كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الأول )
وخطر لكوري ان العزيز المسكين ليس بالوصف المناسب الذي تطلقه على الكلب في هذه اللحظة. شعرت وكان رئتيها ستنفجران, وحلقها وصدرها يلتهبان. لقد خطرت لها القاب واوصاف عديدة يمكنها ان تطلقها على هذا الكلب حاليا منتدى ليلاس . لكن العزيز المسكين لم تكن ضمنها.
بعد ان توقف روفوس اكثر من مرة ليتشمم محيطه همس عدن استجمعت كوري قواها كلها وصاحت به غاضبه : "قف يا روفوس"
وكان هذا في اللحظة التي استعد فيها روفوس لمرافقة كلبة صغيرة الحجم, فالتفت لنظر اليها بعينيه البنيتين بشيء من الحيرة وكأنه لا يفهم لما لا تشارك في هذه اللعبة الرائعة التي نظمها. واغتنمت هذه الفرصة فزمجرت" قف ياروفوس،تعال"
وكانت مسافة قصيرة تفصلهما ,لكنها لم تعد تستطيع الركض، لشعورها بالم حاد في جنبها.ولم تعرف ما إذا كان صوتها الشرس ام توقفها عن الركض جعله يدرك فجأة ,ان الامر ليس على مايرام ليلاس، وبعد لحظة من التردد عاد يحث السير نحوها مباشرة ،مصمماً على ان يوثر فيها بطاعته, بحيث لم يلاحظ الرجل الطويل الانيق الذي يهم بعبور الطريق ، مرت لحظة طويلة تواجه فيها الرجل والكلب، واذا بعضلات الكلب الضخمة توقع الرجل السيء الحظ ارضاً.
طارت حقيبة الاوراق الجلدية الفاخرة من ناحية، والسترة الانيقة المعلقة على ذراع الرجل من ناحية اخرى،وكل ما استطاعت كوري ان تفعله هو ان تنظر الى ما يجري برعب بالغ. استقر الرجل على ظهره بقوة هزت الارض ما جعل روفوس يدرك فظاعة غلطته، فتسلل خلسة من خلف منتديات ليلاس الرجل الطريح على العشب.وعندما وصلت كوري اليهما كانت اذناه منسدلتين على وجهه وفكه متدلياً وكأنه يهم بالبكاء.
- انا آسفة, انا اسفة جدا جدا.
وركعت بجانب الرجل بسروالها الجينز الازرق وقميصها الوردي وشعرها البني الذي يصل الى كتفيها.
بقي الرجل جامداً لحظة اخرى، ثم مالبث ان اخد نفساً عميقاً بآهة معذبة .ربما لم تكن اللحظة المناسبة لملاحظة قامته الرائعة. كان طويلاً قوياً ذا رجولة مثيرة للغاية , يبرزها شعره الفاحم.
ابتلعت كوري ريقها قبل ان تقول: "هل من كسر في جسدك أو أي إصابات اخرى؟"
تلاقت عيناها بعينيه العميقتي الزرقة ،كانتامهلكتين فنظرتهما الحادة تقول اكثر مما يمكن للكلمات ان تعبر عنه، وعندما جلس مدت يديها تحاول ان تساعده فأبعدهما بحركة عنيفة، ولسوء الحظ اختار روفوس تلك اللحظة ليقدم اعتذاره بان يلعق وجنته،جمد الرجل لحظة, لكنه بقي صامتاً الى ان وقف على قدميه.
كان طويلا للغاية وغاضباً جداً.
- هل هذا كلبك؟
- آسفة.
كانت قد وقفت هي ايضاً, واخدت تنظر إليه رافعة الرأس وقد جمدتها نظراته الملتهبة غضباً والقسوة التي اسبغها فمه المتصلب على ملامحه الوسيمة ,وتشتت ذهنها.
قال بغضب وهو ينظر الى روفوس "هكذا اذن ؟يا الهي! ماهذا الذي يأكله؟"
كلا... هذا غير ممكن. واخرجت الهاتف الخلوي من بين شدقي الكلب, لكنه كان قد تحطم. لم يلاحظ اي منهما الكلب وهو يدس أنفه في جيوب الستره المطروحة على الارض.
سألته بصوت خافت رغم انها تعرف الجواب سلفاً: "هل...هل كان باهظ الثمن ؟"
تجاهل يدها الممدودة ببقايا الهاتف وتنفس بعمق ولم يجب وهو يستعيد حقيبة اوراقه وسترته مجفلاً قليلاً.
|