه الأمر , ستذهب الليلة لتناول العشاء مع ساشا , لأجل اتخاذ القرار نهائيا . القرار الكبير . هل ستستقر أولا تستقر فى سان بارو وتقوم بالأعمال التجارية مع أعشاب ساشا الزراعية؟ ))
انه أمر مثير ومرعب فى الوقت نفسه.

جلست الى مكتبها تراجع دليل الهاتف وتطلب شقيقها الذى عاد من اوروبا.
تم بيع المنزل الذى فى لندن الى شيخ عربى , وتيلر أخبرها بذلك . حان الوقت بالنسبة لها لتحضر الى نيويورك لتتعامل مع محتويات المبنى حتى يمكن عرضها للبيع كذلك. كان شهر فبراير ودرجات الحرارة تحت التجمد فى نيويورك.الثلج فى اكوام قذرة على جانبى الطريق. تهب الرياح مباشرة من شمال القطب.نظرت كاترينا الى البحر الذى تسطع عليه الشمس وارتعشت.
وقالت (( هل يجب على ان اذهب ؟ ))
قال تيلر (( لا , سأعد المنزل للمزاد العلنى ...))
(( حسن , حسن سأحضر ))
وفكرت فى حجرة طفولتها بسرير جدتها النحاسى القديم فيها : رسومات امها , كرسى والدها الجلدى الضخم . تذكرت عندما كانت تجلس فى حجر أبيها على الكرسى بينما كان يقرأ لها قصة. ذكريات متزاحمة فى ذهنها.
اتصلت بمارى لو التى عادت أخيرا من رحلة التزحلق فى نهاية الأسبوع. اخبرت كاترينا بالأمر , انصتت كاترينا بصبر كما يجب ان تكون الصديقة الجيدة .
ثم شكرت مارى بخصوص شريطى الفيديو واخبرتها بأنها سوف تحضر الى نيويورك فى غضون يومين.
قالت مار لو (( عظيم ! )) واضافت (( هل ستبقين هنا , أليس كذاك؟ ))
وعرضت مارى لو عليها قائلة (( سأعطيك ملابسى الشتوية )) حيث احتفظت بها مارى بعدما قامت كاترينا ببيع الشقة
مارى لو (( حسن , دعينى أعرف متى تصلين لأحضر والتقطك ))
كاترينا (( هل راجعت المكتبة بشأن كتب ماكس ؟ ))
ليس هناك أثر لكاتب باسم ماكس لوريللو فى نظام المكتبات برمته فى نيويورك سيتى . وقالت مارى لو (( ربما يكون مزيفا )) وأضافت (( ربما هذا ستار وهو جاسوس او مجرم مختبئ ))
(( هل انت متأكدة من انه شخص مؤتقى , يا مارى لو ))
ضحكت مارى لو وقالت (( ربما يستخدم اسما مستعارا . هل سألتيه ؟ ))
(( لا . لا اظن ذلك )) ولم يسألها ايضا.

ماكس لم يظهر ثانية بعد ظهر ذلك اليوم , وكلاهما خرجا للعشاء تلك الليلة . عندما عادت كاترينا من زسارة ساشا , شاهدت الضوء تحت باب مكتب ماكس. كان قد عاد لتوه من العشاء وعاد الى العمل.
كانت ثائرة بما لم تستطع النوم . تزاحمت الأفكار والظنون فى رأسها. انكفأت كاترينا وساشا على الخطط والاوراق والتخطيطات المالية وخططتا بدء العمل التجارى بالنسبة للأعشاب الزراعية فى شبكة من الأحواض الزجاجية لحمايتها من الآفات والأمراض أعدت ساشا الجزء الخاص بها من البحث , وكذلك كاترينا أنهت الجزء الآخر.
تنهدت كاترينا. كان الشعور رائعا فى نهاية الأمر للتوصل الى هدف حقيقى , شئ للقيام بعمله. والاسبقية الآن هى الحصول على قطعة ارض والبدء فى بناء الأحواض الزجاجية.اخذت دشا طويلا باسترخاء لكن هذا لم يهدئها.
ان لم تشغل نفسها بشئ آخر سترقد طول الليل تفكر.
ان ما تحتاجه هو فنجان شاى بابونج الذى ينفع الهيستريا والارق والكوابيس واضطرابات المعدة. لكنه للاسف لا يوجد البابونج. الآن ما العمل؟
ثم تذكرت الافلام ! دوريس داى تنقذ الموقف !
نزلت الى المطبخ واعدت لنفسها فنجانا من شراب النعناع – وهو جيد للهضم والصداع والدوحخة والبرد والحمى ودوار البحر. وجلست امام جهاز التليفزيون حيث شاهدت فيلمين واكلت كعكتى المانجو ولا زالت لا تريد النوم.
ثم بدأت تشغيل الفيلم الثالث . ان كل ما يجب عمله فى الصباح هو التأكد من أن أعشابها قد تم ريها.
سمعت ماكس يحضر اليها حيث قال (( ظننت انك ذهبت الى السرير من مدة طويلة ))
كاترينا (( لست متعبة ))
ماكس شرب كأسه أخذ يشاهد التليفزيون
كاترينا (( اذهب ))
(( انا ذاهب . سأذهب للاستحمام ))
(( الآن ؟ فى منتصف الليل ؟ ))
(( ولما لا ؟ والا لن انام ))
(( السباحة ليلا خطيرة ! ))
قال (0 لا , ليست خطيرة , فلست بغبى , لن اسبح مسافة طويلة . لن استغرق وقتا طويلا ))

عاد ماكس بعد عشرين دقيقة من السباخة ويبدو منتعشا جدا – رجل مستعد لأى شئ . رجل مستعد لعبور الصحارى والادغال والجبال . ذلك الرجل الذى كان قد قبلها منذ فترة ليست بعيدة , رجل افقدها توازنها وجعل قلبها يدق بسرعة.
shell
قالت (0 كيف كانت السباحة ؟ ))
(( مريحة جدا ))
قالت (( هل ايتبعدت ايزابيل عن نظامك ؟ ))
(( ولنترك الحديث عن كتابتى , أليس كذلك ؟ فلدى راحة من العمل . هل من فضلك كأس آخر؟ ))
كانت تريد ان تخبره بالحقيقة عن عدم وجود اى كتب بايم ماكس لوريللو موجودة فى متروبوليتان نيويورك, لكن غريزتها اخبرتها بأن هذه اللحظة ليست مواتية.
ذهب وصب لنفسه كاسا اخر واكاترينا ايضا ,ثم جلس بجوارها يشاهد التليفزيون وسألها (( كيف الحال مع دوريس داى ؟ ))
قالت (0 كانت خائفة من كارى جرانت ان يمارس الجنس معها . امرأة سخيفة
ضحك ماكس وقال (( الآن ذلك ما اسميه رومانسيا))
اخذت الريموت كنترل وابطلت تشغيل الفيلم
قال (( لماذا فعلت هذا الان؟ ))
(( لا اريد ان اتحملك ))
(( لم يحدث لى ضجر . كنت امتع نفسى ولتقومى بتشغيله ونشاهد ما تبقى من الفيلم معا.اريد ان اعرف النهاية))
(( سوف يتزوجها , تلك هى النهاية ))
قال (( استغنيت عن مشاهدة الفيلم ) ,واضاف (( لا يجب ان تتهخلى عن نهاية الفيلم . أنت مفسدة المتعة))
التقط الريموت كنترل ليقوم بتشغيل الفيلم ولكنها حاولت انتزاعه من يده.
وقال (( هل تريدين التصارع ؟ )) وجلس لكنه لم يقم بتشغيل جهاز التليفزيون , واخذ ينظر الى وجهها حيث ابدى تعليقا حينما قال : انت جميلة جدا , ولكننى افترض ان كثيرين اخبروك بهذا ))
قالت (( العشرات من الرجال ))
قال (( توقعت ذلك , انه عبء بالنسبة لامرأة أليس هذا ؟ ان تكون جميلة . اخواتى قلن لى ذلك ))
قالت (( استمتع بذلك تماما ))
(( اخواتى تشتكين من الرجال لأنهم مهتمون بأجسادهن ))
(( حسن , نعم . هناك ذلك ))
(( كيف عرفت ذلك ؟ ))
(( اعتدت الكشف عن الماس أمامهم وأقول اننى كنت متزوجة ولم اخادع ))

هز رأسه وقال (( انه بالنسبة لرجل يجوس هنا وهناك ما من شئ يضايقه اكثر من المرأة الفاضلة والآن ؟ ماذا تفعلين حاليا؟ ))
(( ليست هناك مشكلة على الجزيرة . وليس هناك رجال طلقاء من قيود الأخلاق ))
قال (( هناك أنا ))
(( هل انت مهتم بجسدى؟))
(( بحق الجحيم , لا . كل ما اعتنى به هو عقلك ))
(( حسن , حسن . حينئذ ما من شئ لأقلق بشأنه , أليس كذلك ؟ ))
(( لاشئ , ثم قام بتشغيل التليفزيون , قال : ولنشاهد باقى الفيلم كارى جرانت تزوج دوريس داى وأنجبا طفلا.
وتنهدت بعمق عمدما انتهى الفيلم , وكان الوقت متأخرا , سمعت من النافذة المفتوحة أصوات الناس يحتفلون بحياتهم.
shell
ارادت ان تحتفل هى الأخرى بحياتها. شعرت بأنها تحسنت. فازداد وزنها.
قال (( هل هذا ما تتخيليه؟ )) واضاف (( رجل وسيم وثرى يوقعك فى ورطة ويتزوجك؟ ))
قالت (( لا اهتم بأنه وسيم وثرى . لقد حاولت ذلك مرة ولم افلح))
(( حينئذ ماذا تريدين ؟ قصيرا , اصلعا , فقيرا؟ ))
(( ليس لدى النية , ثم تثاءبت ووقفت على قدميها وأضافت (( انا مجهدة , سأذهب الى السرير ))
(( انت جميلة . اريد ان المسك , واعرف كل جزء فى جسدك ))
(( اظن انك لم تكن مهتما بجسدى ))
(( لست مهتما . انما اتظاهر فقط ))
كان يقوم بالبحث من اجل روايته . كان يستخدمها كايزابيل كلها لعبة لتحريك بعض الالهام.
قالت (( وقت اللعب قد انتهى ))
قال (( ماذا ؟ ))
(( لا اريد ان العب بعد ذلك )) قالت ذلك بشجاعة
قال (( من الذى يلعب ؟ لا تقلقى يا حبيبتى . لست الذى افرض نفسى على النساء . كل ما عليك هو ان تقولى لا ))
وقالت (( لا ))

تجنبته كل طعام الافطار صباح اليوم التالى وذهبت الى دار الايتام لتمضى الوقت مع ساشا , وبعد ظهر اليوم بدأت تعد الحقيبة لرحلتها الى نيويورك.
shell