كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل التاسع والاخير )
كيف أمكنها أن تفعل هذا ؟ كيف تصرفت بهذا الغباء ؟ بقدر ما بدا تصرفها هذا معقولاً بعد ان سمعت حديثه مع مرغريت , رأت الآن أنه خطأ بالغ . لم تفهم نفسها . لم تفهم نفسها على الإطلاق . لقد قال إنه يحبها . لا بأس! قد لا تعني مشاعره وضع خاتم في إصبعها لكنها بداية . اما الآن ...
بعد فترة , أرغمت نفسها على التوجه إلى غرفة نومها , لتخلع ملابسها . وقفت تحت الماء الدافئ لبعض الوقت , لكن هذا لم يساعد على تخفيف الألم الساحق في قلبها . وبعد أن غسلت أسنانها , ارتدت ملابس نوم قديمة دافئة ثم صعدت إلى السرير . وبعد نصف ساعة عادت إلى غرفة الجلوس , لا تعرف ماذا تفعل .
ستذهب إليه في الصباح , وتتجرع كأس المذلة , ستزحف على الأرض عند الضرورة . نظرت إلى الساعة . إنها الثالثة صباحاً. كيف ستحتمل الساعات المتبقية من دون ان تجن؟
اتسعت عيناها حين سمعت صوت جهاز الاتصال الداخلي وخفق قلبها . وتصورت على الفور شرطياً يقف عند الباب الخارجي يحمل لها خبر اصطدام سيارة نيك وموته .
اندفعت إلى الردهة , وضغطت على زر الجهاز بيد مرتجفة " نعم , من هناك ؟"
- كوري؟
كاد يغمى عليها ويه تسمع صوت نيك. واخيراً استطاعت أن تتكلم " نيك؟ لماذا عدت "
قال ساخراً , من دون أي أُر لغضبه الماضي " طرحت على نفسي السؤال نفسه . أيمكنني أن أصعد ؟"
- ماذا ؟ نعم , نعم .
وفتحت الباب الأمامي وهي لا تصدق أنه هنا. لقد عاد إليها . عليها أن تخبره . هذه هي فرصتها . لا تدري ما الذي أعاده لكنها لن تفوت الفرصة مرة أخرى .
فتحت باب الشقة وخرجت في الوقت الذي وصل هو فيه إلى قمة السلم " نيك"
وألقت بنفسها عليه بقوة كادت معها أن تلقيهما معاً إلى أسفل السلم, لولا أنه تمالك نفسه في آخر لحظة " نيك ... نيك . لم أكن أعني ذلك. كنت غبية ومجنونة . لا أريد أن تنتهي علاقتنا , لا أريد"
وسالت دموعها التي بقيت تحبسها طوال الليل كسيل جارف , وراحت تنوح باكية .
شعرت به يحملها فبقيت متشبثة به . أدخلها إلى الشقة وأغلق الباب خلفه ثم سار إلى الأريكة حيث جلس وهي على ركبتيه . وكانت ذراعاها حول عنقه, وقد تملكها الرعب من أن يتركها قبل أن تتمكن من أن تقول ما تريد قوله . لكنها وجدت صعوبة في أن تتكلم بينما الدموع تخنقها وأنفها يسيل.
تركها تشهق فترة على صدره قبل أن يزيح ذراعيها ويخرج من جيبه منديلاً مسح به عينيها وأنفها .
وراحت تردد " نيك , آه نيك "
- مهما كان ما توقعته , لكنه ليس هذا.
كان في صوته تسلية لكنها لم تهتم . إنه هنا وهذا يكفي " كم كنت غبية "
وجاهدت لكي تكف عن البكاء , لكنها لم تستطع أن تسيطر على دموعها " لم أكن أعني ذلك . كل ما في الأمر هو أنك لا ترغب في الالتزام , فظننت أن ما قررته هو الأفضل , لكنه ليس كذلك"
- أهدأي يا حبيبتي , اهدأي.
حبيبتي . دعاها حبيبته . وفجأة , رأت نوراً في نهاية النفق .
|