كاتب الموضوع :
SHELL
المنتدى :
كوكتيل 2000
رد: 49 - جدى الحبيب
رددت ذاهلاً:
- جنسي الحقيقي؟!
مطّ شفتيه، وهو يقول بصرامته الخشنة:
- أمك خالفت القواعد، وفرّت من هنا، وتزوّجت بشرياً، وكنت أنت نتاج هذا الزواج.. لم نكن نعلم ما إذا كنت تحمل في جيناتك خلايانا أم لا، وكان من الضروري أن نحضرك إلى هنا؛ حتى نكشف هذا.
استرخى جسدي، من فرط ذهولي، وعقلي يسترجع كل ما مرّ بي، منذ وصولي إلى منزل جدي، وما بدا لي كأمور يستحيل فهمها، وغمغمت مستسلماً:
- إذن فكل ما رأيته وواجهته هنا كان.....
قاطعني جدي، قائلاً:
- مجرد وهم.. وهْم صنعته واحدة من آلاتنا المتطورة، التي تجعلك تحيا فيه بكل حواسك، كما لو كان حقيقة ملموسة..
وأضاف عدنان، بابتسامة باهتة:
- الواقع أنك لم تعد في وعيك، منذ وضعت قدميك في السيارة، أمام مطار بيروت.. أجهزتنا أفقدتك وعيك مباشرة، ثم سيطرت على عقلك؛ لتحيا في عالم افتراضي، صنعناه لك.
قال جدي، وهو يشد جسده في صرامة:
- كان الهدف هو إنهاك عقلك بمتناقضات لا حصر لها، تجهد مشاعرك وخلاياك البشرية، حتى تتغلب عليها خلايا بني جنسك.
ثم مال نحوي بشدة، مضيفاً:
- ولقد نجح هذا تماماً.
أشار عدنان إلى الجهاز، وهو يقول:
- جهازنا أكد أن خلايا جنسنا قد انتصرت أخيراً، وأنك قد صرت بالفعل واحداً منا.
أضاف جدي بصرامته الخشنة:
- ولقد عملنا على ألا تستيقظ خلاياك البشرية، إلا بالقدر الذي لا يسمح لها بالسيطرة على كيانك مرة أخرى.
غمغمت في مرارة:
- أتعني أنني لم أعد بشرياً؟!
أجابني في حزم:
- في الجزء الأعظم منك.
ثم بدأ في حلّ قيودي مع عدنان، وهو يضيف:
- والواقع أن هذا سيضيف إليك قوة جديدة، تؤهلك لاحتلال موقعي، بعد أن حان وقت عودتي.
سألته في استسلام عجيب:
- عودتك إلى ماذا؟!
أجاب في صرامة:
- ستعرف كل هذا مع مرور الوقت.
كانا قد حلا قيودي كلها، فنهضت في بطء، أتطلع إليهما في استسلام كامل، في حين خلع جدي معطفه الأبيض، وناوله إلى عدنان، وهو يقول:
- هذا المنزل صار ملكاً لك، منذ هذه اللحظة، وعدنان سيبقى معك لرعايتك، وليشرح لك كل ما تريد معرفته، حتى موعد اللقاء.
سألته بنفس الاستسلام:
- أي لقاء؟!
أجاب، دون أن يلتفت إليّ:
- ستعلم في حينه.
ثم اتجه نحو ذلك الصندوق الزجاجي، الذي يحوي الوعاء، الذي أخبرني عدنان أنه يحوي رماده، عندما كنت أحيا في ذلك العالم الوهمي الافتراضي، وهو يضيف:
- وعليك أن تعلم، ومنذ هذه اللحظة، أنه لم يعد مسموحاً لك بمغادرة هذا المنزل بعد الآن.. أبداً.
كان هذا القول كفيلاً بإثارة كل غضبي وتوتري فيما مضى، ولكن العجيب أنني قد استقبلته في استسلام عجيب، وأنا أردد بلا انفعال:
- أبداً؟!
|